لنوقع هنا ... لأجل إستئصال شأفة { التغويص } ... من حياتنا السياسية

تواضعت مقادير سياستنا السودانية ...
فأنجبتنا أدبا عضيرا ... شائها , أورثتنا
السيئ والمعيق من تقاليد السياسة ,
فناءت أحمالنا بتلك المصطلحات الفاسدة
المسفدة ... أنتقيكم منها اليوم { التغويص }
دلالة الخيانة وجسر العبور من بئية الناس
إلى بيئة الحيوانات السياسية المفترسة .

يحط التغويص بمقدار فى معظم تنظيماتنا
السياسية , خاصة تلك التى ذات إهاب
آيدولوجي ومطرح أحادي ... فتراها تنشغل
وكثيرا بإختراق التنظيمات الأخرى وترسل
عيونها إلى مضاربهم الهامة والحساسة , لكي
تؤسس على قواعد الإختراق هذا مجمل مواقف
وإفتراضات ... وغض النظر عن صحتها أو
خيبتها ... إذن فهي لديهم مهمة حزبية جليلة
وخطيرة ينتقى لها من يجيدها ومن يستطيع
إخراج حياته من نسقها الطبيعي إلى أنساق
مستعارة { يعني من يفلح فى أن يكون ممثلا
طوال حياته }

فمعروف للقاصي والداني حجم الظاهرة ومدي
توغلها فى ثرى العمل السياسي السوداني ,
لهذا فلن يكون فى معروضي هنا تفاصيل حول
مآلاتها وعدد ضحاياها ومستوى إعاقتهم النفسية
والوجدانية .

لكن أفدح الخسائر هو الحامل الأخلاقي للمشغل
السياسي ... إذ أن التغويص فى الأدب الديمقراطي
هو جريمة نكراء تصيب تنظيمها بأكبر الخسائر
والعقوبات السياسية والقانونية والأخلاقية , وما
فضيحة { ووترقيت } ببعيدة عن الأذهان لمن
أراد أن يعتبر .

كما أن التغويص هو سلاح العاجز والذي يحول به
ضعفه وذرائعيته دون الخوض فى لجج الصراع
السياسي من على أبوابه ومداخله المشروعة , وتماما
كما { الميكروب } والذي يتسلل إلى الجسد خلسة
ودون إذن ... ويعمل عمائله تلك .

ومع تقاطع فكرة التغويص مع الديمقراطية منهجا
ومفعلا ... فإن كثير من تنظيماتنا تمارس التغويص
فيما تروج للديمرقراطية كذلك ... وبالطبع فليس
العيب هنا في الديمقراطية كفكرة سيارة , إنما العيب
فيمن يدعو للديمقراطية بلسان ويطعنها بمدية فى آن .

ولا يخفى أن الهدف من التغويص هو تسميم تنظيم
لتنظيم آخر حتى يرتبك الصرف الكيميائي للأخير
ويؤول مصيره إلى ضعف وفشل ... والذي يقابله
من الطرف الآخر ما يعتقدونه نجاحا وظفرا .

فكل الموضوع تغريبا هو صراع سياسي ينتهي
إلى أهداف سياسية ... لكن عبر وسائل غير مشروعة
وغير ديمقراطية ... ولا أخلاقية .

فعلى حجم خطورة هذه الظاهرة , وبمقدار ما إعتورته
على مسارنا السياسي وبقاطع تعارضها مع آليات
الصراع الديمقراطي وساقط فعلها من حاضنة الأخلاق
وغائر تشويهها لضحاياها هنا وهناك , كما تطلعا لإتساق
نتحراه بين قول وفعل , وإحتراما للتقاليد الديمقراطية
وتأسيسا عمليا لمبدأ الشفافية وسعيا لتحسين مناخ الممارسة
السياسية السودانية وتبرئته من أدوائه العضال , وإستعادة
للعمق الأخلاقي فى عملنا السياسي وللبعد الإنساني فى
أهم حقول العمل العام ...

فلنتطلع لموقف واضح ومحدد من جانب ناشطي مجتمعنا
السياسي وقادته والمتوالين معه فى رفض تلك الظاهرة
وإقصائها دون هوادة ... فهنا دمل ينبغي إستئصاله
والتخلص من آثاره السياسية والمعنوية والإجتماعية .

ولنبدأ من هنا ... من هذا البورد ... ولتنطلق الدعوة دون
تردد ولا وجل ... حتى تستقر بندا ملحا على طاولة كل
تنظيماتنا السياسية ... ولن نخسر حينها غير قيد مقيت .

ومودتي

العزيز حيدر

و الله هبشت في اللحم الحي تب
قبل استرسل استرجع كلمة شجاعة جدا قالها العزيز دكتور حيدر بدوي هنا
و هي تمثلت في دعوته لممارسة سياسة نقية متخلق بالخلق القويم و اضافة حقيقة مفادها ان دا نهج ما مسبوق.
لنا تجرب نعتز بيها جدا اسسناها في الحركة الطلابية في الهند. اول الثوابت القمنا عليها هي تهذيب العمل السياسي و اعلنا بلا تردد في بيانا التأسيسي اننا نرفض رزيلة زراعة الكادر في الكيانات الاخري و بأننا لن نتوانا في فضح من نكتشفه في تنظيمنا ببيان, و قد حدث ان اكتشفنا مثل الدمامل البشرية و فضحنا امرهم و امر تنظيماتهم. حسب الفهم السائد يعد مثل هذا العمل الساقط فهلوة سياسية و الكيان البتزرع فيهو كادر يعد ضعيف و يستحي من الاعلان عن ما يحدث له. هذا التعامل المنفتح و المخالف للسائد اكسبنا ثقة القواعد الطلابية فاكتسحنا الساحة في فترةوجيزة حتي اننا اسهمنا في وحدة الحركة الطلابية في شبه القارة الهندية و انفردنا بقيادة الافرع و مركزية الاتحاد الموحد. كفرنا بالعمل البوليس و مكاتب الامن المعلومات التي تحوز بجل اهتمام التنظيمات الاخري حتي تكاد تكون بغير نشاط او عمل داخلي يحتاج التأمين اصلا.
ركزنا علي تمتين بناءنا الداخلي و تفعيل دور العضوي عبر العمل القاعدي الذي يملك العضوية كامل حق اتخاذ القرار. احيك علي هذه المبادرة الكريمة و اتفق معك تماما و هذ من الركائز التي من المفترض ان ترتكز عليها القوي الجديد و الديموقراطية.

العزيز ... نصار

كل سنة وإنت طيب

كلامك صاح ... فهنا قضية لا بد وأن يحرسها
الناس كما فعلتم فى الهند , فالتغويص { جريمة }
ينبغي إستئصالها ولما أوقعت من الضحايا
ما هو كاف للندم لبقية العمر , والتغويص هو
حيلة العاجز الذي يستعيض عن الحوار
والتبادل الفكري والسياسي بالخسة والتآمر,
وبالطبع فهو يضيف إلى رداءآت زمننا
السياسي الكائن وهو يخصم من معدلات
نهضته وإحتمال إصحاحه لبيئته السياسية,
وهو كذلك يعيق المشروع الديمقراطي
الذي ندخره لإقالة عثرة السودان ونهضته.

فمرحبا بك فى مستهل هذه الحملة ... وأنت
من أجملنا .

مع مودتي

مهلا ... وحدثونا إذن , ماذا تستنطق
ساعة زمننا السياسي ... غير حوانث
الميقات ... والرؤية ... فالوطن ؟

Quote: ومع تقاطع فكرة التغويص مع الديمقراطية منهجا ومفعلا ... فإن كثير من تنظيماتنا تمارس التغويص فيما تروج للديمرقراطية كذلك ... وبالطبع فليس العيب هنا في الديمقراطية كفكرة سيارة , إنما العيب فيمن يدعو للديمقراطية بلسان ويطعنها بمدية فى آن .

اتمنى ياحيدر ان تستمر فى هذا التحليل الواعى وان تتعامل معه بجدية بمعنى ان تستمر فى التحليل ويتم توثيقة ليس على الشبكة العنكبوتية فحسب بل فى كتاب ليبقى للاجيال القادمة

الى ان اعود بوجهة نظرى لك الف تحية