الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة

الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة


03-10-2006, 10:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=225&msg=1184509280&rn=12


Post: #1
Title: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-10-2006, 10:49 AM
Parent: #0

سمير أمين:
ضرب نظام عبدالناصر اليساريين والليبراليين.. فمهد الأرض للإسلام السياسي!

* غياب الديمقراطية هو العيب الأساسي القاتل في التجربة الناصرية وحال دون بناء الاشتراكية وهذا أيضا ما حدث في الاتحاد السوفييتي * اليسار الشيوعي في مصر انتهي إلي تأييد مطلق لعبدالناصر فأصابه الكثير من الرزاز حين تراجعت شرعية ثورة يوليو * أرفض الخطاب الفكري السائد الذي يتصور أن الثورة التكنولوجية ستؤدي إلي إنهاء الطابع الاستعماري للرأسمالية * الزعم بأن أمريكا حققت معدلات نمو أعلي من أوروبا في التسعينيات تزييف للحقائق لا يقل عن التزييف الذي مارسه السوفييت في عهد بريجنيف * عسكرة العولمة خيار استراتيجي أمريكي يسعي إلي تعويض التدهور في قدرتها علي الاستمرار في المنافسة بالوسائل الاقتصادية * التناقضات ستتسع مستقبلا بين أمريكا من جانب وأوروبا وروسيا والصين والهند والبرازيل من جانب آخر * إنهارت ثلاثة أنماط للاشتراكية هي النموذج الديمقراطي في غرب أوروبا.. والسوفييتي والصيني والنموذج الشعبي الوطني في آسيا وأمريكا اللاتينية * المنتدي الاجتماعي العالمي يتعرض لعملية تعتيم وتسوية مغرضة من جانب وسائل الإعلام العالمية.. بما في ذلك الإعلام العربي * تيارات الإسلام السياسي لا تعادي الرأسمالية والإخوان المسلمين صلات قوية ومباشرة بالرأسمالية العالمية * لا يمكن الجمع بين الليبرالية واليسار وتيار الإسلام السياسي ليبرالي في جوهرة من حيث تأييده لمصالح الرأسمالية * إمكانية بناء تحالف بين اليسار والناصريين في مصر تبدأ بالانخراط الفعلي في المعارك اليومية دفاعا عن مصالح أوسع للقطاعات الشعبية * ماوتس تونح كان علي حق في نقده للتجربة السوفييتة.. ولكن الصين وقعت في الخطأ نفسه الذي انتهي بانهيار الاتحاد السوفييتي * أسعي لبناء باندونج جديدة علي أساس شعبي تضم المنظمات الشعبية والحركات الاجتماعية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية
أجري الحوار: مصطفي الجمال
رغم أنه في الخامسة والسبعين من العمر إلا أن حيويته البادية تتحدي الشباب، فهو لا ينقطع عن النشاط العارم في شتي جنبات الأرض ليدافع عن أفكاره وعن قضايا شعوب جنوب العالم، متحديا طغيان وقبح الرأسمالية العالمية، وبالأحري المعولمة. ورغم أن سمير أمين المفكر المصري العالمي يتمتع بكراهية الدوائر العدوانية في أمريكا والغرب، فإن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمنتديات الفكرية في سائر أنحاء العالم تكن كل الاحترام والتوقير لهذا العالم والناشط السياسي والإنساني، ولا تجد مفرا من التعامل مع أطروحاته إن سلبا أو إيجابا، فهو ظاهرة لا يمكن تجاهلها.
لكن الغريب حقا أن الرجل قد تعرض حتي أوائل الثمانينيات لقدر ظالم من التجاهل في الوطن العربي. وقد يكون من المفهوم أن تتجاهله الدوائر الأكاديمية المحافظة والتقليدية في المشرق العربي خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار موقفه من الاشتراكية السوفيتية التي صنفها كرأسمالية للدولة، أو حسب تعبيره "رأسمالية بدون رأسماليين"، في وقت كان اليسار العربي عامة يتعاطي المفهوم الستاليني عن إمكانيات ثورية لم تزل عند البرجوازيات "الوطنية" في بلدان العالم الثالث. كما ساد تصنيف لسمير أمين يضعه في المعسكر الماوي في وقت احتدام الصراع الصيني ـ السوفيتي، وحيث كان الأخير هو الحليف الرئيسي لليسار العربي.
ولد سمير أمين لأب طبيب مصري وأم فرنسية، وأرسله والده إلي جامعة السوربون حيث حصل علي الدكتوراة في الاقتصاد السياسي عام 1957، وعاد إلي مصر ليعمل في المؤسسة الاقتصادية، لكنه اضطر إلي الخروج من وطنه مرة أخري في أوائل الستينيات حينما تفاقم القمع الناصري لمنظمات اليسار الماركسي، ووضعت أعداد كبيرة منهم تحت سيف التعذيب والامتهان في معتقل الواحات، ليصبح بعد ذلك واحدا من أهم المفكرين الاقتصاديين الراديكاليين في العالم، فشغل موقع أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة السوربون العريقة، ومدير معهد الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (داكار- عاصمة السنغال)، وعضو اللجنة التنفيذية لجامعة الأمم المتحدة (طوكيو)، وهو أحد مؤسسي منتدي العالم الثالث، وأيضا أحد مؤسسي المنتدي الاجتماعي العالمي الذي أقيم في مواجهة المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس. ويترأس سمير أمين حاليا منتدي العالم الثالث في داكار والمنتدي العالمي للبدائل في بلجيكا ومركز البحوث العربية والإفريقية في القاهرة.
وإلي جانب هذا النشاط العارم يوجد اسم الرجل بقوة في مراجع كل دراسات الاقتصاد السياسي، حيث اشترك مع جوندر فرانك وآريجي وآخرين في وضع نظرية التبعية ذائعة الصيت، فضلا عن إسهاماته الفكرية الأخيرة حول كيفية مواجهة الاقتصاد السياسي للعولمة. ولسمير أمين أكثر من ثلاثين مرجعا نشرت بالفرنسية والإنجليزية والإسبانية والصينية واليابانية والعربية. وتدعوه كبري الجامعات العالمية والمؤسسات الفكرية للمحاضرة بها. وهو في النهاية وجه مصري مشرق لكنه لا يجد من إعلامها وجامعاتها عشر ما يستحقه.
ولقد انتهزت فرصة وجوده بالقاهرة هذه الأيام لإلقاء عدد من المحاضرات كي أجري معه هذا الحوار، وكم كان صدره رحبا كعادته، وقال لي: "أتمني أن أقدم للقارئ جديدا وبشكل مبسط دون الخوض في الطلاسم النظرية".
مسئولية عبد الناصر
* باعتبارك مفكرا وناشطا سياسيا مرموقا في العالم أجمع، ألا تشعر بعد أربعة عقود ونصف من عدم الإقامة الدائمة في مصر بضرورة أن تلعب دورا محليا أكبر؟
ـ نعم أحاول ذلك منذ قرابة عقدين، ولعل دوري المتواضع في مركز البحوث العربية والإفريقية يعبر عن ذلك، وفي الحقيقة أنا أفخر كثيرا بهذا المركز الذي قدم للمجتمع الثقافي والأكاديمي المصري أكثر من 250 عنوانا من الثقافة ثقيلة العيار إن صح التعبير في شتي فروع العلوم الاجتماعية، فضلا عن البحوث والندوات وتشجيع الأجيال الشابة من الباحثين الملتزمين. ومن ناحية أخري أنا أهتم كثيرا بالربط بين القوي الوطنية المصرية وبين الحركة العالمية المناهضة للعولمة الرأسمالية، وخاصة في بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. ولعل أحدث جهد في هذا الاتجاه هو إعادة بناء تضامن باندونج علي أساس شعبي وليس حكوميا.
* أصدرت كتابا شهيرا في باريس عام 1964 بعنوان "مصر الناصرية" وباسم مستعار هو "حسن رياض"، وقد ترجمته وقتها مصلحة الاستعلامات المصرية ووزعته علي الشخصيات المهمة في الدولة، فكيف تنظر إلي هذا الكتاب الآن بعد أكثر من أربعين عاما؟
ـ كان غياب الديمقراطية هو العيب الأساسي والقاتل في التجربة الناصرية، وهو ذات الدرس المستفاد من التجربة السوفيتية، أي أن غياب الديمقراطية يحول دون بناء الاشتراكية أو أي مشروع تقدمي آخر. وقد حقق المشروع الوطني الناصري مكاسب اجتماعية جزئية للطبقات الشعبية، ولكنه أمم السياسة حسب تعبير الراحل العظيم محمد سيد أحمد، وضرب الطرفين الليبرالي واليساري في آن واحد، وهو ما أعد المسرح السياسي خير إعداد للإسلام السياسي.
* وماذا عن مواقف اليسار المصري من نظام يوليو؟
ـ لأسباب ذاتية وموضوعية وأيديولوجية عديدة، تحول اليسار الشيوعي في النهاية إلي التأييد المطلق والذوبان في نظام يوليو، ولذلك حينما تراجعت الشرعية الرسمية لأيديولوجية يوليو أصاب اليسار الكثير من هذا الرذاذ. أي أن اليسار فقد شخصيته المستقلة علي كافة الأصعدة.
بقاء الطابع الاستعماري
* هل تشرح لنا أحدث مقولاتك عن "الاستعمار الجماعي أو المشترك" بقيادة أمريكية في عصر العولمة؟
ـ إنني أرفض الخطاب الفكري السائد والذي يتصور أن "الثورة التكنولوجية" تؤدي إلي إلغاء الطابع الاستعماري للرأسمالية، وأري أن هذا الطابع الاستعماري ثابت في جميع مراحل التوسع الرأسمالي. ودون الخوض في تحليلات تاريخية فمن الملحوظ بقوة الآن وجود تضامن ظاهر بين أطراف الثالوث الرأسمالي العالمي، أي الولايات المتحدة وأوربا واليابان، بفعل المصالح المشتركة للشركات العملاقة في الهيمنة علي الأسواق العالمية.
* ولكن هذا لا ينفي الوضعية الخاصة للولايات المتحدة؟
ـ لقد ساد في التسعينيات حديث وهمي عن تحقيق الولايات المتحدة معدلات نمو أعلي من أوربا، والحقيقة أن النمو الأمريكي يتركز أساسا في القطاع المالي، بينما يختلف الأمر تماما بالنسبة للزراعة والصناعة وبعض الخدمات. وهو نوع من التزييف في أرقام النمو لا يقل أبدا عن الممارسة السوفيتية في عهد بريجنيف. إن الولايات المتحدة تمتص الآن الجزء الأكبر من فائض الأموال في العالم، وفي مقدمتها الأموال الخليجية المحكوم عليها بالمصادرة يوما ما، وهناك أيضا تدفق الأموال من جراء فرض صفقات السلاح علي حلفاء ضعفاء، والتي تعتبر في نهاية الأمر بمثابة الإتاوة لتخفيف عجز الموازنة الأمريكية.
* ماذا تستهدف الاستراتيجية الأمريكية الآن بالضبط؟
ـ إن عسكرة العولمة هي خيار استراتيجي أمريكي يسعي إلي تعويض التدهور في قدرتها علي الاستمرار في المنافسة بالوسائل الاقتصادية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلي توظيف التفوق العسكري والنووي للاستمرار في الضغط علي روسيا والصين، وأيضا الهند وإيران...، وكذلك تحجيم المشروع الأوربي في حدود مقررة للتضامن بين المراكز الثلاثة للرأسمالية العالمية، من خلال انفراد الولايات المتحدة بالسيطرة علي موارد النفط الحيوية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطي، وقد وظفت "الحرب علي الإرهاب" لتحقيق هذا الهدف، فضلا عن استخدام بريطانيا لتقوم بدور "حصان طروادة" داخل الاتحاد الأوربي.
* ألا يوجد احتمال للخروج قريبا من هذا الظلام؟
ـ تشير ظواهر كثيرة إلي حتمية اتساع التناقضات مستقبلا بين أمريكا من جانب وأوربا وروسيا والصين وبعض القوي الصاعدة مثل الهند والبرازيل من جانب آخر. وسيكون الخلاف سياسيا وثقافيا وتاريخيا بامتياز. فالأيديولوجية الأمريكية تتبني مفهوما مطلقا للملكية، بينما علي الطرف الآخر نجد استقرارا لمفاهيم تفرض قدرا من التضبيط والتقنين لمراعاة البعد الاجتماعي. فضلا عن انزعاج أوربا من الإدارة العسكرية الأمريكية للعولمة والتي تضر بالمصالح الجغرافية- الاستراتيجية الأوربية.
أنماط الاشتراكية المنهارة
* ما هو الجديد تاريخيا الذي أحدثته هيمنة النموذج الليبرالي الجديد؟
ـ دون الدخول في تفصيلات تاريخية كثيرة فقد انهارت أنماط ثلاثة رئيسية، هي النموذج الاشتراكي الديمقراطي في غرب أوربا، والنموذج الاشتراكي الذي وجد في روسيا والصين وشرق أوربا، وكذلك ما أسميها النماذج الشعبوية الوطنية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. ووقع هذا الانهيار أو التآكل نتيجة لعدم قدرتها علي التكيف. ومن ثم ساد النموذج النيوليبرالي، وأخذ البعض يتحدث زورا عن نهاية التاريخ. وأعتقد أن هذا الوضع الذي بدأ يتبلور منذ 15 عاما فقط قد أفرز ثلاث ظواهر رئيسية. أولا تفاقم المشكلات الاجتماعية من بطالة واتساع نطاق القطاع غير الرسمي أو غير المنظم والتراجع عن مزايا دولة الرعاية الاجتماعية. ثانيا سيادة طبقات جديدة في كل بلدان العالم تقريبا (باستثناء الصين وكوبا حتي الآن) تعتبر بمثابة الحليف المباشر والعضوي الذي تتماهي مصالحه مع النظام الرأسمالي الاستعماري، وهي ما يطلق عليها الفئات الكمبرادورية، والتي تعتبر معادية علي طول الخط لمصالح شعوبها وأوطانها. لكن هذا وذاك ساعد في إنتاج الظاهرة الثالثة المهمة، ألا وهي توالد حركات اجتماعية واحتجاجية واسعة في سائر أنحاء العالم، وهي التي توجت مؤخرا بحركة المنتدي الاجتماعي العالمي.
تعتيم إعلامي
* يري البعض أن المنتدي الاجتماعي العالمي بدأ يفقد بريقه وأنه بحاجة إلي التجديد؟
ـ لا لم يفقد بريقه علي الإطلاق، ولكنه يتعرض لعملية تعتيم وتشويه مغرضة من جانب وسائل الإعلام العالمية الكبري التي تهيمن عليها المصالح الاستعمارية الغربية. ومن المؤسف أن الإعلام العربي يلعب دورا سلبيا في التجاهل والاستهانة بهذه التظاهرات العالمية الكبري بمئات الألوف التي تخرج لنصرة الشعبين العراقي والفلسطيني، وتدين الحرب والعدوان والعنصرية والاستعلاء والاستغلال. وقد أصبح للمنتدي الاجتماعي العالمي منتدياته القارية والقطرية التي تشكل ما يشبه الجبهات العريضة جدا من أجل العدل والديمقراطية والسلام. فرغم التدهور الذي لحق بدور الأحزاب السياسية الوطنية والتقدمية في العقدين الأخيرين أثبتت تجارب أمريكا اللاتينية وبعض التجارب الأوربية والآسيوية أن اتحاد الأحزاب اليسارية مع الحركات الاجتماعية، مثل الحركات الحقوقية وحركات المعدمين والمستهلكين والنساء والشباب والسكان الأصليين... الخ، هذا الاتحاد هو الذي مكن من تحقيق انتصارات مهمة بدرجات متفاوتة بين بلد وآخر. ورغم أن هذه الانتصارات الجزئية لم تحدث تغييرا حتي الآن في طبيعة المجتمع أو سيطرة الطبقات الحاكمة الكمبرادورية (الوكيلة أو العميلة)، إلا أنها بمثابة عودة الروح إلي طاقات الاحتجاج والتصدي لدي الشعوب. خذ مثلا التحدي الحقيقي الذي يواجهه مشروع الدستور الأوربي ربما لسبب أساسي هو تكريسه لسيطرة حلف الأطلنطي. ومما يؤسف له أن المنطقة العربية تكاد تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي لم يحرز فيها تقدم ملحوظ، رغم أنها البؤرة الأساسية الآن للمشروع العدواني الرأسمالي العالمي.
* وماهو التطور الجديد في حركة المنتدي الاجتماعي العالمي؟
ـ لقد تم التجديد في اتجاهين. أولهما أننا انتقلنا من نقد الليبرالية إلي نقد الرأسمالية نفسها، أي أننا أعدنا الاعتبار إلي كلمة الاشتراكية دون أن يعني هذا بالطبع العودة إلي الماضي غير الديمقراطي. وثانيا أكدنا علي أن عسكرة العولمة ليست نتاجا فقط لطاقم المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية، وإنما هي نتاج لمنطق واحتياجات التوسع الرأسمالي الاستعماري في المرحلة الراهنة. وبالطبع فقد احتاج هذان التطوران إلي حوار ديمقراطي صعب، خاصة في ضوء محاولة بعض المنظمات غير الحكومية الغربية فرض منظوراتها الخاصة مثل استبعاد النقابات والأحزاب وحركات التحرير الوطني. وفي الواقع أن هيمنة هذه المنظمات وفروعها في بلدان الجنوب تتراجع مع تصاعد الحركات الاجتماعية والشعبية
. * ألا تري في حركات الإسلام السياسي حركات اجتماعية أيضا تملك طاقات وطنية وشعبية يمكن أن تسهم في مقاومة الليبرالية الجديدة؟
ـ أولا يمثل الإسلام السياسي مظلة عريضة متنوعة مثل أي تيار سياسي آخر، ومع ذلك فهناك أرضية مشتركة بينها، تتمثل في القول بخصوصية الإسلام من حيث استحالة الفصل بين الدين والدولة، وهو ما يقود في النهاية إلي الدولة الدينية. وفي اعتقادي أن هذه الرؤية لا تتعلق بالخصوصية الإسلامية بقدر ما تتصل بسياقات تعثر التطور، وهي دعوي سبق أن وجدت في مجتمعات أخري في مراحل ما قبل الحداثة. ومن الملاحظ أن تيارات الإسلام السياسي لا تقدم أي موقف معاد بشكل واضح للرأسمالية، بل إن للإخوان المسلمين مثلا صلات قوية بما نسميها البرجوازية الكمبرادورية المرتبطة عضويا بالرأسمالية العالمية بشكل مباشر أو من خلال نخب مالية في الخليج العربي. ومن المهم أيضا ألا نستبعد في أحكامنا علي هذا التيار تاريخه الثابت من قضايا الديمقراطية والتقدم. ومع ذلك تظل هناك استثناءات يجب التروي في إصدار الأحكام القاطعة عليها، نظرا لخصوصية السياقات التي تنشط فيها، وأخص بالذكر هنا حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين وبعض الحركات الإسلامية المقاومة في العراق.
* ما رأيك في دعوي الديمقراطية التي ترفعها العولمة؟ وكذلك رأيك في بعض الدوائر اليسارية سابقا التي تنظر للتحول من زاوية واحدة فقط هي زاوية البعد الديمقراطي ومن ثم ينضوون في مشروعات ومبادرات العولمة ذاتها؟
ـ لا يمكن الجمع بين الليبرالية واليسار، فاليسار حركة لإحداث تحول اجتماعي شامل، بينما الليبرالية هي بالأساس تعبير عن المصالح الرأسمالية. وقد تكون هناك ليبرالية ذات شكل ديمقراطي يسمح بالحريات وتداول السلطة كما في الهند، وكذلك هناك شخصيات من رجال الأعمال الليبراليين المصريين يقفون وراء ظاهرة الصحف المستقلة في العقد الأخير. بل إن تيار الإسلام السياسي ليبرالي في جوهره من حيث دفاعه أو تحبيذه لمصالح الرأسمالية الزراعية والعقارية والتجارية والمالية... الخ، ولعل موقفهم من قانون الإيجارات الزراعية ورفضهم توريث عقود إيجار المساكن خير تعبير عما أقول. أما اليسار الذي يسمي نفسه ليبراليا فهو أقرب إلي خط توني بلير في بريطانيا، وهو لايعدو أن يكون يمينيا حقيقيا برداء يساري.
ناصريون وشيوعيون
* هل هناك إمكانية لبناء تحالف بين اليسار والناصرية في مصر؟ وألا تعتقد أن نقطة البداية المهمة في هذا أن يكون لدي كل تيار استعداد لتقديم نقد ذاتي لمسيرته التاريخية؟
ـ أعتقد أن البداية الحقيقية تكون بالانخراط الفعلي في المعارك اليومية دفاعا عن المصالح الاجتماعية لأوسع القطاعات الشعبية، وفي اعتقادي أن هذا هو المعيار الرئيسي للحكم بما إذا كان تيار ما يساريا وتقدميا أم لا. وأؤكد بالمثل أنه لا يمكن أن يكون هناك عمل مشترك متكامل بدون برنامج مشترك. وقبل هذا وذاك مطلوب التواضع، أي ألا يتصور تيار ما أن لديه الحقيقة المطلقة، وهو ما يفسح المجال أمام عملية صحية للنقد الذاتي أمام الأجيال الشابة.
* بعد تأمل هذه السنين الطويلة من الاجتهاد الفكري والسياسي، ماهي في نظرك الآن أهم معركة فكرية خضتها في حياتك؟
ـ هي المعركة التي خضتها داخل الفكر الماركسي، حيث أكدت أن التوسع الرأسمالي علي صعيد عالمي ينتج بالضرورة المزيد من الاستقطاب وزيادة الفجوة بين المراكز الرأسمالية المتقدمة في بلدان الشمال وبين الأطراف أو المناطق التابعة والمنكشفة في بلدان الجنوب. وهي فكرة لم تكن واضحة تماما في الفكر الماركسي التقليدي إن صح التعبير، بل كانت الفكرة السائدة هي فكرة ما يسمي اللحاق، وفحواها أن التطور الرأسمالي الذي حدث في المناطق المتقدمة الآن سيحدث بالضرورة وإن متأخرا في مناطق العالم الأخري. ولكني رأيت أن التوسع الرأسمالي علي صعيد عالمي يحول دون هذا اللحاق، ومن ثم يجب البحث عن مسالك أخري مثل فك الارتباط مع المنظومة الرأسمالية العالمية. وهي الفكرة التي لم تلق قبولا واسعا وقتها، ولكنها تتمتع الآن بقبول أفضل.
نبوءة ماوتسي تونج
* لك كتابات ذائعة الصيت في نقد التجربة السوفيتية باعتبارها تاكيدا لرأسمالية الدولة، حتي أن الكثيرين وضعوك وقتها في خانة المعسكر الماوي، فما رأيك الآن في ما آلت إليه التجربة الصينية، حيث نري التوجه نحو آليات السوق وتقديم المزايا لرأس المال الأجنبي، وخصوصا أن هذا كله يجري في غياب الديمقراطية أيضا؟
ـ في الحقيقة أن نقد ماو تسي تونج للتجربة السوفيتية كان سليما تماما، فقد رأي أن البيروقراطية السوفيتية قد حولت النظام تدريجيا من نظام ذي آفاق اشتراكية واعدة إلي نظام سيصبح رأسماليا بالضرورة في نهاية المطاف. وقد كان سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1990 نقطة التحول الحاسمة في هذه العملية ولم يكن ثورة مضادة، أي أن النظام ذاته هو الذي تغير من داخله وأن العناصر الرأسمالية الخاصة أو التقليدية قد ولدت من رحم البيروقراطية. والغريب أن الشيء نفسه قد وقع بعد هذا في الصين نفسها. ولعل إعلان ماو تسي تونج ما أسماها في حينها "الثورة الثقافية" قد تم إدراكا منه لهذا الخطر. ولكنه فشل.
ر * هل يمكن أن نتوقع مصيرا للصين يشابه مصير الاتحاد السوفيتي؟ وما هي النقاط الرئيسية علي جدول أعمال الولايات المتحدة تجاهها؟
ـ هو الاستمرار في ممارسة المزيد من الضغوط علي الصين، وخاصة من خلال التواجد العسكري في الشرق الأوسط وآسيا الوسطي فضلا عن كوريا واليابان.. وكذلك دعم القوي الليبرالية في الصين، وهي لا يستهان بها الآن، علي حساب القوي الشعبية المرتبطة بالمشروع الاشتراكي. ورغم الظواهر السلبية من اتساع البطالة وزيادة أعداد المليونيرات في الصين فإن الحركات الفلاحية الشعبية نجحت حتي الآن في منع دخول رأس المال إلي الملكية الخاصة في الأراضي الزراعية. ويقاوم الفلاحون جزئيا من داخل الحزب الشيوعي، وغالبا من خارجه عن طريق إقامة تعاونيات مستقلة، وهي أيضا حركات قوية علي مستوي الأقاليم ولكنها ليست موحدة علي الصعيد الوطني. ورغم أنها حركات كبيرة جدا فقد دأب الإعلام علي عدم الحديث عنها بالمرة.
باندونج الجديدة
* ماذا عن فكرتك عن بناء باندونج جديدة؟ وفيم تختلف عن باندونج عبد الناصر وسوكارنو ونهرو..؟
ـ الفارق الأساسي أن باندونج 1955 كنقطة البداية لحركة عدم الانحياز، فقد كانت مبادرة حكومية لحكومات كانت تتمتع بشرعية شعبية كبيرة وقتها في إطار نضالات التحرير الوطني، وحتي لو لم تكن ديمقراطية. والآن لا نجد حكومات علي هذه الشاكلة، فلا نجد سوي حكومات الكمبرادور أو الوكيلة والعميلة والشريكة الصغري في أحسن الأحوال للإمبريالية العالمية، ومن ثم فهي علي أتم الاستعداد للتكيف مع عسكرة العولمة وفتح الأسواق وتدمير قاعدة الإنتاج الوطني وانسحاب الدولة من توفير الخدمات الأساسية للمواطنين. ولذلك فإن باندونج الجديدة يجب أن تكون باندونج الشعوب من خلال تضامن المنظمات الشعبية والحركات الاجتماعية في القارات الثلاث. والغريب أن رؤساء الدول والحكومات الذين اجتمعوا في إندونيسيا العام الماضي لإحياء ذكري باندونج قد أصدروا بيانا هزيلا لا يقارن بالموقف الجسور الذي اتخذه القادة منذ خمسين عاما ضد الاستعمار.
* ولكني قرأت في بعض المواقع الإلكترونية أن دعوتكم إلي باندونج جديدة قد أثارت خلافا داخل المنتدي الاجتماعي العالمي وخاصة من جانب بعض المنظمات غير الحكومية الأوربية بزعم أن هذا يمثل انحرافا نحو المركزية أو إملاء لموقف سياسي بعينه... وأن هذا يخالف الطبيعة التنظيمية الفضفاضة والمتفق عليها منذ البداية للمنتدي..
ـ نعم هناك خلاف، وهذا أمر طبيعي جدا في كيان بهذه الضخامة. وقد التقطته علي الفور وسائل الإعلام اليمينية وبالغت فيه. وعموما أقول إن هذا موقف بعض المنظمات الممولة من مؤسسات وثيقة الصلة بالمخابرات والخارجية الأمريكية مثل مؤسسة فورد، وتحاول بشتي الطرق اختراق حركة المنتدي الاجتماعي العالمي مستغلة طبيعته الفضفاضة، كي تثير المشكلات داخله بعدما أزعجها أيما إزعاج الموقف الصارم من العدوانية الأمريكية والصهيونية. ولكن هذا لا يجد تجاوبا ذا قيمة من جانب المنظمات والحركات الإفريقية مثلا رغم احتياجها الشديد للدعم والتمويل. وخير دليل علي ذلك هو إعلان المنتدي الاجتماعي الصادر في العاصمة المالية باماكو.
* باعتبار معايشتك وقربك من الحياة السياسية في إفريقيا جنوب الصحراء، هل تلاحظ أنهم هناك بدأوا يسأمون بالفعل من المشاكل في الشرق الأوسط ورغبتهم في النأي بأنفسهم عن شمال إفريقيا، علي عكس ما كان في السبعينيات مثلا؟
ـ أظن أن هذا صحيح جزئيا، ولكنه لا يقتصر علي إفريقيا وحدها، لأنه يرتبط أساسا بما أحدثته العولمة من تفكيك لكل الجبهات القديمة التي كانت قائمة في مواجهة الاستعمار والاستغلال سواء علي صعيد عالمي أم إقليمي. انظر ما يحدث داخل الوطن العربي ذاته، بل انظر إلي ما يحدث في العراق ولبنان والسودان من تفكك عرقي وطائفي وعشائري. ولعل هذا يفسر الطبيعة التنظيمية المرنة التي ارتضاها المنتدي الاجتماعي العالمي لنفسه. وفي الحقيقة أن عهد باندونج كان عهدا علمانيا وقائما علي أساس الدولة القومية، وهو ما أزاح جانبا الانتماءات الدنيا أو الفرعية.


Post: #2
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-10-2006, 11:34 AM
Parent: #1


الدكتور سمير امين

Post: #18
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-16-2006, 06:19 PM
Parent: #2

فوق

Post: #3
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: Salwa Seyam
Date: 03-10-2006, 11:52 AM
Parent: #1

شكرا مطر على ايراد هذا اللقاء الهام

Post: #4
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: Mohamed Elgadi
Date: 03-10-2006, 11:53 AM
Parent: #1

Very intriguing article....
Thanks


Mohamed Elgadi

Post: #23
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-27-2006, 04:31 PM
Parent: #4

***

Post: #24
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-27-2006, 04:38 PM
Parent: #4

***

Post: #5
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 03-10-2006, 12:34 PM
Parent: #1

الأخ الكريم مطر قادم،
شكراً جزيلاً على لفتنا لهذه المقابلة. سمير أمين رجل عالم، تشرفت بالتعرف على مؤلفاته على يد أستاذي دكتور الواثق كمير، حين كنت طالباً بجامعة الخرطوم في ثمانينيات القرن الماضي.

أقرأ هذه الأيام كتاباً له عن انتهاء صلاحية النظام الرأسمالي. وهو يشير في هذا الكتاب إلى الأستاذ محمود محمد طه ولرأيه العتيد في عجز الرأسمالية، ومنظومتها الفكرية، عن الإستجابة لتحقيق سعادة الإنسان في الأرض. ويتناول سمير أمين في هذا الكتال، أراء الأستاذ محمود باعجاب وتقدير ظاهرين. عن الكتاب هو :
The Obsolescence of Capitalism
لك، مجدداً، وافر شكري، .

Post: #6
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-10-2006, 01:12 PM
Parent: #5

الاخوة الاعزاء
salwa Seyam
Mohamed Elgadi
Haydar Badawi Sadig
لكم جميعا تحياتى وشكرى الجزيل . وقبل ثلاث اسابيع قدم الدكتور سمير امين رصدا لحركة اليسار والكنيسة فى امريكا الجنوبية واليكم بعضا من رصده نقلا عن اخبار الادب :


سمير أمين يرصد في مركز هشام مبارك للقانون :
عودة اليسار إلي المسرح السياسي



متابعة: حسن عبدالموجود
استضاف مركز هشام مبارك للقانون في ندوة خاصة ­عقدت الاحدقبل الماضي المفكر­ الاقتصادي سمير امين. تحدث امين حول 'المنتدي الاجتماعي العالمي وصعود اليسار في العالم.. مفندا الفروق بين الحركات الاجتماعية الرجعية: الإخوان المسلمين كمثال' والحركات التقدمية ومتطرقا الي أسباب عودة اليسار في العديد من مناطق العالم ومستقبله في الوطن العربي. وهنا ملخص لما قاله أمين في الندوة.
ظهرت الحركات الاجتماعية في زمن الأنظمة الاشتراكية وتميزت ب'عنصر الثبات' ولم تكن تلقائية بالضرورة، ويمكن القول انها نصف أو شبه تلقائية، ولكن من الطبيعي ان تتفتت هذه الحركات لانها كانت تقف علي أرضيات غير راسخة ولأنها كانت بلا أصول. ويمكن القول انها اقرب الي حركات احتجاج.
ذهبنا فيما بعد نحو مشروع آخر بديل يتسم بالتجانس وقابل أن يكتسب مصداقية وشرعية وبالتالي يستطيع فرض نفسه كبديل للنظام السائد، لكن الظرف السائد الموضوعي الذي يتسم بالقلق والاضطراب وعدم الثبات لاينتج بالضرورة حركات تقدمية، ولهذا ستجد الان تجاورا للحركات التقدمية والرجعية. ولكن دعنا نسأل ما الفرق بين النوعين؟ ما المعيار الذي يميز بينهما؟
اتفقت الأغلبية الكبري من المنظمات الشعبية علي ان الحركات التقدمية هي الحركات التي تدخل في صراعات من اجل مصالح الطبقات الشعبية، وهي بالضرورة ضد الرأسمالية ومنطقها، وايضا ضد الخصخصة، وضد الشركات متعددة الجنسيات، ونقل مركز الانتاج من بلد الي آخر. هي حركات تواجه المشاكل علي أرضية حقيقية، بعضها من أصول شيعية ماركسية، وبعضها الآخر من اصول ثقافية وايديولوجية مختلفة. السمة الخاصة التي تميزها انها حقيقية ومهمومة بالمعارك الاجتماعية.
اما الحركات الرجعية فانها تتفادي مواجهة التحديات الحقيقية وتساند الرأسمالية، والدليل علي ما اقول 'اليمين المسيحي' الامريكي الذي ساند بوش. لابد ان نعترف انه حركة اجماعية قوية بدليل انه يجمع تحت رايته اكثر من 30 مليون شخص، ولكنه تكتل رجعي مثله مثل الاسلام السياسي، ينبغي ان نستثني ونحن نتحدث هنا المقاومة الاسلامية في العراق وفلسطين لانهما يعملان في ظروف استثنائية.
ولو نظرنا بشكل عام لما حدث في المناطق المختلفة بالعالم سنجد ان هناك مدا للحركات التقدمية، وهذا المد ناتج عن الصراعات الاجتماعية السائدة التي ساعدت علي تجديد الأحزاب اليسارية. لقد نشأت في العديد من الأماكن حركات نصف تلقائية فرضت علي النخب والقيادات ان تتغير وتقبل بمبدأ التعددية.. ومن ضمن اسباب نهوض هذه الحركات انها ركزت علي الجوانب الاجتماعية انطلاقا من المطالب الطبقية وسأضرب مثالا بامريكا اللاتينية، انها قارة متدينة، ولكنه ليس التدين المبالغ فيه.
لقد حدث في امريكا اللاتينية شيئان، فقد رأت الكنيسة الكاثولوكية اخيرا ان وقوفها مع الجماهير في صراعاتها الاجتماعية ضد الأنظمة لايتناقض مع العقيدة الدينية، كما رأت أن استخدام الدين للوقوف ضد المطالب الشعبية استغلال للدين، لقد اصبح الموقف ­موقفها­ اقرب الي العلمانية التي تنادي بفصل الدين عن السياسة، لقد غير هذا من شكل المعارك السياسية الدائرة هناك. كانت الأحزاب الشيوعية في هذه القارة منذ ثلاثين عاما تعمل بشكل يشبه عمل مثيلاتها في الوطن العربي، حيث كانت تعتمد علي البرجوازية الصغيرة في المدن. نعم لقد كانت لهم علاقات بالطبقة العاملة، ولكنها كانت علاقة ضعيفة، ولكن الظروف تغيرت، اصبحت الشعوب مسيسة، دخلت الجماهير الي الساحة السياسية متضمنة لقوي الريفيين، وعاد الشيوعيون الي المسرح، ولكن هذا لاينفي وجود قوي رجعية من الصعب تصور انها قد تصبح التيار السائد قريبا، وهي تشبه الاسلام السياسي، مرجعيتها تكمن في الوعظ، ولاتتحدث الا بالكلام الفارغ الذي يتفادي ما تواجهه الطبقات الشعبية.. هناك فئة من الاسلاميين تسعي للاستيلاء علي الحكم وفي سبيل هذا مستعدة للتساوي مع النظام في تنفيذ البرامج الامريكية ،لقد فقدت الليرالية شرعيتها بدليل سقوط الدستور الاوروبي في فرنسا.
ولكن ماذا عن منطقتنا؟
عموما انا متفائل ولكن لابد من الاقرار بان بوادر حدوث تغيير ضعيفة فالكلمة الاشتراكية لاتتمتع باية مصداقية لدي الجماهير ولدي اصحابها انفسهم ربما بسبب عامل السن!!

Post: #7
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: صلاح شعيب
Date: 03-10-2006, 05:03 PM
Parent: #6

الصديق مطر قادم

قرأت الحوار بأجمله وزادني قناعة أن الدكتور سمير أمين واحد من منارات الفكر العالمي وهو في الواقع يقاسم خطوط التفكير مع عباقرة نقدة الراسمالية أمثال تشومسكي وكورنيل ويست ولاروش , وهم يمثلون التيارات المغضوب عليها من قبل رأسماليي السوق الحر الاصوليين, أتذكر مرة أن أستاذا ً لنا إسمه كينيث إسميث تحدث في محاضرته عن الراسمالية وإستدل بآراء سمير أمين, فأدهشني جدا ً كون أن هناك في هيئة التدريس الامريكية من يعترف بأفضال سمير أمين, فسألته أثناء المحاضرة عن سمير أمين وبدأ يسترسل في الكتب التي قرأها له, ثم سألني بدهشة: ومن أين تعرف سمير أمين ؟, فقلت له إنني قرأت له عدة كتب ومقالات علمية, فتعجب مني وقال لي وسط دهشة الطلاب بما معناه إذا أنت قرأت كتابا ً واحدا ً لمستر أمين يجب ألا تكون في برنامج البكلاريوس وانه من الافضلأن تكون في برنامج الماجستير, وشرحت له وجودي بمصر الذي عرفني به وبالاستاذ محمود أمين العالم الذي ما أحببت مصريا ً مثله, فقال لي إنه يعرف العالم أيضا ً .. ومنذ ذلك اليوم تمتنت علاقتي بالبروف إسميث, وعرفت فيما بعد من خلال حواراتي معه إنه من اليساريين الملتزمين.. وعليه أخي مطر شكرا ً علي البوست فقليلون يعرفون سمير أمين, وهذا حرثك.

Post: #8
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: فارس موسى
Date: 03-10-2006, 09:04 PM
Parent: #1

ولد ابا قرمانين حار وليك تحشه .
المعايش جباره وانينا عمال ضراع ساكت والغريب بقلعوا مننا ضرائب
تخدم عسكرة الراسماليه المسخوته شفت ككيف؟
المتعٍ ٍحار بكلام زولك ,لكن انينا مغلوبين 5/ صفر شف كيف؟؟!!
ماها دوامه .
ارقد عافيه

Post: #9
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-11-2006, 03:29 PM
Parent: #8

الاخ والصديق صلاح شعيب
والاخ والصديق فارس موسى
كل التحايا والامنيات وارجو لكما دوام التوفيق فى مهجركم البعيد والصعب وشكرى الجزيل

Post: #10
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: حاتم الياس
Date: 03-11-2006, 03:44 PM
Parent: #9

مقال فى التايم..بدأت نسخه شكرا يامطر قادم


تخريمة..حيدر البدوى أشارة سمير أمين لمحمود مقتضبه وسريعة ويبدو أن سمير أمين ..ليس لديه معرفه سابقة بأفكار الأستاذ محمود ويبدو لى كذلك بأنه بدأ الأهمام بها..لكن على العموم تبقى أشارة هامة منه للفكر الأسلامى المستنير فى السودان عبر ماقدمه الأستاذ فى السياق الأجتماعى السياسى الذى يضبط أختلاف موقع الخطاب الجمهورى

أن يلتفت سمير أمين لفكر الأستاذ محمود..يحتاج سمير أمين لذك

Post: #11
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-12-2006, 04:22 PM
Parent: #10

الاخ حاتم الياس
كل التحايا ولاشكر على واجب

ساقوم بايراد كتابات للمفكر الدكتور سمير امين باستمرار على هذا البوست

ومن موقع المنبر الديمقراطى التقدمى-البحرين المصدر: الأيام - 20 فبراير 2004م


فكر سمير أمين حول المركز والأطراف
بقلم: نجاة الموسوي

يعتبر سمير امين من نوادر المثقفين في الوطن العربي في سعة الاطلاع. فهو عالم في الاقتصاد السياسي بحاثة من طراز جديد. ناقد وفيلسوف، وهو اول من شخص الاشتراكية السوفيتية على انها ليست اشتراكية وانما هي رأسمالية الدولة. ولم يتفاجأ بما يقول بسقوط الاتحاد السوفيتي. وقد ساهم في مجالات متعددة من النقد السياسي حول الدول الرأسمالية التي تعصف بها الازمات وكذلك حول تطور الحركة الاسلامية والصراع الراهن بين العلمانية والدينية ومستقبل الديمقراطية. والثقافية السائدة حاليا. وله العديد من المؤلفات والنقاشات والردود والمناظرات مع اكثر المفكرين العرب على اختلاف اتجاهاتهم.
يعتقد سمير امين بان الثقافة السائدة في العالم الان هي ثقافة الرأسمالية. وهذه الثقافة لها سمات مرتبطة ارتباطا قويا ومباشرا باحتياجات فعل قوانين اعادة تكوين المجتمع الرأسمالي وتتحكم في مصير الشعوب التي تسيطر عليها وتفرض قوانينها التي خلقتها لحينها مثل قوانين السوق، وصنمية السلعة، ومن ميزات هذه الثقافة انها تتماشى مع الاديان السماوية والارضية تعايشا سلميا سواء مع قيم المسيحية في اوروبا ام مع قيم الاسلام وغيره ويرجع سمير امين السبب إلى قدرة الاديان ومرونتها على التعامل مع مثل هذه الظواهر.
ويقول من هذا التفسير ممكن ان نصل الى تفسير معنى الهوية. فلو نظرنا الى الثقافات وجدناها كلها متشابهة ولا توجد خصوصيات لثقافة دون ثقافة. وبالتالي لاتوجد ازمة هويات. ومن يقول ان هناك حرب حضارات من اجل المحافظة على الهويات انما يعاني من أزمة داخلية مجتمعية فاشلة في مواجهة التحديات الحقيقية. فالحضارات دائما متصالحة وتغدي بعضا البعض من الثقافة والعلوم والمعرفة. ويؤكد كلامه هذا بالنظر الى المجتمعات التي تخلصت من ازمتها ونجحت فعلا في التطور تكيفت وغيرت هويتها بل دون تساؤل احيانا عن هويتها »الاصلية« ويستدل سمير امين على ان المجتمعات الشرقية المسيحية صارت تدريجيا مجتمات عربية اسلامية دون التركيز على خصوصيات فلوكلورية لا مضمون لها. وهذا الايمان من ان هذه المجتمعات تحولت فعلا وتغيرت في خطابها الاساسي.
ويرجع سمير امين توقف مجتمعاتنا عن التغيير الى سبب واحد هو الازمات التاريخية العميقة التي عصفت به، خلال الف سنة (من زمن الحكم العثماني الى الآن) لا الى تغيير هويته. ومن يريد تفسير آخر غير هذا فهو يريد التستر على المشكلة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي سببها الارتماء في احضان الاستعمار وبعد ذلك في احضان الامبريالية. واصبحوا لا يستطيعون مواصلة الازمة، ولاكشف التحديات العالمية ووضع حد لها وكانت الايديولوجيا في الزمن القديم ـ البيزنطية المسيحية الكاثوليكية ـ تخدم السلطة وتشرع لها عملها. بينما الايديولوجيا حاليا ـ في المجتمع الرأسمالي ـ لها مضمون اقتصادي آخر ورجال الدين مهيأون للعمل لصالح السلطة ـ يخدمون الضرورة الحالية ـ لهذا طالبت المجتمعات المتطورة بفصل الدين عن الدولة حتى يتسنى لها ان تصدر قوانين متحررة من سطوة الايديولوجيا وتكون لديها القدرة لكي تنفذها على الساحة الاجتماعية.
ويرد سمير امين على من يقول »بان العلمانيين في الحكومات التقدمية »الثورية« العربية فشلوا في تطبيق العلمانية« وبالتالي فشلوا في تطبيق الديمقراطية ايضا. يقول: بان هؤلاء لم يمارسوا العلمانية ولا الديمقراطية مطلقا. لا البعث ولا القوميين ولاحتى الناصريين. بل مارست دورها كحكومة استبدادية وبالتالي فشلت في تطبيق مفهوم الديمقراطية والحرية. رغم ان هناك مظاهر كثيرة تشير الى ان هؤلاء علمانيون لكن الواقع يقول انها لم يكن عليها ان تمارس الديمقراطية والحرية وهي حكومات تابعة للرأسمالية »المركز« وموقعها موقع بلدان الاطراف بالنسبة لما صنفها الغرب. حسب نظريته التي تقول: »التوسع الرأسمالي انتج استقطابا عالميا وكان نصيب بلداننا ان تقع في اطراف الرأسمالية«. لهذا لم تكن لنا اية انجازات محسوبة. ان العلمانية والديمقراطية غائبة عن بلداننا كما هي غائبة عن دول كثيرة قد تكون مسيحية او بوذية او يهودية او اسلامية مثل امريكا اللاتينية المسيحية وآسيا وافريقيا غير الاسلامية. الاستقطاب العالمي لا يفرق بين ما هو مسلم او ما هو مسيحي. وغياب الديمقراطية ليس لتخلص هؤلاء عن دينهم اوهويتهم. وانما لموقعها ضمن رأسمالية الاطراف. بعد دراسات واططلاعات متعددة لبلدان مختلفة قام بها سمير امين استنتج بان الديمقراطية البرجوازية لم تتجدد في مجتمعات الاطراف. وظلت شكلية، وجزئية، وناقصة، او كظاهرة مؤقتة. تظهر في بعض الظروف خاصة ابان الازمات او تتخد شكلا شعبويا معارضا في الجوهر لفكرة الديمقراطية لذلك ـ وحسب رأيه ـ ان الايديولوجيات المحلية كالقومية، احتفظت دائما بطابع مطلق (ثوب فضفاض) يشبه الايديولوجيات الخراجية (في المجتمع القديم) ويشبه عقيدة دينية لم تحتو على المفاهيم الصحيحة للديمقراطية.
يؤكد سمير امين كلامه بالقول:
هناك قواسم مشتركة بين مجتمعات رأسمالية الاطراف وهناك خصوصيات لكن ليست الكل في الكل.
صحيح ان العالم الاسلامي والعالم المسيحي ليسا متماثلين بالرغم من وجود قاسم مشترك. المجتمع الوسيط الاسلامي والمجتمع الوسيط المسيحي متماثلان في جوانب اساسية مثل اندماج الدين والسلطة. كذلك في العصر الحديث هناك قواسم مشتركة وهناك تمايز بين مختلف التجارب التاريخية. وهذه كلها مقدمات حتى يتوصل سمير امين الى الاخد باعتبار الاديان كلها واحترامها وعدم وصفها بمواصفات ليست بها. فحضارتنا تأثرت في هذه الاديان واخذت فيها ما يناسب معيشتها سواء في العلوم، او التكنولوجيا او علوم الفلك والطب والادب وكذلك في الاحوال المعيشية.
القاسم المشترك لدول العالم الثالث ـ اطراف الرأسمالية ـ هو الفشل في محاولتها »اللحاق« بالتطور وتحولها الى مجتمع رأسمالي متقدم مركزي الطابع بسبب التوسع الرأسمالي العالمي وآليته وقوانينه بغض النظر عن الخصوصيات الثقافية. هناك مجتمعات »نجحت« جزئيا في اطار رأسمالية الاطراف وخطت خطوات في التصنيع القادر على المنافسة مثل »تركيا« اما الفشل فيشمل العالم الثالث والقادرة الافريقية والقول الشائع في الغرب بان »الاسلام معاد للتقدم« هو قول سطحي وسريع وتهمه موجهة بان الاسلام ذو فرضية ثابتة. على العكس بالايمان القائل بان كل الاديان بما فيها الاسلام ـ تتسم بالقدرة على المجاراة في التطور. ايضا تركيا لديها علمانية وديمقراطية ناقصة تشبه قوميتها القوميين العرب حيث حلت محل الدين كمصدر لشرعية الحكم. وبعد تحديد جوانب الفشل وكميته في الاقطار الاسلامية يقول سمير ليست عقيدة الاسلام هي المقصورة بهذا الفشل وانما الاسلام التاريخي اي من رعي هذا الدين واخطأ فهم المجتمع المعاصر للاسلام ودوره ومضمونه.



Post: #12
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-12-2006, 04:46 PM
Parent: #11

عسكرة العولمة
محاضرة في الجامعة الاميركية - بيروت

عقدت، في الجامعة الاميركية، في بيروت، ندوة تحدث فيها المفكر سمير امين عن «عسكرة العولمة»، وفي ما ياتي عرض لابرز الافكار التي جاءت في هذه المحاضرة.

يرى سمير امين ان ما يحصل في العالم، اليوم، هو فصل من فصول «عسكرة العولمة»، ويشير الى ان هذه «العسكرة» لم تبدا مع احداث 11 ايلول ورد الفعل الاميركي عليها، وانما بدات في اوائل عقد التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، اذ ان هذا العقد كان عقد الحروب بامتياز، من حرب الخليج الثانية الى حرب افغانستان مرورا بحروب يوغوسلافيا وغيرها.. ومن ثم فان قراءة موضوعية لهذه الحروب المهمة تؤدي الى استنتاج اساسي مفاده ان يد السوق «الخفية» لم تعدقادرة على فرض آليات الهيمنة، وان الجانب الاقتصادي ل «العولمة» لم يعد قادرا على النجاح من دون الكف العسكري.

ويرى امين ان «العسكرة» اصبحت حاجة ضرورة لتنفيذ المشروع الليبرالي الاقتصادي، ما يعني انها باتت تتطلب اعتماد النمط «البوليسي» داخل الدول بديلا من «الدمقرطة» ...

ويفسر امين رؤيته لواقع العولمة، اليوم، بان التجارب الماضية اظهرت ان «طوباوية» راس المال التي تتصور قدرته على ان يحكم بشكل مطلق، لا تنطبق الالمراحل قصيرة، وتفترض وجود اختلال في موازين القوى العالمية، وهذا ما يمكن تسميته ب«الفوضى»... كما ان قاعدة «الربحية» السائدة تقوم على تحليل نظري ل«راسمالية وهمية» يؤدي الى ان آليات السوق تحقق الازدهار الاقتصادي تلقائيا، وبما يتيح للجميع ان يستفيدوا منه، شريطة ان يكونوا قادرين على تطوير وسائل التكيف الملائمة..

ويتحدث عن النتائج، فيلفت الى ان التطبيق الاحادي لهذه القاعدة ادى الى ركود نسبي والى المزيد من التفاوت في توزيع الثروة والدخول، والى تفاقم الازمات الاجتماعية (بطالة وفقر)، ويقول: ان هذا الواقع انتج الفوضى باشكال مختلفة، ومن مظاهرها ت آكل النظم وازدهار حركات الاحتجاج والعنف، ما ادى الى فقدان الامل بان تسهم «الدمقرطة» في انجاز التقدم الاجتماعي.

وراى امين ان «عسكرة العولمة» تترافق مع سمة جديدة للاستعمار تتيح تسميته بالاستعمار الجماعي، فهذه العسكرة لا تخدم فقط الهيمنة الاميركية، وانما المراكزالاخرى كاوروبا واليابان.

وتساءل امين: «هل الاستعمار الجماعي اصبح سمة ثابتة، او سمة مرحلية مرتبطة بازمة النظام العالمي؟». يجيب ان تاريخ الراسمالية هو تاريخ مراحل استعمارمتتالية، الا ان هذا الاستعمار لم يكن جماعيا، وانما تقوده مراكز عالمية متعددة، اذ ان الامبريالية كانت في الواقع «امبرياليات» تتصارع في ما بينها، وافرزت حروباكثيرة، منها الحربان العالميتان: الاولى والثانية... وهدات الصراعات بعد العام 1945 بسبب التفوق المطلق للولايات المتحدة على اوروبا واليابان والخوف من امتداد الشيوعية... الا انه حصل تعديل في موازين القوى في ال15 سنة الماضية، اذ انتهى الخوف من الشيوعية واستطاعت اوروبا ان تلحق بالولايات المتحدة،مع ان الثانية تبدو الاقوى حتى الان لانها دولة، في حين ان اوروبا «المتفوقة» هي مجموعة دول..

راى امين ان دول «الثالوث» (الولايات المتحدة واوروبا واليابان) خاضت الحروب منذ الحرب العالمية الثانية معا، وعلى الرغم من التحفظات الكثيرة لاوروباواليابان... «فهل هذا يعني ان الاستعمار الجماعي هو سمة ثابتة؟».

اشار امين الى ان بعض الباحثين يعدها ظاهرة مؤقتة بدليل التناقضات في منظمة التجارة العالمية، في حين يعدها بعضهم الاخر ظاهرة جديدة ترافق عملية التحول من الراسمال «الوطني» الى الراسمال «متعدي الجنسية»، الا ان الرايين تنقصهما الدقة، اذ ان الشركات على الرغم من عالميتها لا تزال غير متعدية الجنسية.وقد غيرت درجة تركيز الراسمال من ظروف المنافسة، بحيث انقلبت القاعدة التي كانت تربط «الوطني» ب«العالمي»، ففي السابق كان الجانب الوطني هو الاولوية وياتي بعده الجانب المتصل بالمنافسة العالمية، اما الان فاصبحت المنافسة في الاسواق العالمية هي الاساس.. وهذا ما دفع بالشركات الى «العالمية» مع استمرارتركيز الراسمال، وهذا ما صور التناقضات بانها ليست وطنية وانما تناقضات بين الشركات.

واشار امين الى سمة اخرى للاستعمار الجديد، تتمثل في ان المراكز العالمية كانت في السابق تصدر الاموال والتكنولوجيات لكي تلعب الدور القيادي، اما الان فقد اصبحت مستوردة للاموال وتقوم بدور الامتصاص للفائض المنتج على الصعيد العالمي.. وهذه السمة الجديدة دليل على ان الراسمالية دخلت مرحلة الترهل، بمعنى ان النظام اصبح عاجزا عن ضمان استمرار التنمية.

وخلص امين الى ان المواجهة تدور، في العالم اليوم، بين تيارين «معولمين»: الاول تيار راس المال المتعدي الجنسية والاستعمار الجديد الجماعي وقواه في الشمال والجنوب على حد سواء، والتيار الثاني، هو تيار محتمل، لا يناهض العولمة بوصفها عولمة، وانما هذا النوع من العولمة، اذ بات من الممكن قيام جهة عالمية واسعة في الشمال والجنوب للتصدي للامور الفرعية في الراسمالية المتوحشة.

* * *

Post: #13
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-14-2006, 11:55 AM

*****

Post: #14
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: Elmoiz Abunura
Date: 03-14-2006, 01:53 PM
Parent: #1

Dear Matar
This is one of the best post I have read recently in Sudanese on line. I run short of words to express my gratitude to you. Samir Amin reminds me of my days at College of Economics in the University of Baghdad in the second half of 1970s. I have been introduced to his work by my professor , the late Dr. Mohamed Suilman Elhassan. Dr. Elhassan was an independent Marxist who became a minster of oil during the early period of the reign of Karim Gasim,the patriotic leader of Iraq ( 1958- 1963). Dr. Elhassan was a regular visitor of the notorious Baath's prisons. Later on,and like thousands of Iraqi patriots, he died, or being killed in one of the Iraqi prisons . Indeed Samir's ideas are intriguing, and controversial. Still vivid in my memory the heated debate in our class about the dependency theory,developing of the underdevelopment, and the contributions of Samir Amin, and Gunder Frank .I have met him in the Institute of Social Studies(ISS) in Den Haag.Samir gave an impressive presentation on Political Economy of Underdevelopment. Most of his examples in that lecture were from Africa. In my short meeting with him after the lecture,I was surprised to find that he is very familiar with the political development in Sudan
If you have time, look to the " Monthly Review", I remember that there was an special issue on Samir Amin in 1992, or 1993
Regards
Abu Ghassan

Post: #15
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-14-2006, 05:48 PM
Parent: #14

الاخ Elmoiz Abunura
كل التحايا وبعد
ان كلماتك عن الدكتور محمد سليمان الحسن وزير النفط ابان حكم الرئيس عبد الكريم قاسم وقصته المحزنة ومصيره الذى لاقاه هو احد المؤشرات على ان دول العالم الثالث مهيضة الجناح تتحمل هى جزءا مقدرا من اسباب وهدتها.
اما عن افكار الدكتور سمير امين فهى بحق مثيرة للاهتمام والجدل ومحل خلاف من التبعية والتاخر ومرورا بكتاباته عن الفكر الماركسى واقتصاديات السوق والى كل مايتعلق بالعولمة فى حواراته وندواته الاخيرة.
وفى تقديرى ان اسهامات المفكر الدكتور سمير امين تظل احد المحطات المهمة فى الفكر والاقتصاد المعاصر.
وسعدت بمرورك وتعليقك وافيدك بانى درست بالعراق لكن فى مطلع التسعينات بالموصل ولك كل الشكر والتحايا.

Post: #16
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-15-2006, 02:03 PM
Parent: #15

مقتطف من احد صفحات مذكرات الدكتور سمير امين


سمير أمين وأسرار حياته

أصدر المفكر الاقتصادي العربي- العالمي سمير أمين، مذكراته تحت عنوان "مذكراتي"، والتي يكشف فيها عن بعض جوانب حياته الشخصية والحميمية. والكتاب صدر في ترجمة عربية عن دار الساقي - لندن/بيروت - 288 صفحة من القطع الكبير وترجمة سعد طويل.

لا يهتم هذا الكتاب الهام والممتع بتقديم رواية أدبية لقصة حياته، كما فعل عدد كبير من كبار الكتاب من الأدباء المصريين طه حسين، العقاد، لويس عوض....إلخ . ولكنه حاول أن يقربنا من بعض جوانب حياته الشخصية كنوع من إلقاء الضوء على خياراته البحثية والفكرية والأيديولوجية والعملية والمهنية وتفسيرها، فى المحل الأول، بالإضافة إلى بعض الإشارات والتعليقات والقصص الصغيرة التي توضح خاصة وأن لسمير أمين كتاباً آخر عنوانه "سيرة ذاتية فكرية" يركز فيه على تطوره الفكري، والمؤثرات التى كان لها دورها في هذا التطور.

غير أن "مذكرات" سمير أمين هذه "تلقي الكثير من الضوء على التطورات الفكرية له، والسياقات العملية والمحلية والعالمية التى تمت فيها هذه التطورات. كما أن هذه المذكرات ليست اعترافية -حسب التقاليد الغربية- اللهم إلا إشارات خفيفة هنا وهناك، وبشكل غير مباشر أحياناً"- حسب صحيفة "العرب" اللندنية.

ويتحدث سمير أمين مثلاً موت عن موت أبيه تأثراً بالمصاعب السياسية التى تعرض لها ابنه -سمير أمين-، واضطراره إلى مساعدته على الهرب من مصر قبل أن تقبض عليه مخابرات جمال عبد الناصر بسبب شيوعيته. كما يتحدث عن علاقته مع زوجته إيزابيل قبل زواجهما، واضطرارهما إلى عقد الزواج قبل سفرهما لمصر لأسباب اجتماعية. كذا اعترافه بأنه شخص عنيد، وأن هذه الصفة كلفته أحياناً، وكانت سبباً في تورطه في بعض الأخطاء. كما يشير إلى أنه وُلِد أيسر، ولكنه أكره على أن يكتب باليد اليمني، مما أدى إلى إصابته بالثأثأة أحياناً قليلة، كما أنه يذكر أنه فى سن 10 - 11 عاماً مررت بمرحلة قصيرة من التصوف أو الإيمان بالغيبيات ولكنها لم تستمر طويلاً. أما شقيقتى - ليلي- فكانت تعتقد بالخرافات أكثر من أن تكون مؤمنة -ص 36-.

Post: #17
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-16-2006, 08:24 AM
Parent: #16

الدكتور سمير امين وكتابه الموسوم امبراطورية الفوضى



محاولة لاثبات فكرتين-اساسيتين الاولى هى ان عالمنا المعاصر .الذى تنشر اطرافه الى مدارات مراكزه المتقدمه بقوة تبعية متفاقمة,يعيش تناقضا"بنيويا" جديدا" نسبيا",هو التناقض بين اشكال ومضامين عملية التوسع الراسمالى وبين الكيانات السياسية الناتجة عن ضرورة وارث تاريخيّين.مزيدا من الوحدة الاقتصادية ومزيد من التفكك السياسى: انها
Quote: ادارة الفوضى



الفكرة الثانية:
هى ان آليات التوسع الراسمالى للراسمالية يدفع شعوب اطراف النظام.قسرا الى البربرية او خيار التكيف الذاتى مع هذه الآليات معناه الابقاء على كل اسباب التخلف, والخروج طوعا من المساهمة فى بناء المستقبل. انه خيار الانتحار الجماعى. وكل تزيين لمحاسن (الاندماج)
Quote: احلام مزيفة

الاشتراكية او البربرية.تلك هى المعادلة التى تؤكد مصداقيتها التطورات العميقة, على عكس المظاهر السطحية المؤقتة.
هل مقنع سمير امين فى براهينه وتحليله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب فى هذه الفصول
1-امبراطورية الفوضى
2-العولمة الراسمالية الجديدة
3-ازمة الاشتراكية
4-التحدى الديمقراطى
5- النزعات الاقليمية: تهدئة ام توتر مضاعف؟

من كتابه امبراطورية الفوضى ترجمة د.سناء ابوشقرا

Post: #19
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-18-2006, 11:37 AM
Parent: #17

ساعود لتقديم بعض مقالات واراء وكتابات الدكتور سمير امين

Post: #20
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: Elmoiz Abunura
Date: 03-20-2006, 09:49 PM
Parent: #1

UP

Post: #21
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-23-2006, 10:15 AM
Parent: #20

الاخ Elmoiz Abunura
كل التحايا
ومن اجل الافكار الجديرة بالتأمل ساعود بالجديد لرفد هذا البوست فى القريب

Post: #22
Title: Re: الدكتور سمير امين فى حوار بجريدة القاهرة
Author: مطر قادم
Date: 03-23-2006, 10:34 AM
Parent: #20

الاخ Elmoiz Abunura
كل التحايا
ومن اجل الافكار الجديرة بالتأمل ساعود بالجديد لرفد هذا البوست فى القريب