كوستي ......

كوستي ......


12-15-2008, 01:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=220&msg=1252082110&rn=0


Post: #1
Title: كوستي ......
Author: nadus2000
Date: 12-15-2008, 01:50 PM

كوستي في مئويتها الأولى

كوستي يا اصدقائي مدينة لا تشبه الا كوستي، فقد تعودت ان تدخل قفص الاتهام عند كل انقلاب، ولا تخرج منه الا بعد كل انتفاضة، لا ادري سر هذا العداء بين الانقلابيين وبعض المدن!!!...

كوستي مدينة تلتقي كل قادم اليها عند "اللية" بوابتها، وربما في منتصف كوبري كوستي، مرحبة وتقالدك بكل حنيين الأم، ثم تقتطع من ذاتها مساحة بما يكفي لأن تردد بعد مع جوقة ناس كوستي القدام والوافدين، ويدور صراع هامش ومركز، بس برضو بحنية ...ألم أقل لكم من قبل أن كوستي هي خير مثال للسودان الجديد القديم، فقد أرست مدينة كوستي بين قاطنيها ومنذ زمن ما قبل التم تم (ق ت)، مبدأ المواطنة كأساس للتعايش، ولا فرق بين أعجمي وأعجمي الا بمقدار المحبة...

كوستي... يستعد نفر كريم من هؤلاء وأولئك واللائي واللاتي للاحتفاء بمئويتها الأولى...وان كانت اكمال المائة كثير في عداد عمر البشر، فهو قليل في حياة المدن بل مجرد بضعة "ثواني مرت سريعة" ...


منوت، د. إشراقة، د.أسامة، السمندل، ودالعمدة، وتلك البنت الكتابة المغموس قلمها في دواة الشقا ميرفت نصرالدين، ونصرالدين كوستاوي (بالانتساب)
وكل أبناء كوستي تعالوا نحتفي ونحتفل بأمنا
بتاج راسنا وعزنا....كوستي

Post: #2
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 03:53 PM
Parent: #1

مرة ثانية لاجل كوستى..



Quote:
الى اشراقة مصطفى....

أعيدى الي طفولتى... ولك الشكر .....

اخلاص مهدى/استراليا
[email protected]

أبحث لإجتراح الذاكرة.. خارطة طريق .. مثلك تماما .. لأقتاد من ذلك المخزون الاستراتيجى ..من ذاكرة أضناها التعب .. فكل الذى مر أمامى .. كان و مازال حاضرا يعلن عن نفسه .. على امتداد ثوانى الزمن المسرعة..أنت وهم وهن ...وكوستى ..التى نمينا فيها براعما صغيرة مشاغبة .. نجرى معا بين المحطات .. و السوق الصغير ..و مدرسة امنة قرندة.. و طاحونة أبوى مهدى و جامع الأحمدين و حلاق أبو شامة .. و دكان عمى دفع الله.. لنرتاح قليلا جلوسا مع بائعات..(العجور بالشطة و قراصة النبق)..نلتحف الحميمية للناس والمكان .. وحتى المقابرذلك المكان الموحش..الذى يتجنبه الناس هربا من المجهول ..لدينا مع شواهد القبور علاقة تهجى أسماء الموتى .. تشهد عليها الشواهد..

باكرا تذوقت طعم السفر و الترحال و الانسلاخ عنوة من الأرض التى أحب..

وغادرناها...

كوستى ..كان قلبى ذو السبع سنوات يتلفت يمينا و يسارا عسى أن يلمحك تسابقين الريح فى أحد شوارع الحلة الجديدة..ليلوح لك منشدا لن انسى اياما مضت....... الى اخر النشيد ..و لم يكن.

ومرت عشرون عاما...بل أكثر..

وحين التقيتك تحملين (واصلا).. بين الماض الذى لا ينسى و ذاك الأيوبى الجميل .. كان فى عينيك هدير مظاهرات ملتهبة .. تحرق جماهيرها لساتك العربات .. و أعلام دول لا تعرف الحياة الندية الا من خلال العملات الصعبة والبورصات التجارية ..وتمد لنا طرف الطريق اليها .. فنشكرهم.. و نأتى.. لنغسل لهم واجهات المدن ليلا...

ويغسلون هويتنا وعقول اطفالنا فى وضح النهار ...

لا تسألى كثيرا صديقة الطفولة و أيامها العذبة ..

ما عاد فى الجراب من أجابة ..

نعم...

تبعثرنا فى كل واد ..

وأدنا أحلامنا الصغيرة .. تماما مثلما وئدنا نحن ... فى زمن الجاهلية الأولى.. صغارا....فالأسباب متعددة الوجوه و الملامح و.... الموت واحد .

صديقتى....

لا أدرى من أين اتوا..فلم ارى لهم فى صفوف البشر اندادا... فانكروا علينا ان يكون لنا وطن نستظل (برواكيبه) .. نأكل من خيراته الوفيرة ...(كسرة بموية) ..ونشرب من نيله الممتد بطول قامته الممشوقة من نملى و.... الى حلفا ..اكواب مياه راكدة يعلوها اخضرار الطحالب ..مدفوعة القيمة..

انكروا علينا ان نصاب بالسرطان و نداويه بالقرض و الحلبة و العطرون ..بعد ان ندفع ثمن الدواء ( بالاقصاد) ..و انكروا على بعض النساء ان يكن شريفات فنشطت تجارة اللحم الأسمر يتداولهن بعض من اساتذة و مدراء .. بعض من رجال..

تبعثرنا.....

فأن تقولى لهم.. لا ..انت الارهاب الذى يهدد بقاء الأمة الأسلامية بداخلهم ..انت من يجلب نزر الشؤم و غضب الله ..فيجف الزرع و الضرع .. و تفيض رمال الصحراء تصحرا ..وتغور مياه النيل غورا ..و يهرب البترول من باطن الأرض..لذا يرسلوك الى بيت للأشباح ..لقتل ال ..(لا) ..فى ثنايا فكرك .. و تتطهرين...

وان تقولى نعم ...تدبرى الأمر و احضرى بضاعتك ما أكثر أسواق النخاسة..

وان تخيرت الصمت .. ستموتين .. و لكن..للأسف.. ليس كما تموت الأشجار .. واقفة..

سيموت بداخلك الوطن بنسائه و اطفاله و رجاله الأوفياء .. بشموخه و حضارته ..و نبله و فنه الفريد ..ثم تموتين انت بداخل نفسك و يسدل الستار .. لذا هرب كل من وجد الباب (مواربا) من سعير الوطن الى لظى الغربة ..

وبدواخله ...ما زال الكل يسكن.. لا يهم.. سكنا عشوائيا ام فى ابراج عالية .. فلا خوف عليهم من( بلدوزر) ولا هم يحزنون.. بدواخله... كل المداين و القرى والمحطات الصغيرة والفقيرة والنساء الصابرات .. بائعات الشاى والمساويك

واطفال الشوارع وموائدهم.. زبالة سادات القوم ووجهاء الوطن والمهزومون فى حروب سوق النقد و سوق السياسة ..لجهلهم بالامرين تبعثرنا ...

ومازلنا سودانيون نتطاول على اطراف امشاط اصابع رجلينا (نتاوق) للوطن .. نتلهف لسماع اخباره المبكية حد الضحك ..تنشر فى حبل الفضاء.

تبعثرنا صديقتى ..وحيثما كنا .. اينما كنا .. كيفما كنا

نستلم رسائل الأهل ...

قبل السلام ....

ارسلوا المصاريف...

ايجار البيت تراكم ..فاتورة الكهرباء ... و على الأبواب المدارس و الخريف

ارسلوا دواء للملاريا ...

وكسوة الشتاء و الصيف ....

ارسلوا ...ارسلوا...ارسلوا

ننزف نحن حنينا اليهم ونرسل لهم ...دموعا و شوقا و دولارا

ننزف غربة..

وهم ينزفون ...

والوطن مثلهم...

صديقتى....

اكسرى طوق المستحيل .. أعيدى الى طفولتى و لك... الحب الجميل و الشكر اطنانا.

اخلاص مهدى

استراليا

18/9/2003




اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد

Post: #3
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 03:57 PM
Parent: #2

Quote: كوستى يا تراتيل الوداع النازفة .. ويا قطار الغرب تداعى لتصحو المدينة

إلى الشاعر محمد المكي إبراهيم
اشراقه مصطفى حامد/فيينا



فوانيسي الأولى، افتتح بها دفتر من دفاتر الطفولة، كوستى تلك التي علمتني أبجدية الرحيل. وقطار الغرب ذاك الحنين الذي يسند ظهره المنهك يستجم لساعات طوال على ظهر السكة حديد بكوستى..

مشهد أول حميم:

كوستى السكة حديد مكتظة حتى فوهة نشيدها العمالى ببشر حميم، سحنا تهم مختلفة ولهجاتهم تتداخل فى تم تم ورنين، فمنذ طفولتي المبكرة تعلقت بجدتي أول من علمتني أنشودة الصمود والهامة التي تحتضن الفقراء والصغار والنساء الكادحات، علمتني تفاصيل المحنه ودندنة أغنيات الغلابة وحفظتني أناشيد الوداع وتراتيل الرحيل، فما أن تبدأ الإجازة الصيفية يختلج حزني بفرحي، فرحى بالسفر بقطار الغرب وحزني لفراق مدينتي الهادرة على وترين من النهار ودندنة السماكيين، أبكى منتحبة وكأني لن أعود إلى حضنها، هل قرأ قلبي اليافع حيينها بان هذا الفراق سيمتد إلى بلاد ما أنزل الله لها من سلطان السكينة وراحة الخاطر.

ليلة السفر لا يغازل النوم عيوني، أظل أعدّ الدقائق والثواني وأسالها عشرات الأسئلة

متى يأتي القطار؟

متى نذهب للسكة حديد؟

متى سيغادر بنا؟

هل سيأتي مكتظاً كالعادة؟

وبحنية تدعوني للصمت وان أكف عن { رص الكلام الكثير}؟

وتمر ساعات

تغرب الشمس وعلى حافة غروبها يدندن التاكسي إيقاعات الوداع

تأخر القطار

المطر كثير والخير وافر فى غرب البلد سمعت جدتي تحكى مع امرأة أخرى محملة بالويكة والويكاب والفسيخ ودهن الكركار

مشهد بذرة الحكى:

هناك من افترش ساعده، حاجة مسنة { كومت} ثوب الرزاق تحت رأسها المنهك والمكدود بانتظار ساعات الفرج.

السكة حديد تكتظ بالمودعين والمسافرين، بشر حميم يقتسمون التسالي ويفسحون لبعضهم فى الكنبات، ذاك الفتى يفسح مجالا لجدتى وهى تلهج له بالدعاء { يديك العافية ويخلى لينا فى كل بلد ولد} ، لقد صادفت دعوتها صلوات الصالحين والملائكة واستجيبت الدعوة.. من كادقلى إلى لوس انجلس جعل الله لجدتي ولداً، تبعثروا فى كل بقاع الأرض كالعقد الفريد.

شخير ذاك الرجل يختلط بصوت مكنات القطارات المحلية التي تروح وتأتى كالشهقة وزفرتها، هناك تحت شجرة النيم الظليلة يحكون، يضحكون ويتهامسون، ينتزعهم من جلستهم المسترخية عضلاتها صفارة القيام، اتثآب وفى عيوني مقاومة باينة للنعاس، القطار مكتظ كعادته

{ والمشمعيين} يسترخون وينادون لبائع الشاي

بنات الفلاته يدندن بنغمة مدوزنه على الطعمية والفول المدمس ويا تسالي يا......

الزحمة

تبدأ الشجارات

يا جماعة استهدوا بالله

يا ولدى قطعت قلى، عفصتك ذي العقرب

يا حاجة ماشايفك، العربية مافيها نور

الكل يتسابق ليفوز بمكان يسند عليه الجسد المنهك والروح التواقة لرؤية الأهل.. كانت الدنيا بخيرها!

تهدر عجلات القطار بأحلام عمال السكة حديد

حاشية للتاريخ:

بيوت السكة حديد المفتوحة على مصرع الكرم، المستورة الحال والقانعة { بالقاسمه ربنا}، سعت الراحلين والقادمين، رحابة النفس ورائحة الطعام الشهية حين تنهز المصارين من الجوع، الزلابية بشاي اللبن، الفول والجود بالموجود.. كم هم كرماء، وجه تلك المرأة يستحوذنى الآن، إحتنضنتنى ودمعة حارة انسابت على أخدود خدها وأنا أمدّ لها يدي الصغيرة مودعة، كأنها تعرفني منذ الميلاد، كأني ولدت فى حجرها.. كم كان حضنها دافئاً، أتتشبث به فى ذاكرتي كلما قرصني زمهرير هذه البلاد فى روحي.. يوم ما شردت خاطرتي عندها، أدمعت وأنا أحدق فى المرأة التي كانت تجلس قبالتى تداعب فى كلبها المهذب جدا وتهز فى رأسها من جنون هذه {الخادم الأفريقية}

تهدأ الشجارات

تخفت الأصوات العالية

تبدأ الحكايات

عجوزان يحكيان عن عنبر جودة، انسربت فى حكايات جدى الذي كان يعمل شرطيا وفقد حيينها عينه اليمنى التي بقيت تحكى عن تاريخ مازال يحزنني ويبكيني، هناك آخرين يحكون عن موسم الفول والكردي وقصب السكر، يا حلاوة {العنكوليب} فى كوستى.

يقسمون بالطلاق الثلاثة يتجادلون ويضحكون ويحلمون بزمن الحصاد، آه كان أهل قطار الغرب يأكلون مما يزرعون، قبل أن تخضخض الإنقاذ قيمنا وأخلاقنا وأنشودة العمال.

قبالتى تجلس امرأتين، تحمل إحداهن طفلها الوليد يحيكين ويتهامسن وتتقلص وجوههن تارة وتنفرج أخرى ووجهي الصغير يتقلص وينفرج مع درامية خصوبة الحكى. العروسة الصغيرة، يفوح صندلها ويلمع وجهها المدهون، يبان عليها التعب والتوجس، عندما كبرت خمنت بأنها كانت تجتر حكايات النسوة وهن يعدنها لزوجها ذو الشوارب الكثة. الحناء تلمع فى يديه وهو يقسم ثلاثة بالطلاق أن تقبل المرأة العجوز فبالتهما بفخذ دجاجة أعدت خصيصا للعروسيين.

ما كان يشغلني حيينها أن يتركنا الكبار نلعب كما نشتهى، وبما أن النوم كان مستحيلاً حين تهدأ عجلات القطار، فالبعوض الشهير لايترك عاداته فى الطنين والأنين، يزحف قطار الغرب.. جبل أموية، جبل دود سنار التقاطع، سنار المدينة ويحتل فى والحداد، الحاج عبد الله فيها مشكلة سمعتهم يحكون.

يغادر البعض فى سنار

وداع ودموع

سماح وغفران

أعفى لي النبي

الموت والحياة ما معروفة

من ثنايا رقراق الدمع يكتتبون عناوينهم ويتبادلونها

والصبية التي اختلست طرفة حلم لذي العشرين ربيعاً وتورد قلبها وأندلق الدم حاراً وهى توارى دمعتها وقدميها تتعثران وهى تغادر باب القطار.. آه لو كان فارس الحلم، شخصت ببصرها وهو يدس ورقة صغيرة فى يدها يبثها لهب من وميض عينيها، تعويذة العشق الأول، الآن أعرف سر فرهدة خديها، قطار الغرب يشد الرحال بصبر ووفاء، لا يكل ولا يمل، وهب تلك الصبية دفء ذو مزامير.

عم الكمساري، صارم القسمات يأتي

يقسم أن لم تدفع فارق التذكرة أن تغادر القطار المحطة القادمة

لا على اليمين انزلك فى جبل دود وان ما عجبك فى النص

الرجل الخمسيني يحاجج، يشرح الظروف القاسية الوجه الصلب تنفرج أساريره

يسأله من أهله

يحكى له عن نيالا

{يا سلام، نيالا فيها اهلا عزاز بالحيل، ناس عبد الرسول، بتعرفهم هم اصلهم من الجنينه سكنوا من بداية التمنينات فى نيالا}، يسترسل عم الكمساري، كم تدهشني الآن هذه الأريحية، الكمساري الذي يتجهم وجه حين يغادر قطار الغرب كل الركاب وتتنحنح دمعة تقاوم بكاء الرجال الغلاب.. كم من الرجال يبكى الآن؟ سؤال عارض!

عشقي لقطار الغرب كان سرا لعشقي لقطار هولابرون، مدينه فى النمسا السفلي، قطار رغم حداثته، وتكنولوجيته الحديثة، رغم مكنات التدفئة فصقيع الروح لا يدفيئه سوى قطار الغرب.

بشر ذو سحنات مختلفة

من النوبة

من البقارة

الفور

الزغاوة

الجعليين

وأولاد عمهم الدينكا كما كانت تقول جدتي

يتصافحون

يتخاصمون لسويعات ويقتسمون الخبز والحكاية

منهم ومنهن تعلمت دندنات الوداع الحنينه

حين تنجرف دمعة حارة تختصر المسافة من الأبيض للجبلين فى رحابة الناس الطيبين

هي كوستى

هي كما حكانى عنها صديقي الشاعر بانقا الملقب برامبو وليعزرني للاقتباس،لقد هزته حتى المساس رسائلي وميرفت صحو الغياب وسمندل نشيد الإياب الصعب، فرحت وهو يحكينى كوستى وكأني ما عرفتها، حكانى وفرحت وهو يشجو ضنايا، كوستى مثل جنا الحشا:

{وعبثا أحاول الآن إيقاف الطوفان بسد من الطين. خاصة أن مد ينة كوستى تربطني بها صلات شعر حميمة في دار المعلمين أنا والشاعر المُجدد حميد وآخرون سافرنا لنقرأ أشعارنا أمام جمهورها المتعطش إلى الكلام الموشى بالتراث والعشق والأحاجي وأحلام الغد. لم أرى جمهورا يتقاطر من كل حدب وصوب للاستماع للشعر مثل جمهور كوستي الذي يجيد الاستماع ولذا كثيرا ما كان يختل برنامجي مع صرامة العمل في البنك لضعفي أمام دعوة المشاركة في ندوة شعرية في كوستي لأنني اخجل أن أرد دعوة الوقوف أمام الجمهور الكوستاوي، غير إني أعملت فأس نقدي الفلاح في أشجار شعري المتشابهة وطبول موسيقاه التقريرية الهاتفة وتركت فن الغناء لمن يجيدونه، وأنني لعل ثقة تامة أن ذات الجمهور الكوستاوي إذ التقتيه فلن يعرفني وإني لو سقطت من الشمال الآن فلن اصل إلى الجمهور الكوستاى بعد مليارات السنوات الضوئية، حتى اسمي استعاد ذاتيته وهجرني رامبو مع شعره إلى الأبد ، برغم أنني اجدني متلبسا في حالة شعرية كلما لامسني شفيف كلام من منوال ما تكتب ميرفت وإشراقة }

شكراً رامبو..

وشكراً لكوستى المدينة التي علمتني أبجديات العشق وأناشيد الطفولة

بائعات الكسرة بالسوق الصغير

كن ومازلن يطعمن حياتي بتفاصيل الكفاح اليومي

حليمة بت أب شالية جدتي

حاجة الله معانا

حواء بت النسيم

الجزراين

بائعي الكجيك الجديد

بائعات الفسيخ

وعم حسين الطيب، صنو عم عبد الرحيم

الحطابات جوار المقابر

أستاذ أحمد محمد الحسن طويل البال عميق الفكرة كأبينا محمود

كوستى.. زينة، أضواء المدينة.. مكتبة رحمي

ميدان الحرية

{ كل الأشياء لها لون القبر}

لان كوستى صنو عطبرة علا صوتها {لا تصالح ولو منحوك الذهب}

لم يهتم بها الحكام بل أرادوا لها الفناء

لان صحو الفكرة قادها الجمهوريين

لان حركة اليسار فى كوستى تحكى

لهذا مازالت تحمل ملامح القبر، يهلكها الجوع والفقر والملاريا وقسوة الحكام

ومع ذلك تبقى كوستى

ويبقى أهلها الطيبين

ونساؤها جميلات الروح الصادحات بقيامة الفجر

تبقى كوستى صنديدة

عنيدة

لاتصالح

وإن كانت على شفا حفرة من القبر

ولكل ذلك شاعرنا محمد المكي إبراهيم

لا ننصرف بلا وداع

ولانشتجر على الكنبات

اشراقه مصطفى

فيينا/ أمسية صيفية من سبتمبر 2003



كوستى وتداعيات قطار الغرب، متى انصرفنا بلا وداع؟ الى الشاعر محمد المكى ا

Post: #4
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 04:03 PM
Parent: #3

وعلى ذكر ميرفت يا نادوس- علها تعود وتضمخ حياتنا بحروفها الحياة



Quote: ..


كوستي : قصيدة الغياب المستحيل
نحو اشراقة مصطفى في زنزانتها الاوروبية البيضاء



" بعد أن خرجَ
إلى الأرض التي ليس إليها دخولٌ . ورأى أدراجاً تقودُ إلى الأرض التي أتى منها . بعد أن نجا من النار وقضى أيَّامه حالماً بالاحتراق فيها ، بعد أن سار أيَّاماً من المدينة المظلمة في يده اليسرى إلى المنيرة في اليمنى ليحمل الرسالة من هنا إلى هناك ، ومن هناك إلى هنا ، كانت الرسالة هي المدينة التي احترقت فيها كلماتها النبيلة ، ورأى بعينيه أدراجاً للصعود والنزول ، وناراً وماءً في عالمٍ يجري نحو المكان ، حيث الرسالة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا فيها المدينة "
( إذا كنتَ نائماً في مركب نوح ) .. سركون بولص



هذا مؤلم ومريع يا إشراقة ..
يحاصرك الضباب ،إذاً، وتزدريك ملوحة الطقس الفييني الرهيب . وينفتح في داخلك بهو من الذكريات المنضدة بعناية الهجرة . والذكرى هي كنز الراحلين وسقط متاعهم وعكازهم الذي يهشون به على غنم الموت البطيء المحدق بهم في عرصات المنافي.

تحملين كوستي كشامة خد . وتتألمين لأنها تتآكل وتتحول إلى مجرد (بقعة مباركة منقرضة ) تحجين إليها بالذاكرة كلما أحاطتكِ الغربة بسديمها المرعب .. وقلة حنانها النادر .
ولكن هل تعلمين أن كل السودان يفكِّر في الرحيل ( ما عدا ، طبعاً ، الأغنياء والمتسلطين ومحجوب شريف الذي ظلّ وفياً للتحدي الذي قاله منذ زمن: وعنّك بعيد أبيت الرحيل ) . الجميع يتأهب للمغادرة . وكثيرون هم الذين حلّوا في بلدان لم تكن في يوم من الأيام في وارد أمنيات أي سوداني عاقل ، كتشاد وبنين وموريتانيا؟
قوس :
(من الطرائف التي يتفوّه بها الطريق ، طرفة تدّعي أن أمريكا اعتنقت الإسلام عن بكرة أبيها وفكّرت في محو ذنوبها السابقة مع السودان ، فقررت بناء مسجد كبيييييير يستوعب مليون مصلي في العاصمة .. وتم بناء المسجد الذي فرض الإنقاذيين التذاكر المدفوعة بالدولار للصلاة فيه .. وبعد فترة وجيزة ، ارتدّت أمريكا كلها عن الإسلام ، وحصل أن اشتبكت مع السودان ــ لأي سبب ــ فأمهلته خمسة أيام فقط تحمل بعدها المسجد ـ كما هو ـ إلى واشنطن .. وفي اليوم المحدد لنقل المسجد الأمريكي ، تفاجأ عمال النقل الأمميون بأن السودانيين بكامل قبائلهم وطوائفهم وأعراقهم ــ والكفيف شايل الكسيح ــ قابعون داخل المسجد وفي صحنه الخارجي .. ووجدوا جماعة الإنقاذ قد احتلوا المنبر والمئذنة ليكونوا أول الواصلين إلى جنة الوعد العصرية!) ...

***
لستُ ضد السفر ولا ضد الرحيل . ففي السفر آلاف الفوائد . صحيح أنني لم أتحسس صحة الجغرافيا تحت وقع خطواتي بعيداً عن السودان . لكنني استعمل خيالي ببراعة تدربت عليها، في كل ما يتناهى إلى سمعي وقراءاتي وبصري ( بعد مجيء التلفزيون والستالايت ) لأدرك أن روما مديونة حتى النخاع لمايكل أنجلو ، وأن نيويورك تذهب كلها إلى المسرح لتشاهد عظمة شكسبير ، وأن سمفونية غروب الآلهة لريتشارد فاغنر هي أكثر ما تمنى الفرنسيون سلبه من ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية .. لست ضد السفر .. لكنني ضد الغياب الذي أراه يتمدد في مفاصل بعض الراحلين الذين باتوا بعيدين حدّ التلاشي ..أولئك الذين عاد بعضهم محمولاً على نعشٍ في طائرة البضائع .
فما ضرّ أن ترحلوا يا إشراقة .. ما دمتم تنصقلون بالتجربة وتنجزون الشهادات الكبيرة التي يحتاجها سودان الغد ؟
وما ضرّ أن تتألموا .. ما دام ألمكم هو إلى حين .. وأنه الضريبة المدفوعة من أجل النماء الذي سيتحقق على أياديكم وأذواقكم ومفاهيمكم التي صارت خبيرة وحاذقة ؟
أما الضرر ، كل الضرر .. فهو ألا تعودوا !
والضرر ، كل الضرر .. هو ألا تجدوا ، إنْ عدتم ، ملمحاً واحداً من تلك الذكريات (كنوزكم المحمولة جوا ) .. في واقع الحال السوداني بعد كل هذا الغياب الطويل !
وأخشى أن هذا هو الحاصل . نعم . هو كذلك بالضبط !
***
الآن ، كوستي كلها ـ أو ما تبقى منها ـ في الشارع العام .
مجلس المحافظة ممتلئ بالمتقدمين بالمعاملات الوهمية . بنات جامعة الإمام المهدي ( التي كانت مدرسة القوز الثانوية بنين قبل الإنقاذ) يتسكعن بين دكاكين الاتصالات وطبالي " قدِّر ظروفك " . وهذه الأخيرة ، إنْ كنتِ لم تسمعي بها من قبل ، محلات لبيع الإكسسوارات والعطور وألوان المكياج بحسب ظروف المشترية .. تقف الواحدة مننا بشموخ غريب أمام المحل وتنده صاحبه مادةً له خمسمائة جنيه : لو سمحتا يا ابن العم ، عايزة أضرب مناكير برتغالي .. وديانا بالباقي بالله !! . بعض الشباب يخرج حاملاً فرشاة أسنانه معه ويدلف لدكان الحلة : صباح الخير يا عم عبد الغني .. أدينا نتسوّك بالله وسجّل على الحساب !!
صار الشارع هو الحياة .. الحياة العامة والخاصة . تخرجين من البيت قاصدة العمل أو الكلية فتتسوكين من الشارع .. وتتعطرين وتتمكيجين وترتبين شعرك من الشارع وفيه . الفطور هناك . الشاي والقهوة وسماع الأغاني الركيكة . لقد مضى زمن الوفرة والحس الندي .
وفي تلك الأثناء .. تشعرين أن للأرض احتقانا في المفاصل ، بسبب ما تحتمله من خبط شديد السخونة يقوم به أولاد الدفاع الشعبي والخدمة الإلزامية اليافعين بملابسهم الدمّور المغبشة .. هاهم يرفعون عقيرتهم بـ " جلالات " الهوس ذات الجمل غير المألوفة :
" طلعنا فوووق في الجبل
سمعنا صوت جون قرنق
يا حمااااده
السكّنوك دار فور
جبل أوليا
جبل الرسول يا حماااااده
السكّنوك دار فور"
و ..
" يومنا ما جا
شهيد ، سلاح
صبيان صبيان فزّيتو
السونكي رِكِب بى بيتو "
ودفارات نقل المقبوض عليهم لأداء الخدمة الإلزامية تجوب الشوارع وتزرع الرعب في قلوب الكبار قبل الصغار . وتلعب مع الشباب واليافعين لعبة القط والفأر .

هكذا يبدأ صباحنا عادياً في مراوغته التي حفظناها عن ظهر وجع . الكساد يصبغ كل شيء . حتى الابتسامة كسدت . صرنا نتعامل مع الابتسامة كشيء ثمين لا يجب تبديده والتفريط فيه كصدقة . تكدست الابتسامات في داخلنا حتى انتهت مدة صلاحيتها فتعفنت من قلة الاستعمال .
النيل الأبيض .. الذي كان ذات يومٍ أمَّنا وأبانا : ممدّد جنازة . انقطع نَفَس البابورات في محاولتها التنقيب عن الماء فيه . عربات الموية التي تجرها الحمير تكاد تصل مشارف طيبة والجزيرة أبا للظفر بماء يمكن شربه . الخضروات هزيلة وضامرة و .. مختلفة .. نطبخ البامية فنتذوق فيها طعم الكوسة ولا ندري لماذا؟ ..
المستشفى .. مستشفى كوستي الكبير ، صار مادة لفكاهة الشعراء الحلمنتيش في رابطة الأصدقاء الأدبية :
" قلنا ، أخير نلغي المستشفى
المورود نسقيهو محايه
والأسنان دي علاجا السفّه " .. الخ
التمرجية هناك حجزوا مقاعد الأطباء الذين ركبوا الموج إلى الخليج بفيز الرعاة . لا تستغربي عندما تجدين الخالة حلوم الداية أصبحت رئيسة قسم الولادة في المستشفى المهيب !
السوق الكبير تضاءل وخفت صوت الباعة فيه حتى تحول همسا . هو غير مأهول ببشر أو بضائع ، ولهذا تحسين أن شوارعه صارت واسعة للغاية . تتذكرين ، قطعاً ، الأمسيات في سوق كوستي .. كانت فترينات الصياغ تتلألأ بأضواء النيون المنعكسة على الذهب المنسوج بحذق ماهر .. النساء بكامل زينتهن يتجولن بين الدكاكين الشامخة ، ينتقين الطلبات ويفتحن شنط اليد لدفع الفاتورة . كان ذلك قبل أربع عشر سنة ( أم لعلها أربعة عشر قرناً !) . اليوم ، لا وجود لتلك الفترينات .. ولا لتلك النسوة المتأنقات . كسدت التجارة فغادر أولاد تبيدي المدينة بأكملها واستقروا في سوق أم درمان . عمر منولي صار سمساراً في سوق الحبوب بعد ما كان صائغا ملء السمع والشوف .. راجي ، القبطي ، تحول بعد كساد الذهب إلى تاجر عملة فتوقف بعد شنق بعض عائلته ثم .. هاجر إلى أستراليا .
لا تتوقعي أن تشاهدي الهنديات وهن يعطرن أمسيات السوق بمماشيهن وملابس السواريه . لن تشاهديهن جنباً إلى جنب الزنداويات والشايقيات وبنات جعل في تلك اللوحة الوطنية السليمة المكتملة . ولا تتوقعي أحداً بعد الخامسة مساء في سوق كوستي . وحده صديق محمد أحمد يفتح مكتبته " دار الفكر " إلى حدود صلاة العشاء .. المكتبة خالية من الكتب الجيدة .. وممتلئة بدفاتر الإدارات وأقلام التلوين والمحابر . هو يبقى متواجداً لشيء وحيد : أن يغيب عن البيت أطول فترة ممكنة حتى يتحاشى النقار مع زوجته النقاقة .
كئيب جداً ملمح الليل في كوستي . وكئيب جداً نهارها وموحش . الملل حوّل النساء إلى مدخنات شيشة محترفات . والرجال ، إنْ وُجدوا ، نصفهم نائم من فرط التعب ومطاردة اللقمة نهاراً .. ونصفهم الآخر يبحث عن فرح البلح المخادع المخبأ في قوارير الزغاوية وعاشة جون ومنحنيات أحياء الرديف والقشارات والدريسة ومربع أربعة وخمسين ..
الفنانون . الفنانون العابثون المتدافعون للغناء بالمجان أو بوجبة عشاء دسمة .. خرّبوا الذوق العام وصار غناؤهم هرطقة . جيل جديد من الشباب الذي أفسده الإنصات إلى المدائح المموسقة ، ركب الموجة واستعبط أصحاب الأفراح . ما يهم ، الناس تريد أن تفرح ولو بالتزوير . هكذا يقولون . الفرقة تتألف من خمسة أو أكثر من المنشدين وعازف واحد على الأورغ وآخر على الإيقاع ما لم يعتمدوا على الإيقاع الكهربائي في الأورغ . يتمايلون بجسد واحد وينشدون " لايوق الأغاني " الذي استنكره ذات يوم عاطف خيري ، فيما أهل الفرح وأبناء وبنات السبيل يبرطعون كالممسوسين في تلك الرقصة التي باتت شهيرة : " رقصة القرد"!!
الكساد حلّ بالموسيقيين أيضاً . لا مكان للأوركسترا في زمن الغناء المزوّر . عازفو الكمنجات والجيتارات والساكسفون صاروا متعطلين أو غادروا إلى الخارج أو إلى الخرطوم . نادي الفنانين تحول إلى مربط لبهائم السلخانة القريبة في مربع ستة وعشرين . نادي التنس ، على حاله ، تجمعٌ لأصحاب الحظوة والجاه على قلتهم . نادي الخريجين يضع يده على خده ويحركها ليهش ذباب المربعات الجديدة التي أغرقته في التسطيح الفكري والنغمي . أما أندية الرياضة فكما تركتيها سابقاً : دومينو وكوتشينة و .. صعلكة .
هل تسمحين لي بزيارة السوق الصغير معكِ ؟ سوق أزهري يا صديقتي ورفيقة هواجسي .
من زمان وأنا أقول بأن هذا السوق هو مجمع البضائع المتخصصة .. ومجمع الأعراق المختلفة لكن المتجانسة . إنه سوق اللحوم والأسماك ، ومنها الفسيخ طبعاً ، والكجيك والكول وجراد نيالا و .. و كل ما تشتهيه النفس من مأدبة . وهو سوق المقاهي ذات البنابر والأبخرة . سوق الأواني المتخصصة أيضا .. حلل القيزان وسرامس الشاي . إنه ، باختصار ، سوق للنسوان . لكنه لم يكن في يوم من الأيام حكراً عليهن . في هذا السوق بدأ كثير من الغزل العفيف بين عشاق صغار . اللقاء يكون يوم الجمعة الذي هو يوم العطلة ويوم التبضع بامتياز . يتبادل العشاق الصغار فيه نظرات الحب الأولى وابتساماته المعطونة في الخجل . وهو سوق الأحجبة ورمي الودع والنميمة وقراءة الفاتحة على المسجيين على مرمى حجر في مقابر ود أم جبو .
هكذا عرفنا السوق الصغير وهكذا كان ، وأكثر . لكنه الآن محاصر بالفراغ بعد ما حلّ الكساد بكل شيء . وبعد أن تمددت المقابر التي ضاقت بضيوفها المتكاثرين . وبعد ما استطالت بنايات حوله .. كئيبة الرونق .
أوووه . لم أحدثكِ عن المدارس يا إشراقة . أكثرها تحوّل إلى مربط للمدفعية ، كمدرسة التيجاني بنين ، وبعضها تهالك . بعضها صمد وترقّى وصار جامعة وكليات. لكن العزوف عن التعلّم أصاب الكثيرين ، لأسباب اقتصادية وأحياناً بتشجيع من الأهل أنفسهم. كثيرات من صديقاتي ممن أحرزن نتائج باهرة في امتحانات الشهادة تحولن إلى عاملات سنترال أو نادلات في كافيتريات السوق العربي .. أو تزوجن بعضاً من قطط الخليج " المرطبين " . وحده منظر طلبة الابتدائي يمزق القلب . وقتهم يتوزع بين الدراسة الشحيحة وبين العمل . يشتغلون كعمال بناء لتشييد منازل المغتربين ذات الطوابق .. أو يمتطون عربات الماء التي تجرها الحمير الجربانة ويفرقون ماء الشرب والغسيل على منازل الفقراء .. ومنازلهم .
المعلمون بلا هيبة . العوز حوّلهم إلى كائنات متنكرة لمهنة الأنبياء . يلزمون الطلاب الصغار على دفع "المعلوم" قبل أن تبدأ الحصة الصباحية التي حوّلوها بقدرة قادر إلى درس مسائي . اللي ما يدفع يطلع بره !!
أحياء المرابيع والنصر والأندلس والزهور وبعض المربعات الجديدة تعيش في وضع اقتصادي فيه شيء من البحبوحة . لذلك لا تشعرين بتذمرهم . وأحياناً لا تشعرين حتى بوجودهم . الطبقية سمة أساسية في زمن كوستي مع الإنقاذ .

ومع هذا يا إشراقة . مع كل هذه الآلام يتعايش الجميع بانتظار النهاية الغامضة . النهاية التي لا أفق يبشر بحدوثها ولا عرّافة تشجّعت وكذبت علينا بقدومها . لقد تغيّرت أنماط كثيرة في المجتمع ــ وبالمناسبة هذا الكلام عن كوستي يمكن أن ينسحب على مجمل المدن ــ . الدولة التي رفعت راية الدين وبشّرت بإكمال مكارم الأخلاق تسببت ، من حيث تدري أو لا تدري ، في إرباك تديننا وموت تقاليدنا . طفتْ تصرفات عجيبة لم تحصل في السودان حتى عندما كان علمانياً ونصف ملحد .تستغربين حدوثها في زمن يقال إن الحكم فيه هو شرع الله !! المزاج العكر هو الغالب حتى في الدردشة وكلام الحب . الحب ؟ يا إلهي . صعب الكلام عن الحب وفق هذه الأجواء التي كسدت فيها العواطف . صديقاتي يستغربن استطاعتي أن أصمد كل هذا الوقت في حب رجل واحد : " وكمان منتظراه يا غبيانة " يقلن لي .
أعذريني يا إشراقة على كل هذا الذي قلته في هذا الحيز .. وصدقي أنني أحببتك جدا. أحببت صراحتك الجريئة البليغة . وكنت أريد أن أكتب كلاماً خصوصياً لكِ .. لكني لا أدري كيف انجرفتُ إلى العموميات ! المهم .. هناك عدد كبير من اليافعين الذين سألتيني عنهم ، ما يزالون تلاميذاً نجباء للمعلم محمود درويش .. إنهم يرفعون ــ ويلتزمون كذلك ــ لافتته الرهيبة التي هي :
ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
أنا معهم ، كذلك .. أحب الحياة إذا ما استطعت إليها سبيلا . وأحب كوستي التي هي بالنسبة لي : قصيدة الغياب المستحيل . إنها القصيدة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا ولا تنتهي .. ولا تنتهي معها كوستي !





ميرفت نصر الدين ـ كوستي





------

نشرت فى سودنايل فى 2003

Post: #15
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 05:49 PM
Parent: #4

كتابة ميرفت اعلاها كانت ردا على كتابة نشرتها فى سودنايل عقب كتابة حرقتنى فى روحى فكتبت لها

وكما تتغير المدن نتغير ياصديقتى ميرفت... تغيرت اشياء واشياء منذ ذلك التاريخ وصارت الاشياء.. كل الاشياء مصلوبة فى خاصرة السماء
اما انا- ابنة تلك المدينة - كوستى........ اشتاق ان التقيك الآن ياميرفت.. أين انتى يابنية
اليست مئوية كوستى سببا لعودتك؟


Quote: Quote: ما بيني و ميرفت وما بين حبيبي والسمندل.... قصيدة مصلوبة فى خاصرة السماء

إشراقه مصطفى حامد/ فيينا


تحاصرني فيينا بضبابها شتاء وتنخر روحي بالحنين الصامت لحين أن يفاجئه صخباً يحرقني ويبكيني كما فعلتي بي أيتها الرفيقة فى دروب عركناها دون أن نلتقي. يداهمني فضاء هذه المدينة، فضاء ليس لي ولا للكتابة، أتلمس فيها دفء أيام خلت، أيام لن تعود، أحاول كسر الرتابة التي اخترتها هاربة من جحيم صلانى بناره. فيينا مدينة الجمال والموسيقى والمهرجانات، هل ترى سأبوح بهذا الحنين والوجع قبل أن أصول أزقتها وشوارعها قبل عشرة أعوام؟ هل عدت أنا التي كانت وبقى حبيبي ذاك الريفي البهيج كما كان؟ وهل ظل سمندلك هو؟ لا أظن صديقتي ميرفت، ربما أنتي الوحيدة التي بقى فيك شئ منك، شئ يكسر رتابة العمر وتفرهدين بوجع يتحرك فى فضاء النص الذي أبكاني.

حركتني عنيفا وأنا أجرجر جسدي المنهك وروحي المتعبة من تفاصيل الرحيل، عدت بي إلى كوستى، مدينتى صاحبة الوجه الأسمر الحميم إلى بحرها الأبيض الصادح بالأغنيات التي كانت، نعم كانت ولم تعد كوستى المدينة التي أنجبتني وعلمتني أن أعشق أن أكتشف ذاتي، هي أنا أبنتها الضائعة منذ أن هجرتها وحرضتني أزقتها ووجوه نساء حينا الحزينات أن أهرب من صلف الحياة المستحيلة باحثة عن حياة ظننتها هي الأفضل ولكن هيهات، عدتها بعد غربة ست أعوام، وجهي حزين مثلها وقلبي منكسر كقلوب كثير من اللذين هاجروا وتركوا وراءهم ذكريات العمر ورفيقات ورفقاء الدروب الصعبة. حين عدت ياميرفت لم أعد أنا وجاهدت أن أكتب هذه الحالة المزمنة:



هانذى أعترف

بان وميض عمري شاخ

وأحلامي لا تنبض وقلبي أنهزم



فمنذ أن رحلت نذرتنى مدينتي

للحزن

للتعب

مدينة تحتضن في أرصفتها الأطفال المشردين

وبائعات الشاي

والفقراء

وتثقب قلبي ألف مرة

وتوصد أبوابها في وجهي أنا الغريبة



بذاكرة طفولتي أبعثر دفاتري القديمة

وأفتح صفحة الفجر

حين كان يعاشقنى في مسامات الحقيقة

هذا الفضاء كان ممتداً ومشرعاً لأبحر صوب عينيك ولا منتهى



غريبة أنا في هذا العالم

في غرفة طفولتي

في الشوارع التي تسكعنا وتظاهرنا بها

واحتضنتني بأحلامي وأحزاني

هدهدتني طفلة وحفزتني صبية

في ذات الشوارع حسيت غربتي

وضياعي حين لم تعرفني مدينتي

وحين تاهت عنى ملامحها الأليفة



هانذى أعترف

غريبة أنا في هذا العالم

أعترف

بان وميض عمري شاخ

وأحلامي لا تنبض

وقلبي أنهزم



أي والله قلبي أنهزم وبرودة ورطوبة الغربة استنشقها فى دمى، ستة أعوام والحنين يقتلني لهذه المدينة التي شهدت صرختي الأولى، عشقي الأول وقبلاتي التي مارستها فى أحلامي لرجل يمتطى صهوة القصائد. حين عدتها لم اعد إشراقه التي كانت ولا ضحكتى المجلجلة ولا روح التحدي التي نشأت بها، تذكرت صديقتي أم الحسن وهي فى زيارة بنتها فى لندن، {تلفنت} لي في صوتها أحسست حزن ما وهي تسألني

{ لسة مليانه يابتى بالحياة والتحدي ولسة عيونك بتضحك} ربما كانت تعرف بأني أخري ، فأنا لا أعرفني، وهي لن تعرفني عدت أخرى ولم تعد كوستى تلك المدينة الرحيبة المتسعة للفضاءات ونساءها عظام تبحث عن أكفان بيضاء وأطفالها يشخصون فى اللاشىء أما رجالها لا يبتسمون كما قلتي فالحزن بصم بصرامة على هاماتهم.

هي كوستى التي عشقتها بكل شقاوة طفولتي وأحلام صبايا، أحلام أرتقها الآن بخيوط الغربة ولكن هيهات أن يلتئم شرخها. انقطع جزري منها لأني حين عدت لم أجد جدتي.. أمي التي ربتني ، كانت قد رحلت دون أن أوفى لها بوعدي بأني سأعود وستحمل وليدي بين يديها الرحميتين، كانت غرفتها خالية ألا من عطر أنفاسها وعبق حكاياتها وخربشة على جدرانها كنت قد خطيتها حين فرهد فى العشق الأول. حتى السوق الصغير.. سوق أزهري ما عاد نفس السوق بحيطانه المائلة المتهالكة، استطالت فيه جدران أخرى مسلحة ومتفرقة، فقد الضجيج الذي كان وصوت بائعات الفول المدمس والطعمية ومن عشه الفلاتية التي كنت أخافها لأنها كانت تتصيدنا ونحن صغار وتهددنا بالضرب أن لم نشترى الطعمية منها، حتى هي واراها التراب نتيجة فقر الدم وهى تنجب طفلتها الأولى، كم كنت اشتهى أن التقيها وأعيش حميمة تلك الأيام وأن نعود من جديد لتلك الضجة الأليفة.

ظننت حين قررت هجرها بأن الغربة أرحم ولم أكن أعلم بأن بلادي وإن جارت علىّ أرحم، استحالت الحياة والأبواب تغلق فى وجهي ورجال الأمن يسطون على بيتنا بعد سبعة أيام فقط من انقلاب الإنقاذ، حتى كتبي التي اشتريتها بشق الأنفس حرقوا نصفها فى غرفتنا الفقيرة وأخذوا نصفها الآخر، والخرطوم لم تكن رحيمة وجدران كوبرها ضاق بالمعتقلين ومنهم حبيبي، عام ظل محبوساً ليس إلا لأنه كتب الكلمة بشرف وانتماء.

تغيرت الأشياء كل الأشياء يا ميرفت، تغير حتى صدى الأغنيات الحميمة التي دندناها ونحن نعلن عشقنا بطريقة جنونيه، حينها كم من الأصدقاء والصديقات أهدونا ورود حمراء وكم كانت الحياة طاعمة وجميلة، حتى شجاراتنا كانت ذات نكهة خاصة وأنا مغتاظة من الساعات الطويلة المخصومة من زمن بوحي وهو يتسكع فى الشوارع من النساء الجميلات والأصدقاء الحميمين، اشتهى الآن أن أنفعل كذاك الانفعال وأن يعود من جديد لتلك الشوارع التي تفقد الآن وقع أقدامه وتفقد ضحكته وروحه الحلوة وهو يشاكس الفراشات الجميلة، أشتهي تلك الشوارع التي شهدت عشقنا وأفراحنا، شجاراتنا وهمومنا، شهدت أحزاننا وقبلاتنا المخطوفة على عجل، أشتهي أن نجلس أرضاً بجانب خالتي فاطمة بائعة الأكل { الطاعم}، تبتسم حين نشتري منها بالدين ما أحلي ملوخيتها والكباب الشهي. حتي هي ضاقت بها { الواسعة} وعرفت حين زيارتي للسودان بأنها هاجرت وقدمت طلب ل {UN} في القاهرة، عجائب يا دنيا.

حين عدت بعد ست أعوام حاولت أن أستجمع كل هذه التفاصيل، تاهت خطواتي وأنا أبحث عن نسمة رقيقة وعن نجمة اختلست بأشواق بوحنا الشجي، شوارع، دنيا وأصدقاء، لم أجد سوى قلة من الصامدين والصامدات، لم أجد سوى شوارع مغبرة وحزينة، لم أجد سوى دنيا ملئ بالمتاعب واللهث بلا جدوى، لهث لأبسط مقومات الحياة، للقمة تسكت الجوع وماء نظيفة تبلل العروق اليابسة. شكراً لمن صمدوا من رفاق دربي لطارق الجزولي، لخالد عزالدين، لعز العرب لدحدوح، لطاهرة محمد أحمد وحمامة، حنان الطاهر شكراً لجمال كرار، هم من مدوا ليّ أياديهم وضحكنا ونحن نجتر الذكريات ونسخر من قسوة زماننا، كم تماسكت بهم، فما بيني وبينهم تاريخ، تاريخي الذي انتمي له بكبرياء.


تذكرت نصاً كتبه حبيبي حينذاك.. عزراً تفصيله صغيرة عارضة.. أشتهي أن أهمس له الآن حبيبي.. مفردة أحس كثيراً بغرابتها، اللعنة على حياة أوربا الرتيبة التي ابتلعتنا وابتلعت أحلامنا وصارت اللغة التي بيننا لغة المسئولية الطاحنة، دفع فواتير الإيجار والكهرباء والانترنيت و .. و، هذه البلاد لأترحم إذا تأخرتى فى دفع فاتورة ما سيتضاعف المبلغ الذي سيكون خصما على مصاريف أهل السودان، ليتهم يعلمون كم قاسية هي الحياة وكم نحمل همهم وحزنهم ولكن سماوات أوربا لا تمطر ذهبا، تمطر فقط مطراً حمضياً.

أذكر حين عدت فى المرة الأولى بعد عامين من الغربة كنت أبكى بحرقة وأحكي بذات الحرقة وحكيت قسوة الحياة هنا وبأني اقتطع من منحتي الدراسية ومن عملي{ كعاملة نظافة} عملي الغير مشروع رسمياً، لأني حينها لم أكن أملك أوراق عمل لأ سد متطلبات الأهل فى السودان إذ كانت المنحة مدروسة بدقة وموزعة بذات الدقة ولا مكان فيها لمتطلبات مسئوليتي تجاه أهلي وحين سألوني كيف أعيش حكيت لهم بأني أقتطع كل ذلك من مصروفي اليومي وبأني أكل يومياً { تون فش} حيينها قاطعوني {تون فش يا مفترية نحنا بنشوفه لما يجونا ضيوف من بعيد} لم أحكي بعدها بأن هذه التونه اللعينة أرخص مافى بقالتهم وبأني أكرهها ولكن لأ مفر.

عزراً لهذه العارضة، كنت أود أن أحكي لك كيف كانت بلادنا طاردة، عبر عن هذه الحالة الميئوس منها حبيبي فى كتابة أحفظها:





{ إلى متى يشوه إعلان الكوكولا شوارع حدائقنا

والأخر ون يتشجأون المشروبات الغازية

والعشاق اليافعين فى الأيام المفتوحة يدخنون لفافات الصبر

والأصدقاء فى حانات الفجر يقايضون نصف كتاباتهم ونصف حلمهم بقارورة

بها قطرتين من أكسيد الحرية}[1]



و اسألك الآن يا صديقة هل هناك عشاق يافعين وهل يذهبون للأيام المفتوحة يستمعون بانتشاء لمصطفى سيد أحمد ويشجون لابوعركى البخيت؟ أشتهي أن أعود وأن التقي صدفة ربيع السماني مغبراً مبتسماً يحتسي عصير البرتقال العطن فى السوق العربي، أن ألتقي الهام مالك ونفيسة الآتي لا يملن العمل مع الأطفال المشردين، أشتهي أن تواعدني حنان أن نذهب للسماني لوال وديرك، أشتهي أن أعود مساء للقوز متعبة وفي انتظاري أمين محمود لتبدأ رحلة الخالة جدة مع معاناة الحلم القديم وانتظار فارسها الذي عاد صفر اليدين. أشتهيهم جميعاً.

حين ضاقت واستحكمت حلقاتها هربنا بحثاً عن ملاذ، انه قدرنا أن نعشق بصدق حتى ثمالة الحياة وأن نتوجع حتى يطل صباح ما، صرنا لا نفرز بين الأيام لرتابتها والروح متعبة وتزفر آخر الأحلام الجميلة.

ما بيني وبينك يا ميرفت حرقة الجراح واللوعة وشهقة زافرة تبحث عن زفرة شاهقة ربما نستطيع أن نعيد ترتيب أنفاسنا اللاهثة، الفرق بيننا أنك قادرة على العشق والكتابة، أما أنا فقدت هذه القدرة، القدرة على العشق والكتابة التي أعلنت فيها قحطي، الكتابة التي كانت تأتيني دافئة وحارة ومندلقة فى دمى كأناشيد الصبايا صارت تجافيني الآن، إنها مواسم الجفاف، أعلنها داويه أنها ليست مواسمى التي اشتهيتها وأنا أتلمس دروب تؤدى بخطواتي الواجفة إلى رجل أحببته بكل دفق الحنايا، الرجل الذي أحببته تغير هو الآخر لم يعد هو .. حنينا ورقيقا وشاعرا كما عرفته، غيرتنا الغربة ومزامير عشقنا التي أفرحتنا ودندنها معنا الأصدقاء والصديقات وها نحن نحاول اجترارها ولكن هيهات فنحن فى بلاد الصقيع نقاوم الموت اليومي لا ننتشى ألا حين { يطرانا صديق أو صديقة ويتلفنون من بلاد أوربية أخرى تجاورنا} حينها فقط ننتشى ونجتر الذكريات ودم حار ينسرب فى عروقنا ونحكي مجدداً عن حكايات تلونها لبعضنا مئات المرات محاولة لطرد الرتابة والكآبة وأحزان الغربة، فالأصدقاء القدامى هم ملحها الذي يطعم بعض من حياتنا{ المعلبة} بصرامة الغرب.

حتى البكاء الشفيف الصادق الذي بكيته ما عدت أستطيعه وما عادت الدموع تنجرف حتى لو استجديتها بكل حنان الأيام الفائتة، تعلبنا يا ميرفت وصارت حياتنا{ مسستمة} فى النوم والصحيان ومنبهات اللهث اليومي والنزف المستمر، كل الأشياء فقدت بريقها ولمعانها وأصالتها. حتى اللذين تزوجوا بأجنبيات تغيروا وصارت اللغة التي يفهمونها تقف فى منتصف الحلق وأطفالنا المولودين فى هذه البلاد فهم حزن آخر ووجع من نوع مختلف، منعمين وخدودهم ندية { تنز بالعافية} التي نتمناها لكل أطفال السودان ولكن انهم فى الغالب بلا هوية مثل والديهم يعانون هذه الأزمة ونحن لم نحسم بعد أعرب نحن أم أفارقة.

شكراً لك يا ميرفت لأنك حرضيتينى أن أبكى من جديد، ذات البكاء القديم وحرضيتى فى فعل الكتابة والوجع الحقيقي، لقد أثرتي فى شجون عمري الجميل وقضايا ربطتني بوجودي وكينونتي كامرأة أعلنت حينها بأنها عاشقة لحبيبها وللوطن والكتابة.

للكتابة الآن مناخ أوزوني، اقتحمته المرأة وتجرأت بعضنا أن تعبر عن ذاتها وهواجسها وأحلامها، عن جسدها.. يا للويل لو سرحت ومرحت فى حقل الجسد الملغوم بالسخط والغضب، أذكر حادثة قبل خمسة عشر عاماً حين أعطيت محاولاتي فى الكتابة للقاص البديع عادل القصاص وكانت ملاحظاته هي الأساس الذي انطلقت منه، حين نبهني أن لا أكتب بقلم ذكورى وأن أكتب عنى، عن جسدي، وخلف هذه المفردة كتب بأنه يتعامل معها بتحفظ أما أنا، ارتجفت فرائص وجهي وأصطك جسدي مرتعبة، لأني كنت حقيقة أخاف التعبير عنى وعن جسدي وحين كتبت أول نص عن ذلك لم يقرأه غير حبيبي وكنت أتوارى داخل روحي وأكمش كبتي وقهري داخل جسدي، لقد تمردت وكتبت كثيراً عن الجسد، فهو الفضاء الذي يحرضني للكتابة، لم يعد يخفيني، الكتابة فى حد ذاتها هي التي تخيفني. تغير الزمان وتغير إحساسنا بالأمكنة والأحبة وتغيرت المفردات التي نستخدمها، أشتاق بكل صبابة هوايا أن اسمع مفردة رقيقة كالتي يهمس بها حبيبي وأحن أن أهمس فى أذنه وأناجيه بحنان زمان وأنا أتكئ رأسي المكدود بالهموم وأحلام النساء الطيبات، أشتهي أن أهمس وأنا أقرصه بكل لوعتي وكل شجوني فى حلمة أذنه وأصرخ فى أذن العالم بأني أنثاه التي تحن لأنثاها.

هاهو قطار العمر يمضى دون أن يتوقف فى محطات عبدالعال السيد والمبدعين من أمثاله، أمنية وحيدة ياصديقتى أدثرها من جليد الحياة ومرارتها لتبقى شجية وندية مثلك، أمنية أن نموت فارسات وأن يموت من أحببناهم شعراء علّ الحروف تزهر رغم حصار العمر فى أزقة ضيقة وباردة.

شكراً لك وللسمندل ولحبيبي

فانوساً أول للسمندل: مت فارساً كما أشتهت ميرفت، فارسا فى الكلمة وفارساً فى عشقها، فامرأة مثلها ينبغي أن لا تضيع فى دها ليزنا المعلبة، كن جزرها لتفرهد بالنشيد

فانوساً ثاني لميرفت: لا تكفى عن الكتابة، كوني أنتي و جانب سمندلك كوني كحمامة لا تكف عن الهديل الجميل



واعزروني أن حملت فانوسى الأخير وذهبت به تجاه حبيبي، دعوني أهمس له بأني أشتهي أن نلتقي ونتعانق ونبكى قسوة زماننا ونلعنه ونتماسك بكوننا معاً وأقول له قولتى الأخيرة قبل أن أمضى:

{ألوذ الآن انتظارا

عليك أن تعبر مسافة العشق القصي في الأقاصي

عليك أن توسد صمتي خلجاتك

وعلى أن أمد قلبي دوماً لك لتنام

وكيلا يمضى الزمان علينا ونفترق

لنبق قليلاً نقتسم الحكاية

ونغنى لتقاسيم الوجد القصي

لنرسم دوائر للترقب

لصنع إزميلاً للوفاء وصدق الوعد

لنتعبد معاً في محراب حكاية العشق وصمت الكلام

تناوشني

أناوشك

أناديك فارساً يمتطى صهوة جموحي

ويحتوينا الصمت الوتر

يلفنا الفضاء

وتذهب عنى لآخر الرصيف

وعلى الرصيف الآخر تلتقينى وفى خاطرك ألف حكاية

وفى يديك سنابل قمح لي وللوطن

ومن عينيك تشع حقول النهار

ومازلت أنتظر}[2]



سأغتني قرنفلة حمراء لأجلكم وأرقبكم بسعادة كمجنونين تعيدان ترتيب العالم.

شكراً ميرفت فقد حركتي مياهي الراكدة وجعلتني أحس‘ من جديد بأني قادرة على الحب، وبهذا أعلن بأني أحبك وأحب السمندل و حبيبي لأن ما بيننا قصيدة مصلوبة فى خاصرة السماء

إشراقه مصطفى حامد/ فيينا الرابع من يناير ‏04‏/‏01‏/‏03



--------------------------------------------------------------------------------

[1] الكتابة لأيوب مصطفى

[2] من نص قديم كتبته فى عام 1992 بعنوان تداعيات وتر الصمت الحكايا


Post: #5
Title: Re: كوستي ......
Author: Yassir Bainwi
Date: 12-15-2008, 04:04 PM
Parent: #3

Quote: كوستي يا اصدقائي مدينة لا تشبه الا كوستي،


كركاب .... جرجس .... الكنيسة ( شفتو انا قديم كيف )



الي كوستي مئويتها
بالمناسبة يا ناس كوستي انا عندي ( سرة ) مدفونه هناك


يعني انا من مواليد كوستي السكة حديد

Post: #6
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 04:14 PM
Parent: #5

كوستى التى يعرفها وجدانى هى فى الناس المنسية
وعلى ذكرى الناس المنسية اكتب هنا عن الدلقان- كتابة لم تنشر بعد- فيها نسجت كل دلاقين روحى فى كوستى- فى الحلة الورا
جدية/صيرة/ بت هيرون وجنونى
ود ابتمرا / جميل كوست وحسن كاروشة

الله... ان روحى تكرشنى الآن

ولكوستى فى مئويتها اكتب من ثلاثة ايام ولم تنتهى عنكوليبة الحبر..
هى اطول من نهر دموعى..
اطول من حلم يسكننى لاجل تلك المدينة


Quote:
النقّعاع... دلقون لنقع العكر الذى اصاب الروح من الف عام
دلقون ضد شوائب الذات
لاجل صفائها... احب الدلقون..
احبه يزهو متصوفا فى اجساد الدراويش
و حجول صبرة وجدية وبت هيرون- نساء حلتنا- اللآتى غيب عقلهن الفقر والقهر فهامن فى وجه الدنيا بلا ملاذ... كانن وبقين ملاذى..
دلقون ربطه ود ابتمرا- تلون فى عيونى الصغيرة زمانئيذ ومازال وهو يدور الفات الفات- ثم يغفو منتشيا- ظنيتها من الجوع وكانت يقينه الذى سندنى فى صغرى- ود ابتمرا ودلقون يربطه فى رجليه الحافيات- لم اراه الاّ حافيا ومكسيا بكل غناوى الدلقون حبيبى.
دلقون جميل كوستى- شلاتيت- تنور فى حفلات الاعراس وهو يهيم الليل- كل الليل ولاتفرهد شلاتيته الاّ حين طبل.. ينحشر وسط الدارة والبنات يشحن بوجههن عنه وماكنت بنت حين راقصته يوما على انغام حسن كاروشة ومبروك عليك الليلة يانعومة ومحطة قطارى كانت عيونه- عيون الكاروشة والفساتين التى اشتهيت فكستنى وهو- فنان حلتنا يلبس كاروهات المنى فى خدود البنات وفى شعرى الممشط الدهباية يعلق دلاقين قميصه لحفلة قادمة.. كانت حكاية حين راقصت جميل كوستى اب دلاقين {المقطع}- لم يكن مقطعا الاّ فى حشا الرضا- والقناعة التى رافقتنى كدلقون يشدو معى للتصالح وراحة البال.

Post: #8
Title: Re: كوستي ......
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 12-15-2008, 04:19 PM
Parent: #5

شكرا ندوس على فتح هذا البوست
أنا اعتبر نفسي من كوستي وقد درست فيها وعشت سنوات جميلة من عمري بها وقد زرتها بعد عشرين خريفافي هذا الخريف الماضي وذهبت إلى كوستي القديمة ولم اجدها. وجدت شيئامختلفاً اسمه كوستي، تغيرت ملامح المدينة ولم تتطور، فقلت ابحث عن مكان او حديقة فذهبت لحديقة البلدية ولم اجدها وجدت شياً مختلفا تماما وخرجت مسرعا، تجولت في احياءها ولم اجد تغييرا كثيرا بل تدميرا كثيرا. لقد ذهبت إليها بفرح كبير وخرجت منها بدهشة كبيرة.
إذا كانت المدن كالنساء كما يقولون فكوستي لها عطرها الخاص وبهاءها ورونقها ونيلها واحياؤها القديمة التي تخرج لك من ذاكرة التاريخ و الجغرافيا وتمد يدها إليك ممتلئة بغبار التاريخ و عبقه وشذى المكان.
لا ادري ما سر الإرتباط بالمكان، فالأمكنة التي عشنا فيها تشدنا إليها طفولتنا إو شبابنا او سنوات دراستنا او تجوالنا فيها، كنت اود إن اذهب لمدرسة كوستي القوز لاستعيد الذكريات الخوالي ولكن عرفت انها اصبحت جامعة فغيرت رأيي.
كوستي تستحق الاحتفاء والذكرى المئوية تخبر عن مدى تاريخية المدينة ومدى ارتباط الناس بها فقد كانت عاصمة بحر ابيض التجارية بلا منازع وسوف تظل في قلوب الكثيرين وأنا منهم.
مع شكري
أبوهريرة

Post: #7
Title: Re: كوستي ......
Author: منوت
Date: 12-15-2008, 04:17 PM
Parent: #1

يا نادوس ،
و إشراقه .

" ...و منيب عبد ربه هذا (الوجيه) الساكن نواحي كوستي ، و المريخابي الأصيل ، صاحب (القطار) الشهير الذي استأجره – على نفقته – من كوستي إلى ود مدني لنقل مشجعي المريخ في منافسات دوري السودان لكرة القدم ، و التي أقيمت في أواخر سبعينات القرن المنقرض بمدينة ود مدني .. و المحامي الضليع ضارب الشهرة و الألق نواحي كوستي ، الأستاذ عراقي .. بالإضافة إلى باذر زهيرات السلام المتثاقلة إنسانيةً ، و المندلقة اجتماعياً على تراب الوطن فى أطرافه الجنوبية بغرب أعالي النيل، (متماهيةً ) في سبلات التصاهر بين سليلة سلطان قبيلة (النوير) بمنطقة بانتيو و هذا البشير (أبو سنينه) ، رجل الأعمال السودانوي الذي تنطق أعماله بما تنطوي عليه دواخله الرحبة المتسعة لتماوج ألوان و طباع الإنسان في هذا السودان ... " .

Post: #9
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 04:23 PM
Parent: #7

وبدأ صداعى النصفى...

لن يقف نتحه الاّ حين تلدنى الكتابة او الدها..
قيصريا ام طبيعيا

فكوستى تسكننى الآن....


افقدونى عليكم الله...

Post: #10
Title: Re: كوستي ......
Author: منوت
Date: 12-15-2008, 04:26 PM
Parent: #1

و تتواصل المئوية الكوستوية ،

" ... أواسطُ سبعيناتِ القرن المنقرض، قامت مشاريعُ (الطيّارة) الزراعية المطريةُ غربي ود دكونه ، جنوب شرق مشاريع (المقينص) الزراعية التابعة لمديرية النيل الأبيض – آنذاك - ، شرقي مشاريع (هبيلة) المطرية المنتسبة إلى جنوب شرق كردفان . و الطيارة أرضٌ تعجُّ بالخصوبة ، و ببهرةِ التواصل الحميم بين سبلاتٍ وبتلاتٍ (زولية) سكتت عنها محافلُ الآني من ثقافتنا الممهورة بالصمت (المغبّش) و المحرّف للتواريخ الشموس. وقد سميت بذلك حينما سقطت طائرةٌ عليها - و الزمان قبل الاستقلال - ، و قد قام الإنجليز بإنشاء مدرسة أولية في مكان سقوط الطائرة ، نتمنى أن تكون قائمةً حتى الآن تحكي عن زمنٍ سالف و وفاء مستحق ، كما تشهد بذلك المشاريع المطرية الماثلة حتى اليوم ، سلةَ غذاء يسبق شقُها الروحيُ جانبَها المعاشي.. تهدي البهيمَ قبل الإنس لقمةَ الحياة و نضارةَ الزرعِ المثمِّن للعمل كقيمة ولود .. و تكفي الجياعَ شرَّ التشرد في البنادر و المنافي بعيدها – جغرافياً و نفسياً – و قريبها المتثاقف في تعاضد حميم. و ها هو الصديق القاص "يحي فضل الله" ، يحكي على لسان العم حسن محمد على ، و الذي كان شاهداً على حادث الطياره ، بل معيناً و مساعداً لأبناء ( جون ) في تحديد موقع سقوط الطائرة ، مما جعلهم يسجلون هذا الحدث التاريخي في شكل مؤسسة تعليمية نقاربها - إسلامياً – و نضعها في مقام الصدقة الجارية .. صديقنا " يحيى " يهدينا مداخلةً تنز إيثارا ، قائلاً : " لست أدري من أين أدخل في السرد ، و حيرةٌ تكمن في أنني أدّخر شخصيةَ العم حسن محمد علي لحكايات أظنها في مقام الرواية ...؟ " . حيث كان العم حسن مفتشاً زراعياً من أوائل الذين درسوا الحقل و سياسته على يد و فكر الإنجليز . فقد تخرّج العم حسن في كلية غوردون ، أو قل في ما يخص علاقة هذه الكلية بالزراعة . و قد تأسست على يده فكرة البنك الزراعي السوداني ، حيث قام بافتتاح العديد من أفرع البنك في نواحٍ زراعية تنتظم أرض المليون ميل مربع مطري ، كالرنك و كوستي ... إلخ .. و قد آثر الإقامة بمدينة كوستي التي أحبها ، ونظنه قد فاض به شوقُه و غالبه عشقُه السرمدي للحقل و الزرع ، فأقام نواحي المدينة التي أطلقت عليها ميرفت نصر الدين – مؤخراً - في اجتراحاتها الحميمة مع إشراقه مصطفي – على سودانايل – هذه الصحيفة السايبرية الرائدة ، واصفةً إياها - أعني كوستي – بالمدينة التي ( تتآكل و تتحول إلى مجرد بقعةٍ مباركةٍ منقرضه ) . و قد كانت – زمان العم حسن – بقعةً مباركة تسمق زهيرات عشقها للإنسان لتطول الأعماق العامرة بالود و التسامح و الزولية المترعة نقاءً و إلفة . و لعل الطريق المسفلت الخارج من تقاطع ميدان الحرية و المجلس البلدي ، مؤدياً إلى حي النصر ، أثار كوامن أفراح العم حسن و كبله بإيثار مساكنة من و ما أحب ، خاصةً و أن البنك الزراعي يشمخ قبالة الكنيسة و حوانيت الهنود و الأقباط التي (تتزوّل) في تماهٍ يشي بعطرٍ أريجه التسامح الحر ، و زمنٍ يتفجّر انتماءً للإنسان في أرقى درجات تحضره و انتسابه لفكرة التعايش على وجه البسيطة... " .

Post: #11
Title: Re: كوستي ......
Author: ابوعسل السيد احمد
Date: 12-15-2008, 04:29 PM
Parent: #1

كوستي...

مدينة تنام في حضن الجبار الأبيض و قد أسماه الناس منذ أزمنة بعيدة ( النيل الأبيض ) و تصحو
على خطا الصغار إلى المدارس و ( و كركبة ) الأمهات الصباحية و هن يعددن الشاي باللبن..

نهارها فريد و ليلها بديع.. الشباب، ميادين الكرة و حب الناس لها، سينما منيب، السينما الأهلية،
ميدان الحرية، المينا، الرابطة كوستي، 36 ( الكمبو ) ، السوق الشعبي، مدرسةالقوز و الشعبية،
اتحاد علي بابكر، بنطون طيبة، مربع 28، مربع 27، الرابعة، الحلة الجديدة، الرديف، كشّيب، مكاوي
قيلي، المينا النهري، نادي الامتداد، مصطفى نصّار، كمال شناق،السكة حديد، كبري كوستي، مواصلات
ربك ، زلط الابيض، أستاد كوستي، المرابيع، فندق تبيدي، حي النصر، نادي الهلال، نادي المريخ، مكي
الجلك، حامد كمندان، صلاح كوستي..

و الأصدقاء..
عز الدين (كوهين) الشاعر، حسن( ملح)، السر (باوة)، حمدان (أبساطور)، هيثم الفادني الأديب،
ماحي الزين (الساحر)، حنين (الكاهن)، أحمد (بولاد)، اشرف (الحلبي)، محمد محمود( دقلش)، الطريفي
(دقلش) ود ابقرعة، مبارك (الشِيو)، متوكل (الشَلَو)، عصام (أشّي)، عصام المرضي، قاسم جكي بان،
نصر الدين (ود أبيض)، عثمان (سِنّة)، آدم (بطة)، شريف (نوبة)، بَتَرِي و وزير، عصام (تُمبُس)،الفاتح
كبسور (شالكة)، فرزدق، وليد محمد عبد الرحيم، عبد الرحيم (الحاج)، أستاذ حسن( ابصلعة)، أحمد
جعفر، نميري أبشيبة، صلاح (الجلد)، علي قنيف، عبد الرحمن( صابون)، (لورا)، (البنزي)، طارق
(فسخي)، حيدر شوكت، عمر( أشّي)، سيف (بوكو)، يعقوب (نسمة)، عماد حماد،عيسى أبوعسل، عصام
أبوعسل، معتصم حسين، صلاح أبوعسل، مبارك (إسوِد)، أستاذ محمود، حميدة الزين، لفة 28، ميدان
النسر، مظلة المرحوم صلاح عرموط، الراحل مازدا، ياسين جاه النبي، عمار السر، طارق السر، ياسر
( مدني)..

كوستي مدينة و لا كل المدائن، يا عبد الجليل.. و هي في مئويتها تزداد ألقا و بهاء.. كل عام و
كوستي الحب.. كل سنة و أنت و ابنوسة بخير يا نادوس ..

أبوعسل

Post: #12
Title: Re: كوستي ......
Author: سيف بخيت موسي
Date: 12-15-2008, 05:05 PM
Parent: #1

المدن عشق

وهذا العشق، يغذيه، طبيعة المدينة، وطيبة أهل المدينة
وللأمانة كوستي جمعت بين طيب الطبيعة وطيب أهلها

وقد حبيت كوستي، وقد ساهم في حبي لها أهل كرام كنت أزورهم في أعوما مضت
قبل ان تلعب بنا الغربة مرة في كل عام، وجميع المناسبات السعيدة، والحزينة كذلك.
كوستي ميدان المولد ، كوستي سلا وهلا ، كوستي السينما الأهلية ، ومدارس منيب
كوستي الميناء البحري ، والكبري جديد وقديم ، وكوستي جرايد العصر " زمان"
وكستي جميل ،
واذكر اهلي في كوستي وأتمنى أن لا أنسى احد:
1. جدنا / بشير الفضل رحمه الله
2. جدنا / الشيخ المنصوري رحمه الله.
3. العم / حسن الجاك رحمه الله
4. العم / محمد الجاك رحمه الله
5. العم / دفع الله الجاك رحمه الله
6. العم / محمد عظيم ابوعاقلة
7. العم / الفاتح دفع الله
8. العم/الطيب نور الدائم
9. العم/ كمال نور الدائم
10. العم اللازم عبد الساوي .
11. الأخ / الشيخ عبد الرازق .
وجميع ابنائهم وبناتهم واحفادهم وانسابهم وجيرانهم ، لهم السلام الكثيييييير

ولمن فاتهم الذكر العتبى والعذر

ولجميع اهل كوستي ، الود المقبييييييييم
ولنادوس كثير الشكر

Post: #13
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 05:37 PM
Parent: #12

هانذى أعترف

هانذى أعترف
بان وميض عمري شاخ
وأحلامي لا تنبض وقلبي أنهزم

فمنذ أن رحلت نذرتنى مدينتي
للحزن
للتعب
مدينة تحتضن في أرصفتها الأطفال المشردين
وبائعات الشاي
والفقراء
وتثقب قلبي ألف مرة
وتوصد أبوابها في وجهي أنا الغريبة

بذاكرة طفولتي أبعثر دفاتري القديمة
وأفتح صفحة الفجر
حين كان يعاشقنى في مسامات الحقيقة
هذا الفضاء كان ممتداً ومشرعاً لأبحر صوب عينيك ولا منتهى

غريبة أنا في هذا العالم
في غرفة طفولتي
في الشوارع التي تسكعنا وتظاهرنا بها
واحتضنتني بأحلامي وأحزاني
هدهدتني طفلة وحفزتني صبية
في ذات الشوارع حسيت غربتي
وضياعي حين لم تعرفني مدينتي
وحين تاهت عنى ملامحها الأليفة

هانذى أعترف
غريبة أنا في هذا العالم
أعترف
بان وميض عمري شاخ
وأحلامي لا تنبض
وقلبي أنهزم

إشراقة مصطفى حامد من مجموعة أحزان شاهقة

Post: #16
Title: Re: كوستي ......
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 12-15-2008, 05:51 PM
Parent: #13

Quote:
عشقي لقطار الغرب كان سرا لعشقي لقطار هولابرون، مدينه فى النمسا السفلي، قطار رغم حداثته، وتكنولوجيته الحديثة، رغم مكنات التدفئة فصقيع الروح لا يدفيئه سوى قطار الغرب.

بشر ذو سحنات مختلفة

من النوبة

من البقارة

الفور

الزغاوة

الجعليين

وأولاد عمهم الدينكا كما كانت تقول جدتي

يتصافحون

يتخاصمون لسويعات ويقتسمون الخبز والحكاية

منهم ومنهن تعلمت دندنات الوداع الحنينه

حين تنجرف دمعة حارة تختصر المسافة من الأبيض للجبلين فى رحابة الناس الطيبين

هي كوستى



يا اشرقة..
يا شمس مفعمة يالجمال..
يا كوستي
يا روعة الماضي والحاضر..
يا روح غدي
وبسمة تهدي للشمس
أروع مشهد..



تحياتي
عبدالعزيز/ ابا

Post: #17
Title: Re: كوستي ......
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 12-15-2008, 05:51 PM
Parent: #13

Quote:
عشقي لقطار الغرب كان سرا لعشقي لقطار هولابرون، مدينه فى النمسا السفلي، قطار رغم حداثته، وتكنولوجيته الحديثة، رغم مكنات التدفئة فصقيع الروح لا يدفيئه سوى قطار الغرب.

بشر ذو سحنات مختلفة

من النوبة

من البقارة

الفور

الزغاوة

الجعليين

وأولاد عمهم الدينكا كما كانت تقول جدتي

يتصافحون

يتخاصمون لسويعات ويقتسمون الخبز والحكاية

منهم ومنهن تعلمت دندنات الوداع الحنينه

حين تنجرف دمعة حارة تختصر المسافة من الأبيض للجبلين فى رحابة الناس الطيبين

هي كوستى



يا اشرقة..
يا شمس مفعمة يالجمال..
يا كوستي
يا روعة الماضي والحاضر..
يا روح غدي
وبسمة تهدي للشمس
أروع مشهد..



تحياتي
عبدالعزيز/ ابا

Post: #14
Title: Re: كوستي ......
Author: Elmoiz Abunura
Date: 12-15-2008, 05:48 PM
Parent: #1

اخي نادوس

شكرا علي هذا الخيط الذي نويت ان اتواجد فيه. كوستي مدينه ساهم اجدادي

محمد ود الزين, احمد عبدالقادر, أحمد كوكو,

ابراهيم بدري.

في تأسيسها وارتبطت بتاريخهم وأنجازاتهم. رحمهم الله

جميعا.

مع ودي وتقديري
المعز ابونوره

Post: #18
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-15-2008, 05:55 PM
Parent: #14





ياعبدالجليل تعال ياخ
القطر ده اتملأ
وخلاص بينوى القيام...


لكوستى تقوم الاحلام ولاتنام....

Post: #19
Title: Re: كوستي ......
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 12-15-2008, 06:31 PM
Parent: #18

الأخ نادوس

كوستي


هي أبا
هي ربك
هي ام مهاني
هي الحديب
كما هي قوز شريف.. الرديف.. الحة الجديدة.. النصر.. المربعات.. الخ

نشتاق اليها نشتاق..
هي في دواخلنا هي في الأعماق.
كوستي هي لحن
هي لحن باق



تحياتي
عبدالعزيز

Post: #20
Title: Re: كوستي ......
Author: مبارك الدومة
Date: 12-15-2008, 09:49 PM
Parent: #1

العزيز نادوس لك التحية الكوستاوية

اعتقد انه لا بد من تضافر الجهود للخروج بكوستي بعد 100 بشكل مشرق ، لذلك اقترح وجود موقع او مكان واحد للتوثيق لكوستي و الاحتفاء بها انت و الاخ صلاح كل حادب علي كوستي مثل اخرين كثر، نرجو توحيد الجهود و حنبهر الاخرين انشاء الله.
و لكم الود

Post: #21
Title: Re: كوستي ......
Author: Kostawi
Date: 12-15-2008, 11:12 PM
Parent: #20







http://www.flickr.com/photos/rietje/3056796766/in/photostream/

Post: #22
Title: Re: كوستي ......
Author: السر عبدالله
Date: 12-15-2008, 11:52 PM
Parent: #1

الشكر لكم جميعا للاحتفال بكوستى.. فعندما اقرأ كلمة كوستى
فى اى ورقة او جريدة تكاد نبضات القلب ان تطير من الفرح فكوستى
مسقط راسى ومرتفع طفولتى وشبابى وكوستى هى ام المدن السودانية
باحياءها العريقة وناسها الطيبين, فعندما اسمع بان هناك شخص من كوستى حضر اسعى الى لقاءه
لاننى اعنبره من اهلى .. فالحنين الى كوستى لا ينتهى على الرغم من هذه السنين الطويلة التى لم
ار فيها هذه المدينة الحبيبة الى نفسى,, ولا يمكن ان انسى حى السكة حديد الذى ترعرت فيه
وحى النصر الذى درست فيه المدرسة الاولية والاميرية الوسطى التى عشت فيها اجمل ايام العمر خلال
الدراسة فيها والتدريس فيها, ولا انسى حى الرديف التى كنا نمر بشوارعها ونحن نجرى بعجلاتنا صوب القوز العليا
كوستى وما ادراك ما كوستى .. وبنا عودة .. فالحديث عن كوستى حديث ذو شجون

Post: #23
Title: Re: كوستي ......
Author: خالد ماسا
Date: 12-16-2008, 06:17 AM
Parent: #1



طـــق خاااااص


ثم الي كوستي وهي سادرة في احتضارها ...


وعندما انفصلت عن حبلي السري ..والذي يربطني باكثر من احب .. تم وصله


بذاك التراب ... ( جامع شيخ عمر ) ..


الفسحة المقابلة لمدرسة ( صفية اسكودر ) .. فاتصل الحب وارتبط الحنين ..


وعندما إزداد وعيي بقيمة الامكنة اتبعت عادة نرجسية تلهمني الثبات امام قسوة ان تكون في


( كبري كوستي ) باتجاه ( الحزنوم ) .. إذ أنني احمل ( علبةا للبن الفورموست معبأة بتراب هذي المدينة)


تماما كمحاية الشيوخ .. او عن ذلك يزيد ..


وهو يشبة نفس الارتجافه التي كانت تنتابني وانا في نفس الكبري باتجاه ( كوستي ) فاحيل النظر يمينا في منتصف


لتلوح تلك الحبيبة كوستي في الافق ..



دكان دبلوك ...


الخطيب .. ودكان بياض .. العم ( جارو )


الينبوع وساعتي الراحت هناك ...


سينما النصر ...


( باذو) ... ( عادل إنقا) .. ( جميل بسمة) شخصيات لم تجد مكانا في ( الخيميائي)


و ( أحدب روتردام) .. لكنهم جزء اصيل من كيمياء هذه المدينة ..

Post: #24
Title: Re: كوستي ......
Author: emad altaib
Date: 12-16-2008, 08:09 AM
Parent: #23

ـــــ
كم كانت نفسي تهوي السياحة في جب الوطن ومازالت , لكن الغربة الجبرية حالت , وبمقدمة القائمة كانت ( كوستي ) ...

ولماذا كوستي ؟!

لأجل إنسانة كائناً كوستاوية ... مغرماً بخفت روحها.... جميلة حتي العجب ....عودت عيني لرؤياه ,كما أمُلي عيني بأيات تصاوير ...إجتمعنا بعلياء العِلم .... كانت غيمة في السماء تمطر لنا حُلماً مقدس للترابط عن ومن كوستي ... والنيل يجري في شريانها ... ولحم السمك هو الحياة .... حتي تفاصيل فنجان القهوة بمنزلها .... عالماً من السعادة .... فصار لي قابلاً للتحقق ... رأيت في لوحتهاالشخصية... لوحة المدينة كوستي .... فرحاً بلون معربد في البديع ... منكسراً في التجلي ... بظلالها فسحة للروح ... وبريق للحياة هنا وهناك .... حكاويها بكوستي لا يُمل معاني وكلام ... تجعلك تشاركها الأمل والغد ... وكان قدري جميل بها .... وصلت بخيالي معها كوستي آلاف المرات ... وتجولت معها حيّ الزهور ... والسوق الشعبي والثمانية وعشرون والتاسعة وعشرون ... كأني عشت فيها ... ولكن المسافة أبعدتني عنها .... فيضيق الدرب للتلاشي ... ولكن ما زالت إبتسامتها عالقة بالذاكرة ... كحلم كوستي ... فيتسع الدرب من جديد ... وتضيق العبارة حتي ... موعد السفر إليها ... فقد أصبحت حِتة من القلب ...

فتلك الإنسانة إبنت المكانة .

لها وإليها كل الحب .

شكراً نادوس شكراً أهل كوستي فقد كنت متطفل العشق لها "كوستي"

Post: #25
Title: Re: كوستي ......
Author: شمس الدين ساتى
Date: 12-16-2008, 08:43 AM
Parent: #1

لاتنسوا جميل كوستي

د. إشراقة أرجو المزيد من الإبداع في حق كوستي

لكم الشكر

Post: #31
Title: Re: كوستي ......
Author: nadus2000
Date: 12-17-2008, 07:45 AM
Parent: #25

في مئوية كوستي....وأنا أهاتف صديقي الجميل زكي منصور، فقد كان يحدثني عن احتفاليتهم بكوستي ورموزها، وزكي للذين لا يعرفونه أحد هؤلاء الرموز، وأن أشهد بأنه أحب كوستي أضعاف أضعاف ما نهوى نحن حبيباتنا-وعشان ما يجي واحد ناطي ويقول لي بأي عبار حددت هذا ذلك، فليأتي بمقياس رختر ويقيس بنفسه.
كان أثناء المكالمة شاشة ذاكرتي تعرض شريطا سينمائيا تتحرك فيه شخوص راسخة بقامة الأمكنة، وأمكنة تتمدد مشاعر،وتمد حنانها وتتشخصن كمان...
الاشلاق...المستشفى زمن السلك الشائك، ومن ثم تسويرها وحائط برلين الذي بني في زمن انهيار الأسوار، ذلك الذي فصل بين الاشلاق والمرابيع...وللمرابيع في ذاكرتي حنين وذكريات...أول حب وتطلعات برجوازية..ومدرسة المرابيع الإبتدائية (نمرة واحد)، وأساتذة تعاقبوا ندعوا الله أن يرحم الأموات والأحياء منهم.... الناظر علي حسان، الراحل علي نصر عليه رحمة الله، فقد رحل ولم تكن مدرسة تخلو من بصمة ريشته الفنية، أستاذي شمس الدين، وأستاذي كمال عبدالوهاب، أستاذي العزيز عبدالفتاح كرم الله، والذي كلما تذكرته أحس بأنني مدين له باعتذار، حيث أنني قد خيبت أمله، فأساتذة ذلك الزمن كانوا بحق "شركاء الوالد"، فأستاذي عبدالفتاح كان محتفيا بقدراتي في مادة الرياضيات، وحين كان حلمنا جميعا أن نصبح أطباء، كان هو يشير الي بأن مجالي هو الأرقام، والهندسة تحديداً...فيبدو أن القدر قد أسهم في تحقيق نصف الحلم، فلم أصبح مهندساً، وان لم ابتعد عن الأرقام.....عفواً أن تشابك ما هو ذاتي بما هو موضوعي...أستاذنا إبراهيم وهناك أساتذة أجلاء كثر أعتذر ان فاتني ذكر بعضهم. نمرة واحد كانت بالفعل نمرة واحد..تزاملت خلالها مع أصدقاء ورفقاء درب، سأذكر بعضهم على سبيل المثال لا الحصر، وليجد لي العذر من لم أذكره، وسلام عليكم أينما كنتم أصدقائي، ورفاق الأيام الجميلة..د.الطاهر النقر، علاء الدين إدريس، محمد عبدالباسط عريبي، عادل ومحمود حسن محمد بابكر، طارق وزهير بشير، خالد عبدالوهاب، فيصل علي عكاشة، الفاتح درار، عبدالغفار محمد سعيد (زميل البورد)، راشد، مجدي حسن الجاك، وابن عمه محمد المنصوري، ودافوري ما بعد الحصص، بين أولاد الحلة الجديدة والمرابيع...


وطالما أن الموقف والاحتفاء للتخليد ورد المعروف لكوستي وبعض رموزها،أقترح ان نحتفي ونخلد كل معلمي ومعلمات مدارس كوستي أبتدائياتها، وأساسها، ثانوي عام، متوسط، ثانوي عالي وثانوي، وحتى جامعة المرابيع المسائية واتحاد المعلمين الذي قدم الكثير من الجهد والعرق في تنظيم فصول الاعادة. وفي الذاكرة أساتذة أجلاء، ندين لهم بالكثير، ولتكن لحظة رد للجميل...

سأعود للتسكع بين أحياء كوستي، وأزقتها، ولاصدقائي الجميلين....
...

Post: #26
Title: Re: كوستي ......
Author: النذير بيرو
Date: 12-16-2008, 09:59 AM
Parent: #1

شنو ياخوانا زول ساكت طراني مافي

لا اشراقة ولانادوس
ازيكم

كوستي

السفر الاول :

زينب تدير كوب منزلنا وتودعنا بالتمائم

لشارع الاسفلت وزعت الشتائم

حقيبة وحبيبة وتزكار من اخر الاصدقاء

ترانيم ضد الثورة

صهيل اغنيات ومهرجان ابنوس اصف بعناية للوداع

ثم ينقطع الحبل السري...........

السفر الثاني:
كنت في لحظة مساء خريفي مترع بالاصدقاء
انتشي قهوة المدن
وكانت دهشتي زنجبيلا اخر
لكزني خاطر موجوع ساعتشوم
من اين لك كل هذا القلب
لكي تبعد عنه؟؟؟
حين صرخت صبية يافعة في وجهي(عليك زمة هابو هابو)تجيب معاك
في رجعتك كل اللذين هاجروا
نعم
رجعنا ليك كل المدن

Post: #27
Title: Re: كوستي ......
Author: السر عبدالله
Date: 12-16-2008, 07:01 PM
Parent: #26

َ ََنهارها فريد و ليلها بديع.. الشباب، ميادين الكرة و حب الناس لها، سينما منيب، السينما الأهلية،
ميدان الحرية، المينا، الرابطة كوستي، 36 ( الكمبو ) ، السوق الشعبي، مدرسةالقوز و الشعبية،
اتحاد علي بابكر، بنطون طيبة، مربع 28، مربع 27، الرابعة، الحلة الجديدة، الرديف، كشّيب، مكاوي
قيلي، المينا النهري، نادي الامتداد، مصطفى نصّار، كمال شناق،السكة حديد، كبري كوستي، مواصلات
ربك ، زلط الابيض، أستاد كوستي، المرابيع، فندق تبيدي، حي النصر، نادي الهلال، نادي المريخ، مكي
الجلك، حامد كمندان، صلاح كوستي..
.....................................
نعم كوستى نهارها فريد وليلها بديع
ناكل السمك ونصطادها بانفسنا
ولنا عودة

Post: #28
Title: Re: كوستي ......
Author: ممدوح أبارو
Date: 12-16-2008, 07:33 PM
Parent: #27

نادوس سلامات

كوستي مدينة في الخاطر

المرابيع والسوق وطاحونة الملح

شجرة السماسرة ودكان ومركب علي الله

قهوة عمر عبد الرحمن

مربع 27 حيث منزل شقيقتي التي تسكن هناك

وأبناء عمومتي آل أبارو

والسينما والحديقة... ياسلام علي ديك أيام




Post: #29
Title: Re: كوستي ......
Author: Marouf Sanad
Date: 12-16-2008, 08:00 PM
Parent: #28

"وثيقة كوستي:
ومن الأحداث الطريفة للمؤلف أنه عندما كان يعمل بتجارة الصمغ بجزيرة "زنوبة" بالقرب من الجزيرة (أبا) كتب وثيقة في غاية من الأهمية التاريخية، فقد باع آنئذ الشيخ حماد ولد أم دودو زعيم "الجمع" قطعة الأرض الواقعة غربي "زنوبة" للتاجر اليوناني (كوستي بابيس) كان ذلك في أو حوالي سنة 1900م وكانت صيغة المبايعة كما ذكرها المؤلف هي "أنا الواضع اسمي أدناه حماد ولد أم دودو قد بعت للخواجة كوستى بابيس ألف فدان بمبلغ مائة جنيه واستلمت منه المبلغ المذكور وأذنت لمن يشهد بذلك."
البائع : حماد ود أم دودو المشتري: كوستى بابيس
الشهود: محمد بابكر بدري ـ حسين شلبي ـ حسين أبو تياه. ومن طريف ما يذكره مولانا الشيخ الفحل، أن الخواجة طلب منه أن يباعد بين الجمل والسطور، فكتب الخواجة قبل جملة ـ ألف فدان ـ ألف ـ فصارت تقرأ ألف ألف فدان. وضرب الخواجة حولها حظيرة لبيع الصمغ والحبوب وأصبحت تلك الحظيرة نواة لمدينة كوستي الحالية."

http://www.genealogy.com/users/f/a/d/Omar-A-Fadlalla/FILE/0001text.txt

Post: #30
Title: Re: كوستي ......
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-16-2008, 08:05 PM
Parent: #29

إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها

Post: #32
Title: Re: كوستي ......
Author: مجاهد عبدالله
Date: 12-17-2008, 08:14 AM
Parent: #1

سلام لكوستي الحنينة ...

مشهد عالق بالذاكرة ..
في السادس من أبريل أو يوم الإنتفاضة العظيمة وكنا بالمرحلة الإبتدائية حينها وخرجنا مع كل المدينة التي كانت عصية على مايو وعصية كالعهد بها على كل الديكتاتوريات وكان الكل يهتف بذلك الفرح العظيم وزوال حكم مايو , وكنا بميدان المدينة العتيق المسمى حقاً بالحرية , وكان الكل يهتف بحياة الشعب العظيم
عاش كفاح الشعب السوداني
عاش نضال الشعب السوداني ,..

وكان العم دنقور ذلك الرجل البسيط وبصوته الجهور يردد تلك الهتافات ونحن نردد من ورائه وكانت كوستي كلها في ذلك الميدان قضاة ومحامين وأطباء وموظفين وتجاراً وطلاباً تردد مع دنقور , وفجاءة في خضم تلك الهتافات ظهر صوت يندد بالشعب المصري نتيجة حماية النظام المصري للرئيس المخلوع وسرعان ما تدارك العم دنقور ذلك فصار يهتف ويعلو صوته عن ما كان عليه من علو ..
عاش كفاح الشعب السوداني .
عاش نضال الشعب المصري ,..
وعندها عرفت أن مدينتي يشكل الوعي فيها تاريخاً عريضاً ..
إنتهى المشهد ..

نعرف أن للمدن ضجات من زحامها أو كثرة مركباتها أو ضيق مساحاتها ولكن لكوستي ضجة من نوع آخر فهي غارقة في حنية أهلها وتواددهم بين بعضهم البعض حتي يخال للمرء أن كل أهل كوستي أقارب وليسوا ساكني مدينة واحدة كغيرها من المدن , فقد تشكل السودان بمزيج ألوانه في أحياء المدينة العتيقة وفي سوقها الملئ بكل أطياف السودان , ذلك السوق الذي ما فتر في إستقبال القادمين وسرعة ذوبانهم داخل محتمع المدينة , فالقطار يجلب الكثيرين من الغرب والبواخر النيلية تأتي بمن هو من الجنوب فضلاً عن القادمين من الشرق والشمال والجزيرة , فكانت كوستي ملتقى الوطن وما زالت , وإستحقت تكون ملح السودان كتلك الجوالات التي تفترش سوق المدينة .
مشهد ثاني ..

دربكة كبيرة كانت في منتصف الملعب داخل إستاد مدينة كوستي في مبارة تجمع أنداد المدينة الرابطة والمريخ ويقع أحد لاعبي الرابطة على الأرض نتاج هذه الدربكة فيطلق الحكم صافرته الطويلة وقبل أن تكتمل الصافرة ...

يصيح مكاوي قيلى من المسطبة الجانبية بأعلى صوته الذي يمكن أن تسمعه وأنت تجلس بجانب الزين محمود يوسف في إجزخانة الشفاء
بلنتي يابدوي ..
وبدوي رجب كان هو الذي يدير مثل هذه المباريات الحساسة بالرغم من مريخيته ..
ويضج كل حضور الإستاد بالضحك لأن الحالة بعيدة كل البعد عن دائرة المرمي..
ويقابله صوت آخر قادم من المسطبة الجانبية الآخرى موجهاً لذلك اللاعب الذي وقع ..
( قوم على حيلك يازول )..
وكان هو صوت العم يحي ود العباس (أطال الله عمره) ..

إنتهى المشهد ..

إستاد كوستي هو قهوة المدينة الكبيرة التي يلتقي فيها أغلب أهل المدينة وهو ملتقى القفشات بين سكان المدينة بمختلف سحناتهم ..

نواصل ....

Post: #33
Title: Re: كوستي ......
Author: فيصل عباس
Date: 12-17-2008, 08:15 AM
Parent: #1

كوســــــــــــــــــــــتي
ضجيجها لا يهداء فينا يا نادوس ويا اشراقه
ويا جملة اهليها
كوســـــــتي حملتنا في كل اوقاتنا ورفدت بنا ديار اخرى لتتجمل بنا
كوســــــتي بمئويتها تفتح فينا افق حلم جديد بالعودة لها مشوار
كوســــــتي
افتحي حنينك لنا فانا نضج بك ونشتاقك حلما اوسع
اوسعها كتابه يا اصدقاء منها ويا ابناء لها علها
تشفى .....

Post: #34
Title: Re: كوستي ......
Author: Reader7
Date: 12-17-2008, 09:23 AM
Parent: #33

اخي العزيز عبد الجليل
لك التحية والسلام

اضيف الي المداخلة القيمة من الاخ العزيز / معروف سند:

ان (حماد ابو ندودو)(المعني المراد هو ابو انداده" هو والد العمدة ابو القاسم حماد رحمه الله والذي كان رقما فاعلا في كوستي بمكوناتها الحضرية والقروية اهله واسرته وابناءه واحفاده موجدون الان في "كرو العمده" غرب كوستي
ومكانه في مهام الادارة الاهلية الان حفيده العمده "حماد ابوالقاسم".


زوجة حماد ابوندودو شقيقة جدي لابي ووالدة العمدة ابوالقاسم حماد عليهم رحمة الله جميعا.

واذ كانت كوستي تستوفي كامل معايير التمدن ورقي مجتمعات الحضر وتصنف ضمن مقدمة المدن في السودان فان ما تتفرد به علي غيرها من مدن السودان انها وبمجتمعها التمدن هذا تمثل مركزا لكيانات قبلية وقروية وجهوية ضخمة وعريضة ضاربة الجذور وكثيرة التنوع ومتشابكة النسيج القبلي يحمكه ارث قوي للادرات الاهلية وكل ذلك يشكل سندا مكملا للمدينة يكسبها هذا التفرد .

تحياتي لكوستي واهلها حضر وبادية


فتحي محمد موسي الخليل

"تندلتي"



Post: #35
Title: Re: كوستي ......
Author: مجاهد عبدالله
Date: 12-18-2008, 04:09 AM
Parent: #1

الشهور ياريته ترجع ..,
وكل يوم ياريته باكر ..

هو حنين كوستي الذي يسكن القلب ويتجول في الأورده كتجوالنا في شوارع المدينة وأزقتها نبحث عن رفاق الصبا نلهو ونلعب , وهو الحنين الذي يلزمك صداعه منذ أن تغادر المدينة ولاينفك إلى حين العودة لها , وهو الحنين الذي أحس بأن روحي مازالت متسمرة هنالك حيث رائحة المعونة التي يجلبها أبيض السودان في رحلته الطويلة من بحيرات أفريقيا إلى أن يلاقي شقيقه الأزرق , وحيث رائحة أرض كوستي حينما تنعطن بغرازة أمطار الخريف , وهو الخريف الذي تنمو فيها الحشائش والتي يجعلها الباعوض لباساً بالنهار , أنه الحنين إلى وجوه المدينة المتعددة الأشكال , وهو الحنين إلى مشاهد كثيرة منها .,,.
(1)
ضحكات عباس كاروشا (رحمه الله) المجلجلة بالسوق الكبير ..
وإلى بقرتهم التي تتجول بين الناس في الأسواق والأحياء والكل يعرفها ..
تلك البقرة التي لم أغضب منها يوماً سوى يوم أن إهتاجت وقامت بنطح أختنا أمنة عبدالرحمن ..

(2)
وصرخات أستاذنا العظيم ملائكة
كل شعوب العالم تأكل الأرز عدا السودان بلد الدواجن والحيوان ..
والتي كان يقولها وهو يتأبط جوال الأرز بيده اليسري بائعاً متجولاً في أسواق المدينة,,.
ويمينه تحمل حقيبته المهترئة والتي تحوى كنوز فنه من مسرحيات قام هو بتأليفها .,,.
ولن أنسى له مشهد يوم أن إستوقفنا وشلة من طلاب المدارس ..
يحذرنا من عدم حمل الشنطة المدرسية خلف ظهورنا ..
وفسر حكمته تلك كي لاننسى واجباتنا المدرسية ..

(3)
ومنظر الضوء
والضوء هو شماسي كوستي الأصيل
فقد كان يخرج مع أبورجيلة وهو متابط مدخل البص برجل ويد واحدة وبقية جسمه تسبح في الهواء ..
وما أن يدخل البص مضارب شارع الدويم حتى تجد الضوء يقهقه وهو ينزل مع سرعة أبورجيلة
وهي السرعة التي كانت تمكنك بلحاق البص ولو بدأت العدو من الموقف وحتي منزل ابوراس .,,.

نواصل ..