أساتذة لمُكافحة الاطفال ... !

أصدرت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم في منشور
ممهور بتوقيع مدير إدارة التعليم بالولاية محمد أحمد حميدة
موجه إلى مدارس الولاية، قراراً يسمح بْاستخدام العقوبة الجسدية
"الجلد" في مواجهة تلاميذ مرحلتي الأساس والثانوي (بنين وبنات)
باستثناء تلاميذ الصفين الأول والثاني أساس، على أن تصدر العقوبة
من مدير المدرسة ولا تتجاوز (3-4) جلدات ينفذها مرشد الصف !!

الخبر ...صحيفة السوداني تقرير إنعام محمد الطيب

وأنا أُطالع قرار وزارة التربية والتعذيب أعلاه بصفحات جريدةالسوداني
الصادراليوم نشطتت وتداعت بذاكرتي العشرة الف جًلدة "سوط" التي اخترقت جسدي
واجساد زُملائ الطلاب - الاطفال- حِينها ، بل وأخذت مريراً استرجع واستجمع برأسي
الخرطوش الاسود -الشهير- ودمائي النازفة من بين فتحات ردائي الازرق الابتدائي،
فاحسست بالعشرة جلدات جلدة ، فجلدة ،وتكونت برأسي صورة الجلاد -عفواً- أقصد
الأُستاذ \ابوشنب معلم التربية الاسلامية والذي اتمني ان يكون قد احتسبه الله مع
مجاهدي الميل اربعين او سواه ، ينده بصوته القاهِر الي اربعة أسماء غلاظ من
"الكنبة" الاخيرة ليشدونني من اطرافي معلقاً مستوياً للجلد في ابداع فذ وفريد
في تاريخ وزارة التربية والتعذيب السودانية...

كما اذكر جيداً ان كُل ذنبي الذي جنته طفولتي البِكر أنني كُنت أُغني
مقطع اكرره من أُغنية للفنان الشاب وردي " بِسمك الاخضر ياأكتوبر الارض تغني"
في الفصل في حصة الدين!
ويبدو انه ومن يومها سكنتني عُقدة أذلية من الخرطوش
الأسود،من الأستاذ ومن الدين ومن أكتوبر الاخضر كمان ...

وان اتذكر ترأي إلي وجه أمي تزرف الدمع وتضمد جراح ظهري الصغير بالمكمدات ،
وفي اليوم الثاني ذهب معي والدي "رحمه الله" وقابلنا المُدير والاستاذ
دالجلاد أياه ، وحكوا له الجريمة ، جريمة الغناء في حصة الدين !
ومازلتُ أرتجف كُلما تذكرت أبي يقول لهم بتلك الطريقةالتي احبطت قلبي الصغير :

أدونا العظم وهاكم اللحم ..!

ومن يومها لم أغني لا في الفصل ولا في سواه .

يتقاطع هذا مع التبرير والحجة الذي يسوقها المعلمون وأولياء
الأمور -الأكثر أنتشاراً-المؤييدون لنظرية اللحم والعظم الشهيرة في كون
الجلد يساعد في تربية النشئ وإحترام المعلم ... جاهلين عن أو متناسين
الأضرار الجسدية والنفسية على الطلاب والاطفال وأثرها المباشر على النمو السوي
للشخصية،وان كثيراً من الحالات تؤدي الي الهروب من المدرسة وهجران التعليم من أساسه .
..
..
تذكرت صديقنا وزميلنا في المدرسة الابتدائية "زكريا جابر" الذي كان من أذكي
وأشطر اولاد المدرسة وكان خطاطاً وأشولنجي كمان ، كان أعزه الله كثيراً مايردد : " أنا ما بدور الحقارة المدرسة دي انا نخليو لكن أُستاذ فلان ده بعوُقه" . لم يعوُق زكرياأحداً ولم يسئ لأي أُستاذ حتي ، ولكنه ترك المدرسة في الصف الخامس هرباً من الحقارة ، فحطت به المعايش -الجبارة- مُساعد في بص سفري الخرطوم الاُبيض-يفُك الخط- ويلهث لهثاً خلف الرزقً وأكل العيش ...
..
..
الطالب فلان ترك المدررسة هرباً من الجلد والأهانة في الطابور ، ود ناس فلان
عاد السنة وعاد السنة التانية من اثر الجلد والخوف ،
الأخر ود ناس فلانة شُلت قدمه اليُسري بالجلد، الطالب فلان الفلاني فُصل من المدرسة
لأنه سب الدين للأستاذ ورفض ان "يرقد"...
..
..
كان "السوط" في حياتنا المدرسية-والسياسية فيما بعد- سيد
الموقف هو ذاته لا سواه المُربي والأستاذ الاهم ، السيد القاهر المُخيف ، الأسود...
..
..
دعوني أحكي لكم هذه القصة علي زكر الجريمة الفظيعة التي ارعبت الناس شيباً وأطفالاً
في الخرطوم هذه الأيام ، جريمة الطفلة "مُرام" التي تحرش بطفولتها واغتصبها
ثلاثة -سودانيين مُسلمين ذكور عدول- وقتلوها ورمو بجثتها في بئر السابتن تانك في أبشع مايمكن...
..
..
كُنا ثلاثة أو أربعة طلبه صغار في السادس الابتدائي، خارجين من درس العصر والمذاكرة
في المدرسةالابتدائية ،وقد كُنا نحب الطباشير حباً شديد وبالذات الملونة منها ،نتذوقه
نلعب به نرسم ونشخبط و نكتب به علي جدران الشوارع والبيوت ، قُلنا نتسلل الي المكتب
نسرق بعض منها ، من شباك مكتب الأساتذة سمعنا صوت منخفضاًمتوجساً وكان لاستاذ اسمه
الشيخ - سمعت فيما بعد إنه أصبح عضواً لامعابحزب المؤتمر الوطني - بدأنا نتسسل ونسرق
النظر ، ثُم فُجعت عيوننا من هول الحكاية وفظاظة المشهد.
الاستاذ أياه ومعه احد زملائنا تلاميذ المدرسة اولاد سنة خامسة ، يجلس علي كُرسي
ويحمل سوطه الاسود في يد وبيده الأخري يضغط رأس زميلنا علي أسفل بطنه ، في مشهد
شذوذ جنسي مُريع نزع طفولتنا كُلها دفعةً واحدة...
هربنا جرياً كُل الي أهله يسكننا الهلع ،الخوف والقشعريرة ،
في اليوم الثاني اتفقناعلي ان نتشاجر مع ولد سنة خامسةأياه "ونتتكلم "معاهو" .
قلنا ليه :احنا شفناك أُمبارح مع أستاذ الشيخ وإنت جبان وباطل ساي .
فبكي وبكي وأكله الخجل والاحباط ..
قلنا نواسيه: كان تقول ليه لا ، أبيت .
أجابناودموعه عينيه : وكأن دقاني بالخرطوش الأسود .
قلنا ليه : كان تقول ليه بكلم ليك أبوي ،
فأجاب مُتمتاً فى حزن وقله حيلة ودموع :
يأخي ابوي ما حيصدقني !!!

الأمم المتحدة ما سمعت بالكلام دا؟
جل المربيون ومنظرو ودارسو التربية في العالم يقولون بلا جدوي بل وبخطورة العقوبة الجسدية. وكأن بيروقراطو التربية عندنا لا يقرأون
سقوط أخر لمنهج متخلف. ماذا نتوقع من حكومة أباحة تعذيب الخصوم السياسين؟؟؟؟

سلام يا ناصر ، هي الامم المتحدة تسمع بشنو وتخلي شنو ؟!
بعدين مابرضو بشر الامن المنتحدة ديت "أو كما قال"، يعني يقضو باقي عمرهم وراء السودان الخراب ده ؟!
ولكني علمت بمواقفهم الرافضة وخطوط ضغطهم المتوقعة !

Quote: ماذا نتوقع من حكومة أباحة تعذيب الخصوم السياسين؟؟؟؟

وطبعاً الاطفال أيضاًاوئل الخصوم السياسية في نظراتهم البعيدة ،
والا لما صرفو مالهم ووجهدهم لتجهيلهم
وتعذيبهم بالمعسكرات الالزامية ودورات "غسيل الادمغة" والانحراف العام ...

دي صوره محزنه ومقرفه جدا والاستاذ ليس بملاك او اله ولابد من وجود قوانيين تحمي الاطفال من الذئاب البشريه بدلا من حمايه الاستاذ .وعلي الاباء والامهات ان ينتبهوا الي شكوي ابناءهم.

في مدارس العالم الاول يوجد مشرف متخصص في علم النفس ومشرف الفصل استاذ او استاذه تكون موضع ثقه التلاميذ يفصحون لها عن ما يحسون تجاه الاساتذه الاخريين وهي تحفظ السر تماما وتعمل علي حل المعضله بدون ان يعلم الاستاذ/ه من هو الشاكي . ومجلس الاباء يتعاون مع الاساتذه في حل مشاكل الطالب ولا توجد سياسه الضرب ابدا .
قام استاذ الرياضه البدنيه بادي المدارس بالتعدي علي احدي الطالبات حيث طلب منها ان تساعده في جمع الادوات الرياضيه وادخالها الي المخزن واذ به يحاول ضمها اليه فما كان منها الا ان دفعته عنها بعيدا وذهبت مباشره لمكتب المدير واستدعي فوراوقال انه كان يود ان يشكرها فقط علي مساعدتها له لانها في عمر ابنته ورفضت الطالبه ومدير المدرسه هذا التفسير ولم يطلب منه اي اعتذار او يطلب منها اي شهود بل طرد وابلغ الحرس بكل المداخل بعدم السماح له بدخول المدرسه ولو زائرا وتم اصدار خطاب فصله وارسل اليه بالبريد

بالله تكتب اسم هذا الوغد مثلثا وتحدد الفتره الزمنيه التي كان يدرس فيها واسم المدرسه حتي يعلم الناس جميعا اي ذئب كان يرتدي عباءه الوقار وهو ينهش براءه الاطفال . مثل هذا العفن لا تاخذني به رحمه ابدا وساعريه حتي يري كل العالم سوءته

كنت اود ان كتب قبل قليل أن تطالعوا الحوار مع وزير التربية والتعليم في صحيفة الأيام
حول المنهج والمدارس (وكنت أفكر أن احتمال أمية هذا الرجل واردة بشكل كبير) ecause whatever he was saying was just a heap of crap


بخصوص الإعتداء الجنسي الذي يبدو البعض مندهشا منه، أن هذه الحوادث قديمة قدم نظامنا التعليمي السوداني، لكن بطبيعة الحال لأن أحدا لم يناقشه فقد ظل طي الكتمان في قلوب العديد من الرجال والفتيان الذين تم التحرش بهم تؤثر في حياتهم اليومية بالتأكيد، لأننا مجتمع التابو أو النفاق ايهم شئت المعنى واحد، أذكر ان امرأة حكت لي عن مشاهدتها لمثل هذه الحادثةعندما كانت صغيرة في أحد المدارس فأبلغت جدتها التي صفعتها وأخبرتها أن تنسى الحادثة كلية!! التحرش الجنسي في ذلك الوقت كان متركزا بشكل اكبر في المدرسة الوسطى، من قبل المدرسين وكذلك من قبل الطلاب الأكبر سنا تجاه الطلبة الأصغر سنا (!,u really never heard of such abuses?strange)
ويتحدث العديد من المختصين الإجتماعيين أن تحويل النظام التربوي (نظام ثامنة أساس)اصبح يعرض شريحة أكبر من الطلاب لحوادث التحرش الجحنسي وذلك بضم طلبة يبلغ الفارق العمري بينهما عشر سنوات!! مثل هذه الحوادث موجودة و مكررة. أول حاجة بيعملها الولد لما يخش المدرسة إنو يعرف منو الأستاذ المتحرش...و لو عندو أخو كبير ما مشكلة لأنو ضهرو محمي..أما لو كان صغير الحجم، لا أخ له ولا ضهر....على الدنيا السلام

بالنسبة للموضوع الضرب..أعتقد أن الأمر مبرر تماما بالنظام التعليمي المتخلف الذي نعمل به : مناهج فقيرة، معلمون منهكون و بدون اي شيء يمكن أن يقدمونه، امكانيات ضعيفة، لا حافز للتدريس أو التعلم، أسلوب التدريس ذاته والإدارة مدرسية هو اسلوب اكل عليه الدهر وشرب. لا يعترف بالنشاط المدارس أو تنمية المواهب أو وسائل التعليم الإيضاحية (لا معامل ، لا مكتبات، لا رحلات مدرسية) نظام أحفظ يا حمار.... و أصبحت هدف رياض الأطفال ومدارس الأساس والتعليم الثانوي ذات هدف واحد تهيئة الطالب للجلوس لإمتحان الشهادة، كي يدخل هراءا اخر يدعى الجامعة. ومش بس كدا لكن على المدرسة ان تحرز نسبة نجاح عشان تخس لستة أحسن عشرة مدارس في السودان (شفتو العبط) لذا فهي حريصة أن تكون نسبة النجاح مائة بالمائة
إذا عندك استاذ منهك ومنتهك، وطالب تحت ضغط شديد منذ ثالثة أساس (الحيدقوا فيها دي) لكي يحفظ المنهج العقيم، تحت كل هذا الضغط والfrustration :أن يتناول الأستاذ العصا يبدو ...للأسف طبيعيا.

اها؟ منو من كبارات البلد علق على الحكاية دي؟ are u kiddng me? يعني شنوقرار هايف زي دا..أدونا حاجات من الحجم الكبير..مشكلة دارفور، أو الإنتخابات الجاية..أو قوات دولية. خليكم جادين!
الجدية بالتأكيد ستحملني للحديث عن "مظاهرات السكر والبنزين اللطيفة"...بالمناسبة السكر ما خفضوهو ولا البنزين...لكن المعارضة تتصرف وكأن هذا حدث..سنتحدث عن هذا في مقال منفصل..

sory ya garamboz على الإحتلال

خلينا في موضوع الدق

makes perfect sense

للكبار ان يفشّوا غبنهم في الصغار بتصريح من الحكومه..
وللصغار ان ينِشأوا على تقّبل القهر والعنف بأنواعه..
وأسر يتم تظليمها.. بدلا عن تعليمها.. فيما يختص بحقوقهم وحقوق اطفالهم..

والحصيله.. مجتمع كبارو لا حول ولا قوة لهم.. وصغارو ممتهنه كرامتهم (بالقانون)..

مخطط يرمي لى بعيد..


وتقوللي شنو وتقوللي منو..

نجوي ، صباح اليوم كنت هاتفيامع صديق زميل يكتب معنا في هذا
البورد-الظالم أهله- تحدثنا عن الموضوع وعن التحرش وعن اجازة
العقوبة الجسدية ، قال صديقي بتهكم شديد : يعني إنت ياابراهيم دائر
ولاية الخرطوم تطلع قرار يعلموا الاولاد مزيكة في الحصص ولاشنو .؟!

...
...

الصورة عن الموقع التعليمي http://www.pacificoaks.edu

سلام ياميسونة والف الف حمد علي الشوفة ، والله أكبر
ومشتاقين وكل عام وأنتم بخير وكل العبارات التي تأتي في هذا السياق المتفاجئ .
...
...
تشكري ياعزيزة علي هذه المساهمة شديدة اللهجة واضحة التفاصيل والمطالب .

Quote: بالنسبة للموضوع الضرب..أعتقد أن الأمر مبرر تماما بالنظام التعليمي المتخلف الذي نعمل به : مناهج فقيرة، معلمون منهكون و بدون اي شيء يمكن أن يقدمونه، امكانيات ضعيفة، لا حافز للتدريس أو التعلم، أسلوب التدريس ذاته والإدارة مدرسية هو اسلوب اكل عليه الدهر وشرب. لا يعترف بالنشاط المدارس أو تنمية المواهب أو وسائل التعليم الإيضاحية (لا معامل ، لا مكتبات، لا رحلات مدرسية) نظام أحفظ يا حمار.... و أصبحت هدف رياض الأطفال ومدارس الأساس والتعليم الثانوي ذات هدف واحد تهيئة الطالب للجلوس لإمتحان الشهادة، كي يدخل هراءا اخر يدعى الجامعة. ومش بس كدا لكن على المدرسة ان تحرز نسبة نجاح عشان تخس لستة أحسن عشرة مدارس في السودان (شفتو العبط) لذا فهي حريصة أن تكون نسبة النجاح مائة بالمائة

تجدني أشدد معك علي أحد أهم ادوات محاربة ظاهرة التحرش الجنسي علي الاطفال الشفافية ووعدم التستر علي المواضيع وفضحها ومحاربة فاعليها ، وبضروة تصديق الاطفال ومناقشتهم في امورهم المدرسية ،ثم انها فعلاً علي حد أشاراتك قضية ذات اهمية كبيرة في وحساسة يتوجب علينا لفت الانتباه اليها والعمل علي تغيير مفاهييم الاغلبية من الاساتذة والمعلمين واولياء الامور التي ترئ في انهم كلهم قرو بالدق والحم والعظم وان الموضوع طبيعي ، الموضوع بالمرة غير طبيعي وسئ انسانياً حتي ...

________

ميسون ، خليك معانا ، حرف حرف وسكة سكة ...

الصورة طلال اساس في أُمبدة عنhttp://www.sos-schools.org

سلام يادومة وتحية ، المواضيع والقضايا التعليمية في تقديري
مواضيع في غاية الحساسية ، باعتبارها حجر الزاوية الاساس لأي بنيان إنساني مُستقبلي ...
في سودان اليوم وسودان الأمس كمان ، كانت العملية التعليمية والتربوية في غاية التشوه ابتداء من التفريط في حق التعليم المجاني والاجباري ، ومروراً بتأهيل المعلمين والاساتذة اكاديمياً وثقافياً ونفسياً ، فالمهنة بالضرورة في غاية الحساسية كذلك وهي من أرقي واهم المهن واكثرها مسؤلية الا انها الأن من اتفه واحقر المهن في اهتمامات الدولة السودانية مما يذيد ويعقد من خطورة المسألة ...
أما حكاية الجلد المقرر والمُجازة "من قبل السيد \ محمد احمد حميدة ، فهي في من استمرار لمسلسل الانتهاكات والتخلف والتجهيل -المتعمد-والتردي العام، والتي عانينا من اّثارها جيلاً فجيل ، دع عنك حكاية توقيع السودان علي اتفاقية حقوق الطفل وخلافه ...


_____________

الصورة -سؤال وجواب ، في مدرسة اطفال بالخرطوم

نقلا عن موقعhttp://www.scfnw.org.uk