طيور من حديد

حينما حلقت طيور من حديد
بشرى الفاضل

في الأفق عصافير معادية
في الأفق طيور سود
في الأفق دم ورعود...
من أغنية لمارسيل خليفة.

حلقت فوق سماء بلادنا
عصافير معادية
قال طبلها العجيب المصاحب
هي من طيور الله
لا من الشرق أتت ولا من الغرب
وقال بوقها الذي داهمنا صوته العجول في سلم سباعي
باركوا سعيها في العالمين
فهي من طير الجنة .
قال من كان عنده علم الفراسة
لا هذه طيور من حيث الشكل فقط
فإن أنت تمعنت في أجنحتها
ستحس في طرف لسانك بطعم النحاس
أما عيونها فهي من مصنع الخرز الشامل
كل طائر منها له جناحان حديديان
جناح الذل وجناح التخمة
وكل طائر مسخ
وله منقار من الصلب ولسانان
وفي تجويف الصدر فلا يوجد قلب
إنها طيور من نار
وما أن أدلت ببيانها الأول
حتى سمعنا جعجعة مكان الزقزقة
وتلفت الشعب الذي بوغت وقد أحرز
يبحث عن كلمات في وصف الكارثة التي حلت
فأسعفه أحد المغنين حين صدح
يا عصافير الفحيح
ليس في وسع الجراحة
أن تحيل الصوت هذا
لهديل
فاستحيلي لأفاعي ..
وبالمقابل كانت للعصافير المعادية أهدافها
اتجهت نحو بساتين المدن
فجعلتها باسم العلي
عصفاً مأكولا
ثم طارت نحو الحقول
فأحالتها في شبر من الزمان
إلى رماد غير معقول
ثم طارت للعقول
ترمي اليافعين ممن لم يندفأوا بعد بشمس المعارف
بحجارة من تدجيل
قال بوق مصاحب
وسط طوابير الطيور الحديدية يسوق الصدأ
في أجنحتها وجوانحها الخبيئة
هذي طيور الجنة
فانبرى مغن آخر للشعب وقال
يا عصافير النباح
ليس في وسع الجراحة
ان تحيل الصوت هذا بغتة للشقشقة
فاستحيلي لكلاب
نبحت العصافير ونبحت وتعالى فحيحها
وتأمل هذه الكائنات
عبر التعاويذ
ان تستحيل لعنادل
ولا زالت تسد الأفق
في سماء الوطن
في انتظار هطول مطر الزجاج
حين يعطي غضب قوي
إذنا بالهطول.

نشرت بجريدة الأضواء في أواخر 2004

استاذنا الفاضل
بشرى الفاضل

تحايا وسلام وتقدير

أنتهز الآن فرصة الولوج الى فضاءك الجميل
والتحليق قريبا من رفيف أجنحة هذا النشيد
تمعنا فيه ومحاولة لتعلم هكذا طيران

وكنت قبل حين من الآن قد سعدت أيضا وطربت بقراءة نصك الجميل

مضى العمر وما من شجر

وفيه، تقدمت بطلب عزيز
وأغلب الظن أنك لم تدلف بعدها الى ذلك المكان

وها أنا الآن أنتهز اللحظة هنا، لأجدد ذات الطلب

وهو موجود هنا
ولك التحية مجددا

<a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=post&board=6&msg=1105277758&rn=401" target=_self>غرب العمر وما من شجر

معذرة يا دكتور

يبدو أنى لم أفلح فى وضع الرابط بشكل صحيح

دعنى أحاول مجددا

غرب العمر وما من شجر

Bushra

Thanks for an XLNT read

الأخ أستاذ بشرى... تحية لك طيبة، وشكر جزيل على هذا الإمتاع والإبداع.. عندما قرأت العنوان ظننت للوهلة الأولى أن تلك الطيور هي عصافير أخرى تَشبه عصافير البنت التي طارت عصافيرها، أو لربما هي نفسهاعصافير البنت وقد عادت من جديد ومن حديد! ففاجأتني أنت وفاجأتْني تلك الطيور الطفبوعية، فيا ويل البلاد والعباد من مناجل مناقيرها و(جزّازات) مخالبها الحديدية... لك جديد الشكر، ونطلب المزيد...

up

To The Rain

الأخ ام هو الابن اباذر
شكراً على كلماتك الطيبات وكم يؤسفني انني لم أفتح ذلك البوست في حيه في 19 يناير فاحاور من دخلوا فيه
ولقد سعدت اليوم أيما سعادة لدخول الخاتم هذا الأستاذ المفكر لذلك البوست وقال كلمته الثمينة في حق قصيدتي . هكذا ظللت أجيئه متأخراً دائماً طوال علاقتي معه وفي هذه الايام قلبي معه كل يوم وهو في المستشفى وأتمنى أن يستخدم هبته الضخمة الأساسية عقله النافذ محيلاً قواه الحية كلها لدحر المرض فكرت أكثر من مرة أن اكتب له قصائد في الليريك وأن اجمعها له من شعر العالم يطالعها في مشفاه عسى أن تصد عنه الضجر ما بين جرعة دواء والتي تليها. ليته يعلم كم أحبه ولم أشهد قط طوال حياتي عقلا في السودان كعقله والايام منفية والقليلون ممن هم ربما يكونون صنوه في القدرة على التحليل والنفاذأو ممن يملكون طاقة ذهنية كطاقته ذهبوا بقدرات عقولهم إلى حقول أخرى نائية فيما أرى . لكنني لست في حق . وأظن أنني مع ذلك على حق . زلزلتني كلمته عن الزلزلة . وساهاتفه متى ما توفرت لدي القدرة على ترتيب كلماتي .تحياتي لزوجته تيسير وولديه حسام وأحمد.

وسعدت بقراءة رأي ست البنات . سكينة العزيزة . هي تنفعل بالشعر بما يشكل مقياساً وحسبنا أنها تعرف قدر شعر الدوش . يا عزيزى أعذرني لكوني لم أر مداخلاتكم وأجيئها اليوم متأخرا وقد نشرت تلك المقاطع القصصية في حكاية البنت التي طارت عصافيرها - سعدت بقراءة تماضر والآخرين في ذلك اللينك فلهم إعتذاري بعدم التحاور معهم .

سيدي الفاضل/ بشري الفاضل

قصيدة معتقة ونحن في انتظار هطول مطر الزجاج
تسلم

تحية لك كمبدع كبير برغم حدة الإختلاف أحيانا!.

أسمحوا لي جميعاً في هداة هذا الليل ان أحيي الشاعر الكاتب النابه الشاب عثمان محمد صالح صاحب أكثر درجات إلغاء ال تعريف في الكتابات في نظري تشويقاً . انظروا الى كتاباته التي يلغي فيها ال التعريف مما تضفي على النصوص شعرية محببة. الجميع اكدوا لك محبتهم اكثر من مرة يا أوسمان لكنك لا تفتا تطالبهم بالمزيد وقد كنت غليظاً مع بعضهم واعتذرت لكنهم جميعا شربوا من حروفك الباهرة فهل ترى نحلم بأن تخفف عن روحك عذاباتها بالمضي قدماً في البنيان الشعري دون الإلتفات في بئر السلم ؟. واعلم يا عثمان أن ملاسي يحبك وراوية وسائر الآخرين ممن ظننت فيهم غير ذلك . دعني
أنادي فيك سارية وهو يحمل هم الشعر والممكن في بلادي
- يا سارية الجبل
أبداً ادعوك لحمله مهمهماً كشخصيات مسرحيات يوريبيديس وصوفوكليس دون أن تشكو لرقيب أو راعي منبر أو رفيق درب فالشعراء من أمثالك والتجاني بحثوا عن الجوهر دون كلل جوهر الإنسان دون أن تنيس شفاههم بكلمة ضجر واحدة في شكوى الدهر لكنهم بحثوا عن الجوهر في الشعر و هيهات.دمت لنا وبقيت لنا في المنبر طبعاً فلتبق فيه كن فيه لا تبرحه لم يقل أحد بذلك نقسم ثلاثاً مغلظة فهل ستسلمنا لمحكمة روحك الدولية؟
وللأخ عبدالحميد البرنس معزتي وأسعد بنصوصه الإبداعية دائماً وساعود كما يقول اسامة لبقية المتداخلين

Quote: ولا زالت تسد الأفق في سماء الوطن في انتظار هطول مطر الزجاج حين يعطي غضب قوي إذنا بالهطول.

فبهت الذي رجز.....لعمري هذا إبداع مسلح







منصور

العزيز
د. بشرى

تحياتى لك

وللفذ الخاتم عدلان والذى نتمنى دائما له شفاءا عاجلا وكاملا وعافية عميمة
وهو بالفعل كما قلت أنت من الذين قل أن يجود بمثلهم الزمان، فى كل شئ والله يا دكتور

أول ما التقيته كان اثناء الإنتخابات النيابية بعد انتفاضة مارس/ابريل، وكنا نعمل فى دائرة الخريجين مع أستاذنا نقد، ثم التقيته عدة مرات فى الخرطوم بعد الانتخابات عندما كان يكتب عموده "ويذهب الذبد جفاءا" فى الميدان

لم تجبنى بعد يا دكتور على طلبى لنشر مجموعة القصص هنا، هل أعتمد على تلك الدلالة الجميلة "السكوت علامة الرضاء" وأتوكل على الحى الدائم وأنزلها

تخريمة صغيرة
بعدين يا دكتور اعتبرنى أخوك الصغير، يعنى مش "طريدك" البعدك طوالى المهم يا دكتور نحن اتخرجنا سنة 85 ، وممكن تقيس على كده

تحياتى لك يا استاذنا المبدع وسعدت والله بحضورى هنا، فلك الود والتقدير

شكراً يا عثمان محمد صالح وصبري الشريف وعيسى يوسف وميرفي وعبدالحميد البرنس ويوسف عزت أبنوس ومنصور المفتاح على هذا التواصل الودود مع كلماتي.
وشكرا أباذر
ويا مطر عز الحريق سبق أن أجبتك ضمناً بأن تلك المقاطع القصصية نشرت أصلا في كتاب حكاية البنت المجموعة القصصية التي اصدرتها في مطلع عام 90 فإذا رايت ان تنشرها هنا للقراء فذلك بالطبع سيسعدنني إذ ربما تجيء عن النشر هنا فكرة نيرة من قارىء تجعلني أقلب الطاولة على مشروعي الروائي الذي يتمحرك منذ سنين بسبب بؤس كتابتي فيه وعدم تدفقهاوتقطعها فأقبل عليه بروح جديدة.

تمام يا دكتور

الغرض الأساسى كما ذكرت لك سابقا من نشر المجموعة هنا، هو إتاحة الفرصة لكثيرين لم يحظوا حتما بقراءتها فى متنها الأصلى، خاصة أولئك المغربين البعيدين عن مصادر الدفق االإبداعى، أو حتى من هم فى الوطن، وكذلك لجيل جديد ربما لم تتوفر له أو لديه المجموعة

وها قد أضفت أنت يا دكتور غرضا جديدا ربما قد يحرك فيك ما قد يفتعل فيه من آراء جديدة، نوازع الفعل الإبداعى الى جهة أو وجهة جديدة تنتج لنا طعما ورؤية جديدة

توكلنا على الله

والود عميم

أستاذنا العزيز/ البشرى
فى عشية ، ملتهبة ، قلقة ، ومزعورة كنا، هناك.
وكنت حضورا بالطبع ، الزمان أبريل 1993، المكان دار ترجمة جامعة الخرطوم لقدقرأت لنا شعرا وريفا شفيفا فى بساطته وسخريته على واقع الحال آنذاك، وقرأت أنا /
(ياتوما، من وجعى العنيد
هل أزهرت شجرة حديد)؟
وقرأ صديقى عبد اله الزين: شجر الحرازوأذكر منها : بت البرقى كان تاكل رحطها، ما بتشبع.
وأراك اليوم بهذه الطيور المحومة فوق سماء~ ملغومة .. أين حطت بنا الأقدار يادكتور؟
وما العمل ......................؟؟ عمل ملىء بالوجعة والسخرية حتى الثمالة
لك المعزة والود وأنت تنكأ هذه الجراح.

عرف د.بشري الفاضل اول ما عرف بين الناس كقاص ،
ولكن بشري يقول ان بدايته كانت كشاعر وليس قاص ،
حيث يقول في احدي الحوارات الصحفية أنه حتى تخرجه في الجامعة لم يكن يكتب غير الشعر ، كان يظن نفسه شاعرا وليس قاص ، وحينما تحول إلى كتابة القصة احتفظ اسلوبه بكثافة اللغة الشعرية .

ولعل هذا هو سر الشاعرية التي تنضح بها مجموعتة القصصية الاولي : حكاية البنت

up

عزيزي بشري

حفظك الله للبلاد التي

تئن من الالم

لتجود لها دوما بمثل هذا النص

البلسم

يا عصافير الفحيح
ليس في وسع الجراحة
أن تحيل الصوت هذا
لهديل
فاستحيلي لأفاعي ..

أستاذي بشرى الفاضل
وأيضاً ليس في وسع الجراحة أن تحيل صوتك لفحيح. ولكن هذه الصورة البديعة تتجلى فيها قمة الألم.
دمت للشعر ودمت للقص وسنسعد كثيراً إذا ما أسثرت وواصلت مشروعك الروائي.


أمير بابكر عبدالله

أون مكابراً لو قلت أنني لم اسعد بمرور الأخ عبدالغفار و الشاعر الضخم عثمان البشرى والاخ الموصلي والأخ الكاتب امير بابكر . الأخ عثمان البشرى أنت أحد الأصوات التي تدهشني وأقسم الشعراء في بلدنا إلى شعراء إدهاش وشعراء غناء وأراك قد جمعت بين الصفتين والكتابة بالفصحى والعامية بنفس الدرجة من الجودة. اسعد دائماً بقراءة شعرك . الأخ الفنان الموصلي لم توقف مشروعنا عن الرصيد الذهبي للغناء السوداني اره يقبع في أرشيف المكتبة التب حباني بها بكري وق قصرنا عن مواصلته لغايته فما رأيك ان نعود إليه بغد زوال الفترة الحرجة التي يعيشها شعبنا هذه الايام. لك تحياتي . الاخ أمير بابكر لم اسعد بعد بقراءة روايتك الثنيةز وكم كنت مقصراص بعد قراءتي لمسودة رواية عرضحال الخال في عدم متابعة إمكانيات نشرها. لكن نحمد لك مثابرتك على النشر مع إهتماماتك السياسية بقضايا الوطن. تابعت ماجرى لك وأعتقد انه من المفيد للجميع أن تروي لنا الحقيقة بلسانك فالذي اعرفه عنك الرصانة والحقانية. تجربتك هذه غنية بحيث أنها تشبه تجربة بعض الكتاب العالميين ممن مازجوا بين القلم والبندقية. ويا غبدالغفار سعيد كم أنت مساند للكتابات الإبداعية منافح عن كاتبيها بنكران ذات فمن ينافح عن كتاباتك ولم لا تخرجها هنا؟