كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..

كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..


03-26-2008, 10:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=207&msg=1241817595&rn=5


Post: #1
Title: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-26-2008, 10:01 AM
Parent: #0

كباية شاي .!...

يغلي الشاي، يرتفع غطاء البراد، ثم ينزل، ترفعه أيدي غير مرئية، يالتعاسة حواسي، يد الحرارة، وبلا أصابع، ترفعه ثم تغطيه، ثم ترفعه، طفل يلهو بالاشياء بلا غاية، سوى المتعة، الفن للفن، ياله من إخلاص للذة البحتة،....

بعض الماء تبخر، فر من سجن البراد الساخن، وحلق في الهواء، دوما النار تحلق بالاشياء، حتى الجامدة، تقطع الوتد الذي يشدها بالأرض، وتتركها تحلق كما تريد، نار الكانون، كنار العشق، تركت قلب قيس وفؤاد ويوسف، تحلق فوق طيات السحاب، تشرب من الغيم، وتستحم بالسحب..

****
رائحة الشاي، جرت بلا أرجل، أو حتى أعين، وحلقت بلا جناح، ومع هذا دخلت كل الانوف، أنف خالي واخواتي، وضيوف أمي، وأنا، ثم انزلقت للحنايا، حيث ترقد الذاكرة، وفيها وقائع مقدسة، تصحو بطبل الرائحة، في الذاكرة لا قبر للوقائع، ولكن أسرة، تنام فيها، وتصحو، وتفرض سطوتها في الحاضر..
****
تومض الكبابي..الضوء الصباحي غمر الغرفة البسيطة كلها، ولكن الكبابي ابتسمت له، ألتمعت خجلاً.. وردت له التحية بأجمل منها..
في قاع الكباية حبيبات سكر..اتخذت شكل الجبل، وحبة صغيرة منها، كانت على قمته، ومع هذا كان مزاجها رائقاً، لم تكن تحس بالغرور... مثل ملوك الارض..
.......
المعلقة تصوت داخل الكباية، لم يكن أصبعي، جفل خاطري، لهذا الفكرة السادية، الفطرية..
اختصارا....(فللحديث شجون)..
حوت الكباية الكون بين دفتيها... الماء، الماء الذي يجري كنهر، ويطير كسحاب، ويملأ الاثير كرطوبة..
***
ثم نشأت حرب ضروس..

حرب الهوية!!....

الماء يدعى (وله الحق)، بأن الشاي هو ماء...
وداخل الماء، صراع بأن الماء أهو هايدروجين، أم اوكسجين (هوية أخرى، تبحث عن حل).. ياله من تهميش.. لصراع كامن آخر..
حول هوية الماء، ذاتها..
والاكسجين، هو الكترون، بل هو ببترون، بل ألكترون، وداخلها، ايضا صراع، بين كوراك، بل هو طاقة، طاقة مجهول...
ويتناهي الصراع، في الصغر، صنو العدم.. كل شئ بمقدروه ان ينقسم إلى حزئيات، حتى حدود العدم.. التناهي في الصغر، كالتناهي في الكبر.. لا حدود لهما..
الشاي هو ماء..
لا.... بل الكترونات..
بل كوراك..
بل...

أما اوراق الشاي الجافة، فلم تدخل الصراع بعد، فصراع الهوية كامن فيها، كمون اللذة الجنسية في طفل صغير..

******
حبيبات السكر تدور، بنشوى، رغم ارتفاع حرارتها، حمى التضحية، ...

وضعت اختي المعلقة، لا تزال الحبيبات تدور، ثم اختفت خلف حجاب الذوبان بهوية أخر، أكثر رقة، وخفاء، لم يعد للسكر وجود، أأنطمست هويته، أم الملائكة لاترى، إلا بعين البصيرة...

......
كباية الشاي تؤمن بوحدة الوجود، أكثر من العقول الكبيرة، أكثر من ابن العربي، رغم ضآلتها، فهوي تأون كون بلا حصر، (حتى "على سبيل المثال)، لا تكفي..
برجها الزجاني يأوي شاي من حقول الهند، بذرته أيدي كثيرة، (فتيات وكهول ومرضى، وعشاق)، وسقته سحب جاءت من أقاصي استراليا، .. وغاصت بذروه في تربة خصبة، مليئة بالعناصر..

أما قصة وصول نبات الشاي للكباية الصغيرة، فتلك قصة، ولكم ان تتصوروا رحلة ابن بطوطة، او رحلات ماركو بولو...

وعلى سبيل "المثال"، سفينة يابانية، لوري، طائرة، رقشة، حتى وصل للمطبخ، ثم جاءت حرارة الكانون (لا داعي لتتبع تاريخ اكتشاف النار)، ناهيك عن كنهها (الفيزياء تعرف الخواص، وتجهل الكنه)، وأيضا لا داعي لذكر (ان النار لا تحرق بعض الاجسام البشرية، وحين تنوم مغناطسيا، فالعادة تخرق، كعادة الحياة، في تكريس الغموض)..

** ***

الكباية ساكنة، رغم مخاضها العظيم، لساني لا يحس سوى بالمذاق الجميل..
عقلي يبحث عن الهوية
خيالي يتابع رقص البخار فوق الكباية..
الانف لا تنسى رائحة الشاي، ...

المزاج رائق، لا يخوض في شئ، مكتفيا بالجهل، بالعلم، بالفطرة..

جوهر الشاي، يبحث عن هويته.
مظهر الشاي يبحث عن هويته..
الأسد، عبارة عن خراف مهضومة..

من لا يعرف من إين جاء لا يعرف إلى أين يسير..

السكر الابيض لم يعد أبيضا..
الشاي الاسود لم يعد اسودأ
والماء صار كشكل الآبري...

****
رشفت رشفة، طارت بي ، لهوية أعمق..
ما اعظم اللذة..والنشوى.. في حنايا الجسد، ,,,..
ما هوية اللذة الإنسانية..

رائحة الشاي ، من يقول إنها عمياء كحكيم المعرة، ومع هذا دخلت كل الانوف، من ، وهي تشق طريقها في عتمة الدار، (ياظلال الأراك، أنني لا أراك)، الهوية فطرة، تسوق نفسها بنفسها، كطعم البلح والمانجو في لسان الأطفال، والكبار، والموتى....

لازال خاطري، يردد، ماهوية اللذة الإنسانية!!




..
2007

Post: #2
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 03-26-2008, 10:36 AM
Parent: #1

Quote: أما اوراق الشاي الجافة، فلم تدخل الصراع بعد، فصراع
الهوية كامن فيها، كمون اللذة الجنسية في طفل صغير..


Quote: كباية الشاي تؤمن بوحدة الوجود، أكثر من العقول الكبيرة، أكثر
من ابن العربي، رغم ضآلتها، فهوي تأون كون بلا حصر، (حتى "على سبيل المثال)، لا تكفي..
برجها الزجاني يأوي شاي من حقول الهند، بذرته أيدي كثيرة، (فتيات وكهول ومرضى،
وعشاق)، وسقته سحب جاءت من أقاصي استراليا، .. وغاصت بذروه في تربة خصبة، مليئة
بالعناصر


Quote: الأسد، عبارة عن خراف مهضومة..


Quote: من لا يعرف من إين جاء لا يعرف إلى أين يسير..


إختيارات متعة وكيف بدون تعليق

Post: #6
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-27-2008, 05:30 AM
Parent: #2

عزيزي محمد كيفنك...

سلام ومحبة...

الهوية الأم هي القلب... النقي، الحاني، العميق الشعور، بل أعمق وأعمق، ...
فالناس، من جهة التمثل اكفاء، فالاب آدم، والأم حواء
إن كان في اصلهم شي يفاخرون به، فالطين والماء..


على المستوى الشخصي، تشكل الوجدان من اغاني امي، وصوت الفلاتية، ومدائح المسيد، وصوت فيروز، وسيد مكاوي، ومحاسن محمد خير، وكافكا، وساتر، وبورخيس، ورائحة الدعاش، وسرب من وقائع لا يربط بينه سوى صوت الحياة القوي...

وطني الارض، سرير ترابها، وسقفه السماء...
لا ننكر، تراث الشعوب، وعاداتها، ولكن في قمة الشعور، يوجد قلب في صدر كل انسان، سواء في جوبا، او ملكال، أو القضارف، او داكار، أو جيبوتي...

كم احب حبة قمح لنغوغو واثنقو، ومضى عهد الراحة، لتشيبي، وإله الاشياء الصغيرة، فا المرابط..بينهم كاتب كيني، وكاتب نيجيري، وكاتبة هندية.... إنه (القلب)،... وشقيقه الاصغر، العقل...

احب يحي حقي، وجون قرنق، كان نفسي اتونس معاهم، الحيطة بالحيطة، لشي في نفس يعقوب..
ولا يزال، سؤال الهوية، عنيفا، شاطحا، ...

فلنقي نظرة على الكوكب، ونحب كل عاشق، أو مسكين، أو فقير، بعيدا عن لونه، شكله، إرثه، يكفي انه يستحق الرثاء..


كباية شاي، وعلى نادر هادئة، تطبخ اشياء متنافرة على نار العشق، كي تبدو شائ جميل، وحين تتناطح تفقد رونقها البهي..
هات يدك في يدي..

لا شي، أجمل من الحرية.. لا شئ، هي نفس الوجود، وكنزه المحبب،.. فلنغني لها..


المحبة الزائدة..

Post: #3
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: محمد يوسف الزين
Date: 03-26-2008, 10:41 AM
Parent: #1

الله الله

يا للخيال والشاي والاسئلة الوجودية

عليك الله واصل

Post: #8
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-27-2008, 06:18 AM
Parent: #3

عزيزي، محمد يوسف الزين..

صباحك اخضر..

طبعا، كباية الشاي، تفتح ابواب التأمل، والنشوة، وطرح الاسئلة الوجودية، واخوك من يشوف قدوم البراد ينفث زفيره الحاد، وكأنه رجل مهموم بحال الوطن، اكون سعيدا، وأتخيل شكل حبيبات الشاي في البراد، وقد لعبت بها الحرارة، وجعلتها تولول، وتجري هنا وهناك داخل كرش البراد المنكود، كل هذه التضحيات، كي تذوب حيبيات الشاي في الماء، وتخلق لنا (شاي، شاعي منعنع)...


الشاي كائن نبيل، من نبلاء الارض، يوقظ الذهن، يوقظ الحس الإنساني، كي لا نخلد للأرض، ونقع أسرى العادة، واللامبالاة، ونتهرب من مصيرنا (ليه بنهرب من مصيرنا، وبصوت إبراهيم عوض، ونانسي برضو)...

للشاي حكاوي..

كان حوشنا ماهلا، وفي زاوية بعيدة نرى امي تعد الشاي ، في الحوش، وقد وضعت البنبر، وحشرت بقايا جرايد، وبدأ الدخان يرسم جنونه على الاثير، ويحلق للأعلى (كالشعر)، ونحن نصحو، ونتعثر للوصول إليها، ونبكي، لأن الشاي تأخر، وكأن (درجة الغليان)، تأتمر بأحلامنا، وليس بقانونها المحايد، البارد (لا يعجل بعجلة أحدنا)....

شاي العصرية، والفسحة، والحلة، والكباية، ورائحته، مجرد أن نغسل الايدي من الغدا، نسمع ايقاع صناعة الشاي، كبابة، وكفتيرة، وكانون (لم تخلق انابيب الغاز)، كانت الكفتيرا تجلس كالملكة على لهب الجمر، وبجوفها روح اثيري، يسمى مجاز شاي، بلون الآبري، والكبابة تلمع، ومتمرة، ومنعكس عليها شعاع الشمس الغاربة، كي تزيد الوضع سحرا أخر، ويرقص فوقها بخار درويش، يتلاعب به نسيم الصباح كأنامل سلفادور دالي...

ثم تأتي رشا الصغيرة، ولأنها صغيرة، تود ان تعمل عشرات الاشياء في وقت، أن تعلب، وأن تحمل الشاي وأشياء أخرى تعرفها هي، فتصطدم الكبابي مع بعضها، (كي تؤذن بدنو خمرها المباح ..(. كم لذيذ اصطدام الكبابي مع بعضها، كاصطدام فتى وفتاة..

لونه غريب، ويتسلل البخار بدفء للأعالي، وحين تمسك الانامل بالكباية، تحس بأسطورته، بكائن صديق، بشاعر اتخذ شكل الماء الدافي، كي يعتق سماوات المعدة والذهن..

تمر رشا على اخوتي الكبار، أو على خالي، لو كان متغدى معنا، وأخيرا تمر علي، مرور القمر بنافذة شاعر، في ليل شتوي....

كنت اقول لابن اختي، وهو توأمي في العمر، بأن (الشاي قال لي)، على وزن (حماري قال لي)، لتوفيق الحكيم، وكن نسرح ونكتب كل ما يقوله الشاي)..

كم احب الشعوب التي تمجد الشياي، كالشعوب الضاحكة، العميقة، اثيوبيا والحبشة، والبرامكة...
والآن اشجار بلدي، مليئة بملكات متوجات، استدرجتهن معاناة سافرة، كي يوزعن سحر الشاي، ونكتهه وفرادته، للحق أنهن رسل، يبعن التجلي، والذوق وشحذ الذهن، هذا الكائن الجميل، المسمى شائ...

عليك الله مش صاح يفتح الكثير من الاسئلة، المخلوق المبارك الشاي، والذي فرض نفسه، في الصبح، وفي كل البيوت... سواء سواء..

مع فائق حبي..

Post: #4
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: اشرف السر
Date: 03-26-2008, 10:46 AM
Parent: #1

Quote: ويتناهي الصراع، في الصغر، صنو العدم.. كل شئ بمقدروه ان ينقسم إلى حزئيات، حتى حدود العدم.. التناهي في الصغر، كالتناهي في الكبر.. لا حدود لهما..

عبد الغني

البوست كلو عميق وبغرق امثالنا
كدي نقراهو كم يوم كدا
عشان ما نبتسر لذة النص في ردود باهتة..

لك الكيف... وبقية المزاج و هوية أعمق

Post: #9
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-27-2008, 06:46 AM
Parent: #4

الاشرف..

كيفنك، والله، شوق بحر، ولحيظات وداعكم في البيت، لا تزال ماثلة كما هي، حانية كماهي.. وكيف اخبارك، وناس عصام وإشراقة، ان شاء الله البيت الجديد معمور بالذكر والفكر، كالقديم، بل آحلى، وأنضر.. عليك الله سلامي الشديد...

وكيف اخبارك، والجري الشديد...
أعمق المحبة...

ياخي كباية الشاي دي مش مفتاح، هي تفتح نوافذ بتعرفها هي، نوافد تطل على رؤى.. وقلاع، (عصفور على الشبابك قالي.. خبيني، أو خبيئني)، بيني وبينك، انا محتار في مشكلة (الهوية)، لليوم، عشان كدي بسك خواطري، في تداعيها، ألم يقول سيدنا فرويد، بأن التداعي يجري بك لعوالم لم تكن تعرفها، او تتذكرها، عشان الواحد يعرف اصلو وفصلو، وسيدنا علي، طرح السؤال بصورة مباشرة:
من لا يعرف من أين أتى؟..... وده سؤال كبي..
لا يعرف، إلى أين يسير..؟ وده أصعب، ومرتبط بالأول..

فمن أين؟
وإلى أين..

من الرسومات التي احبها جدا، رسومات العزيز غوغان، هذا النبي الرسام، والذي ترك ضجيج باريس، لهدوء ونقاط زير، وتغريد هاييتي، ومن اجمل لوحاته، لوحة (من نحن، ومن أين، وإلى أين)، ولم يترك علامة (؟)، على السؤال، لم يترك علامة الاستفهام تذيل سؤاله، لعلمه بصعوبة الإجابة، واستحالتها..

ونظل نبحث عن هوية، قبل الميلاد، وبعده، وهنا...

وفي الصدر قلب... بسيط، يعشق بسمة الاطفال اليهود والنصارى، والمسلمين.. لا يبالي بقيود واوهام صنعها بني آدم، وصاروا أسرى لها..


اخي وصديقي اشرف، والله مشتاق، حبي، وسلامي..

Post: #5
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: omar altom
Date: 03-26-2008, 01:54 PM
Parent: #1

تحت السقوف الوفيرة

اذكر وجهها بلا داع مؤكد؛
بائعة الشاى
القاصر
تلك التى تغلى
مياه هذا النيل
القادم من الجنة
فى نعناعها الطرى ,
وتخلط لاجلك بكفها الناحل
بعض اللبن بالسكر القومىّ .
ايه ..
يا صغيرة
تحت شمسنا الواسعة
تتصببين صبرا قليل,
انت قرنفلة هذا الشارع الاسود العطن
الملىء برجال دائمين
يلاحقون بحكمة ثوبك الجرىء
ويتذمرون بالتالى
تحت السقوف الوفيرة
من حر هذا الوطن .

نجلاءالتوم
1997

Post: #7
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 03-27-2008, 05:43 AM

جوهر الشاي، يبحث عن هويته.
مظهر الشاي يبحث عن هويته..
الأسد، عبارة عن خراف مهضومة..

من لا يعرف من إين جاء لا يعرف إلى أين يسير..
..
رشفت رشفة، طارت بي ، لهوية أعمق..
ما اعظم اللذة..والنشوى.. في حنايا الجسد، ,,,..
ما هوية اللذة الإنسانية..
_________________________________________

توارد خواطر عجيب أيها الغنى !

لا زلت أبحث عن هوية الأشياء , وعن هويتى , وهويتنا المبهمه !

الآن أسمو مع بخار الماء من كباية شايك المنعنع !

أكرمك الله يارجل .

Post: #18
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-27-2008, 05:43 PM
Parent: #7

المامون،
محبتي...

انت عارف كتب ليك رد طويل وعريض، ولكن لم اعثر عليه، يظهر مكتوب في كمبيوتر الشغل، وهو يدور عن دوريش في حلتنا، عجوز، وصبي، معا، وله سؤال يطرحه في حال سكره..

وأااااااااااااااي كر، أنا منو؟....

إنه يطرح هذا السؤال فقط، عن هويته، وقد تجاذبه السكر، بين حقيقتهاالعلوية والارضية... إنه لفي ضلال عظيم..

بشوف الرد..
عميق المحبة..

Post: #27
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-30-2008, 07:42 AM
Parent: #7

عزيزي مامون...

محبتي، ..

في حلتنا دوريش، لا يغادر المسيد، تجاوز السبعين، يلف كالمترار، في حلق الذكر، ثم يصيح صيحة كبيرة، لا يزيد عليها، و لا ينقص

واااااااااااااااي كر... أنا منو...

فقط، هذا ما يقوله، وهو يلف ويلف ويلف، وكأنه ذاب في الأفاق، فتشابه عليه، الخالق والمخلوق.. وقد طرح هوية خاصة به... كإله الحلاج، الساكن فيه، (يامنية المتمني، ادنيتيي بك عني، حتى "ظننت"، إنك أني)..

ومن" ظن" الحلاج، أرجع لهذا الدرويش، السقراطي، والذي كان مهجس بسؤال هوية خاص به، حين (يسكر)، وحين تجري وقائع الحياة العادية..

(أنا منو)... تلك الإشكالية، التي تمعنها سقراط العجوز جيدا، وفلل روحها، هي ذات المعضلة، التي تركت سارتر الاحوص، يتسكع في شوارع باريس بمهل، يتفكر في (الماهية، والوجود)، أيهما أولى، والأولى والأولى، وكيف يخلق الفرد نفسه، بنفسه، ... سابرا ماهيته، ووجوده، وذات المشكلة، طرحت على مستوى شيخنا، ابن عطاء السكندري، حين قال (نعمة الإيجاد، ثم نعمة الإمداد)... وكيف يكون طلبك اللاحق، (سببا)، في عطائه السابق... وهي لا شك، حكمة الجيلاني حين قال (لم أظهر في شئ، كظهوري في الإنسان)... فأحتفى بالإنسان، حتى، كتب ،من بعده، عبدالكريم الجيلي، كتابه الرائع (الإنسان الكامل)!!...

إذن، إلي أين، يجري نهر الزمن، وينطلق سهمه، وهو يخلق الميلاد، ثم يخلق الشباب، ثم ينحت التجاعيد، ثم يحفر القبر، ويدفن الكائن، بل الكائنات كلها، ثم يفتح رحم، لميلاد جديد... فتتغير الهوية، والسحنات، والاهتمامات،....

أنحن إله في إيهاب بشر؟، ويمكر الله، الظاهر؟ والباطن برضو..
... تدفعنا تلك الروح الإنسانية العتيقة، (الاسد: مجموعة خراف مهضومة)...

حين بدأت قصة الإنسان في الكوكب اللافي، وداير ده، حول نفسه، وحول شمسه، وحول مجرته، بدأت المسيرة من أعماق بعيدة، يخطئها التصور، والتذكر، والخيال، وكل ملكات (الإنسان المعاصر)، لا أدري الانسان القادم، (فالتطور سنة الحياة).. وملحها الجميل، وسرها الغامض..

حين جرى الدهر، بموسيقى فكر غريب، صاغ الصلصال، والطمي، وحيوات بدائية، وكائنات بحرية غريبة الاشكال، والاطوار، حتى وصل (لأدم، كلم لآدم، وآدم من تراب)،حين قلب آدم عينيه في السماء، لم تكن هناك (بقارة، وعبدلاب، أريين، وفلاتة، وحلب، ودينكا)،... كان وحيدا، فأنجب (حواء)، فهو الأم الأولى أيضا..

ولو رجع اليوم، (آدم العجوز)، أب الجميع، وأمهم، ونظر لخريطة الكوكب، وشاف (أحفاده الكرام)، الأخوة الأعداء، وقد تقسم بهم البلاد، والاديان والسحنات)، ونسوا الفطرة الأولى (العقل والقلب)... الهوية الأولى، ..

فكباية الشاي، كانت ذات مذاق واحد في حوشنا، وضيوف أمي (حليمة الفلاتية، وعشة الجعلية، ونعمات الشايقية،)، هههي، كم محايدة هذه الكباية.... وبرضو النسيم، يدغدغ الجميع، بحياد تام...

كم عجيبة هي الطبيعة، في قانونها المحايد... كأنه يدعونا للتشبه به، في دقته، وصبره، وصمته، واتقانه .. كأنه رسام مستغرق في لوحته...

نعود، للسيرة الشخصية، والعلاقات، وعلى أي اسس تقوم، على المستوى الشخصي، أغلب صداقاتي ا لواعية، يعني من الثانوي العالي، وانت طالع كانت تقوم على الهم أو الاهتمام المشترك، يعني البحب الطيب صالح، والبحب يوسف ادريس، والبحب إبراهيم اسحق، والبحب أبو أمنة حامد، والبحب تشيكوف، وغيرهم دي صديقي، واخوي، وبالفعل قامت كل الصداقات، على هذا المنوال، على هذا (القبيلة)، بوشائج النقاش، والاهتمام، وطرب الوجدان، ...

وعندي صديق اسمو نعيم جون عبدالمسيح، كان يحب حاجات بحبها، ... وهو مسيح، زي ما ظاهر من الاسم، وكنا نتجول معا في الكنائيس، والاضرحة، وهلال مريخ، وعثمان حسين...

طيب، مالو، الحاصل شنو، نرتد لفكر قديم، سوف تلفظه الحياة، بخطاها الحثيثة، نحو غايتها، التطور، التطور..

للحديث بقية؟

Post: #10
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-27-2008, 07:03 AM

عزيزي، عمر التوم

صباحك باهي..

ولقصيدة نجلاء المحبة،

Quote: تلك التى تغلى
مياه هذا النيل
القادم من الجنة
فى نعناعها الطرى ,
وتخلط لاجلك بكفها الناحل
بعض اللبن بالسكر القومىّ .
ايه ..
يا صغيرة
تحت شمسنا الواسعة
تتصببين صبرا قليل,
انت قرنفلة هذا الشارع الاسود العطن



عميق محبتي...

Post: #11
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-27-2008, 07:44 AM
Parent: #10

رسالة قديمة،
لصديقي كمال على الزين، تمس ذات الموضوع، من بعيد، أو قريب


Quote: عزيزي كمال..

العالم آسن، لا شك، فلم كرتون، تقسيم الثروة مضحك، وتقسم السلطة أضحك منه، والرأي العام، بسلطته المخفية، يقتل ويبيد ويشوه الفطرة السوية، (كل المساجين، والمرضى النفسيين، نتاج تربية، ومناخ ووضع اقتصادي وروحي فاسد، ومضر، ومؤذي)، هل يجنى من الشوك العنب؟ ، حتى المناخ، كشر عن انيابه، على قاعدة الموت مع الجماعة عيد، (دكتاتورية الأغلبية)، فأرسل الرياح الصرصر، والفيضانات، والطبيعة (فمن شابه أباه ما ظلم)، ، اسفرت عن وجه جديد، أنها تحاكي الساسة، فهاهي تفيض، وتجوض وتزلزل، وتمطر، كي تشارك في (كعكة الإرهاب والفساد..والكباب!!)... عالم مضحك، مسرحية واقعية، تجاوزت عبث دون كيشوت، وسارتر، وبيكيت..
عالم لا يستحق سوى الرثاء، والتهكم، والشفقة..

الواحد يطلع كرسي، ويتفرج على مسرحية يومية، طولها 24 ساعة، وتجري على مسرح كبير، هو الارض، وأبطالها الجميع، والخونة حزمة صغيرة، والمظاليم هم الجميع، حتى الخونة هم مظاليم، وقعوا في متاهة النفس السفلى، (الجوع، حذاء بمليون للفنانة ......، اغنية فديوكليب لنانسي عجرم تكلف 100 ألف دولار، ملاييين تموت بفقر الدم، سخف،، سخف، لاعب كرة بملايين، وفتاة من دارفور تجلب الماء على بعد عشرة كيلو متر، إحراق كتاب قصصي في الصين، وأسرة من سبعة أطفال في حواشي الخرطوم تعيش تحت شجرة، وقناة الجزيزة تستضيف (مفكرين استراتجيين، لا يرون أبعد من أنوفهم)، طوبى للعميان، ألم يقل المسيح (قادة عميان يقودون شعب أعمى)، فماذا ينتظرهم غير الحفر والمطبات)... العقول صدئت، ومغرضة، ومتعصبة، تفكر بجينات قرون اوسطية، وطاق الاناء بالماء، التفاسير قديمة، واسطورية، وتستغل من خلال نفوس مريضة، أو خائفة، أو طامعة..
عادت الغابة، والهجمية، والفساد، كعادت
فمتى العقول الحرة، التي لا تهرج، متى يهتز القلب الإنساني كله، لفطرته المنسية، منذ ملايين السنوات... متى؟ ويعود السؤال القديم، القوي، الثري (من لا يعرف من أين أتى، لا يعرف إلي أين يسير!!!)....
هل نرجع بالعقل، أم النقل، أم بمعطيات الحواس، أم بالتجريب، أم بالحلم والحدس، أم بالجميع.. بالذاكرة، أم بالخيال.. (كل يدعى وصل بليلى، وليلى لا تقر لهم ذلك)...

الجاذبية الارضية، والمرض، فساد الخيال، وقيود الطبيعة، ومناهج الدراسة، والشح، تضافرت على الكائن الإنساني، أعزل، يبازر ويحارب، كدون كيشوت، في طواحين الهواء، أصابه الهذيان، من ثقل ما رأى، وما شاف، وما أحس..

عالم لا يستحق سوى الرثاء.. سوى السخرية، سوى التهكم..كيف نعالج الشرخ، في الذات الإنسانية، وفي واقع ماثل، ثقيل، صارت الكتابة هروب، وأحيانا طريق لسبر الذات، وأحيانا معول، وسلاح لمواجهة موتى، موتى، في سبات عميق، متى نصحو؟ لست أدري، حتى الرعد لا يزعج أهل الكهف، في كهف الانانية، والضلال، والتقزز....

عالم مضحك..
أسير...
مقيد..
مكبل.. وآسن..

ولكن...
تظل هناك بذرة، كامنة، كعباد الشمس، ستصحو، حين تشرق شمس الفكر، شمس العدالة الكونية، فالعقل القديم، يتراءى للعقول الكبيرى، وستشعل القبس، وتضئ المعتم من خبايا الإنسان، خبايا الإطلاق، خبايا المعجزة الماثلة، ستصحو الحواس كلها، وستصفوا، وستعربد في ملكوت الجمال، والبهاء والألق.
شمس المحبة، والصفاء والتجرد....
(مجتمع جديد أو الكارثة)، كما يقول زكي نجيب محمود، أو هذا أو الطوفان (نبوءة محمود الكبرى)، أو مقولة المتهكم الشاعر الكبير (أعن هذا يسار إلى الطعان)، ولكنهم لم يروا (هذا)، فمالوا إلى الطعان..
عزيزي كمال...
كيفك...
قلنا فلتذكر الطفولة، تلك الومضة التي اشتعلت في الجسد، تلك الفرحة التي وئدت بفعل الزمن، تلك الحيرة المباركة في تحسس الاشياء والاعجاب بها وتذوقها، تلك الحماسة الفطرية للحياة، للجمال، للكون... ولكن ضلت الطفولة طريقها، ماتت بسوء الظن، وسوء التربية، وسوء تنظيم المجتمع..
منهاج المدارس مضللة، منهاج الفكر مضللة...

حجب أنوار، وحجب ظلمات.. وطائر الهدد (يتجاوز الحواس، والغرائز)، نحو شمسه الكبرى، كم ارهق فريد الدين العطار نفسه، وحلق مع طيوره، حواسه، تطلعاته...كي يصل إلى (النبع في داخلي، ينبع مني)...

يخلق الله الليل، ونخلق الفانوس، صدى لأغنية قديمة، كم يقول الشيرازي.. ألم يقول (يونج)، بأن في الطفولة (قبس مقدس)، علينا ان نحافظ عليه حتى النهاية، قبس للذات الانسانية، كي لا نسس (قبس الطفولة، وتطلعها نحو الإطلاق، نحو حقيقتها)...

محبتي... وتقديري
...

2006

Post: #12
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: تماضر الخنساء حمزه
Date: 03-27-2008, 07:52 AM
Parent: #1

صباحاتك خير عبد الغني..
لو تعرف بحب أقراك كيف؟
انتبهت لكتاباتك في مساحة أخرى..عندما فجعت بوفاة والدي..
فكانت رسالتك ..عميقة..تعيد له الحياة ألف مرّة داخلي..
تشدني (منطقتك) لــ اللا منطق


Quote: جوهر الشاي، يبحث عن هويته.
مظهر الشاي يبحث عن هويته..
الأسد، عبارة عن خراف مهضومة..

من لا يعرف من إين جاء لا يعرف إلى أين يسير..
..
رشفت رشفة، طارت بي ، لهوية أعمق..
ما اعظم اللذة..والنشوى.. في حنايا الجسد، ,,,..
ما هوية اللذة الإنسانية..


هذه الكتابات التي تترك حيّزا كبيرا لتفكير القارئ واشراكه في حوارك ..ثرّة..عبد الغني..

فماذا ان انصهر الجميع..واحتفظ كل بهويته؟

Post: #13
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 03-27-2008, 08:53 AM
Parent: #12

الله الله الله ،،،،،
عبدالغني كرم الله بشير
عبدالغني أكرمنا بكباية شاي صباحية وبشرنا بأن العبودية كيف يعتلي الرأس فكرا وفطرة لا عليك أخي فالهوية من الهوية وهي عميق الغوص بداخل أكياس من التبق المحروق شية الشاي وعوده الأخضر المحترق يفصل بين الهوية واللاهوية حتي حين التحقق من عدم الإلتباس يبقي تناولنا لها بدون
عنوان مرات ليبتون ومرات أبوغزالتين ومرات الشاي الفلت أبوصندوق خشب خفيف وهو قديما من أعتق أنواع الشاي الهندي في التمثيل بنا وبالرأس التي يحمل الفكرة هي منقد به نفس الشجرة التي حملت أوراق الشاي ومن جذوعها نحصلت علي فحم سر الحريق أحرقتنا بكباية لا تخلوا من فلسفة بلاغية بالغة التعقيد لك مودتي ومن ذمن بفتش ليك في سحاب موية شاي تباخرية والآن وجدت ضالتي مع أنو الشاي ليس بكيفي واصل إبداع ونحن هنا نلس مع والدة فوق بنبر دبارته معقودة فوق أتنين متعاطي وشارب وفي الحالتين السٌكر حاصل.

،،،،أبوقصى،،،،

Post: #22
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-28-2008, 07:50 PM
Parent: #13

عزيزي، استاذ مجدي وأخي...

مساء النور...

أعمق الشكر، لقبول الدعوة لتناول الشاي، والحديث حول الهوية، وأصلها، وفصلها، ونقمتها، ونعمتها، معا...

ومجلس الشاي، مجلس إنساني، تجتمع فيه الاسرة، والجيران،والاحباب، في تلاقح جميل، وهي ونسة تقوم على المحبة، وللمحبة اسرار، تجعل الحوار، وديعا، وديا، بلا غرض، أو مصلحة، سوى الحقيقة، رغم غموضها..

لك محبتي.. واحترامي

Post: #48
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: salah awad allah
Date: 07-01-2008, 11:09 AM
Parent: #22

الرائع دوما ود كرم الله
لماذا تذكرت جلستنا ومعى قرشى الطيب ومطر وكنت حينها حاضر بيننا
كما كنت دوما رائع
محبتى

Post: #15
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-27-2008, 10:09 AM
Parent: #12

التماضر، كيفنك..

قلناكباية الشاي،
قد تفتح عليكم، فكرة (الهوية)،
كشأن ذاتي....
فشكري لك.. فإن حركت هذه السؤال، وهذه المعضلة، فطوبى لكباية الشاي..!!..

Quote: فماذا ان انصهر الجميع..
واحتفظ كل بهويته؟



فعميق محبتي..

Post: #14
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 03-27-2008, 09:06 AM
Parent: #1

الشقيق عبدالغني
الشاي المصنوع من نُقّاع الزير هو الأفضل كما قلت لك ..
وهذا النُقّاع لهو تاريخ وجدل في الهوية هو الاخر
تتنازع عيون ماء السماء وينابيع الأرض
وبحيرات فيكتوريا وتانا حول إنتمائه
ويتنازع الأزرق والأبيض وبحر الجبل والأتبراوي حول معبره
وتقول البقار والجمال أنه منها حينما تبولت في النهر
الهيدروجين يتمسك بالأكثرية بينما الأكسجين يتمسك بالسببية
البنات غرفنه من النهر ، والمطر أنزله من السماء ، والطين أحتواه في الفخار ، والجردل أحتضنه من مسام التراب ...
لكنهم لو أدركوا أن الكربون يوحدهم لأناخوا العيس وتركوا الجدال
لاشي سوى الكربون يوحدنا فلنحرص على كربون الوطن

Post: #17
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: محمد الطيب حسن
Date: 03-27-2008, 11:07 AM
Parent: #14



شفاك الله من داء الجمال المزمن اخي عبدالغني

Post: #24
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-28-2008, 08:50 PM
Parent: #14

عزيزي صديق..

كيفنك...

سؤال الهوية...

دوما الاسئلة، تشق غبارها، وتحطم المسلمات، كان جدنا العجوز سقراط، يخلل المسلمات، المسلمات اليومية، الني نلوكها، ونتعامل معها، عن (الجمال.. الأخلاق... الله)، كان يسخر من تصورنا لها، ون جرينا وراء (أوهام)، وحروب (رؤى).... وعن (وعي)، بعيد عن الواقع... وكأننا منومين مغنطيسيا، أو كأنو (حمار نو سايقنا)...


للحق، فتحت شهية النص، للتساؤول اكثر، عن نقاع الزير، وأصله،وفصله.

لك المحبة... وحبي لاسترسالك الجميل... وبارك الله في كباية الشاي، وفتح الشهية... للجدل المبارك..

Post: #16
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 03-27-2008, 10:34 AM
Parent: #1

صاحبي عبد الغني كرم الله
الله الله ... كأنني أشربه شاياً أخضراً يشدني لتفاصيل حكايا قديمة وبعض دردشات على تخوم الخرطوم المدينة المتريفة "بفعل" ...
ومرة أخرى منذ "أجمل سباق" مع "كيس النايلون"، وفكرة السيرة والسريرة بين يدي "كلبة فاطمة" تتابع صور البحث الحصري لتفاصيل ما حدث ...

سر كتابات القاص عبد الغني كرم الله يتمظهر من خلال تلك الصور التي نحسبها عادية فتصبح ضمن المعروف بالضرورة الذي نحيله بلا وعي إلى عالم النسيان فلا نلقي له بالاً إلا حينما ينبهنا له شخص يمتلك مقدرات كتابة كالتي يمتلكها العزيز غني.
كأنها أسرار تفتح لأول مرة ... يحيلك بها كرم الله إلى تفكر عجيب في كل شئ ويعيدك إلى ذاتك، فكل شئ لا ينفصل عن ذاتك، فأنت ضمن نسيج وحدة وإن تفاوتت الأدوار وتفاوتت التراكيب، المنبع واحد، وجدال الوجود يفعل فعله، كما قلت من المتناهي في الصغر إلى المتناهي في الكبر بالمساحات المفتوحة هناك نحو فضاءات أكثر رحابه، وأفكار أكثر تهذباً، و(من لا يعرف من إين جاء لا يعرف إلى أين يسير) ...

استمتعت كثيراً ...
وكثيراً ما استمتع بكتاباتك ...
(كباية شاي "صراع الهوية") أقصوصة خلف صورتها تتزاحم أفكار ورؤى، تحتاج إلى قراءة متأنية ...

حتماً أعود ...

ـــــــــ
لها

لعلك تذكرين
(مريم) بائعة الشاي
تلك التي كتبنا
على شاطئ "شايها"
قصة حب غير منجز الحوافي

......

احتراماتي

Post: #19
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: محمد عبدالغنى سابل
Date: 03-27-2008, 06:02 PM
Parent: #16

أبى...أحيانا
عبدالغنى كرم الله

وذلك لجميل جدا
ولكن الوقت لم يرحمنا
اليوم
هو الخميس
!!!!!!!!

وعند الخميس
( الكبابي ابتسمت له، ألتمعت خجلاً.. )

وحتما سيتصل الالفه
هنا


مع انيق ودى
سابل

Post: #20
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: محاسن زين العابدين
Date: 03-28-2008, 06:53 AM
Parent: #19

تحلق بنا بعيدا أخي كرم الله .....

نفثك جميل كجمال الروح عندك

وسعة الخيال والتحسس

ويالروعة الصورة

والربط

وهذا المزج بين

العاطفي والعقلاني
الصورة والاصل
الخيالي والواقعي

والذي حلق بنا في سر أشياء كثيرة من بينها ما قصدته الهوية ....

واعمقها سر الحياة نفسه

تحليقك قادني إلى الصياح

وجدتها

وجدتها

وجدتها

إنها امنا الأرض

فهي الاصل .....

الذي حوي الجذور وحفظ البذرة على مر السنين

وعمل على بقاءها وتجديدها

والناتج (البخار- الرائحة /الروح )

التي تهوم في الفضاء الواسع

والمجهول

لتكتمل الدائرة ويبدا الدوران


ولنرجع إلى الاصل .... طالما هي الارض (الطين)...

منهاأتينا باختلاف سحناتنا وأشكالنا ....

وعلى خيراتها تغذينا

وإليها نرجع حاملين اختلافنا وخلافاتنا

من أين اتي هذا الإحساس العميق بالملكية وحجر حق اختيار الآخريين للعيش في أرض الله الواسعة وبمزاجهم

تخريمة :
جاء أبني وضاح وعمره 7 سنوات وهو منقهر من العنف اللفظي الذي طاله من زميله اللبناني في الفصل
والذي ظل يعايره بانه مصنوع من طين بينما هم مصنوعين من الكريستال "على حد تفسير والده له) .....




Post: #21
Title: يغلي الشاي..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-28-2008, 07:01 PM
Parent: #20



يغلي الشاي، تصطرح بداخله الماء والشاي والسكر، ينفث البراد من فمه زفير حار، بخار يرقص مذبوحا من الألم، زفير حارق، لرجل يفكر في مصير بلده،

صراع هوية حارق ببطن البراد، نار التفاعل، ألا يتم التفاعل إلا في نار الحوار، ونور (الحوار)، ألا يكفي... عقلك في رأسك تعرف خلاصك... حرب (رؤى)، كل يدعى وصل بليلى... ياااااه، وجدت مسودة في زيارتي للامضبان، عن مجذوب اسمه (خاطر)، قيل بأنه ذكي، وفاهم، يؤول القرآن بأسلوب غريق، وساحر... قال في مسودته (قد أكذب في وجود مسودة أصلا، أهذيان هذا).. قال في المسودة، والمكتوبة بخط ثلث جميل، وبعنوان (الله... في مخيلة بلدي)...

بإن الإله، لا يفهم، ولا يتصور، هكذا قال (كل ما خطر ببالك، فالله خلاف ذلك)، ومع هذا فشحناء التنافر الديني، وبغضاء الفهم (المغرور)، تهدد براد الشاي الكبير.. بلدي المحبوب صباح الخير...

السكر ابيض..
الماء.. بلا لون، أو..
الشاي اسود..

وهذا الايقاع يخلق مذاق فريد....

سنعود للمسودة، إن كان في (الإلهام)، قوت..


هذه الايام، اقوم بزيارة (لناس من كافا)، حاجة كتلوم، وود كباشي... شدتني هذه المدينة الواقعية، خيالات ابراهيم اسحق قوية، وذات سطوة، أكثر من الواقع، من يعرف الواقع (كما هو)، كلنا نحمل تصورات عن (الواقع)، نحملها في الذاكرة، وفي الخيال، وفي الوعي، ويظل الواقع غامض، ونردد حديث النبي (اللهم أرني الاشياء كما هي)....

إشكالية الفيل، (كم يعرف نفسه)، والعميانين...
أحدهم قال: حين لمس خرطوم الفيل:
إنه خرطوش..
وأخر... إنه.. راكوبة (حين لمس رجله..
وأخر... قال بأنه... مرق.. حين لم نابه..

والفيل المسكين، ينظر (لهويته، العمياء)...

ما أتعس الفيل... وما اغرر (العميان)...
غيري أعمى، مهما أصغى.. لن يبصرني (هكذا قال الفيل)... هو يحفظ قصائد الفيتوري كلها، حين كان يدعو للافريقية، ومحاولات تفهمه للعروبة... وحسه الإنساني، الفيل حيوان ذكي...

كم احس بإيليا ابوماضي، وهو يخاطب وطنه (حدق أتعرف من أنا)...كم احس بماساته، وقد نسيه الوطن.. أتذكر فتى غرير ارعنا... جذلان يمرح في حقولك مدندنا..

في مقاعد القداس الأخير، جلست، مردد أقوال المسيح، (ما أجمل الأنجيل)،... شمالي جنوبية يافعة، رقيقة الملامح، وقلبي ملئ بسورة الكرسي... وسع كرسية السموات والأرض.. حتى هذه الجنوبية الحريرية، حين سلمت عليها، أحسست برقة في يدي، عصفور تململ في يدي، يد تسمد جراح وطن... وفي الكنيسة، دخل على مصطفى سعيد، (لم يموت حين قال النجدة النجدة)... كان يبحث عن هويته الطائعة، همس لي (الحرية لنا ولسوانا)...

البراد يغلي، ... وسيولد شاي برمكي عجيب.. يدفق في الذهن، رؤى، وكلام، وحكي...

مساء الجمعة 28/3/2008

Post: #23
Title: Re: يغلي الشاي..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-28-2008, 08:02 PM
Parent: #21

محمد الطيب اخوي..

ياريت اصاب بمرض الجمال، ولا أرى سوى الندى فوقها اكليلا... وياريت يشفى القلب من امراض التعصب، والرعونة، والغرور، والعجلة، والطشاش.. ياريت..

وياريت، يشفى العقل من رواسب الماضي، وعبء الوراثة... ياريت..

كيفنك.. والله شوق بحر، وياخي ما نعمل ونسة في سوق واقف، قبل الصيف ما يجي، والله سمح سماحة مبالغة، اخوك مشى قبل يومين، ولم اجد لي رفيقي، سوى مراقبة الناس، وبيني وبين بحب مراقبة الناس... هواية.. البشر جميلين، واطفال، ولهم تعابير عفوية، او مصطنعة جميل خلاص..


سلامي للسرب معك..
والمحبة الزايدة..

Post: #25
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-30-2008, 05:21 AM
Parent: #20


الاستاذة العزيزة محاسن زين العابدين..

صباح بشوش، ونقي، وحاني..

أطربني نشيدك... وحلق بي بعيدا....

للحق... بذرة الإنسان فينا هي الأصل، والفصل..
والأرض ام رؤوم وحنون... ذكية، ومتواضعة، ولها نكهة محببة دعاش.. وطمي، وتعمل بصمت فنان، لولادة زهرة، وجبل، وإنسان، وفراشة..


Quote: إنها امنا الأرض

فهي الاصل .....

الذي حوي الجذور وحفظ البذرة على مر السنين

وعمل على بقاءها وتجديدها

والناتج (البخار- الرائحة /الروح )

التي تهوم في الفضاء الواسع

والمجهول

لتكتمل الدائرة ويبدا الدوران


ولنرجع إلى الاصل .... طالما هي الارض (الطين)...

منهاأتينا باختلاف سحناتنا وأشكالنا ....

وعلى خيراتها تغذينا

وإليها نرجع حاملين اختلافنا وخلافاتنا

من أين اتي هذا الإحساس العميق بالملكية وحجر حق اختيار الآخريين للعيش في أرض الله الواسعة وبمزاجهم



عميق شكري، لهذا التحسس الجميل، لمعاناة الأخوة الأعداء/الأصدقاء...

وبمناسبة وضاح... حفظه الله،ورعاه، وجعله قرة عين لكم، ولنا، وللكوكب..
فما اكثر امثاله، ومعاناته.. هنا.. من امثال هؤلاء الكريستاليين...

ويظل القلب السليم، والعقل الصاف، هم الهوية، الحقيقية، لبني آدم.. ذو الاصلي الطيني، المبارك..

عمق محبتي واحترامي الكبير..

Post: #29
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-30-2008, 09:39 AM
Parent: #19

أبني العزيز، وأخي محمد عبدالغني.. سابل..


كم سعدت بأبيك، وانت عارف ابوي، لم يترك العبيد لله، وإلا سماهم، اخوتي اسمائهم كالآتي: من الأكبر للأصغر: عبدالعزيز، عبدالواحد، عبدالعظيم، وأخوك..


طبعا انطلاقا من خير الاسماء ما عبد، وحمد... وبارك الله في عم سابل، حين سمى ابنه، ..

قلنا ياعزيزي سابل، نقلب الرأس في كباية شاي صباحية... والله اخوك بحب الشاي شديد،

أعمق المحبة.. وأتمنى لك قضاء امسية خميس، وكل خميس في سعد وطرب وصحة وراحة بال..


اخوك
عبدالغني كرم الله

Post: #28
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-30-2008, 09:16 AM
Parent: #16



اخوي عبدالله، كيفنك ...
ياخي... والله مشتاق... صوتك، سمتك، تعطر الذاكرة...

أنت عارف، عندنا جارتنا فلاتية، دوما تقسم (بالنبي)، بصورة تحس معها بأن النبي حي، منور، قلبها والوجود، وجارة بقارية، يشربن الشاي والقهوة مع أمي... في طرب كامل، ... والسيدة القهوة، لا تنسى طعمها، كل يوم تحفظ طمعها، وتأتي به للطوة، والفندق.. ويد الحديد، ... وحتى الفناجين، السعيدة، بإيواء كائن أسود، أسطوري..

وفي لسان أمي، وجارتها العظام، يكون طعم القهوة كما هو... واحد...
الطبيعة ذكية، ومتواضعة، وتعمل بصمت، كي تستغرق في عزفها، لا تتلفت حين ترسم، تتخيل، في البدء، ثم تسوق الواقع لخيالها... تسوقه برفق، فلا تحس بأن الظل طال، ولا تحس بأن الأرض تتحرك، بل تسبح، بل تحلق، تحب الرفق، والبطء اللذيذ... لا تعجل بعجلة أحدنا... ماهلة، حنونه، خلقت أدم، ومنه انجبت حواء... فأدم أمنا الأولى، وأبونا، طبعا... وحين كان، لم يكن هناك، بقارة، وعبدلاب، وشايقية، ويهود، وماركسيي، وبوذيين.. ليته يعود، ويلقي نظره على (أحفاده)، كي يعجب من (الأخوة الأعداء)...
لا أمس، من عمر الزمان، ولا غد، هكذا النشوة الأصيلة، تنسيك الماض، وعبء تمثله، وتنسيك الغد، وسوء الظن به.. جمع الزمان، فكان يوم لقاك، هكذا تغرق العقول والقلوب، في تمثل غموض الوجود الأبدي..
أي هوية، لي، وهناك بيوضة، وحيوان منوي، التصقا في رحم امي، بعماء تمام، وشق حبل سري، بصمت تام، ليكون ذات، تحس وتشعر، وتطرب، وتحزن،... فمن عزف هذه الهوية الداخلية، وفي عتمة رحم مظلم... أيه فانوس أوقدت تلك العين الغريبة الأطوار، كي تنسج لوحة حية، هي البشر الماثلين..

بارك الله في الموسيقى، فقد تخلصت من اللغة، فصارت تعرض جسدها الاهيف، لكل الشعوب، ولا مترجم، أو معارض، أو جاهل، وأغلب الاحاسيس الكبيرة، لا تحتاج إلى لغة (البسمة، الدموع، الموت، الشبق، الإثارة الجنسية)، انها لغة الكون... وطربه الاصيل... والعقول الكبيرة، والقلوب الاكبر.... ترى الكون بصورة واحدة، حين ينطبق ا لوعي، والموضوع، وهيهات..

حبيبي، عبدالله، كيفنك، والله اخوك الايام دي غارق في نص، اسمو ظلي... ياخي الظل غريب، يتابعك زي رجل الامن، لكن رجل امن اطرش واعمى، ويجري امامك، ويجري خلفك، ويطول ويطول، ويتركك قزم، ثم يصغر حتى يتلاشي، ثم يتسلق الحوائط، وينثني، انه رخو، ثم يمط أنفك لأمتار وأمتار، ثم يقع من الطابق العاشر، ولا نزيف، ولا يحزنون،...

عميق محبتي، وسلاما جاك..

Post: #26
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: Baha Elhadi
Date: 03-30-2008, 05:41 AM
Parent: #1

الأخ : كرم الله :
لعل من الصدف الغريبة أني استلمت ( اذن الدخول ) اليوم.
هذه أول مداخلة لي :
ما لفت نظري الحدس السردي العالي الملم بدقيق التفاصيل وزهوها عندك ( كيف يتأتي لكاتب أن يكتب عما لا نعيره انتباه) ( نقاط الزير + كباية شاي ) ؟؟؟؟
يذكرني هذا بسرد عبدالرحمن منيف في رائعته( حين عبرنا الجسر ) : عمل مكرس ( لرودان) وبدأت القراءة بفهم أن رودان شخص حميم وعند منتصف الحكي أفاجأ بأن رودان ( كلب ) أي والله ( كلب ) فعدت أدراجي للقراءة من البدء بطعم جديد .
أو في رائعته ( قصة حب مجوسية ) محورها ( فتاة شاهدها من نافذة قطار متحرك ) قدرة عالية على السرد والحكي الممرع المباغت لتفاصيل نغيب عنها وهى حاضرة شفيفة أمام النظر والعيان.
أخي :
كم أحب سردك ووصفك المدهش .
واصل وها أنا متمجلس للانصات بقلب وبصيرة لك .
بهاء

Post: #30
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 03-31-2008, 05:53 AM
Parent: #26


البهاء..

الصديق القديم، الجديد..

والله سعداء بك، وبحرفك المميز، الباهر، الولود.. بكل توريه، وإشارة..

يامرحبا..
وسعدت بتلك المكالمة، النبيلة، في صباحات الدوحة، وظهيرية طوكيو، في ذات الوقت.. فلك، ولمنوت، ولاخوة معك، اعمق المحبة، واعظم السلام، ..... وإشارتك، للهايكو.. تلك الومضات القلبية، الذهنية، في كشف حقيقة النبات، والارض، والبيئة. يااااااااااااه.. وفي انتظار (القوت)... لهؤلاء الشعراء العظام، والنساك العظام، والمتدبرين العظام، معا..



كباية الشاي.. تلمع خجلا من ضوء تسلل بالشباك، ويتراقص البخار فوقها كخيوط من غيم، يلتف، ويتلوى، من لذة عشق، أو نار فراق، وشكل الآبري، يحنن داخل الكباية، ... وقد سكنت بعض حبيبات الشاي من اللف كدروايش، واستقرت في القاع..
أما السكر الأبيض،
فقد اختفى، ذاب.. ومن ذاق عرف، كما يقول شيخنا الاكبر، ابن العربي..

وتهيأت العروس للخلوة الملكية..

في البيت يا بهاء، البيت القديم، المطبخ، او قول التكل بعيد، في الطرف الشمالي الغربي للبيت، وهناك فسحة كبيرة، وحين تجلب رشا اصغيرة الشاي تراهامن بعيد تحاول الاتزان، فتسمع اصطدام الكبابي، ورياله بعضها، والاذن تعشق، قبل العين احيانا..

شكل الكا نون، فتحاته المثلثة، الهبود، شكل الجمر، بريقه، احتواء الرماد له، (ألهذا عبد المجوس النار)،.. كائن غريب، نور ونار، لا تقبض، كالوهم، وتتسامى للأعلى، كساق شجرة، من لهب..

سطح الكانون، تلك الاسلاك التي تنسج كأنها عنقريب... مربعات صغيرة، تحمل الفحم، وتسقط الرماد.. وتترك الهواء يتسلل من الفتحات السفلى، كي تعيش النار، حتى النار تحتاج لاكسجين، إنها كائن حي، نار العشق، ونار الفراق، ونار جهنهم، هل من مزيد، هكذا تقول، إنها عاقلة أذن..

صديقي يحلو التداعي، وكل هذا، نتاج مكالمتك، لأني أحس بك الأن أكثر، والأكثر، وللعلم، صوتك يشبه صديق عزيز لي، اسمه حاتم، فنان تشكيلي، وكاتب، ومهتمم بالشأن الوطنين أنى كان..

السلام لكل اخ معك..

صباح الاثنين 31/3/2008

Post: #31
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: Baha Elhadi
Date: 03-31-2008, 08:09 AM
Parent: #30

صديقي عبد الغني :


أعجبني قولك هنا :

(حتى النار تحتاج لاكسجين، إنها كائن حي، نار العشق، ونار الفراق، ونار جهنهم، هل من مزيد، هكذا تقول، إنها عاقلة أذن..)

والمطر فينا ينهمر دوما مطر للخارج ( دموع) ومطر للداخل ( بكاء للنفس بينها وبينها )

صديقي :
تداعى كما يحلو لك وسأظل أرقبك
وأرقب هذا التداعى الحلو الشبق .....
الممتليء امتلاء الرحم بحياة الجنين واشرئبابه للحياة القادمة .

عبد الغني :
تناسيت قصة المطر
أنا أعشقه أذوب فيه
خاصة المطر منتصف النهار أو قبيل العصر ألا عشقا قليلا
تماهى في شايك
تلبس حالات زيرك و( نقاطه)
وفي كل أحوال عشقك
لك ود مقيم
ومحبة صادقة
سأرسل لك الهايكو قريبا فترقبه
كن بخير

Post: #32
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: محمد الطيب حسن
Date: 03-31-2008, 04:29 PM
Parent: #31




فوق الي الاعالي فالسطح في اشد الحاجه للجمال والصفاء

Post: #34
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 04-02-2008, 09:09 AM
Parent: #32

محمد اخوي، ود الطيب..

الشكر ليك، لحسن الظن بأخيك، وياريت، نكون قدر المقام، والله ياريت..

وانت، بروحك المتألقة، منذ اول يوم التقينا فيه، في عرس منو ياربي، قايتو في فندق قراند، ياربي عرس اخو معتصم الطاهر، اتصور كدة؟ أو عرس بكور، وانت تسكن الاحشاء، صديق وفي، وبسمة صادقة، بشوشة، تحلق بمن يراها، أو يصغي لروحها الدافقة..


واعمق محبتي، واحترامي

Post: #33
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 04-02-2008, 06:18 AM
Parent: #31

العزيز، بهاء..

من ينسى المطر!!!.....

Quote: منظر ولادة المطرة، إرهاصات الطلق، وتجمع السحب، وارتباك الاغنام، والماعز، وتلبد السحب، وخاصة لو كانت المطرة نهارية. ... ياااااااااااه، وكمان رؤية المطرة نازلة في مناطق قريبة، وشكل الدهش الإلهي، والروائح التي تضفر هذه اللوحة، وشكل السحب، بين بيضاء ورمادية، وسوداء، وقد تهيأت الأرض لهذا الحمام الإلهي، واختفت الشمس خلف غلالة من الغيم المبارك، وصارت الضوء خافت، يبوح بأسرار وألق، ويخاطب المنظر (الناظر)، كما يقول النفري..بما لايقال....

ثم المطرة، وهي تبدأ العزف، وتكون حبيبات طين صغيرة مع كل قطرة، في الحوش، هنا وهناك، ثم ترش البيت، وتعبق رائحة الطين، كلنا حوامل، كلنا أطفال نأكل حلوى الأرض، أليست الارض مشتهاه من قبل الحوامل والاطفال، ثم تكون البرك، ونخرج بطفولتنا، وتلتصق القمصان البسيطة بالجلد، ويشق البرق، بسيفه الذهبي السحب، ..


ياااااااااااااه، يابهاء، طفت لسطح الذاكرة، ذاكرة المطر، وهيهات، هيهات للحروف سبرها، ووصفها.. ولنا عودة بإذنه تعالى، والله حاليا بشم في الدعاش، والاغنام الهاربة، ورائحة صوفها المخلوط بالمطر، والشعفوفة، وارتباك الشبابيك، وصوت المطرة في السقوف، وفي البراميل في الحوش، والغميم الذي يظلل القرية، وصيحات الناس، (يا ولد خش، امسكي الشافعة دي، يا ولد اطلع صلح السبلوقة، وكب ليك جردل تراب في القد)......


المطرة دايره ليها قعدة طويلة، للحق، اللحيظات الأولى، غريبة ومدهشة..

أسعدك الله يابهاء، حيث كنت، وخصب عقلك بمتع الحس والشعور العميق... وبهاء الحواس، السبع، وليس الخمس..


مع فائق حبي.. وصباح رباح..

Post: #35
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: tayseer alnworani
Date: 06-27-2008, 02:09 PM
Parent: #33

العزيز ود كرم الله
منذ ان اتاحت لى الظروف معرفتك تدهشنى خاصية السردو الحكى الجميل العندك .
لا كلام سوى ان تدوم بخير و عافية

Post: #38
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 06-30-2008, 05:29 AM
Parent: #35


العزيزة الإنسانة، استاذة تيسير النوراني..

أعمق الاحترام والشوق والمحبة..

كيفنكم، تمنيت الرؤية في الإجازة، ولكن أقام العباد فيما أراد، وكيف آل بولاد، محبتي وشوقي العظيم،
يمر طيف الذكرى كسرب من عصافير مغردة في الحنايا،...

ناوي العيد في الوطن، في رمضان، وان شاء الله نلتقي مع سربكم الجميل..فشوقي لا يحد...



عميق الامتنان..
اخوك ابدا
عبدالغني

Post: #36
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عماد الشبلي
Date: 06-27-2008, 05:28 PM
Parent: #1

عبد الغني .
صاحبك عبد الحميد.
سافر اليوم للسودان.
يكون هسه بيشرب .شاي المغرب مع الحاجه...

Post: #37
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 06-29-2008, 09:14 AM
Parent: #36



العماد حبابك، استاذي الجميل..

بالحيل بعرف شاي امك، بل أمنا، الوالدة العزيزة نفيسة، النفيسة، وتلك الفسحة،والحوش والنجيلة، وصوت ابتسام ، حميد الشاي جاهز، ومنظر الوالد الراحل وهو يتوضأ في المواسير لصق الحيطة...

والغرفة التي تحولت لاستديو لبروفات ألوان الطيف، والسطوح الذي احتله حميد...

لابد من عودة للكلام والسلام عن حميد، وألوان الطيف..

ياااااااه، شاي كارب مع سحب ممطرة، وجيران حلوين.. وبصوت عالي، كالعادة لمحمد الشبلي...



المحبة الزايدة استاذ عماد..

Post: #39
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: mohmmed said ahmed
Date: 06-30-2008, 05:52 AM
Parent: #37

زول مسكين
دخل مجلس البرامكة متقريف داير ليهو كباية شاى


الجماعة قالو مافى شاى الا تقول فيهو شعر

الزول ما قصر

اشر على الشاى الحب وقال
انت اسود
ثم على السكر
وانت ابيض
واخيرا الى الشاى فى الكباية
طلعتا احمر كيف

اجيز ونفح كوب من الشاى المضبوط


اها شفتا الاسئلة الوجودية دى (على قولة مولانا حسن موسى)

Post: #46
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 06-30-2008, 09:36 AM
Parent: #39


عزيزي محمد سيد احمد..

فعلا، شاعرك ذو قريحة، واختصر الكثير في القليل...

Quote: انت اسود
ثم على السكر
وانت ابيض
واخيرا الى الشاى فى الكباية
طلعتا احمر كيف


فحالنا كالشاي ده..... تتداخلت عناصر، وقوى وثقافات، ورؤى، ومصاهرة، وحروب، ودين، وغلبه، حتى جاء لون بديل (شاي أحمر)، مع انه هو عبارة عن (ماء بلا لون، شاي اسود، سكر ابيض)، ولكن ساهمت (نار التفاعل)، ونور المساكنة، في صياغة مخلوق جديد.. سعيد..


المحبة الزايدة، وزي ما بقول اخونا حسن موسى، يالنبي نوح...

عميق معزتي...

Post: #40
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: mohmmed said ahmed
Date: 06-30-2008, 05:52 AM
Parent: #37


Post: #41
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: mohmmed said ahmed
Date: 06-30-2008, 05:52 AM
Parent: #37


Post: #42
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: Baha Elhadi
Date: 06-30-2008, 06:13 AM
Parent: #41

من لا يعرف من إين جاء لا يعرف إلى أين يسير..

صديقي :
قمت تاني جبت سيرة هذا المسير
وإلى أين ومن أين؟
وهل الهوية بين هذا وذاك؟؟
أم هي كون وعالم آخر منفصل في وجوده عنهما؟؟

الأسئلة الكونية عويصة
وعصية مرات كثيرة

شكرا لشياك
فقط اضف عليه نعناع
الصراعات الخفية بين الذوات و
كن بعافية البصيرة والقلب
بهاء

Post: #47
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 07-01-2008, 09:22 AM
Parent: #42


اخوي بهاء..

السلام والمحبة...

اخوك غاوي شاي سادة، الجميل السادة، وضاح المحيا، ابتسم يوم شفتو، وطبعا انت تعرف قدرة الشاي على الابتسام، بل والغناء، والرقص، وهو بسجه الساخن الرخو داخل فستان الكباية، ولأنه أصيل، فقد جعل من الزجاج فستانا له، يعني سيرته، كسريرته، والشينة منكورة ومدسوسة، وحاجة بنت المنى العوض، الوالدة العزيزة تقرأ خواطري كعادته، فالحبل السري لم يقطع بعد، ولن يقطع معها، وهي كما يملأ الشهيق الرئة بالهواء، تملأ أمي الدار بالمحبة والإثار، في ركن الحوش تجد أثار المكشاشة، وفوق الحبل تتراقص ملابسنا البسيطة منها الناشف ومنها الرطب وقد مرت كلها بيديها فوق ماء الطشت، وهي تمصر منها البول والعراق والتراب والطين لأطفال اشقياء، لا تشرق شقاوتهم، لأنها لا تغرب أبدا...

وللحق تمسك أمي الوقت بيديها، فيحرسها ساعات وساعات، وإلا كيفت استطاعت ان تكنس وتغسل وتطبخ وتقش، وتحكي، وتمارض، وتعوس وتطبخ، وتلف حولنا ونحن نائمين..

ومن المهام العظيمة لها، عمل الشاي، وخاصة في الكانون، وفي الراكوبة، وكدي تتخيل الراكوبة فهي تقع شرق غرفة كبيرة، وفي الراكوبة مجموعة عناقريب ومراتب من قطن الجزيرة، وثلاث ازيار، وسحارة، ومشلعيب، ومروق تتراصف باشكال تدعوة للفرح...

وتشرع في عمل الشاي البرمكي، بطقوس اقرب للعبادة....
وحين تنتهي تسمع للحلي وسواسا، للكبابي وسواسا، وهي تتمرجح بيد رشا الصغيرة، وقد سبقتها رائحة الشاي...

كنت بقول لابن اختي، الشاي قال لي:

يااااااااااااااه على الشاي يابهاء السمح...

بعود للشاي، شايف نفسي اني ما انصفته تب..

Post: #43
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: إيمان أحمد
Date: 06-30-2008, 07:32 AM
Parent: #1

.

يا الله عليك وعلى الكتابة!

Post: #44
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: ابوحراز
Date: 06-30-2008, 08:20 AM
Parent: #43

أمي لديها براد شاي معاق
منذ ولدنا وجدناه معاق نفسياً
ومعاق جسدياً
هناك رقبة طويلة تربط مابين كرش البراد وخشمه
هذه الرقبة غير موجودة
ورغم مايعانيه البراد من عقدة وسط أقرانه
إلا أنها مازالت محتفظة به
أنا حينما انظر اليه اقول { الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون }
يصيبني بالكثير من الاحباط واخاله أنه سبباً مباشراً في قطع الرزق عن البيت
لا أدري لماذا أتشاءم من هذه الأشياء
البراد المعاق
والسفنجة المربوطة بحبل
والسروال المقدود00 رجالي أو نسائي وهذا الأخير يغيظني أكثر
كلها اشياء تمنحني طاقة سالبة دون ارادة مني
غنمايتنا الوحيدة بالبيت كنت صغيراً أكثر من أهتم بها
لأنها تمنح الشاي لوناً للسلام والمرح والنكهة الجميلة
ونكره تلكم الأيام التي تأتيها فيها حالات المخاض
فهناك حتماً مولوداً آخر سيشاركنا انتاجها
للشاي عند أهل العوض طقوس عجيبة جداً
ولكن لدينا طقوس أغرب بكثير
فحينما كنا أطفالاً لم يكن يتركنا والدنا لنشرب الشاي معهم كأساً بكأس
بل بعد ان يشرب الضيوف
وكبار السن بالديوان
وحيث كنت كثير الزعل
وأحياناً أحرد الأكل لمدة ثلاثة أيام لمجرد مزحة صغيرة من هؤلاء الرجال
وعرفت مؤخراً أن هذا يسمى اضرابا عن الطعام
نأتي نحن لنشرب الشاي بعد ان يكون الوالد قد سقا كل هؤلاء
وبالطبع يكون الباقي في مؤخرة البراد
ولايمكن أن اشرب الكباية الا وهي غرقانة لحد الحلق
فكنت حينما { اصب } الشاي يقول لي والدي والبراد شغال وحتى لا أزعل
كان يقول لي : تبقى ناظر 00 تبقى ناظر 00 تبقى ناظر
والهدف من العبارة ان تكتمل الكباية
ولم ابق ناظر نهائياً
فكيف تبقى والجميع قد لحس الشاي ؟؟
أما 00 بعد أن تزوجت فقد اصبحت رئيساً لمجلس الادارة والمدير العام
فست النفر تملأ الكباية حتى تستغيث
وذهبت مرة مع والدتي وأختي الكبيرة وكنا أطفالاً بالطبع لخالي في مدني
وأتوا بالشاي صباحاً
لم يكن كالذي لدينا
الصواني تحتلف
والبراد
والكاسات
واشياء ناعمة ويسيل لها اللعاب وضعوها في صحون مزخرفة
وكنت ارى كباية زجاجية صغيرة من بين الكبابي التي أحضروها
وكانت بها يد
لكنها قصيرة
وكنت اسأل الله في سري أن لايغلط هؤلاء القوم ويمنحوني لها
كنت أتوقعها أن تضل طريقها وتذهب بعيداً عني
ولكن 00 ليس كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الكبابي بما لايشتهي 0000 ؟
أخذت زوجة خالي الكباية وأعطتها لأختي الأكبر وقلت الحمد لله
الحمد لله الذي أذهب عنا البلاء والمحن ماظهر منها ومابطن
ولكن طبزت كل آمالي حينما قالت لأختي أديها لأخوك الصغير 00 آآآآآه
ومدتها لي ومسكتها وفلقتها بها مباشرة 00 سبحان الله
قال أخوك الصغير قال !!!
شكراً ياعبد الغني فقد جعلتنا نتنفس ونرتشف الرووووووووووووح

Post: #50
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 07-06-2008, 06:09 AM
Parent: #43


العزيزة ايمان..

صباح طفولي عجوز،..
يغسل باشعته قلوب الحكايات، التي ابطالها البسطاء، والأكثر بساطة، وأكثر نقاء. من فتاة تقشر البصل، لأخرى تكنس البيت وتستمع لرادي قديم يبث كيف لا أعشق جمالك، وآخرين في الحقول والمصانع والمستشفيات، وهم يكتبون الشعر، وهم يرسمون، وهم يبكون، .. هم الأبطال، هم روح الحكايات الاصيلة..

مع أختي الأكبر، السيدة (محاسن)، كنا نراقب امي وهي تصنع، بل تخلق (الشاي)، فهو كائن حي، كالشعر والفراشات، كانت تجلس في الحوش الكبير فوق البنبر، بعد غروب الشمس، أول المساء، وقربها الفانوس، وقد خرجت العناقريب من البرندة للحوش، وكنا نراقب ظلال امي وهي تنعكس على جدار البيب الكبير، ونضحك ونضحك، فهو يسخر من أمي، ويرسم لنا ببرائته أفلام كرتون مجانية، سوداء وبيضاء على جدار الحائظ، بل بلغت سرياليته قمته، حين جعل من ظل الكانون شكل يسبه (الكعبة المشرفة)، وحين وضعت أمي براد الشاي فوق الكانون، صحنا معا..
البراد فوق الكعبة، البراد فوق الكعبة..
وللحق كان ظل الكانون مثل الكعبة، وفوقه البراد...

للشاي حكاوي..
وللطفولة حكاوي لا تنهي، رغم انف (هانز كريستان اندرسون)...

له، ولك، ولكل طفل، مندهش من غرابة الكون، المحبة والتقدير..

صباح خلاق، كرؤى الأطفال..


صباح الاحد 6/7

Post: #45
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 06-30-2008, 08:37 AM
Parent: #1

الله الله الله ....

ما لقيت حاجة أقولها غير الله ..

كباية شاي .. يشربها المطرطش زينا و(يكسح) .... ويتأملها الفنان .. ويطلعها لينا كائن حي يحس ويعبّر

كباية الشاي الشايلها في صورة البروفايل مالها؟ شايفك ساندها بإيدك الشمال (تقيلة ... حارة ... عزيزة)؟

يديك العافية

Post: #49
Title: Re: كباية شاي ..!!... "صراع الهوية"..
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 07-01-2008, 01:44 PM
Parent: #45

ظللت حتى ثانية وسطى أضبط السكر في الشاي حسب ما تستسيغه أمي، في البداية كان الأمر يبدو مثيرا للضحك: ماما شوفي لي الشاي داير سكر واللا لأ؟ فتتذوقه وتضبطه لي وفقا لمذاقها ، وأستسيغ أنا ما تستسيغه هي بالضبط. لا أعرف معنى هذا حتى الآن: هل كان ينبغي عرضي على طبيب لبحث قدرتي على التذوق؟ لم يبد أن الأمر يقتضي هذا لأنني كنت أتذوق بالفعل أشياء أخرى. ربما لم أكن قد طورت ـ بلغة الترجمة العقيمة ـ إحساسا بتذوق الشاي أصلا وربما كان علي أن أتخلى عن شربه أصلا. ولكن نشأت تلك العلاقة الرقيقة بيني وبين أمي. ولا أظنها استمرت طويلا. أتذكر جيدا تلك الليلة وأنا في أولى أو تانية ثانوي ننام في حوش البيت ؛ كنا مساءً نحتسي الشاي ونأكل اللقيمات ومنت أسمع سخريات للصبح من الذي لحد أول امبارح كان يطلب من والدته أن تتذوق له الشاي. استطاع الشاي أن يعيش بضع سنوات برغم أن القهوة كانت قد بدأت وجودها الفعلي في حياتي مع دخولي مراحل التعليم العالي .. كباية الشاي ليست هوية بل وثقافة وتراث يلتصق بنا كما الجلد في اللحم .. ولكن حميمية العلاقة مع أمي أصبحت بعض من نفسي فقد بدأت بضبط مذاق كباية الشاي وترسخت في اللآوعي وأصبحت جزء من غريزة كل محبتي لأمي ..