عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى

عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى


11-10-2004, 10:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=20&msg=1134119123&rn=0


Post: #1
Title: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-10-2004, 10:47 AM

نوافذ مفتوحة
ـــــــــــــ
يحيي فضل الله
ـــــــــــــ
الفنان المسرحي المتميز ـ الرشيد احمد عيسي
بين حرفة تخزين التفاصيل وبين التوهج الدرامي ـ 1 -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هأنذا استطيع
الان ان اعلن وفي تبرج ظلال هذه الظهيرة انه بالامكان هزيمة البعد ، بالامكان جدا ان نتواصل لاسيما وانا ارمز خسراني و خساراتي بعد ابتعادي عن السودان ببعدي عن اصدقاء حميميين الي درجة الذهاب بعيدا في البوح والمناجاة وارمز حميم الاصدقاء بالكائن الهميم الشفافية والشفيف الهمة بالصديق الرشيد احمد عيسي ، شريكي الحميم جدا في المشروع المسرحي و الاحلام ، في التداعي والهذيان ، في ما يتسع لنا من خطوات متسكعة علي الدروب التي مشيناها سويا والتي سوف نمشيها سويا ، في مغالبتنا حد الجدل العنيف لاخطبوط القبح الذي اجهض عدد من المشاريع الجميلة التي تخصنا .
كنت في هذه الظهيرة من ضجر بي اتأمل وانا اجلس علي صخرة خلف البيت و امامي خور ـ صوميل ـ Swmill creek
اتأمل هذا الخور الذي ينفلت وبدربة من حالة جموده الشتوي فهاهو الربيع قد انصرمت منه ايام و هاهي ظهيرة في مايو 2003 تمنحي و علي صندوق بريدي المعنون ب
1564 FEATHER LANE GLOUCESTER K1T 1V4
OTTAWA - CANADA YAHYA ELAWAD
مظروف اصفر كبير عبر الاطلنطي ، مرسل من الصديق الرشيد احمد عيسي الذي كان وقتها يعمل كأمين مستودع بالخبر بالسعودي ، يا لها من مسافة و يا له من زمن ، كنت قد تركت الصخرة كي اعود اليهاو بي رغبة في كوب من القهوة ، وفجأني مظروف الرشيد و هو يطل من صندوق البريد ، بلهفة لا توصف ، فتحت الظرف بعد وجدت اسم الراسل مكتوب بقلم شيني ازرق و حين دلفت الي الداخل كنت قد فتحت الظرف و بدأت اقرأ الرسالة ــ ،،
صديقي و شريكي الحميم ، الاخ العزيز الغالي والفنان المتفرد ود العوض ، كل الود و الحب و الشوق الدفين ، وكل خلاصة ما تعلمنا من الحياة والمسرح و الصحبة ولك ايضا السبق في التوثيق لهذا الشتات والتجارب الثرة ولك الادب و الشعر ولك كل صفات الانسان القديم كما جاء ذكره في الايدلوجيا الالمانية ـ القدم و الطيبة ـ وكل الاتكيت ، و كنت اسما علي مسمي ـ يا يحيي خذ الكتاب بقوة ، صدق الله العظيم ـ ولك الضجيج والسكون و الحياة بكل تجلياتها و اخيرا وليس آخرا لك السودان الحلم القادم بقوة ,, ـ
واعلنت دموعي وجودها الخاسر وانا التهم اجابات الرشيد علي اسئلة حواري معه عبر حواراتي الموسومة ب ـ نوافذ مفتوحة ـ ، كنت قد ارسلت له الاسئلة عبر البريد الالكتروني وكانت مدينة اتاوا OTTAWAـ ـ تشهر كرنفالها الابيض و ها قد وصلني هذا المظروف الحنين و OTTAWA ـ تتهيأ لصيف سطوتها العارية .
ها هي النوافذ مفتوحة علي عوالم الفنان المسرحي الكثيف التميز الرشيد احمد عيسي ، هي نوافذ مشرعة و لا تعترف بالبعد و الابتعاد و مستثمرة ثورة الاتصالات ، هي نوافذ لحوار يهزم المسافات و يطوع الازمنة ، نوافذ تخصب مفردات النوستولجيا لتثمر عافية في شجرة الحاضر متشابكة الاغصان ، نوافذ تجادل هذيان المنفي ، ويملك الرشيد احمد عيسي ان يسرب نسمات طيبات عبر هذه النوافذ معلنا عن كثافته الدرامية عبر هذا البرولوج الذي اختاره كمدخل لهذه الحوارية الحميمة
برولوج
ــــــــ
من يمنحنا خلاصة الحكمة ويعلمنا كيف نعيش وجودنا الحق
عندئذ يكون الفعل التمثيلي بحق طقسا من طقوس العبور من حال الي حال ، من حالة الجهالة الي المعرفة ، من ظلمة الي النور ، من الطفولة الي البلوغ والنضج .
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
ـ الرشيد احمد عيسي ، التمثيل فن يعول كثيرا علي الذاكرة ، ذاكرة الطفولة المحتشدة بتفاصيل حميمة في المكان والزمان ، حدثني عن ذلك . ـ
ــ ،، لم يكن مستر ـ كوستا ـ يدري بان هنالك مكانا ما في هذا العالم المترامي سيكون لاسمه مدينة تنمو وتكبر و تصبح منفذا لانهار الكرة الارضية ، كما انها ستكون تماسا لثقافات متعددة وثرية ، كأن القدر كان يضعني في مدينة هذا الاغريقي الذي جاء من اعظم حضارة قدمت للانسانية هوميروس والالياذة والاوديسه وارسطو وسقراط وعشرات الفلاسفةو قدمت للانسانية اعظم اختراع انساني مبدع هو المسرح .
ولدت في هذه المدينة ـ كوستي ـ من أب اصوله النوبية تجعله شديدالحذر من العرب رغم الدم العربي الذي يجري فيه ولكنه شديد الاعتزاز بنوبيته رغم ثقافته العربية الواسعة آنذاك ، اذ انه من عشاق الشعر العربي و كان يحتفظ بديوان شعري وحيد من الشعر السوداني هو ديوان ـ اشراقة ـ للتجاني يوسف بشير ، كما كان مشتركا في كل الجرائد اليومية و المجلات الشهرية والنصف شهرية ، انه نموذج كذلك للموظف الذي تعلم في كنف الاستعمار ، كان صارما ، منضبطا في عمله و مواعيده ، اكتسب من الانجليز كل الخصائص العملية ولكن بقيت العاطفة السودانية كما هي .
يبكي عندما يستقبل اهله خاصة اخوانه وامه ويحن كثيرا لقريته في الشمالية لذلك كان يحرص علي قضاء اجازته السنوية هناك ، كان يكره المدن رغم انه تربي فيها ، كان فيه شئ من ـ مصطفي سعيد ـ ، كانت له طقوسه الخاصة في كل شئ ، مواعيد القهوة ، الاكل ، اللبس ،حتي التدخين والسكر ، كانت له تفاصيله الخاصة ، كان انيقا و انجليزيا في لبسه ، يحب الصوف الانجليزي و الكوردرايت والشامواه وكان يحب حلاوة الماكنتوش الانجليزية ، كانت الثقافة الانجليزية تسيطر عليه في كل شئ ، كما كان ليبراليا في تفكيره و سلوكه .
اما امي ، تلك النوبية الاصلية ذات الشلوخ المطارق التي لا زالت تذكر المؤنت و تأنث المذكر ، كانت لها قطيعة ازلية مع اللغة العربية ، كانت تشدني كثيرا الي جذورها النوبية و تحتفي كثيرا باصولها ، لكنها كانت امية وتعجز عن التعبير عن نفسها ، انها احد نساء القهرالتاريخي ، اعتقد انني قد اخذت الكثير من امي ، الكثير ، واشعر انني الوحيد من ابنائها الذي اشبهها في كل شئ ، و كانت تنعتني ب ـ ابو الحياة ـ ، كان فيها الكثير من القدم والطيبة ، نعم ، ورثت منها كل شئ حتي الغدة الدرقية.
ولدت من هذا التقاطع السوداني الفريد يؤرث خصائص غالبا ما تكون في الاتجاه السلبي ولكن تنتقل الخواص الوراثية للاضعف الذي لهو قابلية لذلك فكان ان انتقل مرض ـ ضعف الاعصاب ـ لاخي الاصغر عيسي ، لعلك يا يحيي تعرف تفاصيله ، عموما هذا المرض هو الخاصية الوراثية في العائلة اذ اصاب الكثير من ابناء عمومتي ، ويتطور هذا المرض لينتهي في انفصام الشخصية او الهوس الدوري ،عموما هو ـ ذهان وظيفي ـ وليس عضوي ، لان العضو يكون مع الولادة في المخ ، هذه تفاصيل لا اريد ان اخوض فيها وستأتي لاحقا في اهتماماتي بعلم النفس و اعتقد انه السبب المباشر في كوني ممثلا وهناك تفاصيل دقيقة تحليلية عن علاقة الفصام بالتمثيل ،وقع في يدي كتاب خطير و جميل عن التمثيل اسمه ـ الانا ، الآخر ، ازدواجية الفن التمثيلي ـ .
ولدت في مدينة ـ كوستي ـ التي تقع علي النيل الابيض و هي ميناء تربط جنوب السودان بشماله ، هي مدينة تجمع قبائل من جنوب السودان و غربه ووسطه وشماله ، امتزجت فيها ثقافات عديدة و تداخلت فيها قبائل ، و لكن لضعف السياسي السوداني و ضيق أفقه لم يستطع ان يوظف هذه لدور اجتماعي تكويني في بناء الامة السودانية ، انني عندما اتذكر مدينة كوستي ، اتصور ان بالامكان تحويل هذه المدينة لنموذج تاريخي في تألف وتعايش السودانيين ولكن ضعف الفكر البنائي و التاريخي وراء كل الازمات السودانية .
مدينة كوستي ذات الخضرة الدائمة وفصل الخريف الطويل ، انها قريبة من المناخ الاستوائي او بدايته ، اول مشاهد طفولتي كانت رؤيتي لهجرات كثير من القبائل من جنوب السودان ، نحن كنا نسكن بالقرب من الميناء ، المشهد الاساسي هو وصول البواخر التي تحمل الكثير من ثقافات الجنوب المادية ، من اشياء يدوية الصنع ، منحوتات و اشياء اخري ، عدد كبير من الاخوة الجنوبيين النازحين بفعل الحرب منظر مألوف نشهده و نشاهده مرتين في الاسبوع ، بائعات اللبن العربيات اللائي يأتين من ضواحي مدينة كوستي ، قوافل من النساء يركبن الحمير ، منظر فريد ، نساء بجمال آخاذ ، السكة الحديد ، هذا الخط الحديدي الذي انتقلت و تنقلت به كثيرا و ركبت قاطرة البخار التي صنعهاـ استيفن صن ـ السكة حديد التي قربت المسافات و كثيرا ، لن اكن افضل من ـ عبدالله علي ابراهيم ـ في وصفه للسكة حديد .
نشأت في مدينة اعتقد انها كانت جميلة وثرية ، مدينة علي تخوم ريف آخاذ وبداوة و حركة انتقال قبائل و بضائع و تداخل وامتزاج ، كنت القب ب ـ حاج ابكر ـ لانني كنت اهوي في طفولتي الرعي و كنت امتلك عدد غير قليل من الماعز ، اقوم برعي الاغنام في منطقة ـ النبارو ـ وهي منطقة محاذية للنيل تزرع فيها الخضروات والبطيخ ، شخصية ـ حاج ابكر ـ هذي اصبحت تلازمني حتي عندما اتأمل وجهي في المرآة اجدني اقرب للفلاته و انا اعتز جدا بافريقيتي و باهلي الفلاته .
مدينةكوستي تزدهر بحركتها التجارية وان كانت محدودة ، بها نشاط اجتماعي و رياضي و ثقافي لا بأس به ، درست فيها فقط اولي ابتدائي ولكن لابد من الاشارة هنا لاول عرض مسرحي اشاهده وانا ابلغ من العمر ستة سنوات ، في نادي السكة حديد كوستي ، عندما جاء الفنان المبدع الفاضل سعيد ـ ابو المسرح السوداني ،شاهدت اول مرة مسرحا مكتملا
و دهشت لهذا الممثل المبدع الذي ينتقل بين الشخصيات ، لم تفارقني هذه الدهشة التي كانت سببا في تفكيري الدائم في هذا الفن وتلك القدرة الانسانية الهائلة في التحول في المشاعر والانتقال من موقف الي موقف ومن حال الي حال ، ان الدهشة الاولي الحقيقية هي التي تفجر الاسئلة ـ التي هي بلا اجابات ـ ،اولي اشارات المبدع هو انه يسأل اسئلة المعرفة ، اسئلة الادراك ، اسئلة وجهة النظر والرؤية ، كان هذا السؤال المحير ، كيف يفعل الفاضل سعيد كل هذه الاشياء ؟ ،كيف يؤدي كل هذه الشخصيات ؟ ، كيف ينتقل من حال الي حال ومن احساس الي اخر نقيض ؟ ، ثم ان الممثل الكوميدي يبذل مجهود جبار لانه ينتقل بين الاحاسيس المتناقضة بسرعة هائلة بينما الممثل التراجيدي ـ اذا صح هذا الكلام ـ يبني أداء الشخصية في خطوط متنامية ، كانت هذه الاشارة الاولي والدهشة اللانهائية التي استمرت حتي كتابة هذه السطور ، نحن غذاءنا في هذا الكون هو هذه الدهشة . ،، ــ
الوذ الان بصيف كان مثمرا ، حقا ، كان صيفا جميلا ، كنا نستعد فيه بالفة في التفاصيل كي نقدم مسرحية ـ التحدي ـ من كتابات الصديق خطاب حسن احمد ، علي خشبة المسرح القومي كأول تجربة اخراج لي علي هذا المسرح ، صيف 1987 م ، كنا نسكن في حي ـ بانت ـ بامدرمان ، علي مقربة من داخلية طلاب المعهد العالي للموسيقي والمسرح ـ عمارة الجزلي ـ كان الرشيد احمد عيسي يجمل و بحرفة مسرحية مختبرنا المسرحي في شكل سهرات دافئة و حميمة ، فيها يؤدي الرشيد منلوج ـ هطيل ـ كتمرن تلقائي و تتداعي التمارين المسرحية بينا حتي ان عبد العزيز العميري كان دائما ما يقايض الرشيد كي يؤدي مشهد ل ـ بت قضيم ـ متقمصا الفاضل سعيد ،كان عميري يقايض ذلك المشهد باغنية و يمتد بنا ليل من الضحكات والاغنيات ونخرج في الصبح راجلين الي المسرح القومي حيث تشتعل الطاقات في البروفات ، كان الرشيد احمد عيسي يمتعنا بامتصاصه الاليف لشخصيات الفاضل سعيد تلك لتي جادلت طفولته .
ـ،، السكة حديد هذه الوسيلة الرائعة في المواصلات ، دائمة الانتقال ، في سفر متواصل كنا نحن كذلك ،دائمي الانتقال مع هذا الخط الحديدي ، انتقلنا الي مدينة عطبرة ، عاصمة الحديد والنار والثورة ، القاعدة العمالية الاولي اذ ان السكة حديد بها 45000 مستخدم ، اكبر مؤسسة في السودان آنذاك ، عطبرة ، هذه المدينة التي يتساوي فيها الناس ، انها يوتوبيا السودان ، كانت مكانا خصبا للفكر الاشتراكي فوجد الحزب الشيوعي ضآلته فيها ، العمال ملح الثورة و وقودها و دينامكيتها و صيرورتها ، الاشياء تتشابه ، الناس في ملامحهم ، في ازياءهم ، في حركتهم ، في لغتهم ، انسان عطبرة معروفا بخصائص واحدة ،كان مجتمعا نموذجيا في كل شئ ، كل المدينة تركب الدراجة ، كل بيت به اكثر من دراجة ،كانت شنغهاي السودان ، هكذا يسمونها ، مدينة تصحو بصافرة ورش العمال وتنام بصافرةالقطارات ، صنع الانجليز هذه المدينة كما يقول اهلها لتكون بيرنغهام السودان ، النواة لمدينة صناعية ضخمة في المستقبل ولكن هيهات ، ان الافق السوداني محدود قصير النظر ، ينظر تحت قدميه و لاينظر ابعد من انفه ، الطموح محدود ، اننا نعاني من امراض اجتماعية وتربوية تجعلنا شعب غير مبدع وخلاق وكل هذ لاننا لانقبل النقدوالتغير ، لذلك نجد ان مفهوم الثورة هو مجرد ان نثور علي الاوضاع ،هنالك فقدان هدف و ضعف في الفكر الاجتماعي والسياسي والتربوي ،كنت اعتقد ان افضل ما يمكن ان يلعبه المسرح هو العمل علي توظيف هذا النقص في الفكر والاستعاضة بمسرحيات او تيار مسرحي يساهم في ازالة هذه الامية الثقافية و التربوية ، تربية الناس علي قيم العمل والبناء والتسامح و حب الطن والتخلص من العادات الضارة كما فعل فناني امريكا اللاتينية في مسرح المقهورين و غيره من التجارب المسرحيةالرائدة .
عطبرة مدينة علمتني كل شئ ، تلقيت فيها مبادئ الماركسية قولا وفعلا ، تعلمت فيها مبادئ العمل السياسي ، وانا صغير كنا نحضر اجتماعات و لقاءات العمال وندوات غاية في الاهمية ، اشياء نفهمها واخري فهمناها لاحقا عندما حان فهمها .
لم يغب الفاضل سعيدوالاسئلة الاولي ، بدأت وانا في المدرسة بالمحاكاة ،كانت لي قدرة علي تخزين التفاصيل ، قدرة خرافية هائلة ، كنت اخزن تفاصيل الشخوص واعيد محاكاتها بطريقة فريدة ، بدأت في امبكول الابتدائية في الجمعيات الادبية التي كانت في نهاية الاسبوع ، اصبحت لدي فقرة اساسية للمحاكة ، كما كانت لدي فقرة لقراءة قصة قصيرة او قصص اطفال ، فانا كنت من المحظوظين فوالدي كان مشتركا في مجلة العربي و كان ملحق العربي الصغير من نصيبي ، كما كان لدي في المدرسة مع زميل اخر مجلة حائطية لا اذكر اسمها ،كانت اصدارة غنية ينتظرها التلاميذ عطبرة فجرت عندي طاقات خلاقة وانا طفل اول عرض نقدمه في المدرسة وانا في الصف الخامس الابتدائي ، مسرحة ـ محاكمة ودحبوبه ـ ،المسرحية كانت في كتاب المطالعة كنت انا صاحب الاقتراح والمخرج ، كانت المناسبة وداع الصف السادس و كان في ذاكرتي الفاضل سعيد
وزعت الادوار و كنت انا عبدالقادر ودحبوبه وبدأنا في البروفات وحان وقت العرض سرقت من ابي سروال ، المهم صنعنا ازياء كل شخصية ، استطعنا ان نقوم ببروفة اخيرة رائعة ، ويوم العرض والكل يترقب هذه المسرحية ، جلس الاساتذة في الصف الاول ،كان لدينا مسرحا صغيرا ، استفدنا من شباك في الخلفية كمدخل للشخصيات ، قمنا باخراج كان رائعا ، وظفنا فيه المكان الصغير توظيفا مثاليا ، بدأ العرض ، جلس القضاة و نادوا ـ ادخلوا عبدالقادر ودحبوبه ـ انا استعد للدخول من الشباك بينما يمسك بي الجنود انخلع سروالي الكبير ، اضطربت و لكن سرعان ما تداركت وانتابني خوف ساعد كثيرا في الاداء ، هناك تفاصل واخطاء تحدث في العروض تكون احيانا مفيدة للغاية ، كلا الاخطاء في هذا العرض استفدنا منها ، قدمنا عرضا جميلا رائعا ، صفق لنا الحضور كثيرا ، كنا اطفال ولكن نشوة العرض والنجاح لا تعترف بالسن .
من هنا بدأت الاجابات علي الاسئلة الكبيرة و كانت دهشة تفضي الي دهشة ، الي اسئلة اخري ، بدأ تعلقي بهذا الفن العظيم ،هذا الاختراع الانساني المذهل ،كنت اسأل نفسي اسئلة الشخصية كيفية الاداء ، كيف واين و متي و لماذا ؟ ، انها مفاتيح الخيال ، كان هذا منهج استانسلافسكي الضخم الجبار ، كنا صغارا ، لم نكن نعرف استانسلافسكي او ادني ثقافة مسرحية ،كان يقودنا خيالنا الصغير وحب الاستطلاع ، كنا فقط اذكياء ، اطفالاذكياء ونريد اللعب و فن المسرح يا صديقي هو فن اللعب لذا نجده عند الصغار مدهشا و تلقائيا .
لم اتوقف بعد ذلك عن المسرح ، كان كل همي وتفكيري في البحث عن مزيد من المعرفة عن هذا الفن ، مرة اخري الفاضل سعيد في عطبرة في العام 1972م بالقرب من منزلنا فينادي بوليس السكة حديد ، كنت اول الحضور ، في الصف الامامي علي الارض ، تملؤني دهشة مشبعة صاحبتها تجربة تمثيل في مسرحية وتجربة اخراج صغيرة ، ـ بت قضيم ـ تدخل الخشبة ، الجمهور كان يضحك لهذا الممثل الرائع قبل ان ينطق كلمة ، كل شئ في ـ بت قضيم ـ كان مدهشا ، المشية الايماءة ، حركة الايادي ، ان ما قدمه الفاضل سعيد لجمهور المسرح في السودان يحتاج لمجلدات حتي ننصف هذا العبقري ، ان الفاضل سعيد هو ابوالمسرح السوداني الحقيقي الذي استطاع ان ينشر الفن المسرحي في السودان واستطاع ان يغطي مساحة ضخمة في السودان تعاني من الفاقد الثقافي والمعرفي ،قدم مسرحا تعليميا و تربويا و ترفيهيا عالج الكثير من القضايا الاجتماعية من عادات ضارة و خدمة مدنية متهالكة ،كما قدم نقدا لاذعا لاجهزة الدولة الرسمية من شرطة و غيرها ،ان مسرح الفاضل سعيد الذي يتناوله بعض النقاد الصبية لم يغوصوا في اعماقه ولم تكن هناك امانة في طرح رؤاهم ، اذا كانت لهم رؤي نقدية ، ولكن جبلنا علي ان ننال من هولاء الرواد الاباء الافذاذ الذين قدموا فنا في ظروف استثنائية ولم ننصفهم ، ان الفاضل سعيد افضل من نجيب الريحاني و عبدالسلام النابلسي واسماعيل ياسين ولكننا لا نملك الالة الاعلامية الضخمة التي تصنع الفنان و تمجده وتلمعه و اذكر لك حادثة طريفة ، عندما ناقشني احد السودانين عن السرح وشتم المسرح السوداني و عظم المسرح المصري خاصة عادل امام فما كان مني الاانبريت له وقلت له انني افضل من عادل امام الف مرة وان عادل امام ممثل نمطي و بدأت اعدد له ايماءات عادل امام حركة جسده حتي تكنيك صوته وان مسرحيات عادل امام لا تتجاوز السبعة مسرحيات بينما قدمت انا اكثر من عشرين مسرحية ،كل مسرحية بشخصية متميزة واداءمنهجي متميز فما كان منه الا ان قال لي انني حاقد و انني لن اطول قامة اتفه ممثل مصري ، هل تذكر يا يحيي تجربة مآساة يرول في القاهرة ؟ ،،ـ
كيف لا اذكر تلك التجربة يا صديقي ؟
الثاني من مايو 1990 ، العرض الثاني لمسرحية ـ مآساة يرول ـ تاليف الخاتم عبدالله واخراج السماني لوال علي المسرح القومي بالقاهرة من ضمن برنامج العروض المتميزة في الوطن العربي بتنظيم من اتحاد الفنانين العرب ، العرض الثاني تحديدا،حين كنا نتهيآ لبداية العرض داهمت الرشيد احمدعيسي رجفة مفاجئة ، كان يرتعش من البرد ، ارتبكنا خوفا من مداهمة ملاريا محتملة و حين قررنا الغاء العرض والجمهور في الصالة ، رفض الرشيد ذلك الالغاء و كان يعلن رفضه بصوت مرتعش واسنانه تصطك و كان يرتدي ملابس شخصية ـ دينق ـ و تحامل علي نفسه حتي وقف في نقطة دخوله في الكالوس ، كان يرتجف وبدأت المسرحية وكنت اقف بجانبه اسنده و احس بارتعاش جسده وحين لحظة دخوله ، اقتحم المسرح وكنا مرتبكين و نخاف عليه ان يسقط من الارتعاش داخل الخشبة ، و لكن تلك المفأجاة الغريبة و هي ان الرشيد حين دخل خشبة المسرح بشخصية ـ دينق ـ اختفي ارتعاش الرشيد وتوهج ـ دينق ـ علي الخشبة بتماسكه واصراره علي قيادة القبيلة حتي تنجو من الجفاف ، اذن اختفي ارتعاش الرشيد احمد عيسي ليتحول الي ثبات ـ دينق ـ وحين انتهي الفصل الاول ودخلنا الغرف للاستراحة بين الفصلين كان الرشيد قد نزع عنه ذلك الارتعاش و جلجلت ضحكته الصخابة بين غرف الممثلين.
و لا تزال النوافذ مفتوحة علي عوالم الفنان المسرحي المتميز الرشيد احمد عيسي .


Post: #2
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-10-2004, 10:50 AM
Parent: #1

نوافذ مفتوحة
ــــــــــــــ
يحيي فضل الله
ــــــــــــــ
الفنان المسرحي المتميز ـ الرشيد احمد عيسي ـ
بين حرفة تخزين التفاصيل وبين التوهج الدرامي ـ 2 ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين استقرت اختيارات الصديق المخرج ـ قاسم ابو زيد علي نص ـ ضو البيت ـ للطيب صالح باعداد مسرحي للشاعر والكاتب المسرحي الصديق ـ محمد محيي الدين ـ كمشروع للتخرج في قسم المسرح ، تخصص تمثيل و اخراج ، اذكر انه كان قلقا جدا حول من سيؤدي شخصية ـ محميد ـ وهي شخصية محورية ومعقدة تتحمل عبء هذاالعرض المسرحي المبني بحرفة علي لعبة الزمن الدرامي الذي يقود تحولاته ـ محيميد ـ ، قاسم ابو زيد كمخرج دقيق جدا في اختياراته ، يضع احتمالات عديدة لهذه الاختيارات ،ذات ظهيرة ضاجةداخل بوفيه المعهد العالي للموسيقي والمسرح ، حين المعهد بالعمارات ، لاحظت ان قاسم ابو زيد كان متكئا علي الحائط و منهمكا جدا في مراقبة تحركات الرشيداحمد عيسي الذي كان وقتها في الصف الاول بقسم المسرح ، وحين كنت انوي التحدث معه أشار الي الرشيد قائلا ـ,, كدي عاين معاي للجنا ده ,,
وعرفت ان قاسم ابو زيد قد وجد اخيرا من سيؤدي شخصية ـ محيميد ـ فكان ان تذوقت انا شخصيا متعة ان اشارك مع الرشيد احمد عيسي في عرض مسرحي ،هي متعة لا تضاهي ، تحمل الرشيد بقدرات ممثل ناضج مشروع تخرج قاسم ابو زيد و هو في السنةالاولي من دراسته لفن المسرح ، كان قد اشهر قدرات خارقة في امتصاصه للتفاصيل .
كان ذلك لقائي الاول علي خشبة المسرح بهذا الممثل المتميز ، اذ كنت اؤدي شخصية ـ الطاهر ود الرواسي ـ من هناك تواصلت معي متعة اللعب مع الرشيد علي خشبة المسرح ، كان ذلك في العام 1982م ، و من هناك تواصلت العروض بيننا ،كان هو ـ شهبندر التجار ـ في عرض تخرج الصديق ـ عباس الزبير ـ ،مسرحية ـ جحا باع حماره ـ للكاتب العربي ـ نبيل بدران ـ وكنت انا ـ رئيس العسس ـ ، تقاسمنا معا في حملة تنشيطية لجماعة السديم المسرحية تنفيذ كراسة اخراج مسرحية ـ الزنزانة ـ للكاتب هارولد كمل ، التي تخرج بها الصديق عادل السعيد ، لنعرضها في احتفالية باليوم العالمي للمسرح علي مسرح الفنون الشعبية ، كنا في حالة دائمة من البروفات ، لانتقيد بخشبة مسرح ،في دار اتحاد الكتاب ، في حديقة الجندول ، في بيتنا بحي بانت ، و نحن نمشي راجلين من بانت حتي المسرح القومي ، و نحن نشرب الشاي تحت راكوبة عم صالح الشهيرة ب ـ العوامه ـ بالاذاعة ، خلف المسرح القومي ونستمتع ايما متعة و نحن نعبر كوبري النيل الابيض عائدين من بروفة حركة في اتحاد الكتاب بالمقرن ونحن نراجع حفظ النص اثناء المشي ، كان ذلك عرضا ممتعا في العام 1986م، كان هو ـ فيلين ـ و كنت انا ـ بطرس ـ ،في عرض ـ مطر الليل ـ لمحمدمحيي الدين ، كان ـ غفير العمدة ـ وكنت ـ وكيل العمدة ـ ، في ـ مآساة يرول ـ للخاتم عبدالله واخراج الصديق السماني لوال كان ـ دينق وكنت احد الشيوخ الثلاثة ، في عرض ـ اربعة رجال و حبل ـ لذوفقار حسن عدلان و اخراج قاسم ابو زيد كان ـ حفار1 ـ وكنت ـ حفار 4 ـ ، في عرض ـ الناس الركبوا الطروره ـ كان ـ الكمساري ـ و كنت ـ سواق القطر ـ ، في عرض ـ بدور الساب ـ للفاتح البدوي و اخراج الصديق موسي الامير كان ـ عثمان ـ و كنت ـ جلال ـ وبين كان و كنت تتداخل تفاصيل و مشاعر و احاسيس وافعال و ردود افعال و نقاشات و عوالم فسيحة ، كما بيني وبين الرشيد احمد عيسي علاقةمثمرة بين مخرج و ممثل ، لعب معي كمخرج شخصية ـ يعقوب ـ في عرض ـ حكاية تحت الشمس السخنة لصلاح حسن احمد ،شخصية ـ هطيل ـ في عرض ـ التحدي ـ لخطاب حن احمد ،وشخصية ـ الطبيب و مزارع ـ في عرض ـ سهرةمسرحيةللصديق مصطفي احمد الخليفة ،و بيننا تجربة اخري مشتركة هي اخراجه لمسرحيتي ـ الاجاويد ـ التي فازت في مهرجان للمسرحيات القصيرة لا اعرف تفاصيله واشاهد الان ـ بعد منتصف يوليو 2004 ـ في القناة الفضائية اعلان لعرضها علي مسرح ـ البقعةـ دراماتورج الرشيد احمد عيسي و اخراج خالد طه الدرديري .
قلت ان هذه حوارية حميمة لانها منشبكة في العلائق و العلاقات ولها وضع خاص باعتبار المسافة والزمن ، اواصل فتح النوافذ علي عوالم الفنان المسرحي المتميز الرشيد احمدعيسي .
ــ ,, هل تذكر يا يحيي تجربة ـ مآساة يرول ـ في القاهرة ، ان الاساتذة المصريين صعقوا ونالوا درسا مميزا عن مسرح ذو ملمح سوداني ، هذه التجربة لم تنل حظها في الكتابةوالتقويم ، اعتقد اننا قلنا قولا متقدما علي المسرح العربي و المصري ، كانت تجربة تستحق ان نطرحها علي بساط المساهمة الفكريةو الثقافية في كيف يكون المسرح العربي الكلاسيكي و لكننا نتواضع كثيرا يا صديقي و نعتقد ان المسرح المصري و العربي سبقنا و هو افضل وهذه ترهات ،كنا نحتاج الي مزيد من الثقة .
سانتقل بك سريعا ، شعرت بانني ساسهب في التفاصيل و ستتداخل اشياء كثيرة و تتقاطع مع تجارب لم تنل حظها حتي في الحوار بيننا
المرحلة المتوسطة ، مدرسة نهر عطبرة المتوسطة ، هنا اسست جمعية
للمسرح ، كان يقف خلفي اساتذة اجلاء عوض محمد عثمان ، استاذ عربي
، كان فذا ، يعجب كثيرا بقدراتي ، كان بلديتي ، اي دنقلاوي و كثيرا ما يرطن ، كان
يقول انا فنان و انني لابد ان اذهب لمعهد الموسيقي والمسرح و منه عرفت هذا المكان
الذي يدرس المسرح لمدي اربعة سنوات و يمنح درجة الدبلوم ، وضعت نصب عيني
و جل تفكيري هذا المعهد ، و انا في الصف الثاني متوسط قدمنا مسرحيات
، مسرح رجل واحد كنا نسميه مناجاة درامية ، برعت فيها آنذاك ، كانت
لدينا جمعية ادبية كل اربعاء ، نقرأ فيها الشعر و نقدم مناجاة درامية و معلومات
ثقافية ، كثير من التفاصيل لم اعد اذكرها ، عموما ، الثانوي العالي ، عطبرة
الثانوية كانت مرحلة مهمة نحو النضوج المسرحي ، الدورات المدرسية هذا الانجاز
التربوي الراقي الذي استطاع ان يقدم اجيالا من المبدعين في كل المجلات الفنية والرياضية
، دورات تنافسية شريفة بمعني الكلمة، كان الوطن آنذاك بكل ثقافته المتعددة
، مسرح من كل الولايات ، غناء شعبي وحديث واشياء كثيرة و تفاصيل ، من هذه
الدورات تعرفنا علي الوطن و احببناه ، تخيل يا صديقي ان يجتمع عشرة الف
طالب وطالبة في مدينة واحدة ، يصنعون الفرح والحب والتواصل و يملؤن سماء
المدن بالاعلام و الضجيج و قيم السلام ، كانت كرنفالات اسطورية ، مسارح
في كل الاحياء في المدن ، عشقنا الوطن في تلك المرحلة و لا زلنا بذاكرة تلك
السنوات نحلم بسودان يصنعه الفنانون و الرياضيون ، ونعتقه بالفرح و نمسح الحزن
والظلم الذي يخلقه السياسي الغبي ، كنا نحن ابناء ولاية النيل نحصد الجانب
الثقافي و خاصة المسرح ، عشرات الميداليات ، كان لي فيها نصيب الاسد ، خلف
تلك التجارب الثرة اساتذة عمالقة 00 عوض رحمة 00 ، هذا الفذ ، الفنان
التشكيلي ، خريج كلية الفنون 1976م ، المخرج الرائع الذي يضحكني كثيرا
بادائه كما كنت اضحكه ، كنا يا صديقي في مدرسة لها تاريخ عريق في الفنون
وبها اساتذه كانوا رواد الحركة المسرحية في مدينة عطبرة منهم المخرج
حسين ملاسي وهذه اسرة لها مكانتها الثقافية والفنية في مدينة عطبرة
، كا ان هذه المدرسة قدمت اعمالا لشكسبير منها مسرحية تاجر البندقية
و قدمت مسرحية اسبوعين في الآخرة للكاتب المصري علي سالم ، قدمها
المسرح القومي باسم مدير ليوم واحد واسمها الحقيقي الرجل الذي
ضحك علي الملائكة ، كما ان ابراهيم ملاسي اخرج اول فيلم سوداني
هو امال واحلام من انتاج استديو الرشيد للتصوير الفتوغرافي بعطبر
فتآمل .
عطبرة مدينة يطول الحديث عنها ، لها بعدها الثقافي الثر والفني ، اول عرض
مسرحي قدم في مدينة عطبرة في نادي الخريجين و هو نادي ضخم به
مسرح مغلق و كان كبار الموظفيين المصرين والشوام يعملون في السكة
حديد ، فاطمة رشدي و مسرحها جاءت لمدينة عطبرة في 1938م و
قدمت عرض في نادي الخريجين ، وكنت احس بالسعادة حين امثل في هذا
المسرح ، بل كونا فيه فرقة واسميناها فرقة شباب السكة حديد 1977م كنا اول فرقة شبابية تنضم لاتحاد المسرحيين فكان ان التقطنا و تبناننا الاستاذ
العزيز والاخ الصديق والاب المسرحي عبداللطيف الرشيد والاستاذ
والاب المسرحي سيد قناوي و الاستاذ صلاح عوض الله وكذلك عدد
كبير من الاخوة في الاتحاد و قدمنا عروض قصيرة و قمنا برحلة الي مدينة
جبيت كنت انا عامودها الفقري ، هذا اول عرض مدفوع
الاجر عام 1977م ، قدمنا عرض في مدرسة ابتدائية كان ناجحا و مدهشا ، كان
العرض عبارة عن اسكتشات وفواصل غنائية ، المهم اننا حصلنا علي مبلغ ثمانين
جنيها دفعنا منها الي مطعم كنا ناكل فيه و سددنا بعض الفواتير ، كانت تجربة
غاية في الاهمية ، مدينة عطبرة بها العديد من الفرقة المسرحية و كانت تقدم
عروضا متطورة للغاية وكانت هناك منافسة و رغم ذلك عطبرة بها مشكلة
كبيرة ، هي الجمهور ، انها مدينة غاية في الغرابة ، لها سايكولوجيا خاصة
و تحتاج لقراءة متانية ، انها مدينة تنام بع صلاة العشاء مباشرة ، ان بيئة
العمل لها تآثير خاص علي هذه المدينة ، كما المسرح المدفوع الاجر لايصلح
، انها مدينة تتعاطي الثقافة والفن مجانا و تعتمد علي الدولة مباشرة
في دعم هذه الانشطة .
اذكر هذه الحادثة الطريفة عندما جاء الفنان الفذ ـ ابراهيم حجازي ـ لمدينة عطبرة بمسرحية ـ مدير ليوم واحد ـ ، كنا نعمل نحن شباب اتحاد المسرحيين في ابواب التذاكر في مسرع عطبره كان ضمن الفرقة ، نورالشام عيسي خريجة المعهد ، والهادي الصديق و اسماعيل خورشيد وعثمان احمد حمد ـ ابو دليبة ـ الذي كان المعد والمخرج للعرض و آخرين ، لم تنحج العروض وكان الدخل في ثلاث عروض مبلغ 153جنيه ، تخيل يا صديقي فرقة اتت من الخرطوم ،كنت انا من يبيع التذاكر ولكن استطاع ابراهيم حجازي ان يقدم عرضا لسلاح المدفعية في عطبرة بمساعدة قائده واسمه العواض واشتري منهم العرض بمبلغ 600 جنيه تعويضا عن فشل عروض عطبره ، قدم لهم الاب المسرحي ـ سيد قناوي ـ وكان رئيسا لاتحادالمسحريين بعطبره دعوة غداء بمنزله وكان جارنا في الحي وكنت انا وابنه من نخدم هولاء الضيوف الفنانين الافذاذ العظماء ، انا اصر علي تعظيم هولاء الاساتذة يا يحيي لانهم كانوا يقدمون فنا في ظروف استثنائية وشاقة و كان هناك فقر ثقافي ووجهة نظر اجتماعية متخلفة حول الفنان والفنون ، هذاالنفر من الرواد يستحق منا اكثر من التكريم ، انا وقفت علي تجارب عدد منهم ، كانت مريرة وشاقة ،وقدم هولاء العظام تضحيات من اجل ان يكون هنالك مسرح في السودان ، لم يفكروا في الهجرة والا غتراب لتحسين الاوضاع ولكنهم صمدوا وناضلوا و قاتلوا كما كنا نفعل ، كل حسب وعيه و معرفته ، احبوا هذا الوطن اكثر منا ومات منهم من مات بشرف الابطال .
عطبرة يا صديقي مدينة متفردة في كل شئ ، اذاجاز ان عطبره لها عبقرية المكان ، لهاموقع متميز من حيث التقاء نهر عطبره مع النيل لتكون اخرمكان يتغذي منه نهر النيل العظيم ، انها اخر محطة تدفع و تثير حيوية النيل العظيم ليصل مصر و هو مترع و ممتلئ شبابا ، في عطبره أسسنا فرق مسرحية و قدمنا عروضا متميزة والفنا و اخرجنا جماعياو كانت فرقتنا الصغيرة تكافح كي تستمر ولكن ،تجدني تتجاذبني الفرق الكبيرة فقد كنت اميز افراد فرقتي بالاضافة الي انني كنت صغير السن وكنت ذلك الحيوي والمبادر ، لذلك فقدتني الفرقة بعد ان انضممت لفرقة عطبره المسرحية ، سيد قناوي كافح كي انضم اليه بل واكثرمن ذلك ، ذهب الي والدي و اخبره بانه يريد ان يتبني ابنه ، اراد والدي ان يطرده لولا الجيرة ، كان سيد قناوي يعشق المسرح و بسببه كانت له مشاكل كثيرة مع زوجته ، كنا نقيم البروفات في منزله وكانت زوجته تتضجر كثيراو كان الجيران ايضا يتضجرون ، انه حي محافظ ، المهم ، سيد قناوي استخدمني لعروض محددة لغرض ، قدمنا عرض لماسبيو ـ مؤسسة اسمنت عطبره ـ ، مدفوع الاجر وكذب علينا نحن الممثلون و قال انه تبرع بالعرض ، و من هنا بدأالخلاف و تركت فرقته ، فرقة ـ آيزو للفنون المسرحية ـ و هذه فرقة غاية في التنظيم ، تضم موظفين وعمال السكة حديد ، لها مؤلف ومخرج هو ـ ياسين رفاي ـ ، هو اول من تحدث معي كمخرج عن امكانياتي وقدم لي كتاب عن المسرح للاستاذ محمد رضا حسين ـ التمثيل للهواة ، ولكن قبلها في الدورة المدرسية بعد فوزنا بمعظم الميداليات المسرحية قدموا لنا جائزة كبري عبارة عن مكتبة مسرحية،تخيل يا صديقي ان السادة المشرفين ارادوا ان يتقاسموها ولكن انا و علي مجذوب ـ زعارة ـ كنا لهم بالمرصاد ،كان نصيبي ذاك الكتاب الضخم ـ الحياةفي الدراما ـ ل ـ آريك بنتلي ـ لم افهم منه شيئا آنذاك ولكن بعد ذلك صار مرجعي الاساسي لفهم الدراما .

عطبره يا صديقي هي المرحلة الهامة و الزمن الهام والتفاصيل كثيرة للغاية لذلك تجد سردي ليس منتظما ، سيكون هذا الجزء الخاص بالامكنة التي شكلتني و كوننتي مختصرا ، ساتحدث عن فرق و شخصيات كان لها تأثيرا كبيرا في حياتي و مسيرتي الفنية ، عطبره الثانوية كانت بها جمعية مسرح و موسيقي قديمةو كنت احد رؤسائها عام 78 ـ1979م و قدمت هذه الجمعية في فترة رئاستي اليوبيل الفضي لمدرسة عطبره الحكومية ،كما اعدنا تأهيل المسرح من منحة قدمها لنا مدير المدرسة تكريما لفوزنا في الدورة المدرسي مما آثار علينا نقمة المحافظين من اساتذة اللغة العربية والدين.
المسرح المدرسي له فلسفة و اهمية كبري توج بالدورات المدرسية
ـ الدورة الثقافية ، عوض رحمه احد اهم الشخصيات التي كان لها دور كبير في تشكيلي ، كذلك الاستاذ الصديق ذو الفقار حسن عدلان الذي كان يعتبرني ممثلا اساسيا لنجاح مسرحياته فاستعان بي لاول مرة في تاريخ المسرح المدرسي ان يأتي طالب من مدرسة اخري ليمثل مع مدرسة في مدينة اخري ـ مدرسة الدامر الثانوية ـ رواد مسرح عطبرة ، سيد قناوي ، عبد اللطيف الرشيد ، صلاح عوض الله الذي ساهم بفعالية في دخولي المعهد و كانت له ايادي بيضاء علي ، ياسين الحاج رفاي ، فرقةآيزو ذات التقاليدوالنظام الداخلي الصارم والالتزام المقدس بالمسرح ، في خلال شهرين من انضمامي لهذه الفرقة اصبحت سكرتير شئون الاعضاء وهذه وظيفة شاقة .
تخرجت و خرجت من مدينة عطبره وانا فنان مسرحي له تقاليد و معرفة لا بأس بها ، كنا نجوما في مدننا ، نجوما بوعي مبكر ، كنا لانبحث عن شهرة زائفة و لا مجد سريع ، كنا نبحث عن المعرفة و مزيد من المعرفة عن هذا الفن الجميل الذي يرتبط وللابد بالمجتمع و يعالج قضاياه ويمارس هذا الطقس للفرح والتواصل الوجودي ، كانت مرحلة بنائية هامة و كنا اكثر حظا من ابناء جيلنا لاننا وجدنا اناس ، عظماء ساهموا في تقديم خبراتهم و دفعوا بطاقاتنا الي آفاق و فضاءات ارحب .
هنالك شئ هام في الامكنة لا يمكنني تجاوزه قريتي الصغيرة في الشمال ، ريفي القولد ـ ،اسمها ـ سلقي ـ ،كنا نزورها كل عام في الاجازات الصيفية ، اهلي البسطاءالطببين ، اشياء اساسية نكتسبها من القرية ،هذه العاطفة المطلقة الجياشة التي لا تعرف حدود ، الفرح اللانهائي بوصول الاهل الي القرية ، منظر لا انساه واصبح راسخا في ذاكرتي ، كنا نصل الي مدينة القولد بالباخرة ، نركب عربة تكون في انتظارنا ، سائقها اسمه سليمان ، يستقبلنا عند الباخرة ، اول ما نشاهده دموعه المنهمرة ، وهو يحضن والدي لزمن طويل و هو يبكي ، يستقبلنا بالقبلات ، العربة هوستن قديم ، المسافة من القولد الي القرية سبعة كيلومترات ، الاهل ينتظرون بالقرب منزل جدي ، البيت الكبير ، الخالات ، العمات ، الاعمام ، الحبوبات ، ابناء الاهل كلهم في انتظارنا ، بكاء الفرح بكاء جميل و محبة لاحدود لها ، حبوبتي ، اجمل ما كانت تفعله انها كانت تشم رائحتي ، كانت تشمنا كلنا ، هل فهمت يا يحيي ؟ ، قبلات في كل مكان ، في الفم ، العنق ، الخدود ، قبلات العمة ، الخالة ، العم ، الكل يقبلك ، ـ يا غالي يا ابن الغالي ـ وكل هذه بلسان دنقلاوي حميم ، ان رائحة هولاء الناس الطيبين لم انساها ، رائحة زكية ، رائحة العرق مع الارض ، مع الزراعة و الحصاد ، كل يوم انا في منزل ، عند عمتي ، عندي خالتي ، حنان و عاطفة غير عادية ،كنت كثيرا ما انام علي حجر خالتي او عمتي او حبوبتي ، في القرية نركب الحمير و نذهب يوميا الي الساقية ، ركبت الساقية و حضرت حصاد القمح و يسمي ـ النوريق ـ ، كنت اعرف كل اجزاء الساقية ، احببت اهلي واحببت بنات اهلي كثيرا و كانت العواطف صادقة و جياشة ، ابي كان يحب قريته رغم انه مولود في مدينة ود مدني ، كان محبوبا و محترما في قريته ، يحبه الكبار قبل الصغار ، كانت الاجازة الصيفية عبارة عن عيد كبير في قريتنا ، هنالك شخصيات مؤثرة في قريتي و احداث كثيرة ساكتب عنها يوما ما ، كما انني لا انسي بيوت قريتي و شوارعها الضيقة و رائحتها التي لا تنسي ، رائحة العرق والفراش ، رائحة العام ورائحة الناس ، صدقني يا يحيي ، انا اكتب و اتذكر تلك الاشياء وابكي و دموعي لا استطيع ان احبسها ، هذه النوستولجيا والشوق الغريب لاشياء و تفاصيل هامة في حياة الشخص تصب زادا و وقودا هاما لاستمرار حياته كما قال ـ هنري بيرسون ـ ، ان ذاكرة الشخص هي شعوره و حياته ، الغربة موضوع كبير و تفاصيله اساسية في حياتي و كما قال ـ كارل يونغ ـ الذي قدم اكتشاف رائع هو الشعور الجمعي الذي هو عبارة عن التاريخ البشري الذي يشكلنا بثوابت انسانية مشتركة ، ان روح القرية مؤكد في السودان تشكل لنا ثوابت مشتركة موجودة في ذاكرة كل سوداني حقيقي .
اعتقد انني سردت كل الهام عن تفاصيلي مع المكان ،مؤكد ان هنالك اشياء سقطت بحكم الزمن والنسيان ، اتمني ان تجد في هذه الاشياء ما يفيد .
واخيرا ، اقول لك لخاتمة هذاالجزء من الحوار
ـ التمثيل فعل بحث عن الهوية و هو بحث لا يجد غايته الا بان يفقدها ـ ،،
هكذا ، من حيث كان الفنان المسرحي الرشيد احمد عيسي يمارس حياة لا تخصه الا بمعيار الغربة والغرابة ، حيث كان هناك في السعودية خارج حيويته كفنان مسرحي ومن حيث انا هنا في كندا ، من عاصمتها ـ اتاوا ـ اجادل حنيني و امارس نوع من ذلك الهذيان المثمر ، من هناك و من هنا كانت هذه الحوارية الحميمة والممتدة
ولا تزال النوافذ مفتوحة .

Post: #3
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-10-2004, 10:52 AM
Parent: #2

نوافذ مفتوحة
ـــــــــــــ
يحيي فضل الله
ـــــــــــــــ
الفنان المسرحي المتميز الرشيد احمد عيسي
بين حرفة تخزين التفاصيل وبين التوهج الدرامي ـ 3 ـ
ـــــــــ
,, كنت اعرف ان هذا اليوم وشيك المجئ ، تدهس عجلاته عشقي ... ذلك العشق الذي نسجناه علي نول الايام ، تعرفنا علي انفسنا و نحن نغزله علي مراعي الاغنام و نحن نجمع الحطب و نحن نغني و نحن نرقص ، نجري و نتدفق براءة ، ثم بدأت تتضح الفروق تفصلنا ، انت العفري وانا هطيل ، انا ذكر وانت انثي ، فقير اناوانت ثرية ، دميم ..... في البدء اعتقدت ان الرجل كذلك دميم ،لكنني انتبهت الي حقيقة ان الصبية من حولي أوسم ، لم يوقفني ذلك ولم تشعريني انت بذلك ، وانطلقنامن جديد اليان بدأت دمامة تشكل مادة للهزء والتفكه وسط الاتراب ، فما كان مني ولا ادري كيف فعلت ذلك ، ان جعلتها مادة حقيقية للهزء والسخرية مني و من الاخرين والاشياء فتحولت الطاقة العدائية نحوي الي حب ,,
ـ منلوج لشخصية هطيل في مسرحية التحدي ـ
فيما بعد منتصف اغسطس وصلني مظروف اصفر كبير علي عنواني بمدينةهاملتون
من الصديق الرشيد احمد عيسي و المظروف به تكملة محاور هذه النوافذ المفتوحة و كنت قد رحلت من مدينة اتاوا الي مدينة هاملتون في الاول من يوليو 2003م ، رحلت من مدينة اتاوا لاسكن في شارع له ايضا مع اتاوا علائق فهو يسمي شارع اتاوا العليا فهو احد شوارع جبل هاملتون و هذه ايضا وشيجة اخري تغازل ذاكرتي وحنيني حين اتحسس المسافة بين جبال النوبه و جبل هاملتون ، حملت مظروف الرشيد و نزلت الي حافة الجبل ممتطيا دراجتي الخضراء و جلست علي مقعد خشبي عتيق وتحتي المدينة تمارس حيويتها بين البحيرة ـ بحيرة اونتاريو ـ والجبل وبدأت اقرأ ـ،، صديقي العزيز ابو داليا
مبتدأ الكلام شوق ثم شوق ثم شوق ومنتهاه مبتدآه .
نحن نسعي بشدة للقيا نحاول عبر كل المتاح لنجعلها فيزيقية ، نلعن كل الظروف و كل السياسيين العاجزين عن منح ابتسامة ، نلعنهم لانهم حرمونا من لحظات الوطن وخفقاته و معاناته وابداعاته و حرمونا من تلاقي ارواحنا ، انفاسنا ، اجسادنا علي اجمل فضاء ابدعه الخيال الانساني ـ المسرح ـ
لك ودي و شوقي و حبي العظيم ولك لقيا في الحلم والخيال وفي القريب العاجل بأذن الله .
الرشيد احمد عيسي
قال شاعر اسكتلندي
ـ يا لها من قوة تلك التي تمنحنا اياها رؤيتنا لانفسنا كما يرانا الأخرون ـ ,,
و لاني اعرف تماما العلاقة الوجودية و الجدلية بين الرشيد احمد عيسي و خشبة المسرح اصابني نوع من ذلك الخوف المبرر جدا من وجود الرشيد بالسعودية ، لا يحتمل الرشيد حياته خارج و بعيدا عن فن المسرح ، كنت اقرأ فيما كتبه لي من هناك ، من الخبر بالسعودية وانا اتحسس هذا الفقد العظيم ، فقد هذا الفنان المسرحي لحياته بين شخوصه الدرامية ، كتب الرشيد عن ذلك بالم كثيف عظيم
كانت كل الاشارات تؤكد بانني حتما في طريقي للمعهد العالي للموسيقي و المسرح ، اسرتي محافظة تفكر في مستقبل واضح وبسيط لابنائها ، خالي من كل التعقيدات و كان والدي ليبراليا في تفكيره خاصة فيما يخص اختياراتك و لكن اخي الاكبر و هو اسلامي شاب صالح نشأ في عبادة ربه ،هو عائل الاسرة خاصة بعد اغترابه و قبلها ضحي بدخوله جامعة الخرطوم ليدخل معهد المعلمين العالي ليساعد الوالد في تربيتنا
لذلك كان هو الامر الناهي و كان يعتقد بانني يجب علي الاقل ان اكون معلما و ان ادرس لغة انجليزية و بعد الجامعة مباشرة يوفر لي فرصة عمل بالسعودية لتستمر حياة الدناقلة العجيبة الذين لهم مقولة مشهورة ان العمل و الثروة في الخارج موجودة في كتب الجغرافيا القديمة ، كأنما كان القدر يمنحني زمن ليأخذ زمنه
، انا الان مغترب بالسعودية و لم يخطر ببالي ان ذلك سيحدث و كنا يا يحيي نحاول ان نجعل لحياتنا معني ، ان نقول كلمتنا عبر اجسادنا او قلمنا او صوتنا ، ان نحول هذه الازمات الوجودية ، عذا الصراع الي جمال ، ان نمنحه خلاصة وعينا و شفافيتنا و حساسيتنا ، تمردت علي كل شئ وتبعت اختياري و دخلت المعهد العالي للموسيقي و المسرح ، كنت علي موعد مع لقاء الاحبة ، شركاء الحلم و الفكرة و الرؤية و الحب الانساني الذي لا يدركه كثيرون ، لقاء احبة يغذونك وتغذيهم ، جدلك معهم في الافكار ، في الاحاسيس ، في الرؤي و الرؤية ، في كل شئ هو استمرارك ، هو حياتك ، كان المعهد في تلك الفترة و انت تدري يا صديقي هو حليط من طلاب افذاذ أتوا من انحاء الوطن المختلفة ، جاءوا بتجاربهم الثرة ليجدوا معهد مفككا هشا و اساتذة تخيفهم المعرفة و يعصف بهم الجدل ، كان للمعهد مكتبة عظيمة و بعض اساتذة لهم فضل عظيم علينا ، اساتذتنا كانوا زملائنا و يستمر المعهد هكذا بهذه الجدلية الرائعة ، ان يتعاون الطلاب كل حسب اجتهاده ووصغه ، نتداول المعرفة عبر النقاش ، تبادل الكتب عبر المحاضرات الخاصة و السمنارات ، لم يكن هناك اساتذة اجلاء ، كانوا خائفين لاسباب انت تدريها يا صديقي ، كانوا يدرون انهم أتوا يطرق غير مشروعة و ان من يستحق ان يكون استاذا
هو خارج المعهد ، لهذه الخروقات الجبارة في تاريخ المعهد لم يتماسك و لم يمتلك رؤيا واضحة لتطوير الثقافة السودانية في مجالاتها المختلفة لان من كانوا به كان ينقصهم كل شئ ، كانوا فاقدا تربويا و فاقد الشئ لا يعطيه ، كانوا فاقدا ثقافيا و فكريا و تعليميا لذلك اصيب المعهد بالشلل الدائم و الفقر المعرفي و الفكري و التجريبي فاصبح عرضة لامراض قاتلة و هجمات شرسة من التعليم العالي وشكك في مهامه و كنا نحن ضحيته ، كان نتاج ذلك حركة مسرحية تعيش ليومها فقط ، لا حياة فيها ، خالية من الفكر و البحوث و التخطيط و تصور افاق المستقبل
، حتي التوثيق كان منسيا ، ان اساتذتنا يا صديقي لم يكونوا بحجم الوطن و لا المعهد و لابحجم انفسهم ، كانوا يخافون من ظلالهم لانهم كانوا غير حقيقيين ، دخلنا المعهد و الوطن تعصف به الازمات السياسية و يمزق السياسي الوضيع الانتهازي اوصاله و اليمين يعبث بكل شئ و يجد مناخا صالحا و ساحة خالية و بفعل ما يحلو له ، يموت الناس في اطراف السودان المختلفة بالمجاعة و تقطع ايدي اخرين في الخرطوم و تطبق الشريعة الاسلامية علي الفقراء و الجوعي ويغني لنا فنانوا العالم نحن العالم ، بكي الفنانون الما و حبا لانسانيتنا و انتحر مصور فتوغرافي حين التقط صورة لهيكل طفل يموت من الجوع و ينتظره صقر ليأكله بعد موته ، يا له من وطن ، نحن يا صديقي ذاكرة الوطن المتقدة ، لا ننسي مأسيه و معاناته لذلك سيكون رائنا و عداءنا للسياسئ السوداني ابدي ، لانهم سياسيوا غفلة بدون رؤي و تصور ، بدون افق ، بدون احلام و اشواق حقيقية لبناء وطن و انسان قوي ليساهم في الحضارة الانسانية و لا زال يا صديقي السياسي هو السياسي مثل ديك العدة يخرب كل شئ ، فهل نستطيع ا ن نجمل الكثير مما خربه السياسي ، انت عاصرت معي كل شئ و لك كتابات ثرة حول الحراك الاجتماعي ة السياسي والثقافي و يكفي تجربتنا الضخمة مع بيتر كوش الالماني والمقطوعيى بقوانين سبتمبر ، سيحين وقت الكلام المباح علي خشبة المسرح و في دراما التلفزيون نفسو بيدور ليوالراديو

ـ ,, عايز اتحرك اغوص في الشخصيات الحايمة دي ، استوطنها تماما واطلع بيها عليكم ، انسان الزمن العلينا دا شائك وصعب و محتاج لشغل كتير عشان يتفهم ، انا دارس اخراج و تمثيل صاح ، لكن العملية محتاجة لدراسة من نوع تاني عشان تكون فعالة و ذات خطر ، ما حاقدر اعمل غير ده ، يا اكون صادق مع نفسي يا اكون ترس داير في اتجاه ما مقتنع بيهو و ما عارف ه ,,
ـ شخصية جمعة في مسرحية التحدي ـ
وللرشيد احمد عيسي محطات مهمة في حياته الفنية ما بعد التخرج كتب لي عنها ـ,, الحديث عن جماعةالسـديم تحفه الكثير من المحظورت خاصة وانت من المؤسسين ولكن اليك رأيي الشخصي ،لم يكن كثير من افراد الجماعة بالقدرات الفكرية والمهنية الكافية لان تكون هنالك رؤي مشتركة خاصة ان موضوع المسرح يحتاج لمبدعين من نوع خاص ، اصحاب قدرات هائلة في الفكر والثقافة والتضحية فالمسرح فن معرفة و ادراك ويحتاج الي حوار نوعي لانه فن يرتبط بالتفاصيل الحية من الحياة و يحتاج الي مرونة ولمبادرة و فعالية و قدرة علي حل المشكلات فالمسرحي علي الدوام مشغول بالافكار و الرؤي والمعالجات ومشكلات الجمهور والتسويق و مشكلات اخري كثيرة و معقدة ، غير ذلك الحاجة المأسة للتجريب الغائب في تجاربنا للوصول الي صيغة مسرحية سودانية اصيلة في الشكل والمضمون و كانت هناك فئةمعينة تطرح الافكار و تسأل وتبحث عن الاجابات من خلال الاكتشاف والممارسة ، السديم كانت مرحلة هامة في حياة افرادها الاكاديمية ، كانت تجلي اكاديمي مثمر وفريد ولكن لم تكن هنالك عناصراستمرار كافية خاصة ان الواقع السياسي الاقتصادي الاجتماعي الثقافي لا يساعد وانت ملم بالتفاصيل .
قصر الشباب والاطفال ـ قسم الدراما ـ تقاطع مع جماعة السديم في انه كان معملا و مدرسة لاصحاب الرؤي و الافكار ومحاولات التجريب في المسرح ، كان مكانا خصبا لافراد السديم في امكانية استمرار تجربتهم خاصة ان المناخ الاكاديمي هو الوحيد الصالح لاستمرار التجريب و امتصاص لاسئلته الملحة و حاجته للمعرفة واشير هنا الي عطاء الاخ والصديق محمد عيدالرحيم قرني في المساندة والدعم ولكن شروط القصر آنذاك وادارته الجاهلة والضعيفة كانت في صراع دائم مع هذا القسم بدعاوي انه خلية شيوعيين و هكذا كانت هناك حرب شعواء ، كما ان نظام الترقيات والتقارير التي تكتب عن القسم واساتذته كانت غير منصفة فعاني الاخ قرني و تصوره من هذا التعسف الاداري والضعف العام الذي تعاني منه وزارة الشباب اذ انها كانت وزارة فاقد تربوي وماخور كبير تديره ايدي نسائية مشبوه ، وفي غمرة التصفيات التي قام بها الاسلاميين في تصفية المؤسسات والعاملين امتد حقدهم الازلي علي المبدعين والمثقفين ليطول قسم الدراماو هكذا اصبحنا بين يوم وآخر فائض عمالة ، نقل الاخ قرني الي جنوب كردفان وانا الي عطبرة لمكاتب الشباب لنفعل ماذا ؟ ، لا ادري ولكن الفكرة كانت لايقاف هذا القسم المزعج ، هذه التجربة يا صديقي كانت هي مرحلتي الهامة في حياتي المهنيةوالفكرية .

بعد التخرج مباشرة كانت هناك مرحلة لم شمل السديم واعادة فح الحوار و بناء الافكار والرؤي لاستمرار التجبة وبعد محاولات مريرة و حوار عاطفي فج مع بعض الافراد استطعنا ان نقنع البعض وفي ذلك الحين وانت بشكك الدائم في افراد بعينهم خاصة الاخ حاتم محمدمحمد صالح و آخرين كنا نواصل تجربتنا الذاتية في مسرح خاص بنا بدأ بعرض ـ الزنزانة ـ لهارولد كمل واخراج عادل السعيد و مسرحية مقترحة هي ـ التعري قطعة قطعة ـ كلفنا بها الاخ عادل الياس الذي آثر النجومية السريعة فهرول نحو فرقة الاصدقاء ، كانت تجربة انضمامي لقصر الشباب والانخراط في قسم الدراما مع الاخ الاستاذ الفذ محمد عبدالرحيم قرني قد وفرت لي مناخا خصبا في تحقيق الكثير من الافكار والاكتشاف خاصة ان تدريس المسرح له شروط صارمة و يحتاج لمعرفة متجددة واطلاع دائم في هذا المجال المعقدوالشحيح الدراسات فالتمثيل في المعهد لم ندرسه كما ينبغي والنظرية الاساسية التي تدرس تدرس خطأ فاعداد الممثل كتاب استانسلافسكي ترجم ترجمة بهاالكثير من الاخطاء وتجربة استانسلافسكي كانت عبر مراحل ، كل مرحلة تفضي الي اكتشاف و هنالك اكتشافات و تحولات علمية هائلة تثري الحياة المسرحية ، فرويد و اكتشاف اللاشعور ، بافلوف والارتباط الشرطي ، كارل بيونغ و اللاشعور الجمعي ، استانسلافسكي كان يفكر في اطار هذه المنظومة العلمية الهائلة ، فالتمثيل عملية نفسية ذهنية معقدة ، عملية تخطي الذات نحو الاخر تحتاج الي وعي وثقافة ومنهج ، كان لابد ان اعد نفسي لهذه المرحلة الهامة ، مرحلة تأسيس منهجي العلمي القابل للتطور و الاكتشاف والتعديل المستمر ، كل ذلك بالاستفادة من هذا المناخ العلمي الجاد في قسم الدراما ، كما ان استانسلافسكي فتح الباب علي مصراعيه لاكتشاف فن التمثيل واثراء هذا النوع من الدراسات التي هي مجموع العلوم الانسانية التي تستخدم اليوم في تحليل ودراسة ظواهر النشاط الانساني بالاضافة الي ان القصر كان للفاقد التربوي وان كل اقسامه توظف في اتجاه تأهيل هولاء الذين عانوا من مشكلات اجتماعية ونفسية حرمتهم من مواصلة حياتهم الطبيعية خاصة في التعليم وتنمية قدراتهم ، فكان تفكيري المستمر في تقديم اطروحة جادة وجديدة في اطار التجريب وهي استخدام الدراما في تأهيل الفاقد التربوي ،كان هما حقيقيا دفعني بشدة لتقديم هذه الاطروحة لنيل الماجستير في التربية وعلم النفس ، رشحتني لذلك زميلة عزيزة ـ توفت رحمها الله ـ كانت رئيسة قسم التدريب في القصر ولكن هيهات فجامعة الخرطوم رفضتني بحجة ان شهادتي دبلوم يعادل الباكلاريوس الوظيفي ،هذه احد ترهات جامعة الخرطوم والتعليم العالي ،اضاعوني واي فتي اضاعوا ، تخيل بكل هذا الحماس والجدية في التحضير مع الاستفادة من تاريخ وتجريب قسم الدراما في التربية من خلال التدريس للتمثيل والدراما والاعداد النفسي و والاستعداد الكامل مع معرفة واسعة بعلم النفس كعلم تجريبي موضوعه الانسان ،ولكن الاقزام واصحاب الاحلام الصغيرة دائما كانوا حجر عثرة ، لازال هذا الحلم يراودني وصدقني يا يحيي ان مشروع بحثي مع ذاتي مستمر وهذه الاطروحة احد مشاريعي التي سانجزها باذن الله .

كان هذا حلمي بالخروج بقسم الدراما بقصر الشباب الذي كان امانتي التي حملني اياها استاذنا الجليل قرني ، كنت احلم بالتوثيق لهذا القسم و اساتذته و تجربته الثرة بهذه الرسالة و تقديمها كمساهمة متواضعة للعالم في اطار استخدامات الدراما الثرة والكثيفة والحديثة ولكن سيحين وقتها ، اليك المفارقة ، زميلي في قسم الرياضة ـ حسن صابر ـ قدمنا سويا للماجستير تم قبوله هو وانجز الماجستير ، كان حزينا حتي انه تحدث للمسجل في جامعة الخرطوم و قال له مازحا ـ رسالة زميلي الرشيد افضل وافيد مني ـ ولكن معهد التربية الرياضية نال الباكلاريوس و معهد الموسيقي والمسرح لازال دبلوما يعادل الباكلاريوس الوظيفي ، يا لها من مفارقة .
الكتابة يا صديقي عن تجربتي قسم الدراما و السديم بتفاصيلها الدقيقة ستأخذ مني وقتا كبيرا ولكنك تعلم جيدا ان قسم الدراما كان يجرب علي جميع المستويات في الجانب الاكاديمي كنا نقدم مناهجا مفتوحة و ثره واساتذة متعاونين اصحاب خبرات عالية و متفردة و كان لدينا برنامجا اكاديميا وثقافيا ايضا متفردا و غنيا و كنا نأتي بكل الانجازات الدراميةو الثقافية المتميزة في الوطن لهذا القسم ، كما كنا نكرم كل المبدعين الافذاذ ، كنا نحاول ان نقدم انموذجا مثاليا لما ينبغي ان تكون عليه مؤسسات الفنون رغم كل الظروف المحيطة بهذا القسم الاانه افلح علي مدي خمسة عشر عاما ان يكون متفردا وان يقدم كوادر متميزة وارثا غنيا ولكن دائما تغتال التجارب التقدمية التي يمكن ان تطور و تدفع حركة الوطن الي الامام ، كان يمكن ان يتطور قسم الدراما ليصبح مدرسة او تيار فنيا في التجريب ويقدم نماذجا لمخرجين و كتاب واساتذة عظام يدفعون حركة المسرح الميتة التي تحتاج الي افكار جديدة وتجارب مستمرة ، كان يمكن للقسم ان قلعة فكرية للتجريبيين الشباب ولكن اين الوطن الحلم ؟ ، احيانا ، اجدك و كل الاخوة والاصدقاء في المنافي علي حق ،كنا نصارع في وطن هو في احلامناوتصوراتنا ولكن كان الواقع طاردا تحكمه و تديره جرذان تدمر كل شئ يقع علي نظرها ، كنت اتحاشي تلك النظرة التشاؤمية للوطن و كان أملي عظيما ولكن كلما انظر للتلفزيون اجد ان الاقزام لازالوا يتحكمون في كل شئ ,,
في بداية التسعينات تمانعت علينا خزانة الاذاعة لصرف اجورنا ، اذكرانه كان يوم خميس وكان غدا الجمعة يوم وقفة عيد الفطر ودائما ما يكون شهر رمضان بمثابةموسم من حيث كثافة الدراما والبرامج الدرامية ، حين وصلنا ذلك اليوم الي الخزانة حالمين بالصرف و بشراء مستلزمات اطفالنا للعيد اكتشفنا ان الخزانة خاليةمن اجورنا كمتعاونين وهنا صرخ الرشيد احمدعيسي ثائرا علي ماحدث ، بل انه ركض بثورته نحو مكتب مدير الاذاعة وكان وقتها الاستاذ الهميم صلاح الدين الفاضل الذي امتص ثورة الرشيد وتحمل الكثير من الشتائم وكنا قد ركضنا خلفه انا و معي الصديق محمد عبدالرحيم قرني خوفا من مغبة ما يسمي بغضبة الحليم ، اثناء ثورة الرشيد داخل مكتب مدير الاذاعة انتقلت بي ذاكرتي الي حدث صغير يكثف تضاده مع الثورة الحادثة امامنا ، بعد عروض تخرجنا في العام 1983 م سجل معي الاستاذ عزالدين هلالي حوار حول مشروعي تخرجي لمجلة المسرح بالاذاعة ـ حكاية تحت الشمس السخنة ـ للكاتب الدرامي الاستاذ صلاح حسن احمد و قد تم تسجيل مشاهد من المسرحية تخللت الحوار و كان الرشيد مشاركا في العرض بادائه المتميز لشخصية ـ يعقوب ـ واخبرني هلالي بعد نهاية التسجيل ان نحضر كلنا يوم الخميس لصرف حقوقنا المادية من خزنة الاذاعة ،جاء يوم الخميس وحين اخبرت الرشيد و نحن في قصر الشباب للذهاب الي خزنة الاذاعة رفض الفكرة تماما و بعد الحاح مني و ملاوة وصلنا الي خزنة الاذاعة و لازال الرشيد رافضا ان يصرف استحقاقه ـ تسعةجنيهات ـ التردد الذي احتل كل تعبيرات وجه الرشيد وقتهاوهو يوقع ولاول مرة اسمه علي الكشف المالي و الثورة علي وجهه الان و هو يشتم الاذاعة امام مديرها لحظتان تحرضان علي التأمل ، تأمل ذلك القرار المغامر بترك الوظيفة و الاحتراف و قد فعل قرني ذلك من قبله و استمرت خزنة الاذاعة تتمانع علي المتعاونين في صرف استحقاقاتهم و اظن ان ذلك حادث حتي الان ، يقول الرشيد عن الاحتراف ـ ,, كان قرار الاحتراف يراودني منذ تخرجي ، لايماني ان فنان المسرح لا ينبغي ان يعمل موظف وكنت علي الدوام احلم بان تكون لي مؤسسة او فرقة محترفة وانت شريك هذه الاحلام واحد صانعيها ولكن الواقع كان له رأيا اخر ، فالسودان كما كان جادلني اخي الاكبر صلاح وهو علي درجة من الثقافة عالية ، كان يقول لي ان السودان ليس بلد فنون فلا تكن حالما ، السودان ليس به دولة تحترم الثقافة وتقدرها و تقدر دورها في بناء الانسان السوداني ، السودان بلد لم يتكون بعد ، السودان انت لاتعرفه ،بلد قبلي متنوع متعدد ، ما تفعله صعلكه فانت لاتصلح لشئ ، ايه يعني فنان ، روح ـ,,
اما ابي فكان له رأيا ساخرا قال لي ـ ,, يعني حتكون احسن من الفاضل سعيد يا مشخصاتي ، الفرق بينك وبين الفاضل سعيد انو انت عندك شهادة مشخصاتي ,,
الاحتراف كان قرارا خطيرا و قاتلا خاصة وانا لم اعد وحدي ، لدي اطفال صغار و امرأة تحملت اقصي درجات الفقر ، تصور يا يحيي ، ماذا يمكن ان يحدث ؟ ، الاذاعة تعثرت كثيرا في صرف الاستحقاقات ، المسرح الخاص توقف رغم العمل مع بعض انصاف الموهوبين ، انت تعرفهم ، التلفزيون موسمي للغاية ، ما الذي يحمي المحترف ؟ ، ان الوطن مأزق كان لابد ان تأتيه من كل الجوانب ، ان تكون موظفا ، تاجرا ، فنانا ، وهذا ليس عيبا فالفنانون في كل العالم يستثمرون اموالهم التي تأتي من اعمالهم الفنية ، ولكن السؤال ، هل ما يدفع من اجور يكفي لحياتي ؟ ، دعك من الاستثمار ،كان يمكن ان ينجح الاحتراف في وجود فرقة جادة ذات تصور و رؤية اقتصادية و خطط واضحة وان يكون برنامجها كثيفا و انتاجها متنوع كما كنا نحلم وان تمتلك هذه الفرقة مؤسسة انتاجية متكاملة ، تلفزيون ، مسرح ، اذاعة ، وان تكون لها استديوهاتهاوفي نهاية المطاف يمكن ان تكون لها قناة تلفزيونية و مسرح خاص بها ،هذه احلامنا المشروعة ويمكن يا صديقي ان تنفذ هذه المشاريع في يوم ما ، كنت اعتقد ان الاحتراف والعمل الجاد في الوطن رغم الظروف السيئة يمكن ان يحقق كل تلك الاحلام و لكن من يؤمن بهذه الافكار ؟ ، نحن ازمتنا في عدم اتفاقنا وثقتنا وايماننا ببعضنا البعض ، اضف الي ذلك ضعف ثقافتنا العملية بالاضافة الي واقع كسيح و ورثة مسرحية من فنانين فقراء يفكرون في قوت يومهم ، فنانون بدون رؤي لمستقبلهم الذي اصبح مظلما معتما ، حتي بصيص الضوء اختفي ،كنا نحاول انا و معي الاستاذ الصديق العزيز قرني ان نحقق هذه الاحلام و كان حوارنا جادا و عمليا و كانت بدايتنا في هذا البرنامج التلفزيوني ـ ناس و ناس ـ واكتسبنا خبرات عالية في الانتاج و ادارته وبدأنا نخطط لشركة انتاج فنية و بدأت اتصالاتنا ببعض الجهات منها شركة دال للسيارات بواسطة عصام حسن نجيلة ، زميل قرني في الخرطوم الثانوية ، ووضعناخططنا و مشاريعنا العملية ولكن لظروف خاصةوتفاصيل ساسردها لك ، سافرت انا للسعودية وتعطل هذا المشروع المستقبلي الجاد. ,,
و لا تزال النوافذ مفتوحة علي احلام الفنان المسرحي المميز الرشيد احمد عيسي

Post: #4
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-10-2004, 10:53 AM
Parent: #3

طولو بالكم

Post: #5
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-10-2004, 10:55 AM
Parent: #4

نوافذ مفتوحة
ـــــــــــــ
الفنان المسرحي المتميز الرشيد احمد عيسي
بين حرفة تخزين التفاصيل وبين التوهج الدرامي 4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي تلك الألفة يمنحها وبكرم فياض للاماكن ، للاوقات المنسية والغارقة في تفاصيل الملل ، للاشياء التي تخصه و تخصنا ، للصباحات الباردة الانفاس ، للمساءات التي تجرجر اذيال الانكسارات ، للنهارات المقبحة بافعال المتمسرحيين و لغوهم اللزج المتناثر والمبعثر علي بوفيه المسرح القومي ،كافتيريا الاذاعة ، كافتيريا التلفزيون ، الازقة التي تربط بين الحيشان الثلاثة ، داخل استديوهات الاذاعة ، في مكاتب موظفي التلفزيون اصحاب العاهات الدرامية القاتلة ، تحت اشجار الفنون الشعبية ، هي تلك ألفته الحميمة ،هي تلك الضجة التي يحتفي بها المكان الذي صدف و تواجد فيه ، له ذلك الحضور الكثيف وكأنه يمنح ايقاعه الصاخب الممراح و يدسه في تفاصيل حركة الكون ، يختلف المكان الذي هو فيه عن المكان الذي هو غائب عنه ، يفتقد الزمن طعمه ويتغير مذاقه بقياس حضوره فيه و غيابه عنه ، بين هذا و ذاك تبحث عنه العيون الصديقة و تلك التي له معها خلاف ولكنه خارج مفهوم الجفوة ، هو متفق عليه من الجميع ، الذين لهم معه علائق من الود والمحبة والذين يحسدونه علي قدراته و جديته و روحه الوثابة نحو الحق والخير والجمال.
مساء كئيب ذلك الذي كنا قد فعلنا فيه كل شئ يخلصنا من الكأبة والضجر ، في حوش منزلنا بالجميعاب ، تحت شجرة النبق تلك التي تتباهي بزوج من القماري واستقبلت هذا المساء بضجة عذبة من العصافير التي تعودت ان تهجع اليها ، رششنا الحوش ، كان معي الصديق قاسم ابوزيد ، كنا نجهز وقتها لمسرحية ـ امبراطورية الجداد ـ، تنقلنا بين الاغنيات التي يبثها جهاز الكاسيت ولكنه الضجر لازال قائما وكأنه يمارس خلوده فينا ، ثرثرنا ، تناثرنا واخيرا عرفنا ان غيابه وحده عنا في هذا المساء هو الذي اورثنا هذه الكأبة وهذا الضجر ، حدثني قاسم ابوزيد و بحرفة مخرج يعرف مواقع التحولات الدرامية وحالما بالخروج من هذا الخط الدرامي الممل ، حدثني قال ـ ,, تعرف بس الرشيد ، الرشيد لما يجيء حيرفع الايقاع ،،
تحالفنا مع هذه الفكرة ، فكرة انتظاره ، انتظار الرشيد احمد عيسي ، انتظرناه كانتظار المخلص ، ومن بين نسيج ذلك الانتظار تبادلنا عبارات مكررة و مملة ، تري ما الذي يفعله الرشيد احمد عيسي بوجوده فينا ؟ ، انه وحده من يملك ان يخلصنا من الكأبة والضجر ، من الجمود والملل ، انتظرنا ، بدأنا نتخلص رويدا رويدا من احاسيس المتبلدة ، تهيأنا لقدوم الرشيد الصاخب الممراح ،علقنا انتظارنا علي حبال الترقب ، زحزحنا قليلا تفاصيل الكأبة والضجر عن احاديثنا ، هيأنا لقدومه الضحكات واحتمالات الصخب ، كان الباب الخارجي مواربا وايضا كانت ابوابنا الداخلية مواربة و متلهفة لقدومه الاليف الصاخب المرح ، ومن بين العتمة جاءنا منسلخا من حيويته وصخبه ، جاءنا بخطوات باردة ،عادة ما تكون خطوات الرشيد احمد عيسي واضحة الملامح ، تتبدل الاماكن والازمان و الاشياءو احاديث الاصدقاء بمجرد ان تجادلها خطواته ،جاءنا في ذلك المساء هامدا ،متعبا ،محمر العينين من اثر بكاء صامت ، صدمنا ، نحن الذين كنا نتوقع ان ننتصر علي الكأبة والضجر بقدومه ، ارتمي علي السرير المهتوك الكرش و اعلن اعتزاله للتمثيل ، هكذا الرشيد احمد عيسي يعلن اعتزاله للتمثيل؛؛؛؛ ، يعلن التخلي عن نبضات روحه ،عن مشروعية وجوده في العالم ، واحتد بنا النقاش حتي اشتبكنا ثلاثتنا في عراك ، كان عراكا حميما انتهي بنا الي بكاءمتشنج طويل فكان ان استقام بيننا ذلك الليل وعادت الي الرشيد روحه المرحة الصخابةو عرفنا انه جاءنا يحمل معه جرحا طفيفا من اثر خصام سريالي مع الحبيبة ، هكذا دائما الرشيد لايحتمل خصومات الحبيبة .
هذا المكتوب اعلاه جزء من مفكرة كتبتها و نشرت في جريدة الخرطوم ايام كانت تصدر بالقاهرة تحت عنوان ـ الرشيد احمد عيسي ، الايقاع الصاخب الممراح ـ نشرت يوم الاحد 28 مايو 2000م ، وكنت قد كتبتها تحت تأثير خبر وصلني عن هجرة الرشيد الي السعودية وكنت اتحسس بشفقة كثيفة ابتعاد الرشيد عن خشبة المسرح والدراما الاذاعية والتلفزيونية ـ،، اكتب هذه المفكرة عن الصديق الحميم والشريك الاليف الرشيد احمد عيسي متأثرا بخبر يقول انه غادر السودان الي السعودية تاركا وراءه الفته مع الدراما في السودان ، هي واحدة من تلك الخسارات ، دراما الاذاعة تفتقد هذا الصوت المرن المتمكن والذي اضاف الي هذا النوع من الدراما ملمحا متميزا في الاداء ، الدراما التلفزيونية ثابر فيها الرشيد وجاهد بروح ممثل متميز الامكانات ، هو واحد من اهم الممثلين الذين تخلوا عن اسلوب الاداء المسرحي في التلفزيون وراكم خبرة متأملة في كيفية التمثيل للتلفزيون ، للرشيد احمد عيسي عمل سينمائي مع المخرج المتميز الاستاذ ابراهيم شداد فاز بجائزة النقاد في مهرجان عالمي بكالفورنيا للافلام القصيرة ، الفيلم بعنوان ـ انسان ـ و من تعامله مع ابراهيم شداد تعلم الرشيد حرفة التمثيل للسينما ومن ثم التلفزيون ،،
وهانذا اواصل فتح النوافذ بيني وبين الرشيد احمد عيسي، هو في الخبر بالسعودية وانا هنا في كندا وكلانا في حالة ذلك الفقد المرير لممارسة فنون الدراما.
يقول الرشيد احمد عيسي ـ ،، عندما دخلت المعهد كانت عيني علي المسرح القومي فنحن ناس اقاليم ، الايمان بقدراتنا عالي جدا وشعورنا بالتفوق علي المركز ـ الخرطوم ـ كان حقيقيا ، فنحن في الدورات المسرحية نحصد كل الميداليات ونشوة الانتصار علي الخرطوم لها مذاق خاص و ممتع ، لكني كنت اقدر تماما مرحلة الاعداد المعرفي و اعلم ان الفرص حتما ستحين و بقوة ، و جاءت الفرصة ـ مسرحية التحدي ـ لخطاب حسن احمد و من اخراجك ، الا تعتقد انه كان تحديا حقيقيا لجيلنا ؟ ، تأكد لي ذلك حين انسحب الاستاذ مكي سنادة والاستاذ عثمان جمال الدين وتعرت اشياء كثيرة ، كنا نحتاج ان نقدم انفسنا بهذا التحدي والذي كشف الكثير من الضعف في الرؤية والتخطيط في ادارة شئون الحياة المسرحية ، وانت تدير هذا الصراع و تمسك بخيوط هذه اللعبة كنت انا في تحدي اخر يحمل في باطنه كل احلام زملائي المسرحيين في مدينة عطبرة ، كنت ممثلهم في مسرحيتك و كنت مطالب بالتفوق علي نفسي و علي زملائي وانا بعد خريج جديدممتلئ حماس و حيوية و اصرار و رغبة وحلم ، من هنا كنا نتعامل مع المسرح القومي الذي يفترض ان تكون له رؤية متميزة في ادارة شئون الحياة المسرحية في السودان باخلاص و صدق ورؤية و مفهوم قومي حقيقي ولكن كل شئ كان غائبا عن مفهوم المسرح القومي ، كان عبارة عن خشبة مسرح عارية من الفكر والتخطيط ، يتنافس فيه عدد من الموظفين اصحاب احلام صغيرة لذا صغرت الفكرة وتضاءلت حتي اصبحت لاشئ ، انا اخجل كثيرا لهولاء الذين كانوا يديرون هذا المكان المقدس ،لم يستطيعوا ان يبنوا له اساسا متينا و خططا و لا توثيقا ، لاشئ ، حركة مسرحية بلا مستقبل ،كانوا يقدمون مسرح لايحلم بالمستقبل ، كل شئ كان يحتاج لاعادة بناءو تخطيط ، الا توافقني ان كل الجهود ذهبت هباء ؟ ، اتمني ان تكون كل الاشياء بحوزتك ، ما يخص التوثيق ، صور و مقالات ، فانت يا صديقي ذاكرتنا المتقدة ، الحركة المسرحية السودانية لا يوجد بها مفكرين ، لا نقاد ، لا باحثين ، ماذا كان يفعل هولاء الناس ؟ ، لماذا لم يتحاوروا مع الحركات المسرحية في البلدان العربية والافريقية ؟ ، هناك عدم ثقة في ذواتنا و قدراتنا ، ماهذا الضعف الذي يعتري المبدع السوداني ؟ ، ازمة فكر و ثقافة ام ماذا ؟ ، لماذا لا يسأل المبدع هذه الاسئلة المقلقة؟ ، اين نقف من العالم؟ ، ما نحن؟ ، ماذانريد ؟ ، ما هي رؤيتنا لانفسنا وللعالم ؟ ، صدقني يا يحيي عندما اعود للوراءواتذكر كل تجاربنا اجدني واجد اصدقائي شركائي افذاذا عظام مع ما يقدم الان من مهازل و نكوص وارتداد ، لقد ادركت لماذا نحن ماضويون ، نحن يا صديقي شعوب ماضوية ،مهزومة ، تعيسة ، نرفض اعمال الفكر والعقل ، تهزمنا العاطفة الفجة ، معدومي الارادة ، قصيري النفس والنظر ، لا نفكر في المستقبل ، انا لست مهزوما يا صديقي لكني حين اتذكر حال المبدع السوداني و ماآل اليه الحال و ما جناه علي ذاته بسبب ضعفه وقلة حيلته ، كذلك كنا نحن ايضا ندور في نفس الدائرة ، لم نستطع فكاكا منها ولم نحاول نجد حلولا حقيقية ، تفرقنا وكل منا ذهب الي حاله ، انا لا اريد ان احمل ضعفي للأخرين ،خاصة الرواد ، لان ما قدموه في تلك الظروف الاجتماعية القاهرة والمتخلفة كان كثيرا و مدهشا يكفيهم ما اثمر من مبادرتهم ، انا منحاز اليهم بقوة ولي مشروع سانجزه مهما طال الزمن ، المشروع كتاب بعنوان ـ الكتابة بالروح والجسد ـ و هو دراسة في الاداء التمثيلي للفاضل سعيد ، محاولة مني في تكريم هذا النفر المعطاء ممثلا في استاذي الجليل الفاضل سعيد ـ اطال الله في عمره ـ نحن في حاجة مأسة للكتابة عن تاريخ المسرح في السودان ، ليست كتابة سردية ولكن تناول هذه الظواهر الهامة بشئ من الفكر والتحليل المنهجي ، هذاما ينقص الحياة المسرحية ، نحن يا صديقي لابد ان نضع هذه اللبنات .
الاسئلة التي تقلقني الان ، كيف نصنع حركة مسرحية معأفاة ؟ ، السؤال الذي يؤرقني بعد عودتي ، من اين ابدأ؟ ، مع من ابدأ؟ ، الان هناك شتاتا عنيفا في الداخل والخارج ، ما نحلم به بعيد المنال ، ان المسألة اصبحت اكل عيش ، في كثير من الاحيان افكر في الابتعاد نهائيا ، ان الانقاذ استطاعت ان تسحق كل شئ جميل ، حتي انها فرغت الكل من الفكر ، حولت الفن في مرحلة ما الي واعظ اخلاقي بليد واحيانا اخري الي تهريج يقوم به افراد وفرق مثل الهيلاهوب و غيرها من فرق المهرجين التي انتشرت في انحاء الوطن المختلفة ، تخيل يا يحيي خريج يحكي نكتة ، يؤدي منلوج ، نكوص خطير وارتداد في الكوميديا لايحتمل ، ظاهرة معقدة ، لذلك تجد محمد عبد الرحيم قرني قد انزوي في الدراما الاذاعية و قاسم ابوزيد تحول للتلفزيون وبقية الشباب تماهوا مع السائد ، اذا تحدثت عن الفكر يقولون لك ـ،، ده مرتاح عشان مشي السعودية ، ما عارف حاجه ،، ، تخيل الانحطاط ، كأني كنت قبل ذلك متماهيا معهم ، تخيل ان تختزل كل قدراتك الهائلة في نكتة او منلوج في فندق في رمضان تضحك الناس وهم يتناولون الافطار ، خفيف علي خفيف ، كنت اود ان اكتب لك عن كل شئ بالتفاصيل المملة ولكن هذه الظواهر لاتستحق التطرق اليها ، ستذهب حتما الي مزبلة تاريخ الفنون في السودان .
ما قدمناه في كل مجالات الدراما المختلفة من اذاعة و مسرح علي وجه الخصوص كان عظيما وانت تدري يا اخي ان نهاية الثمانينات و بداية التسعينات رغم الانقاذ قدمنا في الاذعة دراما راقية و رفيعة المستوي في البرنامج الثاني ، برنامج ـ فضاءات ـ و المسرحيات العالمية ، كان زخما مميزا تم اعتسافه من قبل الاسلاميين بدعوة انه خلية شيوعيين ،البرنامج العام ، المسلسلات والبرامج المختلفة ،كانت الاذاعة و لازالت هي الافضل لان تاريخها وارثهاوالقائمين علي امرها حرصوا علي استمرارها كما ان جمهور دراما الراديو في انحاء السودان المختلفة حريصون علي استمرارها ويشكلون ضغوطا هائلة علي القائمين بامرها ، تخيل هذه السلطة التي اسسها المبدعون ،ذلك يعني انه اذا كانت هناك جدية يمكن ان يشكل المسرح سلطته التي يفرضها من خلال الجمهور
وكذلك التلفزيون ولكن ضعاف النفوس والاحلام والفكر وقفوا حجر عثرة ، فازت دراما الاذاعة في مهرجان الاذاعة والتلفزيون بالقاهرة بالجائزة الاولي بعمل الطيب صالح ـ دومة ود حامد ـ اعداد مصعب الصاوي واخراج ابوبكر الهادي ، قرني و عبد الحكيم عامر و آخرين كانوا ابطال هذا العمل ، تعلمنا من الاذاعة الكثير خاصة تقنية و تكنيك الصوت واشياء اخري ، وجدنا في الاذاعة روادا افذاذ اكتسبنا منهم خبرات لا بأس بها ، عوض صديق ـ رحمه الله ـ ، محمد خيري احمد ، حاكم سلمان ، عثمان الشايقي وأخرين ، الاذاعة بمثابة البيت الكبير ،ولا انسي هولاء الافذاذ الذين اكتسبنا منهم خبرات و مواقف ، عبدالرحمن الشبلي ، حسبو محمد عبدالله ، رابحة محمد محمود وبلقيس عوض ،ولكن مع التحديث بدأت اشياءكثيرة تفقد ، برامج و مسلسلات ، الاذاعة المكان الوحيد الذي يوثق بدأ يفقد كنوزه الثمينة ، انهم يضيعون تاريخ الشعب السوداني الثقافي الاجتماعي الابداعي ، ماذا نحن فاعلون يا صديقي ؟
التلفزيون هو الابن الشرعي للسينما ،ورث كل تقنياتها والان ورث حتي جمهورها و كل شئ ، نحن في السودان لم نتعامل مع هذه القضية ولم نفهمها جيدا خاصة اننا لم تكن لدينا سينما كالمصريين الذين استفادوا من تماسهم مع الاروبيين فالتقطوا هذه التقنية مبكرا في مطلع العشرينات من القرن الماضي لذا تجد الممثل يتعامل مع الكاميرا بعلاقة حميمةمعها فهو تلقائي لا يظهر انه يمثل و كذلك باقي التقنيات و كتابة السيناريو ، هذه خبرات تتراكم عبرالزمن و الممارسة ، فالمقارنة اصلا مع االمصريين منتفية ، فنحن بدائيين يا صديقي ، في اول السلم بالاضافة الي ان المخرجين في التلفزيون فاشلون ، اننا لم ندرس الاخراج التلفزيوني كما ينبغي ،كان مجرد مادة مساعدة غير ذات اهمية ، فنحن نتطاول علي هذه الوظيفة الابداعية و نتعامل معها بكثير من الاستخفاف ، ان هذا العصر هو عصر التلفزيون ، بدأنا تجربتنا الاولي في الانتاج بالبرنامج الدرامي ـ ناس وناس ـ وكانت لدينا خطط وبرامج واحلام كبيرة ، انا و قرني واصطحبنا معنا طلابنا الذين كنا نعتقد انهم ورثتنا و بدأت اولي خلافاتنا مع المخرج مجدي النور وكنت اعتقد ان الخلافات امر صحي للغاية وهي مبعث امل في هذا الجيل ولكن تحولت الي شئ غريب مريب ، انتهت التجربة بحلوها و مرها وقدمت انجازا اوليا رائعا و لكن بقي في النفوس شيئا ، قررنا انا و قرني ان نؤسس لمكتب فني يكون نواة لشركة مع الابتعاد عن العاطفة النبيلة لطلابنا وان نتعامل معهم كأي منتج ، اختلط عليهم الفهم رغم ان تعاملنا المالي كان متميزا و كنا نضع في تقاليد جديدة و لكن انت تعلم ان الحركة الفنية بها ما بها من امراض فالكثيرون لا يريدون استمرارنا فتوقفت التجربة وبدأنا في الاعداد لمشاريع ضخمة و كبيرة من شركة انتاج و مسلسل ـ المصارع ـ و سلسلة افلام تلفزيونية و لكن حدثت لي مشكلة والتي تتعلق بمسرحية ـ يا نحن ياهم ـ تأليف عادل ابراهيم محمد خير واخراج قاسم ابوزيد ، هذه اخر تجربة لي في المسرح مع الصديق قاسم ابوزيد ، كانت التجربة انتاج ذاتي ، محاولة منا للاستمرار في العطاء المسرحي ، كنت انا مديرا للانتاج و معي نبيل متوكل و بلقيس عوض وابوبكر الهادي و تعمل معنا سمية عبداللطيف بأجر عالي جدا ، فشلت التجربة ماديا في الخرطوم و بدأنا نفكر في تمويل الاقاليم ، ساهم قاسم ابوزيد مع صديق له في تمويل التجربة و كتبت انا عقدا مع هذا الشخص ، فاتني ان اذكر انني دفعت اجري عن مسلسل ـ اخر قطار ـ للتلفزيون كاجر للاعلانات ، لان المنتج صديق قاسم كان سيذهب للسجن فكان لابد من رد الوفاء فدفعت اجري و قام الزملاء بتسديد هذا الاجر بعد التمويل ، يعني طاقية دا في رأسك داك ، فشلت التجربة ايضا في الاقاليم رغم ان التجربة سددت نصف المبلغ للممول و دفعت لسمية عبد اللطيف اجور متأخرة قرابة المليون جنيه ، كنت اسددها بيدي و اولادنا في الخرطوم جوعي ، فشلت التجربة في كسلا ، حتي عودتنا الي الخرطوم دفعها تلفزيون كسلا وعدنا و علينا ديون لهذا المنتج عبارة عن75 الف جنيه اضافة لاتفاق يقضي بمنحه 70 الف جنيه عن كل عرض و عندما عجزنا عن الدفع رفع علينا قضية مدنية اطرافها قاسم ابويد ، ابوبكر الهادي و شخصي الضعيف ، كان المحامي أبو الذي انسحب من القضية بحجة ان قاسم كذب عليه لانه قرر ان يعمل تسوية مع المنتج الذي رفع علينا قضية بمبلغ 5 مليون جنيه ، كان قاسم قد وعد المحامي أبو بانه سيوفر مليون جنيه ، طبعا المنتج لم يكن لديه علينا الا هذا المبلغ 70 الف جنيه ولكن القضاء السوداني اغريب العجيب ، كنت اناوالاخ ابوبكر الهادي الموقعين علي تلك الورقة التي تمنح هذا الممول 70 الف جنيه عن كل عرض و حكمت المحكمة بدفع مليونين ونصف واستأنفنا و شطب االاستئناف في ظروف غامضة و اصدرت القاضية امر قبض علي شخصي ابوبكر الهادي و تم اعتقالي من استقبال الاذاعة ، كان مشهدا غريبا ، غريبا للغاية ، اثنين من المباحث معهم الممول ، اخذوني للقاضية التي قالت ـ ،، تدفع و لا ادخلك السجن ،،ـ ، قلت لها امنحيني فقط 24 ساعة ، رفض الممول وقال هو لا يوافق ، دخلت حراسة الاوسط والساعة الثالثة ظهرا اخذونا الي سجن امدرمان و هناك بدأت المهزلة والضرب وحلاقة صلعه ثم الفيش والشرطي نظر الي وقال لي ـ ،، اي يا استاذ ، حرام ،، ـ ، في اليوم التالي رحلنا الي سجن كوبر ووجدت ايضا الباحث الاجتماعي الذي كان مندهشا ـ ،، يا استاذ ، معقول ؟ مالك ، انشاء الله خير ،، ـ وادخلني مكتب الباحثات وايضا بدت الدهشة عليهم ، كان شيئا غريبا لهم ، ممثل في السجن ليس لدور يؤديه انما هذه المرة مدان ، تجربة السجن يا عزيزي طويلة و فريدة وثرية ولازالت في طور التخمير و سيكون لنا حديث طويل ، طويل جدا حولها ، المهم في أخر لامر ان الاخ علي مهدي دفع المليونين ونصف و خرجت من السجن لاجد في انتظاري فيزا للسعودية ، قررت ان انحاز لاحلام اطفالي و زوجتي انحيازا مطلق ، رغم انها احلام سراب لانهم بعيدين عني ، ما اقسي ان يكبر اطفالك وتغيب عنك تفاصيل نموهم ،، ـ
و هنا تقفز من ذاكرتي لوحة فيها الكثيف من الجدل مع حديث الرشيد عن اطفاله و هو يفتقد تفاصيل نموهم ، صباح من صباحات الجميعاب ، يوقظنا قاسم ابوزيد و هو يتهزهز علي السرير الذي يستجيب لتلك الهزهزة بصوت سكسكا ويكون صوت سكسكة السرير خلفية موسيقية كي يعلن قاسم ابو زيد عن بداية اليوم منتحلا صوتا اذاعيا كي يقول ـ ،، صباح الخير امبده ،،
ليدخل الرشيد احمد عيسي المسمع مغنيا بصوت مترع بامنيات عازب عاشق مستعد ان يهرول متهورا نحو الزواج ،كان الرشيد يغني دائما في صباحات الجميعاب
ـ ،، لما باكر يا حليوه
لما اولادنا السمر
يبقوا افراحنا
البنمسح بيها
احزان الزمن ،،ـ
و لا تزال النوافذ مفتوحة للرشيد احمد عيسي

Post: #6
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-10-2004, 10:58 AM
Parent: #5

نوافذ مفتوحة
ــــــــــــــ
يحيي فضل الله
ــــــــــــــ
الفنان المسرحي المتميز الرشيد احمد عيسي
بين حرفة تخزين التفاصيل وبين التوهج الدرامي ـ 5 ـ
.................................................
،، يا يحيي ، نحن احلامنا بسيطة ، ان نحيا في الوطن ونجمله ، نريد حياة لا نهان فيها ، فقط الشروط الاولية ، ان نأكل ، نشرب ، نسكن ، نتعالج ، نتعلم ، نحن لا نفكر في الثراء و لا القصور و لا العربات الفارهة ، نحن فنانون منحازون لانسان وطننا الفقير الغني ، منحازون لقضاياه ، موضوعنا الجمال و امكانيته في جعل الحياة ممكنة .
يبدو اننا كنا شيئا غريبا في جسد الحياة المسرحية،كان هناك متمسرحون غريبوا الاطوار ، سماتهم وتفاصيل ممارستهم لا تقول بانهم مبدعين اصيليين ، حتي المنافسة يااخي تتلبسها عناصر المؤامرة ، كل شئ دسيسة ، حتي وجودهم في هذا الكون يخيل لي كان دسيسة ، لذلك استخدموا كل المعاول لايقاف هذا التيار الجديد ، اتذكر وصف المرحوم الفكي عبدالرحمن لنا الذي افشاه محمد شريف علي ـ انا وانت لقطاء الحركة المسرحية ـ ، اليس هذا قمة الحقد والحسد والابتذال والانحطاط ؟
ماذا ترجو من آباء هذا هو وصفهم لنا ؟ ، سبحان الله ، عندما اتذكر هذه الاشياء ادعو الله كثيرا ان يعفيني من هذه المهنة وهذا النفر الغير كريم و اصيل ، لذا عندما تحلل لماذا لم تمثل ـ مآساة يرول ـ السودان في مهرجان بغداد 1992 م ولماذا اوقفت ومنعت قبلها ولنفس دورة هذا المهرجان مسرحية ـ قبةالنار ـ وكذلك عرض ـ اربعة رجال و حبل ـ الذي منع من تمثيل السودان في مهرجان القاهرة التجريبي 1992م و قد اوقف هذا العرض عدة مرات اخرها ان التلفزيون لم يبث هذا العرض و قد تم تسجيله في احتفال باليوم العالمي للمسرح 1994م ورغم ان التلفزيون اشتري العرض الا انه تمانع علي هذا العرض المميز بالمنع حتي هذه اللحظة
لماذا اوقفت ـ الناس الركبوا الطروره ـ ؟
ببساطة شديدة يا اخي ، كانت هذه الاعمال تكشف ضعف هولاء وتقدم المسرح الذي نبغي ان يكون ، المسرح الذي يحمل رؤية و تكتمل عناصره في كل شئ ، النص الجيد ، ممثلين اصحاب مناهج و قدرات ، مخرج صاحب رؤية وتمكن في توظيف ادوات العرض ، شباب لهم القدرة علي الاستمرار لذلك كان يجب ايقافهم و هدمهم ، انا لا اري سبب غير تميزنا و اقول لك شيئا ، بعد ذلك يا صديقي لم يقدم مسرحا جيدا و حتي الان ، لاشئ يا صديقي ، انهم لاشئ لانهم غير حقيقيين ، حتي المنافسة لم تكن شريفة ،كل شئ في الوطن يتم بطريقة غير شريفة ،كنا نصارع يا اخي في اناس جوف ، لان الوطن كانت تسود فيه ثقافة واصحاب الحديث المرخرخ والعبطا واللبطا ، كنا ندرك اننا في موضع استهداف لاننا راهنا علي الاختلاف ، راهنا علي الجمال فقط بدون مؤامرة او دسيسة ، مسرحية ـ الاجاويد ـ هذا النص الاذاعي الذي كتبته انت وقدم في الاذاعة تملكتني رؤية تجريبية عميقة عنصرها الاساسي الممثل و علي ضوء ذلك بدأت العمل فيه مع خريجي المعهدواستطعت ان افجر قدرات الممثل الهائلة ، قدم هذا العرض في مهرجان للمسرحيات القصيرة و فاز بجائزة الاخراج ، كنت اعلم ان التجربة كانت غنية و جميلة و تستحق هذا الفوز بالجائزة ، ولكن خرج الاخوة بان رئيس اللجنة قاسم ابوزيد صديقي و هولاء شلة واحدة ،لغط لامعني له ، المهم ،كان ينبغي ان تسجل للتلفزيون ولكن قيلت أراء غريبة مريبة و رفض تسجيلها وللاسف الحجج التي قدمت كانت واهية ، بالاضافة لانها كان ينبغي ايضا ان ترشح لمهرجان ، اكرر انني لا اري اي اسباب لذلك غير تميزنا ، لهم اسبابهم الواهية ولنا صمودنا و رهانناعلي الفن الجميل
ـ ,, شوف انا ما بحب اللجوء لاساليب معينة في العمل النفسي زي التخدير والتنويم المغناطيسي ، احبذ حاجة واحدة هي مواجهة الذات ، مواجهة الشخص لنفسه والتحدث معها.... ,,
ـ شخصية نجوي في مسرحية التحدي اداءالممثلة المتميز تماضر شيخ الدين ـ
وللرشيد احمد عيسي تأملات في علم النفس حد محاولات للتطبيق والربط الوثيق بين الشخوص الدرامية و مدارس التحليل النفسي ، عادة ما كان الرشيد يتوغل بنا بعيدا حين نكون في بروفة لدراسة و تحليل النص و لا انسي مطلقا تحليله النفسي لشخصية ـ يعقوب ـ في نص ـ حكاية تحت الشمس السخنة ـ للاستاذ صلاح حسن احمد ، كان تحليليا مبني علي عقدة الخوف في الشخصية من حيث امتصاصها للخوف كبعد درامي جوهري يحكم افعال وسلوك مجتمع النص ، هي تفاصيل دخول الرشيد كممثل في الشخصية المسرحية او دخول الشخصية في الرشيد او يلتقي الرشيد بالشخصية في منطقة وسطي بين دخولها ودخوله وكلها احتمالات للاندماج ، عن هذه التفاصيل مع علم النفس يقول الرشيد احمد عيسي ـ ,, انا لا اريد ان اتحدث بتفاصيل عن علم النفس لانه علم واسع وتجريبي ولكنه العلم الذي فتح لي آفاق معرفتي بذاتي وبالكون بالدراما بالاضافة لمشكلتي الخاصة جدا في الاسرة والعائلة ،لقد ورثنا مرضا خطيرا هو عصاب القلق الذي يتطور الي وسواس قهري ، بارانويا و ينتهي بالانفصام و يسمي حديثا ـ فصام البارانويا ـ ، تعلقت بعلم النفس وكنت نهما في قراءتي له حتي في ملازمتي لاخي عيسي ، انت تعرفه جيدا ، كنت متأكدا بقدرتي علي علاجه ، ليس عيسي فقط وانما اي مريض ذهاني يمكنني ان اعالجه وهذا ليس ادعاء حتيانني كانت لدي محاولات في مستشفي الخرطوم ، نحن نعالج الشخصية في الفن والطبيب يعالجها في الواقع ، نحن اكثر شفافية و دقة وتفاصيلا ونمتلك في ذلك منهجا و نتخطي ذواتنا نحو الشخصية و نعيش حياة مزدوجة ، حياتك و حياة الدور ،هذا الوعي وهذه الشفافية و هذا المنهج التقطه طبيب امريكي اسمه ـ جيه ال موريتو ـ وأسس منهجا لاستخدام الدراما في العلاج النفسي ، بدأ هذه الطريقة في علاج الانحرافات السلوكية لدي الاطفال ، والان تطور استخدام السايكودراما الي ما يسمي بالعلاج الجماعي ويحتم ذلك وجود طبيب نفسي اخصائي طب عقلي ، باحث اجتماعي و معالج نفسي دراماتورج ، المنوط بهذه المجموعة التعاون المستمر ، كل حسب تخصصه ، وصولا الي العلاج ، لا يوجد مخرج محدد ولكن الدرامي مع الآخرين يجعلون المريض يعتلي خشبة المسرح و من خلال الاداء و تداعيه يعاد تأهيل المريض ، طبعا يا يحيي حاولت التجربة وهذه الطريقة في مصحة كوبر ، قدمت اوراقي وكان هناك عميدا جادا وصادقا وتجريبيا و لكن جاءت الانقاذ و فصل للصالح العام و قدمنا عرضا تجريبيا كانت ردود افعاله خطيرة للغايه و نتائجه مبشرة و لكن ..................
كذلك كان لدي حوارات مع الدكتور عبدالله عابدين كانت فعالة و مبشرة لانه تجريبي و يؤمن بالحداثة في العلاج وضد العلاج التقليدي ، حضرت له جلسات مع مرضي كثر وقدم لي نماذجا خطيرة وكان بيننا تعاون ولكن مع الضغوط هاجر الي قطر ، علاقتي بعلم النفس كنت اتمني ان اتوجها برسالتي في استخدام الدراما في تأهيل الفاقد التربوي ، الشئ المهم بعد القصر عملت استذا لمدة ثلاث اشهر في مدرسة الاحفاد اساس وكانت تجربة ثرة لاني قررت ان اجرب شيئا هاما هو استخدام الدراما في تنمية القدرات ووضعت منهجا جميلا يشمل فن العرائس واستعنت باحد طلابي بالقصر واجتمعت مع امهات التلاميذ وفتحت معهم نقاشا هاما حول استخدام الفنون في التربية و تنمية القدرات وان العالم الان تخلص من التعليم التقليدي وان هنالك ثورة كبري في مناهج التربية ، وبدأت في جذب انتباه الكثير من الآباء والامهات وبدأت في علاج كثير من مشاكل التلاميذ النفسية ، صدقني يا يحيي ، وجدت مناخا طيبا وخصبا للتجريب و تطوير مقدرات الاطفال و بدأت تنشأ بيني وبينهم علاقة حميمة فكانوا ينتظرون يوم الدراما بكثير من الحب و الشوق ولكن ، حتما ان هنالك من يقول لك انت تفعل شئ نحن لا نريده و تتدخل في شئون خاصة بالادارة فالتربية من اختصاص الادارة وهكذا .......
كل هذه الاشياء القاسم المشترك بينها هو التجريب ، المسرح بدأ تجريبيا وسيستمر ، علم النفس بدأ تجريبيا وسيستمر ،والعلاقة جدلية و ديناميكية بينهما ،كما هناك يا صديقي رأي يقول ان الممثل عصابي يخفي خلف براعته في تقمص الشخوص المختلفة اعراضا هستيرية وجدت تفريغها علي خشبة المسرح ،ولكني اكون مع سارتر الذي وصف الممثل بهذه الدقة المتناهية ـ الممثل كائن لا يتوقف عن التحليل الذي يمثل حياته نفسها ، لا يتعرف علي ذاته ولا يعرف من هو ، كما لو كان قد تحول الي مجرد ظل يتوهج ساعة ثم ينطفئ ـ
التمثيل يا صديقي شئ في كيمياء الدم ، في كيمياء الدم توجد مادة اسمها ـ دوبمن ـ هذه المادة تفعل شيئا ما يجعل الجهاز العصبي متوازنا ، ان التمثيل هو هذه المادة بالنسبة لي ، انني يا صديقي خلقت وتخولقت بكيمياءالمسرح يسيمائيته وسنوغرافيته ، فانا في ادائي للشخصية تتغير كيمياء دمي وهذه من اسرار الحالات التي تنتاني ، ان الحياة المزدوجة التي يعيشها الممثل يحدث فيها تغير كيميائي و فيزيائي نفسي جسدي هائل للممثل ,,
لابد من ان يحتفي الرشيد احمد عيسي باصدقائه الذين هم في نسيج التجارب والتجربة لاسيما انه كان كثيرا مايروج لمفهوم الصديق والشريك الحميم باعتباره مركزية ناجزة وفاعلة و متفاعلة مع فكرة المسرح كفن جمعي ، دعوني انمذج هذه العلاقة الجوهرية قبل ان يفصلها الرشيد بما كتبه الرشيد عن الصديق الاكثر من حميم الراحل المقيم عمر الطيب الدوش
زمان كنا بنشيل الود
وندي الود
وفي عينينا كان يكبر حنان
فات الحد
الى الانسان الكونى استاذى الذى قتلته الشفافيه شاعر الاشواق والاحلام وصور الوطن الذى ابى ان يتحقق فى الواقع مات وهو يحلم بسودان عبد الغفار ،مات كما مات مايكوفيسكى يحلم بالغد المشرق الذى يسرقه سياسيو الغفله
استاذى عمر الطيب الدوش
ابو ستــــــنا
وانت ترقد فى قبرك بسلام بعد مشروع بحث مضن فى تحقيق الذات ياخذنا الشوق اليك ونسمع اخر كلماتك (ضلمت )كنت ياستاذى قد استشرفت الظلام الاتى الذى غطى بسواده كل شئ جميل كل الاحلام والامال ،كل التطلعات والاشواق .ان مبدعينا يموتون باحلامهم واشواقهم ..يرحمك الله استاذى الدوش ويسكنك فسيح جناته
سيناريو البدايه
طفله عمرها لايتجاوز العشره اعوام عيونها تشع بالبراءه ،شعرها مجعد انفها دقيق فمها صغير ..وابتسامه تفتح كل نوافذ عالم الطفوله ..جسم نحيل لم يعرف من الغذاء غير العصيده ..ملابسها رثه كانت تضج بالطفوله الغائبه ،احضرتها امها لكى تعمل فى المنازل باجر يومى امهاتتساوى عندها المنازل مايهم هو الاجر حتى تسد رمق اطفالها الجوعى ،دخلت الام وابنتها الى البيت الكنز تركتها امها بعد الاتفاق مع صاحبة البيت لكى تقوم بالنظافه وتركتها صاحبة البيت لزوجها استاذى عمر الدوش وذهبت لعملها ..نظر اليها استاذى الكنز وابتسم سالها عن اسمها قالت له:منى
اتسعت الابتسامه وقال لها :يامنى لعبتى حجله ؟قالت له نعم ..لكن امى مابتخلينى العب مع البنات لانو لازم اشتغل عشان اخوانى ياكلو .نزلت دمعه حرى على خد استاذى وقال وهو يحبس دموعه حتى لاتراها منى :ان الوطن فقد براءته قال لها :بتعرفى علب الصلصه الصغيره ..اجرى جيبى من الشارع اتنين وانا عندى الخيط ..اجرى .ضحكت منى ضحكه تنم عن البراءه وجرت نحو الشارع احضرت بسرعه متناهيه علب الصلصه الفارغه وكان استاذى قد جهز الخيط والمسمار وبدا فى صناعة تلفون العلب وعندما ماكتمل قال لها :نلعب تلفون تلفون .انا قاعد هنا ،وانتى امشى باللفه دى .حملت تلفونها وجرت بفرح غريب سالها خلاص يامنى وصلتى ؟ قالت له :نعم
قال لها خلاص ختى السماعه فى اضانك .آلو منى ازيك انا الدوش .انتى منو؟
وادركت منى لاول مره طفولتها فضحكت ضحكه خجوله وسرعان مانفجرت فى الضحك كان ضحك الفرح الغائب المغتصب .وهكذا كان الدوش يعبر عن الوطن :بتطلعى انتى من صوت طفله وسط اللمه منسيه
الوسط
كان استاذى مستلقيا على سريره فى الحوش يتصفح كتابا .هجره الاحبه والاصدقاء والزملاء الا من صديق هو خير جليس فى الانام .الكتاب الذى لم يفارقه حتى عندما لفظ اخر اهاته .كان يدرك ان ازماته الوجوديه من ملل ومن اخر يفتقد الشفافيه لابديل لها الا الكتاب ..المعرفه التى تمنحه الاستمراريه والديناميكيه .فجاه تقف عربه من صوتها ادرك انها عربه كبيره لايمكن ان تحمله له صديق او قريب واستمر مسلسل المفاجات يرتفع سلم على عمود الكهرباء يتسلق احد العمال وهو يحمل ..زرديه..ويلبس قفازات على يديه ادرك استاذى ان عناصر المؤامره والازمه قد اكتمل .فهو موقوف من المعهد العالى للموسيقى والمسرح والذى يعمل استاذا فيه وكذلك راتبه .والاصدقاء والزملاء الاساتذه كل ينادى على من؟ لادرى .نهض استاذى ضاحكا وقال للعامل :خلاص جيتو تقطعوها والله ماقصرتو معانا امهلتونا لكن والله كنت جاى ادفع وهسه انا حاادفع بس اصرف الموقوف ده ويستمر فى ضحكته الشهيره آآآآآآآآآ.ويسترسل قائلا للعامل:اقوليك لو مصرين عليك الله خلى لى لمبه صغيره واحده اقرا بيها وانشاء الله افك الموقوف ده واجى ادفع ضاحكا هاهاهاهاهاهاهاها.هذا هو الدوش شاعر الوطن العظيم لايحلم بقصر او فيلا او منزل على النمط الكليفورنى كان فقط يحلم بان لا تقطع الكهرباء وان تكون له لمبه صغيره تنير له وتيسر له المعرفه حتى ينير لهذا الشعب حياته ومستقبله ويشبع وجدانه بحب الوطن والتراب
النهــــــــــــــايه
المسرح هو الفن الاكثر ارتباطا باللحمه الحيه من المجتمعات ،هو الانعكاس الاسمى للوجود الانسانى المسرح فعل معرفه وتعرف وادراك وفهم ،المسرح تعبير الانسان الغريزى نحو الفرح ،المسرح فن شعبى جماعى يعبر عن وحدة الوجود البشرى ،المسرح فن يعبر عن اشواق واحلام وتطلعات وامال الشعوب فى الفر ح والحب والسلام
أهم الاسباب التى دفعتنى لكتابه هذا المقال العجالة وان جاء متاخرا واعتقد اننى وغيرى مهما كتبنا عن الدوش لايمكن ان نطول هذه القامه الشامخه او كما قال احد الرائعين الراحلين المقيمين صديقى عبد العزيز العميرى :ياقمر انا مابطولك ..وكيف اطولك ؟ ادينى من نورك وميض عشان اضوى ..ايضا هذه العجاله تكفير عن عقدة زنب لازالت تراودنى كان استاذى بطريقه اخرى عندما نتلاقى يحدقنى بتلك النظره المليئه بالمعانى .لقد خنت استاذى عندما لم انفذ له احد اهم مشاريعه المسرحيه (عبد الغفار)التى كان يعتقد انها اهم مشاريع رؤيته المسرحيه لهذا الوطن وعندما قدمها غيرى على خشبة المسرح القومى لم استطع ان احبس دموعى لاننى ادركت فعلا اننى قد قمت بالخيانه ..لم ارى عبد الغفار الدوش التى بدأنا العمل فيها انا والصديق العزيز يحيى فضل الله بمنزل استاذنا بامبده ،ولكن اختلاف الرؤى الفنيه لايفسد للمسرحيه قوتها وجمالها .استاذى الدوش الذى يحكى عن المسارح فى ذلك المقال الاسبوعى الثر الذى ننتظره فى الملحق الثقافى كان يحلم بمسرحيته عبد الغفار وفق رؤيته التى تحدث لى عنها كثيرا ان عبد الغفار هو حلم الشعب السودانى فى الوحده الاجتماعيه والاستمرار والفرح والحب والسلام كان يحلم باكتمال هذه الرؤيه خاصة ان الوطن يحتاج ولا زال لمسرح يعبر عن هذه الاشواق والامانى خاصه انه فن شعبى جماعى .كان الدوش يحلم بمسرحيه ملحميه يشرك فيها الجمهور لانه المعنى كان يعتقد ان احد اهم خطوط رؤيته للوطن الذى عبر عنه فى قصائده الرائعه ولكنها تكتمل بالمسرح الذى يقوم على الفعل
واخيرا وليس اخرا استاذى وانا اكتب لك هذه الرساله الحكايه التى سيقراها غيرك اكتب تخنقنى العبرات ولا استطيع ان احبث دموعى تتلبثنى او بالاحرى تتغمصنى حالات لاتحصى من المشاعر والذكريات والتفاصيل والحكاوى تجمعنا بك انا واخرين فى اذقة وحوارى امبده ومنازلنا الصغيره التى لا ابواب لها ولانوافذ مفتوحه على فضاء لانهائى يمسع الناس فيه قصائدك وضحكاتك المجلجله
تككت سروالي الطويل
و مرقت بره من البلد
وسكرت جد
وانا راجع منتهي
لاقتني هي
قالت لي تعال
كبرت كراعي من الفرح
نص في الارض
نص النعال
واخيرا تلك الفونيما الشهيره ييييييييلا
الرشيد احمد عيسى
-المملكه العربيه السعوديه -الخبر
---------------------------------------------------------------
وبتحريض مني اليف يكتب الرشيدعن اصدقاء العطاء الابداعي
ـ ,, الصديق فكرة اصيلة في تكويننا وفي حياتنا الاجتماعية ، فمنذ الصغر هناك اصدقاء حميمين لازالوا في الذاكرة بمغامراهم و شقاوتهم ، تكبر الفكرة في كل مرحلة وعندما دخلنا المعهد كانت الفكرة ناضجة والمسرح ساهم ايا في تكثيفها و جل فكرة الصديق هو الشريك الحميم الذي يكون تعاملك معه ليس في الافكار فقط انما في الروح فحن في خشبة المسرح نبث عبر الشخصيات اشواق الارواح وعذاباتها و تمنياتهاو تجلياتها فكان بيننا حقيقة حديث الروح فمصطلح ـ تؤام الروح ـ ليس عبثا و لا هراء وهذه احد الحقائق الهامة في ممارستنا المسرحية ، مرحلة المعهد تكونت شراكات من صدق ومن صداقة عديدة ، في دفعتي ـ احمد طه امفريب ـ هذا الودود الموسوعي ، فأر الكتب ، المترجم الفذ ، الباحث المجيد ،العالم الذي درسنا و ترجم لنا كثيرمن الاشياء منها مسرحية ـ الجزيرة ـ مشروع تخرجي ، هذا الاحمد فريد نقي يدخل القلب بدون ـ تابلت ـ ، حميم ،كان يراني بعمق ونفاذ ،، كان حوارنا متفردا وعميقا ،كان يعرفني و اعرفه ، كنت مؤمنا به وكان يراني ممثله الفذ ، كان ناقدا بحق و موضوعي ، افتقدته كثيرا في المراحل الاخيرة عندما افقدتنا الانقاذ ـ ابو النوم ـ ،هل تعرف ابو النوم يا يحيي ؟ ،هذا الوسخ الذي يوجد في الجيب مع الخيط ، وسخ دقيق للغاية .
ـ الانور محمد صالح ـ فريد ومعتق بالفكر السياسي ، موسوعي ولكن زمنه الداخلي وتصوراته و احلامه لا تري النور دائما و هذه ازمته ،كان من الممكن ان يكون مفيدا
ـ مصطفي احمد الخليفة ـ هذا الاجتماعي ، الاخ الاكبر ، الحكيم ، الودود ، الكاتب العبثي الاجتماعي الساخر ، نفذنا سويا دبلوم دفعتنا فعملنا في جل الاعمال و قدمنا عروضا نادرة و فريدة ، هذا المصطفي مدخور برغم من فكرة خرم الابرة والحياة الاقتصادية والضنك والاولاد اشياءتدفعنا ان نفعل ما لا نحب وتضيق دائرة ممارستنا الاجتماعية والفكرية .
ـ عباس احمدالخليفة ـ هذا ايضا متفرد ،نقي ، برئ ، حنين ، عملي ، عباس هذا مؤهل للحب بامتياز
دفعتي يا يحيي كانت فريدة وكثيرون منهم تجمعني بهم علاقة حميمة ،ـ جمال احمدمحمد سوزي ـ ، محمد سليمان دخيل الله ، سامية عبدالله ، اصيلة و ملتزمة و جادة ، انها نموذج للممثلة التي يجب ان تكون ، طارق البحر ، رائع جداو حبيب لكن شئ ما في تكوينه الاجتماعي جعله وحيد ، عبدالوهاب بوب ، الاستاذ ،كنا نحن ابنائه ، كنت له جاره وحياته الثرة ،كان يحملنا علي كفوف الرحمة
، احمد المصطفي شريف ، هذا الشفاف ، هذي الروح المتشظية ، ان احمدشريف هذا ليس بشرا ، هذا كائن غريب ، صدقني يا يحيي عندما اشاهده تدمع عيني وانا احاول الكتابة عنه ابكي ، هولاء الناس يا يحيي المبدعين الحقيقيين في وطني الذي أبي ان نكونه ، اين هم؟ ، صدقني يا يحيي وانا اكتب اليك نزلت دموعي ساخنة علي ملابسي ، ان الكتابة عن الحميميين صعبة وشاقة واحيانا تكون غير دقيقة لان المشاعر في كثير من الاحيان لا تكتب ولا تقال.
وانا في السعودية امشي لمسافات طويلة ، احاول ان لا اموت ، يصحبني في هذا المشي اصدقائي، انا في حوار دائم معهم ، انها حالة ذهانية ، شوق لاحدود له ولا يمكن وصفه .
جماعة السديم المسرحية هم شركاءمن نوع اخر ، مختلف وحقيقي ، عبدالله حسب الرسول ـ الشماسي ـ هذا البرئ الهميم ، رجل المهمات الصعبة ، افتقده كثيرا ، عبدالله لا تغيره الازمنة ، دائما كما هو اصيلا طيبا وهميم ، قاسم ابوزيد ـ فنان مبدأاللحمة ـ ان كثير من الاخوة لا يعرفون قاسم ابوزيد ، هو كتوم لذلك هو مصاب بالضغط ، نوع من الفنانين يحتاج لفهم عميق ، قلق لايظهر قلقه ، حنين يضن بهذا الحنين ، عملي ، صادق وامين ، ان قاسم أخ حقيقي ، شعوره بفكرة الاخ الاكبر تؤرقه وتجعله مهموما ، قاسم حبيب و هميم و لكن يحتاج لمن يديره وانت ادري مني ،هو في امس الحوجة اليك والينا و لكنه يحاول ان يجد مخارج ، اتصلت به مرة ، اجهش بالبكاء ، قاسم ابوزيد نحن نعرفه جيدا ونفهمه ونحبه .
السماني لوال ـ مونج ـ صدقني يا يحيي ان الذين جعلوا فكرة الوطن عندي حلما كبيرا لا ينتهي هم جماعة السديم المسرحية ، السماني هذا ليس اخا فقط ، مشاهدة السماني تصحبها انشراحة في القلب ، السماني براءة مطلقة ،حب مطلق ، اشتاق بشدة للسماني ، احتاج لانشراح القلب ، السماني من الذين احببتهم حبا لاينتهي و لايموت ، انه شريك حقيقي ، لعن الله السياسي السوداني من الاستقلال و حتي يرث الله الارض ،لقد حرمونا من الانشراح والضحك والابتسامة ، مونج ،سلام عليك اينما حللت يا هذا الانشراح.
عبد الحميد حسن ، الثقافي الناقد ، الهميم اخو الاخوان ، عبد الحميد اصيل ، اشتراكي حقيقي ، اخو بحق .
محمد بد الرحيم قرني ، اسطوري و خرافي ، ان فكرة الابوة تتمركز في هذا القرني ، يخاف علي الجميع ، يريد الجميع في كنفه ، انه ليس متسلطا و لا دكتاتورا ولكنه ابوي للغاية ،حنين ، صاحب مدرسة و منهج وفكر ثاقب واصيل ، فنان صاحب كريزما ، ممثل نادر الوجود ، قرني لا يعرفه كثير من الزملاء ،جاد ، ملتزم ، صارم لا يعبث بفنه وفكره ، عرفته و عرفني في السنوات التي عملنا فيها في القصر و تواصلنا اكثر بعد القصر واتصلت افكارنا و ارواحنا ، كان اقرب الناس الي و كنت اقربهم اليه ، كانت احلامنا و خططنا تسع الجميع ، قرني يخاف خوفا شديدا علي شريكه، احيانا علاقة الشريك الحميم يمكن ان تسبب غيرة بين الازواج ، لاننا يا صديقي نفهم و نحب بعضنا ليس لمصلحة بعينها وانما هناك حاجات فكرية و روحية عميقة مع النفي التام لفكرة الامتلاك ، امتلاك الشريك الحميم ، الفكرة فيها غذاء للارواح ، ـ الأخر ـ رغم ان الفلسفة الوجودية تنظر اليه من جميع الابعاد ولكن لابد من قبول الأخر بكل عيوبه و محاسنه ، فكرة التسامح مع الأخر مهمة للغاية فنحن بشر ياصديقي خطأؤون.
هناك نساء حميمات كان لهم تأثير كبير علينا ، تصور يا يحيي اول زميلة في المعهد جلست معها علي طاولة في البوفيه هي تماضر شيخ الدين وانا بعد أتيت من عطبره ، كان عرابي صلاح عوض الله ، استاذ ودود و انسان بمعني الكلمة ، هو استاذي في عطبره واحد الذين سعوا بقوة لدخولي المعهد ، عرفت تماضر معه ، هذه التماضر رغم انني عملت معها في مسرحية التحدي فقط ولكنني سكنت معها في بيتها ايام نقاهتي بعد الدبلوم ، تماضر لا يمكن وصفها ، اتساع خرافي وألق و حيوية تمرد ، انها من الذين احببت لدرجة العجز عن التعبير ، انني مع تماضر يا يحيي اتواري خجلا و حبا و حياء واحتراما ، انها احد النساء اللواتي يستحقن الاحترام والتقدير والحب الجزيل .
الهام بابكر ، الصدق ، التمرد ، الجدية ، الصرامة ، الهام هذه الاخت العزيزة مسكونة بكل الجمال و تفاصيل الحميمية .
مريم محمد الطيب ،هذه البراءة والجمال اللانهائي ، مريم ايضا مسكونة ، انهن نساء متميزات ، نحن نري ما لايراه الاخرون لاننا ببساطة لانفكر تحت انوفنا
آمنة امين ، هذه الجادة ،كان بيني وبينها حب اخوي لا نهائي وايمان ببعضنا البعض.
ناهد حسن ، من الفريدات الجادات القويات الصادقات في حبهن للمسرح ، احببت فيها حبها و عشقها للمسرح ، انها من نوع اخر ، منتجة جادة واخت عزيزة ، لها عذاباتها الخاصة والآمها ، هي صديقة بمعني الكلمة .
بلقيس عوض ، هذه الملكة والام المسرحية ، هذه العاطفة والكرم النبيل ، الادب ، التواضع والحب للجميع ، متي نكتب عن هولاء الذين جعلوا لحياتنا معني و منحونا القدرة عي الاستمرار ؟ ، هناك شخصيات مهما فعلنا لهم نجد انفسنا مقصرين .
رابحة احمد محمود ، رمز الام السودانية ، الحنان المتدفق ،ام الضيفان ، ام الكل ، رابحة وجه اليف و مألوف وحنين ،من الخريجات المتفردات ، رابحة هي رابحة بحق .
فائزة عمسيب ، التمرد ، الاداء والمزاج الفني ، انها مبدعة ، بسيطة ، حقيقية ، هولاء عرفتهم ، عملت معهم احببتهم ، سعاد محمد الحسن ـ الدوش ـ هي كنز ثمين ، مبدعة واخت حميمة .
هذا هو انتمائي لهذه الشخوص الاصيلة المبدعة الحقيقية التيتحلم بغد افضل للجميع .
خطاب حسن احمد ، هذا القلق والعذاب الوجودي ،انه احد المتميزين الذين سعدت بلقاءهم في هذي الدنيا وكانت لي معه حوارات واعمال وتفاصيل من حب وتأملات ، اين هو ؟
العميري ،يا قمر انا ما بطولك ، اديني من نورك وميض عشان انور وابقي طولك ،العميري كان يتحدث الي شعرا ، بدأت علاقتي به في عروض دبلومنا ، بعد كل عرض كان يأتي الي و عيونه بها بريق و يقول لي ـ انت جابوك من وين ؟ ـ هو والاخ خطاب بعد كل عرض كنت اجدهما امامي ، ينظران الي باعجاب منحاني ثقة ابدية ، كان العميري حريصا ان اعمل معه بالتلفزيون قسم الدراما ، لعلك يا يحيي تذكر تلك التفاصيل ، اخذني للتلفزيون و قدم لي وظيفة و كان يضغطني علي الجلوس في مكتب الدراما ، كان يقول لابد ان نرث نحن هذا القسم ، كنت قلقا و كنت لا احب التلفزيون فهربت و خذلت هذا الشفاف وقد غضب مني هذا الاسطوري القادم من عمق اثينا ، سيزيف ، المغني التربادور ، الذي كان يوزع الفرح اغنيات ، لقد تناثرالعميري ، لم يمت ، انا لم ابكي علي العميري ولم اذهب للعزاء ، كنت لا اعرف لماذا وماذاافعل ، لقد بكيت العميري في السعودية عندما هربت مني كل الارواح الجميلة التي تزينني في وطني و تحميني و تجعل لحياتي معني ، في السعودية وجدت نفسي وحيدا بلا اي شئ الا ذاكرة بها جمال ارواح تسكنني و تتقمصني
السر السيد فريد ، القلق ، الجمالي ، الاسلامي ، ابن مدينتي و مدرستي ، ان السر احد الصادقين الحقيقين ،نعرف بعضنا و نحن لبعضنا فنحن ابناء مدينة حنينة وجادة وصادقة و حامة .
جيل اخر كانت لي معه علاقات وتواصل واحلام مشتركة ، جيل هام و مهم ، هم خريجي قسم الدراما قصر الشباب ، الدفعات الاولي ، سيد عبدالله صوصل ، مجدي النور ، صالح عبدالقادر ، قسم الآله حمدناالله ،عادل الياس ، محمود عبداللطيف كابو ، عبد الحكيم عامر ، الألق والوعي الجاد ، الاتساع ، ان عبدالحكيم في انفلات و جمال غير عادي ،عبد العظيم حمدنا الله ، ثم طلبتي ،معتصم سيداحمد ، ياسر علي، عبدالسلام جلود ، صديق الحلبي ، كثيرون ، كثيرون ولكن تخونني الذاكرة .
واخيرا تبقي انت يا يحيي ، تشكل لنا جسرا للتواصل ،جسرا هاما و عميقا و ودودا و حميما و معطاء ، انت الذي كنت تجبر المكسور وتعيد المسارات و ترمم و تصلح ما انفلت في التواصل والاحلام ، كنت قارع اجراس لكل من ينحرف عن المسار ، كنت الاتساع والصدق ، كنت الصراحة والصرامة والمواجهة ـ يا يحيي خذ الكتاب بقوة ـ صدق الله العظيم ،ولي وصية ، ارجو ان لاتكون تدخلا سافرا ، يحيي علم اولادك القرأن الكريم انه الكتاب الاخير ,, ـ
وتنتهي هذه الحوارية الحميمة ويكون الصديق الرشيد احمد عيسي قد فقد شريك حياته الحميم فقد رحلت زوجته واختنا وصديقتنا سمية الخوج الي حيث لا رجعة بعد معاناة مع المرض و اخطاء التشخيص القاتلة فوداعا سمية الخوج.
كثيف الشكر والتقدير لصديقي الرشيد احمد و هو يمنحني مشروعية وألفة ان تكون النوافذ مفتوحة بيننا وستظل كذلك طالما ان اجمل العروض المسرحية هي تلك التي لم تعرض بعد

Post: #7
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: samo
Date: 11-10-2004, 10:59 AM
Parent: #1

كل التحية لرواد حركة المسرح في السودان ..


ولكل الذين ينتزعون البسمة انتزاعا من افواه المغلوبين على امرهم في سوداننا الحبيب ..
والتحية لكل من يحاول زرع بصيص امل ..لغد جميل ..

وكامل الاحترام ..لكل فنانى ومبدعى بلادي ..

وعميق احترامى الشديد .. لكى .. اختى تماضر

وكل سنة وانتى طيبة ..

وكل التحيات للاسرة الكريمة .. بمناسبة عيد الفطر ..

Post: #8
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Abo Amna
Date: 11-10-2004, 11:06 AM
Parent: #7

طماطم كل سنة وانت طيبة

ما بين تلمح البوست وتكتب رد يبقوا عشرين رد

وسلام وتهانئ للشباب الصغار كلهم

Post: #9
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-10-2004, 11:06 AM
Parent: #7

شكرا سامو

على تحيتك

وكل عام وانت بخير واسرتك الكريمة

لكن البستحق التحية هو المحاور يحى فضل الله على الجهد الكبير والصديق الرشيد احمد عيسى على التدفق الشاعرى وهو يبيض وجه التمثيل والممثل السودانى ببوحه الجزل ومشاعره السخية

Post: #10
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: omer almahi
Date: 11-11-2004, 12:10 PM
Parent: #9

Quote: طفله عمرها لايتجاوز العشره اعوام عيونها تشع بالبراءه ،شعرها مجعد انفها دقيق فمها صغير ..وابتسامه تفتح كل نوافذ عالم الطفوله ..جسم نحيل لم يعرف من الغذاء غير العصيده ..ملابسها رثه كانت تضج بالطفوله الغائبه ،احضرتها امها لكى تعمل فى المنازل باجر يومى امهاتتساوى عندها المنازل مايهم هو الاجر حتى تسد رمق اطفالها الجوعى ،دخلت الام وابنتها الى البيت الكنز تركتها امها بعد الاتفاق مع صاحبة البيت لكى تقوم بالنظافه وتركتها صاحبة البيت لزوجها استاذى عمر الدوش وذهبت لعملها ..نظر اليها استاذى الكنز وابتسم سالها عن اسمها قالت له:منى
اتسعت الابتسامه وقال لها :يامنى لعبتى حجله ؟قالت له نعم ..لكن امى مابتخلينى العب مع البنات لانو لازم اشتغل عشان اخوانى ياكلو .نزلت دمعه حرى على خد استاذى وقال وهو يحبس دموعه حتى لاتراها منى :ان الوطن فقد براءته قال لها :بتعرفى علب الصلصه الصغيره ..اجرى جيبى من الشارع اتنين وانا عندى الخيط ..اجرى .ضحكت منى ضحكه تنم عن البراءه وجرت نحو الشارع احضرت بسرعه متناهيه علب الصلصه الفارغه وكان استاذى قد جهز الخيط والمسمار وبدا فى صناعة تلفون العلب وعندما ماكتمل قال لها :نلعب تلفون تلفون .انا قاعد هنا ،وانتى امشى باللفه دى .حملت تلفونها وجرت بفرح غريب سالها خلاص يامنى وصلتى ؟ قالت له :نعم
قال لها خلاص ختى السماعه فى اضانك .آلو منى ازيك انا الدوش .انتى منو؟
وادركت منى لاول مره طفولتها فضحكت ضحكه خجوله وسرعان مانفجرت فى الضحك كان ضحك الفرح الغائب المغتصب



تماضر
شكراً على الهدية العيدية رغم دموعها فقد غسلت أحزان متيبسة على جدار القلب

لقد غرست هذه القصة حزنا مسموماًً في قلبي



Quote: كان استاذى مستلقيا على سريره فى الحوش يتصفح كتابا .هجره الاحبه والاصدقاء والزملاء الا من صديق هو خير جليس فى الانام .الكتاب الذى لم يفارقه حتى عندما لفظ اخر اهاته .كان يدرك ان ازماته الوجوديه من ملل ومن اخر يفتقد الشفافيه لابديل لها الا الكتاب ..المعرفه التى تمنحه الاستمراريه والديناميكيه .فجاه تقف عربه من صوتها ادرك انها عربه كبيره لايمكن ان تحمله له صديق او قريب واستمر مسلسل المفاجات يرتفع سلم على عمود الكهرباء يتسلق احد العمال وهو يحمل ..زرديه..ويلبس قفازات على يديه ادرك استاذى ان عناصر المؤامره والازمه قد اكتمل .فهو موقوف من المعهد العالى للموسيقى والمسرح والذى يعمل استاذا فيه وكذلك راتبه .والاصدقاء والزملاء الاساتذه كل ينادى على من؟ لادرى .نهض استاذى ضاحكا وقال للعامل :خلاص جيتو تقطعوها والله ماقصرتو معانا امهلتونا لكن والله كنت جاى ادفع وهسه انا حاادفع بس اصرف الموقوف ده ويستمر فى ضحكته الشهيره آآآآآآآآآ.ويسترسل قائلا للعامل:اقوليك لو مصرين عليك الله خلى لى لمبه صغيره واحده اقرا بيها وانشاء الله افك الموقوف ده واجى ادفع ضاحكا هاهاهاهاهاهاهاها.هذا هو الدوش شاعر الوطن العظيم لايحلم بقصر او فيلا او منزل على النمط الكليفورنى كان فقط يحلم بان لا تقطع الكهرباء وان تكون له لمبه صغيره تنير له وتيسر له المعرفه حتى ينير لهذا الشعب حياته ومستقبله ويشبع وجدانه بحب الوطن والتراب


أستحلفك بالله واستحلفك بخواتيم هذا الشهر المبارك أن تمنحوننا من هذه الألق الروحي وأن لا تضنوا به علينا

أستحلفك بالله يا تماضر

Post: #11
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-14-2004, 05:06 AM
Parent: #10

لقيتونى مافيشة و "يتيمة"

غتستوا لى بوستاتى؟؟

فوق

وكل عام وانتم بخير ..

"العيدو امس والعيدو الليلة ...."

دى مش حاجة زاتها غريبة ..ناس فى دين واحد ...ما قادرين يتفقوا على يوم مقدس؟؟


وشكرا عمر الماحى

وما تحلفنى

انا مشغووووووووولة

والتحية ليحى والرشيد تانى

Post: #12
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Yahya Fadlalla
Date: 11-14-2004, 11:48 AM
Parent: #11

البورداب الاعزاء
من حسن حظي ان استغل هذا البوست الحميم برعاية اختي وصديقتي المبدعة المتميزة تماضر شيخ الدين وتحت ظلال تدفق اخي وصديقي الرشيد احمد ، كل اقول لكم جميعا كل عام وانتم بخير وربنا يحقق امنيات الجميع
وخلو النوافذ مفتوحه

Post: #13
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: omer almahi
Date: 11-14-2004, 11:58 AM
Parent: #12

تماضر الله ما بتعزو ولا الكافر في النار بتلزو

الله قبضني فيك إنت يا يحي

بالله عليك يا يحي أن تهبنا هذه الإضاءات بالله عليك ...



كل سنة وإنتوا طيبين تماضر يحي ورشيدكم الإنسان ...
لكم الود

Post: #14
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-16-2004, 03:03 AM
Parent: #13

يرفع لمزيد من العيد وكثير من الرشيد

Post: #15
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: omer almahi
Date: 11-16-2004, 04:11 AM
Parent: #14

تماضر
لن أمل ساظل أهش على فضولى خلف هذا البوست حتى أظفر بقليل من الرضى

سؤال ظل يلح علي في رفق أن أقدمه اليك يا تماضر والى من كل لصيق بالتمثيل ...ماذا عن الدهباية الفنانة تحية زروق اين ذابت ...هي ومعها كل ذكرياتها ...حلوها ومرها..جافتها وسائل الإعلام وتشاغلت عنها ...ظالمة أو مظلومة لم تنصف ...ولكن كجمهور عشقنا هذا الضرب من الفنون ...لن ننساها ...نتصيد الفرص على طرف المناسبات
لن أستحلفكم هذه المرة ...ولكن سأجرب التمني ...لعله يجدي ...

Post: #16
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-16-2004, 04:42 AM
Parent: #15

ياسلام يا عمر الماحى

لقد هزتنى فكرة ان هنالك رجل واحد، شخص واحد فقط من الجمهور السودانى يسأل عن تحية زروق

تحية زروق اجمل من صعد ت على خشبة مسرح ...واجمل من مثلت خلف مايك الاذاعة واروع من وقفت امام كاميرا، تعيش اليوم فى اقاصى الدنيا بلا ذكرى ولاتذكار..يبكيها الحنين ...ويقتلها العمل المضنى والوحشة.

عندما ذهبت والفرقة الى كندا ثلاث سنين مضت..شجعتها قبل الزيارة بان تقوم بتقديم عمل مسرحى...وكنا نجرى البروفات فى التليفون..لمدة شهر كامل..والتقينا لسويعات لننفذ افكارنا..وفعلا صعدنا الخشبة وقدمنا العمل الاول...وكانت المفاجأة انها استعدت بعمل ثان بالاشتراك مع يحى فضل الله ..مثلت تحية من النخاع ...وبكت بدموع غزيرة وصفق الجمهور طويلا...واهتزالمشهد بحضورها المعطر.

اين هى الان؟؟

عادت للتوحش والكابة..

عندما اتصلت بى نهى كرار مقدمة البرنامج الاذاعى خطابات للبلد...المقدم فى رمضان..اخبرتها بتحية زروق..وبكثير من الاصدقاء فى مجال الغناء والتمثيل والكتابة المقيمين فى امريكا وكندا...اتصلت بى فى ايوم اخر وقالت مازال الناس يطلبون اعادة تحية زروق...وقد ابكت الكثيرين برسالتها الرقيقة ودموعها الصادقة...(وبطلبوا اعادة حلقتى انا برضو قالت...هههه)..المهم ياعمر الماحى شكرا لك هذا الوفاء وهو ما تحتاجه تحية..فى هذه الفترة العصيبة فى حياتها ...تحتاجها وسابلغها سؤالك عنها ...وستطرب له.. انها حقا فنانة والفنان يطربه سؤال الناس عنه..

تحية زروق لك محبتى..لامقطوعه ولا ممنوعه حتى حواف المدى...



عمر الماحى

الله بعزو...والكافر ما شغلتى بيه.....

Post: #17
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: nazar hussien
Date: 11-16-2004, 06:40 AM
Parent: #16

Quote: لقيتونى مافيشة و "يتيمة"



هذا حوار يشبّع يعلم الله...

كلاما تريان ونديان...

Post: #18
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: omer almahi
Date: 11-16-2004, 11:21 AM
Parent: #17

المســــــــرح
(أب)ـوالفنون

Post: #19
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: معتصم ود الجمام
Date: 11-17-2004, 02:15 PM
Parent: #18

رشوووووووووووووو
نحبك نحن تلاميذك وليس طلبتك
لان ما علمتهو لنا جعلنا نعرف يعني ايه مسرح تمثيل اخراج
استانسلافسكي فروبد الطريقه ام الجنون
يشرفي جدا ان اكون واحد من كتار جدا اصبتهم بجرثومتك حب المسرح
وبحب كل ما هو جميل في الدنيا اذكر كيف كنت تخرجنا من ازماتنا
واحدا تلو الاخر بنقاشك الجميل لنا في كل الامور الاسره الحبيبه حق الموصلات وهناك احمد ومحمد يعانون وسميه الجوخ تلك الصابره الله يرحمها بقدر بما صبرت على هذا الفنان القلق الرشيد...
الرشيد ساعود الى هذا الحوار كلمه كلمه وجمله وجمله ومعنى معنى
واعتذر اليك ولك حبي
معتصم سيد احمد

Post: #20
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Abdel Aati
Date: 11-20-2004, 03:39 PM
Parent: #19

تحياتي للصديق الرشيد احمد عيسى

Post: #21
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: ود شندي
Date: 11-20-2004, 11:11 PM
Parent: #20

تماضر بت الشيخ
العيد مبارك عليك

ود العوض
مني ليك سلام


اب أحمد، كان هنا
الودعو ارتحلو ، شالو الهنا ورحلو

شاء الله ان يكون اب أحمد بيننا (السعوديه-الخبر) وعندما نأتي الي غرفه( بصناعيه بغلف بالخبر) نجد الطباخ ، الجزار، الدكتور ، سائق الشاحنات ،مهندس الاكترونيات
كان يجمعنا بكل إلفه وعن الحياه يحكي وعن الدنيا يحكي وعن الدوش يحكي ، يصيح الي قريبه سعيد متأصلا بلكنته الدنقلاويه (كمبو) والي ازهري يا جنا ها....
كان مدرستنا وعندما نتركه لنعود لمكان عملنا نحس وكاننا نهرب عن الحقيقه وعن تلك الحياه المعافاه بالتجاربهاالثره .....

رحل الي ارض الوطن بعد ان صنع فينا كل جميل بصناعيه بغلف
اما آن الاوان لينصفه وطنه بعد ان قبع بسحونه ولفظ به خارج حدوده ليكون أميتاً للمستودعات؟؟؟
هكذا الفن السوداني يكون بالمستودعات بل يكون مدعينا حراساً علي الابواب؟؟؟؟
والي متي تكونو ايها المدعون خارج حدود الوطن؟؟؟؟

ربنا يجمع

Post: #22
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: samwal ebrahiem
Date: 11-21-2004, 02:37 AM
Parent: #1

تماضر ام قلبا حاضر

كل عام وانت بخير وربنا يحقق الأمانى

سرد جميل ورائع
التحية للاستاذ يحى فضل الله والتحية للاستاذ الرشيد احمد عيسى

السمؤل

Post: #23
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-21-2004, 03:46 AM
Parent: #22

معتصم ودالجمام ..البيت بيتك كل سنه وانت طيب..ويتطلع حشبة مسرح او بتدخل استديو.

عادل عبد العاطى اهلا هنا

ودشندى علينا وعليك يتبارك

السموأل جمال السرد انه بيسجل تاريخ شعرى لجيل مسرح بكامله


تحياتنا لكم جميعا ، وليحى التجلة

يرفع لمزيد من الرشيد

Post: #24
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Yahya Fadlalla
Date: 11-23-2004, 11:15 AM
Parent: #23

لكل الذين مروا من هنا
تحياتي مع هميم الود والتقدير
تماضر ، ظاهرة انا عايز ارفع البوست مش كده ؟

Post: #25
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Walid Safwat
Date: 11-23-2004, 02:32 PM
Parent: #1

عيدية مرت سريعا وقبل الشبع

بالله عليكم اكثروا منه

فالتداعي في حد ذاته ابداع

ياليت لي الكلمه

فقلمي يرقد بين الاوراق يهذي

Post: #26
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 11-24-2004, 00:13 AM
Parent: #25

يحى

الرشيد ارخ لتاريخ الحركة المسرحية لتلك الفترة ..بدموع ووعى من الداخل، هذا الحوار ثمين، ويستحق قراءة كل مهتم بالمسرح السودانى. هذا الجسم الغريب الذى نما فى زمن غريب. ارفع البوست ولا تستحى..والعافية درجات،

اقترح يا يحى تكلم الرشيد عن المدرسة المتخصصة فى "المسرح الدولى" والقلت ليك انا فيها وعزمتك عليها للسنه الجاية. معانا دارسون من كل العالم ..كل القارات.."المسرح كعلاج للمجتمع" وفيها كتير من علم النفس الاجتماعى، وعندهم مسرح اسمو "الكل نجوم" نحلة مسرح فى قلب نيويورك كل الاشخاص والاعمار والشرائح لها "ساعة عرض" تأتى المدارس من كل الولايات المتحدة، والكلينكات تجىء بافرادها، والنساء المعنفات والاطفال المشردين والرجال المدمنين والمساجين والاثرياء المدللين، اصحاب الاعمال يجيئون بالموظفين، وحتى المهنيين والاطباء والمهندسين والميكانيكيين والموسيقيين والمسرحيين...ياتون بصفتهم "انسان" وفئة" ويتناولون حياتهم اليومية بالتشريح ويقفون على "عترستاهم" و"عصلجاتهم" الخاصة..يتحللون منها ..ويبطون ويتطهرون من اثامعم العالقة..ويرجعون اطفالا...من الراءة..وعمالقة من التحكم فى الذات..والفائدة للاخرين والوعى باسرار الانسانية والكون.

اذا لم نستطع احضاره الى هنا ..على الاقل يمكنه الانخراط "اونلاين" مرحلة تمهيدية له..قد تساعده فى اللغه اولا..ثم هو دراسة مستمرة كل عام، يواصل.

وليد صفوت مرحب..خليك هنا.

Post: #27
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: منعمشوف
Date: 11-26-2004, 09:35 AM
Parent: #26

الأعزاء جداً تماضر ويحى والرشيد
تحيات زاكيات وكل سنة وانتو بخير وكل الإنسانية بخير
هدية بالجد شحمانة يا تماضر يا أمنا الحديقة، حوار ممتع، شيق وحميم
بقراهو كل يوم ولا أشبع، إستطاع يحى أن يحفز ذاكرة الرشيد بحرفنة
ذاكرة الممثل المرتكب للأدوار الصعبة والمجيدة، ممثل كالرشيد هو نادر
على خشباتنا ودرامتنا
، ندرته تذكرنى بحالات نادر ومجيدة على مسرحنا
كإبراهيم حجازى وموسى الأمير والشبلى .
تداعى ذاكرة الرشيد الحلومر أضاء جوانب مهمة فى حياة هذا الفنان المجيد
مما يجعل الحوار يا يحيح مادة غنية للباحثين فى تأريخ ونظريات الدراما
السودانية .. ويقودنى هذا الخيط لتثمين جهودك الكبيرة فى التوثيق الشيق
مع مجموعة من صنَّاع الدراما السودانية وذلك فى إشارة لحواراتك مع السر السيد
وقاسم أبزيد
، شكراً مجدداً يا شباب يا شحمانين

Post: #28
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: منعمشوف
Date: 11-26-2004, 09:48 AM
Parent: #27

آسف يا شباب للخطأ فحوار قاسم أبوزيد منقول عبر يحى من الصحافة
وحاورة أحمد عوض، فعذراً مجدداً للمحاور ولكم.
حوار مع قاسم ابوزيد ـ نقلا عن الصحافة

Post: #29
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: عشة بت فاطنة
Date: 11-27-2004, 12:44 PM
Parent: #28

يا تماضر كل ما تقع عيني على هذا البوست ، اتجاوزه لاني احس انه شئ يخص المسرح وفي المسرح يخص يحي والرشيد ، اذن العجلة لاتجدي وهي طريقتي التى اتبعها هذه الايام في تقليب صفحات هذا البورد ، واليوم اتشجع واقلب المواجع والالق القديم الذي اسمه الرشيد هذا الانسان الفلتة الذي تهفو خشبة المسرح لتقبيل قدميه ، كيف لا وهو ابرع من يقف على خشبة خاطفا وسارقا للاضواء والقلوب .. اعرف اني لوكتبت للصباح عن هذا الانسان لم اوفيه حقه ساتوقف واعود للبوست واضح طريق سهر .. وحنما راجعه

Post: #30
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: تراث
Date: 11-27-2004, 01:50 PM
Parent: #28

شكراً تماضر ويحيى والرشيدوالمشاركين في هذا البوست .

Post: #31
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Tumadir
Date: 12-07-2004, 01:40 PM
Parent: #30

up bardo

Post: #32
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Salah Yousif
Date: 12-07-2004, 07:35 PM
Parent: #1

إلى تماضر ، يحيى فضل الله والرشيد

هذا البوست جميل وقد حرك ماء المسرح الآسن في ذاكرتي 0 ومن المكاسب التي خرجت بها
ن الرشيد في الخبر بالسعودية حيث أنا منذ 16 سنة0 أرجو أن يطلع على هذا الرد ونتواصل0 ارقام جوالاتي هي 0504805341 و0508527468 مع خالص التحية

صلاح يوسف

Post: #33
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: munswor almophtah
Date: 12-08-2004, 08:00 PM
Parent: #32

يحي الرشيد تماضر

انتم جمع مجنون دلقتم عسل المسرح في افواة موءرخية بنفس واحد وقلم لم يلجلج وحضور لم يعتر

لكم التجلى

منصور عبداللة

Post: #34
Title: Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى
Author: Yasir Elsharif
Date: 12-09-2004, 01:32 AM
Parent: #1

العزيزة تماضر،
أنا مثل عشة بت فاطنة، كنت أتجنب البوست، "لضيق ذات اليد"، وحتى الآن لم أستطع أن أقرأ إلا نتفا هنا وهناك منه.. وفي الحقيقة دخلت إلى البوست "أشرّك ليك" فيهو لأني أريد أن ألفت نظرك إلى هدية أهديتك إياها في بوست أتحاور فيه مع نزار محمد عثمان ومهيرة، والهدية عمل موسيقي روحاني من العيار التقيل، أرجو أن تفتحي هذا البوست.. وأشكرك على هذا البوست وأحييك كما أحيي الأستاذ يحيى والأستاذ الرشيد.. يومداك اتصلنا، إلهام وأنا، ولم نجدك، ولكن سمعنا صوتك في صوت عشة.. لك التحايا

الوجود مظهر الله.. ووحدة الوجود تعني هذا.. نقاش مع د. نزار محمد عثمان