هدايا السيد/عمرو موسى لنظام الإنقاذ

هدايا السيد/عمرو موسى لنظام الإنقاذ


10-03-2006, 06:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=198&msg=1201473019&rn=0


Post: #1
Title: هدايا السيد/عمرو موسى لنظام الإنقاذ
Author: SARA ISSA
Date: 10-03-2006, 06:56 AM





الأمين الحالي لجامعة الدول العربية يختلف عن الأمناء الذين سبقوه إلي هذا المنصب ، ليس هادئاً مستمعاً مثل الدكتور عصمت عبد المجيد ، وليس متحفظاً وشديد الحرص في إظهار المواقف مثل السيد/الشاذلي القليبي ، فالسيد عمرو موسى وصل إلي هذا المنصب وتلحق به أقاويل كثيرة ، بعضها رجّح تسميته لهذا المنصب أن المؤسسة الحاكمة في مصر لا تريد خسارة هذا المنبر ، والذي من خلاله استطاعت مصر أن تحقق المزيد من المكاسب الاقتصادية ، أقلها انهمار الاستثمارات الخليجية في مصر ، لذلك دفعت مصر بفلذات أكبادها وبرمزها الدبلوماسي الأول حتى تقطع الطريق علي أي منافس محتمل ، وهناك من يقول أن المؤسسة الحاكمة في مصر أرادت أن تتخلص من شخص عمرو موسى بسبب تنامي شعبيته في الشارع العام ، مما جعل الشعب المصري يفكر جدياً ولو من باب الافتراض في تنصيبه نائباً للرئيس ، وكلنا نعلم حجم الفراغ الذي تركه عدم اختيار الرئيس مبارك لأي نائب له يخلفه في حكم دولة سكانها يمثلون 40% من سكان العالم العربي ، بين هذا وذاك هناك من يقول أن سبب نفي السيد/عمرو موسى إلي ترؤس الجامعة العربية هو تصريحاته المعادية لإسرائيل ، من خلال هذا الزعم توّلدت لدينا نظرية المؤامرة ، هناك دولة عظمى لا نريد أن نسميها ربما كتبت في مذكرة خاصة : إن السيد/عمرو موسى شخص غير مرغوب فيه لأنه يهدد السلام بين مصر وإسرائيل ، وهذا يعني أن هناك اثنين مليار من المساعدات تدفعها دولة عظمى لمصر معرضة للقطع ، بذلك يكون منصب الأمين العام قد فُرض علي السيد/عمرو موسى بناءً علي ترتيبات داخلية وعالمية ، لذا نزح السيد عمرو موسى إلي كرسي الجامعة العربية وهو يحمل في جوانحه أمجاد أمتنا العربية العظيمة وأغاني شعبان عبد الرحيم وهو يهزج ...بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل ، لا يهمنا كيف وصل السيد/عمرو موسى إلي منصبه ، فهو ببساطة يمثل أنظمة ولا يمثل شعوب مكتوية بنار المظالم ، لكن ما يهمنا ماذا فعل السيد لأهل الرافدين وبلادهم ترزح تحت الاحتلال وشعبهم بين حجري رحى الحرب الطائفية ؟؟ وما هو دور جامعة عمرو موسى في إطفاء نار الفتنة المشتعلة الآن في فلسطين ؟؟ لا أحد يتحدث عن دوره هناك ولكن هناك أكثر من أحد يتحدثون عن دوره في تعميق أزمة السودان ، عن طريق طرح رؤى تدفع السوداني بعيداً عن شاطئ الحلول وتقوي نظام الإنقاذ علي الشعب المطحون .
الجامعة العربية غير موجودة حيث يُطلب ذلك ، لكنها موجودة في السودان طوال السنة ، والسيد/عمرو موسى زار السودان أكثر من مرة ، وفي زياراته المتكررة عادةً ما يحرص علي لقاء الرئيس البشير منفرداً ثم يسجل خلاصة ذلك في مؤتمر صحفي يجمعه مع وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول ، فيه يتم ترديد نفس الكلام السابق حتى صرنا نحفظه عن ظهر قلب ، حتى ضحكات الدكتور لام أكول أصبحت باهتة ومصطنعة ومألوفة ، ليس هناك جديد ما عدا تكرار التصريحات السابقة والحديث المعسول عن وحدة السودان وضمان أمنه ، أما علي الأرض فقد بقي الحال كما كان عليه ، حربُ ونزوح وفقدان للأمن ، ويبدو أن الأمين العام للجامعة العربية يعاني من عقدة تضارب المصالح (interest disputes) ، فهل هو يمثل الجامعة العربية التي أيّدت التدخل الأممي في لبنان ؟؟ أم أنه يمثل الحكومة المصرية والتي يجعلها الحرص علي المصالح الإستراتيجية تتحفظ علي أي وجود أممي في السودان ، حتى ولو كانت النتيجة مسح كل أهل دارفور من الخارطة .
فالسيد/عمرو موسى تسبب في تعقيد أزمة دارفور ، لأنه يفضل التعامل مع طرف واحد وهو الحكومة السودانية ، وبعد كل زيارة يقوم بها عمرو موسى للسودان تتصلب حكومة الإنقاذ في المواقف وكأنه ينقل إليها رسائل الدعم والمساندة من الحكومة المصرية ، هو بذلك لا يعين الحكومة السودانية علي تخطي الصعاب لكنه يدفعها نحو المجهول ، مصر كدولة لها دراية دبلوماسية كافية تعلم أكثر من غيرها عاقبة تحدي المجتمع الدولي ومعارضة قراراته ، بعد صدور القرار الأممي 1593 زار السيد/عمرو موسى ، بعدها بأيام بدأ التصلب والتعنت واضحاً علي نظام الإنقاذ ، والآن يزور السيد/موسى السودان بعد صدور القرار الأممي 1706 ، وهاهي حليمة تعود إلي قديمة ، رجعت الإنقاذ لمعسكر التعنت بصورةٍ أوسع من السابق ، فالحديث الآن لا يتناول مسألة قبول أو رفض القوات الأممية ، فالحديث الآن يدور حول الجدول الزمني لبقاء قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور !!! فهناك قلق لا معني له من بقاء هذه القوات لمدة غير محددة ، ومن نافلة القول : أن بقاء قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور ليس مرتبطاً بجدول زمني ، بل هو مرتبطٌ في الأساس بحاجات السكان هناك ، وهذا أيضاً ينطبق علي أي قوات أخري تدخل السودان ، لكن أليس حرياً بنا أن نسأل .. ألم تطلب الإنقاذ بنفسها من قوات الاتحاد الأفريقي البقاء في دارفور..فلماذا لم تحدد لها سقفاً زمنياً ؟؟ ألم تطلب من العرب المجتمعين في قمة الخرطوم تمويل هذه القوات ؟؟ أم أن هناك مستجدات طارئة جعلت الإنقاذ تعدل عن رأيها الآن بعد تلقيها رسالة طمأنة من السيد/عمرو موسى فقررت السير في طريق الممانعة والرفض إلي آخر نقطة ؟؟
سارة عيسي