قصة وزير دخل إلي قصر الإنقاذ ولم يخرج

قصة وزير دخل إلي قصر الإنقاذ ولم يخرج


08-26-2007, 04:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=198&msg=1201468539&rn=0


Post: #1
Title: قصة وزير دخل إلي قصر الإنقاذ ولم يخرج
Author: SARA ISSA
Date: 08-26-2007, 04:56 PM

قصة وزير دخل إلي قصر الإنقاذ ولم يخرج منه

كان الوسط الإجتماعي يتندر على وزير دخل حكومة الوطنية الأخيرة ، في يوم الإحتفال دخل هذا الوزير وهو يحتذي ( شبشب ) ، ويلبس قميصاً خفيفاً من كثرة الغسل والكوي ، لا يغطي هذا القميص الكثير من العيوب ، فيمكن رؤية شريطي ( الفنيلة ) الداخلية ، وهما يمتدان في ظهره كالحيات حتى يختفيان في طية البنطلون العتيق .
سأل بعض الشهود هذا الوزير الجديد : أنه يوم احتفال بالمنصب فلماذا لا ترتدي حلة تناسب المقام ؟؟
فرد عليهم : أعطوني شهر فقط .. وسوف لن تعرفوني
بالفعل وافق( شن ) طبقه ، كان للوزير ما أراد ، يدهن نفسه كل يوم ( بالساونة ) ، كثرت الثياب عنده فأمتلأ الدولاب إلي الآخر ، فقد طلّق ذلك الشبشب اليتيم ، لم تعد شرائط ( الفنيلة الداخلية ) تتعرجان على ظهره كما يفعل النيلين الأبيض والأزرق عند ملتقى الخرطوم ، أما ذلك البنطلون اليتيم ، في بداية الأمر أصبح ممسحة ، ثم تلاشى وقتها بعد أن حلت الثياب الباريسية في مكانه ، بالفعل لم يعد الناس يعرفونه فقد تغيرت هيئة الرجل تماماً ، أو كما قال الشيخ فرح : كل يا كمي قبال فمي .وعلى الرغم أن السودان بلد فقير ، وتطحنه الكوارث والحروب ، إلا أن مظهر الوزراء في الحكومة يجعلك تحس بأنك في امريكا إبان موسم الإنتخابات ، ربطات عنق حمراء ، أحذية باريسية ، حُلة الوزير الواحد ثمنها ينقذ بيت من الغرق ، ويكسو عشرة مشردين ، لا أقول أنه سوف يُطعم الجياع فراخاً ، فقد سمعت وعداً من أحد الإنقاذيين يقول فيه : أن كل فقراء السودان في عام 2010 سوف يأكلون الدجاج !! ، لا أقول : موت يا حمار بعد أن تنمو النجيلة كما يقول إخوتنا المصريين ، لكن سؤالي هو : يا ترى ماذا يتناول الفقراء الآن في وجبات طعامهم ؟؟ سؤالي لهذا الوزير المفطور على حب الدجاج ، فبعد ثلاثة سنوات كما قال الشيخ فرح :
أما هلك البعير
أو مات الفقير
أو قُبض الأمير
قصة هذا الوزير الذي تحسنت أحواله ذكرتني بقصة أخرى لا تقل طرافة ، وزير متوالي كان يعيش في لندن ، رأيته مرة أو مرتين هناك وهو يشتم النظام هناك بأبشع الألفاظ ، ويتحسر على الديمقراطية المؤودة ، علمت أنه تقدم لوظيفة في إحدى المؤسسات الدولية ، فطلبت منه هذه المؤسسة شهادة خبرة وهي أن يكون قد شغل منصباً كبيراً له علاقة بالجمهور ، قفزت لرأس هذا المناضل فكرة جهنمية ، فمعروفٌ عن السودان أنه بلد يعج بالوزراء ، فإن زاحمك الناس في الإستوزار فالطريق سالكٌ إلي المستشارية ، لا يهم المنصب ، بل ما يهم هو الراتب الحسن والبدلات والمركز الإجتماعي ، كما أن التعيينات تأتي من القصر مباشرةً ، إذاً لا مشقة في خوض الإنتخابات العسيرة ، كما أن شغل المنصب غير مربوطٍ بسقف زمني اللهم إلا إذا أدركك الموت ، كما أنك غير محاسب في حالة التقصير ، لا قدر الله ووقع ذلك ، فمصيرك إلا وزارة أخرى ، كالاسكندر الأكبر ، من نصر إلي نصر حتى لقي ربه ، هذا المناضل اللندني ولج إلي الوزارة وهو يمتطي حصان ( التوالي ) الذي صنعه الدكتور الترابي ، فجمع بعض الشعارات مثل أن الوطن في حاجةٍ إلي بنيه لأنه يتعرض للإستهداف ، فلذلك جاء داخلاً وهو يدفعه الحس الوطني وتقتله الرغبة العارمة في خدمة السودان ، لكنه قبل أن يغادر عاصمة الضباب أرسل برقية إلي المؤسسة الدولية التي كان ينوي العمل بها ، الرسالة كانت مختصرة : شهادة الخبرة سوف تصلكم بعد ستة أشهر ، إذاً صاحبنا لم يضيع ( البكار على طحال ) كما يقول المثل العربي ، وفي دنيا المال علمونا كيف نوزع المخاطر بشكل دقيق حتى نفوز بأفضل الفرص .
عاد صاحبنا إلي الخرطوم من بوابة كبار الزوار ، حفل الإستقبال كان جيداً ، الحضور كانوا في أحسن أُبهتهم ، أنصتوا له وهو يتكلم عن حجم المؤامرة التي رآها تُحاك ضد الوطن في الخارج ، فجاء إلي السودان بعد أن قرأ نداء القائد في الصحف : الوطن في حاجةٍ لكم ،فلبى النداء لأنه كره حياة الفرقة والشتات ، كما نوه بأنه فعل ذلك ليس بناءً على مصلحة شخصية ، فهو رجل عاش على المبادئ منذ نعومة أظفاره ، صفق له الحضور تصفيقاً حاداً ، فصاحبنا له صوت مميز ، يجعلك تحس بأنه صادق حتى ولو كان يكذب ويتحرى الكذب ، ملأت صوره أعمدة الصحف ، فدار همس في الكواليس مثل كيف يُمكن أن نستفيد منه ؟؟ أجتمع علية القوم في ركن قصى ، بعيداً عن الأعين تم إتخاذ قرار بتنصيبه وزيراً ، فالأمر لم يكن يحتاج إلي أكثر من قلم وورقة ، وبيان تقرأه المذيعة في نشرة الساعة العاشرة ، كان لصاحبنا ما أراده ، أصبح وزيراً بحق وحقيقة ، لم تسعه الدنيا من شدة الفرح ، جاب الأقطار في أيام ، يتنقل كالعصفور من غصن إلي غصن ، حاول ان يعطي نفسه ( كاريزما) وهو يتحدث في المؤتمرات الصحفية ، صوت خافض رقيق ، ويحشر بين الكلمات المنهمرة لفظة إنجليزية ، تجعلك مشدوهاً بحضور ذهنية المتكلم ، نسى صاحبنا كل العالم الذي تركه خلفه لكن هناك من لم ينساه ، في الغرب يتعلم الناس معنى المواعيد في الإنضباط والسلوك في العمل ، موظفة بريد في مؤسسة دولية عثرت على البرقية التي بعثها صاحبنا قبل أن يلج إلي الوزارة ، فقد وعد هذه المؤسسة- كما أسلفنا - بأنه سوف يعطيها شهادة خبرة في مدة أقصاها ستة أشهر ، قامت السكرتيرة ، المهمومة بالعمل ، بالإتصال على الرقم المكتوب في البرقية ، لم يجاوبها أحد على الخط ، قامت بإرسال رسالة بريدية مسجلة ، فعادت إليها الرسالة المسجلة لعدم معرفة عنوان المُرسل إليه ، فأحتارت ..يا ترى أين أختفى هذا الرجل ؟؟ ، فالرجل قد نسي الموعد ، بالأحرى لم يكن في حاجةٍ إليه ، أنه مشغول في العالم الجديد ، فقد خابت توقعاته ، الستة أشهر لم تكن كافية لقياس خبرته ، ولا زال صاحبنا يتعلم كل يوم درساً جديداً من دروس الحياة وهو يعمل بقول الشاعر :
قد يدرك المتأني بعض حاجته .. ... .. وقد يكون مع المستعجل الذلل

سارة عيسي

Post: #2
Title: Re: قصة وزير دخل إلي قصر الإنقاذ ولم يخرج
Author: اسعد الريفى
Date: 08-26-2007, 05:49 PM
Parent: #1

Quote: يدهن نفسه كل يوم ( بالساونة ) ، كثرت الثياب عنده فأمتلأ الدولاب إلي الآخر ، فقد طلّق ذلك الشبشب اليتيم ، لم تعد شرائط ( الفنيلة الداخلية ) تتعرجان على ظهره


و الله يجازى الوزارة و السفارة و الامارة !
و ال كان السبب !