الدكتور منصور خالد وقصة القنبرة والفيل

الدكتور منصور خالد وقصة القنبرة والفيل


08-22-2007, 10:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=198&msg=1201468370&rn=0


Post: #1
Title: الدكتور منصور خالد وقصة القنبرة والفيل
Author: SARA ISSA
Date: 08-22-2007, 10:16 AM

الدكتور منصور خالد وقصة القنبرة والفيل


نجد في عالم الحيوان قصصاً وعبر تفيدنا عندما تمر بنا حادثة معينة ، يُقال أن ( القنبرة ) صعدت على ظهر الفيل ، وعندما أرادت أن تطير خاطبته وهي محذرة له : تماسك أنني أريد أن أطير
فتعجب الفيل من قولها وسخر منها : كيف اتماسك وأنا لم اشعر حتى بوجودك على ظهري !!
الكتابة عن المشاهير تجلب الإنتباه ، وبالذات إن كانت عن مفكر وعبقري بمثل في مكانة الدكتور منصور خالد ، العرب الأوائل عندما تحيّروا في القرآن نسبوه إلي أساطير الأولين ، والإنسان على مر التاريخ لم يتغير ، فإن كان موقف أهل قريش من بلاغة القرآن بهذا الشكل ، فلماذا لا يرى بعضنا أن م اسطره الدكتور منصور خالد في كتبه ، من حيث غزارة البلاغة وتعدد المصادر ، أن يكون وحياً ألهمته له المخابرات الأمريكية ، نعم حار هؤلاء الجهال في مقالات الدكتور منصور خالد ، فلم يجدوا ليها عيباً أو إعوجاجاً ، فكان لا بد من قتل الرجل معنوياً ، وهزيمته عن طريق التخوين والعمالة للأجنبي ، هذا هو ديدن الحركات الإسلامية في العالم العربي ، لكنه ليس منهج أهل الفكر الإشتراكي ، وبنفس المستوى يُمكننا أن نستخدم هذه الاسلوب في تخوين كل من أنتمى للحزب الشيوعي ، ونستخدم ثقافة الإسلاميين في التخوين ، بالقول أن هؤلاء ليس عملاء وكفى ، بل لا دينيين يقولون أن الدين هو أفيون للشعوب .
ورد في مقال الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، أن الدكتور منصور خالد قدم معلومات قيمة للمخابرات الأمريكية ، عن المرحوم عبد الخالق محجوب وعن رغبته في الترشح للإنتخابات ، أو عن قرار فصل السيد/محمد إبراهيم نقد من كلية الخرطوم ،و إبتعاثه إلي براغ لتكملة تعليمه ، فهل هذه تُسمى معلومات إستخبارية ؟؟؟ ، وهل كان من الصعب الحصول على هذه المعلومات من صحف اليومية ؟؟ حتى تجد المخابرات الأمريكية ضالتها في شخص منصور خالد ليقول لها : ان السيد/نقد كان عضواً في إتحاد الطلبة وفُصل بسبب مظاهرة ؟؟ ، وبالمناسبة ، كل الأسماء التي وردت في محيط التجسس المزعوم ، من أمثال عبد الخالق محجوب وطه بعشر والدكتور عزالدين علي عامر ، هم من النخب المعروفة بإنتمائها للحزب الشيوعي ، ولم يكونوا في حاجةٍ إلي جهاز بشري لرصد حقيقة إنتمائهم ، وبعضهم كان متزوجاً من أجنبيات ، هذا إذا لم نقل أن معظم حملة الجنسية الأمريكية من السودانيين هم من رموز اليسار ، ومن هنا يُمكن أن نعرف لماذا نشر الباحث اسماً واحداً من قائمة مخبرين تضم كما قال أحد عشر اسماً ، لكن ما ذكره الدكتور عبد الله علي إبراهيم كان أقرب إلي الثرثرة (Gossiping) منه إلي المعلومة التاريخية الصحيحة ، كما أن تلك الشخصيات لم تتعرض للإغتيال أو الخطف .
وقد أشاح الدكتور عبد الله علي إبراهيم بالحشمة الأكاديمية كما قال ، وهو لا ينسى أنه تربى في الحركة الماركسية ، ولا يخفي إعجابه بأمهات المكتبات الغربية ، في لندن وواشنطن ، لأنه وجد فيهما علماً منيراً !! ، هذا العلم أصبح منيراً لأن هناك من قال شيئاً يذم شخص دكتور منصور خالد ؟؟ وفي إطار تقييمه للتاريخ ، نسي الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، أن يقول لنا ما هي صلة الوصل بين الشيوعيين في السودان ومنارتهم في موسكو ؟؟ وهل يا ترى كانوا أيضاً يتجسسون لصالح الكي .بي .بي جي ، ويعطونها معلومات قيمة عن العناصر اليمينية الرجعية في السودان؟؟ أم أن مكتبة موسكو أصبحت لا تقدم الشاى والجاتوه فهجرها روادها من يساري الأمس ، بعد أن عرفوا أن العلم المنير هو فقط في واشنطن ولندن وليس في موسكوا أو هافانا .
الإخاء الوطني مفقود في السودان قبل أن يكون الدكتور منصور خالد هو السبب فيه ، وهو يعرف أكثر من غيره إن إنقلاب مايو 69 وإنقلاب الجبهة الإسلامية في يونيو 89 ، هما سبباً مباشراً لكل أزمات الصراع في السودان ، هما اللذان ولدا الحقد والكراهية وثقافة إستئصال الآخر عن طريق التعذيب والقتل والصالح العام ، (فطويس الأوس والخزرج ) هو من قال : نحن وصلنا للسلطة بقوة السلاح ..ومن أراد أن ينزعها عنا عليه أن يلجأ للسلاح ، أو هو القائل : أن المعارضة يجب أن تغتسل عن ذنوبها البحر قبل أن تصافح يد الإنقاذ ، هذا الحديث موجود في المكتبة السودانية ، فعلى الأقل سوف يكفينا شر الترحال ، لم نكن ننعم بالإخاء في الجنوب أو دارفور أو جبال النوبة ، الإخاء السوداني لم يكون موجوداً حتى في كجبار في الولاية الشمالية ، فكيف يُمكن أن يُتهم الدكتور منصور خالد بأنه عكّر الإخاء ؟؟ أن من عكّر هذه الحميدة هم من قتلوا الناس في الجزيرة أبا وود نوباوي ، وعكره رفاق الأمس الذين أقاموا لبعضهم المشانق كما حدث لعبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ .
نعم ، يجب أن ندين من يتعامل مع المخابرات الأمريكية ، لكن هذه التهمة لا يجب أن تكون حصرية ، فهناك من زار أمريكا قبل سنتين وهو محمول على طائرة تخص المخابرات الأمريكية ، فيجب أن نبدأ بهؤلاء قبل أن نغرق في مستنقع قاعه يصل إلي أكثر من نصف قرن .