واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !

واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !


09-10-2006, 10:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=19&msg=1189231055&rn=11


Post: #1
Title: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-10-2006, 10:04 PM
Parent: #0

نشر الدكتور عبد الله علي ابراهيم بجريدة الراي العام سلسلة مقالات تحت عنوان – أيام في اثيوبيا – جاءت المقالة الثالثة بعنوان : واسلاماه : الدين والدولة *. افتتحها بقوله :

" الداخل الى مدينة هرر الاسلامية ، التي تبعد نحو 500 كيلومتر بجهة الجنوب الشرقي من اديس ابابا ، سيرى بغير لبس الكنيسة القائمة فوق مسجد المدينة القديم وهو مسجد مقابل لقصر الامير عبدالله ، آخر حاكم لهرر الاسلامية المستقلة حتى 1887 حين اجتاحها الامبراطور منليك في اطار مسعاه الناجح لبناء امبراطورية حبشية موحدة .. وقد بنى الكنيسة الامير ماكونين فارس معركة ادوا 1869 التي غلب فيها الروم الايطاليون شر غلب . وانفق ماكونين على قسيس كنيسته من الاموال المصادرة ممن تصدوا من أهل هرر لغزوة منليك . ."

ويواصل قائلا :

" .. كثيرا ما خالطني شك كبير ان كانت صفوة السودان السياسية قد تعلمت شيئا من خبرة بناء الدولة الامة في اثيوبيا .. ، فلو علمت صفوتنا اليسارية من تاريخ التكوين الاثيوبي شيئا لوقفوا عند منزلة الدين كثقافة في بناء الدولة الوطنية . فقد وجدت هذه الصفوة احتقنت ضد الاسلام من فرط كيد الحركة الاسلامية الطويل لها بحل الحزب الشيوعي في 1965 وقوانين سبتمبر الاسلامية في 1983 وبدولة الانقاذ القائمة ، فحملت عليه بصور شتى بلغت ان خلع بعضهم نفسه عنه جملة وتفصيلا . وهنالك من استنكر على الاسلاميين زج الاسلام في السياسة ودلقوا حبرا كثيرا حول الاسلام السياسي وعن ضرورة ان يبقى الدين حيث ينبغي له . بل انتهزوا تجربة الغرب العلمانية التي تزعم فصل الدين عن الدولة . .
لو علمت صفوتنا اليسارية شيئا لائقا من تجربة بناء الامة الدولة الاثيوبية في القرن التاسع عشر لكفت عن الخوض في علم الاديان المقارن الذي اصطنعته وتنطعت فيه وتقعرت . فقد انبنت اثيوبيا المعاصرة على حد الدين المسيحي الارثوذكسي الرسمي . فقد كانت الارثوذكسية الامبراطورية ، هي الثقافة الوحيدة التي بجعبة الصفوة الاقطاعية لتوحيد اثيوبيا صافية حليب يا لبن على نواتها . "

ثم يواصل قائلا :

" لقد تفادت صفوتنا السياسية بصورة جازمة مواجهة سؤال كيف اقتحمت هذه الطاقة الدينية للاسلام عالم السياسة عندنا تريد بناء الدولة الأمة المختلف الوانها والسنتها على صفاء الشرع وحاكمية الله . وقد رفع هذا السؤال استاذنا عبد الخالق محجوب في مقالات شهيرة بجريدة اخبار الاسبوع ، في اعقاب حل الحزب الشيوعي .،وقد كانت الدعوة الى الدستور الاسلامي قائمة بالطبع ولكنها ذاعت بين أقلية الاخوان المسلمين . وتسآءل استاذنا ، ما الذي حدث في تركيب ثقافتنا ومجتمعنا الذي جعل دعوة الاقلية للدستور الاسلامي هي الغالبة وقد اجاب بصورة مبدئية على هذا التساؤل اجابة يجدها القاريء في مقدمتي لكتابه عن فكر الاخوان المسلمين الصادر عن دار عزة .
.. ان تفريط الصفوة اليسارية في الرشد السياسي فاضح . فهي قد تراخت مرتين خلال حوالي خمسة عقود دون الاجابة على سؤال لا مهرب منه وهو من أين جاء هؤلاء الناس ؟ وهو السؤال المركزي في بناء الدولة – الأمة فقد خرجت علينا الحركة الاسلامية بالدولة الدينية بعد تهافت علمانية جيل مؤتمر الخريجيين وورثتهم في الحركة الاتحادية ممن نادوا بسقوط السياسة على اعتاب القداسة . و لوقت قصيرا جدا. اتفقنا ام اختلفنا مع الحركة الاسلامية فلا بد انه ما يحسب لها انها باجابة ناجزة ومباشرة وبسيطة لبناء الدولة - الامة على محجة الشريعة .."

____________

* الرأي العام – الأربعاء 13 رجب 1426 – 9أغسطس 2006
* * حاولت انزال المقال من ارشيف الراي العام وفشلت أرجو المساعدة .

Post: #2
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-10-2006, 10:45 PM
Parent: #1

صفوة قول الدكتور عبد الله على ابراهيم في هذا المقال : ان الدولة- الأمة الاثيوبية في القرن التاسع عشر ، قامت على غلبة الدين المسيحي واخضاع كافة القوميات والاديان الاخرى بما فيها الاسلام ، للامبراطورية الارثوذكسية المسيحية . وان على الصفوة السياسية السودانية ان تتبنى هذه التجربة في تاسيس الدولة -الامة السودانية على غلبة الدين الاسلامي وعلى مبدأ الحاكمية لله ومحجة الشرع البيضاء . وحسنا فعلت الحركة الاسلامية حين سارت على هذا النهج منذ طرح الدستور الاسلامي في الستينات وحتى قيام الانقاذ !!

Post: #3
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-10-2006, 11:02 PM
Parent: #1

وهكذا يمضي الدكتور عبدالله ابراهيم في الدعوة الى تحولاته الاسلامية غير مبال بمغالطات دراويشه في اليسار الذين يستميتون في تثبيت ما يكتب في المربع الاول خوفا من مواجهة خيبات ظنونهم في ابرازه المفكر الاول لليسار . وقد كان لنا فضل التنويه الى تحولات الدكتور عبدالله منذ وقت مبكر وذلك في ردنا عليه الذي جاء بعنوان : "الآفروعربية بين الواقع ووهم الايدلوجيا " وفي قرائتنا النقدية لكتابه " الثقافة والديمقراطية في السودان " ولمحاضراته . وقد انتبه الى هذا التنويه المرحوم : الخاتم عدلان .
وبالطبع نحن هنا لا ننكر على الدكتور حقه في ان يعتقد فيما يشاء ونكن له كل احترام وتقدير بوصفه من الكتاب المميزين ، ولكنا نوجه هذا الكلام الى الذين انكروا علينا تناول ما يكتب بالنقد .

Post: #4
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Murtada Gafar
Date: 09-10-2006, 11:36 PM
Parent: #3

شكرا أخ عجب الفيا على رفدنا بهذه المقالة و التي أعتقد أن خلاصتها هنا أدناه....

Quote: وحسنا فعلت الحركة الاسلامية حين سارت على هذا النهج منذ طرح الدستور الاسلامي في الستينات وحتى قيام الانقاذ !!



شكرا مرة أخرى


مرتضى جعفر

Post: #5
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-11-2006, 00:03 AM
Parent: #4

الأستاذ عجب الفيا
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا على نقل المقال.
في ميزان حسناتك.

-----
الحبشي

Post: #6
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 00:59 AM
Parent: #1

شكرا الاخ مرتضى جعفر على المرور والتعليق ،
صحيح ان خلاصة مقال الدكتور عبد الله علي ابراهيم هو دعوة الى الدولة الدينية في مواجهة الدولة المدنية وهو يدعو اليسار بصريح العبارة الى تبني مشروع الحركة الاسلامية في تاسيس الدولة السودانية على مبدا الحاكمية لله الذي سنه سيد قطب مفكر حركة الاخوان المسلمين .

كما تكمن خطورة المقالة في كونها تنطوي على تحريض للمسلمين في اثيوبيا واشاعرهم بانهم مضطهدون من الاغلبية المسيحية : الاشارة الى الكنيسة القائمة في مكان الجامع منذ القرن التاسع عشر ، وصيحة : واسلاماه ! ذات الدلالة التاريخية في الاستنجاد .
وقد يتلقف هذه الصيحة بعص الحركات الاسلامية المتطرفة ويهبوا الى نجدة المسلمين هناك وتكون بداية تفكك النسيج الاثيوبي الفريد القائم على التسامح منذ النجاشي الذي آوي اصحاب النبي ص مرتين وهو المسيحي الارثوذكسي !!.

Post: #7
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-11-2006, 01:17 AM
Parent: #6

Quote: وتكون بداية تفكك النسيج الاثيوبي الفريد القائم على التسامح منذ النجاشي

منذ النجاشي !
إلى متى يا أستاذ عجب ؟

Post: #11
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: munswor almophtah
Date: 09-11-2006, 01:35 AM
Parent: #7

على تحريض للمسلمين في اثيوبيا واشاعرهم بانهم مضطهدون من الاغلبية المسيحية : الاشارة الى الكنيسة القائمة في مكان الجامع منذ القرن التاسع عشر ، وصيحة : واسلاماه ! ذات الدلالة التاريخية في الاستنجاد .


الأخ عجب الفيا المسيحيه فى أثيوبيا ليس غالبه لا بل الإسلام يمثل 70 فى المائه من الشعب الأثيوبى فجميع الصومال ف أقادينا والهرر فى دريدوه وهرر والعيس والقراقى والورجى والأرومو وهم يمثلون 60 فى المائه و90 فى المائه منهم مسلم ثم الولو والقمز والوطاويط والجبرته من التقراى والأمهره أيضا مسلمين ولم يتبقى إلا بهض الأرومو فى ولايته وولقه ثم الأمهره فى بحر دار وقندر وبنى شنقول بهم المسلمين وذوى الديانات الأفريقيه كما لتقراى فى إقليمهم أهل مسيحيه فإثيوبيا محيط من المسلمين تحكمه الكنيسه فمستقبل إثيوبيا فى الخمسة عشر سنه القادمه سيكون صعبا للغايه ولك السلام





منصور

Post: #8
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-11-2006, 01:21 AM
Parent: #6

Quote: مبدا الحاكمية لله الذي سنه سيد قطب مفكر حركة الاخوان المسلمين .

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
في أي كتب سيد قطب وجدت أن أصالة مفهوم الحاكامية لله ؟
أعني أصالة الأديب سيد قطب في الإتيان بمبدأ الحاكمية لله !!!

Post: #9
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 01:26 AM
Parent: #1

شكرا الاستاذ محمد سليمان الحبشي على الشكر وعلى المرور والتعليق

Post: #10
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 01:30 AM
Parent: #1

الاستاذ محمد سليمان
جوهر الدعوة الى تحكيم كتاب الله اطلقها سيد قطب عندما قال ان المجتمعات الاسلامية في القرن العشرين تعيش في جاهلية،
وقد صاغ المودودي ذلك في شعار الحاكمية لله .

Post: #13
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-11-2006, 01:47 AM
Parent: #10

الأخ عجب الفيا
تحياتي وتقديري:
قرأت لك مقالا يتسم بالأصالة
تتبعت فيه ما يستخدمه عامة السودان
في كلامهم من ألفاظ القرآن.
أرجو أن تبحث عن مبدأ الحاكمية لله في القرآن
ستجد أن سيد قطب لم يسن مبدأ الحاكمية لله.
حتى إن التكفير على مبدأ الحاكمية لله
أمره مشهور جدا في التأريخ الإسلامي, وبدأ بقضية التحكيم
المشهورة, وفيه وردت المقولة المشهورة: كلمة حق أريد بها باطل
ردا على الخوارج حين قالوا استدلالا بالآية (إن الحكم إلا لله))!!!!
والحديث هنا يطول !!لكن الخلاصة هي
أن الزعم بأن الأديب سيد قطب هو من سن مبدأ الحاكمية لله
هو محض افتراء .
مع خالص الشكر.

Post: #22
Title: Reالحاكمية صيغة جديدة صكها المودودي ،
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 04:35 PM
Parent: #10

الاستاذ محمد سليمان
كان لدي احساس منذ البداية انني لم اخطيء عندما نسبت مصطلح الحاكمية لسيد قطب والمودودي ولكني جاريتك تواضعا وتسهيلا للنقاش .
جاء في احدي ردودي عليك ما يلي :
Quote: الاستاذ محمد سليمان
جوهر الدعوة الى تحكيم كتاب الله اطلقها سيد قطب عندما قال ان المجتمعات الاسلامية في القرن العشرين تعيش في جاهلية،
وقد صاغ المودودي ذلك في شعار الحاكمية لله .

بعد المراجعة تاكد لي ان ما ذكرته من ان ابو الاعلى المودودي هو من سن او صاغ او صك مصطلح حاكمية صحيحا.
فالحاكمية كمصطلح من الصيغ المستحدثة في العربية مثلها مثل : قابلية وفاعلية واشكالية
وافترع المودودي هذا المصطلح من تعبير :" الحكم لله" او "حكم الله " او تحكيم كتاب الله .
ليقابل به مصطلح سيادة الشعب في المفهوم الديمقراطي . فالحاكمية تعني حرفيا : السيادة لله وليس للشعب .
وبالتالي يمكن القول ان المودودي الذي عاش في القرن العشرين سن او صاغ كلمة "حاكمية" بالاصالة .
___________

اليك ها المقال من النت :

الدولة الدينية وحاكمية الله

عبد الرحمن الحاج
كاتب سوري
[email protected]


لا يمكن النظر إلى التاريخ السياسي الإسلامي على أنه تاريخ حكم ثيوقراطي (دولة دينية)، ذلك أن لا أحد كان يحكم باسم الإله، بل يحكم بوصفه نائباً عن الأمة، أو مفوضاً عنها، وباستثناء أبو الأعلى المودودي - وربما أيضاً حزب التحرير- فإن ثمة إجماعا بين الإسلاميين على أن الدولة الإسلامية لم تكن قط دولة ثيوقراطية، لكن مرجعية النظام هي مرجعية نصوص دينية مثبَّتة، ومؤسسة فقهية مفارقة (على الغالب) لولاة الأمر، تشكل هذه النصوص عموماً مرجعية متوافقا عليها، يخضع لها الجميع، وبالرغم من أنه جرت محاولات عديدة في التاريخ للتحايل عليها، غير أنها في صميم فكرة "الخلافة" مرجع مفارق يخضع له أولو الأمر ورعاياهم على السواء، وكان ذلك سبباً جوهرياً في انفصال المؤسسة الدينية عن أولي الأمر بشكل مبكر.
ليس لنا أن نُبسِّط نظام الخلافة إلى الشكل الإمبراطوري الذي سبق عصر الإسلام، كما ليس لنا أن نقول: إن نظام الخلافة مطابق تماماً للدولة الحديثة وإن كان مع فروق تاريخية قابلة للتعديل، ليس لنا ذلك أبداً، والواقع أن الباحثين وقعوا ضحية هاتين الرؤيتين المختزلتين، ففيما ذهب إلى الأولى الحداثيون ذهب إلى الأخرى الإسلاميون! ويبدو لنا أن "الخلافة الإسلامية" مفهوم وسيط، بين المفهومين؛ الإمبراطورية، والدولة الحديثة، وهو يمثل حالة انتقالية باتجاه الدولة الحديثة، ولا أستبعد أبداً أن تكون تصورات الخلافة الإسلامية في الأندلس كانت ملهمة للأوربيين ومساعدة لهم للانتقال نحو الدولة الحديثة، على كل هذه مسألة تحتاج إلى بحوث خاصة، لكن المؤكد بالنسبة لنا أن نظام الخلافة يحمل أشياء بني عليها مفهوم الدولة الحديثة، وأخرى تشكل جزءاً من الإرث الإمبراطوري الفارسي واليوناني، ولم يكن بالإمكان حصول هذه النقلة لولا مفهوم الشريعة المكتملة والملزمة المفارق للوضع الإنساني، وذلك ما يضع علاقة الدين بالدولة والدولة بالدين في حيز الالتباس خصوصاً مع ملاحظة تأثيرات الجزء المتعلق بالمنطق الإمبراطوري على نظام الخلافة.
لا يوجد في النصوص الإسلامية (القرآن الكريم والسنة الشريفة) ما يمكن أن يكون أساساً لفكرة أن الكيان السياسي للجماعة وظيفته "حراسة الدين وسياسة الدنيا به"، فهذه المقولة التي تعرَّف بها الإمامة في مؤلفات "السياسة الشرعية" والأحكام السلطانية وآدابها - وكما تشير مراجعتنا لمصادر التراث السياسي- تعود بشكل قاطع إلى أصول فارسية كسروية، وإذا أضفنا إلى ذلك التطابق الذي حصل في الوعي الإسلامي بين استعادة الدين والخلافة الذي تجلى في مفهوم "الدولة الإسلامية"، فإننا سنكون أمام مجموعة جديدة من التحويرات لمفاهيم من ملازمات "الدولة الحديثة" التي أجراها الفكر الإسلامي السياسي الحديث، على رأسها مفهوم "الحاكمية".
إن دور الدولة الوظيفي باعتبارها "حارسة للدين" جعل مسألة "حاكمية الله" باعتبارها سيادة الشريعة الإسلامية مساوية لـ"سيادة الأمة" باعتبار الأمة مسلمة، فسيادتها يجب أو "يفترض" أن تساوي "سيادة الإسلام"، ويصبح من السهل بعد ذلك تشكيل تقابل تناقضي بين "حاكمية الشعب" و"حاكمية الله"، الذي وصل أحياناً إلى تعبير "حاكمية الطاغوت" مقابل "حاكمية الله"!
ظهور مصطلح "الحاكمية" -الذي صكه أبو الأعلى المودودي وتلقفه سيد قطب- بحد ذاته كان وليد مفهوم "الدولة الإسلامية" وتصوراتها -التي تمتح من نظرية الخلافة- وصراعها مع الدولة العلمانية -بالمعنى العقدي لا السياسي وحسب للعلمانية-، لهذا السبب ظهر شعار "تطبيق الشريعة" باعتباره تحقيقاً للحاكمية، ومن هنا فإن حساسية النخب العلمانية من الإسلاميين وتشككهم المستدام من صدقهم في ممارسة يبدو كما لو أنه يمتلك بعض المسوغات، غير أن الإسلاميين أيضاً رغم إيمانهم جميعاً بضرورة تطبيق أحكام الشريعة يختلفون بالوسائل للوصول إليها، بين تمسُّك بالديمقراطية، والقبول بنهاياتها وأن تكون خياراً شعبياً لا خياراً سلطوياً نازلاًَ من أعلى مواقع الحكم، وبين من لا يقبل بأن تكون مكان مساومة وخيار أمة لا تعرف مصالحها، والمنطق الأخير عموماً تنزع إليه معظم الحركات الجهادية، وكثير من حركات الإسلام السياسي.
ولا شك أن النخب العلمانية المستفيدة من السلطة كانت دوماً تستثمر هذه الفكرة للانقلاب على الديمقراطية، أو حرمان الإسلاميين من الاستفادة منها، وقد أثبت التاريخ السياسي لكثير من حركات الإسلام السياسي والإسلاميين المستقلين أنهم - وعلى الرغم من إيمانهم بحاكمية الشريعة - إلا أنهم كانوا في أحايين كثيرة ملتزمين بالعمل الديمقراطي حتى نهايته، وربما الآن نشهد التزاماً واضحاً بالديمقراطية لدى معظم حركات الإسلام السياسي البرلمانية، لا بل إنه في بعض الأحيان كان الإسلاميون يمارسون السياسة تحت مظلة أحزاب علمانية كما هو الحال في سورية في فترة الخمسينيات.
لقد كان لتصور دور الحراسة الدينية للدولة الإسلامية أن تخلق شعاراً تعبوياً صاغه الإمام البنا، أعني تعبير "دستورنا القرآن"، وهو تعبير تحشيدي، لكنه أيضاً يوحي باستخفاف بالعمل الدستوري التوافقي، أدى هذا الشعار - الذي سهل لشعار الحاكمية ليسود خطاب الإسلام السياسي - إلى نوع من غياب النظرة الاحتفالية بالدستور، بوصفه وثيقة توافق، فقد أدى التحشيد الأيديولجي لمفهوم الحاكمية إلى سيادة نظرة وصائية للحركات الإسلامية وهي نظرة مقابلة تماماً للنظرة الوصائية الثورية في العالمين العربي والإسلامي، الذي كانت ضحيته دوماً الأمة ذاتها؛ لهذا قلما يتحدث الإسلاميون عن الدستور، وفي المقابل هم دوماً يتحدثون عن الشريعة.


17 Aug 2006
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi

Post: #12
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 01:46 AM
Parent: #1

الاخ الاستاذ منصور المفتاح

سعيد لمرورك ومشاركتك

هنالك اختلاف في نسبة المسلمين بين الباحثين

فهي تتراوح بين : 52% و 49 % الى 43%

وقد وردت في مقالة الدكتور عبد الله موضوع البوست انها 37%

واظن انها اكثر منذ ذلك قليلا .

Post: #14
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 01:49 AM
Parent: #1

الاستاذ محمد سليمان شكرا لك على كل حال .
آيات الحكم بما انزل الله موجودة في القرآن وهذا من البديهيات التي لا يمكن ان يجادل فيها الا ما لم يقرأ القرآن . وقد رفع معاوية المصاحف في اشارة الى الاحتكام الى كتاب الله . كما رفع الخوارج شعار الحاكمية عندما خرجوا على ، علي ومعاوية .

ولكن سياق الكلام هنا عن الحركات الاسلامية المعاصرة التي تسيس آيات الحاكمية .ربما كلمة "سنه " غير دقيقة وسوف استبدلها بكلمة " روج له ".

Post: #15
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Murtada Gafar
Date: 09-11-2006, 03:08 AM
Parent: #14

تساءل الأخ محمد سليمان في إحدى مداخلاته

Quote: في أي كتب سيد قطب وجدت أن أصالة مفهوم الحاكامية لله ؟


أورد سيد قطب إبراهيم مفهوم "الحاكمية لله" في أكثر من كتاب فمثلا في مؤلفه "في ظلال القرآن" الذ فسر من خلاله القرآن، و تحديدا عند تفسيره للآيات التالية:

"لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها و الله سميع عليم" الآية 255 سورة البقرة

"و من لم يحكم بما أنزل الله فآولئك هم الكافرون"

و من لم يحكم بما أنزل الله فآولئك هم الفاسقون"

و من لم يحكم بما أنزل الله فآولئك هم الظالمون"

و في تفسيره للآية

"إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا أياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون" الآية 39 سورة يوف

و الآية

"فلا وربك لا يؤمنون، حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما"

تحدث سيد قطب عن مبدأ "الحاكمية لله" في الكتاب "مقومات التصور الإسلامي" الفصل الأول، و الكتاب جمعه أخوه محمد قطب، بعد موت سيد قطب

و تحدث سيد قطب أيضا عن ذات المبدأ في كتابه "معالم في الطريق" في أكثر من فصل

مبدأ الحاكمية لله، لم يكن سيد قطب أول من تحدث عنه و إنما كان جدلا يعود إلى أيام قديمة في الفكر الإسلامي، و قد أشار إليه أيضا إبن القيم الجوزية في كتابه "اعلام الموقعين" و تحدث عنه إبن كثير في تفسيره للقرآن أيضا للآيات سالفة الذكر، و تطرق إليه أيضا إين تيمية و كذلك إبن حزم الظاهري في كتابيه "المحلى" و "الفصل في الملل و الأهواء و النحل" و العديد من الآئمة السابقين

لكن
حتى لا يغرق هذا البوست في شبر الموية هذا، يجب التركيز على مقالة الدكتور عبد الله على إبراهيم الهامة و اللتي سأعود إليها بشئ من التفصيل لا حقا..

شكرا الأخ عجب الفيا مرة أخرى.

مرتضى جعفر

Post: #16
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-11-2006, 03:26 AM
Parent: #15

أشكرك أخي أستاذ عجب
على التعقيب .

مرتضى جعفر كتب:
Quote: مبدأ الحاكمية لله، لم يكن سيد قطب أول من تحدث عنه

طيب أنا قلت شنو غير كده؟؟
يبدو أن مرتضى لم يفهم ((أصالة))
و (( سن ))

Post: #17
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Murtada Gafar
Date: 09-11-2006, 04:13 AM
Parent: #16

محمد سليمان

Quote: يبدو أن مرتضى لم يفهم ((أصالة))
و (( سن ))


لا أعتقد بإنني في حاجة لتبيان فهمي للمفردتين أعلاه..لكن الحقيقي إنني لم أعرهما إنتباها، حيث إنني ركزت في مداخلتي السابقة على سرد تأريخ مفهوم-أستميحك أخي عجب الفبا-بدلا عن مبدأ "الحاكمية لله". و أعتقد إنني حققت ذلك من خلال تلك المداخلة و لا يعنيني لا من قريب و لا من بعيد فهم كلمتي "أصالة" و "سن". لكن أخي عجب الفيا في سيرورة التطور التأريخي لمفهوم "الحاكمية لله" لسيد قطب إبراهيم دور كبير، و هذا الدور أعتقد بأن محمد سليمان يتحايل عليه و به أو في أضعف الإحتمالات يجهله. سيد قطب إبراهيم كاتب و أديب و شاعر مصري، عاش في خضم الحياة الإبداعية في مصر في عصر كانت مصر زاخرة و إستطاع أن يحفر اسمه في تلك الخارطة من خلال كتابه "في النقد الأدبي". بعد ذلك وجد طريقه إلى جماعة الأخوان المسلمين و كان ذلك طبيعيا حيث كانت الحالة السياسية في مصر المناهضة للملكية و الإستعمار تشهد إستقطابا حادا بين الأخوان المسلمين و الشيوعيين. غادر سيد قطب جماعة الأخوان المسلمين و هو بداخل سجون عبد الناصر حيث كتب كتابيه "في ظلال القرآن" و "معالم في الطريق" و الآخير لخص فيه أفكاره التي راجت بعد موته. أهم تلك الأفكار هي القول بـ"جاهلية القرن العشرين" الذي ينطوي على محتوى تكفيري للمجتمع كافة على أساس غياب "حاكمية الله" حيث يتساوى هنا الحاكم و المحكوم أوقل المتحاكم لغير ما أنزل الله الذي يحكم به الحاكم. أصدر سيد قطب كتابا آخرا أعتبره هاما و هو على ما أعتقد "الإسلام و السلام العالمي" و أوضح فيه رؤيته من القضية الفلسطينية و التي ما كان لجماعة سياسية أو دينية في مصر و قيل العالم العربي أن تتخطاها. هزيمة 67 أدت فيما أدت إلى حالة من التطرف..عكست أفكار سيد قطب الجديدة أحد جوانب تلك الحالة فكانت جماعات التكفير و الهجرة و الجهاد الإسلامي لاحقا (بعد كامب ديفيد) و تأسس ذلك التيار المتطرف على آياد كل من شكري مصطفى و طه السماوي و الشيخ محمد عبد الرحمن و كلها قامت على أفكار سيد قطب "جاهلية القرن العشرين" و تكفير المجتمع-حكام و متحاكمين- لغياب الحاكمية.

مرتضى جعفر

Post: #18
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-11-2006, 04:49 AM
Parent: #17

Quote: أعتقد بأن محمد سليمان يتحايل عليه و به


لا أدري أين يظهر هذا التحايل ؟؟
تداخلت موضحا ومصححا معلومة غير صحيحة أوردت
بما يخالف الحقائق التأريخية.
مداخلتك دعمت موقفي !!!!
Quote: أو في أضعف الإحتمالات يجهله

الذي يتحايل أو يجهل هو من يبتر التأريخ الإسلامي .
ويجعله يبدأ من
Quote: الحالة السياسية في مصر المناهضة للملكية و الإستعمار تشهد إستقطابا حادا بين الأخوان المسلمين و الشيوعيين

---------
في كل مداخلاتي كنت ألقب سيدا يالأديب!!!!!!!!!!!!!!
____

Quote: التي راجت بعد موته

طبعا سيد قطب مات مقتولا على يد
جمال عبد الناصر

Post: #19
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 05:04 AM
Parent: #15

شكرا الاخ مرتضى جفعر على التنوير
اتفق معك ان مفهوم "الحاكمة لله " تطور مع تطور التاريخ الاسلامي الى ان صك وروج له كشعار لحركات الاسلام السياسي في القرن العشرين من خلال كتابات سيد قطب وابو الاعلى المودودي ، الباكستاني .
ولكن ليس هذا هو المهم ، المهم هو : :
Quote: لكن
حتى لا يغرق هذا البوست في شبر الموية هذا، يجب التركيز على مقالة الدكتور عبد الله على إبراهيم الهامة و اللتي سأعود إليها بشئ من التفصيل لا حقا..


نحن في انتظار قراءتك لما ورد في المقال موضوع البوست .

Post: #20
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Murtada Gafar
Date: 09-11-2006, 05:43 AM
Parent: #19

محمد سليمان

Quote: الذي يتحايل أو يجهل هو من يبتر التأريخ الإسلامي .
ويجعله يبدأ من
Quote: الحالة السياسية في مصر المناهضة للملكية و الإستعمار تشهد إستقطابا حادا بين الأخوان المسلمين و الشيوعيين


ياخ ده كلام ليك هسه... أنا وين بترت التأريخ الإسلامي و جعلته يبدأ من الإتباس الذي أوردته عني...طيب يكون كلامي عن تأريخ مفهوم "الحاكمية" راح ساي..المبتور ما التأريخ الإسلامي..المبتور و المنحور على طريقة نحر محمد طه هي الحقيقة في ذهنك إنتا... و النقاش مع رعايا الإسلامي السياسي أصلا مل بجيب نتيجة، لإن مدخلهم للحوار هو ليس إمتحان ما يرونه من أفكار إنما هو فرض هذه الأفكار على من يخالفونهم...و وصفك لسيد قطب بالأديب أكبر دليل على ذلك..لإن الوصف الصحيح لسيد قطب هو المنظر للإسلام السياسي المعاصر و قيل المنظر للإرهاب و الهوس الديني هذا هو التحليل النهائي لحالته و ليس الأدب.

عجب سلام و شكر كتير و يلا إسترسل عسى هذه الـ"علالة" تكون إنصرفت.


مرتضى جعفر

Post: #21
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-11-2006, 05:57 AM
Parent: #20

Quote: والمنحور على طريقة نحر محمد طه هي الحقيقة

أم في هذه فقد صدقت . من زعم أن سيد قطب هو من سن مفهوم الحاكمية
ومن زعم أن هنالك إسلاما سياسيا وإسلاما غير سياسي
هو من ينحر الحقيقة ويذبح التأريخ.
Quote: و النقاش مع رعايا الإسلامي السياسي أصلا مل بجيب نتيجة، لإن مدخلهم للحوار هو ليس إمتحان ما يرونه من أفكار إنما هو فرض هذه الأفكار على من يخالفونهم...

جيب فقرة واحدة أو كلمة دليلا .
من يمارس إمتحان ما يرونه من أفكار إنما هو فرض هذه الأفكار على من يخالفونهم
هم العلمانيون

Post: #23
Title: Re:;الحاكمية صيغة جديدة صكها المودودي
Author: Agab Alfaya
Date: 09-11-2006, 04:47 PM
Parent: #1

الاستاذ محمد سليمان
كان لدي احساس منذ البداية انني لم اخطيء عندما نسبت مصطلح الحاكمية لسيد قطب والمودودي ولكني جاريتك تواضعا وتسهيلا للنقاش .
جاء في احدي ردودي عليك ما يلي :
Quote: الاستاذ محمد سليمان
جوهر الدعوة الى تحكيم كتاب الله اطلقها سيد قطب عندما قال ان المجتمعات الاسلامية في القرن العشرين تعيش في جاهلية،
وقد صاغ المودودي ذلك في شعار الحاكمية لله .

بعد المراجعة تاكد لي ان ما ذكرته من ان ابو الاعلى المودودي هو من سن او صاغ او صك مصطلح حاكمية صحيحا.
فالحاكمية كمصطلح من الصيغ المستحدثة في العربية مثلها مثل : قابلية وفاعلية واشكالية
وافترع المودودي هذا المصطلح من تعبير :" الحكم لله" او "حكم الله " او تحكيم كتاب الله .
ليقابل به مصطلح سيادة الشعب في المفهوم الديمقراطي . فالحاكمية تعني حرفيا : السيادة لله وليس للشعب .
وبالتالي يمكن القول ان المودودي الذي عاش في القرن العشرين سن او صاغ كلمة "حاكمية" بالاصالة . وهو هندي الاصل وليس باكستاني كما ذكرت .
___________


اليك ها المقال من النت :

الدولة الدينية وحاكمية الله

عبد الرحمن الحاج
كاتب سوري
[email protected]


لا يمكن النظر إلى التاريخ السياسي الإسلامي على أنه تاريخ حكم ثيوقراطي (دولة دينية)، ذلك أن لا أحد كان يحكم باسم الإله، بل يحكم بوصفه نائباً عن الأمة، أو مفوضاً عنها، وباستثناء أبو الأعلى المودودي - وربما أيضاً حزب التحرير- فإن ثمة إجماعا بين الإسلاميين على أن الدولة الإسلامية لم تكن قط دولة ثيوقراطية، لكن مرجعية النظام هي مرجعية نصوص دينية مثبَّتة، ومؤسسة فقهية مفارقة (على الغالب) لولاة الأمر، تشكل هذه النصوص عموماً مرجعية متوافقا عليها، يخضع لها الجميع، وبالرغم من أنه جرت محاولات عديدة في التاريخ للتحايل عليها، غير أنها في صميم فكرة "الخلافة" مرجع مفارق يخضع له أولو الأمر ورعاياهم على السواء، وكان ذلك سبباً جوهرياً في انفصال المؤسسة الدينية عن أولي الأمر بشكل مبكر.
ليس لنا أن نُبسِّط نظام الخلافة إلى الشكل الإمبراطوري الذي سبق عصر الإسلام، كما ليس لنا أن نقول: إن نظام الخلافة مطابق تماماً للدولة الحديثة وإن كان مع فروق تاريخية قابلة للتعديل، ليس لنا ذلك أبداً، والواقع أن الباحثين وقعوا ضحية هاتين الرؤيتين المختزلتين، ففيما ذهب إلى الأولى الحداثيون ذهب إلى الأخرى الإسلاميون! ويبدو لنا أن "الخلافة الإسلامية" مفهوم وسيط، بين المفهومين؛ الإمبراطورية، والدولة الحديثة، وهو يمثل حالة انتقالية باتجاه الدولة الحديثة، ولا أستبعد أبداً أن تكون تصورات الخلافة الإسلامية في الأندلس كانت ملهمة للأوربيين ومساعدة لهم للانتقال نحو الدولة الحديثة، على كل هذه مسألة تحتاج إلى بحوث خاصة، لكن المؤكد بالنسبة لنا أن نظام الخلافة يحمل أشياء بني عليها مفهوم الدولة الحديثة، وأخرى تشكل جزءاً من الإرث الإمبراطوري الفارسي واليوناني، ولم يكن بالإمكان حصول هذه النقلة لولا مفهوم الشريعة المكتملة والملزمة المفارق للوضع الإنساني، وذلك ما يضع علاقة الدين بالدولة والدولة بالدين في حيز الالتباس خصوصاً مع ملاحظة تأثيرات الجزء المتعلق بالمنطق الإمبراطوري على نظام الخلافة.
لا يوجد في النصوص الإسلامية (القرآن الكريم والسنة الشريفة) ما يمكن أن يكون أساساً لفكرة أن الكيان السياسي للجماعة وظيفته "حراسة الدين وسياسة الدنيا به"، فهذه المقولة التي تعرَّف بها الإمامة في مؤلفات "السياسة الشرعية" والأحكام السلطانية وآدابها - وكما تشير مراجعتنا لمصادر التراث السياسي- تعود بشكل قاطع إلى أصول فارسية كسروية، وإذا أضفنا إلى ذلك التطابق الذي حصل في الوعي الإسلامي بين استعادة الدين والخلافة الذي تجلى في مفهوم "الدولة الإسلامية"، فإننا سنكون أمام مجموعة جديدة من التحويرات لمفاهيم من ملازمات "الدولة الحديثة" التي أجراها الفكر الإسلامي السياسي الحديث، على رأسها مفهوم "الحاكمية".
إن دور الدولة الوظيفي باعتبارها "حارسة للدين" جعل مسألة "حاكمية الله" باعتبارها سيادة الشريعة الإسلامية مساوية لـ"سيادة الأمة" باعتبار الأمة مسلمة، فسيادتها يجب أو "يفترض" أن تساوي "سيادة الإسلام"، ويصبح من السهل بعد ذلك تشكيل تقابل تناقضي بين "حاكمية الشعب" و"حاكمية الله"، الذي وصل أحياناً إلى تعبير "حاكمية الطاغوت" مقابل "حاكمية الله"!
ظهور مصطلح "الحاكمية" -الذي صكه أبو الأعلى المودودي وتلقفه سيد قطب- بحد ذاته كان وليد مفهوم "الدولة الإسلامية" وتصوراتها -التي تمتح من نظرية الخلافة- وصراعها مع الدولة العلمانية -بالمعنى العقدي لا السياسي وحسب للعلمانية-، لهذا السبب ظهر شعار "تطبيق الشريعة" باعتباره تحقيقاً للحاكمية، ومن هنا فإن حساسية النخب العلمانية من الإسلاميين وتشككهم المستدام من صدقهم في ممارسة يبدو كما لو أنه يمتلك بعض المسوغات، غير أن الإسلاميين أيضاً رغم إيمانهم جميعاً بضرورة تطبيق أحكام الشريعة يختلفون بالوسائل للوصول إليها، بين تمسُّك بالديمقراطية، والقبول بنهاياتها وأن تكون خياراً شعبياً لا خياراً سلطوياً نازلاًَ من أعلى مواقع الحكم، وبين من لا يقبل بأن تكون مكان مساومة وخيار أمة لا تعرف مصالحها، والمنطق الأخير عموماً تنزع إليه معظم الحركات الجهادية، وكثير من حركات الإسلام السياسي.
ولا شك أن النخب العلمانية المستفيدة من السلطة كانت دوماً تستثمر هذه الفكرة للانقلاب على الديمقراطية، أو حرمان الإسلاميين من الاستفادة منها، وقد أثبت التاريخ السياسي لكثير من حركات الإسلام السياسي والإسلاميين المستقلين أنهم - وعلى الرغم من إيمانهم بحاكمية الشريعة - إلا أنهم كانوا في أحايين كثيرة ملتزمين بالعمل الديمقراطي حتى نهايته، وربما الآن نشهد التزاماً واضحاً بالديمقراطية لدى معظم حركات الإسلام السياسي البرلمانية، لا بل إنه في بعض الأحيان كان الإسلاميون يمارسون السياسة تحت مظلة أحزاب علمانية كما هو الحال في سورية في فترة الخمسينيات.
لقد كان لتصور دور الحراسة الدينية للدولة الإسلامية أن تخلق شعاراً تعبوياً صاغه الإمام البنا، أعني تعبير "دستورنا القرآن"، وهو تعبير تحشيدي، لكنه أيضاً يوحي باستخفاف بالعمل الدستوري التوافقي، أدى هذا الشعار - الذي سهل لشعار الحاكمية ليسود خطاب الإسلام السياسي - إلى نوع من غياب النظرة الاحتفالية بالدستور، بوصفه وثيقة توافق، فقد أدى التحشيد الأيديولجي لمفهوم الحاكمية إلى سيادة نظرة وصائية للحركات الإسلامية وهي نظرة مقابلة تماماً للنظرة الوصائية الثورية في العالمين العربي والإسلامي، الذي كانت ضحيته دوماً الأمة ذاتها؛ لهذا قلما يتحدث الإسلاميون عن الدستور، وفي المقابل هم دوماً يتحدثون عن الشريعة.



17 Aug 2006
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi

Post: #24
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-11-2006, 07:37 PM
Parent: #1

الاستاذ عجب الفيا تحياتي أليك الصفحات التالية من كتاب معالم في الطريق ففيها ما يخدم مقصدك

(ولكن ما هو " المجتمع الجاهلي " ؟ وما هو منهج الإسلام في مواجهته ؟
إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه هو كل مجتمـع لا يخلص عبوديته لله وحده .. متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، وفي الشعائر التعبدية ، وفي الشرائع القانونية ..
وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار " المجتمع الجاهلي " جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً !!
تدخل فيه المجتمعات الشيوعية .. أولاً : بإلحادها في الله - سبحانه - وبإنكار وجـوده أصلاً ، ورجع الفاعلية في هذا الوجود إلى " المادة " أو " الطبيعة " ، ورجع الفاعلية في حياة الإنسان وتاريخه إلى " الاقتصاد " أو " أدوات الإنتاج " ، ثانياً " : بإقامة نظام العبودية فيه للحزب - على فرض أن القيادة الجماعية في هذا النظام حقيقة واقعة ! - لا لله سبحانه ! ثم ما يترتب على ذلك التصور وهذا النظام من إهدار لخصائص " الإنسان " وذلك باعتبار أن " المطالب الأساسية " له هي فقط مطالب الحيوان ، وهي : الطعام والشراب والملبس والمسكن والجنس ! وحرمانه من حاجات روحه " الإنساني " المتميز عن الحيوان ، وفي أولها : العقيدة في الله ، وحرية اختيارها ، وحرية التعبير عنها ، وكذلك حرية التعبير عن " فرديته " وهي من أخص خصائص " إنسانيته " . هذه الفردية التي تتجلى في الملكية الفردية ، وفي اختيار نوع العمل والتخصص ، وفي التعبير الفني عن " الذات " إلى آخر ما يميز " الإنسان " عن " الحيوان " أو عن " الآلة " إذ أن التصور الشيوعي والنظام الشيوعي سواء ، كثيراً ما يهبط بالإنسان عن مرتبة الحيوان إلى مرتبة الآلة !
وتدخل فيه المجتمعات الوثنية - وهي ما تزال قائمة في الهند واليابان والفلبين وأفريقية - تدخل فيه - أولاً : بتصورها الاعتقادي القائم على تأليه غير الله - معه أو من دونه - وتدخل فيه ثانياً : بتقديم الشعائر التعبدية لشتى الآلهة والمعبودات التي تعتقد بألوهيتها .. كذلك تدخل فيه بإقامة أنظمة وشرائع ، المرجع فيها لغير الله وشريعته . سواء استمدت هذه الأنظمة والشرائع من المعابد والكهنة والسدنة والسحرة والشيوخ ، أو استمدتها من هيئات مدنية " علمانية " تملك سلطة التشريع دون الرجوع إلى شريعة الله .. أي أن لها الحاكمية العليا باسم ( الشعب ) أو باسم ( الحزب ) أو باسم كائن من كان .. ذلك أن الحاكمية العليا لا تكون إلا لله سبحانه ، ولا تزاول إلا بالطريقة التي بَلَّغها عنه رسله .
وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية في أرجاء الأرض جميعاً .. تدخل فيه هذه المجتمعات أولاً : بتصورها الاعتقادي المحرَّف ، الذي لا يفرد الله - سبحانه - بالألوهية بل يجعل له شركاء في صورة من صور الشرك ، سواء بالبنوة أو بالتثليث ، أو بتصور الله سبحانه على غير حقيقته ، وتصور علاقة خلقه به على غير حقيقتها :
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } .. [ التوبة : 30 ]
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ... [ المائدة : 63 ]
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } ... [ المائدة : 64 ]
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } ... [ المائدة : 18 ]
وتدخل فيه كذلك بشعائرها التعبدية ومراسمها وطقوسها المنبثقة من التصورات الاعتقادية المنحرفة الضالة .. ثم تدخل فيه بأنظمتها وشرائعها ، وهي كلها لا تقوم على العبودية لله وحده ، بالإقرار له وحده بحق الحاكمية ، واستمداد السلطان من شرعه ، بل تقيم هيئات من البشر ، لها حق الحاكمية العليا التي لا تكون إلا لله سبحانه .. وقديماً وصمهم الله بالشرك لأنهم جعلوا هذا الحق للأحبار والرهبان ، يشرعون لهم من عند أنفسهم فيقبلون منهم ما يشرعونه :
{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .. [ التوبة : 31 ]
وهم لم يكونوا يعتقدون في ألوهية الأحبار والرهبان . ولم يكونوا يتقدمون لهم بالشعائر التعبدية ، إنما كانوا فقط يعترفون لهم بحق الحاكمية ، فيقبلون منهم ما يشرعونه لهم ، بما لم يأذن به الله ، فأولى أن يوصموا اليوم بالشرك والكفر ، وقد جعلوا ذلك لناس منهم ليسوا أحباراً ولا رهباناً .. وكلهم سواء ..
وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها " مسلمة " ! .
وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
والله سبحانه يقول عن الحاكمين
:
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
ويقول عن المحكومين :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ]
كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله .
وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة " علمانيته " وعدم علاقته بالدين أصلاً ، وبعضها يعلن أنه " يحترم الدين " ولكنه يخرج الدين من نظامه الاجتماعي أصلاً ، ويقول : إنه ينكر " الغيبية " ويقيم نظامه على " العلمية " باعتبار أن العلمية تناقض الغيبية ! وهو زعم جاهل لا يقول به إلا الجهال ( ) وبعضها يجعل الحاكمية الفعلية لغير الله ويشرع ما يشاء ثم يقول عما يشرعه من عند نفسه : هذه شريعة الله ! .. وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده ..
وإذا تعين هذا ، فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة :
إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره .
إن الإسلام لا ينظـر إلى العنوانات واللافتات والشارات التي تحملها هذه المجتمعات على اختلافهـا .. إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة .. وهي أن الحياة فيها لا تقـوم على العبودية الكاملة لله وحده . وهي مـن ثم تلتقي - مع سائر المجتمعات الأخرى - فـي صفة واحدة .. صفة " الجاهلية
" ..
* * *
كمال عباس

Post: #25
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-11-2006, 07:46 PM
Parent: #1

الاستاذ عجب الفيا تحياتي مواصلة
وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها " مسلمة " ! .
وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية
الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً ، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها . فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله ، فتدين بحاكمية غير الله ، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها ، وشرائعها وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها وتقاليدها .. وكل مقومات حياتها تقريباً ! .
والله سبحانه يقول عن الحاكمين :
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } .. [ المائدة : 44 ]
ويقول عن المحكومين :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... } إلى أن يقول { ... فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .. [ النساء : 60 - 65 ]
كما إنه - سبحانه - قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم " مسلمون " لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحده ، فهي خروج من دين الله ، ومن شهادة أن لا إله إلا الله .
وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة " علمانيته " وعدم علاقته بالدين أصلاً ، وبعضها يعلن أنه " يحترم الدين " ولكنه يخرج الدين من نظامه الاجتماعي أصلاً ، ويقول : إنه ينكر " الغيبية " ويقيم نظامه على " العلمية " باعتبار أن العلمية تناقض الغيبية ! وهو زعم جاهل لا يقول به إلا الجهال ( ) وبعضها يجعل الحاكمية الفعلية لغير الله ويشرع ما يشاء ثم يقول عما يشرعه من عند نفسه : هذه شريعة الله ! .. وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده ..
وإذا تعين هذا ، فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة :
إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره .
إن الإسلام لا ينظـر إلى العنوانات واللافتات والشارات التي تحملها هذه المجتمعات على اختلافهـا .. إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة .. وهي أن الحياة فيها لا تقـوم على العبودية الكاملة لله وحده . وهي مـن ثم تلتقي - مع سائر المجتمعات الأخرى - فـي صفة واحدة .. صفة " الجاهلية " ..
* * *
وهذا يقودنا إلى القضية الخطيرة وهي منهج الإسلام في مواجهة الواقع البشري كله .. اليوم وغداً وإلى آخر الزمان .. وهنا ينفعنا ما قررناه في الفقرة الأولى عن " طبيعة المجتمع المسلم " ، وقيامه على العبودية لله وحده في أمره كله .
إن تحديد هذه الطبيعة يجيب إجابة حاسمة عن هذا السؤال :
- ما الأصل الذي ترجع إليه الحياة البشرية وتقوم عليه ؟ أهو دين الله ومنهجه للحياة ؟ أم هو الواقع البشري أيّاً كان ؟
إن الإسلام يجيب على هذا السؤال إجابة حاسمة لا يتلعثم فيها ولا يتردد لحظة .. إن الأصل الذي يجب أن ترجع إليه الحياة البشرية بجملتها هو دين الله ومنهجه للحياة .. إن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله التي هي ركن الإسلام الأول ، لا تقوم ولا تؤدى إلا أن يكون هذا هو الأصل .. وأن العبودية لله وحده مع التلقي في كيفية هذه العبودية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تتحقق إلا أن يعترف بهذا الأصل ، ثم يتبع اتباعاً كاملاً بلا تلعثم ولا تردد :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [ الحشر: 7 ]
ثم إن الإسلام يسأل :
{ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ }
ويجيب :
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } .. { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } ..
والذي يعلم - والذي يخلق ويرزق كذلك - هـو الذي يحكم .. ودينه الذي هو منهجه للحياة ، هو الأصل الذي ترجع إليه الحياة .. أما واقع البشر ونظرياتهم ومذاهبهم فهي تفسد وتنحرف ، وتقوم على علم البشر الذين لا يعلمون ، والذين لم يؤتوا من العلم إلا قليلاً !
ودين الله ليس غامضاً ، ومنهجه للحياة ليس مائعاً .. فهو محدد بشطر الشهادة الثاني : محمد رسول الله ، فهو محصور فيما بَلَّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من النصوص في الأُصول .. فإن كان هناك نص فالنص هو الحكم ، ولا اجتهاد مع النص . وإن لم يكن هناك نص فهنا يجيء دور الاجتهاد - وفـق أصوله المقررة فـي منهج الله ذاته . لا وفق الأهواء والرغبات - :
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } .. [ النساء : 59 ]
والأصول المقررة للاجتهاد والاستنباط مقررة كذلك ومعروفة وليست غامضة ولا مائعة .. فليس لأحد أن يقول لشرع يشرعه : هذا شرع الله ، إلا أن تكون الحاكمية العليا لله معلنة ، وأن يكون مصدر السلطات هو الله سبحانه لا ( الشعب ) ولا ( الحزب ) ولا أي من البشر ، وأن يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله لمعرفة ما يريده الله ولا يكون هذا لكل من يريد أن يدعي سلطاناً باسم الله . كالذي عرفته أوروبا ذات يوم باسم " الثيوقراطية " أو " الحكم المقدس " فليس شيء من هذا في الإسلام . وما يملك أحد أن ينطق باسم الله إلا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإنما هنالك نصوص معينة هي التي تحدد ما شرع الله ..
إن كلمة " الدين للواقع " يساء فهمها ، ويساء استخدامها كذلك . نعم إن هذا الدين للواقع . ولكن أي واقع !
.. إنه الواقع الذي ينشئه هذا الدين نفسه ، وفق منهجه ، منطبقاً على الفطرة البشرية في سوائها ، ومحققاً للحاجات الإنسانية الحقيقية في شمولها . هذه الحاجات التي يقررها الذي خلق ، والذي يعلم من خلق :
{ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [ الملك : 14 ]
والدين لا يواجه الواقع أيا كان ليقرَّه ويبحث له عن سند منه ، وعن حكم شرعي يعلقه عليه كاللافتة المستعارة ! إنما يواجه الواقع ليزنه بميزانه ، فيقر منه ما يقر ، ويلغي منه ما يلغي ، وينشئ واقعاً غيره إن كان لا يرتضيه ، وواقعه الذي ينشئه هو الواقع . وهذا هو المعنى بأن الإسلام : " دين للواقع " ..
كمال عباس

Post: #26
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-11-2006, 07:53 PM
Parent: #1

ولابد من هذه الخلاصةيا أستاذؤعجب الفيا
(الإِسْلامُ هُوَ الحَضَارَة

الإسلام لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات ... مجتمع إسلامي ، ومجتمع جاهلي ..
" المجتمع الإسلامي " هو المجتمع الذي يطبق فيه الإسلام .. عقيدة وعبادة ، وشريعة ونظاماً ، وخلقاً وسلوكاً .. و " المجتمع الجاهلي " هو المجتمع الذي لا يطبق فيه الإسلام ، ولا تحكمه عقيدته وتصوراته ، وقيمه وموازينه ، ونظامه وشرائعه ، وخلقه وسلوكه ..
ليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناساً ممن يسمون أنفسهم " مسلمين " ، بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع ، وإن صلى وصام وحج البيت الحرام ! وليس المجتمع الإسلامي هو الذي يبتدع لنفسه إسلاماً من عند نفسه - غير ما قرره الله سبحانه ، وفصَّله رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويسميه مثلاً " الإسلام المتطور " !
و " المجتمع الجاهلي " قد يتمثل في صور شتى - كلها جاهلية - :
قد يتمثل في صورة مجتمع ينكر وجود الله تعالى ، ويفسر التاريخ تفسيراً مادياً جدلياً ، ويطبق ما يسميه " الاشتراكية العلمية " نظاماً .
وقد يتمثل في مجتمع لا ينكر وجود الله تعالى ، ولكن يجعل له ملكوت السماوات ، ويعزله عن ملكوت الأرض ، فلا يطبق شريعته في نظام الحياة ، ولا يحكِّم قيمه التي جعلها هو قيماً ثابتة في حياة البشر ، ويبيح للناس أن يعبدوا الله في البيَع والكنائس والمساجد ، ولكنه يحرِّم عليهم أن يطالبوا بتحكيم شريعة الله في حياتهم ، وهو بذلك ينكر أو يعطل ألوهية الله في الأرض ، التي ينص عليها قوله تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ } .. [ الزخرف : 84 ] .
ومن ثم لا يكون هذا المجتمع في دين الله الذي يحدده قوله :
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } .. [ يوسف : 40 ] .
وبذلك يكـون مجتمعاً جاهلياً ، ولو أقر بوجود الله سبحانه ولو ترك الناس يقدمون الشعائر لله ، في البيَع والكنائس والمساجد .
" المجتمع الإسلامي " - بصفته تلك - هو وحده " المجتمع المتحضر " ، والمجتمعات الجاهلية - بكل صورها المتعددة - مجتمعات متخلفة ! )
هذه بعض أفكار سيد قطب !!!!!!

Post: #27
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-11-2006, 08:23 PM
Parent: #1

.......ولابد من المواصلة دار الاسلام ودار الحرب!!!!!
( وأن هناك داراً واحدة هي دار الإسلام ، تلك التي تقوم فيها الدولة المسلمة ، فتهيمن عليها شريعة الله ، ، وتقام فيها حدوده ، ويتولـى المسلمون فيها بعضهم بعضاً ، وما عداها فهو دار حرب ، علاقة المسلم بها إما القتال ، وإما المهادنة على عهد أمان ، ولكنها ليست دار إسلام ، ولا ولاء بين أهلها وبين المسلمين : )
(دار الإسلام " الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها ، الدار التي يأوي إليها ويدافـع عنها ، ويستشهد لحمايتها ومد رقعتها .. وهي " دار الإسلام " لكل من يدين بالإسلام عقيدة ويرتضي شريعته شريعة ، وكذلك لكل من يرتضي شريعة الإسلام نظاماً - ولو لم يكن مسلماً - كأصحاب الديانات الكتابية الذين يعيشون في " دار الإسلام " .. والأرض التي لا يهيمن فيها الإسلام ولا تحكم فيها شريعته هي " دار الحرب " بالقياس إلى المسلم ، وإلى الذمي المعاهد كذلك .. يحاربها المسلم ولو كان فيها مولده ، وكذلك لا ينبغي أن تقوم في نفوس أصحاب الدعوة إلى الله تلك الشكوك السطحية في حقيقة الجاهلية وحقيقة الإسلام ، وفي صفة دار الحرب ودار الإسلام .. فمن هنا يؤتى الكثير منهم في تصوراته ويقينه .. إنه لا إسلام في أرض لا يحكمها الإسلام ، ولا تقوم فيها شريعته ، ولا دار إسلام إلا التي يهيمن عليها الإسلام بمنهجه وقانونه ، وليس وراء الإيمان إلا الكفر ، وليس دون الإسلام إلا الجاهلية .. وليس بعد الحق إلا الضلال ..فيها قرابته من النسب وصهره ، وفيها أمواله ومنافعه . )
......

Post: #28
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-11-2006, 08:38 PM
Parent: #1

والسؤال بعد هذا ماهو المنبع الذي نهل منه الخليفي وعباس الباقر
ومن قاموا بالمجازر والمذ ابح التي طالت الابرياء والمد نيين في مصر والجزائر ومن أي أيدولجياتشرب الانتحا ر ييون الذي وقعوا في الناس تفجيرا وتقتيلا? ......
الاجابة نجدها في طيات من يجعل المجتمعات المسلمة وغيرها من المجتمعات
المعاصرة مجتمعات جاهلية وديار حرب.........!!!!!!

Post: #29
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-12-2006, 00:58 AM
Parent: #28

كتب الأستاذ عجب الفيا:
Quote: في تاسيس الدولة السودانية على مبدا الحاكمية لله الذي سنه سيد قطب مفكر حركة الاخوان المسلمين .

وبعد مراجعتي له كتب :
Quote: الاستاذ محمد سليمان شكرا لك على كل حال .
آيات الحكم بما انزل الله موجودة في القرآن وهذا من البديهيات التي لا يمكن ان يجادل فيها الا ما لم يقرأ القرآن . وقد رفع معاوية المصاحف في اشارة الى الاحتكام الى كتاب الله
. كما رفع الخوارج شعار الحاكمية عندما خرجوا على ، علي ومعاوية . ولكن سياق الكلام هنا عن الحركات الاسلامية المعاصرة التي تسيس آيات الحاكمية .ربما كلمة "سنه " غير دقيقة وسوف استبدلها بكلمة " روج له ".

ثم راجع الانترنت وكتب:

Quote: الاستاذ محمد سليمان
كان لدي احساس منذ البداية انني لم اخطيء عندما نسبت مصطلح الحاكمية لسيد قطب
والمودودي ولكني جاريتك تواضعا وتسهيلا للنقاش .



أشكر لك حسن التواضع يا أستاذ
وزادك رفعة .
الخلاف بيني وبينك ليس في وجهات النظر
حول القضية نفسها, إنما الخلاف حول حقائق Facts .
ثم زاد:
Quote: بعد المراجعة تاكد لي ان ما ذكرته من ان ابو الاعلى المودودي هو من سن او صاغ او صك مصطلح حاكمية صحيحا.
فالحاكمية كمصطلح من الصيغ المستحدثة في العربية مثلها مثل : قابلية وفاعلية واشكالية
وافترع المودودي هذا المصطلح من تعبير :" الحكم لله" او "حكم الله " او تحكيم كتاب الله .
ليقابل به مصطلح سيادة الشعب في المفهوم الديمقراطي . فالحاكمية تعني حرفيا : السيادة لله وليس للشعب .
وبالتالي يمكن القول ان المودودي الذي عاش في القرن العشرين سن او صاغ كلمة "حاكمية" بالاصالة . وهو هندي الاصل وليس باكستاني كما ذكرت
.

Post: #30
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-12-2006, 01:47 AM
Parent: #1

الاستاذ محمد سليمان

هنالك فرق بين المفهوم والمصطلح .

المفهوم هو الحكم بما انزل الله او الاحتكام الى كتاب الله .

اما المصطلح الحاكمية فمستحدث صكه ابو الاعلى المودودي في القرن العشرين وروج

له سيد قطب من خلال كتاباته كما افاد الاخوان مرتضى جعفر وكمال عباس .

Quote: ظهور مصطلح "الحاكمية" -الذي صكه أبو الأعلى المودودي وتلقفه سيد قطب


وهذه حقيقة تاريخية فهل لديك شك في ذلك يا محمد سليمان ؟

Post: #31
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-12-2006, 01:54 AM
Parent: #30

خلافنا كان حول قولك:
Quote: على مبدا الحاكمية لله الذي سنه سيد قطب مفكر حركة الاخوان المسلمين


وتقول لي:
Quote: هنالك فرق بين المفهوم والمصطلح

يعني المصطلح مرادف للمبدأ ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!

Post: #32
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-12-2006, 02:07 AM
Parent: #1

خلاص شيل كلمة مبدا وخت مكانها كلمة مصطلح
اتفقنا ؟

Post: #33
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-12-2006, 02:09 AM
Parent: #1

وشيل كلمة سنه سيد قطب ، وخت مكانها روج له .

Post: #34
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-12-2006, 09:39 AM
Parent: #1

شكرا جزيلا الاخ العزيز كمال عباس / على تكبدك المشاق في انزال فصول من كتاب : " معالم في الطريق " للمفكر الاسلامي سيد قطب .وقد وضح من هذه الفصول ان هذا الكتاب هو العمدة في فكر الحركات والاتجاهات الاسلامية التكفيرية والمعين الذي تنهل منه عيقدتها التكفيرية .
جاء في هذه المقتطفات :
Quote: .. إنه لا إسلام في أرض لا يحكمها الإسلام ، ولا تقوم فيها شريعته ، ولا دار إسلام إلا التي يهيمن عليها الإسلام بمنهجه وقانونه ، وليس وراء الإيمان إلا الكفر ، وليس دون الإسلام إلا الجاهلية ..

يتبين من هذا الاقتباس لماذا لا تابه هذه الحركات التكفيرية بالضحايا الابرياء الذين يموتون في عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها ، لان " لا اسلام في ارض لا يحكمها الاسلام " او كما قال .

Post: #35
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-12-2006, 09:53 AM
Parent: #34

الأخ عجب
تحية.
اتفقنا اذا ما تراجعت تاني
وقلت الحكاية تواضع منك بس وتسهيل نقاش.


--------
هل لديك أي اعتراض على صحة ما ورد في:
Quote: ان الدولة- الأمة الاثيوبية في القرن التاسع عشر ، قامت على غلبة الدين المسيحي واخضاع كافة القوميات والاديان الاخرى بما فيها الاسلام ،

أعني هل هذه المعلومة غير صحيحة؟
وغير ثابتة في التأريخ؟
هل هذا اليساري يكذب ويفتري ؟

Post: #37
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-12-2006, 10:21 AM
Parent: #35

عزيزي منعم،
تحياتي الحارة، وشكري على رفدنا بالمقال.
مشروع الهوس ما كان ليتمدد بهذا الشكل المحزن لولا تباطوء الكثير قبائل اليسار في إدراك أصل الأزمة. فإن من بقي منهم في ركاب الأيديلوجية الماحقة لا يختلف إلا في المقدار عن المتهوسسن العقائديين. ومن انصم منهم إلى جوغة المتهوسين، طمعاً أو خوفاً، أصبح يخدم مشروعهم بصورة مباشرة.

لو أن هذه الطاقات أدركت أن في الفهم الديني نفسه مخرج من أزمة الهوس، وأدركت أن تراثنا فيه ما يدعم المشروع الاشتراكي والديمقراطي، على حد سواء، لكانت وجهت في وجهة محاربة الهوس، كما فعل الأستاذ محمود محمد طه والجمهوريين. ولا يغيب عنك أن الأستاذ والجمهوريين هم أول من أشار إلى خطل الهوس الشيوعي والهوس الديني على حد سواء. بل أن الأستاذ لحد وصف الأيديولوجية الماركسية بانها لا تختلف عن أيدلوجيا التطرف الديني إلا في المظهر. ولقراءك الكرام أن يراجعوا كتاب "الماركسية في الميزان" للأستاذ محمود في موقعنا www.alfikra.org

ما أريد أن أقوله هو أن انتكاسة عبد الله على إبراهيم ليست أنتكاسة إلا في المظهر. ذلك بأنه تدرب على فنون التطرف وقبول العنف كوسيلة للتغيير ونفي الآخر من الفكر الماركسي وانتسابه التنظيمي إليه في السابق@!

Post: #36
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-12-2006, 10:19 AM
Parent: #1

Quote: --------
هل لديك أي اعتراض على صحة ما ورد في:

Quote: ان الدولة- الأمة الاثيوبية في القرن التاسع عشر ، قامت على غلبة الدين المسيحي واخضاع كافة القوميات والاديان الاخرى بما فيها الاسلام ،

طبعا الاعتراض ليس على المعلومة التاريخية وانما الاعتراض على الدعوة الى تطبيق نفس الفكرة في القرن الواحد والعشرين . اي الدعوة الى قيام دولة سودانية دينية ثيوقراطية اسلامية في القرن الواحد والعشرين على نفس العقلية التي قامت بها الامبراطوية الاثيوبية المسيحية في القرن التاسع عشر . من هنا تاتي غرابة الدعوة من مفكر يساري !

Post: #38
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Hassan M Saeed
Date: 09-12-2006, 11:13 AM
Parent: #1

أذن فليمدد ابو حنيفة رجليه

Post: #42
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-13-2006, 07:17 AM
Parent: #38

Quote: أذن فليمدد ابو حنيفة رجليه

الاخ حسن م سعيد

تقدم وقول ما عندك دون حياء

ثم مدد رجليك وخد راحتك بالكامل

فكلنا هنا تلاميذ في محراب المعرفة .

Post: #39
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Hassan M Saeed
Date: 09-12-2006, 11:59 AM
Parent: #1

الاخ عبد الفيا سلام

تقبل إعتذاري عن الخطأ الذي ورد مني أعلاه نتيجة تسرعي

ولكن خالص الود والتقدير

Post: #40
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-12-2006, 01:58 PM
Parent: #1

يا اهلا وسهلا عزيزي الدكتور حيدر بدوي

كم انا سعيد بتشريفك لنا في هذا الخيط

واتفق معك ان المتطرفين في اليمين واليسار وجهان لعملة واحدة .

Post: #41
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Asma Abdel Halim
Date: 09-12-2006, 03:26 PM
Parent: #40

الأستاذ عجب الفيا:

شكرا لأيراد هذا الموضوع أفكار الدكتور عبد الله تستحق المناقشة
لو طبقنا نظرية الدكتور عبد الله التى لا تخرج عن كونها اخضاع كل الناس لسلطة دين واحد. وإذا أخذنا متوسط عشوائى لنسبةالمسلمين فى اثيوبيانقول 50%
وأضفنا عنف وقوة الصحوة الأسلامية فى العالم الأن لخرجنا بقالب سهل جداً وهو أمكانية إخضاع الأثيوبيين لسلطة المسلمين فى الأيام القليلة القادمة ولا أبالغ إذا أضفت وضم اثيوبيا إلى الصومال وجيبوتى لخلق امبراطورية إسلامية جديدة فى القرن الأفريقى تنتهى من الهيمنة الأرثوذكسية.
فى كلمات أخرى: الهيمنة الدينيةوالعرقية تسقط كلما قويت شوكة عرق أو دين.
وأثيوبيا مثال لذلك فهى بعيدة كل البعد عن الإستقرار. الحروب القبلية ما زالت تستعر فيهاوسيظل المسجد والكنيسة يتبادلان الوقوف على نفس المساحة حسب قوة أهل الدين ذوى الغلبة وقدرتهم على إخضاع الأخرين. الدولة الأمة لا يمكن أن تصمد بفرض سيطرة جزء من السكان على بقية "الأمة".
يمكن للأمم أن تتشدق وتتدثر بالدين وترفع ألويته ولكن سرعان ماتتمرد السياسة وتنصب نفسهاكأمر دنيوى يضيق بالدين وسلطة رجاله. هذا غير تغير الأزمنة والمفاهيم ودور الدين فى حياة الناس الأن.

الليلة حيرفدونى من الشغل لو ما قمت من الكيبورد ده لكن What's the heck!!!
يوم واحد وامشى من هنا ما كتير.

Post: #43
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-13-2006, 07:28 AM
Parent: #41

كتبت :
Quote: طبعا الاعتراض ليس على المعلومة التاريخية وانما الاعتراض على الدعوة الى تطبيق نفس الفكرة في القرن الواحد والعشرين . اي الدعوة الى قيام دولة سودانية دينية ثيوقراطية اسلامية في القرن الواحد والعشرين على نفس العقلية التي قامت بها الامبراطوية الاثيوبية المسيحية في القرن التاسع عشر . من هنا تاتي غرابة الدعوة من مفكر يساري !


الآن سؤالي حول المعلومة:

Quote: النسيج الاثيوبي الفريد القائم على التسامح منذ النجاشي الذي آوي اصحاب النبي ص مرتين وهو المسيحي الارثوذكسي !!.

هو : منذ النجاشي إلى متى ؟؟؟؟

مع شكري
_____
محمد الحبشي

Post: #44
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-13-2006, 07:55 AM
Parent: #1

Quote: الآن سؤالي حول المعلومة

الاستاذ محمد سليمان
لا شك انك رجل على قدر من المعرفة والاطلاع ،
ولكن هذه الطريقة التي تنتهجها ، طريقة التلميذ والمدرس الشايل سوطه وحايم في الفصل ، لا يمكن ان تساهم في التاسيس لحوار معرفي قائم على الاحترام المتبادل
فارجو ان تطرح افكارك وارائك جملة واحدة كما هو الاسلوب المتبع والمعروف
والا فانني اعتذر عن الاستمرار معك بهذه الطريقة .

ولك تقديري واحترامي .

Post: #45
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-13-2006, 10:18 AM
Parent: #1

الاخ عجب الفيا تحية ......... كتبت
) (فارجو ان تطرح افكارك وارائك جملة واحدة كما هو الاسلوب المتبع والمعروف
والا فانني اعتذر عن الاستمرار معك بهذه الطريقة )
هذا هو مربط الفرس فهذا الاخ يملاءالفضاء صخبا و ضجيجا حول شرع الله
والتعريض بالعلمانية ولكنه يعجز عن طرح بدائل أو أبراز تصوره للشريعة وقد طرحنا عدة آشكالات وقضايا طالبناه تناولها من منظوره الاسلامي
ولكنه ..............???????
راجع هذا الخيط Re: العلمانيون حلاقيم كبيرة وكرفتات أنيقة ومقالات حلاوة قطن

: كمال

Post: #47
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-13-2006, 09:58 PM
Parent: #45

شكرا كمال عباس
على التنبيه للرابط ، مشكلتي انني اعاني من ازمة وقت بشكل حاد جدا بشكل يجعلني لا اطالع الا النذر اليسير من البوستات دعك من ان اتابع .

Post: #46
Title: Re: قراءة صحيحة يا اسماء
Author: Agab Alfaya
Date: 09-13-2006, 10:22 AM
Parent: #1

اهلا وسهلا بالدكتورة اسماء عبد الحليم
اتمنى ان يطيب لك المقام في هذا الوطن السايبيري
Quote: لو طبقنا نظرية الدكتور عبد الله التى لا تخرج عن كونها اخضاع كل الناس لسلطة دين واحد. وإذا أخذنا متوسط عشوائى لنسبةالمسلمين فى اثيوبيانقول 50%
وأضفنا عنف وقوة الصحوة الأسلامية فى العالم الأن لخرجنا بقالب سهل جداً وهو أمكانية إخضاع الأثيوبيين لسلطة المسلمين فى الأيام القليلة القادمة ولا أبالغ إذا أضفت وضم اثيوبيا إلى الصومال وجيبوتى لخلق امبراطورية إسلامية جديدة فى القرن الأفريقى تنتهى من الهيمنة الأرثوذكسية.

هذه قراءة صحيحة يا اسماء لاطروحة الدكتور عبد الله .
وصيحة واسلاماه الواردة في عنوان المقالة والاستهلال بالاشارة الى الكنيسة القائمة في مكان الجامع في هرر الاسلامية منذ القرن التاسع عشر ، فيها تحريض واضح واستنفار لمشاعر المسلمين الطائفية واستنجاد بالحركات الاسلامية .
ويبدو ان امبراطورية القرن الافريقي الاسلامية بدات معالمها تلوح بعد استيلاء المحاكم الاسلامية على السلطة في الصومال وبعد خروج بعض المسلمين في اثيوبيا لوحدهم في مظاهرات العام الماضي صد الحكومة الاثيوبية والنساء يرتدين الحجاب وقد ابرزت قناة الجزيرة تلك المظاهرات بشكل لافت .

Post: #48
Title: Re: قراءة صحيحة يا اسماء
Author: Murtada Gafar
Date: 09-14-2006, 01:42 PM
Parent: #46

سلام جميعا

تحيات عجب، د.حيدر بدوي و الأخ كمال عباس

منورين كعهدنا بكم

سأعود حتما...فقط وضعته بالأعلى للأهمية.. و أرجو تعهد د. حير بدوي لهذا البوست بالزيارات لحوار أكثر إفادة


مرتضى جعفر

Post: #49
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Nasr
Date: 09-14-2006, 01:57 PM
Parent: #1

إستنتاجات عبد الله في رحلته الحبشية فطيرة ولم يعمل فيها فكرا
والحاصل او الحيحصل سينفق عبد الله من عمره وعمرنا زمنا ليشرح فكرته هذه
ثم نكتشف او يكتشف هو أن كل ذلك كان من قبيل التبرير, محاولة لانقاذ الذات Ego غارق في الذات
وهذا ما حدث في مداخلاته الأخيرة عن إلتحاقه بالإنقاذ, ومقالات شيبون وهلم جرا
وهي طبعامأساة في الفكر السوداني

Post: #50
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Nasr
Date: 09-14-2006, 02:00 PM
Parent: #49

وأعتقد أن معالم في الطريق لمحمد قطب شقيق سيد
والعذر مقدما إذا كنت مخطئا

Post: #51
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-14-2006, 02:33 PM
Parent: #1

كتب nasr
Quote: وأعتقد أن معالم في الطريق لمحمد قطب شقيق سيد
والعذر مقدما إذا كنت مخطئا

كتاب معالم في الطريق لسيد قطب هذه حقيقة مؤكدة
كمال

Post: #52
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Nasr
Date: 09-14-2006, 07:15 PM
Parent: #51

كلامك صاح يا كمال
إعتذاري

Post: #54
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-15-2006, 08:39 PM
Parent: #52

Quote: إستنتاجات عبد الله في رحلته الحبشية فطيرة ولم يعمل فيها فكرا
والحاصل او الحيحصل سينفق عبد الله من عمره وعمرنا زمنا ليشرح فكرته هذه
ثم نكتشف او يكتشف هو أن كل ذلك كان من قبيل التبرير, محاولة لانقاذ الذات Ego غارق في الذات

مرحب بالاستاذ نصر
فكرة عبدالله واضحة وبسيطة جدا فهو هنا ينبذ العلمانية ويدعو الى تبني مشروع الدولة الدينية المركزية القائمة على الدستور الاسلامي ويعتبر ان الحركة الوطنية قد اخطات عندماتبنت العلمانية الغربية ورفضت تطبيق الشريعة . وان الناس مهما اختلفوا مع الانقاذ فان ما يحمد لها انها استطاعت تقيم دولة الشريعة على نهج الحاكمية لله .

Post: #53
Title: Re: ونعود لمقال دكتور عبد الله علي أبراهيم يا أستاذ عجب الفيا .....
Author: kamalabas
Date: 09-14-2006, 10:11 PM
Parent: #1

جاء في مقال الاستاذ عبد الله علي أبراهيم
Quote: الداخل الى مدينة هرر الاسلامية ، التي تبعد نحو 500 كيلومتر بجهة الجنوب الشرقي من اديس ابابا ، سيرى بغير لبس الكنيسة القائمة فوق مسجد المدينة القديم وهو مسجد مقابل لقصر الامير عبدالله ، آخر حاكم لهرر الاسلامية المستقلة حتى 1887 حين اجتاحها الامبراطور منليك في اطار مسعاه الناجح لبناء امبراطورية حبشية موحدة .. وقد بنى الكنيسة الامير ماكونين فارس معركة ادوا 1869 التي غلب فيها الروم الايطاليون شر غلب . وانفق ماكونين على قسيس كنيسته من الاموال المصادرة ممن تصدوا من أهل هرر لغزوة منليك . ."
..... ...... قامت الامبراطورية الاثيوبيةلاخيرة والتي أنتهت في النصف الاول
لسبعينات القرن المنصرم بأنقلاب منقستو قامت علي حكم أقلية
الامهرا وتسلطهم وهيمنتهم علي بقية القوميات والقبائل......
قبيلة الامهرا تشكل حوالي 15 % وبالمناسبة أكبر قبيلة بأثيوبيا
هي قبيلة الاورمواالمسلمة (جلها) وتسيطر علي أغلب أقاليم أثيوبيا
......وهي قبيلة ذات أغلبية نسبية مضطهدة حتي اليوم ( النظام الحالي
تهيمن عليه أقلية التقراي......)
..... النخبة الامهرية هي من كان يسيطر وهي من شكل وجه الدولة في الخارج
وهم من حظوا بالتعليم والتمدن......
وقد فرضت لغتها علي الدولة وذلك بواسطة الة الدولة وسطوتها
.... أذا ما تم كان تسلط وفرض قسري للغة معينة ولدين ومذهب معين وقومية
محددة وقد ذكر الدكتور قيا م كنيسة علي أنقاض مسجد وبالقطع لم يتم ذلك
كنتاج لتحول المسلميين للمسيحية وأنما نتاج لمنطق القوي والهيمنة
والقهر والتذويب القسري
وقد كان نتاج تلك الهيمنة أستقلال دولة أرتريا وومطالبة الاوروموا بقيام
دولة أروميا.......
......فهل يريد الاستاذ الجليل عبد الله قيام دولة يهيمن عليها
دين معين و وتتسلط عليها قومية محددة ":?
أين أحترام التنوع العرقي والديني ? وهل ينجح قيام دولة ما علي
القهر الطبقي أو القوي أو الديني?
...... أفهم تماما معني تلاقح الثقافات والاعراق والتزاوج الطوعي
بين هذه العناصر ولكني لا أفهم معني أستيراد نموذج يقوم علي الهيمنة
القومية أو الدينية والتذويب والصهر القسري !!!!!

Post: #55
Title: Re: ونعود لمقال دكتور عبد الله علي أبراهيم يا أستاذ عجب الفيا .....
Author: Agab Alfaya
Date: 09-15-2006, 08:59 PM
Parent: #53

Quote: ......فهل يريد الاستاذ الجليل عبد الله قيام دولة يهيمن عليها
دين معين و وتتسلط عليها قومية محددة ":?
أين أحترام التنوع العرقي والديني ? وهل ينجح قيام دولة ما علي
القهر الطبقي أو القوي أو الديني?
...... أفهم تماما معني تلاقح الثقافات والاعراق والتزاوج الطوعي
بين هذه العناصر ولكني لا أفهم معني أستيراد نموذج يقوم علي الهيمنة
القومية أو الدينية والتذويب والصهر القسري !!!!!

شكرا استاذ كمال عباس على هذه الخلفية التاريخية التي يستند اليها الدكتور في دعوته الى تبني نموذج الامبراطورية الحبشية .
و للاسف يا استاذ كمال هذا هو ما يريده الدكتور من هذه الدعوة .
فانت عندما تتحدث عن دستور اسلامي ودولة دينية مركزية ونبذ العلمانية فلا مجال لك للحديث حقوق اقليات وتنوع وتلاقح ثقافي طوعي وكل الحقوق المدنية الاخرى على اساس حق المواطنة .

نستمع الى الحديث الدكتور مرة اخري :

" .. كثيرا ما خالطني شك كبير ان كانت صفوة السودان السياسية قد تعلمت شيئا من خبرة بناء الدولة الامة في اثيوبيا .. ، فلو علمت صفوتنا اليسارية من تاريخ التكوين الاثيوبي شيئا لوقفوا عند منزلة الدين كثقافة في بناء الدولة الوطنية . فقد وجدت هذه الصفوة احتقنت ضد الاسلام من فرط كيد الحركة الاسلامية الطويل لها بحل الحزب الشيوعي في 1965 وقوانين سبتمبر الاسلامية في 1983 وبدولة الانقاذ القائمة ، فحملت عليه بصور شتى بلغت ان خلع بعضهم نفسه عنه جملة وتفصيلا . وهنالك من استنكر على الاسلاميين زج الاسلام في السياسة ودلقوا حبرا كثيرا حول الاسلام السياسي وعن ضرورة ان يبقى الدين حيث ينبغي له . بل انتهزوا تجربة الغرب العلمانية التي تزعم فصل الدين عن الدولة . .
لو علمت صفوتنا اليسارية شيئا لائقا من تجربة بناء الامة الدولة الاثيوبية في القرن التاسع عشر لكفت عن الخوض في علم الاديان المقارن الذي اصطنعته وتنطعت فيه وتقعرت . فقد انبنت اثيوبيا المعاصرة على حد الدين المسيحي الارثوذكسي الرسمي . فقد كانت الارثوذكسية الامبراطورية ، هي الثقافة الوحيدة التي بجعبة الصفوة الاقطاعية لتوحيد اثيوبيا صافية حليب يا لبن على نواتها . "

ثم يواصل قائلا :

" لقد تفادت صفوتنا السياسية بصورة جازمة مواجهة سؤال كيف اقتحمت هذه الطاقة الدينية للاسلام عالم السياسة عندنا تريد بناء الدولة الأمة المختلف الوانها والسنتها على صفاء الشرع وحاكمية الله . وقد رفع هذا السؤال استاذنا عبد الخالق محجوب في مقالات شهيرة بجريدة اخبار الاسبوع ، في اعقاب حل الحزب الشيوعي .،وقد كانت الدعوة الى الدستور الاسلامي قائمة بالطبع ولكنها ذاعت بين أقلية الاخوان المسلمين . وتسآءل استاذنا ، ما الذي حدث في تركيب ثقافتنا ومجتمعنا الذي جعل دعوة الاقلية للدستور الاسلامي هي الغالبة وقد اجاب بصورة مبدئية على هذا التساؤل اجابة يجدها القاريء في مقدمتي لكتابه عن فكر الاخوان المسلمين الصادر عن دار عزة .
.. ان تفريط الصفوة اليسارية في الرشد السياسي فاضح . فهي قد تراخت مرتين خلال حوالي خمسة عقود دون الاجابة على سؤال لا مهرب منه وهو من أين جاء هؤلاء الناس ؟ وهو السؤال المركزي في بناء الدولة – الأمة فقد خرجت علينا الحركة الاسلامية بالدولة الدينية بعد تهافت علمانية جيل مؤتمر الخريجيين وورثتهم في الحركة الاتحادية ممن نادوا بسقوط السياسة على اعتاب القداسة . و لوقت قصيرا جدا. اتفقنا ام اختلفنا مع الحركة الاسلامية فلا بد انه ما يحسب لها انها باجابة ناجزة ومباشرة وبسيطة لبناء الدولة - الامة على محجة الشريعة .."
انتهي

Post: #56
Title: Re علي تلامذة الاستاذ عبد الله أن يحاكموه بما يطرح اليوم لا بما كان يطرحه في السا بق!!!
Author: kamalabas
Date: 09-15-2006, 09:57 PM
Parent: #1

شكرا أستاذ عجب الفيا
شكرا استاذ كمال عباس على هذه الخلفية التاريخية التي يستند اليها الدكتور في دعوته الى تبني نموذج الامبراطورية الحبشية .
و للاسف يا استاذ كمال هذا هو ما يريده الدكتور من هذه الدعوة .
فانت عندما تتحدث عن دستور اسلامي ودولة دينية مركزية ونبذ العلمانية فلا مجال لك للحديث حقوق اقليات وتنوع وتلاقح ثقافي طوعي وكل الحقوق المدنية الاخرى على اساس حق المواطنة .

...... لا أدري ما هو البديل لنموذج دولة المواطنة والدستوري والقوانين
المدنية? قد يسارع البعض بالاجابة أنها" محجة الشريعة الغراء"
ولكن لازال السؤال ملحا مالمقصود بالشريعة?
وما هو النموزج الذي دعاتها أنفاذه أهو نموزج طالبان أم ملالي
أيران أو قوانين سبتمبر أو نموزج الانقاذ?
....... ...... أهو نموزج لجنة الدستور 1968 الذي كان ينص علي
رفض كفالة رئاسة غير المسلم والمرأة?
أم هو نموزج يقوم علي قمع حرية الاعتقاد والتعبير ويحد من يبدل
معتقده.?
..... الخطاب الاسلاموي ممزق ومتناقض ويختلف أساطينه في قضايا جوهرية... يختلف دعاته في عدد الحدود وكيفية أنفاذها وفي كيفية أختيار
الحاكم وتداول السلطة وقد عالجت هذا التخبط والتمزق في سجال سابق
Quote: الشوري قيمة معنوية....فبمثل ما دعا الأسلام للتحابب والتعاضد
والمودة وحسن الخلق دعا للشوري.....
الشوري ليست "مفهوم' concept وليس منظومة نظريات....
وألا قولوا لنا ماهي الياتها وماهي ومواعينها ?بل ماهو تعريفها ?
هل ورد في الأصول ما يفيد بنظام فصل السلطات ?
وماهية كيفية تولي الحاكم فيها ...أهو أستخلاف كما الخليفة أبو بكر
مع عمر أم هو أختيار صفوة ليتم أختيار واحد منها كما جاء أستخلاف
عثمان? أم هي وراثة? كما هو الحال في الخلافات في الدولة الأموية
والعباسية والفاطمية?أما هي صيغة ...تمكن "العوام" " والدهماء"
وغير والمسلم من أختيار الحاكم أو المفاضلة بين المرشحين لأمارة
الدولة?......
أما هي نظام وصيغة أهل الحل والعقد?
...... تكفل الديموقراطية أحقية المرأة والوثني والكتابي في رئاسة الدولة فهل تتيح صيغة الشوري = بالمفهوم الممارس -.. ولاية هولاء للولاية الكبري?
تكفل الديموقراطية حرية الأعتقاد وتبديل المعتقد فهل تتيح صيغة الشوري - بالمفهوم الممارس-
هذا? يتساوي الجميع-بغض النظر عن الدين أو النوع -ذكر/أنثي-
أو الجنس في الحقوق والواجبات فهل يتاح هذا في غير صيغة الديموقراطية?تعلي الديموقراطية من شأن المواطنة وتعتبرها الحد
الأدني في دولة ما .... حيث تجمع وتستوعب الناس بغض النظر عن أختلاف
الدين والعرق والجهة والجنس ولون البشرة
.......
......
ثانيا أذا كان دعاة الشريعة من تيارات أسلاموية تثق في
قوة طرحها فلماذا لا تسعي لتطبيقه عبر الديموقراطية ولماذا نجد طرح
العلمانية نافذ عبر تجاربنا الديموقراطية بينما الطرح الاسلاموي يتم
أنفاذه عبر دبابات العسكر فقط?
ثالثا هل تفاعل الشعب السوداني وتفاعل مع دولة التوجه الحضاري
والدولة الرسالية وتشربوا بقيمها أم أن حديث رموز الانقاذ عن
هذه المعاني أصبح ينفر ويجلب السخرية من شريعتهم وأسلامهم?
وهل يجسد رموز الانقاذ وكوادر نموزج جاذب ومحبب لما يرفعونه من
شعارات ? ثم مالذي جعل مثل أحد أبناءما يسمي بالحركة الاسلامية الجميعابي يدلي بهذه الافادات الخطيرة
Quote: تحدثنا عن قوة الحركة الاسلامية ووحدتها
وتآزرها لايبدو ان يكون هذا الحديث للاستهلاك السياسي
وخداع النفس ليس غير. فهي اي الحركة الاسلامية الآن
ضعيفة ضعف قدر ولاتستطيع ان تقنع احداً جديداً يدخل
محرابها..الا بالمصالح.. ولكن كفكرة.. انا لا استطيع ان
ادعو احداً ليدخل الحركة الاسلامية بالرغم من انني كنت
اكثر الناس حرصاً ممارسة للدعوة والاستقطاب وكنت ناشطاً
جداً في هذ الميدان، وذلك لان صورة الحركة الاسلامية لدى
الشارع السوداني بل في كل العالم اصبحت صورة غاتمة
ومشوهة ومخزية، فهي صورة تعبر فقط عن المصالح الذاتية
والفجور في الخصومة والتناطح والصراع على السلطة
والتآمر.. وهي كلها لا تناسب ولاتشبه المبادئ السامية
والفضيلة التي تربينا عليها
...
Quote: ....حديثي هذا ربما يغضب ثلة من اخواني بالمؤتمر الوطني
ولكنني اوكد بلا ادني تستر او مواربة ان الدولة
السودانية اذا انتقلت لنظام سياسي تعددي فيه قدر كبير
جداً من الشفافية والحرية.. لن تجد واجهات الحركة
الاسلامية طريقها للحكم على الاطلاق لا وطني ولا شعبي..
فقد انفض الناس من حولهم وتركوهم قازمين وليس لهم رصيد
جماهيري يستندون اليه عند ملمات الانتخاب نعم.. المؤتمر
الوطني يحكم بما تبقى لديه من ادوات السلطة وليس بسبب
رصيد فكري.. وادوات السلطة هي التي تجمع الناس علي
المنافع وعلي الوظائف والمغانم الي آخر قائمة النصيب من
الدنيا.. ليس هناك حماس للفكرة لا من قريب او بعيد..
ولانني قريب جداً من نبض الشارع اعرف من كثب ما هو
ايجابي وما هو سلبي وفيما يفكر هذا الشارع وماذا يقول عن
الحركة الاسلامية وعن الانقاذ.

Quote: ..... التكريس
للجهوية والقبلية، فالانقاذ كرست بعمق لهاتين
الرذيلتين.. وما قضية دارفور الا نتاجاً طبيعياً لهذا
السلوك فهي قضية قامت على مفاهيم اثنية عنصرية جهوية
وقبلية.لقد كانا سودانيين وحسب حتى اننا لم نكن نعرف من
اي القبائل كان عبود او الازهري او المحجوب.. او سر
الختم الخليفة.. ولكننا الآن نكتب القبيلة قبل الشخص
والمرشح للوظيفة.. بل ان نميري نفسه لا يعلم من اي
القبائل هو.. فقط سبق ان ناقشت الرئيس جعفر نميري في
اصله.. ووجدت انه لم يكن يهتم بمعرفته.. وقد اختلفنا معه
في اصله وقبيلته.. لقد كنا على درجة عالية جداً من
الوعي.. ولكننا الآن ننحدر حثيثاً نحو السفح والانحطاط
هذه أفادة الجميعابي وقبلها نقض عراب الحركة الترابي غزله ونسف
أسس مشروعه وبدأ وغيره يقتربون من الاطروحةالعلمانية
ويتخلون عن بعضما كانوا يطرحونه سابقا ......
لذا أدري لماذا يصر أستاذنا عبد الله علي الترويج علي بضاعة كاسدة
وخطاب ممزق تخلي عنه أساطينه?
علي كل حال نعتقد أن هذا خيار أستاذنا ويبقي علي تلامذة ومعجبي
الاستاذ عبد في قالب الستينات و الله علي أبراهيم أن يتفهموا خياره هذا وألا يصروا علي
وضع الرجل التبرير لأقواله ومقالاته الواضحة .....الرجل يعرض بالعلمانية
ويتغزل بالشريعة !!!!!!تعاملوا مع الرجل بما يطرحه اليوم وليس بما
كان يطرحه في الستينات ونأمل أن يراجع الرجل نفسه ......
كمال

Post: #57
Title: Re: Re علي تلامذة الاستاذ عبد الله أن يحاكموه بما يطرح اليوم لا بما كان يطرحه في السا ب
Author: Agab Alfaya
Date: 09-17-2006, 04:42 AM
Parent: #56

شكرا استاذ كمال لهذا التحليل الرصين
Quote: علي كل حال نعتقد أن هذا خيار أستاذنا ويبقي علي تلامذة ومعجبي
الاستاذ عبد الله علي أبراهيم أن يتفهموا خياره هذا وألا يصروا علي
وضع الرجل التبرير لأقواله ومقالاته الواضحة الرجل يعرض بالعلمانية
ويتغزل بالشريعة !!!!!!تعاملوا مع الرجل بما يطرحه اليوم وليس بما
كان يطرحه في الستينات ونأمل أن يراجع الرجل نفسه ......

اتمنى ان يفعلوا .

والشكر مجددا للاستاذ مرتضى جعفر
ولي عودة

Post: #58
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-17-2006, 12:38 PM
Parent: #1

......
Quote: اتمنى ان يفعلوا .

والشكر مجددا للاستاذ مرتضى جعفر
ولي عودة

لا أدري لماذا تجاهل حواري الاستاذ عبد الله ومعجبيه هذا المقال?
أهي طائفية أدبية.....? بررتم قبل شهور أن الرجل لايقصد أنفاذ الشريعة وأنما يرمي للتعامل الايجابي مع ا الدين(وكأنما هناك من يرمي
لألغاء الدين وأقصائيه من حياةالمجتمع) وأنكم ( أي نحنا) لم تتفهموا دوافع الرجل
ولغته والتي يبدوا وعلي حسب فهم التلامذة تحتاج لطلاسم وطقوس خاصة
لفهمها "وكود" خاص لفك الشفرة لايملكه الا الحواريين.....
ولكن هاهو أستاذ نا يميط اللثام عن كل غموض ويوضح مراميه بصورة أكثر جلاء
مما يضعكم أمام خياريين : الاتفاق مع الاستاذ في رؤيته الجديدة
وتبنيها أو أدا نتها والتصدي لها كما تفعلون مع من يطرح مثل رؤيته
هذه أي كما تفعلون مع طرح علي عثمان وأسحق فضل الله والترابي وعبد
الحي.......القضية تحتاج لأتساق فكري وتوحيد للمكائيل.......
..... وأرجو أن يواصل الاستاذ الفيا الطرق علي هذه القضية
كمال

Post: #59
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 09-18-2006, 02:10 AM
Parent: #58

الأخ الأستاذ عجب الفيا
السلام عليكم
Quote: ولكن هذه الطريقة التي تنتهجها ، طريقة التلميذ والمدرس الشايل سوطه وحايم في الفصل ، لا يمكن ان تساهم في التاسيس لحوار معرفي قائم على الاحترام المتبادل

للمرة الثانية تلقي إلي كلاما عاما
لا يتصل بجذر الحوار.
المرة الأولى حين قلت ما معناه أنى لم أتعامل مع
كلام د. بشرى الفاضل بصورة لائقة.
Quote: فارجو ان تطرح افكارك وارائك جملة واحدة كما هو الاسلوب المتبع والمعروف
والا فانني اعتذر عن الاستمرار معك بهذه الطريقة .

ما دار بيننا هنا ليس حوارا فكريا
يتناول وجهات النظر.
كل أمري أني قد أشرت إلى
مغالطات تتعلق بالحقائق
التي ليس حولها خلاف ((من أصلو))
والدليل أنك قد تراجعت عنها.
مع الشكر

Post: #63
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-18-2006, 01:18 PM
Parent: #59

الاخ الاستاذ محمد سليمان
كلامي كان محدد جدا وهو اعتراضي على طريقة الانترفيو
اي ان يكون النقاش مبني على سؤال منك واجابة مني فهذه طريقة استاذية بحتة .
في البداية انت اعترضت على كلامي ، حول اسبقية سيد قطب في صياغة مصطلح الحاكمية
وجاء اعتراضك في صيغة سؤال استنكاري !
فعقبت عليك مصححا نفسي بنفسي وقلت بل انه المودودي وان سيد قطب هو الذي روج له .
وحتي الان لم تؤمن على كلامي بل طرحت سؤالا اخر بنفس الطريقة ،
فرددت عليك بانني ارفض هذه الطريقة في الحوار .

وبالمناسبة الامور ليست بهذا الحسم والقطع اليقيني فيمكن جدا ان يكون سيد قطب شريك للمودودي في صك مصطلح الحاكمية .
فقد قال المودودي عن سيد قطب :
" ومن كلماته المشهورة في الحديث عن سيد قطب رحمه الله لأحد الإخوة بعد استشهاده بفترة قوله : (إن ما ورد في كتاب معالم في الطريق هو نفس ما أراه، بل كأنني أنا الذي كتبته، فقد عبّر عن أفكاري بدقة)."
نقلا عن :

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi


وقد ورد مصطلح الحاكمية في كتاب معالم في الطريق .

----
تنبيه :ناسف لنزول الرابط خطا .

Post: #60
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-18-2006, 02:31 AM
Parent: #1

ورد في مقال الدكتور عبد الله
Quote: " لقد تفادت صفوتنا السياسية بصورة جازمة مواجهة سؤال كيف اقتحمت هذه الطاقة الدينية للاسلام عالم السياسة عندنا تريد بناء الدولة الأمة المختلف الوانها والسنتها على صفاء الشرع وحاكمية الله . وقد رفع هذا السؤال استاذنا عبد الخالق محجوب في مقالات شهيرة بجريدة اخبار الاسبوع ، في اعقاب حل الحزب الشيوعي .،وقد كانت الدعوة الى الدستور الاسلامي قائمة بالطبع ولكنها ذاعت بين أقلية الاخوان المسلمين . وتسآءل استاذنا ، ما الذي حدث في تركيب ثقافتنا ومجتمعنا الذي جعل دعوة الاقلية للدستور الاسلامي هي الغالبة وقد اجاب بصورة مبدئية على هذا التساؤل اجابة يجدها القاريء في مقدمتي لكتابه عن فكر الاخوان المسلمين الصادر عن دار عزة .

الاستاذ كمال عباس لا ادري ما الرسالة التي يريد توصيلها الدكتور من خلال الربط بين المرحوم عبد الخالق محجوب والدستور الاسلامي ولكن اذكر ان المرحوم الخاتم عدلان ر د على ما جاء في مقدمة الدكتور لكتاب عبد الخالق المشار اليها .

Post: #61
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-18-2006, 07:28 AM
Parent: #1

... عزيزي أستاذ عجب الفيا
كتبت

الاخ الاستاذ عجب الفيا اليك مقال الخاتم ففيه أجابة
هذا مقالي للأضواء الغراء هذا الأسبوع، وهو يتعرض لمحاولات الدكتور عبد الله علي إبراهيم للإعدام المعنوي لعبد الخالق محجوب، بعد أن قتله أعداؤه جسديا.


بين الدكتور عبد الله على إبراهيم،
والأستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب:

لا يكتفي الدكتور عبد الله علي إبراهيم، بأقل من الإعدام المعنوي لليسار، ممثلا في واحد من أوضأ رموزه: الأستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب. ومن خلال إشارات مبثوثة في عدد لا يحصى من المقالات، يحاول عبد الله على إبراهيم أن يمدح عبد الخالق محجوب بأن ينسب إليه قيما ومواقف لم تكن حياة الشهيد وموته، إلا نفيا ودحضا لها. وإذا كان ما حدث لعبد الخالق محجوب صبيحة الثامن والعشرين من يوليو 1971، إعداما جسديا إجراميا نفذه حاكم معتوه، فإن رد فعل عبد الخالق عليه، قد مثل الدرجة العليا من التسامي الفردي، والبطولة الإنسانية، والشجاعة العقلية، التي ألهمت أجيالا من الشعراء والرسامين والمبدعين، بقدر ما ألهمت المناضلين في كل الدروب. ومصدر الإلهام هنا لم بكن تلك الوقفة الأسطورية وحدها، بل كانت السيرة كلها، والقيم التي أضاءت تلك السيرة، والتي لم يزدها الإعدام الجسدي إلا جلاء. أي أن عبد الخالق محجوب، لم يعد منذ تلك المأثرة الباهرة التي خطها بموته، سوى تلك القيم التي عاش من أجلها، وجاد بروحه ودمائه لإضاءتها وسقياها. وهو قد قال لنا بفعله ذاك: جسدي فداء لفكري، دمي زيت لقيمي، عبوري ثمن لبقاء معناي. فإذا أتي من ينسب لعبد الخالق قيما ومواقف نقيضة لما كان يؤمن به، ويرفعها علما على ذكراه، مع كل آيات التمجيد الزائفة وحسرات الفراق المفتعلة، فإنه يحاول إتيان جريمة أفظع من القتل الجسدي، وهي قتل المعنى. وهذا هو ما ظل يمارسه عبد الله علي إبراهيم منذ أن زلزلته الإنقاذ بحضورها الرهيب، وخلعت فؤاده وكسرت جبارته.
في كتابه عن الترابي كزعيم للتجديد الإسلامي في السودان، وعن إمكانية حكم البلاد بواسطة فئة القضاة الشرعيين، يورد عبد الله علي إبراهيم الإهداء التالي:
" إلى أستاذنا المرحوم عبد الخالق محجوب
كنا قد إئتمرنا أو " تآمرنا" على شيئ من هذا الكتاب في فترة من الزمان عند منتصف ستينات القرن الماضي. واستعجلت أنت تخطو وئيدا شجاعا في السكة الخطرة. أو أبطأت أنا. وهذا بعض كسبي من " المحضر السابق" صدقة جارية لروحك السمح العذب، يا أيها الرجل الوسيم."
ألاحظ عرضا هنا إستخدام عبد الله على إبراهيم، في إهداء يوجهه إلى عبد الخالق محجوب، لمصطلحين أساسيين في فكر حسن عبد الله الترابي، هما مصطلح الإئتمار، الذي يفضله الترابي لمعناه المزدوج، الظاهر المتعلق بعقد المؤتمرات، والخفي الذي يعني التآمر، فالترابي يعشق مثل هذه المصطلحات ويهيم بها هياما لا فطام منه. ومصطلح "الكسب"، الذي يصور العمل السياسي والفكري، ليس كعطاء يجود به المرء طوعا على الآخرين، بل ككسب يأخذه الفرد عنوة من الجماعة، ويأخذه الحزب غصبا من المجتمع. وأتجاوز عن ظاهرة ذلك المستعجل الذي " يخطو وئيدا"، في مزاوجة مستحيلة بين نوعين من المشي، وأنفذ إلى جوهر فكرة عبد الله، وهي إشراك عبد الخالق في تأليف كتاب لم يكن ليتردد في إستنكار كل مقولة أساسية وردت فيه، ودحضها بحزم فكري عرفه عنه عبد الله قبل سواه. والدليل الذي يسوقه عبد الله على إشتراك عبد الخالق معه في فكرة هذا الكتاب، هو تآمر سري، بينه وبين عبد الخالق.
وهي فكرة ليست كاذبة فحسب، بل هي غبية كذلك. لقد أتهم عبد الخالق محجوب بالتآمر في أشياء كثيرة، في مراحل مختلفة من حياته، من مؤامرة الشيوعية الكبرى، وحتى مؤامرة الإنقلاب العسكري. وكانت الإتهامات ذات طابع سياسي واضح، لأن عبد الخالق كان قائدا سياسيا فذا، من أخمص قدميه إلى شعر رأسه. ولكن أحدا لم يتهم عبد الخالق بمؤامرة فكرية. في مسائل الفكر كان عبد الخالق واضحا كالشمس. بل كان يوصي الشيوعيين بأن يكونوا واضحين فكريا مثله، وألا ينحشروا في مواقع الدفاع، حتى لا يتهموا بالإنتهازية. فكيف يمكن لرجل هذا شأنه أن يتآمر مع عبد الله على أفكار هابطة مثل تولية شؤون الدستور والحكم لفئة القضاة الشرعيين، إذا كان ذلك هو الجزء من الكتاب موضوع التآمر، أو تنصيب الترابي زعيما للتجديد الديني، إذا كان موضوع التآمر هو الجزء الثاني من الكتاب؟ وكيف يمكن لعبد الخالق أن يتآمر على كل تاريخه الفكري؟
التآمر المشار إليه هنا، لا يعني سوى أن عبد الله، وقد سار في الدروب الموحشة، بدلا عن "السكة الخطرة"، يريد أن يدعي أنه يفعل ذلك وهو في صحبة رفيعة، كما يريد أن يتأبط ذراع عبد الخالق إلى قبره المعنوي، الذي أعده بدافع الكراهية العميقة التي تسمي نفسها حبا خالدا. وسأوضح ما أجملته هنا عندما أتناول في مقالات قادمة، كتاب عبد الله المدوّن بمداد التهافت المنطقي والمرجّب بعمد الحجج الخاوية.
وما أجمله عبد الله هنا في كلمة إهدائه المسمومة، فصله شيئا ما في مقدمته لكتاب عبد الخالق: أفكار حول فلسفة الإخوان المسلمين الذي كتبه الشهيد أواخر الستينات. ولأن الرسالة التي حددها عبد الله علي إبراهيم لنفسه، إزاء عبد الخالق، لا يمكن أن تكون مستقيمة، وإلا كشفت نفسها للدحض المباشر، فإن إلتواءها قد ظهر هنا بأجلى ما يكون الظهور. إن عبد الله إذ يقدم لكتاب، ينتقد دون رحمة، وباستقامة فكرية عظيمة، عرفت عن الشهيد، أفكار الإخوان المسلمين، لا يورد حرفا واحدا، أو فكرة واحدة من الكتاب الذي بين يدي القاريئ، بل يلجأ إلى نسبة أفكار نقيضة لما ورد في الكتاب إلى مؤلفه، بإعتماد مراجع أخرى ليست بين يدي القارئ ولا يؤمل أن يحصل عليها حتى إذا شاء! والأخبار غير السارة بالنسبة لعبد الله، إننا حصلنا على بعضها، ونعمل على الحصول على الأخريات ولو طال السفر، فليكفهر وجهه ما شاء له الإكفهرار!
يقول عبد الله علي إبراهيم أن عبد الخالق محجوب، لم يكن معترضا على دعوة الدستور الإسلامي، عند ظهورها، بل كان محبذا لتلك الفكرة، منشرحا إزاءها، ومحتفيا بها. وربما يكون رد فعل كثير من القراء، وهم يطالعون هذه الدعوة الغليظة، أنني أتجنى على الرجل، وأرجمه بالغيب، وأتهمه بما لا يمكن أن يكون قد صدر عنه. ولا أستطيع أن أرد على هؤلاء إلا بكلمات عبد الله علي إبراهيم نفسه الواردة في مقدمته تلك لكتاب عبد الخالق. يقول في صفحة 11 ما يلي:
" ويذكر الشيء بالشيئ، فأريحية عبد الخالق الفكرية حيال مشروعية، بل وسداد الدعوة إلى الدستور الإسلامي قديمة. فقد تقبل هذه الدعوى بطيب خاطر في كتابات باكرة له بجريدة الميدان عام 1957، والدعوى إلى مثل هذا الدستور في طفولته بعد" (الدعوى بدلا عن الدعوة وطفولته بدلا عن طفولتها، نقلتها كما وردت في الأصل.)
ولكن التأييد المزعوم للدستور الإسلامي، المنسوب لعبد الخالق محجوب، وإيمانه ليس فقط بمشروعية الدعوة، بل بسدادها، لا يتوقف على مقال نشر عام 1957 عندما كان عمر عبد الخالق 30 عاما، بل يمتد معه في دعوى عبد الله حتى مماته على ما يبدو، يقول على ص 13 من مقدمته:
" وعليه لم يكن عبد الخالق في عام 1958م، كما لم يكن في عام 1965 م، ممن أستثقل أو إستفظع أو إسترجع –أي جعلها رجعية باطلاق- الدعوة إلى الدستور الإسلامي، بل كان أكبر همه فحص إن كانت الدعوة إليه قد جاءت من باب المواتاة السياسية أم أنها صدرت عن إنشغال سياسي محيط بالخطر الوطني والحضاري بالإستعمار، الخصم الأكبر، وعن عزيمة كتأمين السيادة الوطنية على أساس من العدل الإجتماعي. والدليل على رحابة صدر عبد الخالق لخطاب الدستور الإسلامي هو تنبيهه إلى أن المناقشات التي جرت حول وجوب تطبيقه في ما بعد ثورة أكتوبر 1964م " ولدت وعيا بين الناس لا سبيل إلى إنكاره ولفتت الإنتباه لأول مرة في بلدنا للنظر للدين من زاوية المؤثرات والتقدم الذي أصاب الإنسان في القرن العشرين."
وربما يكون روع القاريئ قد هدأ حاليا، بعد أن وقف من عبارات عبد الله، على أنني لم أنسب إليه ما لم يقله. فالعبارات رغم حظها الضئيل من الإبانة، ورغم ما فيها من اللغو والعويش، إلا أنها توضح موقف صاحبها بصورة كافية. إذن كان عبد الخالق محجوب منشرحا لدعوة الدستور الإسلامي، محتفيا بها، غير منكر ولا "مسترجع" لها. كل إعتراضات عبد الخالق محجوب، إنطوت على اعتبارات ثانوية، مثل أنها طرحت في غير محلها، وأنها لم تتشرب بصورة كافية بعداء الإستعمار، كما أنه لم يكن واثقا من أنها "صدرت عن إنشغال سياسي محيط بالخطر الوطني والحضاري بالإستعمار، الخصم الأكبر" أو كما قال!
هنا أيضا، يريد عبد الله علي إبرهيم، في مسيرته الهابطة، أن يقنع الناس أنه يسير في صحبة راقية. وهنا أيضا يحاول أن يسوق عبد الخالق محجوب إلى قبره المعنوي، بعد أن تكفل الآخرون بقتله الجسدي. والواقع أن عبد الخالق لم يكن في أية لحظة من لحظات حياته المدونة، من دعاة الدستور الإسلامي، سواء بتوضيحاتها أو بدون توضيحاتها. بل كان خصما لدودا، ومجادلا عميقا عارفا، ضد ذلك الدستور وتلك الدولة، وما كتابه هذا الذي يقدم له عبد الله علي إبراهيم، ولا يذكره بكلمة واحدة، سوى شهادة دامغة على ما نقول. مواقف عبد الخالق محجوب في المعركة الممتدة ضد الدستور الإسلامي معروفة وموثقة، وخطبه داخل الجمعية التأسيسية عندما كان نائبا من نوابها معروفة للجميع، تسميته لتلك الدعوة بالمشبوهة والرجعية معروفة كذلك، ويعرفها عبد الله علي إبراهيم أكثر من سواه. وهذه كلها شواهد سنوردها ونفصل أمرها. ولكنا هنا نكتفي بالدحض المنطقي لمقولات عبد الله علي إبراهيم المتهافتة حول موقف عبد الخالق محجوب. فإذا كانت الرواية التي أعتمدها عبد الله لتلك المقالة التي نشرها عبد الخالق صحيحة، وليس لدي ذرة من الثقة في أمانة عبد الله، فإن جوهر حجة عبد الخالق هي أن المعركة في ذلك الوقت، كانت هي الوحدة ضد هجمة الإستعمار، وليست الفرقة حول الدساتير. هذا لا يعني أن عبد الخالق كان يؤيد الدستور الإسلامي، بل كان يرى أن من يطرحونه إنما يريدون خلط الأوراق، والهروب من المعركة الماثلة إلى معارك أخرى سيأتي أوانها. فلنحارب الإستعمار جميعا كسودانيين، ثم نتعارك بعد ذلك حول الدساتير. وهذا موقف لا أستبعد أن يكون عبد الخالق قد وقفه بناء على التحليل الماركسي في التناقضات الأساسية والثانوية، المعروفة لدى عبد الله دون ريب. وبمعنى أوضح إذا كان عبد الخالق يدعو إلى دستور علماني، وقد كان يدعو إليه حتى إستشهاده، وهو بعض من معانيه الباقية، فإنه يقول دعونا نعرض حاليا عن طرح الدساتير، ودعونا نتوحد ضد الإستعمار وأذناب الإستعمار، وبعد أن نزيح ذلك الخطر فليطرح كل منا دستوره، وفي هذه الحالة فإنني سأعترض على دستوركم الإسلامي، طارحا دستورا علمانيا مستقيما. هذا كل ما يمكن أن يستشفه المحلل الأمين من مواقف عبد الخالق محجوب.
المهم أن عبد الخالق محجوب لو كان يدعو إلى الدستور الإسلامي، فإن معانيه كلها تكون قد جفت تقريبا، بقيام الدولة الإنقاذية الأصولية التي ألتحق عبد الله بخدمتها الفكرية، من مواقع الإلتواء والخفاء الشديد والنكران. وإذا كان ذلك مبتغى عبد الخالق، فإن إعدامه المعنوي يكون قد إكتمل. فكيف يمكن أن يكون عبد الخالق داعية للإشتراكية والعدالة والعلمانية والشيوعية، إذا كانت أحلامه تنتهي عند عتبة الدولة الدينية؟ ولست مندهشا لمحاولات عبد الله إعدام عبد الخالق معنويا، لأن ذلك يمثل بالنسبة إليه حاجة نفسية قاهرة. فهو لم يكن ليقدم على مثل تلك المحاولة لولا أنه اختار الإعدام المعنوي لذاته أولا، في مواجهته لأخطار لم يكن من ضمنها الموت. وذلك على النقيض تماما من عبد الخالق محجوب الذي اختار الفناء الجسدي، والبقاء المعنوي، وهو عارف تماما بتبعات خياره.
ولا يكتفي عبد الله بمقالات مجهولة كتبت عام 1957، بل يورد وثيقة قضايا ما بعد المؤتمر كشاهد على أطروحته. وهذا ما سنعالجه في حلقة مقبلة.

المصدر مقال الثلاثاء: بين عبد الخالق محجوب وعبد الله علي إبراه... في الإعدام المعنوي.
كمال

Post: #62
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-18-2006, 07:53 AM
Parent: #1

رد دكتور عبد الله علي أبراهيم علي حوارت سودانيز أون لائن حول قضية
الأستاذ عبد الخالق والدستور الأسلامي ... نقلا عن سودانائل
عبدالخالق محجوب: الإسلام وغربة الماركسية
د. عبد الله علي إبراهيم
[email protected]

تدور حول المقال المنشور أدناه مناقشات علي منبر سودانيزأونلاين استفدت منها أن أكثر المعقبين ربما لم يطلعوا علي النص. وكنت كتبته كمقدمة لكتاب استاذنا عبدالخالق محجوب "أفكار حول فلسفة الأخوان المسلمين" الذي صدرت طبعته الثانية عن دار عزة في مطلع هذا القرن. وقد شاب الإصدارة أخطاء كثيرة حتي نصحت الناشر بان يتعوض الله ويوقف توزيع الكتاب. ويبدو ان بعض نسخه قد تسربت ووقع بعضهم عليها ورغبوا في مناقشة محتوي مقدمتي. ولا تثريب. وقد عدت الي مسودتي لأطبع منها النص الذي بين أيديكم كما كان ينبغي له أن يظهر في الكتاب. وقد رأيت مع ذلك ضرورة تغيير بعض العبارات وقد أشرت الي هذه المواضع بعلامة (؟) لمن أراد مقارنة النص في أصله بالنص في الكتاب المنشور علي الناس. وسيجد القاريء أنني لم أوفق في كتابة خاتمة مناسبة للبحث. وسافعل ذلك متي نشرته لاحقاً.

وقد سعدت بهذه السانحة التي وفرها نقدة هذه المقدمة لإذاعتها علي نطاق واسع ليتعرف الجيل الحدث علي فكر استاذنا عبدالخالق محجوب عليه الرحمة.

عبدالخالق محجوب: الإسلام وغربة الماركسية

عبدالله علي إبراهيم

صدر كتاب "أفكار حول فلسفة الأخوان المسلمين" (لأستاذنا عبدالخالق محجوب في آخر الستينات؟) في ذيول المحنة السياسية والفكرية التي أخذت بخناق الحزب الشيوعي السوداني مباشرة بعد انتصار ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بالنظام العسكري للفريق إبراهيم عبود. وكان الحزب أحد ابرز مهندسي هذه الثورة وقد بوأته منزلة من القوة والنفوذ في الدولة والمجتمع أثارت غيرة خصومه السياسيين. ونجح هؤلاء الخصوم في حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في آخر عام 1965. وكان إلحاد الحزب الشيوعي هو ما شدد عليه هؤلاء الخصوم في حملتهم عليه حتى تحقق لهم إزالة الوجود القانوني للحزب. وكانت القاصمة هي الحادثة التي يشار إليها ب "ندوة معهد المعلمين العالي". ففي تلك الندوة المخصصة لمناقشة البغاء والمجتمع (وكان البغاء منذ عهد الاستعمار ممارسة مشروعة) (في شتاء 1965؟) وقف طالب نسب نفسه للحزب الشيوعي وقال، في المروي عنه، أنه شيوعي وملحد و"أفخر أنني تحررت من خرافة الله . . . أما الدعارة فهي فطرة غريزية في الإنسان وفي بيت الرسول كانت تمارس الدعارة مشيراً إلي حديث الإفك." (1)

وقد استثمر خصوم الحزب مقالة الطالب للتشديد علي إلحاد الشيوعيين بقصد تأليب جمهرة المسلمين عليهم. وقد نجحوا بالفعل في استثارة حملة كبري قضي بها البرلمان علي شرعية الحزب الشيوعي.

انصرف أكثر الشيوعيين وطوائف اليسار، والعهد بهم ما يزال، إلي اعتبار هذه الحادثة داخلة في عداد "استغلال الدين" لتحقيق مآرب سياسية. ولم يغب هذا الاعتبار السياسي بالطبع عن مؤلف هذا الكتاب: الاستاذ المرحوم عبد الخالق محجوب (1926-1971)، السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني منذ 1950. فقد شرح عبد الخالق هذا المعنى بغير هوادة. فقد نظر في كتابات عديدة له الي مطلب خصومه في تطبيق الدستور الإسلامي مما راج آنذاك قبيل حل الحزب الشيوعي. ودرس غلوهم في هذا المطلب بعد حل الحزب الشيوعي (2). وكان رأيه أنه من مفارقة الحكمة أن ينظر المرء الي شعار الدستور الإسلامي وصلاحيته للحكم من زاوية تكوين السودان الإسلامي الثقافي كما يزعم دعاة ذلك الدستور. ورد عبد الخالق هذه الدعوة إلي إسلامية الدولة إلي منابت في السياسة السودانية بخاصة في وقائع ومستجدات نجمت عن ثورة إكتوبر 1964. تساءل عبد الخالق: لماذا احتاج النادي السياسي الحاكم إلي الدعوة إلي الدستور الإسلامي بعد تلك الثورة في حين اكتفي قبلاً بدساتير ليبرالية غير دينية مثل دستور الحكم الذاتي 1954 ومسودة دستور السودان 1958؟ وأجاب عن سؤاله بقوله أن الذي أزعج هذا النادي الحاكم عن الليبرالية إلي الإسلامية هو ما كشفت عنه ثورة إكتوبر عن إمكانية نشوء حركة سياسية مستقلة من نقابات العمال والمهنيين واتحادات المزارعين والحزب الشيوعي. وهي حركة تدير ظهرها نهائياً لهذا النادي وتنزع إلي نهج وأفق اجتماعيين جذريين جديدين. وروع هذا التطور، في قول عبد الخالق، النادي السياسي الذي رأي عياناً بياناً كيف انفصل جهاز الدولة بفضل قوي العاملين وإضرابهم السياسي العام عن السلطة الحاكمة وتركها تامة العري الاجتماعي والسياسي. ولذا سارع النادي الحاكم إلي الدعوة إلي أمرين. الأمر الأول هو تبني الجمهورية الرئاسية بعد أن كان يعتقد في الرئاسة البرلمانية. وأراد بالجمهورية الرئاسية أن يضع في يد رجل زعيم منهم سلطات جامعة مانعة يسيطر بها علي جهاز الدولة. فقد جعلوا الرئيس قيماً نهائياً علي الخدمة المدنية كما يعين القضاة والقيادات العسكرية. أما الأمر الثاني فقد تنادي أهل النادي السياسي إلي الدستور الإسلامي كغطاء إيدلوجي يغطون به إفلاس مناهجهم والتي رأي كيف مجتها طلائع الشعب واستقبلت قبلة أخري.

تساءل عبد الخالق في سياق عرض فكرته عن استغلال النادي الحاكم للدين عن منشأ النبع الإسلامي في الحركة السياسية آنذاك. وتساءل (؟) هل أصابت النادي الحاكم شحنة فكرية مفاجئة حولته عن قناعته الأولي بالدستور الليبرالي إلي الدستور الإسلامي. وفي تقدير عبد الخالق أنه لم ينشأ بين جوانح هذا النادي شوق فكري مرصود معلوم ينتفض للإسلام في جهاد إحيائي فكري مستنير. وغاية الأمر، في قول عبدالخالق، ان الإسلام وقع للحاكمين المأزومين "من باب التجريب والمواتاة السياسية".

ولم يكتف عبد الخالق بهذا البيان عن "استغلال الدين" في سياسة أهل الحكم السودانيين فيما بعد إكتوبر 1964. فقد راجع نفسه حتى لا تكون مقالته عن "استغلال الدين" مما يلقي علي عواهنه. فقد استدرك عبد الخالق قائلاً: وما الخطأ في لجوء النادي الحاكم إلي الدستور الإسلامي في الوقت الذي اختاره؟ وجاء بثلاثة (؟) أسباب في تخطئة هذا اللجوء:

فقد قال أن العيب الذي يراه في هذا النادي السياسي ليس في لجوئه إلي الدين بل في مفهومه للدين. وعاد هنا إلي شرح اعتراضه من أن الدين لم يقع لهذه الفئة السياسية في ميدان ثورة فكرية رشيدة. فهي لم تستنبط إسلامها المرشح للحكم من حركة إصلاح هزت بها قاع العقائد السودانية التقليدية التي كانت الحركة المهدية (1881-189 نفسها مجرد امتداد لها لا ثورة عليها.

وتنويعاً علي ما سبق قال عبد الخالق أن مفهوم هذا النادي للدين لم يكن ثمرة جهاد ضد الاستعمار كما هو حال الإسلام في الجزائر الذي طبعه حرب المستعمرين بنظرات متأملة ناقدة في سياسات فرنسا التذويبية لشخصية المستعمر (بفتح الميم) (؟)، والربط بين التحرير السياسي والروحي والاجتماعي. فإسلام النادي الحاكم السوداني غير ممتحن في دقائق السياسة العامة ومشاغلها وخبراتها في النضال وأشواق العدل الاجتماعي.

ومما زاد الطين بلة أن النادي السياسي السوداني جاء إلي الشعار الإسلامي تابعاً لا رائداً لأنه استقي مدده الفكري والروحي والمالي من القوي الرجعية في العالم العربي والإسلامي التي قبلت العمل في نطاق الأحلاف الاستعمارية ووطنت نفسها علي أفكار التقدم والاشتراكية.

ويذكر الشيء بالشيء. فأريحية عبدالخالق الفكرية حيال مشروعية، بل وسداد، الدعوة إلي الدستور الإسلامي قديمة. فقد تقبل هذه الدعوة بطيب خاطر في كتابات باكرة له بجريدة الميدان (الميدان) عام 1957 (3) والدعوة إلي مثل هذا الدستور في طفولتها بعد. فقد بادرت بعض الهيئات الإسلامية، ومنها حركة الإخوان المسلمين التي هي في القلة السياسية آنذاك، إلي الضغط علي أحزاب الكثرة لتتبنى الدستور الإسلامي قبيل انتخابات 1958. وكان من رأي عبد الخالق أن هذه الانتخابات إنما تدور حول سيادة السودان التي تتهددها قوي الاستعمار التي لا تريد أن يكون "في قلب أفريقيا، وفي الحدود الجنوبية للقومية العربية، أثر لجمهورية سودانية مستقلة حقاً تساند دعوة الحرية في الوطن العربي وتحمل شعلتها في أفريقيا، آخر قلعة للمستعمرين".

لم يعب عبد الخالق علي الهيئات الإسلامية دعوتها للدستور الإسلامي. بل عاب عليها غفلتها عن أن المعركة المقدسة حقاً هي المعركة ضد الاستعمار. فقد استغرب لوقوف هذه الهيئات خلف مرشحي حزب الأمة في الانتخابات وهو الحزب، في تحليل الشيوعيين آنذاك، ركيزة المستعمرين ووكيلهم القديم والحديث في السودان (4). استعان عبد الخالق بلغة القرآن لكي يبين كساد خطة هذه الهيئات في اختيارها الانحياز لحزب الأمة قائلاً:" والله أنتم في واد والشعب في واد آخر غير أن واديكم غير ذي زرع."

وبرغم وصف عبد الخالق لدعوة الدستور الإسلامي بالغموض ومفارقتها لواقع البلاد إلا أنه لم ير وجهاً لجعل الصراع حول صورة الدستور سبباً لانقسام الصف الوطني في وجه الهجمة الاستعمارية. فالمعركة في نظره ليست بين الدستور الإسلامي والدساتير الأخرى. ففي اعتقاد عبد الخالق أن أياً من هذه الدساتير لا يمكن لأنصاره تحقيقه إلا في ظل سودان مستقل الجانب موفور الكرامة. فالدعوة للدستور الإسلامي، في قوله، لا تعفى صاحبها من تحديد موقعه من الاستعمار. وذكر أن باكستان المعلن أنها جمهورية إسلامية هي سند مؤكد للاستعمار وعدو لدود للمسلمين.

وعليه لم يكن عبد الخالق في 1957، كما لم يكن في 1965، ممن استثقل أو استفظع أو "استرجع" (جعلها رجعية بإطلاق) الدعوة إلي الدستور الإسلامي. بل كان أكبر همه فحص إن كانت الدعوة إليه قد جاءت من باب المواتاة السياسية أم أنها صدرت عن انشغال سياسي محيط بالخطر الوطني والحضاري بالاستعمار، الخصم الأكبر، وعن عزيمة لتأمين السيادة الوطنية علي أساس من العدل الاجتماعي. والدليل علي رحابة عبد الخالق لخطاب الدستور الإسلامي هو تنبيهه إلي أن المناقشات التي جرت حول وجوب تطبيقه في ما بعد ثورة إكتوبر "ولدت في الناس وعياً بين الناس لا سبيل إلي إنكاره ولفتت الانتباه لأول مرة في بلدنا للنظر إلي الدين من زاوية المؤثرات والتقدم الذي أصاب الإنسان في القرن العشرين."

ولذا لم ينشغل عبد الخالق بعد واقعة حل الحزب الشيوعي بالإلحاح علي مسالة استغلال خصومه للدين قطعاً لطريق التقدم، وهي واحدة من عباراته المفضلة آنذاك. خلافاً لذلك، رأي عبد الخالق أن تكون محنة الحزب الفكرية مع الإسلام مناسبة يأخذ الحزب نفسه بالشدة النظرية يتأمل قامته الثقافية في مجتمع إسلامي. فقد كتب في "قضايا ما بعد المؤتمر الرابع (196 يقول أن المؤتمر الرابع للحزب (1967) (5) لم يثر مسألة الدين من الزاوية السياسية وحسب. وبعبارة أخري، فالمؤتمر لم يقتصر في خلاصاته فقط علي استنكار استخدام الدين بواسطة النادي الحاكم ستاراً لمصادرة الحقوق الأساسية في مثل حله الحزب الشيوعي. وقال أنه لو كان هذا المغزى السياسي هو كل ما انطوي عليه حل الحزب من مغاز لكان الأمر يسيراً. فالحزب، في نظره، ذو تجربة ثاقبة في العمل بين جماهيره في حين تكتنفه الحملات الناعمة والكثيفة الموجهة إلي إلحاده ومفارقته الجماعة. فهو قد تمرس في النضال الحازم بين العمال والمزارعين والطلاب والمثقفين وعامة الناس المسلمين للدعوة إلي فصل الدين عن السياسة ولم يعان حرجاً أو عزلة بل أصاب سداداً كثيراً. والحزب، من الجهة الأخرى، في قول عبد الخالق، قد تشرب حساسية الناس الدينية وتوسل إلي إقناع الناس بتوقيره ما يوقرون بالمسلك العملي المتأدب في حضرة الإرث الثقافي والعقدي للمسلمين. وبالفعل نجح الحزب في عام 1965 من حماية ظهره سياسياً في وجه حملة العداء التي انتهت بحله وعاد في انتخابات 1968 ليرسل نائبين من دوائر جغرافية لم يجد الناس حرجاً في الانتصار له فيهما. ولم يدر في خلد دهاقنة حملة 1965 أن يستقوي الحزب بالناس هكذا في اقل من ثلاثة ( ؟) أعوام.

لم يرد عبد الخالق أن يتذرع باستغلال خصومه للدين لكي يتفادى الحرج الثقافي الأصيل للفكرة الشيوعية في بلد مسلم. وقد رأي أن يلقي هذه المسالة وجهاً لوجه. فقد دعا في "قضايا ما بعد المؤتمر الرابع" (196 ( 6 ) أن يتأمل الشيوعيون غربتهم و"غربة الفكر الماركسي" التي ارتسمت بغير خفاء من جراء حادثة معهد المعلمين وذيولها. تساءل عبد الخالق: كيف تسنى للرجعية السودانية، بغض النظر عن دوافعها السياسية التي اتخذت الدين أداة ومخلباً، وبغض النظر عن نفوذها في الدولة والتشريع، أن تحرك بسهولة نسبية قطاعاً من الجماهير ضد الحقوق الديمقراطية والدستورية في البلاد حين قبل بحزب الحزب الشيوعي؟ وأضاف قائلاً: كيف تسني لهذه القوي الرجعية أن تنفذ إلي غرضها هذا من خلال استغلال حادث مفتعل لا يعرف أحد حتى ذلك الوقت أبعاده؟

ومن شأن هذه الأسئلة، التي تنأى عن تحميل الخصم كل اللوم علي ما يقع علي الذات من أذى، أن تفضي بهذه الذات إلي مكاشفة ذاتها مما هو في باب النفس اللوامة. وقد ساقت هذه الأسئلة عبد الخالق إلي اجتهادين مرموقين في منهج الحزب الشيوعي تجاه مسالة الثورة والإسلام:

فقد خرج عبد الخالق من تبكيت النفس إلي دعوة الحزب ان يخوض في أمر الدين لا من موقع الدفاع عن نفسه كمتهم في دينه، بل من مواقع الهجوم. وسبيل الحزب إلي ذلك تبسيط الماركسية وجعلها لصيقة بحياة الناس. فتطوير نظرة الحزب للدين، في رأيه، هي في تقريب الماركسية لجماهير الشعب بجعلها جزءاً من تفكيره وتراثه الثوري بإدخالها بين مصادر حضارة الشعب العربية والإسلامية والأفريقية. وهو يري أن هذا التقريب للماركسية هي تبعة علي مثقفي الحزب تلزمهم باكتشاف مصادر هذه الحضارة وعناصر القوة والخير والثورة فيها. فالماركسية، في قول عبد الخالق، ليست مناسبة يخلع (؟) بها الشيوعي هويته الحضارية كمسلم وعرب وأفريقي. خلافاً لذلك، فالماركسية هي "تجديد للمعرفة وسط شعبنا، تجديد لمصادر حضارته وثقافته." وهي مع ذلك (الماركسية؟)لا تقف مكتوفة اليد مبهورة حيال ماضي هذه الحضارة كمثال جامع مانع. وإنما تنفذ إليه بالنقد الدقيق المحيط تتغذى بخير هذه الحضارة وتلفظ ما عداه وتتغلغل يوماً بعد يوم إلي ثري الوطن وثقافته.

فالحزب الشيوعي، في نظر عبد الخالق ، يكسب بالهجوم الذكي المستنير المتفقه في علوم الدين وغير علومه. فلا مخرج للحزب من غربته الفكرية بالاستخذاء وإدارة العقل إلي الجهة الأخرى في وجه ما يلقيه الدين عليه من مسائل وتحديات وفقه. وقال:

"هذه الغربة (الماركسية) التي أشرت إليها لا تحل علي أساس سياسي كما ان مراكز الدفاع مراكز ضعيفة ويمكن أن توصف بالنفاق السياسي ولا توصف بالحالة الجادة لاكتشاف مصادر الثقافة في بلادنا ولاتخاذ موقف تقدمي منها: ما كان مفيداً يدخل في ميدان التطور، وما كان منها يعوق التطور يجب ان يتكلم عنه الشيوعيون بجراة وأن يقفوا بثبات دفاعاً عن مراكزهم"

أما الخاطرة الاجتهادية الثانية (7) التي عنت لعبد الخالق حيال غربة الماركسية في مجتمع إسلامي فهي تفرقته بين الدين كأيدلوجيا، مما يؤدي إلي استغلاله بواسطة الصفوات النافذة لتأمين حكمها بين الناس، (وبين) الدين كيوتوبيا، أي الدين كجغرافيا راسخة لعالم مثالي من العدل والإخاء والمساواة. فدين عامة الناس، اليتوبيا، قد فطر عليه المسلمون، واستمدوا منه أبداً عالماً بديلاً لعنت واقعهم السياسي الأليم، وشغفوا فيه بصور العدالة والإيثار والمساواة، التي هي صفة مجتمع أبكار المسلمين. واسترسل عبد الخالق في وصف الإسلام اليوتوبيا في خيال وفكر عامة المسلمين قائلاً:

"الناس يتصورون هيئة عمر ابن الخطاب حاكم الدولة الإسلامية التي امتدت شرقاً وغرباً وجنوباً وانتشرت تهز أركان العالم حولها وهو مجرد من زيف السلطان وغربته عن الشعب وقد استلقي تحت ظل شجرة مثل عامة الناس لأنه حكم وعدل وأمن شعبه . . . يذكرون مصعب ابن عمير يحف به بذخ الإرستقراطية وهو شهيد في واقعة أحد بعد أن أبلي وهو يحمل لواء الرسول بلاء (؟) لا يدانيه بلاء، وقد خر علي وجهه، ويهم المسلمون بدفنه فلا يجدون له كفناً، إنما هو ثوب رث قصير إن أخفى رأسه أظهر رجليه، وإن اخفي رجليه أظهر رأسه، والنبي (ص) يري فيتلو قول عز وجل: "من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه."

ويستطرد عبد الخالق قائلاً أن هذا العالم المثالي هو الذي يشد أفئدة الناس في واقع يحدق بهم: الفساد فيه وحل، والمحسوبية عاهة، تغلب فيه الاثرة والتفاوت الطبقي اللئيم والفردية القاتلة. وعامة المسلمين أسيرة تناقض بين عالم المثال هذا الذي الإسلام فيه مستودع العدالة والإيثار والمساواة وبين ارتباطهم بقوي النادي السياسي التي تفسد في الأرض، تناقض بين المثال الذي يجعلها ترفض الواقع الفاسد وبين قلة حيلتها وهي أسيرة النادي السياسي وخطته السياسية. ولا مخرج لها من هذا التناقض سوي بنظرية اجتماعية للسلطة تنتقل بها من رهن إرادتها بانتظار فيض القلب الرحيم والمدد المثالي إلي اكتشاف القوة الاجتماعية للتغيير لتحرير نفسها من لعنة وعبودية المال. وويواصل عبد الخالق قائلاً:

"إن الجماهير التي يثير فيها شعار الدستور الإسلامي ما ذهبت إليه من صور إنسانية مدعوة للبحث والتفكير عن ردود شافية لأسئلة تطرح نفسها وتلح بإصرار: هل يمكن تحقيق تلك الصور والمعاني بواسطة سلطة أصحاب المال والمترفين الذين يعملون عن طريق مسودة دستورهم لعام 1968 لدفع البلاد بخطوات سريعة علي طريق الرأسمالية."

من المؤسف إن نظرات عبد الخالق حول غربة الماركسية والدين لم تجد من الخلف الشيوعي لا تجريحاً ولا تطويراً. فلم يتسن للحزب أن يتخطى أطروحة "استغلال الدين" في العمل السياسي" الي الرحاب التي افترعها عبد الخالق. فلم يكن بوسع الشيوعيين انتهاج فقه ماركسي غير فقه "التهويس الديني للسياسة" بالنظر إلي الشروط السياسية والفكرية التي اكتنفتهم لعقود أربعة (؟) منذ آخر الستينات. فقد توالت علي الخلف الشيوعي واليساري عامة النكسات بعد محنة حل الحزب الشيوعي في 1965. وكان الدين ،بصورة أو أخرى،من الملهمات الرئيسية للذين أوقعوا بالشيوعيين الأذى. وصح هذا التقدير أو لم يصح، فالذي استقر في خاطر الشيوعيين هو أن خصومهم كادوا لهم بالدين وما زالوا يكيدون. والمعروف أن الدين قد اصبح أيدلوجيا الرئيس نميري البديلة لليسارية الثورية بعد فراقه الدامي مع الشيوعيين بعد انقلاب 19 يوليو 1971 . وقد تدرج نميري بالشعار الديني حتى أقام دولته الإسلامية في 1983. ثم جاء انقلاب 1989 الإسلامي الذي شتت شمل اليساريين في أطراف الأرض والغرب المسيحي بالذات. وليس من المستغرب إذاً أن ينشغل الشيوعيون بمحض غريزة الدفاع (عن النفس؟) بأطروحة استغلال الدين وتنويعاتها مثل إرث الإسلام في مجافاة حقوق الإنسان واضطهاد المرأة وغيرها مما اتفق للغرب من صور نمطية عن الإسلام. وهي صور يعاد إنتاجها وترويجها في ملابسات عالم ما بعد الحرب الباردة الذي جري تصنيف الإسلام فيه ك "خطر" دولي بواسطة دهاقنة الفكر الأمريكي. وهكذا تناصر واقع محلي سوداني وواقع عالمي لكي يبعدا الشيوعيين عن افتراع معني للإسلام في السياسة غير معني استغلاله في هذه السياسة.

ولم يتسن للشيوعيين وهم بهذا الانشغال ب "تهويس" الدين أن ينموا فكرة عبد الخالق عن يوتوبيا الإسلام التي تعبئ المسلمين حول المثال الباكر لمجتمع النبي (ص) والصحابة الذي اتسم ببساطة الحكم وكرامة الرعية. وقد رأينا كيف حاكم المسلمون حكومتي نميري والإنقاذ الإسلاميتين بقواعد هذه اليوتوبيا الناقدة النافذة حين اشتطتا في البوليسية أو الفساد أو المحسوبية. وقد اخرج هذا النقد النميري من طوره فقال ببجاحة وكفرانية أنه يعلم أن للبيوت في الإسلام حرمة غير أن إسلامه هو إسلام "النط" في البيوت وتفتيشها. وقال الدكتور الترابي أن هذه اليوتوبيا قد قعدت بالحركات الإسلامية دون استحداث برنامج متدرج عملي تأخذ به مجتمعاتها من واقعها إلي مثال الإسلام. فهذه الحركات، في نظر الترابي، تعلقت بمثل تشخص نحوها بالأماني. فحالة الكمال الإسلامي لن تقاربها الدولة الإسلامية وقد لا تبلغها. فهذه الدولة لن تنشأ تامة وهي تولد من واقع إسلامي منحط، بل ستبدأ من بعض الطريق ثم تتقدم نحو مثل الإسلام. وأضاف الترابي أن الحركات الإسلامية المعاصرة اعتزلت المجتمع وتجافت عنه لإخفاقها في تحقيق المثال الإسلامي. وانطوت علي هذه اليوتوبيا تنتظر حدوث معجزة تحقيق أمانيها. وهكذا يري هذا الناشط الإسلامي الكبير كيف أن اليوتوبيا الإسلامية قد تصبح قيداً علي(؟) الحركة الإسلامية المعاصرة وسبباً للنكوص والخيبة (.

وكان بوسع الخلف الشيوعي أيضاً أن يصوب بعض خاطرات عبد الخالق. فكلمة عبد الخالق في أن الدعوة للدستور الإسلامي لم تنشأ عن تنوير إسلامي سوداني هي عين الصواب إذا انصرف بها إلي الأحزاب التقليدية الطائفية. ولكننا، وبآخرة، قد نميل إلي تخطئتها إذا عنت الحركة الإسلامية الحديثة الناشئة آنذاك والتي تحالفت مع تلك القوي الطائفية علي المستوي السياسي وآذت الحزب الشيوعي. غير أن تحالفها السياسي لم يمنعها من احتضان جذوة ما تروم التجديد الديني والتحديثي وبخاصة تحت قيادة الدكتور حسن الترابي منذ نصره علي خصومه التربويين في الحركة في عام 1969. والمعلوم إن الشيوعيين لم يحتاطوا فكرياً لدرس هذه الحركة التي عدوها اجتماعياً فريقاً من أتقياء الريف "الكيزان" وعدوها سياسياً امتداداً فاشستياً للحركة المصرية التي اشتهر إرهابها بين شيوعي السودان نقلاً عن خبرة لهم بها في مصر (9) وفي مقاومتها للناصرية التي عقد الشيوعيون معها أحلافاً متأرجحة. ولم يقرأ الشيوعيون الحركة الإسلامية في نصها وتجلياتها السودانية وبخاصة خلال صراعها المرموق للاستقلال عن قبضة "الشيخ" المصري المتمثل في التنظيم العالمي لحركة الأخوان المسلمين الذي أراد للتنظيم السوداني أن يكون فرعاً تابعاً. وقد شددت حركة الترابي طوال هذا الصراع علي أصولها في الديمقراطية السودانية في طيات الحركة الطلابية والشعبية (10). وقد استحسنت دائماً خاطرة للأستاذ محمد إبراهيم نقد، السكرتير العام للحزب الشيوعي، قال فيها أننا حاكمنا الأخوان المسلمين في السودان بما نعرفه عن الإخوان المسلمين المصريين. وهذه خطة عاجزة.

مصادر وهوامش البحث:

حسن مكي محمد احمد، حركة الإخوان المسلمين في السودان، 11944-1969، الخرطوم 1982، صفحة 83.

نشر بعض هذه الكتابات في جريدة "أخبار الأسبوع" في أعداد صدرت في 12-3-1969 و10-4-1969. والأفكار الواردة بعد هذه الإشارة ماخوذة من هذين المقالين ما لم أشر بغير ذلك.

نشر الكلمة الولي في "الميدان" بتاريخ 12-10-1957 والأخرى في نوفمبر من نفس السنة وفات علي حصر اليوم مع كثير الأسف.

راجع الحزب الشيوعي هذه الفكرة المركزية ونفض يده عنها في وثيقة "قضايا ما بعد المؤتمر الرابع" التي صدرت في 1968. غير أن الفكرة ظلت تراوح في مكانها ولم تتسرب إلي الوعي الجمعي للحركة.

في الوثيقة المسماة "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" وصدرت منها طبعتان، أول إنشائها في 1967 وجاءت الأخرى في 1986. وقد نسبت الوثيقة الدعوة للدستور الإسلامي بواسطة "القوى الرجعية" إلي الإفلاس السياسي تاركة الحياة السياسية العلمانية ناشرة جواً من "الدجل الديني مس كل أوجه الحياة في البلاد، ويهدف في النهاية إلي قيام سلطة باسم الدين." غير أن الوثيقة نبهت بعدم كفاية الدفاع عن الحياة السياسية العلمانية وشعار فصل الدين عن السياسة كموقف وحيد للحزب وطالبت (؟) الحزب بتنمية خطة فكرية تربط بين قضية الدين الإسلامي وعلاقته بحركة التقدم الاجتماعي. أنظر الصفحات 168-170 من الطبعة الثانية.

الوثيقة هي نص التقرير المقدم من المكتب السياسي إلي البلجنة المركزية للحزب في دورة إستثنائية في منتصف يونيو 1968 . وكل الفكار الواردة بعد منها إلا حين نستثنى.

وردت هذه الخاطرة الثانية في مقاله بأخبار الأسبوع بتاريخ 17-4-1969.

وجدت معني الترابي في مسودة له عنوانها "نظرات في الفقه الإسلامي". وفي المقال الموسوم "في أصول الفقه الإسلامي السياسي."

أنظر كتاب للأستاذ الرشيد نائل في هذا المعني صدر في آخر الستينات.

أنظر كلمة لي عن لاهوت الدكتور حسن الترابي نشرتها في مجلة "أفريقيا اليوم" في آخر عام 1999 (تصدر عن دار جامعة إنديانا للنشر وتجدها معربة في كتابي "الشريعة والحداثة" ؟)

Post: #64
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: Agab Alfaya
Date: 09-18-2006, 01:23 PM
Parent: #1

جزيل الشكر الاخ الاستاذ كمال عباس على ايراد رد الاستاذ الخاتم
وقد اعدت انزال تعقيب الدكتور عبدالله لتسهيل الاطلاع .

Post: #65
Title: Re: واسلاماه : صيحة مفكر يساري كبير !
Author: kamalabas
Date: 09-18-2006, 06:07 PM
Parent: #1

شكرا أستاذ عجب الفيا كتبت
Quote: الاستاذ كمال عباس لا ادري ما الرسالة التي يريد توصيلها الدكتور من خلال الربط بين المرحوم عبد الخالق محجوب والدستور الاسلامي ولكن اذكر ان المرحوم الخاتم عدلان ر د على ما جاء في مقدمة الدكتور لكتاب عبد الخالق المشار اليها .

أنا نفسي لا أملك أجابة قطعية وأنما أستنتاجا وتحليلا سوف أطرحه
بعد هذا الاقتباس التالي للمرحوم الخاتم والذي يشكل ركنا في تحليلي


كتب الاستاذ الخاتم
Quote: يريد عبد الله علي إبرهيم، في مسيرته الهابطة، أن يقنع الناس أنه يسير في صحبة راقية. \
Quote: التآمر المشار إليه هنا، لا يعني سوى أن عبد الله، وقد سار في الدروب الموحشة، بدلا عن "السكة الخطرة"، يريد أن يدعي أنه يفعل ذلك وهو في صحبة رفيعة، كما يريد أن يتأبط ذراع عبد الخالق إلى قبره المعنوي،
المرحوم الخاتم أوضح تفسيرا لمحاولة جرجرة المرحوم عبد الخالق
لموضوع الشريعة والدساتير الدينية .....أنها الحوجة لمرجعية فكرية
ولشخص بقامة عبد الخالق ليعطي مشروعيةلتراجع ا لاستاذ عبد الله علي
أبراهيم...فحتي لا يتهم الاستاذ بالردة الفكرية والبصق علي التاريخ
كان لابد من التأصيل لهذا الموقف من حنايا تاريخ اليسار وتأبط زراع
عبد الخالق ..... سوف ينفض سامر التلامذة والحواريين أذا كان مرجعية
الاستاذ عبدالله هي كتب الاخوان والوهابية ورموزهم مثل سيد قطب والمودودي
والترابي والغنوشي و والقرضاوي وسوف يطالب بحل سر النقلةالفكرية
الكبيرة وسوف تبرز أسئلة حول كسبه السابق وأرثه الفكري السابق ....... ولكن الامر سيكون مختلفا أذا كان لهذه الاسلمة جذور في
تاريخ الرجل وفي تاريخ معلمه عبد الخالق ......حضور عبد الخالق
المهيب سوف يقمع كل ناقد ورافض للأسلمة وسوف يجر بالضرورة( كما يظن البعض )
الكثيريين لخندق الاسلمة والتي ستكون أكثر أثمارا وتكسيرا للحاجز
النفسي طالما كان الدخول للدستور الديني والشريعة بالقدم اليسري
ومن بوابة اليسار وطالما المرجع والملا هنا فضيلة المناضل
عبد الخالق محجوب!!!!! .... ربما يرمي الاستاذ عبد الله لهذه النتيجة:
( دستور وقانون مواطنة وعلمانية شنو الجارين وراها مادام أهلها وأساطينها -مثل المفكر عبد الخالق - نفسه قد نبذوها وهجروها لرحاب
الشريعة الغراء والتأصيل الاسلامي???) وطبعا سوف سيكون التأثير ا لمفترض مثل ل تأثير
صدمة تلامذة الترابي حيث خلخل وهدم الاساس الفكر ي للمشروع الاسلاموي للانقاذ وهده
عليه وعلي أبنائه أو أعدائه لايفرق وسوف ينفض سامر العلامنة بعد كسر
الحاجز النفسي....
........

Post: #66
Title: Re: مساهمات وخيوط للتوثيق.......
Author: kamalabas
Date: 09-18-2006, 09:04 PM
Parent: #1

كتب الاخ شرنوبي في هذا الخيط
د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات
Quote: اتذكر حين كتب د. عبدالله على ابراهيم.. اول تاييد فى جريدة الايام والحكومة العسكرية رضيع لم يفطم.... اثار جدلا...
حبث اننا واحيانا.. لا نقبل.. او لا يتقبل.. عقلنا.. المبرمج... ان نجد.. رمزا..
او نجما.. يهوى كالنيازك..
ومكنذ تلك اللحظة.. تكون فى مخيلتى صورة معينة لهذا الكاتب.. الذى كنت اقرأ له..تاريخا.. من منظور.. اكثر ضيقا... ومعجب.. به زمن الجدب الثقافى.. وبذوق حركة.. ادبية وثقافية.. جديدة طرحت نفسها بعد ثورة اكتوبر.. حين كانت لنسايم الديموقراطية فعل السحر.. فى بلوج بوادر.. ايجابية فى كل خارطة الابداع...
عنك عن هذا يا صديق..
ولاول مرة... بعد انقلاب الجبهة.. التقى... بهذا الرجل.. فى امريكا وفى اروقة.. جمعية الدراسات السودانية بامريكا... وكان الرجل.. يطرح الفكر.. السلفى والترابى.. بدفوع نظرية.. واكاديمية.. وكانه يريد ان يقول لنا.. وبما ملك ببعض.. من آليات الجدل المادى.. والتاريخى.. بان الفكر الترابى.. حتمية ... وراودنى شك.. فى الفروض.. وادوات البحث... فكان امامى افتراضين.. بان هذا الرجل.. يحاول.. ان يسخر معارفه..ومقدراته... لخدمة النظام.. بانتهازية واعية.. مغلفة تحت ستار.. الاكاديمايات.. المعلقة فى السماء.. او.. ان لهذا الرجل.. اجندة.. مخفية... منها... ولوجه.. للفكر.. الانحطاطى.. لهذه الجماعة.. ممثلة فى الفكر الدينى الاسلاموى العربى... ومن داخل.. اتون هذه المععمة بريد ان بعريه.. متسترا بلباس.. يحميه...
عجزت.. وحيث ان اهتمامتى الثقافية محدودة.. مرت.. تلك الخاطرة.. كغيرها.. ولكنى... وفى دواخلى نفسى... وجدت.. او احاول.. ان اجدد مبررا لقبول.. طرحه.. بكونه.. بوعى او لا وعى... يقدح الزناد.. على هشيم الثقافة الاحادية.. ويتمركز متسلحا فى احدى اركانها... متخدنقا... مع كل.. شاكلته... امثال الطيب مصطفى.. وابواق الحكومة... للدفاع.. عن ثقافة المتسلط على الرقاب..

وكتب محمد سيد أحمد
Quote: الاخ عبد الله
عندما كتبت بوست عبد الله فى تلفزيون السودان وانتقدت افكاره
جاءت المساهمات متفقة ومختلفة وسعدت بذلك ولكن ما سبب لى الحيره هى مساهمات تقول بان عبد الله مثقف ومفكر كبير نحن لا نملك نقده

الاحظ الحظوة والسطوة لعبد الله والتى استوعبها عندما تاتى من اهل الانقاذ وهويقول ما يريدونه مغلفابالبديع والرشيق من البيان واستغرب ذلك عندما ياتى من خصوم الانقاذ

وفى ذلك عندما قدمه سبيل فى ندوة بابوظبى قال ان كان هناك شخص فى السودان يطلق عليه لقب مفكر فهو عبد الله وسبيل هذا يطربه العداء لليسار ...
وكتب صاحب الخيط عبد الله عثمان
Quote: فى مبحثه "الشريعة والحداثة" كرّس الكاتب، ومنذ البداية، نفسه "صحّافا" لنظام متداع، و لم يحسن الكاتب قراءة الواقع السياسى، حين سعى للقاء عرّاب ذلك النظام حينها "حسن الترابى" موسطا فى ذلك، وشاكرا على عثمان محمد طه وعبدالباسط سبدرات صـ 107. ثم ذهب لكيل نوع من المدح، أعف عن إيراده هنا، لشخص الترابى "الذى إقتطع من زمنه وقتا ثمينا" ليحدث الكاتب عن أسرته وتعليمه و.. و... الخ!! ثم تمنى الكاتب فى ذات الصفحة أن يكون مقاله مما يسعد به الجميع!! وقد تقرأ هذه على غرار "أن بيتى يشكو قلة الجرذان" فقد يقرأ "الحاكم" توسل الكاتب مثلما قرأ الأمير الأموى لامية الذى قال "فليسعد النطق إن لم يسعد الحل" فيأمر له بإقطاعية، و"الشيخ لا تعوزه الفطنة" فى هكذا حال – والكاتب ليس بدعا فى ذلك، فـ "المفكر الإستراتيجى" – كما يسميه تلفزيون السودان – حسن مكى كان، إبان مؤتمر الذكر والذاكرين بالخرطوم، وفى سعى محموم للـ "الإسعاد" الذى يرتجيه الكاتب، قد نصب الشيخ حسن الترابى شيخا للطريقة القادرية "معمدا" إياه خليفة للشيخ حمد النحلان.. غير أن المفكر الإستراتيجى قد كفر بـ "شيخ حسن" بآخرة عندما أسماه "الشيخ حسن" "خيش حسن" تصغيرا لمقامه عندما أحس ببعضهم يريدون منازعته ذلك اللقب!! ولكن حسن مكى قد كان متواضعا إذ إرتضى لشيخه ذلك المقام فى سلك المريدين، والحال كذلك فلا بد أن يأتى الكاتب بما لم يستطعه الأوائل، فقفز بالترابى "مرة واحدة" ليكون "لاهوت الحداثة" ونرجو الآ ننتظر زمنا طويلا ليكفر الكاتب بـهذا "اللاهوت " الحائز على الدكتوارة من السوربون بإسم دفع الله كما نوّه لذلك الكاتب فى دعاية فجة تذكر الناس بإنتخابات طلاب الثانويات!!

فى صفحة 17 – الشريعة والحداثة – يقرر الكاتب عن نفسه "متحدثا بصيغة جمع محببة لديه" (أننا عدنا الى الدين بعد طول إهمال لننتفع به فى تحليل الحركات الإجتماعية التى حسبنا أنها مما يستقيم بغير دين) ثم يواصل فى صفحة 19 ليقول (فالكاتب الراهن كان فى طليعة من حركة للحداثة والعلمانية تنكبت السبيل فانهزمت شر هزيمة على يد من استرخصنا قوتهم ومشروعيتهم بقولنا إنهم جحافل الهوس الدينى.) وعندما نقرأ ذلك مقرونا بما خطه الكاتب فى كتيبه – الرق صفحة 47 لوصفه لـلـ "القبائل اليسارية التى أنا منها و"بارى" و ليطمئن الإسلاميين، على صدق"توبته" فإنه يدعم "تبرؤه" بندمه (على سخف موقفه يوم شارك فى موكب لدعم النظام التقدمى فى مصر الشقيقة إثر إعدام سيد قطب وهذا عار قد نعود اليه قريبا) – إنتهى- الإشارة هنا للنص وليس للكاتب.
يقول الصوفية أن كل تجربة لا تورث حكمة، تكرر نفسها، ولإبن عطاء الله السكندرى قول جامع فى أنه "ما بسقت أغصان ذل الآ على بذر طمع"، فمن الواضح أن تجربة الكاتب فى "الإستصحاب"- وهى مفردة محببة للكاتب ويكثر من إستعمالها ولها، عندى، ظل نفسى، أراه يلازم الكاتب فى "إستصحابه" - لم تورثه حكمة، فرحل محتقبا –أو مستصحبا – بذر طمعه، مجاهرا بتبرؤه منها، بعدما "غرزت" أبقارها ودهمت الكاتب، على حين غرة، سنى شيخوخة جعلته "يلطم" كما يعبر شيعة العراق فى "حسينية" لاهوت الحداثة مستسخفا مشاركته فى الإحتفال بإعدام سيد قطب!! ولكن هذه المرة أيضا فقد كفر الإسلاميون أنفسهم بعجلهم الذى يعبدون – إقرأ مراجعات محمد خير عوض الله عن محنة الإسلاميين فى السودان – الصحافة ديسمبر 2004
الأستاذ محمود محمد طه يحكى عن تجربته أنه رأى أن الناس تجعجع بلا طائل "ولم تطب له نفسه أن يجعجع" فأختلى إليها حتى يتصالح معها ثم، بعد أن يطمئن إليها، ينشرها على الناس، وقد رأى الناس وشموا "نشره يضوع مسكا معنبرا"، وليس ثمة مقارنة، ولكن (أبا زيدنا هذا كل ما رأى هلالا ساقنا اليه نضرب الدفوفا)!!
وكان عبد الله عثمان قد أبتدر خيطه بالاتي
Quote: يشكل الأستاذ الدكتور عبدالله على إبراهيم، ومنذ دهر "إنقاذى" طويل، ظاهرة كثيرة الحراك فيما يخص الشأن السودانى، وكما يرى د. عبد الله بولا – سودانيزأونلاين ديسمبر 2004 -
فإن (استقبال عبد الله المتكرر الميسور في "تلفزيون الإنقاذ"، وغيره من منابرها والقبول الذي يحظى به في أوساط الإسلامويين، وهو القبول الذي نوه به وامتدحه هو بنفسه، يثير بالفعل أسئلة جادةً ومريرةً وحازمة) فالأستاذ الدكتور، وسأشير اليه فيما بعد بـ "الكاتب" – وجه "دائم" فى زحام "التقريظ" من خضر هرون الى معاوية أبوقرون!! وقد يحيرنى أن دعوته فى كتيبه "الرق فى السودان" – أنثروبلوجيا الخبر- وسأشير إليه لاحقا بـ "الرق"، وكذلك، سترد الإشارة لكتاب نقد- فيما بعد- بـ "علاقات الرق" – يحيرنى أن دعوة الكاتب، فى صفحة 12 – لأن يكون "الأكاديمى ضمير أمته" ولقد تتعجب أى أمة هوضميرها، كما سيأتى لاحقا!!
ليت الكاتب، وهو ذو نشاط جم، إقتصر على أن يكون قرصا مرنا يسجل لنا بحيادية، تامة، قصص الرباطاب وجزائر أرتولى والدهاسير التى تأتى من أعالى النهر أو صعيده، لا يهم، فقد "نصدقها سوا أو نكضبها سوا"!! فلعل ذلك كان قمينا أن ينصبه "قورو" يشار له بالبنان – هذا، إن كان يؤمن بأن للـ "القورو" الأفريقى شأن يعتد به فى السودان، وسيأتى ذكر ذلك، ولا نفتئت عليه!! ولكن مما لا يجوز علينا، هو أن يذهب الكاتب ليحلل ويستنبط ويصدر الأحكام بالطريقة التى نراه عليها الآن، ثم يريدنا أن "نصدقه سوا" وننزل عند حكمه!! يريدنا أن "نصدقه سوا" وهو يمتح الترابى، وغير الترابى، حتى سبدرات، ألقابا ضخاما ثم هو بعد يهدى ذات المبحث – كما يسميه هو- للأستاذ عبدالخالق محجوب وكأننا نقرأ شيئا من رباعيات الخيام (أنا الصائد وأنا الطريدة وأنا القوس التى رمت)!! أو تجليات إبن عربى (لقد صار قلبى قابلا كل صورة)!! هذه شنشنة نعرفها فى كثير من أخازم الأكاديميين ولكن ما كنا نظن أننا قد أسترخصنا لهذا الحد!! أوكلنا نحتفل بـ "وعى إبراهيم"؟!

ما كنت لأشغل نفسى بالرد على الكاتب، لولا أنى أرى شديد خطورته وتأثيره ببضاعة مزجاة، كثيرا ما تجوز على شراة لا يحسنون التمييز- كما يعبر الأستاذ محمود محمد طه، ثم هم، بعد، يؤثرون فى صياغة الإنسان السودانى وغد الإنسان السودانى!! فلننظر مثلا لحسان أبوسن ممتدحا الكاتب – سودانيزأونلاين – ديسمبر 2004
(لله دره من مثقف رفيع ومتحدث متميز في فكرته و منهجه, أبحر بنا في أفاق من الفكر , أزالت كثيرا من الإشكالات المعرفية التي ارتبطت بكتابته أو بالأحرى قراءاتنا لتلك الكتابة) – إنتهى –
أو للكاتب والشاعر محمد محمد خير – الصحافة أغسطس 2004 (عبَّر كل المشاركين من مختلف الانتماءات الفكرية والثقافية عن توقير للدكتور عبد الله، وصعد المحامي نجم الدين بتلك النبرة بقوله إن شهادته تظل مجروحة طالما كانت عن شيء يكتبه عبد الله.
اما أنا فقد اعترفت بجهلي وضآلتي وقلة حيلتي حين أطالع مقالاً قدمه عبدالله بكل ما تفرضه عليه ثقافته الثرية ووعيه النافذ وفحولته في تطويع اللغة وسبر مغاورها الجمالية) وذهب محمد محمد خير لإظهار نوعا من الخضوع والتسليم "الصوفى" للحد الذى أقنعه به الكاتب أن "يحب جلاده الترابى" أستمع اليه يقول فى " في الإحتفال بوعي إبراهيم" (وعاب على الكثيرين أنهم وقعوا تحت سيطرة توجيه النقد السياسي للترابي دون محاولة قراءة فكرته والتعبير عن مواقفهم من واقع أطروحته، وها أنذا استعد لقراءة هذا الكتاب الذي لم أقرأه رغم الجراح والأسى والأذى المباشر والنزيف الذي أحمل مسؤوليته المباشرة للترابي دون سواه)
بل أكثر من ذلك، فإن كاتبا ذا صيت مثل طارق البشرى، يقدم للكاتب مبحثه "الشريعة والحداثة" بالإقرار بأن (قراءتى لهذا الكتاب أمتعتنى إمتاعا معرفيا وفكريا وثقافيا عاما) من حيث أن الكتاب يتمتع بـ (إسلامية المذهب ووطنية الموقف ومن حيث جزالة اللغة وذكاء المعالجة وشمول النظر) صفحة 15 - وأنه (من الكتب القليلة الى طرقت هذا المجال، مجال النظر والدراسة فى حركة التشريع والقانون والقضاء على مدى القرنين الماضيين"!! صفحة 9 من ذات المبحث.
أواصل إنشاء الله

وللمزيد أرجو الاطلاع علي خيط أخر يدور حول ذات المحور
أملكيون أكثر من الملك.. رد على د. عبد الله علي إبراهيم
كمال

Post: #67
Title: Re: للتوثيق وأنعاش الذاكرة
Author: kamalabas
Date: 09-18-2006, 09:22 PM
Parent: #1

مساهمات في خيط الخاتم
عمر عبد الله
Quote: مقال يبشر بمواجهة فكرية قوية لكتابات الدكتور عبد الله على ابراهيم التي ملأ بها الساحة في الآونة الأخيرة تمجيدا منه للدعاة السلفيين والقضاة الشرعيين ولدستورهم الزائف .. ولعله قد شعر بأنه يسير في طريق موحش ومنكر وهو يكتب بقلمه حياة جديدة لفكر متساقط وقد تخلى عنه أصحابه وعرابوه فأراد أن يستقوى وينعش ضميره بمثل هذه الافتراءات المفضوحة عن رجال عرفوا بوضوح الفكرة ونفاذ البصيرة كالأستاذ عبد الخالق محجوب عليه رحمة الله ..
وكتب بهاء بكري
Quote: يذكرني الدكتور عبدالله علي ابراهيم بالدكتور محمد عمارة , والاخير بعد ردته الفكريه ظل يحاول استنطاق الشيخ الجليل علي عبدالرازق من قبره لينفي مقولاته التي وضعها في سفره العظيم الاسلام واصول الحكم , والان عبدالله علي ابراهيم يحاول استنطاق الشهيد عبدالخالق من قبره ليبرر له التحاقه بسلطة الجبهه الاسلاميه
ومساهمة للشريف ينقل فيها رؤي عبد الخالق حول مسودة الدستور
الاسلامي
Quote: معارضة الدستور الرجعى
الدستور بصورتة الراهنه وهم كبير

صرح السيد عبدالخالق محجوب عضو الجمعية وسكرتير الحزب الشيوعى السودانى لوكالة الانباء السودانية:- بان موضوع الدستور بالصورة التى تنظر اليه بها الاحزاب التقليدية.انما هو وهم كبير تعيش فيه هذه الاحزاب مفتعلة صراعا سياسيا حوله لوضع السلطة فى ايدى قطاعات سياسية معينة فشلت فى خلق الاستقرار ومواكبة تطلعات الشعب نحو حياة افضل

الضياء العدد 82 -17-7-1968
-----------------------------------------------------------------------------------------

حلف المخابرات الاميركيه وراء مسودة الدستور السابقة

وتطرق الاستاذ عبدالخالق لمسودة 1967 فقال كلنا نعلم تلك المسودة قد وضعت فى ظروف سياسية تعددت فيها الرحلات للخارج بهدف وضع دستور يرضى جهات اجنبيه معينة.لقد وضعت تلك المسودة تحت تاثير النفوذ الاجنبى والذين وضعوها عملوا تحت تاثير حلف المخابرات الاميريكية المسمى بالحلف الاسلامى

الضياء العدد 87 ,23-7-1968
.....
وأورد الاستاذ صدقي كبلوا مقالا لعبد الخالق جاء فيه

Quote: فى السودان ولظروف محلية فى منطقتنا ... فقد اعتمدت الحركة السياسية بأجنحتها المختلفة على مخاطبة "الوطنى" على فكرة الوطنية . بالاضافة الى هذه الفكرة "الطبقية فى حالات معينة للنشاط الثورى فى بلادنا . والمؤسسات الدينية الرسمية كالقضاء الشرعى أو غير أو غير الرسمية لم تستنهض الجماهير بمفهوم اسلامى ، ولم تستنفر حميتهم الدينية لمقاومة الاستعمار . ولا يكون الانسان متجنيا اذا قال بأن تلك المؤسسات ظلت جزءا من جهاز الدولة الأجنبى وهو فى مجموعه اداة للقهر ."

........