فشل وأنهيار الدولة السودانية

فشل وأنهيار الدولة السودانية


12-28-2005, 06:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=176&msg=1199329068&rn=24


Post: #1
Title: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 12-28-2005, 06:09 AM
Parent: #0

وإن لاحت بوادره مع أول أول أنتكاسة أخلاقية لأعضاء أول برلمان للبلاد حينما نقضوا وعدهم وعهدهم لأبناء الجنوب فى الفيدرالية , ففشل وإنهيار الدولة السودانية بدأ بطيئا ولكنه أيضا كان واثقا وثابتا .. منذ الإستقلال , وتواصل هذا الفشل وأزدادت رقعته مع تقلبات الحكم الفاشلة بأنواعها المختلفة , ليبلغ ذروته فى زمن الإنهيار الوطنى والأخلاقى الذى عم الساحة السياسية السودانية بمجئ الإنقاذ الى السلطة . وبدأت الدولة نفسها بالإنهيار فى هذا الزمن التعس من حكم طغمة الأنقاذ التى لم تستحى أن تعلن حروب الجهاد على مواطنيها فى الجنوب وفى جبال النوبة والنيل الأزرق والأنقسنا . حروبا أهلية تقودها الدولة نفسها , وتمارس فيها أبشع أنواع الإبادة والتنكيل على شعبها . وكانت حصيلة تلك الحروب , ملايين القتلى .. وملايين المشردين , ودمارا شاملا لكل مقومات وأسباب الحياة لأهل الجنوب وأهل جبال النوبة وأهل النيل الأزرق.

وتكررت مآسى الحروب الأهلية التى تقودها الدولة ضد شعبها , وعلى نفس السياق , فى غرب البلاد . قتل وتنكيل وتشريد .. ودمار , حرب أستخدمت فيها الدولة أقسى أنواع الأسلحة بطشا ضد مواطنيها , فقتلت مئات الآلاف وأحرقت عشرات القرى وشردت الملايين من أبنائه الذين لاذوا بمعسكرات اللجوء ودول الجوار .. أسوة بإخوتهم فى جنوب البلاد .

وكان للشرق أيضا .. نصيبه من هذه الحروب التى تشنها الدولة على مواطنيها , فُقصفت القرى وقُتل وشُرد أهلها وأصبح شرق البلاد , هو الآخر , جبهة جديدة تحارب الدولة فيها شعبها ولا تستحى هذه الدولة أن تقتل أبناؤه وبالعشرات .. إن تظاهروا ضدها سلميا.

وبقسوة تحسدها عليها أقسى أنواع الحكم الأجنبى قسوة وبطشا , أتخذت الدولة سياسة القتل والسجن والتعذيب والفصل التعسفى من الخدمة لتشريد المواطنين وأسرهم , ولتفريغ السودان من أبنائه لتستأثر هى وحدها بحكم البلاد ولتفرض أجندتها عنوة , ولتتمكن فى نهاية المطاف من تحقيق هدفها فى السيطرة على ثروات البلاد ونهبها.

وبلغ العداء بين الدولة ممثلة فى حكومتها وبين الشعب بمختلف طوائفه مبلغا تحتم معه وجود التدخل الأجنبى الكثيف والمباشر فى كل أنحاء البلاد. فتداعت المنظمات الإنسانية الدولية المختلفة لتغيث وتطعم من نكلوا بهم وشردوهم أبناؤهم , ودخلته مختلف الجيوش الأجنبية لتحمى شعب السودان من حكومة السودان , جاءت لتوقف حروب الأبادة والتشريد التى تمارسها هذه "الحكومة الوطنية" .. ضد شعبها . جيوش أجنبية فى الجنوب, وفى الغرب, وفى جبال النوبة وفى الشرق .. وحتى فى شوارع الخرطوم. وبلغ الخزى مبلغه حين أصبح هذا الأجنبى .. أكثر عدلا وأكثر رحمة على أهل البلاد من الحاكمين من أبنائها, ففشل الحكم .. وإنهارت الدولة .

هذا هو حال السودان الذى أبتلى الله شعبه بحكم من لا أخلاق , أو دين , أو وطنية .. لهم . حفنة من المجرمين الذين سطوا بليل على حكم البلاد وأورثوها .. وأورثوا أهلها الذل والهوان . فى سبيل أن يبقوا فى كراسى السلطة والحكم بطشوا بأبناء الوطن وشردوهم , وأشعلوا فى جنباتها ما شاء لهم من الحروب الأهلية المدمرة . وفى سبيل أن يمدوا لأنفسهم هذا الإنفراد المخجل بخيرات البلاد والتمتع بثرواتها بينما الأكثرية من شعبها يموت كل يوم فى المنافى ومعسكرات اللجؤ .. لعبوا لعبتهم القذرة فى دق أسفين الفرقة والتناحر بين أثنيات وشعوب السودان المختلفة مما طعن السلام الإجتماعى فى مقتل . وفى سبيل أن يتحاشوا أى مساءلة أو محاسبة لسلسلة جرائهم الطويلة ضد السودان وشعبه , فهم الأن على أتم إستعداد أن يقدموا , وفى فجر كل يوم جديد , المزيد من التنازلات والخنوع لإى جهة أقليمية أو دولية لتفرض وتملى على الوطن وشعبه ما تشاء من خطط وقرارات مدمرة تكاد تعصف بوجود السودان كوطن .. إن لم تكن قد عصفت به ومزقته بالفعل .

وإن كان هذا هو حال من أبتلى الله بهم حكم البلاد والعباد , فحال الكثيرين من وضعهم القدر متقدمين مسيرة أحزابها السياسية وقوى مجتمعها المدنى وبعض رجال أعلامها وصحافتها وكتابها .. لأسواء وأضل سبيلا . قوم غافلون ملهيون بفتات الأمور , ليسوا بمعنين سوى بمكاسبهم المحدودة الخاصة وكيفية الحصول على هذه المكاسب . لا تكاد تسمع لهم صوتا أو ترى لهم موقفا وطنيا أو تحركا قويا وحازما يتناسب وجلل وخطورة الأمر الذى يواجه السودان وشعبه , وأصبح حالهم حال فقهاء وعلماء المسلمين فى زمن الخلافة الأسلامية وهم يتعاركون ويتجادلون فى ذكورة وأنوثة الملائكة بينما يطحن الجوع والمرض والموت عوام الناس .

فى هذا الزمن القمئ , وطوعا .. أو كرها , أصبح السودان مستباحا .. وبالكامل , لكل أجنبى يريد منه نصيبا أو موطئ قدم , وأصبح الأحتماء والإستقواء بهذا الأجنبى ديدنا للثوار وحملة السلاح الجدد .. وكأن غاية هزيمة هذا النظام الظالم لبلده ولشعبه والتخلص منه أصبحت مسوقا لتبرير الإستنجاد والإستعانة بالقوات الأجنبية وترك الأبواب مشرعة لها للدخول الى السودان . أنه الفجور فى الخصومة والدوس على كرامة الأوطان الذى تمارسه طغمة الإنقاذ من جهة , ويمارسه ضدها أيضا بعض قادة وزعماء الأحزاب والفصائل المسلحة من الجهة المقابلة . ولكن .. من سيدفع الثمن وغاليا فى نهاية الأمر سيكون السودان .. وسيكون شعب السودان . سيدفعه الوطن أحتلالا جديدا لترابه وفقدا لعزته وكرامته .. وقراره , وسيدفعه شعبه تناحرا بين إثنياته المختلفه .

وطالت أيدى الخراب والدمار التى عاثت فى أرجاء الوطن الجيش السودانى نفسه , هذا الجيش الذى ظل طوال تاريخه جيشا وطنيا مقاتلا ومنحازا لهذا الوطن ولشعبه , فتم تحويله فى زمن الخزى والعار الوطنى الى جيش خانع ومستكين وُمذل .. تم فرزه وتدجينه وتحويله بالكامل الى جيش خاص بحزب الحاكمين الظالمين لوطنهم ولشعبهم , وفقد الجيش السودانى أى صفة للقومية أو الوطنية حين أصبح أداة لشن حروب الأبادة والتشريد التى تمارسها السلطة الظالمة .. على الشعب السودانى .

ولم يبقى أمام الشعب السودانى بمختلف كياناته وطوائفه من حل لإنقاذ "حقيقى" للبلاد من الضياع فى ظل هذا الفشل والإنهيار الكامل للدولة السودانية إلا أن يتخطى هذه القيادات وهذه الزعامات التى قادت البلاد الى هذا الدمار , وأن يتحرك ويسرع خطاه قبل فوات الأوان , وأن يحشد صفوفه بقوة لتنظيم نفسه سياسيا من جديد وليختار له ولوطنه قيادة مؤسسية .. وطنية .. جادة , تعرف كيف تتصدى لهذا الفشل وهذا الإنهيار . قيادة قادرة على حفظ وحدة البلاد وأعادة أمتلاك قرارها الوطنى فى يد جميع أبنائها بلا عزل أو تمييز لأحد . قيادة قادرة على أعادة السلام الإجتماعى بين إثنيات السودان المختلفة وفق لعقد إجتماعى جديد ودستور سياسى يضمن ويحفظ لكل أبناء السودان كافة حقوقهم السياسية والإقتصادية والثقافية والدينية.

فهل لا زال أبناء السودان على قدر هذه المسئولية .. وهذا التحدى الوطنى ؟.


Post: #2
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 12-28-2005, 07:38 AM
Parent: #1

مدمرة وقاتلة تلك الدولة التى تشن الحروب الأهلية على شعبها .. وتقتله .. وتشرده .. وتشرد أطفاله فى الأصقاع النائية .. وفى المنافى .. وفى معسكرات اللجؤ .














Post: #3
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: أحمد الشايقي
Date: 12-28-2005, 07:42 AM
Parent: #2

Quote: هذا هو حال السودان الذى أبتلى الله شعبه بحكم من لا أخلاق , أو دين , أو وطنية .. لهم . حفنة من المجرمين الذين سطوا بليل على حكم البلاد وأورثوها .. وأورثوا أهلها الذل والهوان . فى سبيل أن يبقوا فى كراسى السلطة والحكم بطشوا بأبناء الوطن وشردوهم , وأشعلوا فى جنباتها ما شاء لهم من الحروب الأهلية المدمرة . وفى سبيل أن يمدوا لأنفسهم هذا الإنفراد المخجل بخيرات البلاد والتمتع بثرواتها بينما الأكثرية من شعبها يموت كل يوم فى المنافى ومعسكرات اللجؤ ..



Quote: وفى سبيل أن يتحاشوا أى مساءلة أو محاسبة لسلسلة جرائهم الطويلة ضد السودان وشعبه , فهم الأن على أتم إستعداد أن يقدموا , وفى فجر كل يوم جديد , المزيد من التنازلات والخنوع لإى جهة أقليمية أو دولية لتفرض وتملى على الوطن وشعبه ما تشاء من خطط وقرارات مدمرة تكاد تعصف بوجود السودان كوطن .. إن لم تكن قد عصفت به ومزقته بالفعل



شكرا د مهدي

Post: #6
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 12-28-2005, 12:55 PM
Parent: #3

ألف شكر الأخ الشايقى على المرور

Post: #4
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 12-28-2005, 08:02 AM
Parent: #2

فاشلون رجالها .. وفاشلة تلك الدولة التى يأتى اليها الأجنبى من أعالى البحار .. ويجلس على الأرض مع مواطنيها من ضحايا نظامها الحاكم .. ويستمع أليهم ويمسح دموعهم .. ويخفف آلامهم , بينما يجلس أبناؤها من الحكام فى قصورهم .. غير عابئين .












Post: #5
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 12-28-2005, 08:37 AM
Parent: #4

قبيحون رجالها .. وقبيحة تلك الدولة التى التى تقاسى الأمرين وتجاهد فى الدفاع عن نفسها أمام المجتمع الدولى , ويكون خصمها الذى تحاول تبرئة نفسها من ظلمه وقتله وتشريده .. هو مواطنها .




















Post: #7
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: أحمد أمين
Date: 12-28-2005, 03:49 PM
Parent: #5

Thanks Mahdi

well done

----------

Re: تقرير هيومان رايتس ووتش و شكرا رودا مردا، لقد بدأ ا...حقاق الحق ولو كرهوا.

Quote:
الشاعر الاغريقى أيسكلس كتب:
" فى منامنا، يسقط الالم الذى لا ينسى
نقطة نقطة على القلب
حتى فى أشد لحظات يأسنا
وبالرغم عنا تأتى الحكمة"

هل توجد حكمة الان فى السودان لو كانت هناك 0.00000001 من الحكمة لاستقال حكامناالان من الحكم حتى تثبت برائتهم لكن السودان دولة صنعتها التناقضات وخيبات الامل.

لا أذكر فى التاريخ الحديث للدول الحديثة القائمة عـــلى نظام (الويستفاليان) Westphalian state، أن قادة نظام ما كانوا متهمون بواسطة أعلى سلطة دولية وهى مجلس الامن، ويتم التحقيق فى أمر (إرتكابهم لجريمة أبادة جماعية) بواسطة المحكمة الدولية الجنائية، وهم لا يزالوا يتشبثون بكراسى الحكم ويبتهجون للانتصارات الصغيرة فى نقابات المحامين أو خلافه، سادرين فى غيهم لا يهمهم لو تحطم الوطن كله من حولهم طالما هم سالمون لا تطالهم يد القانون، فهؤلاء يتشبثون بالسلطة ويأخذون الشعب كله رهينة بين أيديهم حتى يحميهم من يد العدالة الدولية.

أنظر الى تاريخ جميع دول العالم الحديثه ال 192 دوله من أفغانستان الى زيمبابوى والى حكامها فلن نجد مثيل لقباحة وبجاحة وصفاقة حكام السودان من الانقاذيين، فالجميع يعلم بمجازر بول بوت وجرائم الخمير الحمر التى استمرت من 1975 الى 1979 وانتهت بنهاية نظام بول بوت المقيت وذهاب سلطته بعد أن أباد مايقارب ال 1.5 مليون من الكومبوديين لكنه فى النهاية ذهب وتخلص منه شعبه، هتلر أنتحر بعد ما أوشكت القوات الروسية الدخول الى برلين، شاوسيسسكو هرب الى الريف وقبض عليه واعدم، والان يحاكم العالم فى مولفيشكس.

لكن حكامنا المتهمون هؤلاء لم يرتكبوا جريمة ضد شعوب أخرى أو دول أخرى كحال هتلر وموسيلنى بل الجريمة التى أرتكبوها هى ضد شعبهم. فهؤلا مطلبون من العدالة الدولية فالتستر عليهم جريمة حسب منطق أى قانون جنائى فى العالم، حمايتهم جريمة تبرير جرائمهم جريمة وهم يظنون إنهم "يستهبلون" العالم لكنهم يكذبون على أنفسهم وقد ضاقت الحلقات عليهم لأنهم لا يمكنهم أن يكذبوا للأبد.
فى هذا العام 2005 كان السودان متصدرا قائمة الدول التى صدرت بشأنها قرارت فى مجلس الأمن وهى 6 قرارات، ويأتى الكونقو فى المرتبة الثانية بعدد 4 قرارات .وكل قرارت مجلس الامن لهذه السنة الخاصة بالسودان هى كانت تحت الفصل السابع الذى يلجأ اليه مجلس الامن في الحالات القصوى التى تهدد السلم والسلام العالمى. فالعالم الان يرى السودان فى طريقه إلا أن يصبح دولة فاشلة على رأسها قيادات متهمة بالابادة الجماعية.
وأهم هذه القرارات هو القرار رقم 1593 فى 31/03/2005 الخاص بأحالة الوضع القائم فى دارفور منذ 1/يونيو/2002 الى المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بما فيها القائم التى ضم ال 51 شخص حسب تقرير تقصى الحقائق الذى قامت به التابع للامم المتحدة.
فى مقال جيد بمجلة الايكونميست بتاريخ 1/12/2005م وصفت فيه حال السودان بأنه مكان تجتمع فيه كل المصائب الحديثة، من أرهاب، وبترول، وابادة جماعية و دولة تحمل كل المكونات لكى تصبح دولة فاشلة. ويبدو أن الطيب مصطفى وعبدالرحيم حمدى هما منظرا هذه النبؤة الرسميان لو رهن لهم (بقية أهل السودان) مصائرهم سوف يرسموا للسودان نهايته الحتمية كما يصورها خيالهما، سوف تصدق النبؤة فى ديالكتيك غريب يربط بين النبؤة وتشكيلها للحدث ومايعرف ب Self-Fulfilling Prophecy.

وبعد ستة أشهر فقط من الان سوف تعلن المحكمة الدولية الجنائية اسماء ال 51 شخصا وكما وضح تقرير هيومان رايت وتش فهناك أسماء أعضاء قيادين فى تنظيم المؤتمر الوطنى بمافيهم رئيس النظام ونائبه الثانى وهنا سوف يكون المحك، هل يقبل السودانيين أن يحكمهم أشخاص متهمون فى قضايا تتصل بالابادة الجماعية، هل يقبل المتحالفون أن يتحالفوا مع أشخاص مطالبون بواسطة القانون الدولى. الخيارات صعبه لكنها خيارات متاحه للجميع وعليها يترتب مستقبل النظام أو السودان.

Post: #8
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 12-28-2005, 04:32 PM
Parent: #7

الأخ أحمد

تحياتى الطيبة

شكرا على المداخلة الضافية

ولكنى .. لا أظن أن الشعب السودانى يحتاج أو ينتظر أدانة لهؤلاء المجرمين من أى محكمة فى الدنيا , فظلمهم عاشه كل الشعب فى اللحم والعظم .. وعلى مدار الساعة .

والسؤال الأهم هنا , كيف ينقذ هذا الشعب وطنه ويسترده من أيديهم قبل أن يرهنوه لجرائمهم .. قبل فوات الأوان ؟.

لك الود

Post: #9
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 12-30-2005, 04:33 AM
Parent: #8

قبيحون رجالها .. وقبيحة تلك الدولة التى تتناقل وكالات الأنباء العالمية والفضائيات أخبار وصور أبنائها وأطفالهم اللاجئون وهم يموتون فى المنافى تحت هراوات رجال الأمن .. وهى تتفرج وكأنهم .. سكان كوكب آخر.
----


مقتل 10 في اشتباك الشرطة المصرية ولاجئين سودانيين

أعلنت وزارة الداخلية المصرية ان عشرة لاجئين سودانيين قد قتلوا في اشتباكات مع الشرطة خلال محاولة إجلائهم من حي المهندسين بالقاهرة الذي يعتصمون به منذ 3 أشهر تقريبا.

وقال البيان "إن زعماء اللاجئين لجأوا إلى التحريض وهاجموا الشرطة". وأصيب 23 من رجال الشرطة في الاشتباكات التي جرت فجر الجمعة.



وأضاف البيان قائلا "إن الاشتباكات أدت إلى فوضى وتدافع مما أدى إلى إصابة نحو 30 من اللاجئين، وأغلبهم من كبار السن والأطفال، الذين تم نقلهم إلى مستشفى قريب حيث توفى 10 منهم".




وكانت قوات الامن المصرية قد تمكنت فجر اليوم من إجلاء مئات اللاجئين السودانيين الذين كانوا يعتصمون منذ ثلاثة اشهر في حى المهندسين بالقاهرة، حيث قام نحو 4000 من أفراد شرطة مكافحة الشغب بتطويق الموقع وحاولوا منع الناس من دخوله أو مغادرته.


ونقل اللاجئون بحافلات الى اماكن غير معلومة.


وأفادت الأنباء بقيام قوات من شرطة مكافحة الشغب المصرية بمداهمة مخيم اللاجئين حيث استخدمت خراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين يعتصمون في شارع جامعة الدول العربية في ضاحية المهندسين في القاهرة في مسعى للسماح لهم ببدء حياة جديدة في الخارج.

وقال المسؤولون ان السلطات رتبت لنقل المحتجين الى موقع آخر به مرافق أفضل لكن المحتجين السودانيين قالوا انهم لا يصدقون الوعود.



وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قد قالت انها مُستعدة لتقديم المزيد من المساعدة للسودانيين في مصر الفارين من الصراع في بلدهم لكنها لا يمكنها ان ترتب لإعادة توطينهم جميعا في بلد آخر.

وكانت الحرب الاهلية التي استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب في السودان قد تسببت في تشريد حوالي 4 ملايين شخص، كما أسفر النزاع في منطقة دارفور بغرب البلاد عن مليوني لاجيء آخرين.

وكان اتفاق سلام وقع في يناير كانون الثاني الماضي قد أنهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، لكن كثيرين يقولون انهم لا يأمنون العودة الى وطنهم لان الاتفاق هش.

ومن ناحية أخرى، قالت متحدثة باسم مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان المفوضية على اتصال مع السلطات المصرية بشأن المحتجين.



وأضافت أن المفوضية كانت قد أبلغت السلطات المصرية أنه ينبغي التعامل مع الوضع سلميا، مشيرة إلى أن الشرطة المصرية لم تبلغ مسؤولي المفوضية أنها ستحاول نقل المحتجين.


http://news8.thdo.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/..._4568000/4568274.stm

-------

معظمهم من الأطفال...
مقتل 10 سودانيين أثناء قيام الشرطة المصرية بإنهاء اعتصام للاجئين



رجال شرطة يضربون سودانيا على الأرض (أف ب)

دبي - خالد عويس، القاهرة - وكالات

أنهت شرطة مكافحة الشغب في مصر الجمعة 30-12-2005 اعتصام مئات اللاجئين السودانيين الذين تجمعوا منذ 3اشهر امام مقر الامم المتحدة في
القاهرة. وأفاد شهود عيان في موقع الأحداث أن ما لا يقل عن 10 سودانيين معظمهم من الأطفال لقوا حتفهم خلال عملية الإجلاء التي جرت في ساعة مبكرة من الصباح في ظل طقس بارد.
من جهتها أكدت وزارة الداخلية المصرية أن 10 لاجئين وطالبي لجوء سودانيين قتلوا إثر قيام الشرطة المصرية باجلاء السودانيين المعتصمين. وقال مصدر أمني ان "حالة من التدافع والهرج بين المعتصمين اسفرت عن اصابة حوالى 30 منهم غالبهم من كبار وصغار السن. وقد نقلوا فورا الى المستشفى لاسعافهم حيث توفي 10 منهم".
وبصوت متهدج يغلب عليه البكاء، قال عوض عبدالرحمن - أحد المعتصمين - لـ"العربية.نت" إن طفليه محمد (عامين) ومصطفى (عام واحد) قتلا أثناء الأحداث. وأضاف عبدالرحمن بأن عددا كبيرا من السودانيين فقدوا أرواحهم أو جرحوا أثناء عملية الإجلاء التي بدأت في الخامسة صباحا تقريبا.
ولم يتمالك شرف الدين آدم إسماعيل دموعه وهو يروي لـ"العربية.نت" كيف أن عشرات من بني جلدته قتلوا أو أصيبوا بجروح. وأشار إسماعيل - وهو عضو اللجنة المنظمة للاعتصام - بأن مئات من السودانيين جرى ترحيلهم بالقوة إلى مكان يغلب الظن إنه إما "ليمان طرة" أو "المقطم". ورد إسماعيل ارتفاع عدد القتلى إلى برودة الجو، وتأثر الأطفال خصوصا من سوء التغذية.
وأوضح إسماعيل أن الموقف يبدو مأسويا حاليا، والأسوأ من ذلك "ما تعرضنا له من سخرية رجال الأمن المصريين الذين لم تلن قلوبهم لمرأى القتلى والجرحى". واصيب عدد من اللاجئين بجروح عندما قام رجال شرطة مسلحون بهراوات ودروع حوالى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي باخلاء الحديقة العامة الصغيرة التي تجمع فيها منذ بضعة اسابيع السودانيون الذين يتحدر معظمهم من الجنوب ودارفور.
وشاهد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية عدة اشخاص بينهم عشرات من الاطفال والنساء يسحبون بالقوة من المنطقة بينما كانوا يحاولون المقاومة, ليننقلوا في حافلات متوقفة في المحيط. وقال احد اللاجئين "انهم يريدون قتلنا". واضاف ان "طلباتنا شرعية ومن حقنا التظاهر في هذا المكان. انه الحق الوحيد الذي نملكه".
وكان السودانيون نائمين في الخارج مستخدمين اكياس نايلون اغطية بينما بلغت درجة الحرارة اقل من 10 درجات. وادت الحرب الاهلية في السودان التي انتهت بعد ابرام اتفاق بين الشمال والجنوب الى نزوح حوالى 4 ملايين شخص. ويطالب اللاجئون المفوضية العليا للامم المتحدة في القاهرة بالتراجع في حالات طلبات لجوء رفضتها ويريدون نقلهم للاقامة في بلاد اجنبية مثل كندا والولايات المتحدة واستراليا.
واقترح المفوض الاعلى للاجئين تقديم مزيد من المساعدات لهم لكنه رفض نقلهم الى دول اخرى. ويؤكد معظم هؤلاء اللاجئين انهم يريدون مغادرة مصر بسبب النظرة السيئة لهم. وقال بول وهو شاب لاجىء من مدينة جوبا جنوب السودان "انظروا كيف يعاملنا هذا البلد العربي لمجرد اننا سود".
من جهته, قال جورج اوليفر من المنطقة نفسها "يقولون لنا عودوا (الى الجنوب) لان الحرب انتهت لكن الامر ليس بهذه البساطة". واضاف "هناك اشخاص هنا من كل مناطق البلاد واجهوا مشاكل مع الجيش. اوقفت في شارع وجندت قسرا في الجيش. اذا عدت الى السودان سيجدونني".
وكانت وكالة رويترز للأنباء أكدت وفاة طفلة سودانية عمرها حوالي 4 سنوات. وقال شهود من هذه الوكالة في الموقع إن حوالي 6 سودانيين بعضهم اطفال
صغار كانوا يرقدون فاقدين الوعي بعد أن استخدمت الشرطة القوة لاجلاء حوالي 3500 سوداني يعتصمون في ميدان رئيسي بالقاهرة منذ أكثر من
شهرين.
واقتحم حوالي 2000 من افراد شرطة مكافحة الشغب موقع الاعتصام وضربوا السودانيين الموجودين داخله بالهراوات والعصي بعد أن فشل مسؤولون في اقناعهم بركوب حافلات لنقلهم الى موقع اخر. وطوق حوالي 4000 شرطي موقع الاحتجاج في ميدان رئيسي قرب مكاتب وكالة الامم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين.
ورفض المحتجون اخلاء الموقع بعد ان أطلقت الشرطة مدافع المياه عليهم مطالبين مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين بالترتيب لنقلهم جوا الى خارج مصر. وقال محتج سوداني ذكر أن اسمه ويلسون "نطالب الامم المتحدة بأن ترتب لنقلنا الى دولة اخرى". واضاف قائلا "معظم اللاجئين السودانيين تعرضوا للعنف في مصر. لا نريد أن نبقى هنا بعد الان".
وشوهدت بقع من الدم على الرصيف مع قيام الرجال السودانيين في موقع الاحتجاج بالتصدي لشرطة مكافحة الشغب مستخدمين العصي ورشقوها بالزجاجات. ووصلت سيارة اسعاف لنقل شرطي تدفق الدم من أنفه. وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انها مستعدة لتقديم المزيد من المساعدة للسودانيين في مصر الفارين من الصراع في بلدهم لكنها لا يمكنها ان ترتب لاعادة توطينهم جميعا في بلد اخر.

http://www.alarabiya.net/Articles/2005/12/30/19918.htm



Post: #10
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-02-2006, 10:20 AM
Parent: #9

عندما كانت حكومة الخرطوم تأوى تنظيم القاعدة وتفتح له المعسكرات للتدريب وتمنح أعضاؤه الجواز السودانى , حتى أصبح هذا الجواز سبة فى يد حامله لإلتصاقه بالأرهاب والأرهابيين , ألم تكن لهذه الحكومة الميمونة قنوات أتصال ومتابعة حتى ولو على المستوى الإستخباراتى بهذا التنظيم وفروعه المختلفة فى أنحاء العالم ؟؟.

ألم يكن من الممكن تجنيب الدبلموماسيين السودانيين , أو أشباههم فى زمن أنهيار الدولة , هذا الذل الذى تعرضوا وأصبحوا يقولون ويتندمون على الملاء بأخطاء الحكومة الميمونة فى مساعدة الإحتلال الأجنبى للعراق , حتى يتجنبوا الموت .. ذبحا؟؟.


----

بيان من تنظيم القاعدة



بسم الله الرحمن الرحيم
يا ربّ سدد الرمي وثبّت الأقدام

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين نبينا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين... وبعد:
فبعد أن أعلن المجاهدون حربهم على ما يسمّى بالبعثات "الدّبلوماسيّة" في بغداد، وبعد أن أنفذوا إنذارهم على من طالته أيديهم، لازال الكثير من هؤلاء يتقرّب إلى رؤوس الكفر من الصليبيين واليهود بدماء أبنائه وأعوانه.
وقد مكّن الله لليوث التوحيد من اعتقال خمسة موظفين في سفارة حكومة السودان في بغداد، بينهم "دبلوماسيون"، وبعد إكمال التحقيق معهم، ومعرفة طبيعة عمل كلّ واحد منهم، وملابسات علاقة حكومة السودان بحكومة أحفاد ابن العلقمي في المنطقة الخضراء...
فقد قررت المحكمة الشرعية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين إمهال حكومة السّودان ثمان وأربعين ساعة لتعلن بصورة واضحة لا لبس فيها، قطع علاقتها بحكومة المنطقة الخضراء، وإغلاق مقرّ السفارة في بغداد وسحب كلّ من يمثلها لدى حكومة الردّة.
وبعكسه فستتحمّل هذه الحكومة تبعة تقديم "دبلوماسييها" قرابين على عتبة رضى البيت الأسود، وليلحقوا بمن سبقهم ممّن اختار أن يتحدّى المجاهدين على أرض الرافدين ولا كرامة.

والله أكبر الله أكبر ولله العزة ولرسوله وللمجاهدين

أبو ميسرة العراقي (القسم الإعلامي بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)


-----

فيديو الندم والإستجداء لدبلوماسيى الدولة المنهارة :

http://www.la7odood.com/vb/upload/1205/sudan.rm

----

وقد كان ....

السودان يغلق سفارته في العراق


أعلنت الحكومة السودانية إغلاق سفارتها في العراق، في خطوة تستهدف على ما يبدو تأمين الافراج عن خمسة مواطنين سودانيين في بغداد منذ الأسبوع الماضي.

وجاء هذا التطور عقب قيام جماعة تدعي انها تنتمي إلى شبكة القاعدة، بنشر بيان على شبكة الانترنت هددت فيه بقتل المخطوفين ما لم تقطع الخرطوم علاقاتها الدبلوماسية مع العراق.

وقال متحدث باسم الخارجية السودانية ان السفارة في بغداد ستغلق بدءا من يوم الجمعة.

وكان بيان لوزارة الخارجية السودانية قد قال يوم 24 ديسمبر/كانون الاول الجاري إن ستة من موظفي السفارة في العراق اختطفوا، وإن بينهم دبلوماسي وهو السكرتير الثاني للبعثة عبد المنعم محمد توم.

http://newsvote.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/ne..._4570000/4570828.stm









Post: #11
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-02-2006, 11:38 AM
Parent: #10


يا لبؤس وشقاء الشعب السودانى فى ظل .. إنهيار الدولة التام.

Post: #12
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: محمد الأمين موسى
Date: 01-03-2006, 11:09 AM
Parent: #11

أخي الفاضل مهدي.. كل عام وأنت بخير
أشكرك على هذا التشخيص للحالة السودانية، واتفق معك على الخلاصات التي خرجت بها، فأنا أسميها عبقرية التخلف!
إن التأمل في جزئيات الدولة السودانية يقودنا إلى ما توصلت إليه وهذا - في رأي - أمر مؤرق.. وهذا الأرق يجب أن يلازمنا ويدفعنا إلى التغيير وإعادة النظر في المسلمات وفي التاريخ وكثير الثقافة.. يجب أن تأخذنا الغيرة الإيجابية - إن صح التعبير - من الشعوب التي ثارت ضد التخلف وشتتت فلوله حتى أصبح يتوارى خجلا وخوفا.
أتمنى أن تجزئ هذه المداخلة حتى يسهل النقاش وطرح الأفكار البناءة.
ولك التحية.

Post: #13
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-03-2006, 02:02 PM
Parent: #12

الأخ العزيز محمد الأمين

تحياتى الطيبة

الأرق فى أمر السودان صار مزمنا من وقت طويل حتى شارف , أو أوشك على , حافة اليأس لدى الكثيرين من المهمومين بتدنى وأنهيار الوطن , أما التغيير وأعادة النظر فى المسلمات وفى التاريخ وفى كثير من الثقافة .. فلا بد لكل هذه المتطلبات الملحة والضرورية من قاعدة قوية وصلبة لتنطلق أو تبدأ منها . ولن تأتى هذه القاعدة للناس طواعية أو تكون خيارا سهلا يُمنح لهم من المستفيدين من دوام هذا الحال والمتسببين بدوامها فى أنهيار الدولة بهذا الشكل المخزى , وهؤلاء قلة قليلة من الأسر السودانية المعروفة للكل والتى هيمنت على السلطة والثروة فى البلاد منذ " الأستغلال " عوضا عن الإستقلال , وأنما يتم بإتحاد أصحاب المصلحة الحقيقية فى التغيير للأفضل من خلال أرساء دولة المؤسسات والمواطنة الحقيقية التى يعيشها كل أنسان السودان واقعا معاشا فى اللحم والعظم . وغنى عن القول هنا , أن أصحاب المصلحة الحقيقية فى تحقيق هذا الهدف الذى يريحنا ويريح وطننا من هذه المآسى المتوالية هم كل أبناء الشعب السودانى العريض فى مدنه وأريافه المختلفة.
وعلى ذكر الشعوب التى ثارت على التخلف وجعلته من مخلفات ماضيها , فهى قد ثارت ضد التخلف وأنظمة الحكم البائدة وعلى الكذب الثقافى وعلى الهيمنة , وغيرت كل هذه المفاهيم المغلوطة والمتخلفة الى الدولة المدنية المؤسسية الحديثة , الى الدولة الحرة والمنفصلة السلطات . عندما ثارت هذه الشعوب وهزمت معوقات تقدمها كانت شعوبا متحدة فى معركتها وفى هدفها , تراصت صفوفها ونبذت الخلافات بينها كأمم وأتحدت وحققت ما أرادت تحقيقه . أما نحن , فأنظر ألينا اليوم .. سعينا الى التغيير ولكن فى الأتجاه المعاكس تماما , جعلنا من العصبية والقبلية مصدرا قويا لتقسيمنا وأصبحنا نروى شجرتها كل يوم لتنمو وتكبر وتزداد أنقساماتنا ويزداد تخلفنا . حتى من حمل راية التغيير والثورة على القديم والبائد نراه اليوم يكتفى بما يُلقى اليه من فتات وينسى نضاله وقيمه التى قاتل من أجلها .. وينسى حتى وطنه. وهذا حالنا .. والله لن نتغير أو يتغير وطننا الى الأحسن أبدا . ولن نخلق هذا التغيير الذى نريده لوطننا ولأنفسنا حتى نتحد على قلب رجل واحد وننبذ هذه العصبية وهذه القبلية وكل تلك التجريمات الأجمالية التى تفشت بيننا والتى لن تخدم ألا أصحاب المصلحة الحقيقية فى دوام هذا الحال .

لك جزيل الشكر

وكل عام وأنت وكل الأهل بخير






Post: #14
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: عبد الله عقيد
Date: 01-03-2006, 02:22 PM
Parent: #1

الأخوين د. مهدي ومحمد الأمين موسى
لكما التحية والتقدير

أرجو أن تستفيضوا في هذا البوست فأنتما أهل لمناقشة هذا الأمر

وأشكرك جدا أخي د. مهدي على التطرق لمثل هذه الأمور
والتي يتبين فيها حدبك وحرصك على مصلحة الوطن
وخوفك عليه مما يفعله به أبناؤه..

خالص تقديري

Post: #15
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-03-2006, 03:45 PM
Parent: #14

الأخ العزيز عبد الله

تحياتى الطيبة

وألف شكر على المرور والتشجيع , وإن كان رأيك أيضا مطلوبا لهذا الطرح , فأرجو ألا تبخل به علينا .. وللوطن .

لك كل الود

Post: #16
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: محمد الأمين موسى
Date: 01-04-2006, 05:28 AM
Parent: #15

أخي الفاضل مهدي وأخي العزيز عبد الله.. لكما أجمل التحايا وأعذبها.
المشكلة التي تؤرقني وتبعث في الحزن والأسى لدرجة تقترب من العدمية، هي أن تخلفنا مزمن ينتشر في كامل الجسد السوداني.. ويا ريت لو كانت الأزمة هي أزمة سلطة أو حكم. لأن الأزمة أزمة ثقافة وقيم ونظرة وجودية للحياة لا تنسجم مع التنمية والعمل المبدع الجاد.. عندما أنظر في وسائل الزراعة التي نستعملها في غرب كردفان واكتشف أنها وجدت منذ عهد الفراعنة ولم ندخل عليها أي تحسينات أو تطوير، يصيبني الحزن والانكسار.. عندما أتأمل فيما خلفه الأجداد من معمار وحضارة ملموسة، لا أجد أمامي ما يجعلني أتباهى وأقول للآخرين انظروا ماذا فعل الإنسان السوداني في الماضي..
علينا - لكي نتغير - أن نبدأ من نقد الماضي ووضعه في إطاره الصحيح خاصة إذا عرفنا أنه يكبلنا.. لست ملزما أن افتخر بحضارة افتراضية وأتغنى بمدن كل ما فيها عكس ما قيل عنها.. يجب أن يكون واقعنا أجمل وأكمل من شعرنا وليس العكس.. أتمنى أن تكون مدينة أمدرمان - إذا جاز أن نسميها مدينة - أجمل من الشعر الذي قيل فيها..
علينا أن نمارس ما يسمى بنقد الذات ونمارس التواضع ونتخلى عن عادة الانفصام التي يعبر عنها ثل السوداني: "الفقران رأس الغنماية بيملى بيتو".. نهلل ونطبل لكل إنجاز مهما كان متواضعا وكأننا بلغنا الثريا..
والتحية للجميع.

Post: #17
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: عبد الله عقيد
Date: 01-04-2006, 08:18 AM
Parent: #1

لك ذلك أخي د. مهدي
وإن كنت أعلم أنكما أقدر مني على تناول هذه الأمور
بحكم ما تابعته من خطابكما المتوازن وخبرتكما الثرة.

وكما قال الأخ محمد فإن أزمة السودان أبدا ليست ازمة حكومات
بقدر ما هي أزمة شعب.. وإن كان عامة الشعب (معذور) بسبب قلة
الوعي ورتابة العيش وشظفه (الذي تأقلم عليه)..
فيمكننا تسليط الضوء على الوسط المتعلم أو المثقف (الواعي -افتراضا)
وهو مركز الأزمة (في نظري)..
فقد تربى هذا الوسط على ثقافة (المطالبة) التي ترتفع وتيرتها
لتصل إلى مرحلة ما يسمى (النضال)..
هي ثقافة (المطالب) المسيطرة علينا كشعب يجيد فقط فن (الطلب)
والمطالبة.. في غياب تام لثقافة (العطاء)..
لم ينورنا الوسط الواعي من خلال أدبياته وإعلامه وعبر كل الوسائط
عن ثقافة (العطاء) مثلما (فلقنا) بثقافة المطالبة والنضال..
فأصبحنا نؤمن بأن النضال هو قمة (العطاء)، وإن كنا نقيس حدة النضال
بدرجة ارتفاع الصوت المطالب.. كلما علا الصراخ وارتفعت نبرته تبيننا
أن نضالنا قد بلغ ذروته..
يؤرقني النظر في ثنائية (الطلب - العطاء).. ومن يتأمل حال شعبنا
من خارج الدائرة يترسخ لديه هذا المفهوم..
كنت اشعر بالاستياء (كغيري) حينما تصفنا الشعوب الأخرى بأننا شعب كسول
ولكني عندما ارتديت (المنظار) الذي يروننا به، وجدت العلامات الدالة
على هذه النظرة..
فنحن قوم نتحدث كثيرا عن مشروع ما.. ولاكنا نبدأ الاعداد لهذا المشروع
في اللحظة التي يجب أن يكون قد بلغ فيها مرحلة الإثمار.. هذا إن استطعنا أن نبدأ
يحدث هذا لأي مشروع.. بدءا من الاحتفالات، وانتهاء بكل ما هو جدي وضروري.
ما نعيش عليه اليوم من (بعض) النجاحات هو الاستثناء من هذه القاعدة
قليلون منا كسرو القاعدة، وهم من يمنحوننا حق (الفصاحة) التي تحدث عنها
الأخ محمد..
أضف إلى ذلك حبنا للكلام إلى درجة عدم إدراكنا لفضيلة (الاستماع)
وحبنا لتخطي الغير وإثبات فشلهم دون منحهم فرصة ليبرهنوا عن النجاح
الولع الزائد بالأحكام المطلقة (كما أفعل الآن) والنتائج المعلبة
والشروط المبدئية لقبول أو رفض أي شيء وفقا لمن فعل ذلك الشيء وموقعه
من الرفض أو القبول.. فمن نقبله نقبل فعله وإن كان خاطئا، ومن نرفضه
نفرض فعله وإن كان صوابا..
ولنا عودة..

Post: #18
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: محمد الأمين موسى
Date: 01-04-2006, 10:50 AM
Parent: #17

إخوتي الكرام.. أجدد لكم عاطر التحايا وأنبلها
أدعوكم - لكي نناقش موضوع هذا البوست بمعق - للعودة بالدولة السودانية (شعبا وحكومات) إلى ما قبل الإنقاذ والصادق وسوار الدهب ونميري وقبل عبود والأزهري وقبل الإنجليز وعلي ديار والمهدي.. دعونا نعود أدراجنا بضع مئات من السنين للنظر ماذا كان يفعل أجدادنا.. اي نمط للعيش كانوا يتبنون.. وأي ثقافة وحكمة كانوا ينسجون.. ماذا ورثوا من الثقافة الإسلامية.. وماذا فعلوا عندما استيقظ الغرب على أنقاض الحضارة العربية الإسلامية.. أين كانوا من الثورة الصناعية..
من هنالك نستمد القيم التي تحكمنا الآن.. من هنالك استمد الإنجليز فكرة ما يسمى بالإدارة الأهلية إذ لم يحتاجوا لكي يحكموا السودانيين بأنفسهم فقد أكفاهم زعماء القبائل والوجهاء شر القتال.. جمعوا لهم الضرائب والإتاوات..
تأملوا معي حجم الخرافة في ثقافتنا ووجداننا وديننا.. وحديث عن خوارق لأولياء وصالحين لم يرد ذكرها حتى عند الأنبياء عليهم السلام.. ولا أحد يجادل أو يتشكك.. تغييب شبه كامل للعقل النقدي والحس التجريبي..

Post: #19
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-04-2006, 04:13 PM
Parent: #17

الأخ العزيز عبد الله

تحياتى الطيبة

وشكرا جزيلا على الإستجابة الطيبة

العوامل التى أدت الى أنهيار الدولة فى السودان كثيرة ومتنوعة , وأذا أردنا معرفتها ومتابعتها , فلا بد أن ننظر الى الدولة ومكوناتها على أساس الشكل الهرمى للدولة , وفى دولة كالسودان , لا يمكن النظر الى فساد وأنهيار الدولة بصورة متجزئة , وأنما يتوزع حجم المسئولية فى فساد الحكم فيها وفى تخلفها ومن ثم أنهيارها , بتوزع مناطق النفوذ وأتخاذ القرار الوطنى ومن ثم تنزيله على الأرض وتفعيله فيها , وفى هذا تقع المسئولية الكبيرة على الفئة التى تجلس على قمة هرمها وتدير سياسات وموارد البلاد المختلفة سلبا أو أيجابا . ويأتى الحجم الكبير لهذه المسئولية فى أنهيار الدولة لهذه الفئة تحديدا , لأنها الفئة التى تمتلك زمام السلطة الكامل ووضع السياسات العليا للدولة , وتملك مفاتيح كافة ثروات وموارد البلاد , وهى التى تضع وتنفذ سياسات البلاد الأقتصادية والتنموية , وهى التى ترسم ملامح ومسيرة البلاد التعليمية والثقافية والأعلامية , وأخيرا وليس آخرا , هى التى تملك , بما تحت يدها وسيطرتها من سلاح ورجال , أن تجعل هذا البلد آمنا , أو أن تجعله .. جحيما لا يطاق .

يلى ذلك , الفئة المستنيرة أو المتعلمة التى يمكنها فهم سياسات الدولة وتحليلها ومن ثم الموقف الذى تتخذه حيال هذه السياسة أما دعما أو معارضة لها , وهذه قد تكون فى شكل أحزاب أو تنظيمات سياسية , أو قوى مجتمع مدنى أو أفراد مستنيرين , وحتى هنا .. تعتمد فعالية هذه المعارضة لسياسات الدولة على نوعية النظام الذى يحكم هذه الدولة , فإن كان نظام مؤسساتيا ديموقراطيا يتسم بالتقسيم الفعلى للسلطات وبالشفافية فى الحكم , عندها تكون أساليب المعارضة فعالة وناجحة , أما إن كان نظاما ديكتاتوريا متسلطا , ففى الغالب الأعم , ستكون المعارضة سلبية وباهتة .. وبلا تأثير , وقد تنتهى هذه المرضة السلمية الى معارضة مسلحة .

يلى هاتين الفئتين فى الشكل الهرمى لتركيبة الدولة , القاعدة العريضة والواسعة للشعب , وأيضا فى بلد متخلف وتسوده الأمية كالسودان , تكون هذه القاعدة , فى العادة , مغيبة تماما عن أى أشتراك فعلى أو أى تأثير على قرارات وسياسات الدولة , ويكون كل أرتكازها وأعتمادها فى نيل حقوقها .. على المتعلمين والمستنيرين والمتسيسين من أبنائها , وهؤلاء , بما لهم من قوة نفوذ وتأثير فى أوساط قراهم ومناطقهم وقبائلهم من مناطق وفئات هذه الطبقة العريضة , يستطيعون حشدها وتوجيهها حسب مبتغاهم وأجندتهم ومنطلاقاتهم السياسية المختلفة , وهنا أيضا تختلف الأهداف المرجوة من هذا الحشد , إن كان لصالح هذه القاعدة العريضة أم لتنفيذ غايات أخرى تهم أجندة هؤلاء المستنيرين أو تهم أحزابهم . وهنا , وفى هذه الجزئية تحديدا , يتضح تماما لماذا كانت ولا زالت فئة المشتنيرين أو الطبقة المتعلمة هى التى تظهر فى شكل الفئة "المُطالبة " بأستمرار , لأنها .. ووبساطة , هى الفئة الواقعة بين السلطة المهيمنة على كل الثروة وكل السلطة , والفئة المسحوقة التى لا تجد حتى الفتات لتقتات به .

وبالتأكيد , لى عودة .

لك كل الود

Post: #20
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-04-2006, 04:38 PM
Parent: #19

الأخ العزيز محمد الأمين

تحياتى الطيبة

كان من الممكن أن ينطبق بعض هذا القول على دولة أو سلطنة دارفور , مع أنها كانت خارج السودان بحدوده المعروفة حتى بدايات القرن العشرين , ولكن من الصعب جدا الأخذ بأن القيم التى تحكمنا الآن فى السودان , هى من مورد الأجداد من قبل مئات من السنين , أو حتى من قبل سلطنة دارفور والحكم الأنجليزى المصرى . فقد تداخلت وتضافرت حديثا الكثير من المؤثرات الخارجية فى الطريقة التى يُحكم بها السودان اليوم , منها على سبيل المثال , أعتماد المركزية فى أدارة الدولة من قبل الأستعمار الأنجليزى وتركه الريف للأدارات الأهلية , والتى كانت كما قلت أنت .. تجمع لهم الضرائب والأتاوات . مثال آخر , الطريقة التركية المصرية فى الحكم , وهذه أيضا , كان نظامها مركزى , وهو نظام , وبكل المقاييس , قاصر تماما فى أن يحكم بلد شاسع وكبير كالسودان . وعلى الرغم من وجود الأحزاب السياسية بعد أنتهاء الأستعمار الأنجليزى , مثل حزب الأمة وارث الثورة المهدية , والأتحادى الديموقراطى والأشقاء وهى أحزاب طائفية أو ذات أرتباط وأرث وثقافة مصرية , ألا أن دخول الفكر الأشتراكى أو الشيوعية العالمية وتأثر الكثيرين بها فى السودان وتبلورها كحزب سياسى , وبالتالى تأثيرها فى الحياة السياسية السودانبة , وأخيرا , وبالتأكيد ليس آخرا , دخول الأسلام السياسى , أو بما يعرف بفكر سيد قطب وجماعة الأخوان المسلمين , ولا أظن أن المرء يحتاج هنا للخوض فى تأثيرها المدمر فى حكم البلاد والذى أنتهى بانهيار كامل للدولة .

أما حجم الخرافة فى ثقافتنا ووجداننا وديننا , فهذه مشكلة أمرها بسيط , وحلها أيضا معروف, وهو رفع نسبة التعليم والوعى والثقافة والفهم الصحيح للدين لدى الغالبية العريضة من أبناء الشعب السودانى , ولن يتأتى هذا ألا بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين من تعليم .. وتعليم .. وتعليم , وبعده بقية الخدمات الأساسية للمواطن , وهذه سوف تتوفر عندما يكون الدولة همهما الأوحد .. المواطن .


لك جزيل الشكر والتقدير

Post: #21
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: عبد الغفار عبد الله المهدى
Date: 01-04-2006, 05:37 PM
Parent: #20

الاخ د. مهدى سلام
ما قلته فى هذا الموصوع كله حقيقة لاجدال فيها
لكن السؤال الذى يطرح نفسه اين هذه القيادة التى نحلم بها لبلدنا وما هو الضمان ان تكون مثل سليفاتها؟
مع الملاحظة الدقيقة جدا وهى ان معظم القيادات الشابه الموجوده الان تربت ورضعت السياسة من القيادات التى سبقتها والتى هى سبب تخلف وانهيار هذا الوطن.
والدليل على ذلك هو امكانية ومقدرة نظام الانقاذ على التقلقل داخل كل نظام وتفيته من الداخل والتجمع الوطنى خير دليل على ذلك ومن ثم استطاعوا ببراعه تفكيك احزاب التجمع حتى الحركة لم تسلم من هذا مما اوقعها فى وحل هذه الاتفاقية والتى اصبحت مثل الطفل الناقص مما يهدد باتهيارها فى وقت.
لذا اخشى ما اخشى من ان تسير القيادات التى ننشدها فى طريق المدرسة السياسة التى عانينا منها طول الخمسين عاما الماضيه وهى كالاتى ديمقراطية ثم عسكرية بوازع من احد الاحزاب ثم العسكرسة لشمولية ولم نفك من هذه الدائرة طول تلك المدة.
فما هو الضمان ؟

Post: #22
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-04-2006, 07:12 PM
Parent: #21

الأخ عبد الغفار

تحياتى الطيبة

القيادات الشابة الصادقة والنزيهة , بالتأكيد لا تخلو منها أمة من الأمم , وإيجادها ليس صعبا أو مستحيلا , والضمان الحقيقى لأن لا تتحول هذه القيادات الشابة الى نسخ من القيادات السابقة , يكمن فى أرساء المؤسسية فى كل حياتنا السياسية , أرساء المؤسسية فى الأحزاب السياسية والتى ستؤدى الى النضوج الفكرى والسياسى , والى التدريب والتصعيد المستمر لهذه القيادات الشابة فى المؤسسات الحزبية المختلفة التى تحكمها قيم وقوانين تولية الأنجح والأقوى والأنسب ... ولا تخضع للمحسوبية أو تحكمها الأنساب اوالأرث العائلى أو التاريخى .
ومن المؤسسيات الحزبية يأتى تثبيت مؤسسات الدولة المختلفة نفسها , وعادة ما يتم فصل السلطات فى الدولة المدنية الحديثة , بحيث يصبح التداول السلمى للسلطة بعد فترة زمنية يحددها الدستور الديموقراطى , مخفورا بالدستور والنظام القضائى المستقل الصلب والمؤهل , والبرلمان " الهيئة التشريعية " , وبالحكومة الديموقراطية نفسها .
وأهمية هذا كله تاتى فى أرساء وتثبيت "ماذا" " يحكم الأحزاب أو البلاد" قبل الأتيان بـ "من" . وهو الأساس الذى تتبنى عليه الدولة الحديثة , والتى لا تتأثر فيها هذه المؤسسات بغياب أو حضور الأفراد مهما كان نفوذهم أو شأنهم .


لك جزيل الشكر والتقدير

Post: #23
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: محمد الأمين موسى
Date: 01-05-2006, 03:36 AM
Parent: #22

أخي الفاضل مهدي اسمح لي أن أشكر الأخ العزيز عبد الغفار لانضمامه إلينا لنصبح رباعيا.. وسوف استصحب تخوفاته المبررة التي اعتبرها واقعية وعميقة..
أجدد دعوتي للتعمق والغوص أكثر في موضوع هذا البوست حتى لا يأتي كلامنا مجترا وتحصيلا لحاصل.. دعوني انطلق من تشكيك منهجي في مفاهيم نتداولها في السودان وكأنها مسلمات موجودة. نتحدث عن الديمقراطية في السودان. أين هي الديمقراطية؟ ومن أين أتت الديمقراطية؟ هل يمكن أن تأتي الديمقراطية من فراغ؟ عندما دعوت للرجوع إلى سودان ما قبل الاستقلال وقبل الاستعمار، كنت أبحث عن الجذور الثقافية والفكرية والحضارية التي تشكل أسس شخصيتنا المعاصرة.. هل الديقراطية هي سلوك يومي نمارسه في الأسرة أو نجده في العلاقة بين الرجل والمرأة؟ هل يمارس شيخ القبيلة الديمقراطية ضمن أفراد القبيلة؟؟
الأحزاب .. وما أدراك ما الأحزاب؟؟! ابحثوا معي كيف تشكل ما يسمى بحزب الأمة أو الحزب الاتحادي.. وابحثوا معي هل ينطبق تعريف الحزب السياسي - كما يدرسه طلاب العلوم السياسية ضمن علم السياسة - على أي حزب سوداني؟ هل ما يسمى بالحزب الشيوعي حزب سياسي؟ ابحثوا معي كيفية تمويل ما يسمى بالأحزاب السياسية.. من هنا ننطلق في التحليل
المستنيرون: ما هو مقياس الاستنارة؟ هل هو التعليم؟ أم القدرة على تمثل التحديث قولا وفعلا؟ أم القدرة على استغلال النفوذ من أجل التأثير على الأتباع والبسطاء.
عندما أجرى العالم الأنثروبولوجي البريطاني إيفامز بريتشارد بإجراء دراسته القيمة عن النوير في عشرينات القرن الماضي، عن قبيلة النوير، سعى بذلك إلى فتح الطريق أمام التعرف على الشخصية السودانية، ولكن لم يتلقف منه السودانيون راية البحث العلمي.. وظللنا نتحدث ونطلق أحكاما لا تستند إلى معرفة علمية دقيقة.. وإذا قمنا بغربلة ما كتبه السودانيون ستجد جله عبارة عن انطباعات لا يمكن الاستناد إليها وتفتقر إلى الرؤية الثاقبة.
نعود إلى تخوف الأخ عبد الغفار. يمكننا أن نجري مسحا على ما يكتب في هذا المنبر من لدن العديد ممن يدافعون عن توجهات سياسية بعينها، نجد أن هؤلاء المدافعين يفتقرون إلى التميز وكثير منهم أقل كفاءة واستنارة ممن يدافعون عنهم.. الأمر الذي يجعلنا تخوف أكثر مما فعل الأخ عبد الغفار على المستقبل السوداني..
حضرت بعض المؤتمرات والندوات التي تعقد في السودان وتشارك فيها (النخب المستنيرة)، وكثيرا ما أحبطت لسطحية تناول القضايا وسيادة روح المجاملة وغياب الحس النقدي البناء والخضوع لمسلمات في غياب تام لسلطة السؤال والحفر المعرفي.. استأت كثيرا لغياب الرؤية المستقبلية والقدرة على التخطيط للزمن المتوسط والبعيد.
دعوني أختم هذه المداخلة بالقول إن فشل الدولة السودانية وانهيارها عائد للانشغال بالماضي وتمجيده بالرغم من تواضعه والاستسلام للحاضر والمستقبل ثلما فعل قوم سيدنا صالح عندما أبلغهم بما ينتظره من العذاب فتجهزوا لمصيرهم وانتظروه حتى حل بهم.. نسال الله اللطف بنا.

Post: #24
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: عبد الغفار عبد الله المهدى
Date: 01-05-2006, 01:13 PM
Parent: #23

الافاضل د. مهدى ومحمود
لنتحدث بصراحة حول هذا الموضوع
الاحزاب السودانيه جميعها عبارة عن كذبة بالتاكيد ساوضح
الاحزاب السودانية هى كالاتى مجموعه من الاسر والاصهار واصحاب المصالح ومعارفهم هذا عن حزبى الامه والاتحادى وشوية مثقفين يلقمون مما تجود به ايادى الاسياد.
اما الاحزاب الاخرى كالشيوعى والبعث وخلافه هؤلا مجموعه من المثقفين ارادت ان يكون لها دور فقامت بتجنيد الضباط فى الجيش ونحن فى السودان مصيبتنا ان جيشنا منذ ميلاده مسيس اكثر مما هو نظامى يحفظ امن البلاد القومى والدليل على ذلك كل الانقلابات التى تمت فى السودان كانت من خلفها احزاب اما ان تكون خارج السلطة او مغبونه من السلطة الموجودة وبامكانكما مراجعة تاريخنا السيا سى منذ 56 حتى الان.
ام الجبهة الاسلامية القومية والتى هى الان بالرغم من تفككها هذا الحزب دخل عرابه الترابى بمدخل ينم عن ذكاء حاد واقدر له نظرته المستقبليه البارعه فتغلغل داخل حزب الامة والبيت المهدوى وصاهرهم وهذا دليل على ما قلته لك واختار لنفسه صفوة من الطلاب وخلافه وقام بتجنيدهم وهم الان على سدة الحكم.
اما عن الحركة الشعبيه فهذه تحتاج لوقت طويل لنتحدث عنها.
الاخ د. مهدى لا اود احباطك فقط اكرر عليك مراجعة جميع شباب السياسين الموجودون الان فستجدهم جميعا متشربين من السابقين او الحاليين ويحملون افكارهم وللاسف نحن نمارس السيا سة كاعجاب فتجد مثلا المعجب بعبد الخالق محجوب وغيره بالهندى وغيره بالا زهرى وغيره بالترابى وووووو
بمعنى تجدهم اما ترابيى او محجوبيا او نقديا او صادقيا اوازهريا وهكذا.
واود ان اتوجه لكما بسؤال متى كنا نستخدم المدنية او المؤسسية حتى فى عهد الديقراطيات كانت المدنية موزعه على المقربين وخلافه كما يحدث الان ونحن نحتاج لمعجزه من اجل ان نحقق لهذا الوطن كيان قوى وهذه العملية شبه ميتحيلة وهذا الوطن نحن نبكى عليه وهو الان ينحدر لهاوية ربنا يستر منها .
ولانسغالنا هنا فى القاهرة بموضوع اخوتنا اللاجئين بالرغم من اهمية هذا الموضوع ساعاودكم فيه على فترات وحقا هذا الموضوع يستحق ان نلتفت له من اجل هذا البلد.

Post: #25
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: عبد الله عقيد
Date: 01-05-2006, 02:42 PM
Parent: #1

بخصوص النظرة إلى الأحزاب السودانية

سأتناول من حواركم السابق مناقشة وضع الاحزاب السودانية وما أثاره الأستاذ محمد
حول عدم استحقاقها لتسمية (أحزاب سياسية).. وما أورده الأستاذ عبد الغفار من نقد
سليم..

هذه النظرة للأحزاب باعتبارها مجرد تجمعات طائفية، وراثية، لا تمارس الديمقراطية، وليست
لديها برامج، وغير ذلك من السلبيات الواضحة.. أدت إلى ما يشير إليه الدكتور مهدي من
فشل وانهيار للدولة السودانية..
خاصة بعد أن رسخ الحكم الحالي هذه النظرة وعمل بكل جهوده لتفكيك هذه الأحزاب وتفتيها
والتخلص منها..
وبسبب عدم وجود البديل المقنع، فقد ولدت رغبة الانتماء (الطبيعية) لدى المواطن السوداني
إشكالا جديدا تمثل في ترسخ الانتماء العرقي والجهوي الذي نشهده حاليا والذي أعتبره العامل
الأساسي لفشل وانهيار الدولة السودانية.
وهذا الانتماء تولد لأسباب متعددة فإضافة إلى ما سبق (تعمد الحكومة إضعاف التكوينات الحزيبة)
فقد استعرت معركة البحث عن هوية مغايرة للسودان لدى أوساط المستنيرين المنتمين لثقافات
وأيدولوجيات مناهضة (في غالبها) للمشروع الإسلامي الذي طرحته الحكومة.
كذلك من أسبابه الأساسية اشتداد وتيرة حرب الجنوب وانتقال عدواها إلى مناطق أخرى في السودان
إضافة إلى الدوافع الخارجية، المتمثلة في الحماية التي بذلها الغرب للحركات الانفصالية وطلبات
تقرير المصير في عدد من دول العالم.
أعود إلى موضوع الأحزاب، فالجهد الحكومي الذي بذل لترسيخ مفهوم ضعف الأحزاب الموجودة والعمل
على تفكيكها مع عدم طرح بديل (سياسي) غير الحزب الحاكم، أدى إلى اتساع هذه الظاهرة.
وقد فات على منظري الحكومة إمكانية الوصول لهذا المصير نتيجة لفكرة تفتيت الأحزاب
(وربما قام البعض بتشجيع النعرات الجهوية والقبلية عمدا) كوسيلة لتكيك عرى هذه الأحزاب
وإن اعتبرنا أن ما قامت به الحكومة هو نصف المشوار، فقد أكملت قيادات الأحزاب بقية المشوار
بتخاذلها وحيرتها وعدم استطاعتها لملمة ما تسطيعه من أطراف أحزابها، إضافة إلى الأنانية
(القيادية) وطغيان صفة (الرفض المبدئي) التي أطلقتُها من قبل كسمة مميزة للصفوة السودانية.
وربما الأصح هنا أن نطلق صفة (الثبات على مبدأ القائد)، أو مفارقته، لتشكيل فرع آخر
يعمل المنتمين إليه بنفس المبدأ، أو التفرع مرة أخرى، وهكذا...
في الختام.. اريد أن أصل إلى أن التفكير في مساعدة هذه الأحزاب على إصلاح وضعها وتجميع
شملها وتعديل مسارها بطريقة علمية (متفانية) وناكرة للذات.. هي الوسيلة الأقرب لاستدراك
المصير الذي تنبأ به د. مهدي وكثيرون معه..

ولكم التقدير

Post: #26
Title: Re: فشل وأنهيار الدولة السودانية
Author: محمد الأمين موسى
Date: 01-06-2006, 11:43 AM
Parent: #25

أخي الفاضل عبد الله أجدد لك التحية وأعود بك للنقاش عما يسمى بالأحزاب..
إذا كان ما تتحث عنه أحزاب حقيقية بالمفهوم العلمي، لما استطاع نظام الإنقاذ أن يضعفها ويفككها، ولما استطاع العسكر أن يقوض تجربتها أكثر من مرة.. ولا تنسى أن العبث واللامعقول يتجلى في كون بعض الإنقلابات جاءت بتخطيط أو مباركة أو إيعاز من هذه الأحزاب.. ويجب أن نتساءل بكل براءة: كيف نشأت هذه الأسباب ومن أي إرث حضاري أو تجارب سلطوية وتنظيمية سودانية ولدت تلك الأحزاب.. أتمنى أن تعطيني تونا ونشوءا طبيعيا عبر القرون والأجيال أوصلنا إلى أحزابنا الحالية.. وأخشى أن تكون الحقيقة المرة أن هذه الأحزاب إما أتت كصنيعة للمستعمر الإنجليزي أو المصري أو كتقليد واستيراد لأيديولوجيا لا وجود لها في التربة السودانية (كما حصل مع أحزاب: الشيوعي والبعث والإخوان المسلمين).
عندما تقوم هذه الأحزاب البائسة بإيجاد آليات داخلية تكسبها الحيوية وتجدد الدماء وتداول القيادة بكيفية دورية، وتتخلص من عقدة الأسياد والملهمين والمنظرين والرعاة ويصبح لكل فرد ينتمى إليها فرصة متساوية في قيادة الحزب بغض النظر عن جنسه أو قبيلته أو أسرته.. عندها نقف مع هذه الأحزاب ونجمع لها التبرعات وندمع لها من ضرائنا لكي تقوم بدورها دون اللجوء إلى التسول والارتهان للخارج ودون أن تضطر إلى سرقة قوت الشعب.. وعندها نحتفي بميلاد الحزبية كأداة لتطبيق الديقراطية.

Post: #27
Title: ما هو الحل ؟؟؟
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 01-07-2006, 05:19 AM
Parent: #26



الأفاضل محمد , عبد الغفار .. وعبد الله

تحياتى الطيبة

وشكرا جزيلا على مواصلة النقاش فى هذه المعضلة , والتى لا أجدنا مختلفين كثيرا فى تفشيها فى الدولة وفى الوسط السياسى السودانى .. أو فى مُختلف أسبابها , وإن تباينت بعض الشىء الزوايا أو الأسس التى أنطلقنا منها فى تحليل أسباب أنهيار الدولة السودانية .

وفى تقديرى , ولكى نكون أكثر أيجابية .. وأكثر بناءا فى هذا النقاش الهادف والجميل , ما يجب أن نتطرق أليه ونطرحه هنا الآن ... ما هو الحل ؟؟؟.

كيف نخرج كشعب وكوطن من هذه المعضلة قبل أن تذهب ريحنا كأمة .. ويذهب سوداننا كوطن ؟؟.

ما هى الخطوات العلمية والعملية التى يجب أن نتبناها كشعب وكوطن , وأن نعمل عليها وبها .. لإنقاذ شعبنا ووطننا من محنته ؟؟.

وعلى من تقع المسئولية , تحديدا , فى الإلتزام الصارم بهذه الحلول , ووضعها موضع التنفيذ ؟؟.

وهنا أتوقف قليلا .. وهى كلمة لا بد أن تُقال من باب معرفة ونقد الذات , علينا الوضع فى الأعتبار أننا كشعب .. كثيرا ما جُبلنا على التنظير وترك الأمور ليحلها لنا الآخرون .. أو أن تحل لنفسها بنفسها .

فهل نحن على أستعداد بالألتزام على العمل بما نطرحه هنا من حلول عملية وعلمية مقنعة لنا وللأخرين ؟؟.


وكل عام وأنتم وأسركم , وكل الشعب السودانى .. بألف خير



Post: #28
Title: Re: ما هو الحل ؟؟؟
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-07-2006, 05:21 AM
Parent: #27

عزيزي دكتور مهدي،
شكراً على التنوير والتثوير.


أعزائي البورداب،
أرجو زيارتي في هذ الخيط:

الـــــــــــلـــــه

يناقش الخيط موضوع الساعة.

Post: #29
Title: Re: ما هو الحل ؟؟؟
Author: عبد الغفار عبد الله المهدى
Date: 01-08-2006, 05:38 AM
Parent: #28

الافاضل د.مهدى ومحمد وعبدالله
لكم التحية وكل عام وانت بخير ومتعكم بالصحة والعافية
الحلول العملية موجودة وهى كثيرة لكن من هو الذى يتقبلها
لانه من اول هذه الحلول هو فض اتفاقية السلام الحالية بين الحركة والحكومة واعادة صياغتها بحيث تشمل جميع الوان الطيف السودانى سياسيا واجتماعياثم تاتى الخطوة الثانية وهى الاهم وهى اعادة صياغة جميع الاحزاب السودانية الموجودة حاليا على حسب الدستور الذى يوضع ولابد من ان يكون هذا الدستور مؤسسيا بمعنى الكلمة بمعنى ان يضعها انس ليس لهم علاقة بالاحزظاب او الحكومة حينها ممكن نامل فى ان حالنا بامكانه ان ينصلح لكن اذا لم تتم الخطوة الاولى وهى المهمة فان بقية الشعب السودانى كلها ستتسلح من اجل حقوقهاوهذا هو الواقع فهل بامكان الحركة والحكومة التضحية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فاذا اجبنا على هذا السؤال بامكاننا ان نامل فى المستقبل.