قراءة هادئة لمؤتمر الأغلبية المهمشة بالمانيا

قراءة هادئة لمؤتمر الأغلبية المهمشة بالمانيا


09-15-2003, 11:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=175&msg=1138824137&rn=0


Post: #1
Title: قراءة هادئة لمؤتمر الأغلبية المهمشة بالمانيا
Author: Amjad ibrahim
Date: 09-15-2003, 11:07 AM



قراءة هادئة لمؤتمر الأغلبية المهمشة بالمانيا

محمد الزين المحامي، أوسلو
[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

حوارات ساخنة في مؤتمر الاغلبية المهمشة بالمانيا.

الكتاب الاسود ،الجزء الثاني :

أبناء الاقليم الشمالي مسئولين عن أزمة السلطة والثروة في السودان.

أهل الشمال جمل الشيل :حكومات تشتل الازمات ويحصد الشمال الشوك.

الشفيع أحمد محمد يصرح:

لا أمثل الحكومة ،وأتيت من أجل أن نتفاوض معا أونحارب معا!

هل الشفيع هدهد النظام أم حمامة سلام؟



نظم معهد التنمية السياسية بفلوتو وبالتنسيق مع إتحاد الأغلبية المهمشة السوداني سمنار في مدينة فلوتو بالمانيا في الفترة مابين 29 – 31 أغسطس 2003 وقد كان تحت عنوان الطريق للسلام وفرص التنمية و المصالحة بعد عقدين من الحرب الاهلية في السودان.

و فلوتو مدينة صغيرة تقع في ولاية شمال غرب المانياNord Rien Vest Falan وعدد سكانها حوالي 20 الف نسمة ،وتبعد حوالي 83 كيلو متر من مدينة هنوفر Hannvor الشهيرة وهي عاصمة ولاية سكسونية السفلي ،والتي عقد فيها مؤتمر السودان في طريق السلام :الإنجازات والتهديدات ،وذلك بقرية هارمنبورغ بمدينة هيلدسايم المجاورة وذلك في الفترة مابين الثاني والرابع من شهر مايو الماضي.والذي نظم هذا المؤتمر بجهود من مؤسسات أكاديمية المانية مثل Forum Sudan ,Sudan Focal Point-Eurpe .



وتمت إستضافة المشاركين في بيت الشباب بفلوتو Jungenhof وليس فنادق الخمسة نجوم كما يردد إعلام النظام الحاكم.وقد بذل الاستاذ أحمد موسي من أبناء دارفور والعامل باكاديمية التنمية السياسية الجهة المستضيفةدورا كبيرا في إنجاح هذا المؤتمر.وقد تأسس المعهد في عام 1973م كمؤسسة أكاديمية لتطوير الثقافة السياسية بعقد مؤتمرات وسمنارات وحلقات نقاش بين الشعب الالماني وشعوب العالم المختلفة.



وقد بحث الموتمرون في فلوتو أوراق عمل تشمل:

(1) البجة: الماضي، الحاضر والمستقبل.

(2) وضع المرة في أقاليم السودان ودورها في السلام والتنمية.

(3) حقوق الإنسان ودور مؤسسات المجتمع المدني في صنع السلام.

(4) الوضع السياسي الراهن وتطورات عملية السلام من روية التجمع الوطني الديمقراطي.

(5) مبادرة أبناء دار فور بالداخل للإيجاد حل سياسي لقضية دار فور.

(6) روية الأغلبية المهمشة في السلام.

(7) دور إريتريا في إحلال السلام كعضو في الإيقاد.



وسنستعرضها فيما يلي:

البجة: الماضي، الحاضر والمستقبل.وقدمهاالاستاذ سليمان صالح ضرار من مؤتمر البجا.والاستاذ سليمان هو إبن الاستاذ المؤرخ محمد صالح ضرار مؤلف كتب : تاريخ السودان الحديث، تاريخ سواكن والبحر الاحمر، تاريخ ممالك البجة.وقدم الاستاذ سليمان ضرار ورقته بصورة علمية وبعيدا عن العصبية،محملا الحكومات الوطنية المتعاقبة مسئولية إختلال السلطة والثروة في السودان،وإستفاض الاستاذ ضرار من الحديث التاريخي المرتبط بأوضاع البجة اليوم،مستدلا باحداث تاريخية وتوثيق حضاري لاهلنا في مناطق البجا،وعراقتهم التي ترجع الي خمسة الف سنة ،وعلاقة اللغة البجاوية باللغة الفرعونية،والاطماع التاريخية من فراعنة و رومان في مناطق البجا وخاصة منطقة الذهب، والكل يعلم بما تملكه منطقة الأرياب التي تنتج سنويا حوالي 10 طن ذهب وابناء الارياب يعيشون علي الإغاثة،ولا شك أن إستخراج الذهب يحتاج الي كمية كبيرة من المياه كذلك الي إستخدام مواد كيماوية مما تضر بالتربة و تسبب الامراض في المنطقة،ونتسأل أين شحنة الذهب السوداني التي إختفت في مطار فرانكفورت؟.

كما أستعرض ضرار تاريخ الاسلام في المنطقة والهجرة الاولي لجزيرة عيري جنوب طوكر جنوب مرسي عقيق،فالاسلام دخل السودان قبل المدينة المنورة علي حسب رواية الاستاذ ضرار.وعن مشاكل البجا يعتقد ضرار أنهابدأت مع الاستعمار في عهد محمد علي باشا 1842م الذي إشتري ميناء مصوع ـ جدة، وإدخال زراعة القطن بدل الذرة في طوكر مما أضر بها.وفي عام 1925م حولت شركة إنجليزية القاش من أراضي مرعي الي زراعة القطن بغرض تصديرها الي لانكشير وفشل المشروع وسكن أناس أخرون منطقة المشروع وأصبحواأصحاب الارض.والان بها مستثمرين أجانب.ليس هذافحسب بل فشل مشروع القاش من زراعة الخروع ومصنع الكرتون،كذلك فشل مشاريع الرزاعية الالية في القضارف وتحويل صاحب الارض الي أجير.

كانت طوكر بورصة السودان حيث كان به خط تلفون ،وسواكن لم يرفع فيها العلم البريطاني هي وحلفا .والان سيطرة التجارة من خارج أبناء البجا مما دمر التجارة في سواكن ، وتحويل الجمارك الي سوبا مما أدي الي ضرر كبير،وبالرغم من أن الطرق لها فوائد قومية الا أن سوء التخطيط أدي الي تدمير البيئة.وعن مشاكل الصحة أورد الاستاذ ضرار أن مناطق البجا لا توجد بها مستشفيات دايات أو أطفال في الارياف ، وخاصة أن المرأة البجاوية تتميز بحوض صغير ولسؤ التغذية فانها مصابة بفقر دم 40% ولذا تكثر الوفيات عند الولادة.،وعن التعليم يعتقد ضرار أن ليس من العدل تدريس اللغة الانجليزية وعدم تدريس اللغة الام اللغة البجاوية لابناء البجا ،في ظل عدم وجود مدارس في الارياف.حيث نسية الاستيعاب 5% في التعليم الاساسي وهناك مناطق لا توجد بها طالب واحد في المرحلة الثانوية. وخلص الاستاذ ضرار الي أن قضية البجا هي قضية الشعب السوداني وحلها بإعطاءالحقوق الدستورية كاملة لابناء الشعب السوداني، وتطبيق النموذج الماليزي وتقسيم السودان الي خمسة أقاليم وتدوال رئاسة الجمهورية علي أقاليم السودان.والمطالبة بالتساوي بين الاقاليم لا يحقق العدل لتفاوت التمية والرقي من إقليم الي أخر.

كما أقترح الاستاذ ضرار بتأسيس جامعة همشكوريب ويكون مقرها المؤقت أسمرا.

وضع المرأة في أقاليم السودان ودورها في السلام والتنمية.وتقاسمتها الأستاذة خديجة حسين دفع الله مؤسسة منظمة أمهات السلام في محاضرة شيقة .ثم الأستاذة فائزة احمد عن المرأة في مؤتمر البجا وذلك في محاضرة عن دورها في عملية التخطيط التنموي.

الاستاذة فائزة خريجة زراعة من جامعة الاسكندرية ودراسات عليا بجامعة الخرطوم .وقد قدمت ورقتها من واقع تجربتها في العمل الانساني مع المنظمات الطوعيةوفي التخطيط التنموي وزيارتها للعديد من قري ومدن السودان وخاصة في غرب السودان والنيل الابيض حيث وجدت التهميش لوضع المرأة وخاصة نساء البجا ،والامية المتفشية وسوء الاحوال الصحية والموت عند وضوع المرأة في الريف لغياب المستشفيات المتخصصة او القابلات المتدربات أو سوء إستخدام الالات الولادة لاسباب التتنوس.وكذلك الاعباء الحياتيةالتي تجعل المرأة أن تسير مسافات يوم كامل من أجل الحصول علي الماء والحطب وبالتالي من الصعب الحديث عن تعليمها لغياب الحد الادني من مقومات الحياة البسيطة.ونساء البجا لا يجدن التعليم الا البنات اللائي إنتقلن الي المدن وبالتالي المرأة في الريف لا تجد أي تعليم بسيط.والحكومة غائبة تماما عن معاناة أهلنا في الريف.

أما الاستاذ خديجة دفع الله مؤسسة منظمة أمهات السلام وهي الوكيلة السابقة لوزارة السلام في الديمقراطية الثالثة، فكانت محاضرة ممتعة جسدة الفهم العميق للمرأة السودانية في رؤيتها المتكاملة للازمة السودانيةالشاملة في مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.وتحدثت الاستاذة خديجة عن خلفية تاريخية لمنظمة أمهات السلام ،حيث تم تسجيلهافي فترة الديمقراطية الثالثة ولكن حلت كغيرها من المنظمات والاتحادات والنقابات في يونيو 1989م وبعد ذلك تم تسجيله في بريطانيا كمنظمة طوعية غير سياسيةتعمل من أجل إصلاح الشروخ التي حصلت في الإنسان السوداني والجراحات في قلوب المجتمعات وبين القبائل عبر التاريخ خارج عن إطار إتفاقية السلام،وهذه المنظمة تم تسجليه في السودان أخيرا بطلب جديد بعد رفض أربعة طلبات سابقة ولاول مرة هناك رجال من بين عضويتها التنفيذية.وعن نشاطات المنظمة الكثير من المشاريع وعددها حوالي 12 مشروع ولها مكتب في الخرطوم ، ومن إنشطتها دراسة مشتركة مع جامعة الخرطوم عن حالة 22 الف طفل فاتهم قطار التعليم واعمارهم ما بين 12-16 سنة،وأغلبهم من مناطق كادقلي والدنلج ولاقاوةو أبيي وأويل. والكثير من أطفال تلك المناطق دخلوا العاصمة وعملوا في المهن الهامشية كماسحي أحذية وبعضهم سقط في الجريمة.وفي خارج السودان شاركت المنظمة في إجتماع ببريطانياعن رؤية بريطانياالاستراتيجية للشرق الاوسط لمدة عام.كماتحدثت الاستاذة خديجة عن الازمة السودانية منذ الاستعمار مرورا بسياسة المناطق المقفولة والسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة وخاصة حكومة الانقاذ الوطني.وطالبت الاستاذة خديجة من الاعتراف بأخطأ الماضي ، والاعتذار المعلن والمشهودحتي ولو لم نقم به نحن (الجيل الحالي).كما طالبت خديجة بضرورة تعليم في الريف بدلا من كثرة الجامعات في المدن الكبيرة والعاصمة ،كذلك المطالبة بتمثيل المرأة في مفاوضات السلام وأن المرحلة القادمة هي مرحلة تنمية المرأة في الريف.كما نشير الي الاستاذة خديجة إعتذرت من عضوية المكتب السياسي لحزب الامة والتفرغ للعمل الانساني .



حقوق الإنسان ودور مؤسسات المجتمع المدني في صنع السلام وتناولها د.منصور يوسف العجب أبو جن : نائب برلماني وعضو المجلس الاستشاري لاتحاد الأغلبية المهمشة.وأبو جن لقب له مدلول ثوري وتعني الجدية الزائدةوالملقب أيضا بشيخ العرب وهو ناظر قبيلة رفاعة شرق.ود. منصور هو رئيس المنظمة السودانية لحقوق الانسان ببريطانيا ولكن لم تسجل المنظمة حتي الان بلندن،وإن كان يمارس أنشطتها في الدفاع عن حقوق الانسان السوداني وفي تنظيم الندوات والمحاضرات والمظاهرات،وقد تحدث منصور عن أهداف المنظمة و وسائلها والمعوقات التي تواجهها وأهمها المادية حيث لا إيرادات مالية للمنظمة سواء إشتركات الاعضاء والتبرعات الغير مشروطة.

رؤية الأغلبية المهمشة في السلام.قدمها الدكتور يوسف العجب. وتحدث عن التهميش الاقتصادي لاقاليم السودان وعدم العدالة في تقسيم السلطة والثروة.ويطالب منصور بإقامة مؤتمرات إقتصادية إقليمية ثم ترفع الي مؤتمرات قومية.وعن مفاوضات مشاكوس يؤيدها منصور ولكن يطالب بتوسيعها وإلتزام الحكومة بالجدية برفع حالة الطواري وإطلاق سراح كافة المعتقلين.



الوضع السياسي الراهن وتطورات عملية السلام من روية التجمع الوطني الديمقراطي. د. الشفيع خضر عن الحزب الشيوعي السوداني والتجمع الوطني الديمقراطي.والشفيع طبيب خريج جامعة الخرطوم عام 1977م وهو زميل و دفعة الطيب إبراهيم محمد خير (الطيب سيخة)، وزميل سابق للشفيع أحمد محمد في سجن شالا.وتناول د. الشفيع خضر ورقته بتحديد طبيعة الصراع في السودان بأنه صراع حول إعادة بناء الدولة السودانية الحديثة بالاعتراف يالتعدد الثقافي والاثني والعرقي والديني .وأن حل الازمة ليس فقط بعودة الديمقراطية وإنما في أربعة حلقات شبها الشفيع بشعار اللجنة الاولمبيةوهي:الحرب والسلام ،الوحدة ،الديمقراطية والتنمية.والحل ليس في يد حزب واحد او فرد واحد وإنما هي مهمة الشعب السوداني باكملة لا نهاتعني بصياغة الدولة.فالمطلوب مؤتمر قومي دستوري لحل إشكالية الهوية ، توزيع السلطة والثروة.وقد أعترف بأهمية الدين و أنه يشكل فكر و وجدان أهل السودان.وأية دعوة لا تضع في إعتبارها أن الدين له وجود في الفرد والمجتمع هي دعوة عقيمة.

وعن مشاكوس قال د. الشفيع :منهج التفاوض (الوسطاء)غير ملائم لمحاولة حل قضايانا القومية بين طرفين ، والنظر لها من زاوية شمال /جنوب.وأن نظام الخرطوم يدخل التفاوض بذهنية شراكة إستراتيجيةمع الحركة الشعبيةولهذا تتعثر المفاوضات.ولهذا تقدم التجمع الوطني الديمقراطي بمشروع الاجماع الوطني . دعت المسودة الي خلق إجماع وطني يعبد الطريق نحو السلام والديمقراطية والتنمية باعتبار أن لم الشمل وتضميد الجراح يستوجب العمل على إرساء دعائم واقع جديد في السودان يمنع عنه أجواء الاستقطاب والمواجهة ويجنب البلاد الصراعات الدموية والحرب الأهلية، وأوضح المشروع أن القوى السياسية السودانية تنادت من اجل ذلك وتواضعت على إبرام هذاالمشروع من أجل:

ـ نبذ الحرب واقامة سلام عادل ودائم.

ـ تحول ديمقراطي حقيقي وراسخ

ـ تنمية مستدامة لمصلحة المواطن

ـ وحدة طوعية على اسس جديدة



وشمل مشروع الاجماع الوطني في السودان من أجل السلام والتحول الديمقراطي والتنمية المتوازنة والوحدة الوطنية علي المواضيع التالية:

محادثات السلام في إطار الإيقاد.

الدين والدولة.

حقوق الإنسان.

الدستور.

الوحدة وتقرير المصير.

شكل وأجهزة الحكم في الفترة الانتقالية.

التنمية والثروة.

الدفاع والامن.

العلاقات الخارجية.

التعداد السكاني.

الإنتخابات العامة.

المناطق المتأثرة بالحرب.

تمتين الاجماع الوطني يصياغة مواثيق مكملة.

الضمانات للسلام وتنفيذ الاتفاق.



وأختتم الدكتور الشفيع محاضرته باربع موضوعات أساسية لابد من وجودها في أي محاولة لبناء السودان وهي:

الطابع الجماهيري الواسع للمشاركة دون وصاية.

الديمقراطيةالمرتبطة بلقمة العيش.

إتحاد وتحالف حقيقي لطلائع القوي السياسية المدنية و القوي المهمشة لاحداث التغيير في السودان.



دور إريتريا في إحلال السلام كعضو في الإيقاد. د.عبد القادر حمدان :المستشار السياسي للسفارة الإريترية و مدير و كالة القرن الإفريقي.

الاستاذ عبد القادر من أوائل المقاتلين الذين إلتحقوا بالثورة الارترية حتي وصل الي رتبة قائد، وهو الان من المقاتلين بالكلمة والقلم ،وله حضور إعلامي في الغرب وخاصة مساهماته الاعلامية في قنوات الجزيرة وال ANN ، كذلك نشاطاته من خلال صفحة القرن الافريقي بالانترنيت.وعبد القادر درس في مدرسة السياسة السودانية والسودان في دمه و وجدانه.تحدث الاستاذ عبد القادر بالعلاقات المتميزة بين أرتيريا والسودان والعلاقات الاخوية المتماسكة بغض النظر من المواقف الحكومية،حيث أكد عبد القادر أن أريتريا مفتوحة لكل سوداني وفي أي موقع في السلطة او المعارضة،ولكنه عاب علي الاعلام الحكومي برمي اريتريا بالكثير من الاتهامات الباطلة،مثل الحديث عن إحتلال همشكوريب وإتهام أرتيريا لدي الاتحاد الافريقي وعندما زارت ليبيا همشكوريب لم تجد الا السودانيين وكان تقرير منظمة الساحل والصحراء لصالح أريتريا.ومحاولة نظام الخرطوم لاتهام أرتيريا بعلاقاتها مع إسرائيل لدي الجامعة العربية، وأتهام إسرائيل بدعم المعارضة السودانية عن طريق أريتريا..وكلها إتهامات باطلة ..والتمثيل الدبلوماسي الاسرائيلي ضئيل في أسمرا وعدم وجود تمثيل ارتيري في تل أبيب ،وهذا الحجم أقل بكثير منذ فترة هيلاسلاسي ،حيث كانت هناك قواعد إسرائيلية في أثيوبيا وكانت تشكل الثورة الاريترية الهاجس الامني للبواخر الاسرائيلية بال RBG .وتوقع عبد القادر من حضور لممثلي السفارة السودانية في المانيا وإستغرب من عدم حضورهم وهو يعتقد أهمية هذا المؤتمر وأهمية إستمرار الحوار بين الحكومة والمعارضة في الداخل والخارج.ويؤكد عبد القادر أن الثورة تروي بدماء أبنائها وأن مشوار المليون ميل يبدأ بالخطوة الاولي وأن الثورة الاريترية قدمت 80 الف شهيد خلال سنوات النضال وكانت تجد الدعم المالي من أبنائها في مقابل القليل من الاصدقاء.وبالتالي هو يرفض المزاودة علي من صنع الثورة الاريترية وحقق الاستقلال.ودولة أرتيريا الحالية تقوم علي العدل والمساواة وبها 9 قوميات تجد الاحترام والتقدير دون تمييز أو قهر أو غبن.

وفي خاتمة حديثة نقل تحيات الرئيس الاريتري والشعب الاريتري ، وأنهم لن يتخلو عن الشعب السوداني.



مبادرة أبناء دار فور بالداخل للإيجاد حل سياسي لقضية دار فور.قدمها الاستاذ الشفيع أحمد محمد.وحضر الشفيع الي المانيا برئاسة وفد مكون من الفريق إبراهيم سليمان وزير الدفاع الاسبق ووالي ولاية دارفور السابق ،صديق أدم عبدالله رجل أعمال،يحي محمد محمود، وأسماعيل كتر.ولكن الوفد الذي وصل الي فولتو كان مكون من الشفيع وإسماعيل،وتخلف البقية بسبب أن عضو الوفد صديق ادم أجريت له عملية جراحية.

جاءت مشاركة الشفيع أحمد محمد بالمقولة الاتية: حضرت بصفة شخصية لقضية دارفور و لا أمثل الحكومة..نقاتل معا أو نحاور معا.. أومن بأن قضية دارفور حلها قومي ،وأن هناك قيمة جديدة في السياسة أن كل القوي السياسية جربوا الحكم وجربوا المعارضة.فلابد من الرأي والرأي الاخر،وقضايا الوطن لا يمكن حلها بالعاطفة والمزايدة،ولا تكرهوا أحدا ما دمنا نريد وطنا واحدا.دارفور لها مشكلة سياسية وأصبحت عسكرية ومنذ زمن بعيد و هي متراكمة وليست مسئولية الحكومة الحاليةأو حزب واحد.

وعن تفاصيل المبادرة قال الشفيع بأنها نأشئةمن أبناء دارفور بالاصالة وأول ما رفعت ليست مع السلاح لحل المشاكل من أي أقليم مطالب أو حكومة ولكن وضع السلاح، والخيار هو أن يتوافق الناس علي الحل السلمي بحوار موضوعي في دارفور، وقد تم مخاطبة جهات كثيرة منذ 3 –4 شهور والنظر اليهامن الخروج علي القانون من زاوية حكومية كانت خطأ ويجب النظر اليها بطريقة صحيحة،وجرت محاولات عدة والذي دفع الشفيع الان هو مباركة الحكومة والاستعداد بالقبول والوصول الي حل القضاياوفتح باب الحوار يساعد الكل للمساعدة والمساهمة .وبإستثناء الفاشر ومعتمدية الكدادة، فالذين يحملون السلاح ليس لهم إمكانية إدارة البلد ولا تغذية أو تعليم المواطنيين،فالمعاناة لمليون نسمة.فمأساة دارفور تنذر بمجاعة،ومطالبة المنظمات الخيرية بالاغاثة وموسم الخريف قد فات المواطنيين.

وكانت مجمل الا سئلةالتي تقدم بها الحاضرين للشفيع تدور في أن الحكومة غير جادة في تسوية سياسية شاملة لازمات السودان، وسياسة فرق تسد التي تستخدمها الحكومات مع الفصائل السياسية وتقسيمها،وسياسة الترضيات وتأجيل المواجهة لحين التوقيع علي إتفاقية مشاكوس مع الحركة الشعبية.وخلص الشفيع في إجاباته أنهم الان جادون للسلام وضرورة تجاوز أخطاء الماضي.كما أكد د.خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بانهم قبلوا الحوار ولكن علي الحكومة الاعتراف بهم وبالمشكلة وبأنهم ليسوا قطاع طرق.وطالب الاستاذ سليمان صالح ضرار باشراك البجا في أي مفاوضات لتسوية شاملة ورفضه للحلول الثنائيةالتي تكرس العمل العسكري،وطالب د.الشفيع خضر بحل قضية دارفور في الاطار القومي وهذا هو المبدأ.

اراء ونظرات في مشاركة الحاضرين لاوراق المؤتمر:

شارك في جلسات المؤتمر حوالي 50 مشارك من المقيمين باورباوخاصة من ألمانيا وهولندا وبريطانيا والنرويج واخرون من الخليج ومن الداخل لم تسطيع غالبية المدعوين من المشاركة لاسباب أمنية حالت دون حصولهم علي التأشيرة الالمانية، وكان من أبرز المشاركين من غير المتحدثين :د. إدريس أدم محمد علي :من أبناء دار فور وعضو المجلس الاستشاري لاتحاد الأغلبية المهمشة.الأستاذ أحمد سعد عمر الاتحادي الديمقراطي والتجمع الوطني الديمقراطي.ولدي سلاسي: القنصل العام لدولة إريتريا بفرانكفورت.د. شريف عبد الله حرير التحالف الفيدرالي وعضو المجلس الاستشاري لاتحاد الأغلبية المهمشة.د. علي الحاج محمد المؤتمر الشعبي وعضو المجلس الاستشاري لاتحاد الأغلبية المهمشة.د.جبريل محمد المدير السابق لشركة عزة للنقل الجوي ،د. حامد فضل الله ،د.محمد جميل ،الأستاذ دينق ياي ممثل الحركة الشعبية بلندن وعضو اتحاد الأغلبية المهمشة،د. خليل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة وأمين اتحاد الأغلبية المهمشة.الأستاذ نصر الدين حسين دفع الله عن أبناء كردفان و عضو الأمانة العامة لاتحاد الأغلبية المهمشة.





الكتاب الاسود

تم توزيع نسخ من الإصدارة الثانية للكتاب الاسود والمؤرخ في أغسطس 2003م الجزء الثاني والمعنون بإختلال تقسيم السلطة والثروة في السودان، وحجم الكتاب 113 صفحة من نوع A4 ،و يشتمل علي ثلاثة أبواب الاول:إختلال تقسيم السلطة ،الثاني إختلال تقسيم الثروة،الباب الثالث:إختلال موازنة التنمية والخدمات وخاتمة.ويتناول الكتاب بالارقام والاحصائيات فترة حكم الانقاذ. وساورد جزء يسير ما تضمنه الكتاب من غير تصرف أو تعليق.فقد طالبت في المؤتمر بضرورة إعادة النظر في الاجزاء الاول والثاني بالدقة العلمية والتحليل العلمي الاكاديمي وذلك في ورشة او سمنار متخصص يعقد لاحقا لهذا الغرض.

أحتوي الباب الاول علي إحصائيات تكوينات الجهاز التنفيذي مثل مجلس قيادة إنقلاب يونيو 89 ويشير الكتاب الي أن نسبة الاقليم الشمالي في المجلس 53% ،20% الاقليم الجنوبي،13% دارفور،7%الاوسط،7%كردفان،0%الخرطوم والشرقي.أما رئيس الجمهورية ونواب ومساعدوه 3%من الاقليم الشمالي،6% الجنوبي،2% الخرطوم.مستشارو رئيس الجمهورية50%من الاقليم الشمالي ،20% الخرطوم،15%كردفان،10%دارفور،5%الاوسط.مجلس الوزراء :رئاسة الجمهورية100%الاقليم الشمالي،الداخلية 100% رئاسة مجلس الوزراء 60%الاقليم الشمالي،20%دارفور،10%الجنوبي،10%الخرطوم.الدفاع 60%الشمالي،20%الخرطوم،20%دارفور،0%الشرقي و كردفان والاوسط و الجنوبي.ثم إستمرت الاحصائيات علي هذا المنوال في عدد الولاة و وزراء الدولة و المجلس الوطني،المحكمة الدستورية،رئاسة القضاء،الاجهزة الامنية والعسكرية والتي تضم جهاز الامن الوطني –الداخلي،جهاز الامن الوطني-الخارجي وجهاز المخابرات السوداني.الشرطة المدراء/الادارات،قبول الكلية الحربية ،كلية الشرطة.السلك الدبلوماسي:السفراء،القنصليات،شرطة السفارات.الخدمة المدنية:وكلاء الوزارات،لجنة الاختيار للخدمة العامة،مدراء الجامعات ،إدارات التعليم العالي، المنظمات الطوعية،إتحاد نقابات عمال السودان.

الباب الثاني :إختلال تقسيم الثروة:بنك السودان 100%من الاقليم الشمالي،المصارف 67%من الشمالي ،12% الاوسط، 7%الاوسط،5%الشرقي ،5% كردفان،2%دارفور.إحصائيات بعض الشركات الحكومية ومؤسسات إقتصادية هامة ،مشروع الجزيرة 100% من الاقليم الشمالي،ديوان الزكاة 100%من الاقليم الشمالي،كذلك بعض الشركات التي تتبع للاجهزة الامنية والشرطة 73%من الاقليم الشمالي ،11%الاوسط،7 % كردفان،7%الخرطوم.

الباب الثالث:إختلال موازنة التنمية والخدمات:التعليم ،الصحة،الطرق،المياه والكهرباء. وتبشر حركة العدل والمساواة والتي شاركت في إعداد الكتاب الاسود أنها بصدد إصدار الجزء الثالث عن الكفاءات والخبرات للاقاليم المهمشة التي عزلت من قسمة السلطة والثروة في السودان.



من الحوارات الساخنة في مؤتمر الاغلبيةالمهمشة بالمانيا:

هل جوهر الصراع في السودان هو اقاليم مهمشة ضد الاقليم الشمالي؟ وهل يمثل الاقليم الشمالي الحكومات الوطنية المتعاقبة منذ الاستعمار وحتي نظام الجبهة الاسلامية القومية؟

لماذا تسعي بعض القبائل بإثارة النعرة العرقية والعنصرية الان ؟

لماذا لم يكرم هتلر الزعيم النازي بتسمية شارع في زقاق باحدي اقاليم ألمانياباسم هتلر ؟الم يكن هتلر هوالقائد الوطني العظيم؟ هل لانه خان وطنه أم لانه كان عنصريا؟

هل يسعي بعض أبناء الزغاوة لبناء دولة الزغاوة الكبري؟

ابناء غرب السودان الذين شاركوا في الحكومات السابقة هل شاركوا لانهم ممثلين للاقاليم الغربية أم لاحزاب سياسيةأم تمثيل شخصي؟ وماذا قدموا لاقليم دارفور؟

ماذا قدم ابناء دارفور الحكوميين المتنفذين في الجبهة الاسلامية القومية لاقليم دارفور منذ أن كانوا في نظام الانقاذ وحتي خروج بعضهم للمعارضة؟وما هي أسباب الصراع الدائر داخل النظام بين بعض ابناء الفور والسلطة؟ولماذا؟ وهل كان بسسب القسمة الغير عادلة للسلطة والمال داخل النظام؟أم كان بسبب قضايا عادلة تهم دارفور و جميع أهل السودان؟

هل عمر البشير يمثل الجعليين في نظام الانقاذ وعلي عثمان يمثل الشايقية د.مصطفي عثمان يمثل الدناقلة؟أم أنهم يمثلون مصالح الجبهة الاسلامية ويمثلون تيار سياسي وفكري معين لا أساس له في مصالح أبناء الشمال؟ وبالتالي غير محسوبين علي الاقليم الشمالي؟

لماذا خرج بعض ابناء دارفور من نظام الانقاذ ويتباكوا الان علي قيم الحرية والعدل بعد أن ساهموا في الظلم والقهر لاهل السودان جميعا ؟ إعتراف بالاخطاء وتوبة نصوحة أم النكاية و(الوكادة) بالنظام؟

هل السياسة أصبحت أنا وأخوي علي أبن عمي وأنا و أبن عمي علي الغريب؟ لماذا يقف بعض أبناء الغرب من يحملون السلاح علي النظام وفي ذات الوقت يدافعون عن د.علي الحاج في مواجهة المعارضين علي النظام من أبناء الشمال؟ هل الجهوية والقبلية أكبر من الفكر والبرنامج السياسي ومشروع السودان الجديد؟

هل جعفر نميري وبهاء الدين محمد إدريس كانوا يمثلون الاقليم الشمالي وبالتالي ليس من حقنا مسألة و التحقيق حول فساد بعض أبناء دارفور المشاركين في نظام الانقاذ وفق قاعدة هذه بتلك؟!

الكتاب الاسود ،الجزء الثاني :

أبناء الاقليم الشمالي مسئولين عن أزمة السلطة والثروة في السودان.هل الكتاب الاسود يمثل مسارات حمراء في خارطة الوطن، هل هي أرقام جافة أم تحليل مجافي؟.

أهل الشمال جمال الشيل :حكومات تشتل الازمات ويحصد الشمال الشوك.الي متي يتحمل الشمال المسئولية لاخطاء حكومات السودان المختلفة؟ هل لا نه ظالم أم لانه مظلوم حليم وجمل شيل؟

علي الحاج :نطالب بالتمثيل النسبي في الانتخابات القادمة.لم إختلس أموال طريق غرب السودان القاري والبينة علي من إدعي.!!

الشفيع أحمد محمد يصرح:

لا أمثل الحكومة ،وأتيت من أجل أن نتفاوض معا أونحارب معا!

هل الشفيع هدهد النظام أم حمامة سلام؟

أحمد سعد عمر: الحلول الثنائية لا تحل قضية السودان ونطالب برؤية شاملة وعادلة لكافة القضايا دون إقصاء للاخرين.

بعد حوار جاد ونقاش مستفيض توصل الموتمرون للتوصيات آلاتية:

إن جذور الأزمة الحالية عميقة منذ فجر الاستقلال تشمل كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقد نتجت من عدم التوزيع العادل للسلطة والثروة.

إن سياسات الإقصاء التي تنتجها السلطة الحاكمة لا تحل قضية السودان وإن السلام العادل والإستقرار لن يأتي إلا بحل سياسي شامل يرتكز علي مبداْ الحوار ورفع الظلم واحترام رأي الآخر.

بروتوكول مشاكوس يعتبر كخطوة في اتجاه السلام. مع ضرورة إشراك كافة القوي السياسية ومؤسسات المجتمع المدني في المباحثات الجارية لضمان حل عادل وشامل و دائم لمشكلة السودان.

إن المشكل في المناطق المهمشة هي جزء و امتداد لمشكلة السودان المزمنة. و بأن الصراع الذي يدور حاليا في غرب السودان وشرق السودان هو صراع سياسي.وإطار حل هذا الصراع والصراعات الأخرى هوالحل السياسي الشامل.

يناشد الموتمرون أطراف الصراع بتسهيل إيصال المعونات الإنسانية لمتضرري الصراع المسلح في غرب وشرق السودان بصفة عاجلة.

يتمسك الموتمرون بوحدة السودان الطواعية ويستشعرون بخطر تقسيمه لذلك يدعون إلى قسمة عادلة للسلطة و الثروة لكافة أقاليم السودان.

يناشد الموتمرون السلطة الحاكمة إظهار الجدية وحسن النوايا بإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين وذلك لتهيئة المناخ لقيام إجماع وطني شامل.

خاتمة:

السودان المتعدد الثقافات والاديان مازالت حركته الوطنية متمسكة بالديمقراطية التعددية. السودان يعاني من ازمة مزمنة تمتد جذورها الى فجر الاستقلال، ازمة تفاقمت وتعقدت بالممارسات والمعالجات القاصرة والخاطئة على ايدي الحكومات المدنية والعسكرية التي تعاقبت على الحكم طيلة السنوات الماضية.والتي تمثلت في ضرب الديمقراطية سواء عن طريق الانقلاب العسكري او النظام الديمقراطي غير المستقر، الحرب الاهلية الاستعلاء الديني والعرقي، التنمية غيرالمتوازنة والفاشلة في معظم مشاريعها، نقض العهود والمواثيق وفرض الوحدة بالقوة .ومنذ انقلاب الانقاذ على النظام الديمقراطي الشرعي في يونيو 1989 بلغ التأزم اقصى مداه حيث ساد التسلط باسم الدين، وفرض توجه ايديولوجي احادي الجانب في واقع متعدد ومتنوع، واتسعت وتعمقت رقعة الحرب الاهلية وانتهاكات حقوق الانسان في كل انحاء البلاد، كما استشرى الفساد وممارسة النهب المنظم للمال العام وثروات الوطن، وارتبط اسم السودان بتفريخ الارهاب ورعايته وتصديره للخارج.. الخ، وكانت النتيجة ان احكمت على البلاد ازمة خانقة تهدد وحدة الوطن وبقائه. هذا التأزم والاستقطاب كلف البلاد كثيرا من دماء ودموع وتلف للأنفس والاموال، ولكنه في الوقت نفسه دفع الحركة السياسية في البلاد لوقفة مع النفس وممارسة نقد ذاتي حقيقي كمدخل للبحث عن اسس للحل السياسي الشامل تحقق السلام العادل وتزيل اسباب الحرب وتؤسس لشرعية ديمقراطية تقوم على العدالة الاجتماعية والجهوية والتوازن الديني والثقافي والتنموي وتحافظ على وحدة البلاد، وهكذا توافقت القوى السياسية والنقابية، سواء اكانت من شمال او جنوب او شرق او غرب السودان. على رؤية شاملة لاعادة صياغة الدولة السودانية وتعزيز وحدتها وفق مشروع ينهي دولة الحزب الواحد ويؤسس الدولة المدنية الديمقراطية على اساس المواطنة والوطن، ويمنع استغلال الدين في السياسة، ويرد المظالم وحقوق الشعب، وينهي الى الابد ثقافة العنف والتطرف والارهاب التي وجدت طريقها لمناهج التعليم وبرامج الاعلام، وهذه الرؤية تتطابق في جوهرها مع المباديء والقيم المجمع عليها في المواثيق والعهود الدولية والاقليمية المعنية بحقوق الانسان وفق المفهوم الشامل لهذه الحقوق.

اتفاق ماشاكوس الاطاريء بالرغم من اعترافه بالازمة وبواقع التعدد والتنوع في السودان عرقيا ودينيا وثقافيا. الا أنه صاحبته سلبيات عديدة اهمها: اقتصار التفاوض على طرفين فقط هما الحركة الشعبية والحكومة رغم ان الازمة السودانية، في خلفياتها التاريخية وتجلياتها السياسية والاجتماعية، ازمة عامة وشاملة، وبالتالي فإن التفاوض الثنائي او الجزئي لن يقود لحل مستدام لها، وطالما ان التفاوض تصدى لمعالجة قضايا مصيرية ووطنية عامة تهم كل شعب السودان، وليس الطرفين المتحاربين وحدهما، كان من الطبيعي.

فلابد من مشاركة الاطراف الاخرى في التفاوض وفي عملية ارساء اسس السلام والتحول الديمقراطي، ثم ان حصر التفاوض في الطرفين يعني انه اذا تعذر الاتفاق بينهما فسوف ترجع البلاد الى المربع الاول، مربع المواجهة والاستقطاب او انها في ظل الظروف الدولية المعروفة سيفرض عليها حل دولي ربما غابت عنه بعض المصالح الوطنية الحيوية، ومن ناحية اخرى فإن الاتفاق الاطارى لم يخاطب قضايا محورية هامة ومفصلية في الازمة السودانية كقضية التحول الديمقراطي بل لجأ لتقسيم البلاد الى كيانين على اسس ديني، وهذا مهدد كبير لوحدة الوطن. لذا لابد من خلق اجماع وطني يعبد الطريق نحو السلام والديمقراطية والتنمية والحفاظ على وطننا موحدا مستقرا.

محمد الزين المحامي، أوسلو

[email protected]

5 سبتمبر 2003م