تحبّك مقـــــــــــــــــــرة

--------------------------------------------------------------------------------
أمي يبدو أنها تعرف مقرة معرفة تامة ، ويبدو أن مقرة هذه كانت امرأة جميلة ، فرعاء ، غراء ، مصقول عوارضها ،، وإلا لما تمنتها لي ولإخواني من بعدي ،، فهي كانت كانت دائما تقول للواحد منّا :
أجي يا يابا ، تحبك مقرة ،،
وهذه إجابة أمي على كل الأمور التي ترد فيها كلمة ( حب) ،، فإذا قلت أن فلانا يحب زوجته ، أو قلت أنك لا تحب الأكلة الفلانية ، أو إذا سألتها يا أمي إنتي بتحبي أبوي ، فهي سترد فورا وبدون مقدمات وبدون تغيير أو تطوير :
أجي يا يابا تحبك مقرة ،،
وأكاد أقول آمين ، لأني أعرف أن أمي لا تدعو لي إلا بالخير ، ولا تتمنى لي إلا كل جميل ،، وفي فترة مراهقتي كنت أتمنى أن ألتقي بمقرة في أحلامي ، أو أقابلها في الشارع أو أراها وهي تمشي فوق ظهر الترعة لتملأ جردلها بالماء العكر ، أو أجدها تجني القطن في حواشتنا مع فتيات القرية ،، لكني يوما لم أصادفها ،، ثم تغيب مقرة عن ذاكرتي إلى أن أعود فأحدث أمي عن الحب مرة أخرى ، فأسمع منها اسم مقرة من جديد،، وغالبا ما تتبعه أمي بضحكة ،،
وفي تاريخ زواجي ويوم العزومة ضبطتني أمي غارقا في سرحة طويلة ، فسألتني :
أجي ، مالك يا يابا ؟؟
قلت لها أنني أفكر بزوجتي ، لأنني أشتاق إليها وأحبها ،،
فقالت أمي فورا :
أجي يا يابا ، تحبك مقرة ..
فاستغربت كيف تدعو عليّ أمي بهذا الدعاء وهي تعرف أنني غاب قوسين أو أدنى من الدخول بحبيبتي التي تنتظرني وأنتظرها ،، فتساءلت هل أمي ليست موافقة على زواجي ، ، لكنها بدت فرحة ومبسوطة وسعيدة بهذا الزواج ، وأعجبها اختياري ،،
ثم تزوجت وأنجبت وذهبت في إجازة ، وكنا نجلس ذات يوم أنا وأمي وأخوتي وزوجتي وطفلتي ،، وكان يتوسطنا كانون القهوة ، لكني لم أكن أشارك الباقين شرب هذه القهوة لأنني كنت قد هجرت شرب القهوة منذ أن هجرت شرب ال......... ،، لكن أمي أصرت عليّ أن أشاركهم بفنجان واحد ، ولما استجبت لها ، سألتني :
يا ولدي كنت بتريد القهوة دي ، هسي بقيت ما بتريدا ، مالك ؟
قلت لها والله يا حاجة ما بحبها ،،
فقالت على الفور :
أجي يايابا ، تحبك مقرة ،،
فاستغربت قولها هذه المرة ولاحظت أن زوجتي قد تقطب جبينها بالرغم من أنها كانت تحاول التماسك ،، وتساءلت كيف تدعو لي أمي بحب امرأة أخرى وزوجتي جالسة بين الجالسين ،،
وتدخلت أختي الصغرى وهي لم تتزوج بعد ، ولم تشهدني أشرب القهوة أبدا لأنني هجرت القهوة حين كانت أختي هذه صغيرة لا تعي شرب القهوة ولا شرب ال ......... ،، فقالت أختي :
يمة محمد أخوي ده من زمان ما بحب القهوة ،،
فردت أمي :
اسكتي يا شافعة ، تحبك مقرة .
فضحكنا جميعا حين اكتشفنا في لحظة واحدة أن أمي لديها حساسية عالية تجاه كلمة ( الحب ) وأنها تفضل كلمة ( ريدة ) وتعتبر الحب قلة أدب ، أما الريدة فهي بريئة ..

قريبي ود قاسم

تعرف زكرتني بي ايام الطفوله والشقاوه وجلسة العصر عند شراب القهوه والوالد طبعا جالس والوالده ربنا يديهم العافيه تحكي ليه عن كل منا وماذا فعل في النهار والذي ينادو عليه الله قال بي يومو

abas
عساك طيب
ضل الضحى ، وقعدة العصرية ، والجبنة ، ووليدات التيوة ، وشباب الكورة ، ورجعة البهائم من المرعى ،، وأصوات تختلط ، وروائح شتى تكون في مجموعها عبقا لا ينسى ،، تلك هي البيئة التي عشنا فيها وألفناها ، وهي البيئة التي ما زالت تمنحنا تكويننا الذي نسعى به بين الناس ، محبة وإلفة

هذه البيئة أحبها ، وأحبها ، وأحبها ،، وأتجاوز كل الحدود في حبها، حتي تقول لي أمي : تحبك مقرة .

.
.

[qb]
أخي ود قاسم

والله هي مش بس حبتك مقرة لكن كمان القُر الينفخك
وليكون القارئ من الجيل الجديد في الصورة لمعنى هذه
الكلمه اسمح لي بأن اضيف وأقول الأتي:-
يقول الدكتور عون الشريف في كتابه قاموس اللهجة
العامية في السودان قِرّ معناها سُمَن
وهناك ايضا قَرَّة وهي نوع من السمك
واستشهد بقول الحاردلو
نهدا دَقْ تبل ماهو المد
وشوش قِرُّ قرَّة شمال

تبل: اسم الصائغ
فالله اعلم يا حبتك واحده سمينه
ولا السمكه الفي عمق النيل


لكن أنا بحبك في الله
[/qb]

قريبى ودقاسم
طرينا جلسات العصارى تمبس نزل الاغنية

المقر من مقرة وهى زهرة اللوزة الجميلة الصفراء التى كنا نقدمها لغريماتنا لما يردن الترعة والواحدة منهن بتكون شايلة الورادة وهى الصفيحة
لكن ابن عمى الراعى كان بكره البنات البردن بقول ديل مش بنات عز
ودائما تلقاه بغنى
من قومة الجهل ما شالة الورادة

اما القرة من كلام الوجيه ود الشيخ اظنها البرد او السقط بقول ليك دا نافخاه سقطةومن كلام الحاردلو
الشم خوخت وبردن ليالى الحرة
والبراق برق من منو جاب الغرة
ولك ودى

أبوقوتة القريب الحبيب
شكرا لهذا الشرح الوافي ، لكن مسألة أن الولد يقال له تحبك مقرة ، والبنت يقال لها تحبك مقرة ، تكشف لنا أن مقرة هذه ليست بالضرورة أنثى إنما هي أمر فيه تورية ،،

ود الشيخ
جيل جديد مين ، هو في أجدد منّك ومنّي ؟
تعرف حسب معلوماتي ، وما عارف ليه عون الشريف قاسم ما أخد معلوماتي دي في الحسبان ، القر هو البرد ألذي تتبعه زيفة ، فهو ينفخ من يلاقيه ،،
والسمكة في قاع النيل يمكن أن تكون مقصودة ، با عتبار كثير من الأساطير تتحدث عن حواري البحار والأنهار ، ويرسمها الرسامون في وهي تحمل وجه امرأة جميلة لكن جسمها وذيلها يقولان أنها من فصيلة الحيتان ،لكني لم أرى رساما رسم لنا ذكر هذه الحواري ، وبالتالي فأنا لا أعلم كيف تتكاثر حواري البحر ،
لك من الحب كثيفه ،، وامنحنا نفحات من الشعر ، فنحن في حاجة ماسة إليه ..

ود قاسم أزيك
المثل قول تحبك مقرة يقصد بها البقرة الحلوب
والمعنى أن تقبل الدنيا عليك وتحبك بخيراتها
ودعوة الوالد الحنينة اختصرات كل المعاني
والدعوة من الحبوبات
والمقرة هنا يقصد بها البقرة كبيرة الضرع
والله أعلم