الحردلو: هو كل ذلك وأكثر // محمد المكي إبراهيم ........

الإثنين, 11 حزيران/يونيو 2012 20:17

الحردلو: هو كل ذلك وأكثر .. بقلم: محمد المكي إبراهيم

هو صديقي وزميلي وأخي الأصغر والأكبر..وهو مؤرخ حياتي الذي يعيد أصولي إلى جزيرة ناوا..وهو أيضا أستاذي وتلميذي..شريكي في محمد وردي ومحمد ميرغني وأبو عركي البخيت وكمال الجزولي والياس فتح الرحمن ..

ذكرياتنا تبدأ من قاهرة المعز وقت كان طالبا في جامعتها وفي سفرنا الأول إلى أوروبا توقفنا هناك لنزوره ]دون سابق معرفة) ومن بعد ذلك تمددت ذكرياتنا إلى باريس حيث جاء بعدنا إلى السوربون فلم يطب له المقام وكنا الأكثر تفهما لموقفه بحكم ما عشناه.ثم إلى اليمن حيث أحبه مبدعون كبار ولم يبخل علي رفاقه من أدباء السودان فقدمنا إليهم أحسن تقديم

هو الشاعر والقاص والسفير..هو القائل بلدي ياحبوب وهو أيضا صاحب القولة الرائجة:ملعون أبوكي بلد..يكتب بالعربية الفصيحة وأيضا بالدارجة السودانية..سار على نهج نزار قباني في مطالع شبابه وتركه إلى شعر أكثر حداثة وعمقا..بدأ حياته الفنية عروبيا ناصريا وختمها سودانيا قحا بسروال ومركوب ويقيني أنه صار واحدا من أقرب الناس إلى تيار الغابة والصحراء سيء الحظ الذي أصابه انفصال الجنوب برصاصة الرحمة.

هو كل ذلك وأكثر من ذلك فقد ظل على الدوام قريبا إلى القلب بعيدا عن الادعاء لا يحدث عن نفسه ولا يتباهى بها وبسبب من ذلك يعطي انطباعا بالبراءة والبساطة والفضول المحبب..هو أبو السيد والحردلو وهو ايضا سيد بن احمد بن حر ابن دللو كما ورد في إحدى مداعباتي لشخصه الحبيب.

حين كتب نزار القباني هوامشه على دفتر النكسة تصدى له الحردلو بقصيدته الداوية(هوامش على دفاترهم) وكان أيامها ناصريا لا تأخذه لومة لائم.

وحين سأله احدهم ما يكون السودان رد عليه بقصيدته الأشهر :"نحنا" والتي جاء فيها إن اجداده ترهاقا وبعانخي ووالده المهدي عليه السلام

وهو الذي كتب تحت اسم وهمي قصيدة (من قتل الإمام ) وفيها تعريض كثير وانتقاد للمخلوع نميري حين لبس في أخريات أيامه جلد الإمام أمير المؤمنين.وتعتبر تلك القصيدة عملا كفاحيا أسس للثورة التي عصفت بذلك النظام..وصبيحة الثورة في رجب/ابريل وقف ذلك الشامخ أمام رفاقه الثوار في الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم ليعترف بأبوته للقصيدة ويلهب بها أكف الحاضرين .

وفي بيت من أروع ما كتب السودانيون نظر الى خريطة السودان القديمة الجميلة فرأى أنها شبيهة بجناح فراشة تهم بالتحليق ولا شك ان إحساسه الرقيق لم يقبل بتشويه جناح الفراشة واختار الرحيل على العيش في جناح فراشة مقصوص.

وكان مقدرا لأبو السيد أن يكون روائيا كبيرا لولا ذلك الاستقبال البشع الذي قوبلت به مجموعته القصصية الأولى(ملعون أبوكي بلد) من قبل المتنطعين ضيقي الأفق الذين ظنوا أن للبلد أبا لا تجوز عليه اللعنة فانحصرت كل اعتراضاتهم في العنوان دون المحتوى.والآن وقد مرت السنون فقد أصبح نفس القوم يلعنون –جهارا نهارا- سنسفيل أجداد البلد.ولقد سمعت مالك عقار (أبو أنس الكلس في رأي أحبابه)يبدأ إحدى تصريحاته لبي بي سي بتلك العبارة وكررها ثلاثا:ملعون ابوكي بلد

وظني أنه كتب الكثير عن الكارثة التي دمرت وجداناتنا بانفصال الجنوب وتحوله إلى دولة أجنبية معادية وهي الكارثة التي زعزعت يقيننا وحولتنا من دولة بحجم قارة إلى دولة بحجم فارة.أما الآن فقد استحال اللقاء..واستحال علينا أن نسمع صوته الجميل يلقي علينا روائع الأشعار..فقد حمل جراحاته وحلق بعيدا بعيدا هذه المرة ملتحقا بالسماء والكواكب والنجوم ليحتل مكانته السامقة كواحد من رموز الثقافة والفن في بلد قليلة الحظ من الكواكب والنجوم.

السلام عليك يا أبو السيد في علياء مقامك بين رفاقك الميامين من أبطال الفن والحرية وإنا على دربك لسائرون فلا نامت أعين الجبناء.

Ibrahim ELMEKKI [[email protected]]

أديب يرثى أديب


منصور

Quote: أديب يرثى أديب

وأديب أريب كذلك يحتفي برثاء أديب
لصديقه وأستاذه الأديب الراحل.

شكراً لك أخي منصور مفتاح ، وفتح الله عليك كل أبواب
الخير والسعادة وزادك بسطة في العلم والأدب ،
وأنت ترفدنا بمثل هذه الدرر ، ورحم الله شاعرنا
الفذ الحردلو ، وأمد الله في عمر شاعرنا النحرير ود المكي.

سلامي و مودتي لك أخي منصور ،


( ليمو )

الف رحمة ونور عليك يا استاذ الحردلو ....
كان رجل ثابت فى الزمن المتغير ...

أخي العزيز / منصور
تحياتي ،

ولأن الحديث ذو شجون ..فهاهنا شاعرنا الراحل الحردلو يرثي صديقه الراحل
الأستاذ الصادق الشامي وذلك قبل عام تقريباً .. وهاهو اليوم يرحل ، عليه شآبيب الرحمة ،
ويلحق بمن ورثاه قبل عام ، وهاهو صديقه ود المكي (أمد الله في عمره) كذلك يرثيه؟!
فتأمل يا رعاك الله .. وهكذا هي الحياة .. وتلك هي سنة الله في خلقه ،
وإنا لله وإنا إليه راجعون .


وهـكــذا أفَـلَ قــمــُر الشـامـاب!!


«ليتني ألقى رحيلاً مثل رحيله»!!

سيد احمد الحاردلو: الطبيب الإنجليزي

٭ كان الراحل المقيم الصادق الشامي «عليه رضوان الله» وصديقنا الأستاذ كمال الجزولي «حفظه الله»
ممثلين للاتهام في قضية محاكمة رموز مايو، بينما كان المرحوم عبد العزيز شدو «عليه رضوان الله »
وصديقنا الأستاذ عبد الباسط سبدرات «حفظه الله» ممثلين للدفاع، في تلك المحكمة الشهيرة التي
التأمت بعد انتفاضة السادس من أبريل عام 1985م، وكنت قد عدت ادراجي الى عملي بالسفارة في تونس
بعد مشاركتي في الانتفاضة، ثم أمسية شعرية وغنائية شهيرة في الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم،
شاركني فيها الشاعر الكبير المرحوم صلاح أحمد ابراهيم «عليه رضوان الله» والفنان الكبير
محمد وردي «رعاهـ الله» .. لكن تلك قصة أخرى!!

٭ تواترت الأنباء عليَّ من الخرطوم تفيد بأن مولانا الشامي قد أصيب بنكسة صحية وأنه أدخل مشفى
الخرطوم ثم هو الآن في طريقه الى لندن في معية شقيقه الدكتور أحمد الشامي، فاتصلت على الفور
بالزملاء في سفارتنا بلندن ألتمس أخبارهـ ورقم هاتفه، واتصلت بهما في مكان اقامتها، وجاءني صوت
الدكتور أحمد واثقاً ومطمئناً، ثم جاءني صوت الصادق بذات الثقة والطمأنينة، وعلمت أنها «ذبحة» عدت بسلام.
وظللت هكذا أتواصل معهما كل مساء، وحين قررا العودة للخرطوم عرضت عليهما زيارتي بتونس الخضراء في
طريقهما للخرطوم، وكان الصادق يعرفها ويستريح لها، فقد زارني قبل ذلك مرتين، الأولى في صحبة السيدة
الفضلى حرمه، والثانية والأخيرة كانت في أكتوبر 1984م، حين انعقد مؤتمر المحامين العرب في سوسة،
ذلك المنتجع السياحي الجميل، لكنهما اعتذرا بأنه لا بد من العودة للخرطوم حالاً لمواصلة ما انقطع من مسار المحكمة.

- 2 -

٭ ظل الشامي يزور لندن منذ ذلك كل عام لمراجعة طبيب «ثمانينيٌ» من أكبر الاختصاصيين في القلب،
ونشأت بينهما صداقة حميمة. ويغادر الخرطوم دائماً في نفس التاريخ والموعد، دائماً فجر الخامس من أغسطس،
ودائماً يتوقف في القاهرة ليومين، يزور مكتباتها ليقتني الجديد في السياسة والأدب، ثم يشحنها للخرطوم
قبيل أن يواصل رحلته الى لندن. كان عاشقاً للقراءة خاصة في القانون والسياسة والأدب، وأعتقد أن مكتبته
في المكتب والبيت تحوي أكثر من أربعين ألف كتاب.

٭ كانت السيدة الفضلي حرمه ترافقه في السنوات الأولى في رحلته الحولية الى لندن، ثم انضم اليهما ابنه
الوحيد المحامي خالد، ثم صار يصحبه في هذه الرحلة صديقاه الحميمان المحاميان سيد عيسى الذي يعمل في
مسقط والطيب العباسي في الخرطوم، وكان دائماً يسبقهما الى لندن، وكان قبل سنوات قد استبدل يوليو بأغسطس
موعداً لسفره لاقتراب شهر رمضان الذي يحتفي خلاله بموقعة بدر الكبرى في السابع عشر منه. ومن عجب أنه طلب
من صديقيه أن يسبقاه هذا العام الى لندن، ولم يكن حريصاً للسفر هذا العام، ولأول مرة تأخرت «الفيزا»
ووصلت ظهر الاثنين، لكن ابنه خالد استطاع أن يكمل اجراءات التذاكر والحجز في بضع ساعات، وهكذا غادر
فجر الثلاثاء الخامس من يوليو، ولأول مرة دون زيارة للقاهرة ومكتباتها، فوصل لندن ظهراً وانضم الى صديقيه
في ذات الشقة التي يسكن فيها كل عام.

- 3 -

٭ كنت أنوي الكتابة بعد انتهاء مراسم الدفن مباشرة، خاصة أن وصول جثمان الفقيد العزيز قد تأخر كثيراً،
فوصل فجر الجمعة التالية لجمعة الرحيل، وفي فجرها الذي تزامن مع لحظة رحيله الفاجع في لندن، غير أن
الصديق العزيز مولانا الطيب العباسي طلب مني تأجيل الكتابة حتى أسمع منه ومن الصديق العزيز سيد عيسى
تفاصيل اليومين الاخيرين، خاصة أن هنالك أشياء «تكاد تشبه الكرامات» حدثت من «أبي الروحي» كما قال
ويسميه العباسي. وطال انتظاري لهما بسبب مشاغل سيد عيسى الذي كان يتسوق بعض «الرمضانيات» ليأخذها
الى مسقط. فطلبت من العباسي أن يترك سيد لمشاغله المقدرة. واعتذرت للصديق سيد الذي اتصل معتذراً.

- 4 -

٭ قام ثلاثتهم بزيارة صديقهم أحمد عثمان في مكتبه نهار الأربعاء، الذي دعاهم لتناول الافطار صباح
الجمعة التالية، وعادوا لشقتهم بعد أن تناولوا الغداء في أحد المطاعم. سألهم المرحوم الشامي عن
موعد حجزهم للعودة لمسقط والخرطوم، وكان حجز سيد يوم 20 يوليو والعباسي يوم 26، بينما هو يوم 27 يوليو،
فأصر عليهما بضرورة أن يلغيا حجزهم ليغادر ثلاثتهم في السابع والعشرين، وحين علم أنه ستكون هنالك غرامات
عليهما أصرَّ على دفع نصف تلك الغرامات «لاحظ أنه أصر على أن يسبقاه الى لندن ــ لأول مرة ثم أن يغادروا
في نفس اليوم ليكون هو في رفقة العباسي».

٭ زارهم مساء الخميس الجراح الشهير أحمد عباس أبو الشام، واشتكى له المرحوم الشامي عن «عدم توازن يشعر به
أثناء السير» بسبب رقبته التي سبق أن أجريت لها عملية باشراف أبو الشام في لندن، وكان أبو الشام في طريقه
لحضور مؤتمر في باريس، وحين وعده بإجراء فحوصات على الرقبة بعد عودته من باريس وأنه قد يحتاج لعملية أخرى،
كان رد الصادق هكذا «أنا بلغت السبعين وحأعيش لحد متين !! ما في لزوم لعملية تانية !! »

٭ ولما شارفت الساعة الحادية عشرة ليلاً استأذن الشامي بأن موعد «الراتب ثم تلاوة القرآن حتى ساعات الفجر»
قد أزف، مضيفاً «أنني أفعل ذلك كل ليلة خميس» وذهب لغرفته ووارب الباب خلفه.

٭ قضى الجراح أبو الشام الليلة في شقتهم وغادر الى باريس في التاسعة صباح الجمعة.

٭ كانت الساعة تقترب من موعد إفطارهم عند الأستاذ أحمد عثمان، فنقر سيد عيسى علي باب الصادق، وحين
لم يتلق رداً، هرع إليه العباسي ودفعا الباب وهما يناديان «الصادق .. الصادق .. الصادق» وكان راقداً
على سريره واضعاً يده على خده كمن يستغرق في نوم عميق. يقول العباسي «وضعت يدي على يده فإذا بيده
باردة كالثلج»، فجلسا على الأرض ينتحبان ولا يصدقان أن «الأب الروحي قد رحل الى رحاب الله» .

٭ ثم هرعا للهاتف يطلبان الاسعاف الذي وصل حالاً وقام الطبيب بالكشف عليه وكتب «إنه رحل بهدوء
وسلام أثناء النوم» ثم أضاف «ليتني ألقى رحيلاً مثل رحيله».

٭ ثم ذهب الصديقان التجاني الكارب والطيب العباسي الى المشفى ليلقيا النظرة الأخيرة على الجثمان،
فقام مسؤول بالمشفي بفتح الصندوق من الجزء المواجه للوجه، فاذا بهما «أمام وجه مشرق ووضئ تعلوه
ابتسامة راضية مرضية، فانحنيا يطبعان قبلة الوداع الأخير على جبهته».

٭ وأقول نيابة عن أسرته شكراً للأجلاء سيد عيسى والطيب العباسي والجراح أحمد عباس أبو الشام
والتيجاني الكارب وعمر عبد العاطي والسفير فاروق عبد الرحمن وسفير السودان بلندن وأركان سفارته
خاصة عثمان سفارة، بل جميع اولئك الأجلاء والجليلات في لندن.

- 5 -

٭ أشهد أمام الله والناس والوطن «أنه كان عفيف القلب واليد واللسان، وكان محسناً ورحيماً بالأيتام،
لا تعرف يسراه ـ ما قدمت يمناه ـ » فسجاياه ـ كانت الحسن والإحسان والحسنى» وكفى.

٭ وأشهد أنه كان من أقرب الناس إلى قلبي وعقلي فكرياً، فأنا مثلاً وبعد الجامعة أصبحت أؤمن
بالوطنية السودانية وصرت مواطناً قومياً، وصار هو كذلك قومياً سودانياً، الى جانب اهتمام مشترك
بيننا بما يجري عربياً وإفريقياً وإنسانياً. واعتقل وسجن كل منا ثلاث مرات في عهود مختلفة، وإن كان
هو قد عانى الأهوال من سجانيه، وبسماحته المعهودة عفا عنهم وحاول أن يجد لهم المعاذير!!

٭ بل كان مدافعاً جسوراً عن حقوق الإنسان من خلال المنظمة السودانية والمرصد الإنساني ونقابة المحامين.

٭ أما ما طفح من كيل كذوب ــ بعد رحيله الفاجع فهو «عمل غير صالح» لا يطفح إلا من «عمل غير صالح» وكفى!!

٭ ومن عجب أن يوم 17 رمضان القادم وهو يوم احتفاله السنوي بذكرى موقعة بدر الكبرى.. يتوافق مع أربعينية
رحيله، وأتمنى من أولئك العشرات «ربما المئات» الذين كان يدعوهم الى داره العامرة لمشاركته ذلك الاحتفال
العظيم، أن يتداعوا لإقامة ليلة تأبين تليق بمكانة الرجل الكبير.

٭ اللهم .. يا ذا الجلال والإكرام ــ ها هو عبدك التقي الورع.. في رحابك راضياً .. مرضياً ــ فاجعل الفردوس
الأعلى مقامه مع الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء .. آمين يا رحمن يا رحيم.

٭ أركويـت 5 رمضان 1432هـ الموافق 5 أغسطس 2011م

============

تنويه :

(*) الطيب العباسي الذي يعنيه راحلنا المقيم الحردلو هنا هو مولانا
الطيب عباس الجيلي ، قاضي المحكمة العليا ونائب النائب العام سابقا ،
وعضو المحكمة الدستورية حالياً .. أمد الله في عمره ، وغفر لصديقه قمر الشاماب .

معذرة : المعني فعلاً هو الطيب العباسي وليس الطيب عباس الجيلي ،
كما صححني بذلك أخي العزيز منصور المفتاح ، وأعتذر لهذا
الخلط الذي بدر مني ودفعني للاعتقاد أن المعني هو مولانا
الطيب عباس الجيلي وليس الطيب العباسي . ارجو المعذرة ،
وشكراً مرةً أخرى أخي الفاضل / منصور المفتاح .


مودتي ،


( ليمو )

تحياتي وسلامي أ. المنصور...

كلام شاعر الأمة أصدق ما كُتب عن فقيدنا الكبير الحردلو؛ ألف رحمة تتنزل عليه، سيما وأنه على لسان شاعر أديب وزميل في العمل الدبلوماسي.

رحم الله الشاعر الحردلو وأطال الله عمر شاعرنا الأستاذ محمد المكي إبراهيم وشكرا على جلب المقال..

شكرآ أبوالمفتاح المنصور لنقلك هذا الرثاء الفخيم من سفيرنا(ودالمكي) هكذا كنت أسمع أصدقائه ومعارفه يطلقون عليه الإسم.. وأذكر يومآ أن عرج علينا بمنزلنا صديق أسرتنا الكردفاني الأصيل محمد عثمان الحلاج وبعد قضاءه يومآ ممتعآ معنا قرر فجأة أن يغادرنا.. وحينما سألناه إين يقصد أجابنا بأنه بدء يومه في دار نجيلة ويريد أن ينهيه بدار ود المكي حتى ينال الحسنيين .. فضحكنا ولكنني إستجليته بشقاوة عمن يقصد بودالمكي .. فأجابني الحلاج وهو يمسك بطرف شاربه المميز والكثيف وهو يعلو بنبرات صوته( أفو في زول مابعرف ودالمكي ..!! حرم إلا تعرفو براك) وعرفت بعدها أنه يقصد شاعرنا السفير محمد المكي إبراهيم.
لشدما آلمني في هذا الرثاء أن أشار إلى حدثين .. الأول الكلمات الراثية للراحل المقيم والشاعر السفير سيد أحمد الحاردلو والثانية إشارته لوأد مدرسة الغابة والصحراء بعد إنفصال الجنوب .. وإشارة (ودالمكي) هنا تنبأ
عن خفوض خطاب الوعي القومي وتكامله والتي كانت مدرسة الغابة والصحراء إحدى مرجعيات هذا الخطاب ,, كما لاحظت كم اليأس الذي لف عبارته بما يشبه الألم وكأنه كان خطاب فكري وحيد الجانب لم يعقبه تواتر جيلي.
شكرآ للزميل منصور المفتاح لإستحضاره هذا الرثاء العميق لباحة المنبر.

طيب الله ثراك يا حردلو طيب القلب والقول والمعشر..
ولله درك ياود المكي تعبر بقلمك الطلي بما نعجز عنه..
ومن غيرك يامفتاح يطالعنا بالجمال من غياهب الأحزان!!

أطال الله أعماركم جميعاً تحتفون بالمبدعين من اصدقائكم
بدرر الحديث.

(*) الطيب العباسي الذي يعنيه راحلنا المقيم الحردلو هنا هو مولانا
الطيب عباس الجيلي ، قاضي المحكمة العليا ونائب النائب العام سابقا ،
وعضو المحكمة الدستورية حالياً .. أمد الله في عمره ، وغفر لصديقه قمر الشاماب .



العزيز جدا أخى وصديقى ليمو سلام من الله عليك ورحمته وبركاته
نعم بكى ود المكى سيد أحمد الحاردلو بكاء العارف اللصيق فقد
كانت الحدود الدنيا الجامعه لهما كثيرة ومتعدده وكانت مهنتيهما
واحدة مشهود لأغلب أفرادها ملكات الأدب والإبداع منذ خليفه العبيد
وجمال محمد أحمد وصلاح أحمد إبراهيم وعمر عبدالماجد وود المكى
والحاردلو ذات نفسه والذين جاءوا من بعدهم وكما قال شاعرنا
مفصحا عن علائقه الشائكه به ذلكم الحاردلو والذى يقول فيه
أويشمله مع عباقرة الغابة والصحراء الأماجد بشعره الناطق
الرامز للوطن الذى تملكه حبا وشغف وإن رثاه أستاذنا فذلك
واجب لعارف بفعله نسأل الله الرحمه لشاعرنا الحاردلو والصحه
والحفظ لشاعرنا ود المكى ولك أنت يا أبو الليم صادق الود
والتحايا.



لاحظت خطأ فى ذلك التنبيه وأحسب أن الطيب العباس صديق
المرحوم الشامى الذى يرافقه دوما إلى لندن هو أخى وصديقى
وقريبى الطيب أحمد العباس محمد العباس وليس الطيب عباس
الجيلى القاضى والطيب العباس من أبناء السروراب ومقيم
بالرياض الخرطوم ومتزوج من آل أبوجديرى العمراب
أتمنى أن يتم تصحيح تلك المعلومه ولك الشكر.



منصور

المنصور يا المنصور

ما عارف لو ختيناك نلتقى بهكذا وفاء لأحد مبدعينا الكبار
سيرة ومسيرة وأدب .. كيف ؟

رحم الله الحردلو ..

يا ريتك لو كنتا قريب معانا بجاي يا منصور ..

أخي العزيز / منصور
تحياتي وتقديري ،

Quote: (*) الطيب العباسي الذي يعنيه راحلنا المقيم الحردلو هنا هو مولانا الطيب عباس الجيلي ، قاضي المحكمة العليا ونائب النائب العام سابقا ، وعضو المحكمة الدستورية حالياً .. أمد الله في عمره ، وغفر لصديقه قمر الشاماب .

Quote: لاحظت خطأ فى ذلك التنبيه وأحسب أن الطيب العباس صديق المرحوم الشامى الذى يرافقه دوما إلى لندن هو أخى وصديقى وقريبى الطيب أحمد العباس محمد العباس وليس الطيب عباس الجيلى القاضى والطيب العباس من أبناء السروراب ومقيم بالرياض الخرطوم ومتزوج من آل أبوجديرى العمراب أتمنى أن يتم تصحيح تلك المعلومه ولك الشكر.

كنت أحسب أن المعني هنا هو مولانا الطيب عباس الجيلي ،
وذلك لأنه كان أيضا في لندن في تلك الفترة ، وهو من
المواظبين على زيارة لندن سنوياً في ذات التاريخ بغرض
اجراء كشف طبي سنوي ، بعد إجرائه لعملية جراحية في
القلب في مطلع الثمانينات ، وكثيراً ما حدثني عن صديقه
الراحل الصادق الشامي وصديقه الآخر المحامي الصادق
المصباح .

ومن ذلك المنطلق اعتقدت جازماً أن المعني هو مولانا
الطيب عباس الجيلي ، وليس الطيب العباسي ، وأن
الخطأ من الطباعة فقط .

فإن كان الأمر كذلك وأن المعني هو فعلا الطيب العباسي
فإنني بهذا أصحح تنويهي أعلاه ، واشكر لك هذا التصحيح
والتنويه .. وبهذا أصحح معلومتي التي وردت آنفاً في
التنويه المشار إليه .. ورحم الله الشامي والحردلو والمصباح ،
وأمدالله في عمر ود المكي و عمركم ، وجزيتم خيراً أخي منصور.


مودتي ،


( ليمو )

شاعرنا عبدالأله زمراوي


أولا أعزيك فى فقد فرقد من فراقد المعرفه سقط عن مجرتكم ذات الضياء
والوهج وحزن صديقك الشاعر ود المكى وكتب قصيدة رثائه تلك نعم قصيده
بوزن وموسيقى حزائنيه ومعان تمور بالوفاء والإخلاص والصدق النابع
عن وداد وعشرة ونديه فماذا ننتظر أكثر من ما قاله ود المكى فى الحاردلو
ونحن نشهد بأن قاله أحسن القول الرحمه والفردوس للحاردلو واللطف
والصحه للشاعر ود المكى




منصور

الأخ عادل نجيله

السلام ورحمة الله عليك وعلى أسرتك الكبيرة والصغيره فيا عزيزى
عندما يذكر نجيله تتساقط على من خزن الذاكره ثورة اللواء
الأبيض ومدرسة الفجر وذكرياتى فى الباديه وعازة الخليل فيا
عزيزى إن للوطنية أصل فيك فإن أصابتك حرقة من ما قاله ود
المكى فذلك شعور طبيعى من رجل غيور وحادب أما شق الوطن فذلك
مغامرة ضعاف العقول وقصيرى البصر والبصيره دعاة الثورية
الكاذبه فقد شقوه وسيظلوا يشققونه فها هى حرفتهم أما عن
راحلنا الشاعر الحاردلو وشاعرنا الثائر ود المكى فذاك عزف
حزائنى آخر فالفردوس للحاردلو وطول العمر والصحه لود المكى.




منصور

الأستاذه عائشة موسي السعيد


السلام ورحمة الله عليك وعلى جميع أبناء عبدالحى
وجميع ألكم والعشيره فيا أستاذه أنتم أهل
الحاردلو وأهل إبداعه ولما لا وأنتم أهل عبد الحى
وأهل العودة إلى سنار وأهل الغابة والصحراء
فأنتم مع ود المكى أحق الناس فى عزاء الحاردلو
اللهم نسألك العفو له والغفران.




منصور

حبيبنا ود المفتاح ..دايما بتجيب معاك الدرر فى الافراح والاحزان

الحار دلو من الذين تفتحت مكامن وعينافى الشعر والكتابه ونحن ايفاعا عصرئذ فى النصف الثانى من السبعينات على مساهماته النيره وقد كان من

نجومها

اما ود المكى سعدت ايما سعاده حينما شاهدته اول مره يجالس صديقيه الراحل الدبلوماسى دفع الله من اهلنا ناس النهود

وتاج السر الملك (الفنان) فى واشنطن العاصمه اول نزوحى ليها فى ربيع 2002 وكانت المناسبه حفله للراحل الهرم وردى

وقد قمت بتصويرهم إن شالله القى الصور وارسلها لك.

الف رحمه ونور على قبر الاستاذ الحاردلو وربنا يطول عمر ود المكى ويمتعو بايامو وعافيتو ويحفظو لينا.

والبركه فيكم يا صديقى.

العزيز محمد عبدالجليل السلام ورحمة الله يا
ليتنى كنت معكم بتلك الديار الطاهره
لنتقاسم حلوها ومرها ويا ليت السودان
يعود لخريفه وخير نبروهو وسواقيهو ولدعوله
المكلوف الفا الفا فيا عزيزى كنت واثق
بأنى سآراك ها هنا حيث الوفاء والصدق
ومعك ندعو للمرحوم وندعو لصديقه
ود المكى.




منصور

الأخ Abdulmageed Gorashi

السلام والرحمه وعفوا قد قفذت دون ألاحظ
مداخلتك فرحمة الله على السفير الأديب الحاردلو




منصور

الأخ فارس موسى


ما كل الناس تجذبهم الدرر

ويا بختك بذاك الفوز نسأل الله الفردوس للحاردلو
وتمام الصحه وكمالها لود المكى



منصور

رحم الله شاعرنا الكبير و اسكنه فسيح جنانه
لفقد تعودنا علي رؤيته واقفا باعتزاز و هو يصغي لابنه (الحردلو) يشجي مسامعنا بكريم قصائد ابيه في الطابور الصباحي بمدرسة الاميرية 1 المتوسطة

الهم ارحمه و اغفر له و اجعل قبره روضة من رياض الجنة

الأخ مازن فيصل هلال

السلام والرحمه

الحمد لله أن جهز الحاردلو إبنه الاردلو لتستمر
جذوة الإبداع وتلتهب عطاءا ثرا فى الآفاق
وشكرا لك وأنت تخلص لزميلك بالعزاء
فى فقده والحاردلو فقد وطن.



منصور