زعيم الكبابيش الراحل الشيخ المر//عبيد الطيب (ودالمقدم)

زعيم الكبابيش الراحل الشيخ المر)

الكاتب: عبيد الطيب (ودالمقدم)

الإثنين, 24 تشرين1/أكتوير 2011 13:03
والمر هذا هو زعيم الكبابيش الاستثنائي الشيخ محمد ابن السير الشيخ علي التوم ناظر عموم قبائل الكبابيش وعندما توفي شقيقه الاكبر الشيخ التوم علي التوم ناظر عموم الكبابيش واول ناظر للكبابيش بعد والده السير علي التوم خلفه الشيخ محمد علي التوم (المر) لان ابن الشيخ التوم الناظر الشيخ حسن التوم والد امير الكبابيش الحالي التوم حسن كان صغيرا لذا صار عمه الشيخ محمد (المر) وكيل نظارة عموم الكبابيش ورئيس كل محاكمها الشعبيه من ام قوزين و ام سنطة وحمرة الشيخ غربا الي فتاشه شرقا ومن ام بادر جنوبا الي ام قرين وعد احمد وابوسفيان ودادي هور شمالا وكل قبائل السودان تعرفه وخاصة قبائل كردفان ودارفور ويعرفونه نظار القبائل وزعماء العشائر لانه موضع تقديرهم بشجاعته وحكمته التي دائما ما يكون لها قدح السبق في الصلح بين القبائل والشيخ المر هو الزعيم الكباشي الذي اوقف العداء مع كل القبائل المجاوره وخلق معها علاقات وطيدة وقوية ومتينة وصداقات راسخة الي يومنا هذا والمر هذا هو الزعيم القبلي الذي قال قولته المشهورة للزعيمين السيد الازهري والسيد المحجوب ( احزابكم دي ماعندها رماد خشمها اذا ما خدمتو لينا مناطقنا وعملتو الدوانكي والمدارس والشفخانات باكر بتجي الانتخابات ونحن النظار سوف نرشح ودابوسن والله ود منعم منصور وبنفوزو وبنسوي رئيس) والمر هذا هو الزعيم القبلي الوحيد الذي اوقف بما يسمي بكتائب مايو في منطقته وقصته مشهورة مع الرئيس الراحل جعفر نميري والمر هذا امتدت صداقاته خارج السودان وله علاقه وقصة مشهوره مع الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وقد اهدي له الزعيم عبد الناصر بندقيه في احدي زيارات المر لمصر رايتها بعيني والي الان عند ابنائه و المر هذا له علاقات وطيده وقوية مع بعض شيوخ القبائل الليبيه والتشادية لان الكبابيش في رحلة الجزو يتوغلون حتي حدود ليبيا وتشاد وحتي عندما توفي الزعيم المر بكاه الجميع ورثاه الشعراء وامتد رثاؤه خارج السودان الي مورتانيا و حتي الكاتب الصحفي المعروف والباحث الكبير في الفن الشعبي الراحل المقيم الاستاذ الطيب محمد الطيب كتب مقالا مطولا بجريدة الايام بعنوان (نجم الكبابيش الذي افل) لا نريد ان نعدد مناقب الزعيم المر لان اكثر اهل السودان يعرفها ولانستطيع حصرها وان الفنا مجلدا ولكننا احببنا ان يعرف القاري من هو المر الذي ذكره عرضا الدكتور العاقب ومادام الدكتور العاقب بصدد الكتابة عن الدوبيت ومن محبي الدوبيت نورد بعض الدوبيت الذي قيل في مدح الشيخ المر وبعض حكايات كلابه الشهيرة وجماله والمر هذا لقبه وايضا لقب بازرق وبابو ام عزين وابو التوم وابويعقوب تيمناً بعمه فارس النوراب المشهور محمد ودالتوم وما اروع الشاعر محمد احمد سعيد الكباشي الربيقي حين يقول فيه
ان زاينتو ما بتقدر تكمل زينو
وان خاصمتو خط سنتين بينك وبينو
تمساح بحر موية الكتير عنينو
تصاقر الشَم ولا اللزرق تحامرك عينو
وكذلك يقول فيه احد شعراء الكبابيش:-
ازرق يا دقَر كردة النوايحك فاحَنْ
وياضٌلي وضراي يوم الخلوق الجاحنْ
يا أطُرْد الحلب خلّي العقول يرتاحَنْ
يا سيبونا عقبان الملاعب راحَنْ
والشاعر المجيد النور شيخ ادريس ما اروعه حين يقول فيه :-
علي النظَار قدل بي فاشرو
كسّار غارِب البدنيهو بمشي يكاشرو
بي نصر الملك مولاهو ربو مِباشرو
بتقِلب دقر حمَام وجنُّو نواشرو
تمساح المهده الكاسر
جسمو عشاري في التنين مراقدو جواسِر
بتْهمك الخصيم نامن يطيع متقاصر
مبسوط منك آ زنق التريا العاصِر
اصيل نورابي ماك مجهول اصل في حيرا
والتضغط عليهو بتوري الصفيه وريرا
يا ابو التوم جليس جقله ام فواقاً ديرا
خيلك مدرعات متل البنات في السيرا
ثم احد الشعراء يقول فيه
مسدارك علي جيهة ام عمد وام حايمي
ونايبك كك بشيل عضم الضهر والقايمي
تسدّد في قضاياك والكبابيش نايمي
جيداَ جيت تسبت ها النفوس القايمي
ثم الشاعر محمد فضل الله العايدي الكباشي يقول فيه هو واخوانه:-
يا با دِي النُجوع ما شفت خير السيد
قطاع الفجاج فوق المِصاعو جديد
شَلَعْ (ام حوش) وقام من (الطويشة ) صعيد
ودي الولد البصوقر في (البطيحة) رشيد
عبد الخير ركِب ليها وباقلها عقيد
دليل الْبِلْ بقول المَرْقَه في الويحيد
ياناقه اصبَّري براق دُوانه بعيد
هبارت الزّرار امانه عندك سيد
سلطان بي جوابات الكتابه بفيد
ابوام عزين جليس الفاها مو تقليد
الفي جوارك بخيت والفارقك جِلّيد
نقارتك تُقُحْ نزلك علوهو بعيد
وابوالتوم جليس ام شوره عنز اللّيد
نزلت (ام قوز) نحاسك لي القبيلة بكيد
ابوعلي فارس ام دروع وحديد
وعجل ام ناطِحْ الفي الجبها قرنو فريد
وبحر المالح الفوق الكباري بزيد
عِتلكم بقلع الرفه وعليها شديد
وقدحكم بقرع الالفين يوم العيد
وميزانكم تقيل في الحاره مالو نديد
اما قصة كـلـب الفرجوني قد زكرها الدكتور في كتابه ولا داعي لتكرارها ولكن هنا احب ان اورد قصتين الاولي عن كلاب الشيخ المر والثانيه عن جمال الشيخ المر معروف ان الشيخ المر عليه الرحمة كان مهتما بتربية الكلاب لانه منذ صغره كان مولعا بالقنص والفروسية وتربية النجائب من الجمال والابل ورايت بعيني جماله بعضها من دامر المجزوب وبعضها بيجاويات ابو الطيب المتنبي من كسلا التي من سلالتها جمل ابنه الشاعر علي الشيخ الكسلاوي
(الكسلاوي داك ماببيعو طامس قلبي بي بارد الخبيب ونجيعو اضليم حمره كولا الفي هواهو وريعو يوم ساقوهو لندن زاتها حقو تزيعو)
وجلبت خصيصا للفزع وراء السرقات وللسباق في المناسبات وحتي بعضها من نجائب الزعيم الراحل يوسف الهندي وصدقوني كان هذا الزعيم كل حيواناته تختلف ويقتنيها بدقه وكانت مرحاته من الابل مميزة جدا الابل (البيض- الزرق – الحمر – الصهب)وحتي حميره كانت تختلف عن الحمير المالوفه في البادية وكنا نتعجب ونحن صغار حين نرى حميره (البرق) لذا جلب شيخنا الكلاب من رفاعة ود ابوسن وهجنها لا ادري من سباع او ذئاب او كلاب اخري وجلب لها المدربين حتي صارت متفرده في كل شئ في سرعتها ومطاردتها للصيد وفي قوتها وافتراسها وقتلها للزئاب والضباع وقد كان الشيخ كثير الاسفار في بادية الكبابيش لانه رئيس كل محاكمها الشعبية وعندما كنا صغار كنا نتعجب عندما نرى كـلـبه الشهير (عكام) يجري وراء سيارة الشيخ الميركري باقصي سرعته وحين يدركها يقفز فوقها ويجلس في مكانه المخصص له وفي احدي الايام اغتال عمال التاجر المعروف بمنطقة ام سنطة عمنا محمد احمد مركزالشهير (بودفعيم) احد كلاب الشيخ عندما نصبو له شركا ولقد غضب الشيخ المر غضبا شديدا لان هذا تعدي علي اعز ممتلكاته ناهيك علي انه المر والكل يعرف سطوته وباسه ولكنه صمت ولم يحرك ساكنا لان ودفعيم غريب لم يكن من الكبابيش لذا طلب منه ان يغادر الشابين اللذان قتلا الكـلـب علي الفور منطقة ام سنطة ولكن الشاعر يوسف عبد الماجد (كُريَتْ) من التجار بمنطقة ام بادر وهواصلا من الدامر واستقر به المقام بام بادر وكان صديقا للشيخ المر وله مراثي جميلة في المشايخ ارسل الشاعر (كريت) قصيده جميله للشيخ المر يرثي فيها الكـلـب يقول فيها:-
البارح هناك بعد الخلوق مانامو
ناس ودفعيم شمروا السواعد وقامو
نصبو الشرك لي الكَلِب قدامو
عملوها المابحقو العشره مابنلامو
شوف الجماعة فوق الكـلـب كيفن هاشو
لا عاملين حسابوولاسيدو خايفين باسو
ود اللمين استعدالو بي طرباشو
والفاضل هناك راجيهو بي تركاشو
اتلمو فوقو تقول مساطيل بنقو
قالو اندودرو في القطيه جوه نَزنقُو
عبدالله سوالوالحبل في عنقو
نورين دوخو وعجبنا قام بي شنقو
رئيس الشرطة عليك تكلنا اللوم
وين دوريتك المفروض عليها تحوم
اجمع خدمتك حرك سلاحك قوم
كـلـب المر كتل سيب الرقاد والنوم
كـلـب المر ماهو كـلـباً عادي
وسبيب الخيل سبيبو ولونو باقي رمادي
مقوّس ضهرو ومن قفاه متسادي
اصلو اوربي جي من المحيط الهادي
من ماقام صغير مادجا بي الفرقان
ومافتح المخازن وحرك البيبان
جي مارْ مرور من كل شي قنعان
نصبولو الشرك في شارع الدكان
من ماقام جرو مالحس مرحاكه
وما ناص شهق عند الكمشه والمفراكا
وما دج بي الفريق طارد الجداد الكاكا
ومافتح المغطي ولي الدخول اتاكا
واسفاي ماكتلوك سود عربانك
وماكتلوك عند دار ام بخيت جيرانك
وما كتلوك قريب نا س قريش فرقانك
انت رقدت لكن مابتنطفي نيرانك
جمعية الرفق بي الحيوان ارسلت برقيه
وتاني استنكرت بي اشارة لا سلكيه
قالت يازعيم لازم تقيمو قضيه
100بقرة يدفعها ودفعيم في الديه
اما عن قصص الشيخ المر مع الجمال كثيره سوف اتطرق لها لاحقا ولكني اختم ببعض اغاني الشيخ المر لانه كان شاعرا :
تفاح دنقلا البلغ النجاض فوق اكلو
طامس واحدين ضوقو وعجايب شكلو
همهاد ديسو فوق نهادو متشربكلو
واني عارفو ببهدل الكاشم نديدو ضحكلو
ليمون سودري الفو قو السواري اترادنْ
الني ضاربو النسام فروعو اتقادنء
ديفة الطاردن وادي الفتيك ماعادنْ
واح من جمرة الخطواتو ما بنصادنْ
هاكع من وري وقدام طوال سيقانو
قطّاع العتامير الكبار قيزانو
الكليق بلا قعاد العرب شن هانو
سيدو مقاصر المتل البروق سنانو

الأستاذ / منصور المفتاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والتحية للأخ والصديق العزيز الأستاذ / عبيد الطيب ود المقدم

لا شك أن الشيخ المر من أصحاب الحكمة القلائل الذين لم يجود الزمان بمثلهم - رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه . وإن شاء الله برجع لك إن مدنا الله بالعمر لإثراء البوست عن تاريخ الشيخ المر المرصع بالحكمة والذكاء وبعض القصص النبيلة في حياته

كما أتمنى أن يكون هذا البوست توثيقي عن حياة الشيخ المر ونطلب من ود المقدم إثراء البوست بالمزيد من المعلومات وأنا أعرف أن ود المقدم يمتلك مخزون تاريخي كبير عن سيرة الشيخ المر .

ولكم الشكر

حسن مضوي ود أرباب

الأخ العزيز حسن مضوي ود الأرباب ترب الأرابيب سلام يليق بمقامكم السامى نعم
سامى لأنك تعرف قدر رجل سامى وتؤمن على قول ود المقدم فيه ذلكم المر أزرق
الكبابيش ضيب الخلاء النتار فيا عزيزى نحن تحورنا لعين ترصد وأذن تعشق المزيد
عن المر فهل من مزيد???

خالص الود والتحايا لك ولأهلك



منصور

الاخ العزيز منصور لك التحايا النواضر
تعرف يامنصور من امتع الكتب التي قرأتها في المكتبة السودانية كتاب الاستاذ
الراحل حسن نجيلة (زكرياتي في البادية) والتي تدور احداثه في منطقة الكبابيش
وبطل الكتاب الشيخ علي التوم ناظر عموم الكبابيش ووالد الشيخ المر ومن كان
والده بخصال ونبل الشيخ علي التوم عليه رحمة الله فلابد ان يكون زعيم وبطل
لم اقرأ او اسمع الكثير عن الشيخ المر سوى قصته المشهوره مع الفرجوني واتمنى
ان يكون هذا البوست توثيقا له واتمنى كذلك اقتناء كتاب الاستاذ ود المقدم عنه
رحم الله الشيخ محمد المر ورحم والده الشيخ علي التوم

الأخ منصور

ربطتنى علاقات حميمة بالشيخ الراحل فضل الله على التوم وصداقة جار عليها الزمان بالفراق مع الشيخ موسى ابوحجل وكيل ناظر الكبابيش

فى جبرة الشيخ ولازلت أذكر اياما نواضر قضيتها فى سودرى وجبرة الشيخ مترافعا فى كثير من القضايا الجنائية فى ثمانينات القرن الماضى

وقد تطرقت لذلك فى بعض محاولات المسادير فى البوست الرائع الذى كنت تقوده قبل اعوام خلت

اتمنى ان يرتفع هذا البوست ونرى مساهمات ابناء الكبابيش ومن عايش امجاد المر وبقية العقد الفريد من زعامات الكبابيش

الاخ الاديب الاريب منصور لك عاطر التحايا وعبرك الشكر اوفره للسيد المحامي الوقور بالدعوة للتوثيق لهذا الرجل الشيخ محمد الشيخ علي التوم (المر) والتحايا عبرك ليحي ولحسن وللكوبي

له الرحمة والمغفرة ذلك الرجل الشجاع والشيخ الكريم ابو ام عزين- ابويعقوب- ابو التوم- ازرق- دقر كردة هكذا كان يحلو للكبابيش تسميته عندما تلم المحن . هذا الرجل توفي وانا طالب بالمتوسطة ولكنه كان شيخ بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني ومن دلائل. الكبابيش كانوا يجلبون عيش الدخن من منطقة برتي ودار حمر بالجمال (القوافل) ويسمونها (السافورة) وهي غالبا ما تكون من عشرة الي اربعين جملا محملة بالدخن وحمولة الجمل ثلاثة جولات علي كل( قرفة )جوال ونصف وكثير من هذه القوافل كان يمولها ويدفع لها من ماله الخاص وقد شاهدت ذلك عندما كنت صغيرا ولان هذه السُنة سناها سلفه اولا والده الشيخ علي التوم ثم اخاه الشيخ التوم والذي كان يلغَّب( بابي جيبين ) كناية علي كرمه فقد كان نعم الخلف لخير سلف .وصدقوني رأيت بعيني فرقان بكاملها كان يتكفل بمعيشتها بل حتي تعليم ابناءها وهي بعضها من شرق السودان وبعضها من غربة وهذا الرجل كان يحب الاغراب ويعاملهم كابناء العمومه واحيانا اكثر بكثير وحكي لي احد الكبابيش قال: كنت مسؤولا عن مِرَاحين من مرحات اغنام الشيخ المر . والمراح اكثر من 500 شاه وذهبنا في رحلة الشوقارة جنوبا وتأخر الخريف قليلا ففقدنا كثير من الاغنام حتي صارت مراحا واحدا وعندما عدنا ذهبت للسلام علي الشيخ اسوق امامي كبشين (كرامة) كالعادة ووجدته عرف الخبر وبعد ان تغدينا قال لي :- (يا فلان تعال اني دايرك في البيت الكبير ومشيت وراءه حتي وصلنا البيت وادخلني وحدي وسلمني صرة من القروش وقال مخاطبني: دي حق مونتك امش ألْبِل سوق ليك جمال اسفر جيب لي عيالك عيش وغنمك الفضلن بجيبن كم قلت: تبارك الله مراح يجيبن ال400 او يزيدن فقال: خلاس دفعتهن ليك عيش بيهن عيالك ونادي خفيره وصاحب سره المرحوم احمد ودعامر قائلا يا ودعامر كلم البزر قول ليهم فلان اني دفعت ليه الغنم تاني ما تمشوا ليهن) وهذا الرجل طول عمره لم ينزل ضيفا علي كباشي ابدا من ام بطيطيخات حدود ولاية شمال دارفور (الزيادية ) الي فتاشه ومن ام قوزين جنوبا (دار برتي) الي الحدود الليبية في كل منطقة له استراحة . قبل ايام استضافت احدي القنوات مولانا خلف الله الرشيد رئيس القضاء السابق ومن ضمن اللقاء زكر انه في اثناء تفتيشه للمحاكم الاهليه ذهب الي سودري وحمرة الشيخ وقابل الشيخ المر ووجد كل احكامه صحيحة ولكنه سأله قائلا: يقولون ان احكامك احيانا تكون قاسية فقال الشيخ المر:- نعم بس في حاجة واحده فقط مصلحة القبيلة وكلام مولانا خلف الله زكرني قصة حكاها الي عمنا عبد الرحمن خليفة التاجر المشهور قائلا:- جاء مندوب افندي من الخرطوم وكوّن بما يسمي كتائب مايو وقد كان الشيخ المر مسافرا في مأمورية الي دارفور لحضور مؤتمر صلح وعندما عاد سمع الخبر وعلم ان احد ابناء عمومته صار رئيس لكتائب مايو بمنطقة الحمراء ولسوء حظ هذا الرجل ان حماره هجم علي حمار احد الكبابيش فعضاه وهذا شئ طبيعي والكبابيش لا يلتفتون اليه وعمري لم اري احد اشتكي احدا في حمار ولكن الشيخ بحنكته ودهاءه اوعز لصاحب الحمار ان اكتب شكوي عن حمار رئيس كتائب مايو وقد كان فارسل الشيخ الي ابن عمه وعندما حضر خاطبه قائلاً:- يا فلان يا ولدي حتي حماركم دي كمان بقي من كتائب مايو حلف وحلف المرة دي يا كتائب مايو يا اني) وقد كان ذهب الشيخ الي الخرطوم وقابل الرئيس الراحل جعفر نميري وكانت ملاسنه حاده ولكنها انتهت بنهايةكتائب مايو الي الابد من ديار الكبابيش والرئيس الراحل جعفر نميري كان يكن معزة خاصة للكبابيش وللشيخ المر حتي في احدي السنين العجاف عندما زار حمرة الشيخ كان يهز ويبشر في حفلة الجراري مع الناظر الراحل الشيخ حسن والوزير السياسي المخضرم الشيخ ابراهيم علي التوم والشيخ فضل الله علي التوم ولقد طلب منه الشيخ محمد المر بان يعفو عن ضرائب القطعان لان السنه محل وجدب وقد كان عفا السيد الرئيس الكبابيش وما جاورهم من القبائل من الضرائب (الطلبه) ؤحم الله الشيخ المر ولي معه شخصيا قصة ظريفة سوف احكيها لاحقا ورحم الله الرئيس جعفر نميري الذي لولاه لما تعلمنا نحن ابناء البوادي لانه اهتم بالداخليات بالمدارس خاصة في الارياف

ابو يعقوب جليس المن وسط منهمره

وضراع الماصع الحبس ام قجة فوق السمره

ات ما بتتكازا عينك لي خسيمك جمره

وعيل من اذنك آ اللزرق تفك بت حمره




عبيد الطيب (ودالمقدم)

الأخ حمزه بابكر الكوبي

السلام والرحمه

نعم كتب حسن نجيله ذكرياته عن بوادى الكبابيش كتابه أنثربولجيه
تسجيليه لما رأى وما سمع وما عاصر كانت كتابه صادقه لحركة واقع
إجتماعى متحرك فى نشوقه وشوقارته ودمرته وهى أحد المراجع الهامه
عن تلك البلاد وقد كتب كذلك الدكتور عبدالله على إبراهيم رسالته
الماجستير الحاويه لكل تفاصيل تلك الشعوب الكباشيه ثرية الثقافات
والتراث وقد أبلى بلاءا نبيلا فى تدوين قبائلهم وتداخلها وجيرانها من
المسبعات والكاجه ودار حامد مجانين وعريفيه ومن ثم الهواوير والكواهله
والبرتى والميدوب وكتب كذلك عن طباعهم وخصالهم وجميع أحوالهم الحياتيه



منصور

ولد زعيمنا الراحل المقيم الشيخ محمد بن الشيخ علي التوم سنة 1909 والتي يؤرخها الكبابيش بشعبة كجمر الوسطانية وتلقي قليلا من علوم القران بالخلوة وعندما شب الي الطوق كان مولعا بالفروسية والمروءة والنجدة والكرم واخذ طريق القوم علي يد الشيخ ابراهيم ود المصطفي حفيد القطب الكباشي ومن بعده ابنه الشيخ محمد شيخ العرب وعندما توفي شقيقه الشيخ التوم (ابو جيبين) ناظر الكبابيش عام 1945 وكان ابنه الناظر الراحل الشيخ حسن صغيرا وهو والد الامير الحالي للقبيلة الشيخ التوم كان الشيخ المُر هو الوصي علي بن اخيه حتي عام 1952 ثم اصبح وكيلا للنظارة ورئيس كل محاكمها من ام قوزين غربا الي فتاشه وتوفي الشيخ المر عام 1981 ونحن بمتوسطة حمرة الشيخ حيث كنا نعلم بسفره للخرطوم للعلاج لان محكمته العامرة بالقرب من المدرسة ولكنه عندما وصل شرق الحمراء تحديدا منطقة القرينات بين حمرة الشيخ وابو زعيمة فارقت الروح الجسد وتوفي الي رحمة مولاه وقد كان يوما حزينا مظلما علي كل الكبابيش ومن شجاعة هذا الشيخ عندما مرض مرضا شديدا واراد اخوته وابناءه ازعافه والسفر به الي الخرطوم طلب منه سائقه المفضل عمنا التجاني وابناءه ان يضعاه في المقعد الخلف علي عنقريب لان الدكتور نصح بذلك فجلس وقال لهم بحزم:- (عمري كلو اني راكب قدام في العافية المرية الاّ لمن يجيني الموت اركب ورا لا والله اموت في مقعدي الامامي دي ) وقد كان مات في مقعده الامامي رحم الله هذه الرجل عاش شجاعا ومات شجاعا ولقد صدق الشاعر الراحل النور شيخ ادريس حين قال :-

يا دار الكرم والرُّ حَّل السيَّاره

بتْرَزَّم نحاس عزِّكْ رجَالُو بطَاره

من فارقتي اب رِسْوه العِّيُونُو شراره

قنّبت الدغاير لي الخراب تتباره

البيت الاخير من اروع واجمل التعبير الدغاير بي فتح الغين وتشديدها هي الرضيع من النعم الذي فقد امه مما يتسبب برضاعته في بعض الاناث وهو بلغة الافرنج( اولفر) ويكون دائما ملهوفا ويكثر الصياح وتجده هزيلا وتنطحه الشوايل من البهائم وهنا كناية لفقد الكبابيش لزعيمهم المرُ

أب رِسْوة النَّهَر وأَبَتْ الرعاة لي محاسو

حسَّك قطَّع ألْبِلْ صيّة البلاسو

الفارس الدَّفَّر الخيل وتابا كباسو

سواها وركز ليها العزيز اجناسو

اب رسوة معروف وهو الاسد او النمر النهر بتشديد النون صوت زئيره و محاسو اي مأواه ومكانه ووكره صية صوت حنين الحوار والبلاس هو فصيل الابل وسمي البلاس لان حنينه يجلب ويدل الحراميه علي مراح الابل ومشهور عندما يزأر الاسد تصمت الابل حتي من عميلة الاجترار لانها تعرف صوته

شومَش لي النجوع درع المتين خرَّاسو

كسر الحد علي ميدوب وقل اجراسو

يوم الحفلة مارق برا دقَّ نحاسو

ما بتتضاضا ود كحلة الغتيت في دواسو

شومش لي النجوع اي رحلة الشوقارة (المخارف) وقد كان الشيخ يحب الرحيل جدا ودائما تكون مضارب خيامه في اعلي ربوه وتكون طرف حتي نجد شاعرته المجيده فرحتنا الفكي تصف رحيله قائلة:-

يا مفتاح السّجَر

الكازاك ما تَجَر

بشوف مظعانك كَجَر

وفوق طروم الحجر

طروم الحجر مكان عالي جدا وفيه منهل ماء يحد الكبابيش وقبيلة ميدوب وللشيخ المر صداقة قوية جدا مع اعيان هذه القبيلة عامة و مع ملك الميدوب الراحل المقيم الملك الصياح وحتي حفيد هذا الملك تربي ببيت الشيخ المر وقد كان صديقا للجميع فله من هاهنا التحية لاخونا الصياح العمدة فضل السيد ولكل قبيلة ميدوب العامرة باهلها والتحية لا بناء العمدة الراحل ادريس جوادة ولابناء العمدة الراحل ايضا ابكر جابروالي الان ما زالت الصداقة ممتدة ووارفه بظلالها وما زال الملك الحالي الملك التوم محافظا ومداوما عليها وايضا كانت تربط الشيخ المر علاقة بملك الميدوب في المنطقة الشمالية وتحديدا الملك ابراهيم ولقد شاهدت بعيني الجمال الجميلة التي اهداها الملك ابراهيم وشقيقه العمدة (قريص) للشيخ المر ولشيخ جامع وشيخ فضل الله وايضا كانت تربط الزعيم المر علاقة قوية جدا مع كل القبائل ونظارها سوف نتطرق لها لاحقا

بكسر الحد وبضر بي ضروسو

وقج الخيمة في الصي البسوق ناموسو

عصَّار البلوك مُر البشيش في ضروسو

كسار لي الغوارب والبقاوي بدوسو



عبيد الطيب (ودالمقدم)

الأستاذ المحامى يحى عبدالكريم

السلام ورحمة الله عليك والأسرة جمعاء
ونحمد الله كثيرا ونشكره أن جئت لترينا
بعض آيات الضياء عن ذلك الشيخ الذى
ذاع صيته فى الآفاق ورسخ فى وجدان الناس
بمحامد أفعاله وحنكته وحكمته التى أدار
بها أكبر رقعة أرض فى السودان تتداخل
فيها عدة ولايات وعدة قبائل وبطون
وأفخاذ نتمنى أن تأتينا بحكو تفصيلى عنه
علنا نقف على عظمة ذلكم البدوى الإدارى
الماهر.



منصور

الأخ العزيز ود المقدم السلام ورحمة الله عليك

حسنا أرخت لذلك الرجل فأنت أحق بالكتابة عنه وهو
أحق الناس بأن يكتب عنه ذلكم الأصيل الحكيم الكريم الواعى

المر هكذا يسمونه وهى تعادل مسواك الحديد لقوته وصلابته وثباته بقدراته
وبإجماع رعيته عليه ووقوفهم من خلفه وقفة رجل واحد فمتى ما توجد القياده
وتوجد الطاعة والولاء توجد الدولة والصوله- فكيف لا وقد نالها ذلكم النورابى
الصالط العادل الرفيق بأهله ودورهم وأنعامهم ويا بخت قوم يكون زعيمهم كالمر
التحايا لكل الكبابيش ولآل النظارة منهم ولعمدهم ومشايخهم ولأهل عقائدهم
سمانيه وقادريه وتجانيه والشكر والسلام لك أخى العبيد وأين
زاد الأخ الشاعر الفطن الأخ حنفى وهو من الأصوات العاليه والنظم البديع
والموسيقى الصخابه وسوف نستكتب الدكتور عبدالله على إبراهيم لياتينا بخير
المعنى والمعين إن شاء الله.



منصور

محمد قور حامد




في بادية الكبابيش



كان ذلك زماناً بعيداً نسبياً ،، يعود إلي أواخر الستينات ،، اثنتا عشر من النوق الحسان وسيارة ، كان قد أهداها في ذلك الرشاش ، ناظر عموم الكبابيش الشيخ/ محمد المر علي التوم ،، أهداها لوالدي ، الذي تربطه بالشيخ المر صداقة ٌ وحكايات ونوادر .
ولكنه والدي دائماً في مثل هذه الحالات ،، فعندما دخل إلي التبون من جهات سود ري وأم بادر ، كان قد أهدي كل النوق وتركها خلفه في تلك القرى المتناثرة علي رمال كردفان .
أما السيارة من نوع ( الميركر ) فقد أهداها للعم (...) الذي ترشح في ذلك العام عضواً في برلمان حكومة السيد الإمام الصادق المهدي ألثانيه منتصف الستينات ، كثيرون أولئك الذين رشحوا والدي لذات المقعد ، ولكن فيما يبدو أن والدي الذي تربي وصنع بوادي للحرية بلإضافة لعدم إحترامه لهذه الأحزاب (حسب رواية شقيقي د . قاسم)، فإنه لم يترشح ، ولم يبقي والدي إلا علي مقعدين ، مقعدة القبلي ومقعده في ألدرجه الأولي نوم في قطار ( نيا لا ) حينما ينوي صيد الفيل في تلك الأدغال النائية ، جهات برام والردوم وأفريقيا الوسطي.
أبي الذي أسماني محمد المر علي صديقه ناظر الكبابيش ، كان قد عقد قران كثير من المسيريات علي شباب من الكبابيش ، بل أهدي نساءً كثر!.
جاشت هذه الخواطر بخلدي ، وأنا أتصفح صحائف مأساة ( حمرة الشيخ ) في بادية الكبابيش ، التي هجم عليها المتمردون .. في ذلك الوقت كنت قد قلت ان الهجوم علي على( حمرة الشيخ ) ، في بادية الكبابيش لن
يكون آخر محاولة لعصابات المتمردين والفصائل المتقاتلة في غرب السودان ، بل ان مدناً عريقةً وإمارات ومرابط عشائر كثيرة محاددة لهذا الإقليم الملتهب ، ستكون عرضةً لهجوم فصائل المتمردين ،
.
ولأن مثل هذه الهجمات .. في غالبها ، سريعة ومباغته.. لأنها عمليات إرهاب ، وهمبتة وبلطجة ، لذلك مطلوب من الحكومة إطلاق يد المواطنين في تلك البقاع ، للدفاع عن أرضهم وحرثهم وعرضهم ، فذاك واجب ميليه عليهم الدين . لم أكد لأكمل مقالي حتي هجمت جبهت الخلاص علي منطقة أبي جابره غرب المجلد !

لابد من إطلاق يد القبائل لتحمي نفسها ..لابد من إعادة السلطات الثلاث التي افتقدتها الإدارة الاهليه ، ففقدت قواعدها!
إن الملف الأمني والدفاعي إذا أعطي رجالات الإدارة الأهلية، لن يدخل قرادٌ واحداً بوادي الكبابيش وأراضي المعاليا ورقاب وبطاح الرزيقات ويغدر بنساء المسيريه .
غير أن المؤسف حقاً هو عندما يرحل أهالي أبوجابره ويوضعون في مناطق مكشوفه بعد أن فقدوا منازلهم ، مما يجعلهم اكثر عرضةً لاي هجوم محتمل . إنه شتاءٌ قاسٍ في تاريخ أبوجابره .




محمد قور حامد

في بادية الكبابيش

الأخ المنصور

دعونا نتنادى الى بادية الكبابيش ونصطحب الحداة والابالة وممن امتلأت خياشيهم من هواء سودرى وحمرة الشيخ وجذبهم عشق الاصالة

والنخوة وغمرتهم ديار المر بالكرم والافضال

انا متأكد أخى منصور سيعمر هذا البوست ويفيض بصادق المشاعر والعبارات

إلى سيدنا الراحل :

حسنك أمر
كنت مسكاً لفته الريح وانتشر
*
تحية للقامة ولك صديقي المنصور
*

الأخ الأستاذ يحى عبدالكريم

السلام والرحمه والبركه

إن فى البوادى كنوزا نفائس

وهذا المر من نوادرها ودررها

القلائل نتمنى أن تكثر عنه

الكتابه.


خالص التحايا لك والود



منصور

الاخ الحبيب منصور-الاستاذ المحامي يحي عبد الكريم القاضي الوفي -الاخ الكوبي -الاخ محمد القور حامد(المر) ود الرجل الفارس الكريم -الشاعر الجميل( بلحيل)عبدالله الشقليني ذلك الانسان الشفيف والاديب الذي اكتشفته اخيرا واصبحت غارقا في كتاباته علي منبر سودانايل وسودانيز بل دعني اقول( شوقارته ) لانها دوزنت روحي وجلبت لنفسي الخريف والمطر والرعد والبرق والدعاش والهمبريب والواويرشكرا الشقيلني. الزعيم المُر ذاك الشيخ البدويُّ كان مكتمل التمام معتقٌ كماء زمزم سمح السجايا كريم مضياف بشوش بل كان للكبابيش ضُلّهم وضراهم وخريف رتوعهم (خريف شُرِّي دي اللِّتْبَاشَرِنْ قَبَايْلُو) وكانت له طريقة في معالجة قضايا اهله عجيبة ومتفردة كل قضية له فيها طريقة حل وان استعصت كلها ايضا يجمع كبار القبيلة وحكمائها(العُمَّار) قائلا لهم :-(هذه القضية ما بتنحل في المحاكم تحتاج الي صلح امشوا لي اهلكم في الطرفين وارضوهم حلوها) .وازكر هنا قصة زكرتها قبل عامين واوردها هنا كهدية للاخ الشقليني والمحامي يحي خاصة وللجميع. اشتكت بعض الفرقان من شاعر الدوبيت المتفرد الكباشي الشهير بالبري للشيخ المُر والسبب ان للبري بعير كبعير طرفة بن العبد في العدو ولكن البعيروصاحبه اصبحان يمثلان تهديدا لفتق النسيج الاجتماعي للفرقان واظنه اصبح كبعير المنخل اليشكري ..ارسل الشيخ المر خفراءه لجلب البعير لاحظوا هنا ان الشيخ اتي بالبعير وترك صاحبه ومن يومها لم يذهب الشاعر البري الي اي عُرس او ختان او اي مناسبة فرح لان بعيره الذي اخذه الشيخ كان سلاحه وجلبابه وعمامته وملفحته وهو حديث البدو في مجالس انسهم لجماله وسرعته وكان له حظ وافر من اغاني الحسان لان جل اغانيهن اما للابل واصحابها الفرسان (الادلاء) جمع دليل وهو الخبير بمناهل المياه ومراعي الابل ان كانت في رحلة الشوقارة او الجزو او للصفات الجميلة كالمروءة والكرم والشجاعة ومن يومها اصبح البري بلا سلاح وترك الافراح والمناسبات. وفي احدي الايام وزات اصيل والزمان خريف والكل في المخارف اناخ الشاعر البري مطيته امام مضارب خيام الشيخ المر وسرق النظرالي بعيره حيث يرعي علي مشارف الفريق (الدكة) فتزكر صولاته (وشيومه) حين كان يمتطيه فبعد ان سلّم علي الشيخ انشد قائلا:-

ودإبْل العكاكيم الضِرَاعُو مشَنَّقْ

طيراً عكَّم ْ الرَّبْدة وقَعَدْ بِتْخَنَّقْ

الليلة آ الرَّقَلْ قلب المشارِفْ رَنَّقْ

علي قصيبة الدَّهاريب الصَّبِيبُو نَقَنَّقْ

الضراعومشنق اي زنده الي كوعه واسع والطير هو زكر النعام واسمه الاضليم عكّم تشبه القبله او المقدمه التي تسبق الجماع عند البشر والربدة هي الانثي من النعام وبتخنق اي يحدث صوتا ويا سبحان الله النعام يشبه الابل في ذلك والكل مسعورٌ بالشَّبق وكما يقول عمنا شيخ جامع امد الله في عمره

قش السافل اسَّاع يا ام عراقيب لبَّن

وبنات دعتورة فوق ود العنانيف ربَّنْ



الرقل اسم بعيره قلب المشارف رنَّق اي اشتاق وحن علي قصيبة الدهاريب شبَّه محبوبته بقصبة الدخن الدهاريب المطر الغزير المصحوب بالرعود والرياح صبيبو نقنق اي من نقناقة اي متواصلة وكان الشيخ المر شاعرا مجيدا فصاح مخاطبا البري قائلا:- حلف ان ما جبت غنوة بيضاء تاني ما تركب عليهو فقال الشاعر البري في الحال:-

بيضا علينا كيف سنون ام عاج

وكيف تبر الضحي وقمر العشي الوجَّاج

خيطاً تَم حسابو وواقع النسَّاج

وقطناً فوق فروعو مفقِّع النبَّاج

الشاعر علي قدر التحدي غنوة بيضاء كلها والشيخ اوفا بوعده سلمه بعيره واعطاه معه فروة وسوط واوصاه قائلا:-(المرة الجاية كان جات فوقك انت ما ها في الجمل)

في انتخابات مجلس الشعب او الاتحاد الاشتراكي في حكومة نميري كان المرشحين في الدائرة الشيخ الراحل ابراهيم علي التوم السياسي المخضرم وشقيق الشيخ المر ومنافسه الشيخ عبد الله الاعيسر حفيد ناظر كواهلة الغرب الشيخ الراحل محمد فضل الله الاعيسر(الهرديمي) وكلاهما تربطني علاقة وطيدة بهما سوف اتطرق لهما لاحقا ومن اجمل الاشياء ان الانتخابات لا تؤثر اطلاقا في علاقات القبائل ولقد رأيت المرشحين يركبان في عربه سويا بل الاخ الشيخ عبدالله ود الاعيسر يحترم الشيخ ابراهيم احترام الوالد لانه صديق والده وكانوا الشيوخ رحمة الله عليهم لا يهتمون بهذه الانتخابات ويعتبرونها تحصيل حاصل الشاهد في الامر كنا وقتئذٍ طلاب في الصف السادس الابتدائي ولقد زوّرلنا احد المعلمين بطاقات انتخابات باسماء وهميه حتي نتمكن من التصويت وعند وصولنا لصناديق التصويت اكتشف امرنا من العرِّيفين لان كل فرقان البادية يعرفون بعضهم ولقد تم اخذنا الي نقطة شرطة ام سنطة وفي الحال ادخلنا العريف الهادي في الحبس واستلم دفتر الاحوال وسجَّل البلاغات وكان عددنا خمسة عشر تلميذ فعلم اهلنا بالامر وفي الحال امتطي خالي الراحل المقيم الحاج ابو البشر بعيره وكان صديقا مقربا للشيخ ويمم صوب فرقان الشيخ وعند وصوله ابلغ الشيخ المر الخبر فغضب الشيخ غضبا شديدا ونادي سائقه عمنا التجاني بان ادر العربة (الرينجر) وخاطب الخال قائلا اترك (زاملتك هنا)وتحركوا صوب قرية ام سنطة وعندما وصل الي مركز الشرطة نزل وصاح في (النبطشي) يا الهادي يا الهادي وين ضو النور وهو رئيس الشرطة بالمنطقة ثم صاح قائلا:- لقيتو ليكم بلداًهاملة تسجنوا بزوري واني ما اعرف و كمان انشاء الله ابراهيم اخوي وود اللعيسر ما يفوزوا طلِّق البزر ديل فقال الهادي يا عمنا الشيخ دي قضية وسجلناها في دفتر الاحوال قلت ليك اطلق سراحهم انتو كان ناس عدل ما تسجنوا الناس الزورو ليهم الورق ديل بزر جهَّال ساكت فكهم وكمان دفتر احوال يا التجاني جيب الدفتر دي واشرط الورق منو والتجاني يعرف المر جيدا وكراهيته للجبن والجبناء وفي الحال اطلق سراحنا واستلم التجاني الدفتر ومزق الورق وصاح الشيخ:( حلف المرة دي تيمكن دي ما اخلي فوقوا زول معاي) وقد كان ثم خاطب التجاني ارح درعني اني وود الشيخ موسي دي عريب اللنتخابات اللخباطين ديل وانت والبزور ديل امش ود يهم الدكة في كرامة مذبوحة خليهم يكرِّموا ورجِّعهم مدرستهم ) ولقد صدقت حكامته عز الحي الشهيرة حين قالت مخاطبة بعض المؤتمرات

الدود العينو تلاحط

الدار هيلو مو شاحد

راجل أُمَّكُم واحد

ؤ كَتَمْ اسراركُم جاحد

شاق الهوي والرِّيع

وعيل رينجرك سريع

يا عاصي ما بطِّيع

ازتني بي الصقيع

ايضا عندما سألتها احدي بنات الشيخ المر عن والدها ولقد ذهب زائرا شقيقه الشيخ حمد علي التوم البرلماني الشهير والرجل الصادق العفيف الامين العابد امد الله في ايامه حين وصل الديار عائدا من الخرطوم وقد كان وقتئذٍ مديرا لهيئة توفير المياه فقالت عز الحي

ابوكي المتسَّع

ضرع في الارض اؤ وسَّع

اخو ام ديسَنْ منسَّع

مَد لي المدير اسّع

وقد دونت الكثير من غنا الحكامات ومسادير الشعراء عن الشيخ المر ولكنها بالديار وما اكتبه هنا من الزاكرة فقط واذا امد الله في العمر حين العودة من الاجازة سوف ارفدكم بالكثير الكثير ولكم المودة الصادقة

عبيد الطيب (ودالمقدم)

أحسنت يا عبيد أحسنت وأتقنت ودونت وقائعا عن رجل وقع فعله كما
الصاعقه تصعق الشكاك وتشل حضورهم كفعل الجذبة للسالك المرتقى وما
أطعم تلك الكتابه وهى تحوم حول واقع بدوى قح وعن شيخ وزعيم إستطاع
بحنكته وسماحته وحسن معشره وكرمه ثم بأسه العادل أن يدير شئون القبيله
بطرائق تنال القبول فأنظر إليه ينزع ذلك البعير عن صاحبه ويتركه
يمشى بين الناس لمعرفة الناس بقدر البعير وعندما لان قلبه أرجعه إليه
ليعرف أن المرة القادمه ستكون فى اللحم الحى وسيرعوى ذلك البدوى ويسلك
صراط الباديه المستقيم وكذلك نرى تدوينا للغناء العفوى لحكامات الشيخ
والذى يعطسنه عفو الآخر كما رد السلام أما ديمغراطية أولئك القوم
وسماحتهم فى طرائق إختيارهم للمناديب الذين لا يبدون خلافا يشق وحدة
الصف بل يظهران وكأنهما إخوة الشئ الذى ينعكس على الناس هكذا كان
التنافس وكان قبول الآخر وقبول رأيه أما سدتكم تلك فى حراسات الشرطه
ما هى إلا إمتحان للشرطه ولشارط دفتر محاضرها الزعيم الآمر الناهى المر
أبو فعلا بسر واجهة القبيله وقبلتها عند الإحن والمحن.

الشكر لك وأنت تسطر تاريخا إجتماعيا عن شعب بدوى رائع من خلال
الكتابه عن شيخ المر ولك ودى والسلام.






منصور

الشقلينى

يرعاك المولى ويفتح عليك خزائن العلم والرزق والمعرفه
عزيزى الكبابيش فصيل أصيل ثرى بالتراث والآداب والفنون
ألا ترى ذلكم الناعى لكـلب المر!!والصالى بسياط الكلم
ظهر من أحتفوا بقتل ذلك الكـلب الذى له مكانته عند
القوم لأنه كـلب الزعيم المكلوف المدرب للمهام الصعبه
ومنه جاءت كـلبة الفرجونى!!ألا ترى إنتشار الأدب الكباشى
وأثره فى المدى أما يكون ذلك دافعا للكل لكى يخلص
لتلك القبيله المتفرده بإبلها وحكاماتها وحكامها
وحكمائها!!

الشكر لك وأنت تضيف مداميكا على ذلك البناء الشامخ


الود والسلام



منصور

عندما يدلهم بالوطن الخطوب تتجلى عظمة الصحراء وكما قال دكتور عبدالله
على إبراهيم إنها آتية لا محاله




منصور

ربيقات عطويه نوراب براره صباحاب عيناب وبطونهم وفروعهم
جميعها تكون نيلا يصب فى دلتا السودان الإجتماعى





منصور

عسى هذه تصلح. راسلني المقدم و

عزيزي منصور:

شكراً لتعطفكم بالسؤال لأساهم في هذا البوست عن الشيخ محمد على التوم المر رحمه الله. وودت لو كنت في السودان حيث تركت مذكرات الحقل التي كنت أكتبها كل يوم كنت في عملي الميداني. ففيها الكثير عن هذا الرجل الفذ. ومن أراد أن يعرف عنه أكثر فليقرأ "عربان الكبابيش" لطلال أسد وقد رمز له ب"عباس" في النزاعات بين المشائخ في الستينات.
اهتممت بما يكتب عن تربيتة جياد كلاب الصيد. وكنت ضحية لجرو منها. فاذكر بعد قضاء معظم الصيف (1969) في أم سنطة في فريق المر أن أهداني ابنه الصغير جرو آخذه معي للخرطوم. وأنزعجب لأنه "مسؤولية" على عاتق من نفى الكلاب عن حياته منذ ضرب القراد جرو ربيناه في عطبرة في الخمسينات. فخلت حياتي من الكلاب بل أصبحت اضيق بها ولا احتمل قربها مني. وتفاقم ذعري منها بعد أن عضني واحد منها لما اقتربت من باب أصحابه في طريقي للدكان بامتداد الدرجة الثالثة (1969). وتكسرت الحقان على الحقان بمركز صحي من أوائلها بوسط الخرطوم. لا زلت أتحسس صرتي حين أمر بموضعه.
ولما كنت في استهوالي لأخذ جرو ولد المر ناداني المر. وحدثني أن الجرو الهدية جاءني عن طريق الخطأ ويرغب في استرداده. وأكثر في الاعتذار وهو لا يدري أنني كنت أتصايح من الداخل: "ييس ييس ينصر دينك". وبمثابة تعويض أمر لي بخروفين ضيافة. المحزن أنهما أخذا (أو قلعا) من أعراب بِعِد ماء في ما يسمى ب"شاه الضيافة" التي تؤخذ من الأعراب. واحتفظت بهما لذبحهما في عشاء عزومة لبعض الكبابيش وتجار أم سنطة الذين جاؤوا في أثري لأم درمان. وكنت أسكن مزاد بحري.
حين أقرأ للفرجوني أماديحه في المر طلباً لتكسب كـلب أو جرو اتمحن في خلائق الناس واختلاف الطباع.

خطابه سمح.



دكتور عبدالله على إبراهيم

الآن أضفت كرامة ثالثه لكرامتين إستوقفننى كثيرا
يا دكتور عبد الله بعد السلام عليك والشكر على الإسهام فى الكتابه عن المر
أولا ذكر الداعيه الإسلامى الأمريكى حمزه والذى كان يتتلمذ لزمن طويل على
شيخ من شيوخ الشناقيط فى موريتانيا وقد كان يوما الحديث عن النظافة فى
الإيمان فقال حمزه يوسف أنه يسمع الشيخ يتكلم عن النظافه وخطرت على زهنه
أن الشيخ ملابسه محمره ليست بناصعه فكيف له بأن لا يغتدى بالسنه قالها حمزه
لنفسه سرا فإذا بالشيخ وفى الحين يقول لحمزه وهل تدرى يا حمزه أن البذاذه من
الإيمان كذلك فأفتح قاموسك وأبحث عن البذاذه فوجدها الأدران التى توجد على
ثوب البدوى ولا يتكلف بإزالتها فبهت حمزه يوسف
الثانيه معلمه ومربيه أمدرمانيه وزوجة معلم قدير قرروا قضاء الإجازه بكسلا
فقالت لها صديقتها بختك تزورى الشيخ الحسن فى كسلا فقالت المعلمه يا زوله
زوارة شنو أنا ماشه أتفسح لى روحى دى وعندما ذهبوا وقضوا أروع الأقات فى كسلا
قرروا زيارة سيدى الحسن ووقفوا مع الناس فى الصف للدخول ومعها الأسره فجاء
الحوار إليها من دون الناس إنتى تطلعى من الصف لا يحق لك زيارة سيدى الحسن
فحاولت المستحيل ورفض وقال لها إذهبى للسيده مريم إذا وافقت بدخولك فسوف أدخلك
فذهبت للسيده فى هيبتها ورهبتها لتستجديها بالدخول فإذا بالسيده تقول لها
أن ليس لدى يد على الحوار إذا رفض رفض فأنوى من جديد وتعالى للزياره!!!
أما ثالثه الخوارق فهى قراءة المر لتمنعك عن الكـلب وكأنه كان يسمع همسك
الصياح بييس قبل أن تقولها لذا صد عنك الكـلب وأكرمك بدلا عنه بكبشين أقرنين
أملحين ملح أهلهما وملح لك فالأولى من ملح والثانيه من ملاح,


وعظيم السلام والشكر لك





منصور