الليلة والليلة .. باصات أبو رجيلة

لا أكاد أعلم .. من هي رجيلة
التي يُدعى أباها بها
قد تكون .. غيداء هيفاء .. مصقول عوارضها
وقد .. الله أعلم
حسبي منها .. حبها للحوامة .. كما أعتقد
لذلك .. سميت تلك الباصات الصفراء .. تيمناً بها
مع رجوع صفة الملكية .. لأبو .. الباصات .. أو رجيلة البنت
علاقتي بها .. تبدأ في السادسة صباحا .. حينما كنت أمارس الحياة
في ما يوازي سنة رابعة ابتدائي .. علي ذمة ما تبقى لدي من ذاكرة
من منزلنا .. الكائن محل كل الكائنات .. إلي مدرسة الاتحاد
التي تُدعى استعباطاً وحنكشةً .. يونتي إسكول
مسافة .. شارع زلط .. وكبري علي النيل .. و ناس نعسانة
.......
اليوم يبدأ
بهجمة مرتدة .. و ساعة من الضغط الارتوازي
الساعة خمسة
اصح يا ولد
أنت لسع ما قمت
أتسوكت
قلت ليك اشرب الشاي دا
ما تشرب يا زفت انت
حرقت دمي خلاص
جدعتها وين
الشُراب دا .. بالقلبة
قوم يلا خلاص ... طِير
بمجرد فتح الباب ..
تعال يا ود الحرام .. جيب النبلة
أخرج بهدوء
اتجه ببطء .. إلي كومة الطوب
تبدأ .. " شكلة " الصباح .. حسب الجدول
يوم .. لمأمون المعفن .. أبو مخاتة
ويوم .. لهبة أبو الرجال .. وأخوها البتاع داك
ويوم .. لجوز اللوز .. بتاعين النبلة .. آنفة الذكر
وبقية الأسبوع .. عرس جماعي
أبو رجيلة .. في ناصية الشارع .. المنقذ الوحيد
وعم حامد .. يصيح .. ما تجي تركب يا أفندم
ثلاثين ثانية من الرعب .. ما بين كوم الطوب وفتحة الباب
جري اقرب للطيران
تحت قصف بكل ما تجود به أرض شارعنا السخية .. من القاذورات
قوم يا حلبي .. أنا ما قلت ليك ما تقعد هنا
ألعن أبوك
يا عم حامد .. قال لي .. ألعن دينك ..
استقرُ أخيرا .. علي مقعد .. في أخر الباص
بعد أن يقوم حامد العتوت .. بسحبي بطول الممر
في الباص .. للمقعد الأخير ميزة .. نافذة كبيرة
تعرض الصور .. وكأنك تخرج منها .. بينما تعطي ظهرك للأمام
فتصبح كما الحياة .. ماضي مفقود .. وغد مجهول
وأنا اخرج .. من تلك الصورة .. أحس بأن لا رجعة
ارتجف .. اهتز قليلاً .. لطرد الفكرة .. ابكي عندما تتملكني
عندما أعود .. أتمني الرحيل
بداية الأمر
يخرج الرعاع من الكادر .. أبو مخاتة وأبو الرجال وجوز اللوز
فأبتسم .. مسحتهم من الوجود
في ركن الصورة اليمين .. دكان علي فرنيب
أتحاشى النظر أليه
لم يعلم حتى اليوم من " كشح " قدرة الفول
ست إنصاف .. تنتظر الترحيل .. حاجة بتول تجادلها
علي و نوفا .. قاطعين شارع الزلط
دكان الحلاق .. و بتاع الجزارة .. يخرجوا من الصورة
نزيل أطار الحارة
نعلق صورة آخري
غريبة بعض الشيء .. ربما بدأت .. أتعودها
يتوقف الباص
أخرج من العدسة .. اهبط إلي أرض الممر
علي بعد كرسي من الباب الخلفي
تركب هي
أصيح بأعلى صوتي
العبيطة جات .. العبيطة جات
تسري في البص .. انتفاضة فجائية
يرددوا خلفي .. تصفيق حاد
تبكي
نزداد مرحاً
لحظات .. نعود سيرتنا الأولي
أجزخانة أبو نجلة
كانت تسكن بجوارها
ربما سأبحث عن آثارها ذات شجن
تجلس بجواري
تبدأ الأسئلة
دا بيت ناس منو
و أنا العرفني شنو .. زحي كدا
دا راجل نسوان جارتنا
وتضحك
أنتي ما دايرة تزحي من هنا مش
عاين داك مالو عامل كدا
وتضحك
أعاين
يدين .. كرعين .. رأس .. سنون .. جلابية .. شعر
هسع مالو الزول دا .. فرتقي من هنا عليك الله
ياخي عاين ليهو كويس
ما في سفنجة .. ماشي حفيان .. في نص الزلط
يعني مالو
تضحك .. دا مجنون ياخي
يعني بعمل شنو
بتكلم براهو
طيب أنا أمي بتتكلم براها
تكون جنت
بس ما قاعدة تمشي حفيانة
مجنونة
يخرب بيتك .. امي مجنونة .. يلا انزلي من هنا
تبكي
طيب خليك ساكتة
دا شنو
دا جامع النيلين .. أنا صليت هنا مع أبوي
و أنا ذاتي
كضابة
والله العظيم
ما في .. نسوان بجو هنا .. كضااااااااااابة
تبكي
ودا
قاعة الصداقة
ودا الكوبري .. ودا المنتزه
ودي .. قاعة الصداقة
تاني
ايوه تاني .. انتي مالك عبيطة كدا
ما ديك براها .. ودي براها
اسمعي .. حاشية شنو
تبكي
كل يوم بيض مسلوق .. الله يقرفك ياخي
يلا .. دردقي من هنا .. و تاني ما تقعدي جنبي
......
.....
ناس كتيرة
السوق العربي
شوية شوية .. يطلعوا من الصورة
الناس دي بتمشي وين
يا عمو انت .. ماشي وين
يا زول .. علي وين كدا
انتي يا بت .. مستعجلة كدا مالك
عايني ديك .. رجيلة
شنو
رجيلة ياخي .. بت أبو رجيلة سيد البص دا
والجابها هنا شنو
هي ما جنها حوامة
طيب أنزل
أنزل يا ولد
ما تنزل يا زفت
باب المدرسة
أول خطوتين
اسمع يا كلب انت
والله الليلة بعد البيوت .. ألا تقوم جاري
انت والعبيطة دي .. اصبروا
ضِحكت
غنت
الليلة .. والليلة .. بصات أبو رجيلة

حتى و لو لم تجسر لنا مابين اي ثقافة و الثقافة السودانية؛

الا انك تظل الاول.

ملاسي الغتيت .. !
كنا في قلب العاصمة ..
اذا حسبت الفرجة فقط ..
ستجدنا في اطار الصورة ..
ليس علي الجميع .. ان يرتدي الثوب المرقع
ليوصم بالوطنية ..
فليس كل الشعب .. بروتاريا ..
ولك في كثيرين .. أسوة حسنة ..

او كما فهمتك .. مع افتراض الغتاتة دوماً

بوست مريح


يستحق أن يكون فوق

ياسر مكاوي ..
اسمك ايضا يستحق ذلك ..
تمنيت كثيرأ .. في سنوات التيه ..
ان اُسمى نفسي .. عمر الجزلي .. المك نمر .. دار الرياضة
وحتي علي فرنيب ..
ان يرتبط الاسم .. بحقيقة ملموسة ..
لا فرق ان كانت التلفزيون القومي ... او دكان ناصية
فقط شئ يمكن أن يشار أليه .. فتجده كما وصف ..

ومكاوي لدينا .. لا تعني مكة .. رغم انتمائنا الي الاسلام
باي ديفولت .. طبعا ..
ولكني أحسبك .. أحد ملاك محطة مكي
ولا ما كدا .. !!

humida يديك العافية

اسمع البوست عجبني عشان كده عايز أبوظو ليك

قلت لي الليلة والليلة باظات أبو رجلية
والتاكسي ملاكي والسايقو فلاتي مش بقولو كده

كبسيبة ..
يا زول الدار دارك .. ولا دار بكري ما عارف ..
النتيجة .. خد راحتك ..

كنت بفتش في عن المقطع الآخر ..
تذكرته بعد إنزال البوست ..
استوقفتني كلمة فلاتي .. خشيت ان اتهم بمعاداة السامية ..
وتذكرت أمر آخر ايضا ..
بأن الفلاتة جميعهم .. بقو جعلية ..
فأحترمت رأيهم .. !!

الاخ حميدة
كم هو جميل هذا الحكي واشكرك لبسط هذا المتكأ المريح.
الصاوي

الصاوي ..
كان عندنا جارنا اسمه امين حمد ..
وبقولوا ليهو .. الصاوي ..
ما سنحت لي الفرصة استفسرت وراء اللقب ..
جيتنا انت .. كدي ورينا .. !!!

بس ما تقول لي في شيخ اسمه الصاوي .. !!!