رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟

رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟


06-18-2008, 03:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1213755637&rn=0


Post: #1
Title: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-18-2008, 03:20 AM

نقلا عن سودانايل:
http://sudaneseonline.com/news19.html
Quote: بيننا
مداخلات للرزنامة
لماذا لا يغضب النقد الإمام؟.. (1-4)
رباح الصادق
[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم
في رزمانته (الاثنينية) -ذات الشعبية الواسعة خاصة وسط نوعية مميزة من القراء- بصحيفة أجراس الحرية، وجه الأستاذ كمال الجزولي تساؤلات للسيد الصادق المهدي، وتعد الزنامة تلك–مع مقالة البروفسور الطيب زين العابدين بصحيفة الصحافة في 26/5 الماضي- من أميز ما كتب حول الاتفاق الذي وقع بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني واشتهر باتفاق التراضي الوطني- وقد غلب على ما كتب بأقلام عديدة الغث وملأه الهوى أو عواطف أخرى تبعد عن الموضوعية وتلج في نقيضها. فكتابة الرجلين كانت من سمين ما كتب، ومع اختلاف كل منهما في تقييمه لجوهر المسألة التي تناولوها-حيث حكم الأول على الاتفاق بأنه منبت عن ماضي صاحبه في حين رأى الأخير أن الحادثة متسقة مع مذهبه ومبادئه ونهجه- فقد نجح كلا الرجلين في التعبير بأبلغ صورة عن رأيهما. ونحن نزمع أن نداول فيما بيننا بعض المعلومات والأفكار التي أثارتها مقالة الأستاذ الجزولي المذكورة. نتناول اليوم مقدمة مقاله وفي المقال القادم بإذن الله نتناول التساؤلات التي أثارها.
رزنامة الجزولي كانت كعهده مكتوبة بلغة أدبية آسرة حتى وهي تتناول أمرا سياسيا محضا وجمال الكتابة الموضوعية يجعلك تستمع أحيانا "وجدانيا" بما لا يوافق عقلك "منطقيا"، كما كانت ملتزمة الأدب السوداني الأصيل في الكتابة عن السيد الصادق، وقد كان التزامه ذاك من قبل سبب هواء حار لفحه في منابر سايبرية. وتساؤلاته العشرين التي رصدها تستحق أن تجد إجابات مفصلة من الإمام الصادق الذي وجهت له الأسئلة بحق العلائق الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تجمع الرجلين، وكذلك لأن التساؤلات صاغت كثيرا مما تتداوله بعض الدوائر حول الموضوع ويحتاج انتباهة من الإمام ومن إعلام حزب الأمة، فالتنوير اللازم للأسس التي قام عليها التراضي، وفرز الحقائق من الأوهام هي أول المعركة المطلوب خوضها لدى (الهجوم) على القوى السياسية وعلى الرأي العام لإقناعه بضرورة التراضي بين كافة أبناء الوطن، لأن المفهوم أنه (هجوم) بالمحبة والمحجة والتقارب واللقاء واستمرار الحوار لا بالسلاح أو الفرض القهري أو فكرة رفعت الأقلام وجفت الصحف على نحو ما فعلت الاتفاقات الأخرى- لا سمح الله.
وقد سمحنا لأنفسنا التعليق على الرزنامة، ونحن مع صاحبها ننتظر الرد الرسمي سواء من السيد الصادق أو من إعلام الحزب، وذلك لأن الرزمانة تعرضت لأشياء لنا فيها قولان، ولأن الأمر عام.
بدأ الجزولي مقاله بمدخل حول واحدة من أجلى (الصادقيات) وهي التسامح إزاء النقد، وأنها انتفت حينما برم من رسم كاركاتوري جاء بالأجراس بتاريخ 19/5 الماضي مما كسر خاطر الصحيفة وأجبرها على الاعتذار!. ونحب التركيز اليوم على مسألة غضب الإمام منطلقين من أسس معروفة في المنطق، تقول إن النتائج الصحيحة ينبغي أن تقوم على معطيات صحيحة.
لقد بنى الجزولي منطقه الذي ولج به في علم النفس ثم خرج بنتائجه اليقينة تلك على فكرة أن الإمام انزعج من الكاركتير فاضطر الصحيفة للاعتذار، وكشخصية قريبة من الإمام، وكاتبة في الصحيفة فإنني (أقطع دراعي) بتعبير أهلنا المصريين لو كان الإمام وجه لكائن من كان جملة أو إشارة أو علامة يستفاد منها أنه غضب أو برم أو انزعج من ذلك الكاركتير ولو فعلها فكان حري بي أن أكون أول السامعات. صحيح هناك من انزعج من الناس حوله وأقول تحديدا إن هذا الانزعاج حركه الأستاذ محمد زكي سكرتير الإعلام والعلاقات العامة بمكتب الإمام، وهو بحركته الدؤوبة وسط الإعلاميين مدا بمادته الإعلامية، واستنكارا إذا ورد ما يظنه إساءة للإمام تسبب في فتوحات عديدة لمكتب الإمام الخاص في مجال الإعلام والعلاقات العامة أشاد بها الأقارب والأباعد، وليست هي المرة الأولى التي ينزعج فيها من مقال أو كاركتير أو خبر، بل لقد قاد زكي حملته هذه المرة حتى علينا –الكتاب حزب الأمة داخل صحيفة الأجراس- وأوعز لنا أن مثل هذا التعامل مع الإمام غير مقبول وإذا قبلناه فنحن نشترك فيما يهدم حزبنا، أما حملاته الماضية فمعروفة، وتصرفاته تلك تقع ضمن دائرة اختصاص: العلاقات العامة وماذا تعني تلك العلاقات لو لم تكن تستعمل في الترويج لأعمال الإمام وصد الهجوم عليه؟ وأظن أن دوافعه في هذه الحادثة بالذات كانت تنطلق من معطيين مترابطين: أولها أن صحيفة يرأس تحريرها الدكتور مرتضى الغالي، ويشارك بنفوذ فيها الأستاذ الحاج وراق، وللرجلين علاقة جيدة بالإمام تعرف النقد ولا تعرف الاساءة، لم ير من المقبول منها تجريح الإمام، وثانيها اعتقاده بأن الكاركتير كان مسيئا ليس في مضمون الكتابة أو المنطق ولكن في رسمه بشكل مسيء. ويمكن لمن أراد أن يرفض هذا الموقف، وأن يدعو لحرية التعبير سواء في الكتابة أو في الرسم، فنحن لسنا في معرض الدفاع عن غضبة زكي، ولكن من الظلم البليغ أن تحسب غضبة زكي على الإمام، الذي لم ينبس ببنت شفة حول الأمر.

نواصل

Post: #2
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 06-18-2008, 03:56 AM
Parent: #1

شكرا اخونا العوض على ايراد المقال

Quote: بدأ الجزولي مقاله بمدخل حول واحدة من أجلى (الصادقيات) وهي التسامح إزاء النقد، وأنها انتفت حينما برم من رسم كاركاتوري جاء بالأجراس بتاريخ 19/5 الماضي مما كسر خاطر الصحيفة وأجبرها على الاعتذار


Quote: الكاركتير كان مسيئا ليس في مضمون الكتابة أو المنطق ولكن في رسمه بشكل مسي


قبل ايام تداخلت فى بوست طابعه كاريكاتوري انتقدت فيه رسم السيد الصادق المهدي وهو (يبوس) للاسف الشديد حذاء عمر البشير

ليت نقدنا بالكتابة او بالرسم يستقيم مع مالانرضاه لانفسنا قبل ان نرضاه للاخرين

شكرا للاخت رباح على رحابة صدرها وصدر ابيها الامام الذي لايمكن مساواته بمجرمين تلطخت ايديهم بدماء الابرياء

Post: #3
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-18-2008, 05:14 AM
Parent: #1

الأخ حيدر
شكرا لك على التعليق. نعم قرأت مداخلتك في البوست المذكور و قد جاءت كالعادة متوازنة و منصفة... الصادق المهدي سياسي و من الطبيعي أن يتعرض للنقد و لكن غير الطبيعي أن يتجاوز هذا النقد حدوده ليصبح إساءة و تعرض للخصوصيات و تصويره بصورة غير لائقة. السيد الصادق من الرجال الذين تتفاخر بامثالهم الأمم و هو من السياسيين القلائل في السودان إن لم يكن السياسي الوحيد الذي يتعامل مع السياسة بمهنية و مسئولية. يريد البعض تحميله كل إخفاقاتنا كشعب و أحزاب و سياسيين و يتناسون الدور الذي لعبه الجميع في إضعاف مؤسسات الدولة إبان حكمه.... من ينسى أن الحركة الشعبية لم توقف القتال و رفض قادتها مقابلته بصفته رئيسا للوزراء... و الجبهة القومية و مكرها ليلا و نهارا... و الشيوعيين و تأليبهم للنقابات لتصعيد الإضرابات. لا يمكن ان يكون شخص واحد مسئول عن كل الفشل الذي نعيشه. مهما قيل بشأنه يظل الصادق المهدي واحد من بوارق أمل بسيطة تبقت لهذا البلد المنكوب و هذا الشعب المسكين.

Post: #4
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-18-2008, 06:41 AM
Parent: #1

نواصل:
Quote: قلنا إن ما بني على باطل، فهو باطل.. ومنطق الأستاذ الجزولي استند أولا على فكرة أن الإمام غضب وهو ما لم يحدث يقينا، واستند ثانيا على تحليل ساقه لأسباب حلم الإمام. وذهب إلى أن خلصاء السيد الصادق يفسرون تلك الخصيصة بـ(الاعتداد بالرأي، وثراء المعارف الموسوعيَّة، والثقة التي لا حدَّ لها في القدرة على الحوار، والصبر على إحسان الحُجج وتجويد البراهين، منافحة عمَّا يرى حقاً، إتفق الناس معه أم اختلفوا!) ولكنه يفسرها على نحو مغاير حين قال (إن الأهمَّ من الخصائص الشخصيَّة، على أهميَّتها، هو أن المنافحة عن (القضيَّة العادلة) هو الذي يكسب المنافح بهاء الحُجَّة وقوَّة المنطق، فما من أحد مستطيع، بالغاً ما بلغ من العبقريَّة، أن يدافع عن الباطل!).
من اليقين أن للصادق أفعالا كثيرة من قبل لم تعجب الأستاذ كمال برغم إعجابه بفكره لذلك قال إن الصادق السياسي ليس فنجاني المفضل للشرب، فهو ليس دائما في رأي الجزولي ذاك صاحب (قضية عادلة)! ونحن لا نود مغالطة الأستاذ الجزولي حول اعتباره لهذه المرة بالذات من دون المرات السابقة التي اختلف ويختلف فيها مع السيد الصادق أنها مناسبة تناقض داخلي للإمام، فهو فيما يبدو في حيرة بإزاء هذه المسألة دفعته لتدبيج أسئلته التي برغم حرارتها لم تخرج عن إطار المشروع ولا هي ولجت في باب العنف بل لم تغادر باحة المودة التي تجمعه بالإمام وبصحبه حتى أنه وصف نفسه مرة بأنه رمز المصالحة بين الحزب الشيوعي وبين الأنصار. ولكننا نود أن نشير إلى أسباب مغايرة لما ساقه الجزولي نيابة عن الخلصاء أو تفسيره الذي ساقه أصالة عن نفسه.
فالإمام تحدث في مرات كثيرة حول هذه المسألة مباشرة، وأحيانا يمكن استقراء الأسباب من الطريقة التي يتعامل بها أو يرد بها في مناسبات عديدة، أو من مسلكه بشكل غير مباشر.
النقد فيما رأى الإمام في مخاطبات وكتابات عديدة نوعان: نقد موضوعي وآخر سباب وتجريح. أما الأول فهو يرحب به ترحيبا مطلقا وكما جاء في كتابات كثيرة بعضها منشور في موقع اتحاد الكتاب السودانيين، قال: (قديما قال أمير المؤمنين عمر: "رحم الله أمرءا أهدى لي عيوبي". وعلى نفس النمط قال أهم فلاسفة الغرب عمانويل كانط بعد ذلك بألف عام ونيف: النقد هو أفضل وسيلة للبناء اكتشفها الإنسان). أما التجريح فيرحب به لأسباب أخرى، قال في مخاطبات وكتابات عديدة إن أي كلام ظالم وغير صحيح فإن الله يحاسب قائله ويكافئ المظلوم لأن (اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) وأنه قد جرحه كثيرون وجعلوا همهم الإساءة إليه منهم من اعتذر ومنهم من استمر، وأنه على طول حياته ظل يرى ما يحدث لهؤلاء، ومن ناحية أخرى فإن معظم الناس يستقبلون ذلك التجريح بشكل يصب لصالحه: (كل نملة تعضيني بجي جردل لبن عشان يمحوها) لذلك فإن حساب الربح والخسارة حسب إعلانه في صالحه! وقال إن الإساءات تحفز البعض لإظهار الحقيقة (فإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود)، وقال في معرض آخر إنه يظن أنه زكاة للمحبة تنميها مثلما الزكاة تنمي الأموال. وأنه يجد جراء التجريح محبة أكثر مما يتوقع بل أكثر مما يريد!
وتحدث في كتابه (الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة) والذي كتبه بعد تعرضه للتصفية الصورية في 1 أكتوبر 1989م وظنه أنها يمكن أن تتحول لتصفية جسدية حقيقة وخاف أن تضيع شهادته حول تجربة الديمقراطية الثالثة في السودان فكتب كالذي يدلي بشهادته أمام القضاء وقال: (كنت أول مسئول يصل إلى مكتبه وآخر مسئول يغادر المكاتب أعمل بحماس وتفان وحياء كالمعتذر عن نعم حباني الله بها في بلد جل أهله من المحرومين.) ومعلوم أن سلوك المعتذر فيه ما فيه من تقبل الآخرين مهما اشتطوا لأن المعتذر ليس (كالمتقدّر).

Post: #5
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: محمد حسن العمدة
Date: 06-18-2008, 09:27 AM
Parent: #4

اب

ومتابعة

Post: #6
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 06-18-2008, 01:32 PM
Parent: #5

Quote: وقال في معرض آخر إنه يظن أنه زكاة للمحبة تنميها مثلما الزكاة تنمي الأموال. وأنه يجد جراء التجريح محبة أكثر مما يتوقع بل أكثر مما يريد!


الغريبة ان فى هذه المرة وقف بعض الاحباب(ال البيت) فى
صف مصارف الزكاة ..اعرف ان ال البيت لاتجوز فى حقهم الصدقة ..
ولاعلم لى بالزكاة..هل تجوز ام لا ؟...لكن اعتقد انهم اخذوها هذه
المرة مع الآخذين ...

شكرا العوض ..
شكرا رباح ..

ويبقى ماينفع الناس ...

Post: #7
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-18-2008, 04:12 PM
Parent: #1

الأعزاء ود العمدة و محمد عبد الرحمن... تحياتي و تقديري. و نواصل مع رباح:
Quote: وفي اليوم السابق لنشر الكاركتير (أي يوم 18/5) كان يتحدث في ختام دورة الرباط الإستراتيجي-2 التي أجراها حزب الأمة بولاية سنار، وتعرض بعض المتحدثين لما ناله من تجريح جراء موقفه في حادثة الهجوم على أم درمان، فقال إنه اطلع على الإساءات والمنشورات التي صدرت ولا يظن أنها من حركة العدل والمساواة بل من آخرين (نحن نعرفهم ولكنا لسنا مهتمون بالرد عليهم، وكما قال متحدث قبلي أني استطيع لو شئت أنتف الواحد منهم ريشة ريشة لكن لي في هذا الموضوع فلسفة) ثم ذكر حديثه عن رجحان ميزان الربح والخسارة وأنه يجد من ذلك ربحين واحد عند الله وواحد عند الناس، وأضاف: أما بالنسبة لهذه الحادثة بالذات فقد كان من المفترض أن يسموني إبراهيم، لأنه لما جاء خبر ولادتي لجدي الإمام عبد الرحمن استفتح بالقرآن وفتح سورة إبراهيم ولكن لملابسات أخرى تحوّل عن رأيه وسماني الصادق، وحينما حصلت الأحداث الأخيرة استفتحت بالقرآن فوقعت على الآية (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) إشارة لإبراهيم عليه السلام. فهو بذلك مطمئن بشكل أكبر –وليس أقل- بإزاء الإساءات التي وجهت إليه وتوجه من أقلام جعلت غضبها من الإمام أكبر بدرجات لا تحصى من غضبها من المؤتمر الوطني الذي تقول إنها تغضب من الإمام لالتقائه به!

ومجمل قولنا في هذه المرحلة من نقاش الأستاذ كمال الجزولي وهو مدقق محقق معروف، إنه هذه المرة لم يدقق كثيرا حول ملابسات ما اعتبره غضبا للإمام، ولكن بنى عليه مدخله جيد السبك لأسئلته العشرين. كما إنه حاول معرفة فلسفة الحلم لدى الإمام عبر ما نسبه لخلصاء للإمام يبدو أنهم لم يسمعوا ما قاله الإمام وما يظل يكرره في هذا الأمر. أما تفسير الأستاذ الجزولي نفسه لحادثة الغضب ففيها إسقاط كبير من أفكار الجزولي على نفسية الإمام، ونشهد نحن ممن حوله أننا لم نر من آثار هذا الإسقاط شيئا، فلا الإمام متناقض مع أقواله السابقة، ولا هو برم بالنقد أو ضائق به أو غاضب منه.. إنه كثيرا ما ينقد نفسه مما يعني اعترافه بأنه يخطئ أحيانا بكل سماحة نفس، كما أنه ما انفك يتلقى النقد البناء بترحيب الباني الذي يمده الناس باللبنات، ويقابل الإساءات بارتياح صاحب الربحين.. ولهذا لا يغضب من النقد الإمام!.

نواصل حول الأسئلة بإذن الله

وليبق ما بيننا

(نشرت بصحيفة أجراس الحرية في الاثنين 9 يونيو 2008م)

نواصل...

Post: #8
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Zakaria Joseph
Date: 06-18-2008, 04:53 PM
Parent: #7

السيد العوض
هذا الرجل هو الزعيم السياسى الوحيد الذى اتحيت له فرص ذهبية ليحل مشاكل السودان بشكل دائم و لكنه اثبت time and time انه سياسى فاشل, بل المرات الوحيدة التى اتحيت للسودان حل مشكلة الجنوب, مثلا, اتى الامام بالمصالحة الوطنية التى قتلت اتفاقية اديس ابابا و هذه المرة نعرف ان ما يسمى بالوفاق الوطنى عبارة عن تمهيد للنكوص بنفياشا. اعتاد السيد على لوم الغير, فكل فشله, غيره كان السبب. متى سيعترف هذا الرجل باخطاءه? يا سيدى, الشهادات الجامعية و بلاغة اللسان و الفلسفة لا تخلق الزعامة, الذعامة السياسية عبارة عن skills تكتسب من خلال فهم عميق لمشاكل شعبك. إذإ ظل السيد فى الذعامة, فعلى حزب الامة السلام.

Post: #9
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-18-2008, 05:12 PM
Parent: #1

الأخ العزيز زكريا
تحياتي... المصالحة الوطنية كانت عام 1978 و لم يدخل فيها الصادق النظام بصورة فعلية و اتفاقية أديس أبابا انهارت عام 1983. بالنسبة لتحميل الصادق كل الإخفاقات في العهد الديمقراطي فهذا ظلم ما بعده ظلم. لا شك أن السيد الصادق يتحمل جزءا منها لكن الحركة الشعبية التي لم تضع السلاح تتحمل جزءا كذلك... و الحزب الاتحادي شريكه في الحكم في معظم تلك الفترة يتحمل جزءا... و الحزب الشيوعي الذي كان مصرا أن يكون خميرة عكننة يتحمل جزءا... و الجبهة القومية التي غدرت بالجميع تتحمل الجزء الأكبر بلا شك
.

Post: #10
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: El hadi A.bashir
Date: 06-18-2008, 09:13 PM
Parent: #9

brother El awad

I value any fair critics.I participated in one of irresponsible post,by one of bord member, couples of weeks back,
Everyone, of us has to respect our leaders even if, we didnot go along with their ideas and point of views

I have seen that image in Agras Alhuria, it is un acceptable by all means..
Thanks,

Post: #11
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: amin siddig
Date: 06-18-2008, 09:50 PM
Parent: #10

يقبل النقد فقط حين يكون يخدم غرضاً بإظهاره كرجل ديموقراطي .. و لكن هذا مجرد كذب ألم يلقي القبض على مؤلفي كتاب مجزرة الضعين .. و في عهد مفترض أنه ديموقراطي ؟ .. ألم يكن يتدخل بصورة وقحة في برامج الإذاعة ؟ ..
تريدون منا أن نرى الورود في الشوك ؟ .. و إن وجدت وردة فهي من ذلك النوع آكل اللحوم

مشكلة السودان ليست نقص حاد في الأدب .. كما لن يحل مشكلته أن يصبح الناس مهذبين .. حتى يترك الناس القضية الرئيسية في التناول السياسي لهذا الشخص و هي مواقفه المنحازة لشمولية .. و يجعلوا من حبة موضوع الإساءات إلى الصادق قبة

يمكن مقارنة الصادق بسافكي الدماء من الكيزان .. و هو الذي وفر لهم الماؤى و تواطأ معهم معظم حياته .. و هو الذي يصف سكرتيره زعيمهم بأنه مؤيد للعناية الإلهية .. إن كان البعض يرى أن كل هذا ليس كافياً لإدانة الصادق حاجة من إتنين : يا في ناس عندها حاجة تانية من وراء موقفها ده ما مفهومة بل مريبة ... يا درجة بعيدة من التعامل مع السياسية بمفاهيم ساذجة عن الطيبة و الخديعة و سوءالتفاهم الإجتماعي .

وبس

النقد يغضب الإمام .. و حتى إن كان لا يغضبه فربما لأنه يعلم بصحة ما يرد في هذا النقد بحقه .. ما داير أقول ميتة قلب أشان ما يجي زول يشب لينا في حلقنا و يقول لي جيب أدلة إنو قلبو ميت .... ECG

Post: #12
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-18-2008, 10:33 PM
Parent: #1

الأخ د. أمين
هون عليك... الانفعال لن يقنع مخالفيك في الرأي. واحدة من مشاكل السودان هي النقص في الأدب... لماذا؟ لأنها عرض لأمراض كثيرة منها عدم مقدرتنا على ترك مساحة للرأي الآخر و اهتمامنا بالأشخاص دون الأفكار و منها النظر للكون كله بمنظار أبيض أو أسود. يا أمين ياخي يجب أن نعترف أننا في ذيل الركب و لا زلنا نحبو للحاق بركب الأمم المتحضرة... فينعكس التحضر على سلوكنا. حكاية الواحد يبني ليهو زنزانتين افتراضيات و يقول الما بدين الصادق إما أنه وراهو حاجة مريبة أو ساذج و طيب و مخدوع هو جزء من مأساتنا... في ظني أن من لا يملك بناء هاتين الزنزانتين بغير الكلمات ليحشر الناس فيهم حشرا لن يتوانى عن بنائهما فعلا لو وجد لهذا سبيلا. لا أفهم على الإطلاق أن يختلف شخص مع الصادق المهدي فيلجأ للطعن في نسبه. إذا كنت تعبر هذا الضرب من الإساءة حبة فأنت و شأنك لكن لا تلم من يراه قبة أو أكبر من ذلك.

Post: #13
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-18-2008, 10:37 PM
Parent: #1

الأخ الهادي
شكرا لك على الإضافة... نعم من حقنا أن ننتقد قادتنا و بعنف كمان.. لكن إدمان النقد و توجيهه كيفما اتفق قد يصبح سببا للعجز عن تشخيص مشاكلنا و علاجها. أتفق معك في وجوب الاحترام ليس لهم فقط.. لكن لبعضنا البعض و للجميع.

Post: #14
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-19-2008, 02:59 AM
Parent: #1

تواصل رباح:
Quote: بيننا
مداخلات للرزنامة
ليس في شرعتنا..! (2-4)
في الحلقة الأولى أثبتنا أن ما بنى عليه الأستاذ كمال الجزولي مدخله حول التراضي الوطني من غضب للإمام الصادق المهدي من كاركاتير أجراس الحرية على غير العادة ليس صحيحا، واليوم نداول أفكارا حول تساؤلاته وقد قادتنا هذه الأفكار والبحث الذي رافقها للاهتمام بمواقف القوى السياسية المختلفة، وكذلك قادنا البحث والتفكير للاهتمام بما قاله الإمام نفسه في محاضرة (التراضي الوطني الشبهات والحتميات) التي ألقاها بالقاهرة في 11/6 الجاري، ونزمع بالتالي أن تتمدد مداخلاتنا للرزنامة لتركز عليها اليوم، ثم ننتقل للمواضيع ذات الصلة المذكورة. ننطلق في نقاشنا للتساؤلات من جملة ظلت تتردد في رأسنا ونحن نلحظ سوء الفهم العريض الذي انطلق منه الأستاذ كمال لتحليل (القيمة) و(الدلالة) في التراضي الوطني والجملة هي: ليس في شرعتنا.. ما ظنه الجزولي!.
تساؤلات الجزولي العشرين متناسلة (بعد نزع الدسم الأدبي منها) من ست أسئلة رئيسية تدور حول: الجديد في الاتفاق وضمان تنفيذه- مآلات الاتفاق ومخاطره على الصعيد الحزبي- أثره على العلاقة بين الحزب وحلفائه في القوى السياسية- مجانيته وتنازلات حزب الأمة- المكافأة أو العائد المنتظر للحزب- حكاية سفينة نوح ومن يمثله في الاتفاق؟
الجديد في الاتفاق
لم تغادر الاتفاقيات متردمات القضايا المذكورة ولكن جديد التراضي هو:
كل المتفقين السابقين انطلقوا من فرضية أن الطاولة التي تضمهم مع المؤتمر الوطني نهائية وحضور الآخرين فيها مراسمي وحسب، وإن وجد فيها رجعة لتحكيم أو ضمان فهو للأطراف الدولية، ولكن هنا أشرك حزب الأمة القوى السياسية في مشاوراته أثناء التداول (حتى ولو انقلب البعض ونقض سابق قوله)، والأهم من ذلك أن النص على آلية للخروج برؤية قومية موزع علاوة على الديباجة في النصوص:9 من الفصل الثاني (تهيئة المناخ)، و18 من الفصل الثالث (مسألة دارفور)، و12 و13 من الفصل الرابع (الانتخابات)، و10 من الفصل الخامس (المطلوب عمله). وهذا فرق جوهري، وجديد (لنج) وليس في الاتفاقيات الأخرى سوى التزام بالشمول لا يتجاوز الديباجات، بينما هنا هو روح الاتفاق الذي يعترف بأنه بين طرفين ويجزم بأنه لا يتم (التراضي) إلا بحضور البقية.
الاتفاقات السابقة كلها تقوم على فكرة المقايضة التالية: الاعتراف بشرعية تمكين المؤتمر الوطني بأغلبية تشريعية وتنفيذية، في مقابل حصول المعترف بهذا التمكين على قسمة ما، وبهذا تنضم القوى المعارضة إلى حكمه وتعطيه شرعية بمشاركتها الاسمية ثم لا تنال إلا الحامض من رغو الغمام! والجديد هنا أن حزب الأمة وقف لدى (دُت!) ولم يضع المشاركة تلك في جند النقاش فابتعد عنها ولم يغن لها، بل اعتبر أنها من أكبر الخطايا الوطنية في نيفاشا وأبوجا والقاهرة وأسمرا وهي هي سبب فشل هذه الاتفاقيات لأن تنفيذها ينطوي على قسمة للمؤتمر تعطيه اليد العليا تنفيذيا وتشريعيا بلا نزاع. هذا الفرق الجوهري غاب عن الأستاذ الجزولي، فهمُّ التراضي ليس من يقتسم ماذا بل كيف نجلس جميعا لدرك البلاد!
المآلات على الصعيد الحزبي
وهنا يستخدم الأستاذ كمال المقايسة بدون اكتمال أركانها، والمقايسات من الأشياء المحبوبة في الفكر السوداني وهي إحدى فجائعه. وكيف يحق لنا أن نسحب خذلانا وإهمالا ومهانة لصاحب منصب في القصر على من لم يدخل قصرا أصلا ولن يدخله؟ فالأمة لن يشترك في السلطة لتبلغ روحه الحلقوم فعل الحركة، أو يشتكي تهميشا فعل السيد مبارك أو إهمالا فعل السيد مني، لقد كان يحدو نشيدا متكررا: الإجماع السوداني والمؤتمر الجامع وما إليه، فقال له المؤتمر الوطني: سمعا! فإن صدق كفى الله المؤمنين القتال وإن كذب وعاد عدنا، ما لوثنا اسمنا بدخول برلمان باصم أو استلام وزارة ولا جيبنا بقسمة نفط أو عمارة! والأهم من ذلك أننا لم نعترف بشرعية القسمة الضيزى في الحكم المعين الحالي.
ولكن الخوف من انشقاق أو تصدع حزبي ليس نابعا مما قابلته الحركات والأحزاب التي ذكرها الأستاذ كمال، بل هو نابع من السبات! فقد كان الأجدى للحزب أن يستعد لهذه الخطوة المدروسة في المؤسسات بتعبئة وتنوير شاملين في القواعد، وما من أحد كائنا من كان ومهما بلغ موقفه من حق وجلاء بقادر على جعل السبات أو التجاهل آلية لمجابهة أسئلة الجمهور واستفساراته إلا وطاله الدمار، واختلط لدى قواعده الوهم بالحقيقة، خاصة وهناك أفواه كثيرة أدخلت شفاهها بعضها داخلي وبعضها خارجي، وبعضها عن جهل وبعضها عن غرض وتستغل تأخر أو محدودية حركة الجهات المسئولة داخل الحزب لتنوير الأعضاء، وهذا هو باب كبير للبلبلة ندعو الله أن يتداركه الأحباب.

نواصل...

Post: #15
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: أسامة الفضل
Date: 06-19-2008, 03:32 AM
Parent: #14

بداءا أوكد دم إنتمائي لأي حزب سوداني ولكن إحقاقا للحق فإن السيد الصادق المهدي و بعيدا عن الإرث الطائفي لحزبهيعتبر من الوجوه المشرقة للسياسة السودانية الحديثة فالرجل فشل مرتين لاسباب عديدة من أهمها الواقع السياسي والإجتماعي الموغل في التخلف و السبب الثاني هو ضعف البرنامج السياسي لحزبه والذي لذات السبب الأول أما السبب الثالث فالعسكرلم يمنحوا الرجل و الديمقراطية الفرصة الكافية تخيلوا لو أن الرجل كان سياسيا في بلد ذي تقاليد سياسية راسخة هل كان سيفشل أشك في ذلك

Post: #16
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: مجاهد عبدالله
Date: 06-19-2008, 05:23 AM
Parent: #1

Quote: وجه الأستاذ كمال الجزولي تساؤلات للسيد الصادق المهدي، وتعد الزنامة تلك–مع مقالة البروفسور الطيب زين العابدين بصحيفة الصحافة في 26/5 الماضي- من أميز ما كتب حول الاتفاق الذي وقع بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني واشتهر باتفاق التراضي الوطني- وقد غلب على ما كتب بأقلام عديدة الغث وملأه الهوى أو عواطف أخرى تبعد عن الموضوعية وتلج في نقيضها.


المحترم العوض سلامات واحوالك ..

لا أدري لماذا تجاهلت الأستاذة رباح الصادق مقالات الدكتور القراي وأخرجتها من دائرة النقد البناء لحزب الأمة في مسودة التراضي الوطني فقد كانت مقالات الدكتور عمر القراي بحق أميز ما كتب عن الإتفاق من وجهة النظر العام لمواقف حزب الأمة ضد النظام ...

خالص الود ...

Post: #17
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-19-2008, 04:29 PM
Parent: #1

الأخ أسامة
مثلك لا أنتمي لأي حزب. ربما كان عدم انتمائنا هذا سببا لأن نحكم بصورة أكثر حيادا و موضوعية على الرجل. في تقديريأن السبب الرئيسي لما حدث هو أن الجميع تعاون على إفشال فترة حكمه مما هيأ الأرضية للانقلاب... لا زلت أذكر تعليق أحد الوزراء عن الحكومة في تلك الفترة و قوله لو كلب جراها من كراعها ما بقول ليهو جر!!! إذا كان هذا هو مدى الإحباط الذي يشعر به وزير، فما بالك بالمواطن العادي.

Post: #18
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-19-2008, 04:49 PM
Parent: #1

الأخ مجاهد
و عليكم السلام
لا أظن أن رباحا قد قصدت ذكر كل من كتب عن حزب الأمة بل ذكرت كتابة الأستاذ الجزولي و الدكتور زين العابدين كجزء (من أميز ما كتب) عن الاتفاق. في تقديري الخاص أن مقالات د. القراي لم تأت محايدة و لم يتمكن د. القراي من تنقيتها من المرارة التي يحملها كثير من الإخوة الجمهوريين تجاه السيد الصادق و لا شك أنك قرأت مقالات د. القراي و يكفي قراءة أول فقرة من المقال لتجد أنه ينضح بالأحكام المسبقة:

Quote: الاتفاق الذي وقع قبل أيام، بين حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر الوطني، وسمي اتفاق التراضي الوطني، جاء مخيباً لآمال كثير من المثقفين، الذين كانوا يحترمون السيد الصادق المهدي، وكثير من أعضاء حزب الأمة الحريصين على مصلحة الحزب ومصلحة الوطن.. ولقد كان السيد الصادق يطمئن أعضاء حزب الأمة، الذين اعترضوا على التقارب بين حزب الأمة والحكومة -ولم يقبلوا بدخول ابن زعيمهم الذي يقود المعارضة للنظام، في جهاز أمن ذلك النظام- بأن الاتفاق مع الحكومة لن يتم، إلا إذا غيّرت الحكومة من سياستها، والتزمت في أدائها بالاتفاقية وبالدستور.. ولما طال الأمد، ولم يبدو شيء من ذلك، ولم يطق السيد الصادق مع البعد عن (كرسي) الحكم صبراً، هرع إلى الاتفاق، دون أدنى اعتبار لرأي اتباعه ومريديه.. ولعل أعضاء حزب الأمة الصادقين، تأكدوا الآن، أن زعيمهم كان يخدعهم، واأن الاتفاق لا جديد فيه، غير التمهيد لدخول حزبهم (الديمقراطي) العريق، في جلباب هذا النظام الشمولي العتيد!!

Post: #19
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-19-2008, 06:06 PM
Parent: #1

تواصل رباح:
Quote: الاستفراد بحزب الأمة

حينما اتصل المؤتمر الوطني بحزب الأمة بعد (المصفوفة) الشهيرة، استجاب الحزب مع التأمين على ضرورة شمول الحوار للكافة، وكون لجانه الخمس الشهيرة للحوار مع المؤتمر الوطني- الحركة الشعبية- القوى السياسية الأخرى- الحركات الدارفورية والمجتمع الدولي. الحلقة الأضعف في هذه الملفات كان ملف الحركة الشعبية بالرغم من أننا قدمنا السيدة سارة شهيدة ردم هذه الهوة بقوة كما قال الأستاذ الحاج وراق، وعلّق السيد الصادق على الصورة الكاملة للحوارات قائلا: نحن نركض خلف الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني يركض خلفنا!.

الشاهد أن الحوار مع المؤتمر الوطني كان حلقة من بين حلقات أخرى تحركت بسرعات متفاوتة، وكان الحوار مكشوفا أمام الآخرين بكل تفاصيله، ولذلك ربما دهش حزب الأمة من ردة الفعل العنيفة التي لاقاها من بعض حلفاء (الأمس واليوم والغد)، فموقف حزب الأمة (ليس في شرعته) اشتراك في الحكم الحالي، ولا في شرعته تحالف ثنائي مع المؤتمر الوطني، ولا في شرعته تخل عن مواثيقه السابقة، وقد أغلظ في الشرح والتفسير لقوى أصلا (ما طالباه حليفة) على قولنا السائر فهي مشتركة في الحكم هذا إما حتى رأسها وإما حتى السوق لحد الركب، فما بالها تلومه الذي لن يلج الحكم ولا للعرقوب؟.. ولأن مسألة موقف القوى السياسية من التراضي هامة فسنفرد لها الحلقة القادمة بالتركيز على بيان الحزب الشيوعي كما قلنا بإذن الله، ولكننا في هذا المقام نقول إذا عابت القوى السياسية التي إما اشتركت في جريمة (الإنقاذ) أو شاركت في الحكم الحالي مسلمة بتغليب المؤتمر الوطني المطلق، على الأمة اتفاقه لإنهاء هذه المسرحية الفجة عبر آلية تجمع السودانيين كلهم ليقولوا لا لتمكين المؤتمر الوطني فوق رؤوسنا ونعم لكلمة سواء تضمنا معه، وإذا دق هذا الاتفاق إسفينا بين حزب الأمة وبينهم فلن يكون هو المخطئ بحال! وسيكونون هم كالمثل القائل: (الفيك بدربو والعليك اقدلبو) فعلام يقدلون بمشاركاتهم ويرمون حزب الأمة بها وهو منها براء؟

ومن جديد لا ننكر أن لحزب الأمة دورا هاما ليس اعتذاريا أو تبريريا فلا يملك أحد لومه، ولكن عليه أن يدق الأبواب بالإعلام والتوضيح ببساطة لأن الاتفاق إذا لم يطوّر إلى شكله القومي فسيتلاشى حتى ولو صدق المؤتمر الوطني وعده. ولو دق الاتفاق إسفينا بين حزب الأمة والقوى السياسية فهذا الإسفين سيكون مسمارا في نعش الاتفاق في ذات الوقت!.

مجانية الاتفاق

اتخذ الأستاذ كمال الجزولي أحد بنود الاتفاق حول الانتخابات كدليل على تنازل مجاني من حزب الأمة. وسنناقش هذه المسألة تفصيلا في الحلقة القادمة بإذن الله ونكتفي هنا بالقول إن النصوص في فقرة الانتخابات كان فيها خلاف أثبت فيها أحيانا موقف المؤتمر الوطني وأحيانا موقف الأمة (حسب اتفاقه مع القوى السياسية في 9/10/2007م) ثم قالت المادة (12) إن هذه النصوص (مازال هنالك تباين حولها يسعي الطرفان لحسمها علي ضوء المناقشات مع القوي السياسية الأخرى.) ومن بينها مسألة النسبة بين التمثيل الجغرافي والنسبي.

وهذا يعني أن حزب الأمة لم يقدم أية تنازلات، إذ اثبت الخلاف وقال إن الحكم فيها هو القوى السياسية الأخرى (وحكمها معروف بالنسبة له سلفا)، وبذلك لم يجد الأمة حرجا في التوقيع على بيان مشترك مع القوى السياسية صدر أول أمس (14/6) بدار الحركة الشعبية يؤكد على مواقف القوى السياسة بمن فيهم حزب الأمة من هذه القضايا والحركة الشعبية هي التي وقعت اتفاقا نهائيا مع المؤتمر الوطني غيرت فيه النسبة المتفق عليها بين الأحزاب بدون نص على الرجوع لها ومناقشتها كما فعل حزب الأمة فلماذا لم تتهم هذه التهم؟..وهنا من جديد، لم يكن في شرعتنا تنازل، ولو قيس ما تم بمقياس موضوعي لقيل إن حزب الأمة وضع اللبنة الأولى لآراء الأحزاب السياسية أن تجد مكانها في حسم الخلاف حول مسائل الانتخابات عبر الفقرة (12) في باب الانتخابات.

نواصل...

Post: #20
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-20-2008, 05:39 AM
Parent: #1

تواصل رباح:
Quote: المكافأة المنتظرة
طفق الجزولي بعد أن بنى منطقه على مقدمة جانبت الصواب كما ذكرنا، واتخذ مقايسات ناقصة الأركان، يسحب تفاصيل أسئلته حول تفاصيل الأمثلة المقاس عليها، وتساءل عن ثمن التنازلات المجانية التي رآها (بينما الأمة هو الكاسب الأهم لأن جوهر الاتفاق يتطابق مع جوهر ما ظل ينادي به كما ذكرنا)، ثم قدّر أن الثمن ربما كان نصيب مقدّر في السلطة يطمع فيه الأمة! أو تحالف ذكي (كما قال السيد الصادق) مع المؤتمر الوطني في الانتخابات! ولكن: ما نبغي.. هذه تجارتكم ردت إليكم أستاذ الجزولي! وفي الحقيقة فهذه الفقرات في مقال الأستاذ الجزولي كانت محيرة لنا بدرجات فاقت بكثير الحيرة الماثلة في كتابته! ترى هل قرأ الأستاذ الجزولي هذه الأدبيات التي رجع لها في الاستشهادات؟ أما مسألة السلطة هذه فقد قال الحزب إن المؤتمر الوطني من قبل قد عرض عليه مرتين اقتسام السلطة (مناصفة) وأنه أبى ويأبى أن يأتي إلا عبر صناديق الاقتراع، فما تراه يجعله يقتسم كعكة داستها كل السنابك وولجت فيها كل (القداديم) ونصفها ويزيد في الحفظ والصون الأبدي لدى المؤتمر الوطني بلا جدال؟ ليس في شرعتنا قسمة سلطة.. ليس في شرعتنا ولو جاؤا بها إلينا كاملة وهذا موقف مبدئي فلا تذهبن بالأستاذ كمال الظنون! أما مسألة التحالف الذكي هذه فلولا تتبعنا للجزولي ومعرفتنا بأنه ليس من المدلسين لرميناه بها بدون طرفة عين. التحالفات الذكية وردت لدى الإمام مؤخرا في مناسبتين (ونشرتا في صحيفة أجراس الحرية) وهما: ندوة الأربعاء بتاريخ 30/4، وكلمته أمام ورشة الانتخابات في 27 أبريل. وقال ما نصه (قبل الكلام عن التحالفات التقليدية والتي قد تأتي في مراحل لاحقة لا بد من الكلام عن التحالفات الذكية مع المهنيين وغيرهم للأداء المشترك دون شرط الانضمام للحزب. نهتم بقضاياهم ونتحالف حول أهداف مشتركة).. وهل يعقل أن يكون هناك تحالف انتخابي (ذكي) مع المؤتمر الوطني؟ إنما ميزة حزب الأمة على غيره من الأحزاب أنه الأنقى من المشاركة في حكمه وهذا كرته الرابح انتخابيا، وقد يفكر بعض الناس داخل حزب الأمة أو في الحركة الشعبية أو الاتحادي الديمقراطي أو غيرهم بإمكانية التحالف مع المؤتمر الوطني، لكن الحزب أعلن أن مسألة التحالفات في الانتخابات ستحسم ديمقراطيا داخل مؤتمر الحزب العام القادم، ولا أظن لو طرح البعض هذا الموقف سيجدون تأييدا يذكر، و(قطع شك) لن يعتبر أحد هذا (ذكاء)! والسؤال: نحن لا نعتقد أن الجزولي قرأ هذا الكلام من مصادره، فمن باعه هذا الكلام (الخارم.. بارم) على أنه من كلام الإمام؟.
سفينة نوح
من جديد افتقد الأستاذ كمال تدقيقه الشهير، ومرد هذا في رأيي الحيرة التي تسبب فيها إما غياب المعلومة أو حضور التشويش من جهات عديدة ولغت في إناء التراضي و(جهجهت) بعض أصحاب الرؤى والأفكار. فالسيد الصادق ما انفك يتحدث عن التراضي الوطني باعتباره وصفة عالمنا العربي والإسلامي والإفريقي السحرية، وتحدث في كتابات عديدة في صحيفة الشرق الأوسط وفي أوراق منشورة –والأستاذ كمال متابع لفكر الصادق مهتم به يرشف فناجينه ويداخله حتى وقت قريب- قال في كلمته أمام ملتقى القدس الدولي بتركيا في نوفمبر الماضي (هنالك مناطق ملتهبة في العالم الإسلامي مثلا فلسطين، العراق، لبنان، السودان، الصومال، أفغانستان، وغيرها. ينبغي العمل على سد الثغرات فيها عن طريق الوحدة الوطنية لا الاستقطاب). وتحدث مرارا عن فكرة (التراضي الوطني) باعتبارها الوصفة التي وصلوا لها- ضمن وفد نادي مدريد- في بحثهم عن أوضاع المنطقة في كل من الأردن والمغرب والبحرين... فالتراضي الوطني كفكرة مجردة (وليس الاتفاق بين الأمة والوطني) هو عصا موسى التي تلقف ما يأفكه الاستقطاب، وهو سفينة نوح التي تنقذ بلداننا من طوفان المواجهة والتمزق والدمار.. والتراضي الوطني هذا، سوى أتى عبر اتفاق التراضي بين الأمة والوطني، أو أتى عبر مبادرة السيد محمد عثمان الفردية، أو غيرها من المصادر، هو الفكرة التي نظنها سفينة نوح.. و(نوح) هنا في رأيي هو الروح الوطنية المخلصة التي تنتظم جميع الأحزاب فتدع اللجج والخصام، وتشمّر من أجل انتشال بلد يغرق! وليس في شرعتنا في هذا الحديث محاكاة قطار (الإنقاذ)، أو الحديث حول ناجين ومغرقين لأنه وببساطة لو لم يركب الجميع فسنغرق كلنا والوطن!

نواصل بإذن الله
وليبق ما بيننا
(نشرت بصحيفة أجراس الحرية في الاثنين 16 يونيو 2008م)

Post: #21
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: amin siddig
Date: 06-20-2008, 09:50 AM
Parent: #20

Quote: لا أفهم على الإطلاق أن يختلف شخص مع الصادق المهدي فيلجأ للطعن في نسبه. إذا كنت تعبر هذا الضرب من الإساءة حبة فأنت و شأنك لكن لا تلم من يراه قبة أو أكبر من ذلك.


السيد العوض

أنا لا أؤيد الطعن في الأنساب ولم يسبق لي أن خضت في هذا الموضوع .. و ليس هذا ما أتحدث عنه ... و وصف الناس من قبل بعض أعضاء حزب الأمة بقلة الأدب و الإنطلاق من أغراض إجتماعية خفية في نقدهم للصادق لم يطل فقط الذين تحدثوا عن موضوع نسبه

أما بالنسبة لحديثك عن العقلية التي سببت تأخر السودان فأتفق معك على تأخر السودان .. الذي لم أكن أحكمه أنا في النصف قرن السابق بل دمره من يتم الدفاع عنهم الآن من أمثال الصادق و يمارس الإرهاب الفكري للدفاع عنهم بوصف منتقديهم بالحقد الإجتماعي ووضاعة الأصل ..

تأييد الصادق سياسياًأنا شخصياً أعتقد إنو يا موقف مريب يا سذاجة .. فشلت في أن أجد تفسيراً آخر ولا أرى أي تسلط في موقفي هذا خاصة و انني أحدث عن أيقونة للفشل السياسي

Post: #22
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: jini
Date: 06-20-2008, 11:53 AM
Parent: #1

جائزة الترضية للفريق المهزوم هى الخلق الرياضى وهى حق اصيل لسيد الصادق
واكثر ما يحزننى فى هذا الرجل الخلوق انه ينهزم ولا يهزم!
جنى

Post: #23
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-20-2008, 04:25 PM
Parent: #1

الأخ أمين
أولا أفضل أن تناديني بالأخ و إذا مستكترها فيكفي العوض. لا أحبذ كلمة السيد في هذا المقام و أراها رسمية أكتر من اللازم.
أنا لم أتهمك بأنك تؤيد الطعن في الأنساب لكن قلت إن الإساءات التي تعرض لها الصادق ليست حبة كما تقول بل هي فعلا قبة و ضربت مثالا بالطعن في نسبه التي لا أرضاها له و لا لغيره. بمثل قلقك من كلامي عمن طعن في نسب الصادق و تأكيدك أنك لا تؤيده و لا تخوض فيه أقلقني كلامك عن من (يمارس الإرهاب الفكري للدفاع عنهم بوصف منتقديهم بالحقد الإجتماعي ووضاعة الأصل ..) و أحب أن أؤكد بأني لا أصف منتقديه بالحقد الإجتماعي ووضاعة الأصل و لا أؤيد ذلك. ما زلت عند رأيي بأن اختزال الخلاف حول الصادق السياسي و تفسيره بأنه إما موقف مريب أو ساذج فيه نوع من حشر المخالفين في قوالب ضيقة و يكشف تبرما بالرأي الآخر. لك شكري و تقديري.

Post: #24
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-25-2008, 09:37 PM
Parent: #1

Quote: بيننا

مداخلات للرزنامة

بهتونا (المعاريض)! (3-4)

رباح الصادق
[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذه الحلقة من المداخلة والتي تليها نخرج من رزنامة الأستاذ الجزولي التي قلنا إنها كانت من سمين ما كتب حول اتفاق التراضي لنتعرض هذه المرة لبعض غثه، وفي المرة القادمة نذكر بعض مرافعات السيد الصادق المهدي لتكتمل الحلقة. هذه المرة نناقش البهتان الذي بهتته أحزاب تقف في خانة المعارضة لحزب الأمة، منطلقين من كلمة كتبها أستاذنا الدكتور عبد الله علي إبراهيم بالرأي العام مؤخرا وهو يصف بهتان بعض المنتسبين لحركة الدفاع عن الهامش له وعنوانها (بهتوني الهواميش) وكانت قد أعجبتنا مثلما تفعل كتاباته على الدوام.

وقد أدرجنا هذه الحلقة في مسلسل الرد على الأستاذ كمال الجزولي بدون أن يكون اتخذ طريق البهتان هذا بل تساءل فيما أشكل عليه وحسب، وذلك لأن بعض حيرتنا حول المصادر التي استند عليها الأستاذ الجزولي في تساؤلاته، انتفت حينما تابعنا ما قالته بعض قوى المعارضة حول الاتفاق مما يصب رأسيا في خانة البهتان، وإذا تابع الواحد أو الواحدة بيان الحزب الشيوعي-مثلا- فستجد هذا البهتان يلامس "حواف التجني" بتعبير الجزولي بل يلج متنه. وهذا هو ما جعلنا نقول إن بعض الغبار الذي أثير تجنيا قد أشكل على الجزولي وغيره من أرباب الأفهام.

لقد نورت قيادة حزب الأمة بعض كادرها ومن ضمن ما تردد الحديث عنه الاتصال بالقوى السياسية قبل توقيع الاتفاق، وقد تأكد أنه في اجتماع ضم زعماء الاتحادي والشعبي والشيوعي، كان لممثل الاتحادي الأستاذ علي محمود حسنين رأيا يتعلق بموقف الاتحادي وعدم تشجيعه للتيار المندفع باتجاه الوطني داخله مما يمنعه من التأييد العلني للحوار، أما الشعبي فسأل الدكتور حسن الترابي عن الجديد في الاتفاق ورأى بعد تنويره أن البنود المذكورة كجديد في دارفور والانتخابات تستحق الاتفاق بشأنها، أما الأستاذ محمد إبراهيم نقد فقد أبدى حينها تفهما كاملا واتفاقا مع كل ما نورت به قيادة حزب الأمة، وللعجب، فقد كان الشيوعي الذي يقوده هو المبادر ببيان متعجل للتجريم، ووالغ في البهتان!

صدر بيان الحزب الشيوعي بعنوان (رأي الحزب الشيوعي السوداني في اتفاقية التراضي الوطني) بعد أربعة أيام من توقيع الاتفاق المذكور (أي في 24/5/2008) وبدأ بتأكيده على تأييد "كل ما يجمع ويوحد الصف الوطني" ثم أشار لما قامت به قيادة المؤتمر الوطني بنقضها للحديث حول الحريات في ذات يوم توقيع التراضي ونقض الدستور في آن واحد بالحديث عن نيتها استمرار الأمن بصلاحيات تنفيذية. (وهذا ليس مما يضير موقف حزب الأمة بحال وإن كان من شأنه أن يلحق الاتفاق بأمهات طه!). ولكن البهتان العظيم كان قول البيان (إن ما جاء في صدر اتفاقية التراضي عن الثوابت هو تكريس للدولة الدينية وعودة للمربع الأول الذي واصلت منه الإنقاذ قوانين سبتمبر 1983م). هذا البهتان العظيم مرده أن هذه الثوابت هي لدفع مثل هذه الدولة التي تحدث عنها البيان وهي حاضرة ومتفق عليها وفقا لبروتوكول ميشاكوس وفيه النص: (3-2-2) "التشريعات التي تسن على الصعيد القومي والتي تتأثر بها الولايات خارج جنوب السودان مصدرها الشريعة والتوافق الشعبي". وجاء الدستور الانتقالي ليؤكد في المادة (1-5-1) "تكون الشـريعة الإسلامية والإجماع مصدراً للتشـريعات التي تُسن على المستوي القومي وتُطبق على ولايات شمال السودان". وكذلك المادة (1-5-3) والمادة (5-6) وكلها تشير إلى التشريع الديني في الشمال. وفي تصور نيفاشا هضم لحقوق المسلمين الاجتهادية فالدستور ينص على آلية لاستثناء غير المسلمين من الأحكام الإسلامية، ولكنه لا يعطي المسلمين الذين لا يرون صحة التطبيقات الحالية (مثل قانون الزكاة، وقانون تنظيم العمل المصرفي لسنة 1991م، والقانون الجنائي لسنة 1991م، وقانون الأحوال الشخصية للمسلمين لسنة 1991م) فرصة لتعديلها. والدستور يستصحب الأحكام الحالية تطبيقا على المسلمين كما هي دون موافقتهم عليها.

http://sudaneseonline.com/news19.html

Post: #25
Title: Re: رباح الصادق تكتب... لماذا لا يغضب النقد الإمام؟
Author: Elawad
Date: 06-26-2008, 04:02 AM
Parent: #1

Quote:

إن حزب الأمة قد بح صوته منذ أن قام انقلاب "الإنقاذ" وشن حملة حامية الوطيس على تصورات (الإنقاذ) التشريعية من جهة لأنها تشويه لشرع الله ومن منافذ الطعن فيه، ومن جهة لأنها انبنت على تصورات خاطئة وارتبطت بممارسات ظالمة من شأنها أن تفتت البلاد وتزرع الفتنة الدينية بين أبنائها، ومسألة الدين لدى حزب الأمة سواء في قيادته أو قاعدته ليست مسألة نزهة، ولذلك كان نقد التجرية الإنقاذية مجلبة اعتقالات وتنكيلات حيث كانت كل خطبة عيد تنتقد فيها تجربة الحكم الإسلاموية تتلوها استضافات لبيوت الأشباح لعدد من القيادات قد تطول. ونفس الشيء حدث لهذه القيادات جراء قوانين سبتمبر التي لوّح بها بيان الحزب الشيوعي، وليأت لنا بعدد الكتابات التي دبجها حولها، وعدد القيادات التي تُربست في كوبر أو نكّلت جراءها (سواء في عهد سبتمبر ذاك أو عهد الإنقاذ) ولو بز حزب الأمة في أيها فليطالعنا بمثل هذا البيان!

إنما هذه الثوابت، وأول مرة ألقاها السيد الصادق في رسالة المولد النبوي الشريف في 11 أكتوبر 1989م من داخل كوبر في كلمة أمام المعتقلين هناك، مناديا باتفاق "جنتلمان" يحتوي على الثوابت الدينية، والوطنية.لاحقا خاصة بعد نص ميشاكوس المرعب أعلاه تحرك الحزب منتقدا فكرة استمرار تجربة الإنقاذ الإسلاموية على رؤوسنا هذه المرة بمباركة دولية، بل بمباركة كل القوى السياسية التي وافقت على الاتفاقية (بصما بالعشرة) بدون أية مراجعات.. هذه الثوابت هي لندفع عن شمال السودان بلوى ميشاكوس التي ابتلعها أخواننا في الحزب الشيوعي وأظن كل ما يأتي من المجتمع الدولي ومن الحركة الشعبية لديهم مبلوع لأنه مظنة العلمانية.. بيد أن ميشاكوس موغلة في الدولة الثيوقراطية، لأن الشريعة بمفهوم المؤتمر الوطني أُطِّر لها بمفهوم الحاكمية لله، وهو مفهوم ثيوقراطي يجعل الحاكم يحكم باسم الله لا باسم الشعب، وقد كررنا ذلك وأعدنا، وقمنا بمحاولات عديدة لجعل المؤتمر الوطني يخضع لثوابت دينية تجعله لا يسعى لفرض رؤاه الثيوقراطية تلك على المجتمعين الديني أو العلماني في الشمال وقدمنا له ورقة الثوابت الدينية وظللنا نكرر تقديمها لمدة سنوات ثلاث، وإن كانت نقاط الثوابت هذه خففت الذي طالبنا به بإضافة النص على القانون كحَكَم بينما القوانين الحالية مكتوبة بذهنية مذهبية متحجرة ونصوص الاتفاق نفسها تستهدفها بالتغيير، فالنص على ثوابت دينية أصلا فكرتنا لمواجهة الهجمة الميشاكوسية على شمالي السودان بـ"إنقاذ" المربع الأول الذي إنما يلعنه بيان الحزب الشيوعي ويلعنه اللاعنون. ومن هنا نقول لسكرتارية الهيئة المركزية للحزب الشيوعي السوداني التي وقعت على البيان، كنتِ الصيفَ ضيـّعتي اللبن، والآن لِـمَ يُضيرُكِ جلبُ حليبٍ جديدٍ؟

أما النصوص حول دارفور والتي عدد البيان خلو الاتفاق منها فهي: (1) الحل السياسي وليس العسكري للأزمة- (2) نشر القوات الهجين وحل المليشيات- (3) الاعتراف بإقليم واحد لدارفور- (4) الاقتسام العادل للسلطة والثروة- (5) عودة النازحين لقراهم- (6) التعويض العادل للمتضررين- (7) تقديم مرتكبي الجرائم لمحاكمات عادلة- كما أضاف البيان لمحذوفات الاتفاق: العمل على عقد مؤتمر جامع يمثل فيه الجميع لحل مشاكل الوطن.. فهذه ثمانية نقاط زعم بيان الحزب الشيوعي أن الاتفاق خلا منها وكلها ما عدا مسألة محاكمة مرتكبي الجرائم موجودة وأحيانا بتكرار! نعم خلا الاتفاق عن محاكمة مجرمي الحرب وكان هذا محط اختلاف بين الحزبين لم يتم التوصل فيه لحل.. أما كل النقاط الأخرى فموجودة بتفاصيل وزيادة تثير مطالعتها الرعب في مدى جرأة سكرتارية هيئة الحزب الشيوعي المركزية على الحق! وعلى سبيل المثال: (3-4): (إن التصعيد العسكري بين أطراف النزاع لحسم أزمة دارفور لا يؤسس لحل دائم بل قد يوغر المشاعر الإثنية والقبلية والجهوية ويكرس لحرب أهلية) و(3-9) تأمين العودة الطوعية للنازحين إلي قراهم الأصلية فور استتباب الأمن وإعادة الإعمار و(3-10): التعويضات للمتضررين مكون هام لجبر الضرر في أي اتفاق سلام بدارفور و(3-11): تشكل المشاركة العادلة في السلطة والثروة مع التمييز الإيجابي لبعض الوقت أساساً لحل الأزمة. و(3-13): وحدة الإقليم تتم وفق إرادة أهل دارفور وبحدوده عند الاستقلال و(3-14): الحل السياسي لأزمة دارفور يتطلب جهد كافة القوي الوطنية دون عزل، و(3-18) يؤكد الطرفان علي أهمية قيام ملتقى قومي يعطي مقررات الملتقي الدارفوري مشروعية وطنية جامعة، هذا علاوة على النصوص حول القوات الأفريقية الأممية المشتركة، ونزع سلاح المليشيات، وفك الأسرى، وإطلاق سراح المعتقلين، والإتيان بإدارة مقبولة لأهل درافور،.. الخ. أما مسألة المؤتمر الجامع هذه أو الآلية القومية فقد بينا من قبل كيف ذكرت في الاتفاق مرات عديدة.. ووجه الغرابة في هذا البيان العجيب أنه خال من الحقيقة، وأنه جاء من أكثر القوى تفهما وموافقة على الاتفاق إبان مراحله الأولى، وأنه جاء ضمن حملة شعواء جند فيها الحزب ما يملك وما لا يملك لمعارضة اتفاق كان أصلا قد باركه.. لماذا؟ لا ندري، ولكن الذي نعلمه من هذا البيان أن هناك تيار داخل الحزب الشيوعي –على الأقل- قرر أن يعارض اتفاقا بدون مبررات موضوعية، فاتخذ هذا الأسلوب الخالي من النزاهة! ونرجو أن يكون هذا الاتجاه الخطير قد زال في الآونة الأخيرة وبعد لقاءات عديدة جمعت حزب الأمة مع القوى السياسية ومنها الحزب الشيوعي، وأن تكون قد زالت هذه الأوهام التي نثرتها بعض هذه الأحزاب حول اتفاق التراضي.