توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .

توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .


12-23-2007, 08:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1198438996&rn=0


Post: #1
Title: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-23-2007, 08:43 PM

إستهلال :
لعل الأمانة العلمية تفرض عليّ الإقرار بأن ما سأكتبه حول ما جاء به بحث الدكتور الباقرالعفيف تحت عنوان ( أزمة الهوية في شمال السودان ) تعريب الأستاذ الخاتم عدلان ، يصنف ضمن مكاتب الرأي الآخر ، ولا يرقى بأي حال سلم النقد بمفهومه التخصصي وآليات منهجه العلمي ، وإن لامس طرفه وتطلع اليه إقتداء
وددت لو بدأ عبوري لصلب البحث إنطلاقا من عنوانه التصويري ( متاهة قوم سود ذوى ثقافة بيضاء ) ، غير أن يد الأستاذ ( عجب الفيا ) المتخصصة سبقتني إليه في بوست سابق للأخ عبد الغني بريش ، وكشفت عن المثالب التي إعترت العنوان وخفضت من وهج صدمته التي إبتغاها الكاتب ، بل أضعفت دلالته الصارمة كعنوان لبحث علمي - حتي وإن كان جانييا - ودفعته لخانة العناوين الصحفية .
لعل المقاربة بين دلالة النص وعنوانه الجانبي يلفت الإنتباه لللون ( الأبيض ) الذي دهن به البحث ثقافة اؤلئك السود كدلالة إستعلائية تتنافر مع لون بشرتهم ، وهذه الدلالة تضفي علي البحث عيبا تحشره في ( كستبانة ) الصراع العنصري العرقي .

المدخل :
إبتدر د. العفيف بحثه بتعريفات للهوية في مقامها الذاتي والسيسلوجي بجملة من الخصائص الأنثربولوجية والثقافية والدينامية والتأريخية لخصها في قوله :
( ... الهوية إذن إدعاء العضوية يستند الي كل أنواع النمطيات مثل العرق ، الجنس ، النوع ، الطبقة ، الطائفة ، الدين ، الثقافة ، إنها الطريقة التي يعرف بها الناس أنفسهم ويعرفهم بها الآخرون علي أساس من الأنماط السابقة ) .
بعد هذا التعريق ينتقل البحث لتعريف ( التماهى ) إستنادا علي ما اورده قاموس العلوم الإجتماعية ، بغية إستصحابه وتوظيفه لتوثيق الرابطة بين ظاهرة التماهى وتكوين الذات ، بالإعتماد علي بحوث خبراء علم النفس الإجتماعي ، حيث يقول :
( .. إن تماهي الفرد مع أي مجموعة ، مثلا الطبقة الإجتماعية او العرقية او الإثنية هو في الغالب الأكثر شمولا من كل العمليات النفسية المرتبطة مباشرة بالسلوك الإجتماعي ) .
ويدرج البحث مثالا للتماهى يقول فيه :
( التماهي مع المجموعة المهيمنه مثلا يحدث عندما يستبطن الفرد منظومة الأدوار الخاصة بالمجموعة ، ويعتبر نفسه أحد أفرادها ، وهذا يحدث من خلال التمثل الثقافي ) .
بقراءة هذا المدخل النظري تتكشف البداية التخليطية التي أغرقت البحث وقادته لإفتراضات مبهمة ، فالهوية يفرق عند تحليلها بين مقوماتها الذاتية والسيسلوجية ، فلكل منهما علم متخصص ، ولعل الملاحظ لجوء البحث لعلم النفس الإجتماعي وإسقاط نتائجه علي الهوية بمفهومها السيسلوجي .
إن تركيز البحث علي فرضية ( اللون ) وإتخاذ تباينة معيارا لتوهان الهوية وتأزمها ، خلط بين تعريف أزمة العنصر او الصراع العرقي وأزمة الهوية ، حيث تدخل مفردة اللون ضمن مؤثرات الصراع العرقي الذي ينشأ بين عرقيات متباية يضمها مجتمع واحد ، ذلك عندما تمارس إحداها إستعلاء عرقيا علي الأخريات وتعمقه بالقوانين والنظم كما كان الحال في جنوب إفريقيا إبان حكم البيض ، وما كان عليه حال الملونيين في الولايات المتحده ، اما أزمة الهوية فمنشؤها تباين العادات والتقاليد وتعدد المعتقدات واللغات وإختلاف المثل الأخلاقية والأعراف في المجتمع الواحد ، ويعرف المجتمع الذي يكتسب هذه السمات بالمجتمع الخليط .
فكم تري من هذه السمات نجدها متوفرة بين كيانات الشمال ؟ وإن وجدت فهل تطور التجازب بينها وبلغ حد الأزمة ؟
يلاحظ منذ بداية البحث إغفاله منهج التحليل والإلتزام الصارم بأشراطه عند توصيف وتحليل أزمة اوصراع ما ، يتضح ذلك من تسمية الأزمة ونوعها وتحليل طبيعتها وفق بحوث وإستبيانات ، فعناصر الأزمة وفق ما إنتهي اليه البحث حصرت في هوية إنسان الشمال السوداني ومركز تلك الهوية التي يسميها البحث بعرب الجزيرة العربية والهلال الخصيب .
غير أن الواقع الجيوسياسي والسيسلوجي ينفي وجود وحدة إجتماعية بين ا لطرفين المفترضين ، كما ليس لإنسان الشمال عقدة إنتماء لتلك المجتمعات البعيدة عنه ، ولا يصلح بأي حال إستجلاب أمثلة لمشكلات يواجهها كل سوداني شمالي كان ام جنوبي ، حال إغترابه عن الوطن او هجرته لمجتمع آخر ، وإتخاذها معيارا لتسمية وتحليل أزمة الهوية داخل الوطن ، ولعل الركون لمعيار كهذا يقود لنتائج أبسط ما توصف بها أنها هزلية ، فالسودانيون اليوم منتشرون في بقاع العالم ويواجهون العديد من تعقيدات الحياة ومشكلات الإندماج في المجتمعات التي يعيشون بينها ، فإن أردنا تعداد مشكلاتهم وتوصيفها ضمن مقومات أزمة الهوية ، فسوف يصبح للسودانيين عدد مقدر من المراكز التي يتطلعون لنيل إعترافها .
ينتقل البحث بعد ذلك لإسقاط ما إنتهي اليه بصورة مباشرة علي هوية إنسان الشمال ، ويبدأ بنتيجة تقريرية مفادها بأنه ليس في مقدور النظريات التي ساقها أن تفسر لنا بمفردها تعقيدات الهوية الشمالية ، لهذ لجأ البحث الي صياغة ( تركيبه ) منها جميعا لبلوغ الغاية أي إثبات تعقيدات الهوية الشمالية .
وتلاحظ إن البحث يحيلنا لتلك النتيجة الإفتراضية ، دون أن يقدم برهانا علي عجز تلك النظريات في إعطاء تفسير لتعقيدات الهوية الشمالية ، ولعل بقاء تلك التعقيدات مجهولة يضعف إدعاء القصور في أي من تلك النظريات .
يلاحظ أيضا إنتقال البحث لتسمية ثلاثة عوامل هي :
* تصور المجموعة لنفسها .
* تصور الآخرين لها .
* الإعتراف او عدمة من قبل مركز الهوية بهذه المجموعة .
بحسبانها التركيبة القادرة علي إعطاء تفسير لتعقيدات هوية السودان الشمالي .
لو جدلا تم قبول العوامل المذكورة في تفسير كل هوية إجتماعية ، فالبحث لم يدرج ما يرمى إلية بصورة دقيقة من عبارة ( هوية الشمال ) ، لا من حيث دلالتها الإجتماعية ككيانات لها مسميات إثنية معلومة ، ولا من حيث حدودها الجغرافية او امتدادها الثقافي .
مع كل ذلك يظل السؤال المثير للحيرة ، لم حصر البحث مقومات الأزمة وتعقيداتها علي الهوية الشمالية وحدها دون بقية السودان ؟
أم تري لم يري الباحث تعقيدات في الهويات الأخري ؟

تفسير أسباب الأزمة :
يقرر البحث حدوث أزمة الهوية علي المستوي الإجتماعي ، عندما يفشل الناس وهم يصنعون هويتهم في العثور علي هوية تناسبهم ، او عندما لا يحبون الهوية التي إختاروها او أجبروا علي تبنيها ، او عندما يعتري الغموض نظرة الناس لهويتهم ، او إفتقارهم لهوية واضحة .
ولا أدري أي من الأسباب المذكورة هي المتسببة في أزمة هوية الشمال المفترضة ،فهل يمكن أن يقال بفشل أي من كيانات الشمال في العثور علي هوية تناسبهم ؟ او أنهم لا يحبون الهوية التي أجبروا علي تبنيها إن وجدت ؟ وهل يعتريهم غموض في العثور علي هويتهم ؟
لعل الحقيقة الموضوعية التي لا جدال حولها أن هذا الشمال الجغرافي تعمره إثنيات عديدة متباينة عرقيا وثقافيا ولغويا وإن إتحدت هويات غالبهم العقدية ، مما يعني أن الثقافة الإسلامية وليست الثقافة العربية هي المشكلة لبؤرة الإلتقاء والتقارب الإجتماعي بينهم ، فالثقافة الغالبة هي التي تسهم في صنع الهوية .
لقد سمى البحث ثلاثة عوامل بحسبانها العوامل الرئيسة المسببة لأزمة الهوية في الشمال ،
العامل الأول : تناقض الشماليين في تصورهم لذواتهم من جهة وتصور الآخرين لهم من جهة أخري .
فالشماليون كما يفترض البحث يعدون أنفسهم عربا ، بينما للعرب رأي آخر ، وللتدليل علي صحة هذه الفرضية ، يشير البحث لتجربة الشماليين في العالم العربي ، حيث يعتبرونهم عبيدا ، وحيث أن إعراب الجزيرة العربية والهلال الخصيب هم أصلاء العرب الأقحاح ، فهم بهذه الصفة وفق روية البحث يشكلون مركز الهوية التي يتطلع ويهفوا لها الشماليون ، وبما أن هذا المركز يستنكف منحهم الهوية العربية ، يحتل الشماليون هامشها .
إن قبول هذه الفرضية يعني بالضرورة العثور علي تفسير لأزمة الهوية خارج إطار مجتمعها ، بعبارة أخري نسب الباحث أزمة هوية الشمال لمركز جغرافي خارجي لا تربطه أية علاقة إجتماعية بمعناها الدقيق مع إنسان السودان الشمالي .
فهذا الشمال الذي يفترض الباحث لهويته مركزا خارجيا ، يتكون كما سبق القول من إثنيات متعدده ، لا تطلع مطلقا لهوية المركز العربي ، ولها ثقافتها وتقاليدها واعرافها ولغتها المحلية ،وإن شاركتها اللغة العربية من باب كونها اللغة المعبرة عن الثقافة لإسلامية القاسم المشترك بين الغلبة الغالبة من أهل الشمال.
فضلا عن ذلك – فإن إضفاء سمة العروبة كدلالة عرقية علي جزيرة العرب يتناقض مع حقائق التاريخ وسيره التي برهنت علي إنقراض العرب البائدة والعاربة ، ومن يحملون لواء العروبة الآن يحملونها من منطلقات ثقافية بحته لا علاقة لها بلون البشرة او مميزان العرق ، وفي ذاك الكفاية لنفي إفتراض مركزيتهم علي هوية الشمال ،.
ثم ما بال البحث يهمل بحوث سودانية مسندة تقضي بهجنة إعراب السودان مما يجعلهم في غن عن البحث لمركز يستمدون منه هويتهم غير أنفسهم .
العامل الثاني: غموض الهوية ، ويدلل البحث علي هذه الفرضية ، بالتجارب التي تعرض لها السودانيون الشماليون في اوربا وامريكا ، وهي تجارب كما أسلفت نتاج غربة وهجرة لمجتمعات أخري ، ولا تصلح معيارا لقياس أزمة الهوية .
العامل الثالث : خلعاء الهوية ، وهم اولئك الذين لايجدون وصفا ملائما داخلها .
ولعل إستعراض مقامات الهوية بين كافة إثنيات الشمال لا تشئ بوجود إحساس كهذا في أوساطهم ، بل نراهم متصالحين مع ذواتهم وثقافتهم الإسلامية وعرقهم الهجين .

إن إحالة مركز هوية الشمال لبقعة خارج إطارة الجغرافي وتكوينات كياناته الإجتماعية ، إفتراض وهمي بعيد عن العلمية ، يستوى علي قائم معوج هو ( لون البشرة ) ، ولا أعلم مصدرا بين مصادر المختصين في علم الأجناس يعتمد لون البشرة كعنصر من عناصر توصيف العرق او الهوية ، ذلك ببساطة لقابلية لون البشرة علي التحول وفق مقومات البئية والمناخ .
مبلغ علمي أن لون البشرة لا يلعب دورا في توصيفات الهوية إلا في الأوساط الشعبية لجهلها بمناهج التوصيف العلمي .
أما بقية العوامل مثل (حقيقة إنحدارهم من أب عربي وام إفريقية )، فهي لا تشكل ازمة هوية بينهم ذلك لان مصدر الهوية قد تم حسمه مسبقا بأنه ثقافي .

بإستثناء ذلك - قدم البحث تحليلا علميا رصينا لجملة من العلل والتناقضات المعرفية من خلال سيكلوجية الذات ومعطياتها الثقافية بين كيانات الشمال ، غير انه عبر عنها بمنهج إفتراضي ذهني بني علي قواعد علم النفس التحليلي في تعريفاته للذات وخاصية تماهيها ، كان من مضار الإعتماد عليها أن إضطر البحث لاستدعاء خاصية ( لون البشرة ) كأحد عناصر معطيات الهوية ، قادته للبحث عن مركز لهوية الشمال خارج إطار تكويناته المجتمعية وحدوده الجغرافية .
لعل النظرة الموضوعية لأزمة الهوية في السودان سمت أطرافها وأشارت لوسطه الجغرافي بثقافتة العربية كمركز مقابل لهويات الأطراف ، ولم تسمي مركزا خارج الإطار الجغرافي للسودان وتعده المقابل لتفسير تعقيدات الهوية الشمالية كما يذهب البحث .
ختاما تجدر الإشارة للخلط الذي شاب كتابات عديدة عملت علي تجيير الثقافة العربية وتسويقها كمصدر للهوية ، عندما برزت نعرة القومية العربية وتصدرت الساحات السياسية والثقافية منذ خمسينات القرن المنصرم.

Post: #2
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 12-23-2007, 09:02 PM
Parent: #1

ود الملك تسجيل حضور ومتابعة

Quote: لقد سمى البحث ثلاثة عوامل بحسبانها العوامل الرئيسة المسببة لأزمة الهوية في الشمال ،
العامل الأول : تناقض الشماليين في تصورهم لذواتهم من جهة وتصور الآخرين لهم من جهة أخري .
فالشماليون كما يفترض البحث يعدون أنفسهم عربا ، بينما للعرب رأي آخر ، وللتدليل علي صحة هذه الفرضية ، يشير البحث لتجربة الشماليين في العالم العربي ، حيث يعتبرونهم عبيدا ، وحيث أن إعراب الجزيرة العربية والهلال الخصيب هم أصلاء العرب الأقحاح ، فهم بهذه الصفة وفق روية البحث يشكلون مركز الهوية التي يتطلع ويهفوا لها الشماليون ، وبما أن هذا المركز يستنكف منحهم الهوية العربية ، يحتل الشماليون هامشها .


وهذه حقيقة نحسها ونشعر بها في البلاد العربية .

Post: #3
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 12-23-2007, 10:07 PM
Parent: #2

الاخ العزيزعلي المك لك التحية والتقدير ..

Quote: وددت لو بدأ عبوري لصلب البحث إنطلاقا من عنوانه التصويري ( متاهة قوم سود ذوى ثقافة بيضاء ) ، غير أن يد الأستاذ ( عجب الفيا ) المتخصصة سبقتني إليه في بوست سابق للأخ عبد الغني بريش ، وكشفت عن المثالب التي إعترت العنوان وخفضت من وهج صدمته التي إبتغاها الكاتب ، بل أضعفت دلالته الصارمة كعنوان لبحث علمي - حتي وإن كان جانييا - ودفعته لخانة العناوين الصحفية .
لعل المقاربة بين دلالة النص وعنوانه الجانبي يلفت الإنتباه لللون ( الأبيض ) الذي دهن به البحث ثقافة اؤلئك السود كدلالة إستعلائية تتنافر مع لون بشرتهم ، وهذه الدلالة تضفي علي البحث عيبا تحشره في ( كستبانة ) الصراع العنصري العرقي .


لم أقرأ ما ذكره الاخ عجب الفيا حول العنوان ..لكن في هذه النقطة مسألة العنوان
هذه في ظني انها تقارب وتماثل دراسة فرانزن فانون المعروفة Black Skin.. White Masks
بل ربما في المقصود والمعني واحد ..ففي حين كان تحليل فانون يتركز حول انهزامية
وخضوع السود للسيطرة البيضاء و التي تشكلت عبر سنوات و التسليم بهذه السيادة
خطأ كان اوصوابأ نتاج هذه العملية عقول ممسوخة مشوهة كما يفهم من الدراسة ..
د.الباقر عفيف دراسته تركزت في نفس الاتجاه ..

---

تعريف الويكيبيديا لكتاب فانون : بشرة سوداء ..أقنعة بيضاء


Quote: In this study, Fanon uses psychoanalysis and psychoanalytical theory to explain the feelings of dependency and inadequacy that Black people experience in a White world. He speaks of the divided self-perception of the Black Subject who has lost his native cultural originality and embraced the culture of the mother country. As a result of the inferiority complex engendered in the mind of the Black Subject, he will try to appropriate and imitate the cultural code of the colonizer. The behaviour, Fanon argues, is even more evident in upwardly mobile and educated Black people who can afford to acquire the trappings of White culture. Originally formulated to combat the oppression of black people, Fanon's insights are still influential today, being utilized by various groups such as the Palestinians, the Tamils, the Irish, African Americans and others, and used in their struggle for cultural and political autonomy. Fanon presents both historical interpretation and underlying social indictment.

Post: #5
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 12-24-2007, 00:28 AM
Parent: #3

الأخ محمد علي الملك
التحية لك على هذا الجهد المقدر في نقد دراسة الدكتور العفيف..

تقول:
Quote: لعل النظرة الموضوعية لأزمة الهوية في السودان سمت أطرافها وأشارت لوسطه الجغرافي بثقافتة العربية كمركز مقابل لهويات الأطراف ، ولم تسمي مركزا خارج الإطار الجغرافي للسودان وتعده المقابل لتفسير تعقيدات الهوية الشمالية كما يذهب البحث

لابد لثقافة ما من مركز و حقيقة توزع الثقافة العربية بين مغاربية و مشرقية و تنازع بعض الدول العربية على الزعم بأن هذه الدولة أو تلك هي قلب العروبة النابض و ما إلى ذلك لا ينفي أن مركز الحضارة العربية تاريخياهو شبه الجزيرة و الرافدين و الهلال الخصيب..
و بالنسبة للشخص السوداني الشمالي العادي الذي يعيش في قريته على ضفاف النيل أو يرعى ماشيته في سهول البطانة ..بالتأكيد لا يشغله كثيرا اعتراف مركز الثقافة العربية به..لأن اعتقاده بعروبته هو اعتقاد راسخ لا شك فيه و لكن كما اوضح دكتور العفيف فهذه القناعة تهتز في حالة انتقال نفس الشخص للحياة في أحد مراكز الثقافة العربية الإسلامية.
الوسط الجغرافي بثقافته العربية لابد له من النزوع نحو مركز هذه الثقافة و التعامل معه كوسيلة من وسائل تأكيد هويته العربية و هو هنا يمارس الغاء لهويات الأطراف بشكل ما..

Post: #10
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-24-2007, 01:22 PM
Parent: #5

الأخ سيف
لك التحية وكل سنة وأنت طيب..
Quote: الوسط الجغرافي بثقافته العربية لابد له من النزوع نحو مركز هذه الثقافة و التعامل معه كوسيلة من وسائل تأكيد هويته العربية و هو هنا يمارس الغاء لهويات الأطراف بشكل ما..

لعلك تتفق معي أن مكون الثقافة العربية بكلياته وشموله من عادات وأعراف تتباين مع ما هو بيننا ..
النزوع بسبب تبادل المعارف لإشتراكنا في اللغة لا يرقي لمستوي التعريف بالهوية ..
وهو تبادل معارفي له ما يماثله من إتصالات بمعارف أخري ليست عربية ..
لك كل تقديري بمساهمتك .

Post: #9
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-24-2007, 01:07 PM
Parent: #3

الأخ محمدين ..
لك التحية وكل سنة وأنت طيب ..
تماما أورد الأستاذ عجب الفيا نفس المعلومة التي اورتها ..
لك الشكر علي المشاركة .

التعديل لخطأ طباعي في كتابة الإسم.

Post: #8
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-24-2007, 01:01 PM
Parent: #2

الأخ هاشم..
لك التحية وتشكر علي المداخلة..
صحيج نواجه نحن هنا في اوربا أيضا ذات الإحساس ..
غير أن ذلك لا يدفعنا للتشكك في هويتنا لأن المجتمع الذي نعيش بينه ليس هو مجتمعنا الذي نستمد منه هويتنا ،اليس كذلك ؟

Post: #17
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 12-25-2007, 00:51 AM
Parent: #8


الاخ محمد علي الملك ..لك التحية مرة اخري ..

ذكرت الاتي :

Quote: فالسودانيون اليوم منتشرون في بقاع العالم ويواجهون العديد من تعقيدات الحياة ومشكلات الإندماج في المجتمعات التي يعيشون بينها ، فإن أردنا تعداد مشكلاتهم وتوصيفها ضمن مقومات أزمة الهوية ، فسوف يصبح للسودانيين عدد مقدر من المراكز التي يتطلعون لنيل إعترافها .


و اعدت ذلك هنا :

Quote: صحيج نواجه نحن هنا في اوربا أيضا ذات الإحساس ..
غير أن ذلك لا يدفعنا للتشكك في هويتنا لأن المجتمع الذي نعيش بينه ليس هو مجتمعنا الذي نستمد منه هويتنا ،اليس كذلك ؟


هذه المقارنة لا تستقيم هنا ..هجرتنا الي اوربا اوغيرها واستقرارنا
فيها هي هجرة استحداث لا هجرة انتماء ..بمعني الذهنية و الواقع
الذي نعيش فيه بذهنياتنا هي في كوننا مهاجرين غرباء لا ننتمي لهم
و لا ينتمون لنا ..و مهما فعلنا سنظل نحن هكذا ..
هناك اتفاق تواطؤ تعايشي متبادل علي هذه المسألة ..رغم انف
خطط الاندماج التي تقوم بها المجتمعات المستضيفة لنا ..
بينما هجراتنا وتواجدنا في البلدان العربية هو في
ذهنياتنا بمثابة تواجد انتماء وعودة الي ارض الميعاد
التي هاجر او هجر منها الاباء والاجداد ..الازمة هنا
كما يوصفها د.الباقر العفيف هي في رفض المستضيف
و تنكره لآصرة الانتماء تلك التي ندعي انها تجمعنا به
هو يرفض وجود تلك الصلة من القربي بينما نصر نحن
علي وجودها ..ثم لا نلبث حين نصطدم بذلك الرفض من ان نقول
تعاليأ بيننا : من هو اصلأ ليقيم انتمائي الي العروبة اوعدمها ..
لون البشرة شئنا ام ابينا بدراسات اوغير دراسات هي
تحدد اين ننتمي ان لم تكن لنا فللاخرين..
و قد جري الحديث هنا عن عنترة بن شداد..
وكافور الاخشيدي ..

-------

الدراسة الاخري التي اشار اليها الاخ عبدالوهاب الحجازي
تعتبر مكملة للاولي ..و هنا لم يحصر د.الباقر العفيف
توهان الهوية في الشمال فقط بل توسع في ذلك ليشمل مجموعات
دارفورية كانت تدعي الانتماء الي انساب عربية وهي ليست تلك
التي نسميها بالعربية بل الافريقيةالاصل مثل الفور و الزغاوة
و قال بان هذه المجموعات و في خلال المحنة الحالية عادت لتعيد
اكتشاف ذاتها الافريقية ..


Post: #19
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-25-2007, 01:49 AM
Parent: #17

الأخ العزيز محمدين ..
مرحبا بعوتك ولك التقدير علي وضع الرابط هنا ..
ولكن للأسف لم يفتح معي وظهر لي مربع عليه علامتان باللون الأزرق وأخري باللون الأحمر ..
ولضعف تقنيتي لم أدر شئيا .
Quote: هجراتنا وتواجدنا في البلدان العربية هو في
ذهنياتنا بمثابة تواجد انتماء وعودة الي ارض الميعاد
التي هاجر او هجر منها الاباء والاجداد ..
الازمة هنا
كما يوصفها د.الباقر العفيف هي في رفض المستضيف
و تنكره لآصرة الانتماء تلك التي ندعي انها تجمعنا به
هو يرفض وجود تلك الصلة من القربي بينما نصر نحن
علي وجودها ..ثم لا نلبث حين نصطدم بذلك الرفض من ان نقول
تعاليأ بيننا : من هو اصلأ ليقيم انتمائي الي العروبة اوعدمها ..

الا تري فيما ذكرته دليلا علي ما أغرقنا به من إستلاب ثقافي ؟
Quote: بإستثناء ذلك - قدم البحث تحليلا علميا رصينا لجملة من العلل والتنااقضات المعرفية من خلال سيكلوجية الذات ومعطياتها الثقافية بين كيانات الشمال

لوأعدت قراءت ما تحته خط لأدركت أن هذه الجزئية لم تغب عني وأنا أكتب عن ورقة الدكتور الموقر ..
فقط ألفت الإنتباه أن مثل هذه الأزمة منطلقها عرقي وليس خاصية الهوية..
لانها مبنية علي صلة
Quote: من القربي

كما ذكرت ، وهذا هو عين محور إختلافي مع ورقة الدكتور العفيف حين صنف هذه الإزمة كأزمة هوية ..
لا تبتعد نقاطك تثري الحوار بيننا .

Post: #4
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Nasr
Date: 12-24-2007, 00:16 AM
Parent: #1

بيدأ الكتاب بإعتراف يبدو منطقيا وبريئا "لعل الأمانة العلمية تفرض عليّ الإقرار بأن ما سأكتبه حول ما جاء به بحث الدكتور الباقرالعفيف تحت عنوان ( أزمة الهوية في شمال السودان ) تعريب الأستاذ الخاتم عدلان ، يصنف ضمن مكاتب الرأي الآخر ، ولا يرقى بأي حال سلم النقد بمفهومه التخصصي وآليات منهجه العلمي ، وإن لامس طرفه وتطلع اليه إقتداء". ورغم الإعتراف المسبق بمفارقة آليات المنهج العلمي إلا أن كاتب المقال يعود ليقول في مكان آخر في البحث "يلاحظ منذ بداية البحث إغفاله منهج التحليل والإلتزام الصارم بأشراطه عند توصيف وتحليل أزمة اوصراع ما" سبحان الله: الذي أغفل مناهج العلم بإعترافه يعيب ذلك علي الآخرين. ثم ما أن يغادر بيت القصيد يعود ليعطي العفيف صك إعتراف "بإستثناء ذلك - قدم البحث تحليلا علميا رصينا لجملة من العلل والتناقضات المعرفية من خلال سيكلوجية الذات ومعطياتها الثقافية بين كيانات الشمال" متي إختلفت الآراء كان الآخر لا يلتزم بالمنهج العلمي، ومتي فارقنا الموضوع الأساسي فإن النهج علمي. وإذا قلنا أن عقلية الجلابة مأزومة فإننا نوعد بحرب لا تبقي و لا تذر.

يقول محمد علي طه الملك
"فالهوية يفرق عند تحليلها بين مقوماتها الذاتية والسيسلوجية ، فلكل منهما علم متخصص ، ولعل الملاحظ لجوء البحث لعلم النفس الإجتماعي وإسقاط نتائجه علي الهوية بمفهومها السيسلوجي ." وكما فهمت فإن للهوية مقومات ذاتية وأخري سوسيولوجية ولكل منهما علم متخصص. والسؤال ما هو العلم المتخصص في المقومات الذاتية ؟؟؟ أهو علم النفس أم علم النفس الإجتماعي. يصعب علي طبعا أن أدرك أن هناك تعريفان للهوية أحدهما سوسيولوجي والآخر ما عارفو شنو والأثنين بيوصفوا في نفس الظاهرة.

ويقول
"إن إحالة مركز هوية الشمال لبقعة خارج إطارة الجغرافي وتكوينات كياناته الإجتماعية ، إفتراض وهمي بعيد عن العلمية ، يستوى علي قائم معوج هو ( لون البشرة ) ، ولا أعلم مصدرا بين مصادر المختصين في علم الأجناس يعتمد لون البشرة كعنصر من عناصر توصيف العرق او الهوية ، ذلك ببساطة لقابلية لون البشرة علي التحول وفق مقومات البئية والمناخ ."
وهذه أول مرة أسمع المختصين في علم الأجناس لا يعتمدون لون البشرة كعنصر من عناصر توصيف العرق أو الهوية. وكذلك أول مرة أعرف أن لون البشرة قابل (وببساطة) للتحول وفق مقومات البيئة والمناخ". وهذا يعني أن هؤلاء الأفارقة الذين حافظوا علي ألوانهم السوداء بعد 400 عاما لإستجلابهم لأمريكا إنما يعاندون قوانين الطبيعة، تماما كما حافظ بيض جنوب أفريقيا علي ألوانهم بعد مئات السنين من تواجدهم في أفريقيا. وهنا علمت مفارقتك للعلم فراق الطريفي لجمله. تحدث لطبيب جلدية فيمكن يديك فكرة عن حكاية اللون وتحوراته.

ويقول
"إن قبول هذه الفرضية يعني بالضرورة العثور علي تفسير لأزمة الهوية خارج إطار مجتمعها ، بعبارة أخري نسب الباحث أزمة هوية الشمال لمركز جغرافي خارجي لا تربطه أية علاقة إجتماعية بمعناها الدقيق مع إنسان السودان الشمالي ."
وكيف يكون ذلك؟؟ االعالم العربي لا تربطه أية علاقة إجتماعية مع إنسان السودان الشمالي؟؟؟ ونسيت حركة الإنسان والثقافة والسياسة بين السودان والدول العربية حوله؟ ملايين من البشر السودانيين يقيمون في هذه الدول، ويقرأون كتبها ومجلاتهم ويحفظون أغانيها ويتابعون مسلسلاتها حتي وهم في السودان. يسمون أحزابهم البعث العربي (العراقي) والبعث العربي (السوري) والحزب العربي الناصري، ويشاركون في مسابقات أمير الشعر (العربي)، ثم تقول أن الشمال لا تربطه أي علاقة إجتماعية بمركز الهوية العربية؟؟؟

ويقول
"غير أن الواقع الجيوسياسي والسيسلوجي ينفي وجود وحدة إجتماعية بين ا لطرفين المفترضين ، كما ليس لإنسان الشمال عقدة إنتماء لتلك المجتمعات البعيدة عنه " أولا لم يقول الكاتب بوجود وحدة إجتماعية، إذ أنك تحرف الكلم عن موضعه. يقول الكاتب بأن شمال السودان قد أتخذ هوية عربية والهوية العربية هذه لها مركز (سوسيولوجي، ذاتي، ثقافي ما فارقة) في الهلال الخصيب أو جزيرة العرب. وتفترض أنت ببساطة ليس لإنسان الشمال عقدة إنتماء لتلك المجتمعات البعيدة عنه. مرة أخري إنه إنتماء لهوية (عربية) وليس إنتماء لمجتمعات بعيدة عنه. (والأخيرة قد إنتمي إليها كثير من السودانيين بالهجرة والإغتراب ولكن لم يحدث الإعتراف بهم كعرب حتي الآن، أو حتي كمواطنين يحصلون علي جنسيات تلك الدولة حتي وإن كانوا قد ولدوا هناك).

ويقول
"ولعل إستعراض مقامات الهوية بين كافة إثنيات الشمال لا تشئ بوجود إحساس كهذا في أوساطهم ، بل نراهم متصالحين مع ذواتهم وثقافتهم الإسلامية وعرقهم الهجين ." متصالحين مع ذواتهم دي بالذات ما تجيب سيرتها. ولعل جولة في بوستات كثيرة في هذا المنبر تنبئك بكثير كثير من عدم التصالح مع الذات. وحتي بتعريفك أنت لأزمة الهوية "اما أزمة الهوية فمنشؤها تباين العادات والتقاليد وتعدد المعتقدات واللغات وإختلاف المثل الأخلاقية والأعراف في المجتمع الواحد ، ويعرف المجتمع الذي يكتسب هذه السمات بالمجتمع الخليط .
فكم تري من هذه السمات نجدها متوفرة بين كيانات الشمال ؟ وإن وجدت فهل تطور التجازب بينها وبلغ حد الأزمة ؟" فإن السودان لفي أزمة عميقة ولذلك كما قلت لتباين العادات والتقاليد وتعدد المتعقدات، يكفي أن السودان به 200 لغة مختلفة.

بل وأن حديثك عن الهجنة "ثم ما بال البحث يهمل بحوث سودانية مسندة تقضي بهجنة إعراب السودان مما يجعلهم في غن عن البحث لمركز يستمدون منه هويتهم غير أنفسهم ." دا مثال آخر لأزمة الهوية لأن الهجنة دي بتدخلنا في حكاية الأب العربي والأم الأفريقية، ورفض أشباه عنترة هؤلاء عن الإنتساب لأمهم، بل ولم يجعلوا لها أي قيمة في تعريفهم لانفسهم. والسؤال هل أنت من القائلين بالهجنة؟؟؟؟ فكر كويس قبل الإجابة لأنو أي أجابة قد تفتح لك أبواب من لهب.

وتقول "أما بقية العوامل مثل (حقيقة إنحدارهم من أب عربي وام إفريقية )، فهي لا تشكل ازمة هوية بينهم ذلك لان مصدر الهوية قد تم حسمه مسبقا بأنه ثقافي ." وحكاية الإنتماء الثقافي فقط دي برضو بتجيب ليك هوا، لأنو الناس مدعي العروبه هنا، يقولون أن عروبتهم هي عروبة عرق وليست عروبة لغة أو ثقافة. علي الأقل عشان تكون مستعد للجدال معهم.


علي العموم محاولة إبعاد العروبة من الهوية (وقصرها علي الإسلام) حاجة كويسة وخطوة للأمام. تفضل ليكم مشكلة الناس اللسه ما أسلموا والمسلمين وما داير دولة دينية.

ويقول
"العامل الثاني: غموض الهوية ، ويدلل البحث علي هذه الفرضية ، بالتجارب التي تعرض لها السودانيون الشماليون في اوربا وامريكا ، وهي تجارب كما أسلفت نتاج غربة وهجرة لمجتمعات أخري ، ولا تصلح معيارا لقياس أزمة الهوية ." يعني السوداني الفاكر (بالجد بالجد) إنو عربي وإنو العباس عم الرسول الكريم جده يقوم يمشي المملكة العربية ويسمعوه كلمة عبد في أضانه وبرضو ما تحصل ليهو أزمة هوية؟؟ وبرضو دا ما مقياس؟؟؟؟ كلام يا عوض دكام.

ويقول
"فضلا عن ذلك – فإن إضفاء سمة العروبة كدلالة عرقية علي جزيرة العرب يتناقض مع حقائق التاريخ وسيره التي برهنت علي إنقراض العرب البائدة والعاربة ، ومن يحملون لواء العروبة الآن يحملونها من منطلقات ثقافية بحته لا علاقة لها بلون البشرة او مميزان العرق ، وفي ذاك الكفاية لنفي إفتراض مركزيتهم علي هوية الشمال ،."
وهذه أول مرة أعرف أن العرب البائدة والعاربة قد أنقرضوا من جزيرة العرب...والهسع ديل شنو؟؟؟ (ناس سعود وآل ثاني والجهينية وما عارف شنو؟)
طيب السؤال ما هو لون بشرة العرب؟؟؟؟ ولماذا تحاول إستخدام اللون هنا لتعريف العرب وأنت قلت بلا علمية ذلك؟؟؟

وتقول
"ختاما تجدر الإشارة للخلط الذي شاب كتابات عديدة عملت علي تجيير الثقافة العربية وتسويقها كمصدر للهوية ، عندما برزت نعرة القومية العربية وتصدرت الساحات السياسية والثقافية منذ خمسينات القرن المنصرم."
يعني إعترفت بكتابات كثيرة عملت علي تجيير الثقافة وتسويقها كمصدر للهوية... يعني العفيف ما براه، في سبب لما يقول. فلتسميها أنت نعرة القومية العربية ولنسميها نحن أزمة قوم (سود) يدعون قومية عربية (أو في أحسن الأحوال أزمة قوم مهجنون يدعون هوية عربية (عربية عربية مش هجين)

Post: #11
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-24-2007, 01:51 PM
Parent: #4

الأخ Nasr
لك التحية وكل سنة وأنت طيب ..
Quote: بيدأ الكتاب بإعتراف يبدو منطقيا وبريئا "لعل الأمانة العلمية تفرض عليّ الإقرار بأن ما سأكتبه حول ما جاء به بحث الدكتور الباقرالعفيف تحت عنوان ( أزمة الهوية في شمال السودان ) تعريب الأستاذ الخاتم عدلان ، يصنف ضمن مكاتب الرأي الآخر ، ولا يرقى بأي حال سلم النقد بمفهومه التخصصي وآليات منهجه العلمي ، وإن لامس طرفه وتطلع اليه إقتداء". ورغم الإعتراف المسبق بمفارقة آليات المنهج العلمي إلا أن كاتب المقال يعود ليقول في مكان آخر في البحث "يلاحظ منذ بداية البحث إغفاله منهج التحليل والإلتزام الصارم بأشراطه عند توصيف وتحليل أزمة اوصراع ما" سبحان الله: الذي أغفل مناهج العلم بإعترافه يعيب ذلك علي الآخرين. ثم ما أن يغادر بيت القصيد يعود ليعطي العفيف صك إعتراف "بإستثناء ذلك - قدم البحث تحليلا علميا رصينا لجملة من العلل والتناقضات المعرفية من خلال سيكلوجية الذات ومعطياتها الثقافية بين كيانات الشمال" متي إختلفت الآراء كان الآخر لا يلتزم بالمنهج العلمي، ومتي فارقنا الموضوع الأساسي فإن النهج علمي. وإذا قلنا أن عقلية الجلابة مأزومة فإننا نوعد بحرب لا تبقي و لا تذر.

علي الرغم من أن قلمك نقل أليّ إحساسا بتسارع نبضه ، غير أن مداخلتك حوت نقاطا أوجبت عليّ توضيجها ..
بداية أعتز وأحمد براءتي من إدعاء أمانة علمية لا ألتزم بمنهجها ومن حقي أن أعيب إغفالها علي من يسمي طرحه دراسة او بحث ..
إن إقراري بأني لا إتبع منهجا نقديا لا يفهم منه عدم إمتلاكي لنواصيه ، ولكن حال بيني وبين ذلك إعتمادي علي نسخة معربة لم أطلع علي أصلها ومراجعها التي إعتمد عليها الباحث لكي يتسني لي كتابة دراسة نقدية متكاملة.
ولا يعيب طرحي تبيان نقاط الإختلاف والإتفقاق مع ما أثاره البحث وطرحه من رؤى ..
Quote: وحتي بتعريفك أنت لأزمة الهوية "اما أزمة الهوية فمنشؤها تباين العادات والتقاليد وتعدد المعتقدات واللغات وإختلاف المثل الأخلاقية والأعراف في المجتمع الواحد ، ويعرف المجتمع الذي يكتسب هذه السمات بالمجتمع الخليط


هذا ليس تعريفا لأزمة الهوية ، بل توصيف لمسبباتها آمل إلتزام الدقة..
Quote: ؟" فإن السودان لفي أزمة عميقة ولذلك كما قلت لتباين العادات والتقاليد وتعدد المتعقدات،

لا أنا ولا بحث الدكتور العفيف تطرق لمجمل السودان ، أرجو التركيز الحديث هنا عن الشمال ..
Quote: يكفي أن السودان به 200 لغة مختلفة

لم يرد فيما كتبت ما ينفي ذلك ، مع أن اللغة وحدها لا تعد مقياسا للهوية .
يبدو أنني في حاجة لأعيد عليك أن منشأ أزمة الهوية تباين العادات والتقالييد والمثل الأخلاقية وتعدد المعتقدات واللغات في المجتمع الواحد ، قس هذا المعيار علي الكيانات الشمالية وقل لي إن كان بينها كيان تتباين أعرافه وتقاليده ومعتقداته عن الأخريات , لنقر بأنها تعاني من أزمة هوية ، اما أن تأتي لي بما يعانية الفرد حال إغترابه وبعده عن مجتمعه وتسقطه علي الداخل لتفترض الأزمة ، فهذا ما لا أقبله لإفتقاره للشروط المنشئة لأزمة الهوية ، أولها وحدة المجتمع ، والمجتماعات الأخري خار إطار الوطن حتي وإن كانت عربية لا تحقق شرط المجتمع الواحد .
Quote: وهذه أول مرة أسمع المختصين في علم الأجناس لا يعتمدون لون البشرة كعنصر من عناصر توصيف العرق أو الهوية. وكذلك أول مرة أعرف أن لون البشرة قابل (وببساطة) للتحول وفق مقومات البيئة والمناخ". وهذا يعني أن هؤلاء الأفارقة الذين حافظوا علي ألوانهم السوداء بعد 400 عاما لإستجلابهم لأمريكا إنما يعاندون قوانين الطبيعة، تماما كما حافظ بيض جنوب أفريقيا علي ألوانهم بعد مئات السنين من تواجدهم في أفريقيا. وهنا علمت مفارقتك للعلم فراق الطريفي لجمله. تحدث لطبيب جلدية فيمكن يديك فكرة عن حكاية اللون وتحوراته

يبدو أن قلمك هنا تجاوز مكامن وعيك وصرعها
أقول لك متخصصين في علم الأجناس توصيني بطبيب أمراض جلدية ؟
ثم من قال لك أن ألوانهم ما زالت كما هي ؟ رجع كندليزا رايس لبلدها الأصلي وقايس لونها مع الألوان هناك لتري الفرق وأثر البيئة والمناخ .
ياخي الخواجات في الصيف لما بعرضو أجسادهم للشمس بشرتهم بتكتسب لون تقول لي طبيب جلدية..
Quote: وتقول "أما بقية العوامل مثل (حقيقة إنحدارهم من أب عربي وام إفريقية )، فهي لا تشكل ازمة هوية بينهم ذلك لان مصدر الهوية قد تم حسمه مسبقا بأنه ثقافي ." وحكاية الإنتماء الثقافي فقط دي برضو بتجيب ليك هوا، لأنو الناس مدعي العروبه هنا، يقولون أن عروبتهم هي عروبة عرق وليست عروبة لغة أو ثقافة.


ما الذي يمنع أبناء العباس ( رض ) من الهجنة ؟ وما ذا تقول في أبناء الخليفة العباسي ( هارون الرشييد ) ، دعك من ذلك - الم تقرأ كتب السيرة الا ينتسب المستعربون الذين سميتهم في غير بلد لسيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ولا أظنني في حاجة لتذكيرك من تكون أمه وسيرتها حاضرة بيننا في هذه الأشهر الحرم .
Quote: "غير أن الواقع الجيوسياسي والسيسلوجي ينفي وجود وحدة إجتماعية بين ا لطرفين المفترضين ، كما ليس لإنسان الشمال عقدة إنتماء لتلك المجتمعات البعيدة عنه " أولا لم يقول الكاتب بوجود وحدة إجتماعية، إذ أنك تحرف الكلم عن موضعه. يقول الكاتب بأن شمال السودان قد أتخذ هوية عربية والهوية العربية هذه لها مركز (سوسيولوجي، ذاتي، ثقافي ما فارقة) في الهلال الخصيب أو جزيرة العرب.

مرة أخري أطالبك بالقراءة المتأنية وإستيعاب المعاني ، أنا أيضا لم أقل بأن الكاتب قال بوجود وحدة إجتماعية ، ولو أنه قالها لصدق إدعاءه في وجود أزمة لأن وحدة المجتمع من أشراط أزمة الهوية ، وعدم وجود هذه الوحدة الإجتماعية بين مجتمع الشمال والمجتمعات الأخري في الدول العربية هو نفسه النافي لأزمة الهوية بين الشماليين ، إن ما يتعرض له الشماليون في البلدان العربية قد يحزنهم ويثير غبينتهم ولكن لايثير في نفوسهم أزمة هوية ، لعلمهم بل قناعتهم التامة بأن هؤلاء لا يمثلون مجتمعهم الذي إستمدوا منه هويتهم . وكوننا شركائهم في اللغة او الجوار الإقليمي او العقيدة لا يكفي لتجاوز شرط المجتمع الواحد ، فهؤلاء الذين تغربوا عن الوطن لو أنهم تعرضوا وهم بين مجتمعهم في الشمال لمثل ما يتعرضون له هناك لجاز القول عندها بوجود أزمة هوية ، ولم لا تقيس الأمر علي نفسك
وتسألها ما إن كانت تعاني من نفس إحساسها بالأزمة التي تعانيها في غربتها بين مجتمعات أخري عربية ام غير عربية حال وجودها بين أفراد مجتمعها في الخرطوم ؟ إن كانت إجابتك نعم فأنت تعاني من أزمة هوية ، وإن كانت لا فإن ما تحسه في غربتك من غبن لا يصنف علميا ضمن أزمة الهوية .
Quote: وتفترض أنت ببساطة ليس لإنسان الشمال عقدة إنتماء لتلك المجتمعات البعيدة عنه. مرة أخري إنه إنتماء لهوية (عربية) وليس إنتماء لمجتمعات بعيدة عنه.

مازلت تصر أن الشمال يهفوا للإنتماء لهوية عربية هذا إفتراض ذهني عامي ، ليتك قرأت ما كان يكتبه الصحفي النوبي ( جعفر عباس ) المقيم في بلد عربي ويكتب باللغة العربية وفي الصحف العربية ويقول بالفم المليان أنه ليس عربي ويفتخر بهويته .
Quote: (والأخيرة قد إنتمي إليها كثير من السودانيين بالهجرة والإغتراب ولكن لم يحدث الإعتراف بهم كعرب حتي الآن، أو حتي كمواطنين يحصلون علي جنسيات تلك الدولة حتي وإن كانوا قد ولدوا هناك).


وهل هذه الظاهرة قاصرة علي الدول العربية وعلي الشماليين وحدهم ؟
لك الشكر علي إسهامك في هذا الخيط .

Post: #6
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: abdelwahab hijazi
Date: 12-24-2007, 02:36 AM
Parent: #1

.


الأخ محمد علي طه الملك،
الشكر الجزيل على التناول الثر لدراسة د. العفيف. وتجدني أتفق معك في الكثير مما ذهبت إليه.
كنت قد أشرت في مداخلة لي برابط للأخ جني حول ظاهرة التنابذ بمفهوم الجلابة والتنطع بفكرة التهميش إلى ما أومأ له الأخ محمدين من "انتفاع" العفيف إلى حد بعيد بطرائق بحث ودراسات المناضل فرانز فانون. وأشرتُ بالمثل إلى "التماثل " أو سمها السرقة الأدبية مثلما يقال في الشعر" بين عنوان دراسة د. العفيف وعنوان واحد من أهم كتب فانون. وهو ما أشار له الأخ محمدين أيضاً.
أوافقك الرأي أيضاً أن من الواجب إيفاء الرجل – أي العفيف- حقه نظير الجهد والوقت الذين أنفقهما في دراستيه، حيث أن الدراستين – وهذا حق – ليستا باطلاً محضاً. وإنما فيهما ما يؤخذ وما يُرد.
وأعني بذلك دراسته بعنوان "أزمة الهوية في شمال السودان، متاهة قوم سود .. ذوو ثقافة بيضاء" والمنشورة بالموقع الالكتروني للجالية السودانية الأمريكية والتي ترجمها الراحل الخاتم عدلان وهي الدراسة التي أنت بصددها، ودراسته الأخرى بعنوان "ما وراء دارفور .. الهوية والحرب الأهلية في السودان" والصادرة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والتي ترجمها السيد محمد سليمان.
وأرى أن من المفيد الاحتفاظ – لأسباب معلومة - بإمكانية الرجوع إلى النصوص الأصلية للورقتين واللتين كتبتا باللغة الانجليزية. واعتقد أن تناول الدراستين معاً سيكون أكثر فائدة حيث أن العفيف قد عمد إلى تفسير الدراسة الأولى على نحو ما بالنص الثاني. كما حاول – حسبما اعتقد - تجاوز الهنات والأخطاء التي وقع فيها في الدراسة الأولى. وليس في ذلك بالطبع ما يعيب أي من الدراستين.
الحق أنه ليس من السهل التصدي لدراسة الأستاذ د. الباقر العفيف لعدد من الأسباب أهمها حسبما أرى أن العفيف قد اختار أن يلتزم منهجاً بحثياً شديد المرونة للوصول إلى الخلاصات التي خرج بها. ويجد القارئ في كثير من الأحيان بعض الصعوبة وإن قلَّت في متابعة مدى التواؤم بين النصين الانجليزيين والترجمتين العربيتين واللتين رأى المترجمان أن يستزيدا فيهما ببعض التفصيل (راجع على سبيل المثال أبيات الشعر للمتنبي في حق كافور ص 27 من النص العربي). أما العقدة الأصعب في نظري ففي العنت الذي يصيب القارئ جراء محاولة التفريق بين رؤية الكاتب وتلك التي يؤمئ فيها إلى أفكار لآخرين، خاصة عند الإشارة إلى المراجع. وكان الأفضل، والحال كذلك، في رأينا المتواضع، أن تتم الشروح الخاصة بأفكار الكاتب في ذات الصفحات بينما يشار إلى المراجع في الصفحات الختامية كما هو متبع في الكثير من البحوث من هذا النوع.
فيما يتعلق بتأثر العفيف بكتابات فانون فستجد رأي على الرابط التالي. وهو يختلف مع مداخلة الاخ محمدين من حيث أنه ينتقد ابتسار العفيف لافكار فانون وربما نوضح ذلك أكثر في المستقبل.

http://Re: قادننا مهمشين وجلابة !أوريكم الجن الماسمعتوا...مشة ما انتوا براكم!!


تم التعديل لتصحيح خطأإملائي.
,

Post: #7
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: صلاح شعيب
Date: 12-24-2007, 03:30 AM
Parent: #6

الاستاذ محمد علي طه الملك

أعتقد أن ما ابتدرته من حوار حول ورقة صديقنا الباقر مفيد بدرجة قصوى في ظل توهان قومي قادنا إلى الثقافي لمعالجة ما هو سياسي، هو متلبس وعصي على الفهم لدى الكثير من الناس. وفي تصوري أنه ليس المهم خطأ تقديرات الباقر فيما خص رؤيته للمزيج الاثني المتساكن في شمال السودان وإنما الاهم هو قدرة ورقته التي قدمها في إثارة الجدل وتأويل هذا الجدل أيضا. وبذات الدرجة لا أنظر لما قدمت من خلال هذا البوست من ناحية عجزه عن تبيان خطل ورقة الباقر أو عدم قدرته في تفهم ما عناه الباقر بمتن الورقة.
أعتقد أن هذه بدهية، ولكن في واقع مفتوح على أفق التصادم مع الاراء أكثر من انفتاحه على تحمل إمكانية الاعتراف بها كنظر آخر يحتمل الصواب ـ يبقى ضروريا رد الاشياء المشكل حولها إلى اولياتها وفحصها بأفق أكثر شمولية.
نحن الآن يا عزيزي محمد نحتاج إلى الطقس الذي يعيد حواراتنا إلى مربع الاختلاف الخلاق وها أنت تحاول في ظروف بالغة الحسياسية
وآمل أن أتمكن من المجئ بمداخلة أخرى أفضل من هذه، إذا كان من الممكن..فقط أشيد بهذه المبادرة الواعية. مع تحياتي

Post: #18
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-25-2007, 01:15 AM
Parent: #7

الأخ الأستاذ صلاح شعيب ..
لك التحية وكل عام وأنت بخير ..
Quote: أعتقد أن ما ابتدرته من حوار حول ورقة صديقنا الباقر مفيد بدرجة قصوى في ظل توهان قومي قادنا إلى الثقافي لمعالجة ما هو سياسي، هو متلبس وعصي على الفهم لدى الكثير من الناس

يا لبصيرتك النافذة ..
آمل أن يتواصل إسهامك في هذا الخيط وغيره ، فقد حباك الله بما ينير ويثري وعينا العام ويرد شروده..
مرحبا بك .

Post: #12
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-24-2007, 06:05 PM
Parent: #6

الأخ عبد الوهاب حجازي ..
لك التحية وكل سنة وأنت بخير ..
إطلعت علي مداخلتك الثرة ، وكما ذكرت كان من ضمن مبررات وصفي لما طرحته هنا بأنه لا يرقي لسلم النقد بمنهجه العلمي هو عدم إطلاعي علي أصل ورقة الدكتور الموقر ومصادره التي إعتمدها ..
Quote: العقدة الأصعب في نظري ففي العنت الذي يصيب القارئ جراء محاولة التفريق بين رؤية الكاتب وتلك التي يؤمئ فيها إلى أفكار لآخرين، خاصة عند الإشارة إلى المراجع. وكان الأفضل، والحال كذلك، في رأينا المتواضع، أن تتم الشروح الخاصة بأفكار الكاتب في ذات الصفحات بينما يشار إلى المراجع في الصفحات الختامية كما هو متبع في الكثير من البحوث من هذا النوع.

وذاك هو المنهج الذي يقيد ويميز الدراسة عن الكتابة الحرة ..
Quote: ودراسته الأخرى بعنوان "ما وراء دارفور .. الهوية والحرب الأهلية في السودان" والصادرة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والتي ترجمها السيد محمد سليمان.
وأرى أن من المفيد الاحتفاظ – لأسباب معلومة - بإمكانية الرجوع إلى النصوص الأصلية للورقتين واللتين كتبتا باللغة الانجليزية. واعتقد أن تناول الدراستين معاً سيكون أكثر فائدة حيث أن العفيف قد عمد إلى تفسير الدراسة الأولى على نحو الماء بالنص الثاني. كما حاول – حسبما اعتقد - تجاوز الهنات والأخطاء التي وقع فيها في الدراسة الأولى. وليس في ذلك بالطبع ما يعيب أي من الدراستين.

للأسف لم تتح لي فرصة الإطلاع علي الدراسة الصادرة بعنوان ( ماوراء دارفور ) تعريب السيد محمد سليمان ، وليتك أعطيتنا فكرة او ملخص لمضمونه إن لم يكن إنزاله ممكنا لتبادل لرأي ..
إطلعت أيضا علي الرابط وما تضمنه من أفكار ..
..
شكرا علي المساهمة وكن بالجوار .

Post: #15
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 12-24-2007, 10:51 PM
Parent: #12

الاخ محمد علي طه الرابط الذي اشار اليه مشكورأ الاخ عبدالوهاب حجازي هو هذا
واظن ان الثانية لها صلة عميقة بالدراسة الاولي ..

http://www.cihrs.org/darstudies/PDF/19_35200771053.pdf

Post: #16
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 12-24-2007, 11:39 PM
Parent: #6

الاخ عبد الوهاب حجازي ..لك التحية و كل عام و انت بخير
اراني اتفق معك من انه لابدّ من قراءة متلازمة للدراسة الاولي و الثانية
التي اشرت اليها حتي يمكن الخلوص الي المرامي التي قصدها الدكتور
باقر العفيف ..

---
ربما اختلف معك في مسألة السرقة الادبية فذلك ما لم اكن اعنيه ..
فقد كان ردي علي الاخ محمد علي حين ذكر

Quote: وددت لو بدأ عبوري لصلب البحث إنطلاقا من عنوانه التصويري ( متاهة قوم سود ذوى ثقافة بيضاء ) ، غير أن يد الأستاذ ( عجب الفيا ) المتخصصة سبقتني إليه في بوست سابق للأخ عبد الغني بريش ، وكشفت عن المثالب التي إعترت العنوان وخفضت من وهج صدمته التي إبتغاها الكاتب ، بل أضعفت دلالته الصارمة كعنوان لبحث علمي - حتي وإن كان جانييا - ودفعته لخانة العناوين الصحفية .
لعل المقاربة بين دلالة النص وعنوانه الجانبي يلفت الإنتباه لللون ( الأبيض ) الذي دهن به البحث ثقافة اؤلئك السود كدلالة إستعلائية تتنافر مع لون بشرتهم ، وهذه الدلالة تضفي علي البحث عيبا تحشره في ( كستبانة ) الصراع العنصري العرقي .



ما اردته قوله ان ان نفس الاسم تقريبأ كان عنوانأ لكتاب فانون و لم
توصف تلك الدراسة بان عنوانها يحسب من ضمن خانة العناوين الصحفية ..
مع الاشارة الي ان كتابات فانون نفسها تعرضت الي النقد من قبل عدة
اكاديمين ووصفت بأنها دارسات عنصرية ..لاحظ الاشارة الاخيرة من اقتباس
الاخ محمد علي المك حين تحدث عن دراسة الاخ الباقر العفيف ..


---
التعديل بسبب تصويب اخطاء كتابية

Post: #13
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Nasr
Date: 12-24-2007, 07:22 PM
Parent: #1

أولا أشكرك علي ردودك الجادة ورغبتك الأكيدة في الحوار.
أقتطف
"ما الذي يمنع أبناء العباس ( رض ) من الهجنة ؟ وما ذا تقول في أبناء الخليفة العباسي ( هارون الرشييد ) ، دعك من ذلك - الم تقرأ كتب السيرة الا ينتسب المستعربون الذين سميتهم في غير بلد لسيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ولا أظنني في حاجة لتذكيرك من تكون أمه وسيرتها حاضرة بيننا في هذه الأشهر الحرم ."

لينا كم سنة بتحاور في هذا المنبر، ولا يرضي كثير من الناس بمجرد فكرة إنو هاجر أم العرب المستعربة نوبية وأنهم أنفسهم في بعض الأحوال من أب عربي وأم نوبية وفي كثير من الأحوال من أم وأب أفريقيين. أنا شخصيا لا يزيدني أن كان جدي إسمه ملوال شيئا، ولا ينقصني كثيرا إن كان جدي إسمه معن بن زيادة، يكفيني جدا أبوة آدم وأمومة حواء. لكن تتخيل في كم زول هنا بقولوا بصفاء العرق العربي في السودان؟؟؟؟ وهؤلاء ألد أعداءهم من يقولون أن العروبة عروبة لسان، أو أننا نهتم بالعروبة لأجل الإسلام (الحكاية عندهم بالعكس)

علي العموم نمشي الشغل ونجي نرد برواقة علي باقي النقاط

Post: #14
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: manubia
Date: 12-24-2007, 08:11 PM
Parent: #13

إبن عمي الملك ....



كثيرا ما كنت أتحفظ علي الرد علي بوستات حبيبنا الباقر العفيف ..... وذلك ليس لي شئ و إنما تحفظا علي الرمي بما لا يقبله الشخص منا


ولكنني .... و صراحة أري أن دكتور الباقر بالغ في رمي التهم علي الشمال سوسيولوجيا بما ليس فيه ..... بل أن بحثه المتوهم ساعد علي ازاكاء نار العنصرية اكثر من إطفاءها ..... فاليوم الكثير من أبناء الغرب و الشرق و الجنوب يتوهمون توهما بأن الاقليم الشمالي يتسلط علي الثروة و المال (والله انا ما عارف الثروة دي وين ) دونه و دون باقي أقاليم السودان ...!!!!!!!!!!!!!!!!


أكثر العقلاء يعون بأن هذا ليس بصحيح .. وأتمني الجميع أن يعي هذه الحقيقة.... و الا فسوف نحط و سلطة الإنقاذ بجانب واحد ... ودون أدنا ذنب ...... يعني الموت مع الجماعة عرس ..... وما أحزنه من عرس!!!

خالص التحايا

مانوبيا

Post: #20
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 12-25-2007, 02:09 AM
Parent: #14

الاخ محمدعلي لك التحية مجددأ ..

يبدوانك تحتاج الي تنزيل برنامج ادوب ريدر لقراءة الكتب الالكترونية
و ذلك حتي يمكنك قراءة الدراسة الاخري لدكتور الباقر عفيف ..

موقع التحميل


http://www.adobe.com/products/acrobat/readstep2.html

موقع الدراسة المعنية

http://www.cihrs.org/Darfur/Darfur_studies_details.aspx...y_id=19&pr_year=2007

Post: #25
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-26-2007, 02:24 AM
Parent: #20

الأخ الكريم محمدين ..
لك جزيل الشكر علي الإهتمام وإنزال الروابط ..
مبدئيا فهمت أنه يعتبر الصراع في دارفور صراع هوية او كما قال :
Quote: ان السبب الرئيسي للقتال في دارفور هو مشكلة هوية

سوف أواصل الإطلاح لتكوين رؤيتي ، غير أن ذلك لا ينفي عن الورقة (موضوع البوست) إغفالها تحديد وتفسير ماعنته بلفظ (الشمال) سواء علي أسس إثنية او جغرافية ، فالفرضيات العامة تقود لتفسيرات عامة ولا تستقيم مع مناهج البحث ..
لك تقديري .

Post: #21
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: أنور أدم
Date: 12-25-2007, 02:09 AM
Parent: #14

العزيز محمد الملك


تناول موضوع نقاشي مثل هذا يحتم علينا ان نستخدم اسلوبا علميا(بوصف ان موضوع د.الباقر يصنف علي انه نقاش علمي) ، و لدي ملاحظتي لعنوان بوستك وجدت انه لم يخرج عن الاسلوب الدعائي العام الدائر في اواسط الانتلجنسيا(بمفهوم إدوارد سعيد) السودانية.ذكرت:
Quote: لعل الأمانة العلمية تفرض عليّ الإقرار بأن ما سأكتبه حول ما جاء به بحث الدكتور الباقرالعفيف تحت عنوان ( أزمة الهوية في شمال السودان ) تعريب الأستاذ الخاتم عدلان ، يصنف ضمن مكاتب الرأي الآخر ، ولا يرقى بأي حال سلم النقد بمفهومه التخصصي وآليات منهجه العلمي ، وإن لامس طرفه وتطلع اليه إقتداء


الامانة العلمية تقتضي ان تناقش بمنهجية معرفية مستخدما ادواتها لتفنيد و تقييم الرأي الآخر. الذي أود ان اناقشه هنا هو حول ما طرحته انت عن مفهوم هوية الشمال؟.
اولا / أريد تعريفا منك هن ماهية هوية الشمال هذه ، أريد تعريفا علميا يرتكز علي اتجاه تنظيري منطلق من اطار معرفي(سوسيولوجيا،انثربولوجيا، علاقات دولية ، علم نفس ) لتحديد مكوناته، عناصره .
اتمني ان اجد نقاشا معرفيا ، و انا مترقب لرأي معرفي محدد.



Post: #24
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-25-2007, 07:28 PM
Parent: #21

الأخ العزيز أنور..
لك التحية وكل سنة وإنت طيب ..
بداية لك الشكر علي المساهمة في موضوع البوست..
Quote: تناول موضوع نقاشي مثل هذا يحتم علينا ان نستخدم اسلوبا علميا

مع تقديري لا أراك موفقا في إفتراض ( حتمية ) إستخدام المنهج العلمي في النقاش ..
ولو أنك قلت بتلك الحتمية في حالة إنجاز بحث او عمل دراسة علمية لقبلته منك ..
ولا أظن أن الفرق بين مدلول لفظ ( النقاش ) ومدلول لفظ ( الدراسة ) بغائب عن فطنتك .
Quote: أود ان اناقشه هنا هو حول ما طرحته انت عن مفهوم هوية الشمال؟

لأسف لم يتسني لي بعد طرح دراسة متكاملة عن مفهوم هوية الشمال علي وجه التحديد ..
ذلك لأني لم أحس يوما أن للشمالين أزمة هوية يهواجهونها ..
نعم بيننا ممارسات يمكن تصنيفها وتسميتها تحت مصطلح الصراع الإثني اوالعرقي ..
وإن جاز القول بأزمة الهوية فموضعها يكون بين الشمال والجنوب لتوافر أشراطه من إختلاف ألتقاليد والعادات والمعتقدات واللغات ..الخ
Quote: أريد تعريفا منك هن ماهية هوية الشمال هذه ، أريد تعريفا علميا يرتكز علي اتجاه تنظيري منطلق من اطار معرفي(سوسيولوجيا،انثربولوجيا، علاقات دولية ، علم نفس ) لتحديد مكوناته، عناصره

شكرا علي الثقة التي اوليتني بها ..
ولكن كما أسلف لم يدر بخلدي أن للشمال أزمة هوية بمعناها الحصري لكي أسعي لدراستها..
أكرر شكري .

Post: #23
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-25-2007, 01:57 PM
Parent: #14

عزيزي مانوبيا ..
Quote: أكثر العقلاء يعون بأن هذا ليس بصحيح .. وأتمني الجميع أن يعي هذه الحقيقة[/QUOT]
لك التحية والتقدير وكل عام أنت ولأهل بخير .

Post: #22
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-25-2007, 01:35 PM
Parent: #13

مرحب بعودتك مجددا ..
تسعدني محاورتك .. قديما قيل ( تكلم لأعرفك )..
Quote: علي العموم نمشي الشغل ونجي نرد برواقة علي باقي النقاط

أحسن برضو عشان ما تجي تكلفت شغلي ساكت ..

Quote: لينا كم سنة بتحاور في هذا المنبر، ولا يرضي كثير من الناس بمجرد فكرة إنو هاجر أم العرب المستعربة نوبية وأنهم أنفسهم في بعض الأحوال من أب عربي وأم نوبية وفي كثير من الأحوال من أم وأب أفريقيين. أنا شخصيا لا يزيدني أن كان جدي إسمه ملوال شيئا، ولا ينقصني كثيرا إن كان جدي إسمه معن بن زيادة، يكفيني جدا أبوة آدم وأمومة حواء. لكن تتخيل في كم زول هنا بقولوا بصفاء العرق العربي في السودان؟؟؟؟ وهؤلاء ألد أعداءهم من يقولون أن العروبة عروبة لسان، أو أننا نهتم بالعروبة لأجل الإسلام (الحكاية عندهم بالعكس)


إستراحة خارج النص ..
ما أوردته بعالية أخي Nasr خلاصة تجارب حوارية مع أخرين شكلت قناعاتك ..
كيفما كان مردودها لا يستقيم إعتمادها من الذاوية المنهجية كإستبيان نبني عليه فرضية جائزة ..
هذا من ناحية ..
ومن ناحية أخري ـ ورغما من أن مناقشة النقاط التي أثرتها تدفعنا لمربع خارج المطروح في هذه المساحة ، والمؤطرة حصريا بما جاء في دراسة د . العفيف حول أزمة الهوية ..
أعتبر مداخلتك سياحة حول غاية توازي موضوع البوست ..
من هنا أقول :
إن الحرص علي تقصى الأعراق والأنساب شأن شخصي مباح ، تمارسة الأسر تحت بنود أعرافها في كل أنحاء العالم دون قيد يحرّمها ..
غير أنها تصبح ضارة حين تُستغل وتُبرز كنقاء عرقي يسعي لإضطهاد سواها ورمي غيرها بالدونية بسبب اللون او إختلاف العرق ..
هنا - تكتسب الممارسة مسمى وسمات أخري تعرف بالصراع العرقي
ومن ثم تصنف ضمن محفذات الصراع الإجتماعي الضار ..
ولعل الصراعات العرقية هي الأوسع إنتشارا بين المجتمعات ، الغنية منها والفقيرة ..
المتحضرة منها والمتخلفة ..
لذا ..
حوصرت بمواثيق دولية وقوانيين قطرية تمنع حدوثها بغية تلافي أثارها المدمرة للنسيج الأجتماعي ..
من باب تعمييم الفائدة دعني أدرج هنا مقتطفا من دراسة أعدها الخبير الدولي وأستاذ العلوم السياسية الزائر بجامعة لندن ـ بروف D. Gacia
سمى خلالها نماذج الصراعات الإجتماعية ومحفذاتها علي النحو التالي :
1 ـ Ideological & Political Conflicts
ويقول أنها تنشأ بين الدولة وحركات التحرر او الثورات التي تقودها الشعوب ضد أنظمتها عندما يختل ميزان العدل ويصبح الإجحاف في حقوق أفراد الشعب سمة عامة وحقيقة ماثلة .
2 ـ Governance & Authority Conflicts
حيث تنفرد مجموعة دون سواها بمقاليد الحكم ، وتستغل سلطة الدولة في كيدها بالآخرين وتصفية او إقصاء من تعتقدهم خصومها ، وتجحف في قسمة الموارد والثروة ..
فتنهض معارضة ضدها من القطاعات الأخري تسعى لتغيير نظام الحكم وممثليه ، وتعيد توزيع الموارد وقسمة السلطة بما يحقق العدالة الإجتماعية .
3 ـ Racial Conflicts
وقد عرضت مظهره بعالية .
4 ـ Identity Conflicts
ويأتي كما سلف تبيانه في صلب موضوع البوست .
5 ـ Resource Conflicts
وهو صراع ينهض علي معطيات بيئية وموارد طبيعية ، ويتمظهر بصفة عامة في الصراعات الحدودية ، ونزاعات الحقوق العينية ، وغيرهما من موارد الثروة برية كانت ام بحرية ، ظاهرية كانت ام باطنية ، مائية كانت ام نباتية ام معدنية ام عضوية ام كيمائية ..... الخ .
ولتعدد نماذج الصراعات رؤي ضرورة إتباع منهج تحليل وتوصيف الصراع وفق موجهات رئيسة هي:
1- تحديد هوية الصراع وطبيعته وتسميته بدقة .
2- معرفة ودراسة العلل الرئيسة والثانوية في خلق وتحفيذ الصراع .
3 - تقدير حجم العوامل التي تلعب دورا في تأجيج الصراع .
4 - تسمية أطراف الصراع بصورة دقيقة والأطراف الأخري المحيطة بكل منهما.
تري هل أدركت الآن ما كنت أعنية من فروق حين كتبت عند مدخلي لورقة الدكتور الموقر إن تركيز البحث علي خاصية ( اللون ) وإتخاذه معيارا لتوهان الهوية وتأزمها خلط بين توصيف الصراع العرقي وصراع الهوية ، حيث تدخل مفردة اللون ضمن مؤثرات الصراع العرقي ؟
المضحك المبكي أنك حال مقارنة هذه النماذج مجتمعة مع حال جسدنا الوطني ، نجده معتلا بكل تلك العلل ..
بلغ بعضها حيذ الصراع المسلح ، وبعضها حافة التزمر والإحتجاج ، وبعضها حد التنافر والتنابذ ، وبعضها مرحلة الإكتئاب السياسي واللامبالاة ، كل ذلك تحت وعي وطني مغيب ، وإرادة شعبية مقهورة ، وطغيان معرفي منحرف يمزق النسيج الإجتماعي ويعصف به لمجاهل الشتات..
أنا وأنت وهي ..
كنا مقدماته ..
( والجايات اكتر من الرايحات )
ما لم يقيض الله فرجا يعجله ..
فنعبر كما عبرت بك الآن ..
دون أن أغرقك او أغرق ..

..
مرحبا بك ثانية ..
ماتطول الغيبة .

Post: #26
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: أنور أدم
Date: 12-26-2007, 08:03 PM
Parent: #22

العزيز محمد
شكرا علي ردك،و لكن لدي تحفظ علي هذا:
Quote: .مع تقديري لا أراك موفقا في إفتراض ( حتمية ) إستخدام المنهج العلمي في النقاش ..
ولو أنك قلت بتلك الحتمية في حالة إنجاز بحث او عمل دراسة علمية لقبلته منك ..


بينما انا قلت/
Quote: .تناول موضوع نقاشي مثل هذا يحتم علينا ان نستخدم اسلوبا علميا

الذي اريد توضحيه هو ان البحث او اي دراسة علمية انما هي موضوع نقاشي وهو يختلف عن كلمة (نقاش) المفردة الدالة عن الاتفاق او الاختلاف في وجهة نظر عامة .

ثانيا
انت قلت:
Quote: .لأسف لم يتسني لي بعد طرح دراسة متكاملة عن مفهوم هوية الشمال علي وجه التحديد ..
ذلك لأني لم أحس يوما أن للشمالين أزمة هوية يهواجهونها ..
نعم بيننا ممارسات يمكن تصنيفها وتسميتها تحت مصطلح الصراع الإثني اوالعرقي ..
وإن جاز القول بأزمة الهوية فموضعها يكون بين الشمال والجنوب لتوافر أشراطه من إختلاف ألتقاليد والعادات والمعتقدات واللغات ..الخ

آسف لاختلافي معك،ذلك ان تحديد مفهوم الهوية(لتعدد المعارف و اختلاف المفهوم داخل الاتجاهات التنظيرية داخل المعرفة الواحدة)مهم لانه يسهل عملية النقاش و تفنيد الاراء ،وهو ليس بالضرورة للتعبير عن حالة وجود (ازمة هوية) كما تذهب.ثم ان مفهوم الاثني ليس هو العرقي و عليه ان الصراع الاثني يختلف عن الصراع العرقي .
لذلك أري انه ينبغي عليك تحديد المصطلحات حتي يتسني مناقشة الموضوع الثر هذا.وهنا اتمني ان أري افكارك متراصة بطريقة ممنهجة حتي نستطيع معها التجاوب و التعاطي.
ملحوظة:
موضوع الهوية هو موضوع نقاشي ورد في الانثربولوجيا الاجتماعية البريطانية علي يد بارث في بحثه الشهير المعنون: Ethnic Groups and Boundaries
by Fredrik Barth
ثم ورد في السوسيولوجيا الاميريكية في مواضيع تتعلق بمجتمعات اليانكي. و دراسات الاقليات.
ثم انتقلت الي فرنسا في نقاش اكاديمي سوسيولوجي حول قضايا الاندماج و اوضاع الاقليات في فرنسا. ثم ظهرت في مجال العلاقات الدولية علي يد تيد قور في دراساته عن الصراعات الاثنية .أما الذي ذهب اليه د.الباقر فهو يندرج(لعدم دراستي لكامل اعماله في هذا المجال) علي ما اعتقد في مجال دراسة الشخصية في علم النفس التطبيقي علي نهج النفساني المارتنيكي فرانز فانون في كتابه المشار سابقا في هذا البوست،.

أنت حدد وجهتك النظرية حتي نستطيع مناقشتك بفهم .
مع مودتي


Post: #27
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 12-26-2007, 09:01 PM
Parent: #26

الاخ محمد علي ..لعله من المفيد ان اضع الدراسة الاولي التي تعنيها
حتي تسهل المتابعة ..الراس ما كراس ..


---------




1
أزمة الهوية في شمال السودان 1
متاهة قوم سود...ذوو ثقافة بيضاء
ما وددت أن أكون غير ذلك الرجل الذي يرقد تحت جلدي
والذي لابد أن أعرفه 2
بقلم د. الباقر العفيف
ترجمة الخاتم عدلان
خلفية الدراسة :
تشتعل في السودان حرب هي الأطول عمرًا في أفريقيا، وربما في العالم كله. استمرت هذه
الحرب ثلاثين عامًا، قتل فيها ما يقارب ال 1.9 مليونًا من البشر وشرد 5 ملايين آخرين. وقد قتل
منذ أن استولت هذه الحكومة على الحكم عام 1989 م، بسبب الحرب واﻟﻤﺠاعة الناتجة عنها، عدد
أكبر مما قتل في الحروب البوسنية والرواندية والصومالية مجتمعة 3. وفي محاولاﺗﻬم لفهم جذور الحرب،
اتبع المؤرخون والمحللون السياسيون السودانيون، منهجين. الجيل الأول من هؤلاء ركز بصورة
أساسية علي القوى الاستعمارية، ومخططاﺗﻬا المحسوبة لفصل الجنوب عن الشمال ببذر بذور الكراهية
في الجنوب. و لكن وبعد أكثر من أربعة عقود من الحكم الوطني ما تزال الحرب قائمة، ليس هذا
فحسب، بل تفاقمت, واتخذت سيماؤها الدينية الكامنة, شكلها الواضح والمكتمل. وقد دفع هذا
الواقع أجيا ً لا جديدة من السودانيين للتفكير في الأمر بصورة مختلفة. وهنا برز المنهج الثاني، لينقل
مركز الاهتمام من العدو "الخارجي" إلى العدو "الداخلي" عندما يحاول الوصول إلى جذور الحرب،
باعتبارها نزاعًا بين الهويتين الرئيسيتين في البلاد: الشمال والجنوب. وهناك الآن اتفاق واسع بين
السودانيين، شماليين وجنوبيين علي حد سواء، أن بلادهم تعاني أزمة الهوية الوطنية. وأصبحت الحرب
بالنسبة لهم وبصورة جوهرية، حربًا للرؤى، كما عبر عن ذلك تعبيرًا بليغًا، فرانسيس دينق ،
الشخصية السودانية الجنوبية البارزة 4. وقد سعى الشمال الذي يشعر بأنه عربي ومسلم، إلى تعريف
البلاد كلها على هذا الأساس. وهو لم يكتف فقط بمقاومة كل محاولات القطاع غير العربي لتوصيف
السودان باعتباره جزءً من أفريقيا السوداء 5؛ بل بذل جهدًا خارقًا لاستيعاب الجنوب من خلال
سياسات التعريب والأسلمة، وسعى إلى تحويل الهوية الجنوبية إلى انعكاس مشوه للذات الشمالية.
ولكن الجنوب، الذي نظر إلى المشروع كنوع من الاستنساخ الثقافي، قاوم هذه الاتجاهات دون
هوادة.
2
ولكن هذه الدراسة تذهب خطوة أبعد، وتبحث، على مستوي اعمق، عن جذور هذه
الحرب.أﻧﻬا تسلط الأضواء على التراع داخل الهوية الشمالية التي تقود إلى التراع الأكبر بين الهويتين
الجنوبية والشمالية.وتحاول الكشف عن العلاقة بين الانشطارات التي سببتها النخبة الشمالية الحاكمة
علي مستوى البلاد، وتصدعات النفس الشمالية ذاﺗﻬا، وتحديد ما إذا كانت الأولى، هي في نفس
الوقت ، عرضًا للثانية وعلامة عليها. وهكذا فإن هذه الدراسة تحاول إنجاز تحول أخر، بنقل الانتباه
من الازدواجية الخارجية التي تميز الانقسام الشمالي/ الجنوبي، إلى الازدواجية الداخلية التي تعاني منها
الذات الشمالية.
تعريف الهوية:
يعرف قاموس وبستر الجديد، للغة الإنجليزية، الهوية باعتبارها "تماثل الخصائص الجينية الأساسية
في عدة أمثلة أو حالات أو تماثل كل ما يحدد الواقع الموضوعي للشيء المعين: تماثل الذات، الواحدية،
تماثل تلك الأشياء التي لا يمكن التمييز بين آحادها إلا بخصائص عرضية أو ثانوية. الإدراك الناتج عن
التجربة المشتركة، هو أحد حالات هذا التماثل. أو وحدة الشخصية واستمرارها: وحدة وشمولية
. الحياة أو الشخصية أو حالة التوحد مع شئ موصوف، مزعوم أو مؤكد أو حيازة شخصية مدعاة" 6
إذا شئنا تحديد هوية الشخص، فربما نحتاج لمعرفة اسمه أو اسمها، لونه، خلفيته الاثنية أو الثقافية،
والموقع الذي يحتله وسط الجماعة. هناك، إذن ، وجهان للهوية، أحدهما أصلي، بدائي، ومعطى،
والأخر مصنوع ومختار . فالهوية في نفس الوقت ذاتية وموضوعية، شخصية واجتماعية، ومن هنا
طبيعتها، المتفلتة ، العصية على التحديد. ويملك الأفراد تشكيلة واسعة من الهويات الممكنة. إذ يمكن
أن تكون لهم هويات عرقية أو اثنية، قومية أو دينية، أو حتى هويات خاصة بالمدن التي يقيمون
فيها 7. ويرتبط الحديث حول الهويات الشخصية، ارتباطا وثيقًا، بمجال الخطاب الجينوي. ومع إن
الخصائص البيولوجية هي خصائص موضوعية، إلا أن الهويات الفردية تعني شيئًا أكثر من ذلك. فهي
. تشتمل على دلالة ذاتية لوجود مستمر وذاكرة منسجمة ومترابطة منطقيًا 8
الدلالة الذاتية للهوية هي الإحساس بالوحدانية والاستمرارية الشخصية 9، الإحساس بالانتماء
إلي منظومة راسخة من القيم التي تكون الاتجاه العقلي والأخلاقي للمرء، وتعطى الأفراد خصائصهم
المتفردة. إﻧﻬا تمكن الفرد من تحقيق حياة ممتلئة وكثيفة. في مثل هذه اللحظات يمكن أن يقال أن
الشخص حقق ذاته أو ذاﺗﻬا. وصار "متصالحًا مع جسده أو جسدها". وعلى وئام مع بيئته أو بيئتها
ومع نظامه أو نظامها الرمزي. ولكن الذي يقوم هذه الدلالة الذاتية، هو الخصائص الموضوعية، والتي
يمكن التعرف عليها من قبل الآخرين.
3
الهوية دينامية أيضًا ومستجيبة للظروف المتغيرة. وهي قابلة للتحول مع التقنيات والنظم الثقافية
والسياسية المتغيرة. 10 وهي استراتيجية. فالناس يتبنون هويات معينة لأسباب استراتيجية مثل
"التمكين" وقبل كل هذه العوامل وبعدها، هناك الإرث التاريخي لأجدادنا الذي "يحط بثقله في تحديد
من نحن وماذا يمكن أن نكون. 11 الهوية إذن إدعاء للعضوية يستند إلى كل أنواع النمطيات مثل
العرق، الجنس ، النوع، الطبقة ، الطائفة، الدين، الثقافة ... الخ. 12 إﻧﻬا الطريقة التي يعرّف ﺑﻬا الناس
. أنفسهم، ويعرفهم ﺑﻬا الآخرون، على أساس من الأنماط السابقة 13
Identification-: تعريف التماهي
قاموس العلوم الاجتماعية يعرف التماهي باعتباره "الميل للتقليد،و/ أو عملية تقليد سلوك شئ
ما. وربما يدل كذلك على عملية التمازج العاطفي، أو حالة هذا التمازج الناجزة، مع هذا الشيء
ذاته." 14 وقد استخدم س. فرويد، هذا المصطلح في علم النفس، لأول مرة عام 1899 . إذ قال أن
"التماهي هو التعبير المبكر عن الرابطة العاطفية مع شخص أخر". يتماهي الفرد مع شخص أخر
"كمثال للذات " بوصفه شخصًا يريد أن يكونه، أكثر مما يريد أن يمتلكه. وهذا ما يجعله مهمًا في
سلوك اﻟﻤﺠموعات. وهو يفسر حاجة الفرد ومقدرته علي الارتباط، وقوة الروابط العاطفية, المشار
إليها، كخصائص جوهرية للبشر. وهو يذكر في نفس الوقت" الأصل الطفو لي لعملية التماهي،
ويفترض أن هذا الأصل الطفولي هو الذي يفسر بقاءها على مستوي اللاوعي، وقوﺗﻬا كعامل
تحفيزي، وتظاهراﺗﻬا اللاعقلانية والنكوصية في بعض الأحيان. ولكن التماهي بالنسبة إليه ليس مجرد
. محاكاة، بل هو بالأحرى تمثل يستند إلى سلسلة سببية متشاﺑﻬة 15
ن. سانفورد يعارض مقولات فرويد ويقول أن التماهي، علي عكس ما يقول فرويد ، هو
عملية واعية، وأن المحاكاة هي اللا واعية، ويعرف ج. ب سيوارد، التماهي بأنه "استعداد عام لمحاكاة
سلوك أحد النماذج". 16 ويتحدث فرويد عن ثلاثة مستويات للتماهي. وتقول فرضيته أن التماهي
يتخذ أو ً لا شكل الارتباط العاطفي بشيء ما. ثم يصبح بدي ً لا عن الرابطة الجنسية، وكأنما يتخذ شكل
امتصاص أو تشرب أو تمثل الشيء في الذات. ثم يؤدي في النهاية إلى بروز إحساس جديد بخاصية
مشتركة مع شخص أخر، 17 أو مجموعة أخري. ويميز شيلر بين نوعين من أنواع التماهي، هما
الايديوباثي أي الذاتي؛ والهتروباثي، أي الغيري. يحدث التماهي الايديوباثي من خلال "اضمحلال
الذات الأخرى وامتصاصها من قبل الذات المتماهية"، بينما في التماهي الهتروباثي "تتضاءل الذات
المتماهية أمام هيمنة وجيشان النموذج". 18
4
تكوين الذات:
المفهوم الكلاسيكي يقول أن الذوات الاجتماعية تمثل معطيات أصلية، أو بدئية، موروثة مثل
الخصائص البيولوجية. ولكن هذا المفهوم يخلي الساحة الآن لمفهوم أخر هو أن الهويات تتكون وتصنع
اختياريًا، 19 وهي في حالة مستمرة من التكوين. 20 ولكن اختيارات الناس لهوياﺗﻬم محكومة ومحدودة
بالعوامل المعطاة مثل ملامحهم، أسرهم ، جماعاﺗﻬم، تواريخهم، ثقافاﺗﻬم...الخ, تكوين الشخصية ،
بالنسبة لاريكسون ، عملية يستطيع الفرد من خلالها :
"أن يحكم على نفسه على ضوء الطريقة التي يعتقد أن الآخرين يحكمون عليه
من خلالها، مقارنين اياه بأنفسهم، وينمط حيوي بالنسبة لهم، ولكنه في نفس
الوقت يحكم على الطريقة التي يتصورنه ﺑﻬا على ضوء تصوره هو لذاته
بالقياس إليهم،وبالقياس إلى الأنماط التي أصبحت هامة بالنسبة إليه." 21
"يقول خبراء علم النفس الاجتماعي، إن تماهي الفرد مع أية مجموعة، مث ً لا، الطبقة الاجتماعية،
أو الجماعة العرقية أو الاثنية،هو في الغالب الأكثر شمو ً لا من كل العمليات النفسية المرتبطة مباشرة
بالسلوك الاجتماعي .التماهي مع اﻟﻤﺠموعة المهيمنة مث ً لا يحدث عندما "يستبطن (الفرد) منظومة
الأدوار الخاصة باﻟﻤﺠموعة، ويعتبر نفسه أحد أفرادها". 22 وهذا يحدث من خلال التمثل الثقافي. ويعبر
ديفيد ليتين عن ذلك بقوله:
"التمثل الثقافي شبيه باعتناق الدين، وكما توضح أدبيات التحولات الدينية
بصورة قاطعة، فإن ما يعتبر مسلكًا برغماتيًا بالنسبة لهذا الجيل، يعتبره الجيل
الذي يليه أمرًا طبيعيًا. ولذلك فإن الأطفال الذين ينشئون في ظل الجماعات
الدينية، سيلجأون، مدفوعين بضغوط السلطات الدينية، إلى توبيخ آبائهم
على ما يعتبرونه مسلكهم المنافق". 23
وهذا الرأي يشابه مفهوم دي فواه عن الهويات المصنوعة" كهويات منحرفة". فهي تدل
بالنسبة إليه "على نفعية بلغت مبلغ الشطط" وتمثل علامة على "الاختلال الداخلي"، 24 الذي يحدث
في شروط اجتماعية محدده تمارس تأثيرًا هائ ً لا على الإدراك الذاتي للهوية الشخصية. 25 فرغم طبيعتها
المصنوعة، فإن "مكونات الفرد تستطيع إدراج الفرد في سياقها بل حتى استعماره". 26
في ثنايا تكوين الهويات الاجتماعية، هناك دائمًا مجموعة داخلية، تمثل الهوية الاجتماعية المبتغاة،
ومجموعة هامشية، تحتاج إلى الموازنة حتى تتماهى مع النموذج. وفي مثل هذه الحالات، فإن الأولى
تمثل اللب، وتحتل مركز الصدارة من تلك الهوية الاجتماعية، بينما تمثل الثانية الدائرة الخارجية وتحتل
الهامش. الأولى مستحوذة على الامتيازات، والثانية تبحث عن ذلك. الأولى تملك صلاحيات إضفاء
الشرعية على الثانية أو حرماﻧﻬا منها. ويلجأ شارلس تيلور إلى استخدام مصطلحي "التعرّف،
5
والغيرية". ويقول أن هويات البشر "تتكون جزئيًا بالتعرف أو غيابه، أي بالانتباه إلى غيرية
الآخرين". 27
وعلى سبيل المثال، بينما تمثل الطبقات الوسطي والعليا البيضاء، مركز الهوية الأمريكية، فإن
السود واليابانيين ...الخ الأمريكيين يمثلون تخوم هذه الهوية. ويحتكر المركز الحق في الاعتراف أو
عدمه، ﺑﻬذه اﻟﻤﺠموعات. ويمكن للتوتر بين المركز والتخوم أو الهوامش أن يظل مكتومًا، أو فاع ً لا علي
مستويات أدنى في الأوقات العادية والسلمية. وتبدو عباءة الهوية وكأنما هي قادرة على نشر أجنحتها
ومد ظلالها على كل اﻟﻤﺠموعات التي تكون الأمة. ولكن المركز يلجأ في لحظات التوتر إلي استغلال
صلاحيات الاعتراف أو إساءة استخدامها. ويمكن حينها أن يسحب المظلة عن أية مجموعة هامشية
إذا رأى أن الضرورة تستدعى ذلك. وقد حدث هذا بالفعل في الحرب العالمية الثانية، حينما تم
احتجاز اليابانيين الأمريكيين في معسكرات الاعتقال، لأن ولاءهم لأمريكا صار موضع شك من قبل
مركز الهوية الأمريكية، ويمكن الاستدلال على الأسلوب الانتقائي للمركز في استخدام صلاحيات
الاعتراف وسحب الاعتراف، بأن الأمريكيين الألمان لم يتم اعتقالهم بذات الدرجة، بالرغم من أن
ألمانيا كانت هي القوة الرئيسية في دول المحور الأوربية. ولذلك قرر المركز أن يسحب الاعتراف عن
الأمريكيين اليابانيين أثناء الحرب، وإعادته إليهم بعدها. ويمكن أن تقول نفس الشي عن بريطانيا،
حيث تمثل الهوية الإنجليزية مركز الهوية البريطانية. فمن الملاحظ أن مصطلح "إنجليزي" يستخدم كثيرًا
من قبل اﻟﻤﺠتمع الإعلامي عندما يكون المقصود "بريطاني"، وهو ما يسبب الضيق للوطنيين
باسكوتلاندة وويلز.
وتلاحظ الجماعات السوداء البريطانية أيضًا أن وسائل الإعلام البريطانية المركزية تطلق على
الرياضيين الأفرو كاريبيين صفة "بريطانيين" عندما يكسبون الميداليات لبريطانيا، وصفة "كاريبيين"
عندما يخسرون. هذه الأمثلة توضح التوترات بين المركز والهامش داخل كل هوية، كما تشير إلى
ديناميات وعمليات الاعتراف وسحب الاعتراف التي تشتغل بين المركز والهامش.
تغيير الهوية:
مستندًا على نموذج ابتدعه توماس شيللنج، يحاول ليتين تفسير تحولات الهوية عن طريق
"منظومات" السلوك وما يترتب عليها من "ميول". وتحدث منظومات السلوك عندما يكون سلوك
الناس أو أفعالهم مستندة إلى، ومدفوعة بتوقعاﺗﻬم لما يمكن أن يفعله الآخرون. وعندما تفكر أعداد
كبيرة من الناس في اﻟﻤﺠموعة، أن أعضاءها الآخرين سيفكرون بطريقة معينة، وسيتصرفون وفق ذلك
التفكير، فإن اﻟﻤﺠموعة"تميل" أو "تنتقل" فجأة من نظامها المعتاد قبل نمط السلوك الجديد، إلى نظام آخر
جديد. ولتوضيح كيفية "ميل" اﻟﻤﺠموعات واستوائها يورد ليتين المثال التالي:" خذ حالة اثنين من
6
الأفرو –أمريكيين يشتريان مترلين بضاحية "بيضاء" مستقرة. فجأة تفكر العائلات البيضاء، وقد
اندفعت كل منها بالخوف من أن تكون آخر أسرة بيضاء بالضاحية، في بيع منازلها. ولكن الأفرو
أمريكيين هم وحدهم الراغبون في الشراء. وبسرعة خاطفة "تتحول" أو "تميل" الضاحية من بيضاء إلى
أفرو- أمريكية". 28
تتحول الهوية بنفس الطريقة، أي تستوي وتنتظم في سياق متخيل. 29 ويعطينا ديفيد ليتين، في
دراسته الميدانية للجالية الروسية بأستونيا، بعد اﻧﻬيار الاتحاد السوفيتي وتقلص حدوده، مثا ً لا واضحًا
على تحول الهوية. وقد قام بشرح الجهود التي بذلها الأفراد الروس، وقد وجدوا أنفسهم غرباء وسط
مجتمعات كانوا يهيمنون عليها في يوم من الأيام، للتأقلم مع الواقع الجديد. وقد اجتهد الروس
باستونيا للحصول على الجنسية الأستونية. فبدأوا يدرسون اللغة الأستونية التي لم يشعروا بضرورة
دراستها قبل اﻧﻬيار الاتحاد، إذ كان الأستونيون هم اﻟﻤﺠبرون على دراسة اللغة الروسية. ويستنتج ليتين
أن رغبة هؤلاء الناس في الحفاظ على سلامة عائلاﺗﻬم، وفي تفادي الإبعاد، أعطتهم حافزًا لتحويل
الهوية. وهذا بدوره يضع الأساس لصنع هوية أستونية لأحفادهم، وهذا يعني إﻧﻬم كمجموعة،
يتحركون نحو "انقلاب" هويتهم. 30
تعيش اﻟﻤﺠتمعات عادة في توازن. وفي هذه الحالات تشعر الجماعات أن العالم ثابت ثباتًا مطلقًا.
حينها تكون الهويات بمأمن من الشكوك، ولا تكون هناك حوافز للتغيير، ويشترك الجميع في تصور
ضمني لمن يكونون. وتضطلع النخب الثقافية والسياسية، لكل مجموعة، بإصباغ المعني على هذا
التوازن، بإنتاج المعتقدات، والمحاذير، والمبادئ، 31 والأساطير والنظم الرمزية. في هذه المرحلة يمكن
وصف اﻟﻤﺠموعة بأﻧﻬا حققت ذاﺗﻬا، أي إﻧﻬا تعيش في انسجام مع بيئتها، وتري العالم بأم عينها. ولكن
الحوادث والاضطرابات يمكن أن تزلزل التوازن، وتشيع عدم الاستقرار وسط الجماعة، وتقود إلى
أزمة هوية، وتدفع بعض الناس إلى استكشاف هويات جديدة. في هذه الحالة غالبًا ما تنقسم النخبة
الثقافية والسياسية إلى أولئك الذين يحاولون الدفاع عن الوضع القائم، وأولئك الذين يحاولون خلق
منظومة جديدة، تحقق توازنًا جديدًا. 32
أبعاد الهوية :
ليس بمقدور أية نظرية منفردة، من النظريات التي تم تلخيصها فيما سبق، أن تفسر تعقيدات
الهوية السودانية الشمالية، ولذلك تنشأ الضرورة لصياغة تركيبة منها جميعًا لتحقيق هذه الغاية.
واستنادًا إلى ما سبق، يمكن للمرء أن يضع اليد علي ثلاثة عوامل، تستطيع إذا ما تفاعلت مع بعضها
البعض، أن تفسر كل هوية اجتماعية. العامل الأول هو تصور اﻟﻤﺠموعة لنفسها. العامل الثاني هو
تصور الآخرين للمجموعة. العامل الثالث هو الاعتراف أو عدمه من قبل مركز الهوية ﺑﻬذه اﻟﻤﺠموعة.
7
إذا تفاعلت هذه العوامل الثلاثة بصورة منسجمة، أي إذا كان تعريف الناس لأنفسهم مقبو ً لا وواقعيًا،
وكان تعريف الآخرين لهم منسجمًا مع الرؤية الذاتية للجماعة، وإذا كان مركز تلك الهوية يمحضها
اعترافه، حينها يقال أن تلك اﻟﻤﺠموعة تعيش في توازن. وهنا تتقدم النخبة الثقافية والسياسية لإعطاء
هذا التوازن معناه، مزودة إياه بمنظومة من المعتقدات، والقيود، والمبادئ، 33 الأساطير والنظام الرمزي.
ويحاول النظام الرمزي إشاعة الانسجام في كل العالم المحيط ﺑﻬذه اﻟﻤﺠموعة أو بمعني آخر، يحاول جعل
العالم كله يبدو وكأنما ينبثق من الذات الجماعية للمجموعة، أو كأنما هو بعد واحد من أبعاد
هويتهم. في هذه المرحلة يمكن وصف اﻟﻤﺠموعة بأﻧﻬا صارت ذاﺗﻬا، وأﻧﻬا ترى العالم بعيوﻧﻬا أصالًة. أحد
الأمثلة على الكيفية التي يشتغل ﺑﻬا النظام الرمزي، هو الكيفية التي أعادت ﺑﻬا الثقافات الغربية رسم
صورة المسيح لجعله شبيهًا بالانجلو –ساكسون. وقد حدث هذا رغم حقيقة أنه يهودي، ولم يكن له
بأي حال من الأحوال شعر أشقر ولا عيون زرقاء. ومع ذلك كانت إعادة التركيب والصياغة هذه
ضرورية من أجل تحقيق الانسجام في هوية البيض، لأن الناس يدركون العالم بصورة افضل، عندما
يعبدون إلهًا يشبههم، وليس إلهًا غريبًا عنهم.
ومن الجانب الآخر، إذا تفاعلت العوامل الثلاثة بصورة متناقضة، إي إذا كانت تصورات الناس
لأنفسهم لا تنسجم مع الطريقة التي يعرفهم ﺑﻬا الآخرون؛ أو، وهذا أخطر الأمور؛ إذا كانت القوى
المالكة لصلاحيات إضفاء الشرعية، لم تقبل تعريف الجماعة لنفسها، فإن هذه الجماعة توصف بأﻧﻬا
تعيش تناقضًا، وعدم انسجام. في هذه الحالة لا ينبثق النظام الرمزي من الذات الجماعية للجماعة، بل
يكون مستعارًا في العادة من مركز الهوية التي ﺗﻬفو إليها تلك الجماعة، وترغب أن "تكوﻧﻬا".
هذه الشروط تعد المسرح لبروز تناقضات الهوية، ولزحف عدم الاستقرار إلى خلايا اﻟﻤﺠتمع،
ولتفاقم أزمة الهوية حتى تسد عليه الأفق.
أزمة الهوية:-
يمكن لأزمة الهوية أن تحدث علي المستويين، الشخصي والاجتماعي. على المستوي الشخصي،
تنشأ الأزمة عندما تحين لحظة إحداث التوافق بين التماهيات الطفولية وبين تعريف جديد وعاجل
للذات، وأدوار مختارة لا يمكن النكوص عنها. 34 يضاف إلى ذلك أن الهوية الشخصية تقوم علي جهد
يستمر كل الحياة، كما يقول اريكسون، والفشل في تحقيقها يسبب أزمة ربما تكون لها نتائج مدمرة
على الأفراد. 35 أما على المستوى الاجتماعي، فتنشأ الأزمة عندما يفشل الناس، وهم يصنعون
هوياﺗﻬم، في العثور على نموذج يناسبهم تمامًا، أو عندما "لا يحبون الهوية التي اختاروها أو اجبروا على
تبنيها"، ولأن الهويات الاجتماعية يتم تكوينها عادة "من التشكيلة المتاحة من التصنيفات الاجتماعية،
فإن ظهور الخلعاء يكون حتميًا". 36 كذلك يمكن أن تحدث الأزمة عندما يسود الغموض نظرة الناس
8
إلى هويتهم، أو يفتقرون إلى هوية واضحة. 37 وفى حالة أخرى يمكن أن تنشأ أزمة الهوية عندما يكون
هناك تناقض بين هوية الشخص ونظرة الآخرين إلى الهوية ذاﺗﻬا. وأخيرًا يمكن أن توجد أزمة الهوية إذا
كان مركز الهوية، أي الجهة التي تملك صلاحيات إصباغ الشرعية، لا تعترف بادعاءات الهامش.
عوامل الأزمة في شمال السودان:
من ضمن العوامل التي تسبب أزمة الهوية في أية جماعة، يمكن وضع اليد علي ثلاثة عوامل،
تنطبق على السوداني الشمالي. أو ً لا هناك تناقض بين تصور الشماليين لذواﺗﻬم، وتصورا ت الآخرين
لهم. فالشماليون يفكرون في أنفسهم كعرب، ولكن العرب الآخرين لهم رأي أخر، فتجربة
الشماليين في العالم العربي، وخاصة في الخليج، أثبتت لهم بما لا يدع مجا ً لا للشك، أن العرب لا
يعتبروﻧﻬم عربًا حقًا، بل يعتبروﻧﻬم عبيدًا. وقد تعرض كل شمالي تقريبًا للتجربة المريرة بمخاطبته كعبد.
يمثل عرب الشرق الأوسط، وخاصة عرب الجزيرة العربية، والهلال الخصيب، لباب الهوية العربية التي
ﺗﻬفو أفئدة الشماليين إليها، وتطمح للانتماء إليها. فهؤلاء "العرب الأصلاء الأقحاح" يحتلون مركز
هذه الهوية، ويتمتعون بصلاحيات إضفاء الشرعية أو سحبها من ادعاءات الهامش. ويمثل الشماليون،
من الجانب الأخر، الدائرة الخارجية من الهوية العربية، ويحتلون الهامش ويتطلعون إلى إدنائهم للمركز،
كعلامة من علامات الاعتراف. سحب الاعتراف عن أية مجموعة من قبل الأخريات، وخاصة إذا
كانت تلكم الأخريات يمثلن مركز الهوية، يمكن أن يلحق أثرًا مؤذيًا ﺑﻬذه اﻟﻤﺠموعة. 38 وكما قال
شارلس تيلور: "يمكن أن يلحق بالشخص أو اﻟﻤﺠموعة من الناس، أذى حقيقي، وتشويه حقيقي، إذا
عكس لهم اﻟﻤﺠتمع الذي حولهم، صورة عن أنفسهم، تنطوي على الحصر والحط من الكرامة
والاحتقار. 39 وقد كان المركز أبعد ما يكون عن الاعتراف بالشماليين عندما سماهم "عبيدًا"، وأبقاهم
بالتالي، إذا استخدمنا مصطلح تيلور، "على مستوى أدنى من الوجود". 40
العامل الثاني في أزمة الهوية بشمال السودان، يتعلق "بالغموض" حول الهوية. وقد وقف
الشماليون وجهًا لوجه أمام هذه الظاهرة، خاصة في أوروبا وأمريكا، حيث يصنف الناس حسب
انتماءاﺗﻬم الاثنية والاجتماعية. ففي عام 1990 ، عقدت مجموعة من الشماليين اجتماعًا بمدينة
بيرمنجهام لمناقشة كيفية تعبئة استمارة اﻟﻤﺠلس، وخاصة السؤال حول الانتماء الاثني. فقد شعروا أن
أيًا من التصنيفات الموجودة ومن بينها "ابيض، أفرو- كاريبي، أسيوي، أفريقي أسود، وآخرون "لا
تلائمهم. الذي كان واضحًا بالنسبة لهم إﻧﻬم ينتمون إلى "آخرون" ولكن الذي لم يكن واضحًا هو
هل يحددون أصلهم "كسودانيين، أو كسودانيين عربًا، أو فقط كعرب؟". وعندما أثار أحدهم
السؤال : لماذا لا نؤشر على فئة "أفريقي- أسود" ؟ كانت الإجابة المباشرة هي: "ولكننا لسنا سودًا"
وعندما ثار سؤال أخر لماذا لا نضيف "سوداني وكفى؟ كان الجواب هو: "سوداني" تشمل الشماليين
9
والجنوبيين، ولذلك لا تعطي تصنيفًا دقيقًا لوصفنا". 41 ولوحظت ظاهرة الغموض حول الهوية كذلك
في الشعور بالإحباط والخيبة الذي يشعر به الشماليون، عندما يكتشفون لأول مرة، أﻧﻬم يعتبرون
سودًا في أوروبا وأمريكا. وتلاحظ كذلك في مسلكهم تجاه اﻟﻤﺠموعات السوداء هناك. إطلاق كلمة
اسود على الفرد الشمالي، المتوسط، كانت تجربة تنطوي على الصدمة. ولكن الجنوبيين يروﻧﻬا مناسبة
للمزاح، فيقولون لأصدقائهم الشماليين: "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا سودًا" أو "الحمد لله، هنا
أصبحنا كلنا عبيدًا". مسلك الشماليين تجاه اﻟﻤﺠموعات السوداء ﺑﻬذه البلدان، شبيه لمسلكهم إزاء
الجنوبيين. وغالبًا يطلقون عليهم كلمة "عبد" وقد أشار واحد ممن استطلعت أراءهم، إلى الافرو –
كاريبيين كجنوبيين. 42
العامل الثالث من عوامل الأزمة يتعلق،" بخلعاء" الهوية، أو أولئك الذين لا يجدون موضعًا
ملائمًا داخلها. فالشماليون يعيشون في عالم منشطر، فمع إﻧﻬم يؤمنون اﻧﻬم ينحدرون من "أب عربي"
و" أم أفريقية" فإﻧﻬم يحسون بالانتماء إلى الأب الذي لا يظهر كثيرًا في ملامحهم، ويحتقرون الأم،
الظاهرة ظهورًا واضحًا في تلك الملامح. هناك انشطار داخلي في الذات الشمالية بين الصورة
والتصور؛ بين الجسد والعقل، بين لون البشرة والثقافة، و بكلمة واحدة بين " الأم والأب". فالثقافة
العربية تجعل اللون الأبيض هو الأساس والمقياس، وتحتقر اللون الأسود. وعندما يستخدم الشماليون
النظام الدلالي للغة العربية والنظام القيمي والرمزي للثقافة العربية، فأﻧﻬم لا يجدون أنفسهم، بل يجدون
دلالات وقيمًا تشير إلى المركز. فالذات الشمالية كذات غائبة عن هذا النظام، ولا ترى إلا
كموضوع، من خلال عيون المركز، ومن هنا جاء " الخلعاء".
آثار الهوية الهامشية على النفسية الشمالية:-
لا شك إن هذا الموقع الدون، كانت له آثاره على نفسية الفرد الشمالي، فعندما أفاق هذا
الفرد، على إن الخصائص المعيارية، المثالية، لهذه الهوية، هي البشرة البيضاء، والشعر الناعم المرسل،
والأنف الاقني المستقيم، وجد أنه يفتقر إلى بعض هذه الخصائص والصفات، واستشعر الحاجة
للحصول عليها أو التعويض عنها، فصار مفهومًا أن اللون كلما مال إلى البياض، كلما صار الشخص
أقرب إلي المركز، وكلما صار ادعاؤه بالانتماء العربي أكثر مشروعية. وعندما تتعثر الاستجابة لشرط
اللون، كما هو بالنسبة لأغلب الشماليين، يحاول الفرد أن يجد ملاذًا أو مخرجًا في الشَعَر، للبرهان على
أصله العربي؛ فكلما كان الشَعَر ناعمًا، كلما كان الشخص أقرب إلى المركز. 43 وعندما يفشل المرء
في امتحان الشَعَر هو الأخر، يحاول أن يجد ملاذه الأخير في شكل الأنف، وكلما كانت قريبة من
المعايير العربية للأنف، كلما كان ذلك أفضل، إذ إﻧﻬا، على الأقل ستكون شاهدًا على أصل غير
زنجي.
10
إحساس باللون مصحوب بالحرج:-
عندما يجد الفرد نفسه مفتقرًا إلى ما يعتبره القسمات المعيارية، فإنه عادة ما يحاول التعويض
عنها أو إكمالها. ولأن الزواج يعطي الأفراد فرصًا للتعويض والإكمال، فإن الفرد الشمالي المتوسط،
يتطلع ويبحث عن الارتباط بآخر يكون قريبًا من المثال في اللون والقسمات. 44 فمثل هذا الاتحاد
يعطي الفرد، رج ً لا أو امرأة، فرصة للتعويض عن سواده (أو سوادها)، كما يعطيهما فرصة لتخليص
أطفالهما منه. وفي دراستها الممتازة لقرية شمالية أطلقت عليها الاسم الوهمي "حفريات" توصلت
جانيس بودي، إلى مدى حدة وعي القرويين باللون. فقد عرفت منهم أن هناك تراتبية لونية، حسب
الأفضلية "تتدرج من الأصفر، أي الفاتح، وتمر بدرجات أكثر دكنة تسمى "الأحمر"، "الأخضر"،
و"الأزرق" ثم تستطرد فتقول أن كلمة "أسود" تستخدم دائمًا للجنوبيين والأفارقة". 45
و مع إن هذا المقتطف من "بودي" يبرهن على أفضلية الألوان الفاتحة وسط الشماليين، إلا أن
ترجمتها الحرفية للاصطلاحات اللونية الشمالية، مثل أصفر، أسمر، أخضر، وأزرق، ربما تسبب بعض
التشويش، إذا لم تشرح. ومن أجل شرحها، سأعيد صياغة عبارات "بودي" على النحو التالي: اللون
الأول من حيث الأفضلية هو الأصفر ، وهذا هو معناه الحرفي، ولكنه يستخدم مع الأحمر للإشارة إلى
البياض. اللون الثاني من حيث الأفضلية هو" لأسمر" وهذا يعني حرفيًا الميل إلى الحمرة، ولكنه يستخدم
لوصف تشكيلة لونية تتراوح من الفاتح إلى الأسمر الغامض. وهذه التشكيلة تشمل في العادة
تقسيمات مثل "الذهبي"، "القمحي"، و"الخمري". اللون الثالث هو "الأخضر"، ويستخدم كبديل
مهذب عن كلمة "اسود" عندما يستخدم في وصف الشمالي الداكن اللون. 46 وأخيرا،ً وآخرًا
"الأزرق" ولكنه يستخدم بالتبادل مع "الأسود" أي لون "العبيد".
إن الشمالي المتوسط ينظر إلي اللون الأسود كمشكلة تستوجب الحل. ومع أن الإناث يتعاملن
معها مباشرة باستخدام الأصباغ، إلا أن الرجال يتعاملون معها بطريقة غير مباشرة أي الارتباط بأنثي
فاتحة اللون. 47 ولكن وبصرف النظر عن الشعور بالرضى الذي يوفره هذا الإجراء التعويضي
والاستكمالي للفرد، إلا أنه يظل باقيًا. ما يزال قدر كبير من القلق يفرزه الشعور الملازم للفرد بأنه
يحمل معه أينما ذهب ذلك اللون الخطأ. ومن أجل مقاومة هذا القلق يجب توظيف ميكانزمات دفاعية
ملائمة. وهنا يصبح اللون الأسمر هو المعيار، ويعطي اللون الأسود اسمًا أخر. ولتفادي وصف الذات
بأﻧﻬا "سوداء"، ابتدع الوعي الجماعي الشمالي لفظة " أخضر" والتي كانت تستخدم أص ً لا في وصف
اللون الداكن للأرض. وبناء على ذلك، بينما يكون الشمالي الداكن اللون "أخضرًا"، فإن الجنوبي
الداكن اللون بنفس القدر يسمي "أسودًا".
وفي نقاشه لمفهوم اللون لدى الشمالي، يكتب فرانسيس دينق ما يلي:
11
"يركز الكبرياء اللوني الشمالي على اللون الأسمر الفاتح للبشرة، ويعتبره المثال
والمعيار بالنسبة للشمال، وبالتالي للسودان. إذا صار اللون "فاتحًا" أكثر من
اللازم بالنسبة للسوداني، فإنه يصبح مهددًا باعتباره"خواجا" أو "أوروبي"، أو
عربي من الشرق الأوسط، أو، وهذا أسوأ الاحتمالات، اعتباره "حلبيًا"،
وهو اللفظ المستخدم لفئة الغجر، المعتبرة الأدنى قدرًا من جميع الفئات ذات
البشرة البيضاء. الوجه الأخر من العملة، هو بالطبع، النظر إلى الجنس الأسود
كجنس أدنى، وهي حالة تلطفت العناية الرحيمة بإنقاذ المرء من براثنه. ومن
هنا فإن العنصرية السودانية الشمالية، والشوفينية الثقافية، تترل لعنتها في نفس
الوقت بشديدي السواد وشديدي البياض. 48
ومع أن ملاحظة دينق صحيحة بصورة عامة، إلا أﻧﻬا تحتاج إلى كثير من الضبط. فأنا أعتقد إن
"أحمر" أي "أبيض" هو المعيار اللوني النهائي للشمالي المتوسط، فهو يعتبر اللون المثالي للمجموعة
الداخلية، أي مركز الهوية العربية. في حين لا يكون اللون الأسمر معيارًا إلا على مستوي أدني، وإلا
كآلية دفاعية، مجبرة على تبنيه كواقع لا مهرب منه. وعلى عكس الأبيض، فإن الأسمر ليس جيدًا
لمزاياه الخاصة، بل فقط كبديل للأبيض الغائب. ومع أن الأغاني الشعبية غالبًا ما تتغنى بالنظرات
الساحرة للحبيب الأسمر "أسمر يا ساحر المنظر" ، إلا أن النظام الدلالي المهيمن للثقافة العربية
الإسلامية، يجعل اللون الأبيض هو المعيار والمثال، كما سنوضح أدناه. ولو كان الشماليون قد
استطاعوا تطوير نظام دلالي شامل ومنسجم، يجعل الأسمر معيارًا، لاستطاعوا حل الجزء الأكبر من
أزمة هويتهم.
ومع أن الشماليين يستقبحون اللون الفاتح جدا (أي الأحمر)، واللون الموغل في السواد، إلا
أﻧﻬما لا يستقبحان بنفس الدرجة. فالوصمة الاجتماعية اللاحقة باللون "الأسود" ترجع إلى إنه لون
"العبيد". أما وصمة اللون "الأحمر" فتتعلق بكونه لون ا َ لحَلب أو الغجر، فا َ لحَلب، الذين ينظر إليهم
كفئة منحلة أخلاقيًا ومنحطة سلوكيًا، يعتبرون فئة "منبوذة اجتماعيًا". 49 الصيغ الثقافية التي تزدري
اللون الأسود شائعة بصورة مزعجة، وعميقة الجذور في الثقافة والأدب العربيين، عكس تلك التي
تزدري اللون الأحمر، والتي هي شحيحة ولم تظهر إلا مؤخرًا مع الغزو التركي للسودان. وقد جاءت
هذه المقولات الثقافية الأخيرة نتيجة للبشاعات التي ألحقها الترك بالمواطنين، والتي جعلت الشماليين
ينظرون إلى الأتراك كصور مجسمة للفساد، والشراهة والجبن. وجاءت الثورة المهدية ضد الأتراك،
وانتصارها الساحق عليهم، لتكثف وتعمق من احتقارهم في عيون الشماليين. وهذه هي الفترة التي
ظهرت فيها عبارة "الحمرة الأباها المهدي" ولذلك فإن اللعنة التي حلت باللون الأحمر، آخذين
بالاعتبار هذه الحدود وهذا السياق، لم تكن مطلقة. والواقع أن الأحمر يعتبر بصورة جوهرية، سواء
12
بالنسبة للثقافة العربية أو الثقافة السودانية المحلية، تجسيدًا للجمال. ففي"قاموس اللهجة العامية في
السودان" قال عون الشريف قاسم ما يلي حول اللون الأبيض:
"إﻧﻬم (أي العرب) يسمون الفرد ذا اللون الأبيض "أحمر". فعائشة زوجة
النبي كانت تسمى "الحميراء" (وهي تصغير أحمر) لأن لوﻧﻬا كان أبيضًا.
وكان العرب يسمون الفرس والروم أيضًا حمرًا (جمع أحمر)، لأن ألواﻧﻬم
بيضاء. ويقصدون اللون الأبيض حينما يقولون "الحسن أحمر". 50
وتوضح جانيس بودي كيف كانت نساء قرية "حفريات" ذوات وعي باللون. فبالنسبة لهن
"اللون الأبيض نظيف، جميل وعلامة على قداسة كامنة" وقد أخبرﻧﻬا مرارًا وتكرارًا أﻧﻬا كامرأة
بيضاء، تملك فرصًا أفضل منهن بمراحل، لدخول الجنة، إذا اعتنقت الإسلام. وأضفن أن فرصها أفضل
من جميع السودانيين في دخول الجنة. وكانت الأسباب التي ذكرﻧﻬا هي: "وذلك لأن النبي محمدًا
أبيض، وكل البيض من البشر أعلى شأنًا لأﻧﻬم ينتمون إلى قبيلته البيضاء". 51
يضاف إلى ذلك ، أن احتقار الأحمر (أي الأبيض) يبقى فقط علي مستوى التنظير، ولا ينعكس
في المسلك الاجتماعي للسوداني الشمالي. فعلى سبيل المثال أبدى الشماليون استعدادًا للتزاوج مع
البيض، سواء كانوا أوروبيين أو عربًا، ولكنهم عبروا عن تثاقل وصد في التزاوج مع السود، سواء
كانوا جنوبيين أو أفارقة عمومًا. 52 وبصورة أكثر تحديدًا، بينما لا يجد الشماليون حرجًا في تزويج
بناﺗﻬم للفئة الأولى، إلا اﻧﻬم لا يتصورون مجرد تصور تزويجهن من الفئة الثانية. 53
الوعي المحرج بالهامشية:
يمكننا أن نلاحظ مظهرًا أخر من مظاهر تأثير الهوية الهامشية على النفسية الشمالية في المسلك
السياسي للطبقة الحاكمة الشمالية. فأول القرارات التي اتخذﺗﻬا الطبقة الحاكمة الشمالية بعد الاستقلال
هو الانضمام للجامعة العربية.
ويخبرنا محمد أحمد محجوب: "سارعنا بالانضمام إلى الجامعة العربية مباشرة بعد إعلان
الاستقلال". 54 ولأﻧﻬا كانت واعية بموقعها علي هامش العالم العربي، رضيت هذه الحكومة بدور
متواضع، ولم تتخذ موقفًا منحازًا في الصراعات العربية الداخلية، سواء مع الراديكاليين أو
المحافظين. 55 ومثله مثل أي كيان هامشي، يكاد السودان أن ينسى تمامًا في أوقات الهدوء والانسجام.
ويعلمنا التاريخ انه فقط في أوقات الاضطرابات المصاحبة للحروب والانتفاضات، والتي ﺗﻬز بعنف
وتمزق النسيج الاجتماعي، يمكن للنساء والعبيد، كفئات مهمشة، أن ينعموا باعتراف المركز. وعلى
ذات النسق، فقط عندما كان العرب في قمة الشعور بالمهانة والإحباط، نتيجة للهزيمة الساحقة التي
ألحقتها ﺑﻬم إسرائيل عام 1967 ، تذكروا السودان، وأدنوه من المركز، وسمحوا له أن يلعب دورًا
13
حيويًا داخل الجامعة العربية. فحياد السودان، أو قل دور المتفرج الذي كان يلعبه، هو الذي أهله
لاستضافة مؤتمر القمة العربية عام 1967 . ويخبرنا المحجوب: "كانت الخرطوم هي الموقع الوحيد
المقبول سياسيًا لعقد المؤتمر، بالنسبة للمحافظين والمتطرفين من القادة العرب". 56 ولكن ما لم يخبرنا به
هو أن الهامش صار مكانًا ملائمًا بالنسبة للمركز ليلعق جراحه في جنباته.
منهج حمل المتاع:
المظهر الأخر لتأثير الهوية الهامشية هو ما يمكن أن نسميه منهج" حمل المتاع". فالهوية الهامشية
ترنو دائمًا إلى المركز كمصدر للإلهام الثقافي، والديني والسياسي، وكمجال للسياحة الفكرية. إﻧﻬا
ميالة لاستعارة المنتجات الفكرية للمركز، وليس متوقعًا منها أن تنتج أو تعير. يقول شون
أوفاهي:"السودان النهري الشمالي تفاعل دومًا مع مصر، أو تطلع عبر البحر الأحمر إلى الجزيرة
العربية"، 57 فالرابطة الثقافية بين الشماليين والعالم العربي، كانت على وجه العموم طريقًا ذا اتجاه
واحد، تنتقل فيه المنتجات الثقافية، من خارج الحدود الشمالية، عكس مجرى النيل، أو من الشرق عبر
البحر الأحمر. ومن المثير للدهشة أن كل حزب في العالم العربي، تقريبًا، له فرع في شمال السودان،
فهناك حزب البعث العربي الاشتراكي، بجناحيه السوري والعراقي، وهناك الحزب الناصري،
ومؤتمرات القذافي الشعبية، والحركة الوهابية السعودية، وحركة الأخوان المسلمين المصرية. كل هذه
الحركات والأحزاب لها فروعها في السودان. وكانت ثورة 1924 ، والحركات الاتحادية مؤخرًا، في
الأربعينيات، والتي عملت كلها تحت الرعاية المصرية، ﺗﻬدف إلى تحقيق الوحدة السياسية مع مصر. 58
وبالنسبة للمركز، ليس الهامش سوى خواء ثقافي وسياسي، إن لم يكن سلة للنفايات، ينبغي ملؤها.
وهذا هو السبب الذي يجعل مختلف فئات المركز تتسابق لملئه.
التواؤم مع المركز:
علامة أخرى على تأثير الهوية الهامشية، على نفسية الفرد الشمالي، تتمثل فيما يمكن أن
اسميه:"الميل للتواؤم". فمن الملاحظ أن أغلبية الشماليين الذين يعملون في أقطار عربية مختلفة يتبنون
لهجات البلدان التي يجدون أنفسهم فيها. وحتى عندما يعودون إلى السودان، يكون الاحتمال كبيرًا،
أن تصبح هذه اللهجات، أو على الأقل بعض كلماﺗﻬا وعباراﺗﻬا، جزء من الذخيرة ا للغوية للشخص
المعين. ومن الملاحظ أيضًا أن القلة من العرب الذين يجيئون إلى السودان لا يغيرون لهجاﺗﻬم حتى إذا
مكثوا وسط السودانيين لعدة سنوات. بل إن الشماليين الذين يختلطون ﺑﻬؤلاء العرب، في السودان،
غالبًا ما يعدلون لغتهم ولهجتهم حتى تتوافق مع لسان العرب الذين يعيشون وسطهم. 59
14
الوكالة عن المركز
"السودان جسر بين العالم العربي وإفريقيا" هذه واحدة من أكثر العبارات تردادًا من قبل النخب
السياسية والثقافية الشمالية. ويقصدون ﺑﻬذه العبارة أن الدور المنوط بالسودان هو نشر الثقافة العربية
الإسلامية إلى قلب أفريقيا التي غالبًا ما يشرون إليها بعبارة "القارة السوداء". وعلى ذلك فقد أصبح
السودان مقر العديد من المنظمات التي جعلت رسالتها الدعوة للإسلام ونشر اللغة والثقافة العربية.
يقول الدكتور عبد الله علي إبراهيم:
وأصبح السودان بواقع هذه المهمة مقرا لمنظمات دعوة عربية إسلامية كثيرة، مثل
معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، ومعهد تعليم العربية لغير الناطقين ﺑﻬا سابقا، والمركز
الإسلامي الأفريقي، ومنظمة الدعوة الإسلامية وفروعها المتخصصة مثل :الوكالة
الإسلامية الأفريقية للإغاثة ومؤسسة دان فوديو الخيرية للتجارة واﻟﻤﺠلس الإفريقي للتعليم
الخاص والجمعية الخيرية الإفريقية لرعاية الطفولة والأمومة ... من الأهداف القومية
العربية لمنظمة التربية والثقافة والعلوم العربية نشر اللغة العربية وتعريب المدرسة واﻟﻤﺠتمع
تعريبا كاملا في الدول العربية والإفريقية ذات الأوضاع الثقافية الخاصة، والمنضوية في
جامعة الدول العربية مثل موريتانيا والصومال وجيبوتي وجنوب السودان. ومن أهداف
المركز الإسلامي الأفريقي في الجانب الآخر العمل على نشر الإسلام وتعميق الثقافة
الإسلامية في أفريقيا. 60
ويمضي إبراهيم في القول
فقد ترتب على استعدادنا للقيام بدورنا المرسوم أن تعاملنا مع الجماعات
الأفريقية المساكنة لنا في الوطن السوداني كرجرجة بلا ثقافة ولا دين .. فقد
اﺗﻬمنا لغتهم بالعجمة ودينهم بالوثنية، واتصلت دعوتنا الفكرية المدعومة
بإجراءات الدولة الوطنية لكسر المقومات اللغوية والدينية لهذه الجماعات
الأفريقية لتستبدل لغتها بالغة الصواب (العربية)، والدين بالدين الصحيح
(الإسلام). يجب الإقرار أن الجماعة العربية الإسلامية، بفضل مهمة الدعوة
الموكلة إليها، وقد انتهت إلى منهج خاطئ حيال ديمقراطية التساكن القومي
بالسودان. وفيما يلي أجمل أنواع الكساد والبوار التي ترتبت على ذلك:
1. أدت وظيفة الدعوة موضع النقاش إلى تشويهين كبيرين في بناء الدولة
السودانية:
15
أ/ في أكثر الأحوال لا ينبثق المطلب لإرساء الدولة المسلمة في السودان من حاجة
باطنية للمسلمين تجسد أشواقهم للتقوى والعدل الاجتماعي، فقد كان – دائما –
لحاجات الجهاد والتبشير الخارجية اعتبار عظيم في هذا المطلب.
ب/ لقد أصبح من الصعب عند الكثيرين ممن تشربوا وظيفة الدعوة القومية العربية
والإسلامية أن يوازنوا بين مهمتهم كرجال دولة مسئولين عن جماعات وطنية متباينة
الثقافات، وبين مهمتهم كدعاة دعوة مخصوصة .. وكثيرا ما تغلب الداعية على رجل
الدولة وهذا ما يفسر التوتر بل الإخفاق الذي لازم بناء الدولة السودانية لعقود
ثلاث. 61 .... والذي نخشاه أن يأتي مستقبلا للحكم في السودان أفراد من الطاقم الذي
تدرج وتربى في مؤسسات الدعوة القومية العربية والإسلامية ... الذي تعمق عنده أن
الجماعة العربية في السودان موجودة، حيث هي، بالوكالة عن العرب والمسلمين، لا
بالأصالة عن نفسها .. فما نخشى عليه، في هذا الباب، أن تتدهور أكثر فأكثر العلاقة
بين الدولة والدعوة إذا قاد كادر الدعوة، هذه، سدة الحكم. 62
وهذه الأسطر تحتوي على تحليل عميق، و فكر مستقيم، ونتائج تشبه النبوءات المتحققة، مما
يدل على أن البحث، إن تجرد من الغرض والالتواء، يمكن أن يصيب كبد الحقيقة. فأين هذا
من كتابات الدكتور إبراهيم الأخيرة التي يدعونا فيها لدخول برج الأنقاذ،
الوعي بخفاء الهامش:
نسبة لأن الهامش يشعر بحالة من الخفاء، إزاء المركز، فهو محتاج دائما للإعلان عن نفسه.
ولذلك فإن علامة أخري من علامات الهوية الهامشية للشماليين، هي تركيزهم المفرط علي الأصل
العربي، فالشماليون، وخاصة نخبتهم، يرددون دائما أﻧﻬم عرب. فعبارات مثل: "أنا عربي ولدي شجرة
نسب"، 63 أو "أنا عربي شئت ذلك أم أبيت" 64 ، أو "نحن عرب العرب" 65 ، أو "أنا عربي، قوميا
وثقافيا"، 66 تتكرر دائما في خطاب النخبة السياسية والثقافية. وعلي عكس النخبة في العالم العربي،
التي لا تحتاج لإثبات أمر واضح بذاته، يشعر الشماليون بالحاجة للتعويض عن غياب القسمات العربية
بالكلمات العربية. وينظر المرء لهذه الظاهرة باعتبارها استمرارًا للظاهرة القديمة التي كانت سائدة
وسط الشماليين لكتابة شجرة النسب. فالظاهرتان تعكسان الشكوك العالقة بادعاءات الشماليين
للعروبة.
وتمثل كل هذه العلامات، شواهد علي أن الشماليين يعانون كل أعراض "عدم الاعتراف"،
التي ناقشها شارلس تيلور في كتاب "سياسات الاعتراف"، وخاصة استبطان الدونية، "الحط من قيمة
الذات"، و"الكراهية الخانقة للذات".
16
تكوين الهوية العربية الإسلامية في الشمال:
السودان الشمالي الحالي هو موطن الثقافة النوبية التي ازدهرت لعدة آلاف من السنين قبل مولد
المسيح، وهو موطن الممالك النوبية العظمى. وتقف الأهرامات حتى الآن في أرض النوبة، شاهدة علي
عظمة الأمة النوبية. وفي القرن الثامن قبل الميلاد قامت المملكة النوبية باحتلال كل أرض مصر
وفرضت سلطاﻧﻬا علي وادي النيل. 67 وكانت مملكة النوبة لاعبًا أساسيا في المسرح العالمي في العالم
القديم، و أقامت الصلات مع عدة حضارات. وكما أوضح لويدس بنغاي "للسودان الشمالي حضارة
قديمة مزدهرة، سابقة لحضارة مصر الفرعونية وﻟﻤﺠيء الإسلام. وكانت النوبة ذات علاقة مع كل
حضارة ظهرت في مصر .. الإغريق .. الرومان .. العرب .. الأتراك والبريطانيين". 68
دخلت المسيحية إلي النوبة في القرن السادس، وحولتها إلى مملكة مسيحية، استمرت ألف عام.
ومباشرة بعد ظهور الإسلام في القرن السابع، فتح المسلمون مصر، وطرقوا أبواب دنقلا عاصمة
النوبة. ومع أن مقاومة النوبيين قد نجحت في إيقاف الزحف الإسلامي، إلا أﻧﻬا لم تفلح في طرد
العرب من الأراضي النوبية. 69 وقد أدت حالة التوازن التي قامت بين الطرفين إلي الوصول إلي تسوية
652 ميلادية، وتفسر هذه الاتفاقية – سياسية. وقد أبرمت معاهدة بين النوبيين والعرب عام 651
تفسيرات مختلفة من قبل الكتاب المعاصرين. وبينما يراها بعض هؤلاء الكتاب في صالح العرب، 70 فإن
آخرين يعتبروﻧﻬا نصرا للنوبة. 71 ولكن الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن مملكة النوبة حققت ما لم
تحققه مملكة أخرى في الزمان القديم، وهو إيقاف الزحف الإسلامي الذي كان لا يقاوم. كان
المسلمون يقسمون العالم إلي دار الإسلام ودار الحرب. ولما بقيت النوبة وحافظت علي سلامة
أراضيها كان علي المسلمين أن يخلقوا فئة ثالثة، لا هي دار إسلام ولا دار حرب، فأطلقوا عليها دار
العهد. ومع أن الاتفاقية ضمنت سيادة النوبة لمدة ألف سنة تقريبا، إلا أﻧﻬا فتحت اﻟﻤﺠال للعرب
ليدخلوا بحرية من أجل التجارة، مما دشن عملية الأسلمة والتعريب، التي قادت في ﻧﻬاية المطاف إلي
اﻧﻬيار المملكة.
ومع أن الهوية العربية الإسلامية يمكن إرجاعها إلي دخول العرب السودان، إلا أﻧﻬا ظاهرة
حديثة نسبيا. فالقرنان الرابع عشر والخامس عشر، يعتبران فترة تغيير في السودان النيلي. اذ أن
الحركات الاجتماعية وخاصة تلك الخاصة بالعرب والفونج، مصحوبة بالتطورات الاقتصادية والثقافية
الوافدة من الأقطار اﻟﻤﺠاورة 72 ، وفرت ظروفا مواتية لعمليات الأسلمة والانتماء إلي العرب. فالرحالة
الذين جاءوا إلي مملكة الفونج في الربع الأول من القرن السادس عشر، وصفوا تكوينات أثنية شبيهة
بتلك التي نجدها في سودان اليوم. فقد وصفت قبائل الشايقية والجعليين والرباطاب باعتبارهم برابرة،
أي نوبيين شماليين، من قبل غيليود الذي زار مملكة الفونج عام 73.1523 وقد وجد غيليود أن
17
سكان المملكة ينقسمون إلي ست فئات أثنية وكانت هذه الفئات من الوضوح والتمايز بحيث لم يكن
هناك فرد واحد لا يعرف إلي أي منها ينتمي. 74 خمس من هذه الفئات صنفت حسب لون البشرة،
بشكل أساسي. كان لون الفونج هو "الأزرق". "كان لوﻧﻬم لون النحاس". حسب غيليود .. وكان
العبدلاب قريبين في ألواﻧﻬم وملامحهم من الفونج، إذا أستثنينا شعورهم الملتفة، وكان لوﻧﻬم أخضر،
(أي نحاسي غامق إلي أسود). أما البرارة، أي الجعليين والرباطاب والشايقية والدناقلة، فوصفوا بأﻧﻬم
"خاطف – لونين"، أي خلطة من لونين. يقول غيليود "أفراد هذه الفئة نصف صٌفر ونصف خٌضر ..
وفصيلة الدم التي تغلب عليهم هي تلك التي نجدها عند الأثيوبيين". 75 أما لون العرب فوصف بأنه
"أصفر" أي "أبيض" وقد قال عنهم مايلي :
"هؤلاء هم الأقل اختلاطا من حيث الألوان، أﻧﻬم ينتمون إلي العرب البدو
الرحل. شعورهم مرسلة. ولا يختلطون مع الفئات الأخرى إلا فيما ندر.
ويسهل التعرف عليهم، ليس فقط من ملامح وجوههم، بل من نقاء الطريقة
التي ما زالوا يتحدثون ﺑﻬا اللغة العربية".
والمدهش أنه تحدث كذلك عن "العبيد" الذين جلبوا إلي سنار من الجنوب والغرب "أي جبال
النوبة". 76 هذا هو علي وجه التقريب التصنيف اللوني الموجود حاليا.ومن المحتمل أن الفارق الوحيد
أن الجعليين والرباطاب والشايقية، كانوا ما يزالون في القرن السادس عشر، يتحدثون لغاﺗﻬم النوبية.
وقد استمروا يتحدثوﻧﻬا حتى أوائل القرن التاسع عشر. 77 هذه الظروف هي التي غرست مكونات
الهوية الشمالية في تربة الشمال. هذه المكونات هي اللغة العربية، مزاعم الأصول العربية، الإسلام،
وتراث الرق. فسكان هذا الجزء من السودان أظهروا تعلقا خاصا بالعرب. وتدل الشواهد علي أﻧﻬم
انتهزوا كل فرصة عابرة، سواء كانت هذه رابطة بعيدة، متخيلة، أو حتى ملفقة، للتماهي مع العرب
وتبني لغتهم. الفونج يزودوننا بمثال واضح لانقلاب الهوية، الذي ربما يلقي لنا الضوء علي عملية
التماهي مع العرب. ففي بداية مملكتهم، كان الفونج وثنيين، من الناحية الدينية، وكانوا يتحدثون
لغتهم الخاصة، والتي كانت هي اللغة لرسمية للمملكة حتى القرن الثامن عشر. وكانوا يسيرون العدالة
في محاكمهم وفق تقاليدهم الخاصة. 78 وقد اعتنق ملكهم الأول، عماره دنقس، الإسلام اسميا، من
أجل أهداف سياسية. 79 وبعد ثلاثة قر ون من ذلك التاريخ، أي خلال القرن الثامن عشر، أقيمت
العدالة علي أساس الشرع الإسلامي، وصارت الوثائق الرسمية تحرر باللغة العربية، والتي أصبحت هي
اللنغوافرانكا للدولة. 80 ليس ذلك فحسب، بل أعلن بادي الثالث، ملك الفونج، رسميا في خطاب إلى
رعيته، أنه وقومه "ينحدرون من العرب، ومن الأمويين علي وجه التحديد" وقد أصدر ذلك المنشور
ردا علي حملة من الإشاعات، صاحبت تمردا في الأقاليم الشمالية، يدمغهم بأﻧﻬم "وثنيين من النيل
الأبيض". وقد أختتم المنشور، الذي ٌأرسل إلي دنقلا، بالعبارة التالية :" وما دمتم قد رأيتم الحقائق
18
فلتخرس الألسنة، وعسي أن يتوخى العبد عزيز فضيلة الحذر في أحاديثه المؤذية". 81 ومن هذه
الأحاديث المؤذية "اﺗﻬامه" للملك بأنه ليس من أصل عربي فمع زيادة قوة التجار العرب، وانتشار
الطرق الصوفية، وتعاظم نفوذ العلماء، سعي الملوك إلي الإبقاء علي نفوذهم القضائي المتداعي بدراسة
الشريعة الإسلامية، ليتحولوا إلي "علماء" لهم مكانتهم المستقلة. ويقول سبولدنج أن الطبقة الحاكمة
الفونجية "انضمت إلي العائلات الأرثوذكسية للتجار في نشر مزاعم الأصول العربية "بل أﻧﻬم"
اكتشفوا حقيقة كانت مجهولة حتى ذلك الوقت وهي أﻧﻬم أمويون" 82 وهكذا فإن انقلاب الهوية الذي
حدث في القرن السادس عشر لخدمة أهداف سياسية، قد أكتمل في القرن التاسع عشر. وكما قال
ديفيد ليتين : "ما يعتبره هذا الجيل مسألة عملية محضة، يعتبره الجيل الذي يليه أمرا طبيعيا." 83
وإذا كان ملوك الفونج قد صاروا عربا بأمر ملكي، فإن قبائل الشمال النيلي قد ضمنت هذا
الأصل المرغوب، لأنفسها، بطرق أخري. فقد كان هؤلاء قادرين علي كتابة أشجار نسبهم الخاصة
والتي "كان من المعروف عنها أنه يتم تقفيها، مع القفزات والفجوات، حتى الجزيرة العربية، وفي
الحالات التي يكون فيها الأصل السوداني بارزا سياسيا أو دينيا، فأنما تنسب الأصول إلي النبي محمد،
وقبيلته قريش؛ وذوي قرباه، وأصحابه الأقربين". 84
ومن الواضح أنه بالنسبة للنوبيين، وللفونج بعدهم، لم يعد العالم مستقرا. فالهويات القديمة
حامت حولها الشكوك، والناس لم يعد بإمكاﻧﻬم أن يكونوا أنفسهم. الحوافز لإجراء انقلاب في الهوية
كانت قوية وكثيرة. والشروط قد اكتملت. وكانت نتيجة ذلك أن نوع  ي التماهي اللذين تحدث
عنهما شيلر قد حدثا في نفس الوقت، ونقصد ﺑﻬما الايديوباثي و الهيتروباثي.ويمكن ملاحظة حدوث
التماهي الأيديوباثي في المناطق التي تلاشت فيها اللغات المحلية، وتم تبني العربية بدلا عنها. كما يمكن
ملاحظة التماهي الهتروباثي في المناطق التي صمدت فيها اللغات المحلية.
الخواص الأكثر وضوحا للثقافة العربية الإسلامية :
في الفصل الماضي حاولت الإجابة علي ذلك الجزء من السؤال الذي يقول : لماذا تماهى
الشماليون مع العرب؟ أو بمعني آخر، ما هي دوافع انقلاب الهوية الذي حدث لهم؟ وأحاول في هذا
الفصل أن أوضح الكيفية التي تم ﺑﻬا ذلك. أي بمعنى آخر، ما ا لذي يسّر للشماليين، بل لشعوب
عديدة عبر العالم الإسلامي، أن تتعلق بالأصل العربي؟ اعتقد أن هناك ثلاث خواص بارزة للثقافة
العربية الإسلامية جعلت من الميسور تماما، للأفراد والجماعات، إدعاء الأصول العربية دون أن تواجه
بتحدٍ جدي ومعلن من قبل مركز الهوية العربية.
الخاصية الأولي هي التركيبة الأبوية للقبائل العربية. في هذا النظام ينسب الأطفال لإبائهم، ولا
تلعب المرأة دورا يذكر في النسب، وذلك لأﻧﻬا "حرث" الرجل و"ماعونه". ويترتب علي هذا المفهوم
19
الذي يجعل الزوجة مزرعة لزوجها، أﻧﻬا وإن حملت بذوره، إلا أن الحصاد حصاده هو، وليس
حصادها. 85 وهكذا فإن أي اختلاط للدم العربي، بخط النسب النوبي، يضع حدا لكل الأنساب
النوبية قبل هذا الاختلاط، ولا فرق إذا كان هذا الاختلاط حقيقيا، أو متخيلا أو مفتعلا. وهكذا،
وبناء علي الاعتقاد الشعبي الشائع في الشمال، كان الجد الذي تحدرت منه اﻟﻤﺠموعات الجعلية الكبرى
في الشمال : أي الشايقية، الرباطاب والجعليين أنفسهم، هو إبراهيم جعل. عن هذا الجد المشترك،
تحولت أنساب هذه اﻟﻤﺠموعات النوبية إلي الجزيرة العربية (إلي قريش) وارتبطت بالعباس عم النبي.
ولكن هذا الإدعاء، وبناء علي بحوث مؤرخ كبير ينتمي إلي نفس هذه اﻟﻤﺠموعة "يصعب إثباته". 86
الخاصية الأخرى للمجتمع العربي الأبوي، هي أن القبائل القوية تكون لها دائما مجموعات
تابعة، مثل الحلفاء والمستجيرين والعبيد، وغيرها من أنواع الارتباط. النظام التراتبي للقبيلة يستوعب
كل هذه اﻟﻤﺠموعات في فئات اجتماعية مصنفة تصنيفا دقيقا، ويسمح لها بالانتساب إلى القبيلة رغم
أﻧﻬا تعرف مكاﻧﻬا جيدا. ويمكن للفرد الذي ينتمي إلي هذه الفئات الدنيا، أن يصعد إلي مرتبة أعلي
بناء علي فضائله، أو اعترافا بأبوته، أو كليهما، كما يوضح مثال عنترة. هذه الخاصية جعلت من
السهل علي العرب قبول الانتساب الشمالي، مع وضع الشماليين في فئة أدني من نظامهم التراتبي.
الخاصية الثانية هي مفهوم النقاء، أو الطهارة في الإسلام. فالطهارة مفهوم مركزي للإيمان،
ومع أنه يمكن تحقيقه من خلال عملية محددة للتطهير، 87 إلا أنه أيضا هبة من الله للرسول وآل بيته.
يقول القرآن : "أنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا". 88 وهكذا، كلما
كان المرء قريبا إلي قبيلة النبي كلما كان ذلك أفضل، والأفضل من كل ما عداه هو انحدار المرء
مباشرة من فاطمة بنت النبي. ولكن مع ذلك فإن قطرة من الدم العربي تكفي لتطهيرك وذريتك.
ويلاحظ المرء أن الثقافة الغربية تقوم علي مفهوم نقيض تماما في هذا الشأن، حيث تكفي قطرة دم
واحدة من السواد أن تلوثك وتجعلك أسودا، حتى ولو كان لونك غالب البياض.
الخاصية الثالثة هي العلاقة بين الإسلام واللغة العربية. فحقيقة أن الإسلام نزل علي نبي عربي،
وأن الذين نشروه هم العرب، وأن اللغة العربية هي لغة القرآن، كل هذه الحقائق جعلت العرب أفضل
الأمم في عيون الشماليين، وجعلت اللغة العربية، ليس فقط أفضل اللغات، بل جعلتها لغة مقدسة.
ومع أن غياب العربية لم يمنع غير المتحدثين ﺑﻬا في العالم العربي، مثل تركيا وإيران والباكستان وحتى
في السودان، من ادعاء الأصول العربية، إلا أن تحدث العربية كلغة للأم قد ثبّت أسطورة الأصل
العربي لدي بعض الشماليين، وأمدهم ببرهان يسمي "لسا ُ ن عر  بي مبين." 89
عملية مستمرة :
20
ومع ذلك فإن تشكيل هوية عربية إسلامية في الشمال هو عملية مستمرة. فالأتراك دفعوا إلي
الأمام عملية التعريب، وجاءوا بالإسلام التقليدي المدرسي، وسيروا، مع العرب والأوربيين
والشماليين، حملات الاسترقاق، في أراضي القبائل التي لم تستعرب، وخاصة في الجنوب وجبال
النوبة. وجاءت الدولة المهدية، وحلت محل الدولة التركية المنهارة، عام 1885 ، ودفعت بدورها
عمليات التعريب والأسلمة. ولم تكن الدولة المهدية مختلفة عن الأتراك فيما يتعلق بحملات الاسترقاق.
وعندما أستعمر البريطانيون السودان عام 1898 ، وضعوا القبائل المستعربة فوق القبائل الأفريقية
السوداء. وقد وصف عالم الأجناس ك. سيلجمان، الذي دعمته حكومة الخرطوم الاستعمارية لدراسة
الجماعات السكانية بالسودان، وصف القبائل الجنوبية بأﻧﻬا "متوحشة" 90 وقد تعامل البريطانيون
باحترام شديد مع مجموعات الشمال المستعربة، كما عبروا عن احترام عظيم لهويتهم العربية-
الإسلامية، وشجعوها. 91 وقد ركزت السياسات التعليمية، بصورة أساسية، علي اﻟﻤﺠموعات المسلمة،
التي تتحدث العربية، من الشمال الأوسط النيلي 92 وقد كان المستفيدون من هذه السياسات التعليمية،
من بين هذه الجماعات، أبناء الأسر البارزة : أسرة المهدي، والخليفة، وأسر أمراء المهدية، والأسر
العربية "الراقية". 93 وفي السنوات الأولي من القرن العشرين، بدأت الترعات الوطنية تنشأ وتزدهر
وسط الأجيال الشابة المتعلمة لهذه الأسر. 94 "وقد صاروا يفتشون عن "السودانوية" في القصائد
العربية، والمقالات، والأشكال الأدبية الأخرى، وصاروا يمجدون اللغة العربية؛ والتراث العربي، والدين
الإسلامي، باعتبارها القيم الجوهرية لهذه الوطنية." 95
ونسبة لوعيهم بالتاريخ الطويل لمصطلح "سوداني"، والمعاني السلبية العالقة به، فقد أعطوه معني
مزدوجا. فعلي أحد المستويين بقي لفظ سوداني كما كان دائما، أي مرادفا ل"عبد". وعلي مستوى
آخر أستخدم اللفظ "كمجال للانتماء الوطني" 96 أي أﻧﻬم تعاملوا معه كإطار خا ٍ و، حاولوا أن يملئوه
بصورﺗﻬم الذاتية. وهكذا أصبح مصطلح "سوداني"، علي هذا المستوى، "علامة علي الهوية الوطنية
التي تخصص قيمة عظيمة للثقافة العربية الإسلامية." 97 ولذلك ومن وجهة نظر الجماعات الاثنية
الأخرى، أن تكون سودانيا علي هذا المستوي يعنى أن تكون شماليا. يعنى "محاكاة أسلوب" أكثر
عروبة "للحياة" واعتناق "أسلوب للحياة ظهر تاريخيا علي ضفاف النيل" 98 وقد اتضح فيما بعد أن
هذا التعريف كان محدودا جدا، وضيق الأفق وينطوي علي كثير من المشكلات. فهو استبعادي من
جهة، واستيعابي من جهة أخري. فأولئك الذين لا ينطبق عليهم التعريف الجديد للفظ "سوداني"، أما
أن يبعدوا من اﻟﻤﺠال السياسي، ماديا (بالانفصال)، أو سياسيا (بالتهميش)، أو تتم إعادة صياغتهم
ليلائموا اللفظ (أي يصيروا شماليين). وكما لاحظت هيذر شاركي عن حق "إذ فشل في الاعتراف
بالمساهمات الثقافية للسكان غير العرب وغير المسلمين، فإن برنامجهم الوطني نفر مجموعات كثيرة،
بدلا من جذﺑﻬا وإغرائها، وخاصة في الجنوب. أن الحرب الأهلية، التي ظلت تشتعل علي فترات منذ
21
1955 ، هي الثمرة المرة لهذا النوع من الوطنية." 99 والثمرة الأكثر مرارة لهذا التعريف هي الجبهة
الإسلامية القومية، التي استولت علي السلطة عام 1989 ، وشرعت في إزاحة "الخلعاء" عن طريق
القوة الغاشمة.
الثقافة العربية واللون الأسود :
يقول عبده بدوي في كتابه "الشعراء السود وخصائصهم في الشعر العربي" ما يلي:
"العرب يكرهون اللون الأسود، ويحبون اللون الأبيض. ويصفون كل شئ
حسن (ماديا كان أو معنويا) بأنه أبيض. اللون الأبيض مصدر فخر للرجل،
وخاصية جمالية بالنسبة للمرأة. البياض بالنسبة لهم علامة علي الشرف.
ويمدح الرجل بأنه ابن امرأة بيضاء. والواقع اﻧﻬم يفخرون بامتلاكهم النساء
البيض كجوار لهم. ويطلقون علي الشعراء السود أغربة العرب، في تشبيه لهم
بذلك الطائر البغيض الذي يعتبر سواده عادة علامة علي الشؤم." 100
كراهية اللون الأسود نشأت من تجارب العرب مع الأفارقة. فالصورة النمطية للأفريقي
الأسود، في الثقافة العربية أنه كريه الرائحة. ناقص جسدا وعقلا، ومنحرف عاطفيا. المثل العربي
القائل : "الزنجي إذا جاع سرق، وإذا شبع زنا" 101 يلخص هذه الصورة تلخيصا وافيا. وتمثل عبارة
"يا ابن السوداء" قمة الإساءة التي يمكن أن توجه للرجل الأسود.
قبل الإسلام :
قبل الإسلام، لم يكن أبناء الرجل الأبيض من أم أفريقية يقبلون كأعضاء كاملي العضوية
بالقبيلة، حتى ولو كانت القبيلة تعتمد عليهم في الحروب، كما توضح قصة عنترة، ويوضح بدوي
كيف كان اللون الأسود عقبة كؤود أمام هؤلاء الشعراء. فدعوة أحدهم بالغراب كانت إساءة.
يقول بدوي :
"كانت هناك حساسية عالية بالألوان وسط الشعراء السود قبل الإسلام.
وذلك لأﻧﻬم كانوا فئة مضطهدة وتعيسة. وكانوا يستبعدون، بقسوة أحيانا
وبلطف أحيانا أخري، من دخول النسيج الاجتماعي للقبيلة. وهكذا عاشوا
علي هامش اﻟﻤﺠتمع كفئة فقيرة وبائسة. ولم يكن يتم الاعتراف ﺑﻬم إلا في
ظروف الضرورة القصوى، كما نعرف من حياة عنترة. فبالرغم من أن هذا
الشاعر كان حامي قبيلته، وكان صوﺗﻬا الشعري السامق، إلا أن الطريقة التي
22
ظلت تعامله ﺑﻬا قبيلته كانت تؤلمه وتثقل علي عقله. وقد علق به اسم "ابن
السوداء" حتى عندما يكون عائدا من المعركة منتصرا". 102
أثناء حياة النبي :
مع أن الإسلام دعا لوحدة ومساواة بني البشر، رغم اختلاف ألسنتهم وألواﻧﻬم "إن أشرفكم
عند الله أتقاكم" إلا أن موقف العرب من السود لم يتغير أبدا. وقد قال النبي "لا فضل لعربي علي
أعجمي أو لأبيض علي أسود، أو لأحمر علي أصفر، إلا بالتقوى". ولكن ذلك لم يمنع أباذر
الغفاري، أحد صحابة النبي البارزين، من أن يدعو أخاه بلال بن رباح الصحابي الآخر الجليل ومؤذن
الرسول، "بابن السوداء". وعندما سمع النبي بذلك وبّخ اباذر توبيخا شديدا حتى شعر أبوذر أن مجرد
الاعتذار لبلال لا يكفي. ولذلك انطرح أبوذر أرضا، ووضع خده علي التراب، وطلب من بلال أن
يطأ خده برجله، كعلامة علي التواضع والصغار. 103
القرون الوسطي :
وإذا كان ذلك هو الوضع إبان حياة النبي، الذي كان يدعو للمساواة بين المؤمنين، فمن
الطبيعي أن مسلك العرب نحو السود سيسوء بعد وفاته. ويشير برنارد لويس إلى ذلك في الفقرة
التالية:
في الوقت الذي كان فيه الدعاة الدينيون ينادون بالمساواة، وإن بعبارات
غامضة، كانت حقائق الحياة تحكم بغير ذلك. فالتوجهات السائدة لم يكن
يحددها الوعاظ ورواة التراث، بل كان يحددها المنتصرون ومالكو العبيد،
الذين يمثلون النخبة الحاكمة في اﻟﻤﺠتمع الإسلامي. والاحتقار الذي كان يشعر
به هؤلاء، تجاه العناصر غير العربية عموما، وتجاه السود علي وجه الخصوص،
يتم التعبير عنه بآلاف الطرق، في الوثائق، والآداب والفنون التي وصلت إلينا
من القرون الوسطى. هذه الآداب، وخاصة الشعبية منها، تصور (الرجل
الأسود) في صور نمطية عدوانية : كشيطان في الأساطير، وكجنس متوحش
في قصص الرحلات والمغامرات، أو كعبد كسول، غبي، كريه الرائحة،
أبرص، في الحالات العادية. وشهادة الآداب أكدﺗﻬا الفنون. ففي الرسومات
واللوحات العربية والفارسية والتركية، كثيرا ما يظهر السود، كشخصيات
أسطورية شريرة في بعض الأحيان، أو كبدائيين يقومون بأعمال حقيرة، أو
كمخصيين في القصور أو البيوت." 104
23
ابن خلدون يرى أن السود معروفون بالهزل والطيش والعاطفية الزائدة وأﻧﻬم "يتصفون بالغباء
أينما وجدوا". وهو يفسر هذا الغباء وحب الملذات بإرجاعه إلى "تمدد وشيوع الروح الحيوانية". 105
أسطورة العهد القديم القائلة بأن السود هم أبناء حام، تبناها ووسعها بعض الكتاب العرب
مثل ابن جرير 106 . ولكن ابن خلدون لم يقبل هذه الحكمة السائدة في زمانه، بل حاول أن يتوصل
إلي تفسير "علمي" لسواد الأفارقة يقوم علي حرارة الشمس. 107
وفي وصفه لسكان خط الاستواء قال الدمشقي ما يلي:
"خط الاستواء تسكنه أقوام من السود يمكن اعتبارها من الحيوانات
المتوحشة. ألوان أجسادهم وشعورهم محروقة، وهم غير طبيعيين جسديا
وروحيا. إن عقولهم تكاد تغلي من حرارة الشمس." 108
ويسير ابن الفقيه الهمذاني على نفس المنوال. وقد اعتمد في رأيه علي نظرية يونانية جغرافية
قديمة، تقسم الأرض إلى سبعة أقاليم عرضيه، حيث يمثل الإقليم الأول والسابع الحرارة الشديدة
والبرودة الشديدة علي التوالي. ويفترض أن هذين النقيضين ينتجان متوحشين، بينما في الإقليم
الأوسط، حيث اعتدال المناخ، يوجد الناس المتحضرون. وبالنسبة إليه فإن أهل العراق لهم "عقول
راجحة، وعواطف حميدة، وطبيعة متزنة، وإنتاج غزير في كل الفنون، مع أطراف متناسبة متناسقة،
ولون أسمر رقيق، هو أنسب الألوان وأصحها." ولكن الزنج الذين يسكنون الإقليم الأول وهم
"مفرطون حتى درجة الاحتراق، ولذلك يجئ الطفل منهم أسودا، معتكرًا، كريه الرائحة، ومفتول
الشعر، بأطراف غير منسجمة، وعقول ناقصة وعواطف منحرفة." 109 ويلاحظ جون هنويك أن تحيز
الهمذاني ضد السلاف ينحصر في ألواﻧﻬم " البرصاء"، إلا أن عداءه للزنج يتخطى اللون ليصور
"أجسادهم الشائهة"، "وعقولهم الضعيفة" و"روائحهم البخرة". وكان ابن خلدون يعتقد أن الأفارقة
أقرب إلى الحيوانات منهم إلى البشر، وأﻧﻬم يأكلون لحوم البشر. فهو يقول: "خصائص شخصياﺗﻬم
أقرب إلى الحيوانات البكماء .. أﻧﻬم يسكنون الكهوف، ويأكلون الأعشاب، ويعيشون في عزلة
وحشية، ولا يجتمعون، ويأكلون بعضهم البعض." 110
استجابات السود :
في وجه هذه العداوة الصارخة، يمكن تصور نوعين من ردود الأفعال : المقاومة واستبطان
الاحتقار. ففي الوقت الذي تصدي بعض السود لمواجهة هذه الآراء المتحيزة ضدهم، استسلم آخرون
لمصيرهم التعيس، وصاروا يرون أنفسهم من خلال انعكاسها العربي. ولكن المقاومة نفسها أخذت
طابعين : أحدهما رفض الصورة النمطية معلنا أن اللون الأسود هو اللون الجميل، والثاني قبل الرأى
السائد بأنه قبيح، واعتذر عنه، وتغنى بالخصائص الإنسانية الأخلاقية. ويخبرنا عبده بدوي بما يلي :
24
"نظر الشعراء إلى أنفسهم وإلى ذويهم كقوم مضطهدين، ومع أن هذا
الشعور بالاضطهاد يختلف من قرن إلى قرن، ومن شاعر الي، إلا أن الرجل
الأسود لم يتردد في أن يكون صوت احتجاج على الحياة من حوله وعلى
مأساوية أوضاعه الشخصية. وسنرى فيما بعد (الشعراء السود) وهم
ينفجرون في وجوه أولئك الذين يشيرون إلى سواد الواﻧﻬم، كما يشهد علي
ذلك شعر "الشعراء الثلاثة الغاضبون" وهم الحيقطان، صنيج وعاكم (أوائل
القرن الثامن). فبالنسبة لهؤلاء لم يكن يكفى أن يدافعوا عن أنفسهم
فحسب. بل تراهم يفخرون بسواد ألواﻧﻬم، وبتاريخ قومهم السود والبلدان
التي جاءوا منها، بل كانوا يهاجمون العرب بما كان هؤلاء يفخرون به. 111
استبطان الاحتقار :
المثال على استبطان الاحتقار هو نسيب الأكبر، الشاعر ذو الأصول النوبية. إن مسلكه شبيه
بمسلك "أنكل توم" في الثقافة الغربية. فقد اختار ألا يواجه اﻟﻤﺠتمع بل يتواءم معه، ويقبل تحامله.
وعندما تقدم ابنه لخطبة فتاة من عائلة مالكيه السابقين، والذين كانوا مستعدين للموافقة عليه، جاء
نسيب وأمر بعض عبيده السود بجر ابنه من رجليه وضربه ضربا مبرحا. وقد ضرب العبيد ابنه ضربا
شديدا. ثم رأى نسيب رجلا شابا من أصل نبيل، فقال لعم الفتاة "زوّج بنت أخيك لهذا الشاب
وسأقوم أنا بدفع المهر." 112 وهكذا لم يجد ابنه أهلا للزواج من فتاة نبيلة الأصل، بل ضربه ليعرف
مكانه الصحيح. وتقول حكاية أخرى، أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، طلب من نسيب أن
ينضم إلى ندمائه، ولكن الشاعر اعتذر بأنه أحط من أن يستحق هذا الشرف وقال للخليفة:
"يا أمير المؤمنين، لونى اسود، وقامتي عوجاء، ووجهي دميم، ولست أهلا
لهذا المكان". 113
وتقول قصة أخري انه كان يلوذ بالخفاء. كان يحب أن يخفى سواده عن مستمعيه، عندما
طلب منه أن يلقى شعره على بعض النساء، حتى لا يجرح شعورهن. وقال في ذلك: "دعوني أقرأ من
وراء حجاب. لماذا يردن رؤيتي. لونى أسود، وشِعري أبيض. دعوهن يستمعن لي من وراء
حجاب." 114
ويعطينا عنترة، الشاعر الفارس، مثالا آخر على استبطان الاحتقار. فكان يظهر كراهية لأمه
الأثيوبية، زبيبة، باعتبارها المسؤولة عن سواده. وكان يراها تجسيدا للقبح. وكان يدعوها الضبعة،
ويشبه رجليها بساقي النعامة، وشعرها بالفلفل الأسود. 115
25
: ( المقاومة ( 1
المثال علي المقاومة، على غرار المنهج الأول، نجده في أعمال الكاتب الكلاسيكي العظيم
الجاحظ، الذي عاش ببغداد في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، والذي كان هو نفسه أسود
اللون. كان لا يفتأ يذكر العرب أن السود خلقهم الله، وأنه لا يمكن أن يكون صحيحا أن الله قصد
تشويه خلقه، كما يعتقد العرب، قال :
"لم يشوهنا الله بخلقنا سودا. فألواننا السوداء جاءت نتيجة أحوال البلاد
(البيئة). والشاهد على ذلك أننا نجد السود بين القبائل العربية، مثل بنى سليم
بن منصور الذين يعيشون بالحرّة. فكل سكان الحرّة سود، وحتى دببتها،
ونعامها، وذئاﺑﻬا، وضباعها وبغالها ومعيزها وطيورها سوداء، بل إن هواءها
نفسه أسود." 116
وقد كتب الجاحظ "فخر السودان علي البيضان" وهو يمجد البشرة السوداء مشبها لها بالحجر
الأسود المقدس، حجر الكعبة، فضلا عن عناصر الطبيعة الداكنة اللون والقوية، مثل التمر، الأبنوس،
الأسود، النوق، المسك، الليل والظل. 117 وبعد ثلاثة قرون أخري، سينهض كاتب بغدادي آخر، هو
الجوزي، الذي عاش في ﻧﻬاية القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي)، للدفاع عن السود. وقد
كتب الجوزي "تنوير الغبش، في فضل السودان والحبش". وكان يمجد اللون الأسود، ويمدح فضل
وأخلاق ونبل ملوك وملكات السودان وأثيوبيا، إضافة إلي صحابة النبي السود. 118
: المقاومة 2
المقاومة وفق المنهج الثاني، تقبل سلبية اللون الأسود، ولكنها تركز على الخصائص الأخلاقية
والعقلية. والحجة هنا تتخذ الشكل التالي : "نعم نحن سود، ولكننا ذوو فضل. " الشاعر النوبي،
سحيم عبد بنى الحساس يقول :
" إن كنت عبدًا فنفسي حرة كرمًا أو أسود اللون إني أبيض الخلق
ويقول أيضا :
أتيت نساء الحارثيين غدوًة بوجهٍ براه الله غير جميل
فشبهنني كلبًا ولست بفوقه ولا دونه إذ كان غير قليل
وقال أيضًا :
فلو كنت وردًا لونه لعشقنني ولكن ربي شانني بسواد" 119
26
الشاعر خفاف بن ندبة، وهو شاعر أسود أيضًا، نسج على نفس المنوال. فهو يقبل حقيقة أن
سواده  سبّة، ولكنه يفخر بصفاته كمحارب صعب المراس، يصفي حساباته مع من يذمونه في ميدان
المعركة. يقول :
أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفافًا أنني أنا ذلكا
ويقول :
فجادت له يمنى يديّ بطعنة كست متنه من أسود اللون حالكا 120
سلك عنترة نفس الطريق. فهو يقول :
ينادونني في السلم يابن زبيبة وعند صدام الخيل يابن الأطايب
ويقول كذلك :
فأنا الاسود والعبد الذي يقصد الخيل إذا النقع إرتفع
نسبتي سيفي ورمحي وهما يونساني كلما إشتدّ الفزع 121
ويقول عن أمه :
وأنا ابن سوداء الجبين كأﻧﻬا ضبع ترعرع في رسوم المترل
الساق منها مثل ساق نعامة والشعر منها مثل حب الفلفل
ويتمنى لو أن عبلة تقبله علي "علاته"، أي سواده :
لعل عبلة تضحى وهي راضية علي سوادي وتمحو سورة الغضب
ولكن أعمال المقاومة الشحيحة هذه، لم يكن لها أثر أبعد من إثبات حقيقة الرفض. فالتحامل
علي اللون الأسود صار أكثر حدة في الثقافة العربية الإسلامية، مع نمو الإمبراطورية، وانخراط العرب
في اصطياد العبيد. وبمرور الزمن نشأ ارتباط بين العبودية والسودان، أي السود. وكما يكتب أكبر
محمد، مع اتساع الإمبراطورية، "اختفت بشكل كامل تقريبا، واﻧﻬارت نزعات المساواة التي كانت
سائدة علي عهد النبي، تحت ثقل التمدن، والتثاقف، والانقسامات الاثنية الداخلية، والمركزية
العربية." 122 وهذه الترعات تنعكس بصورة واضحة، وبأشكال لا حصر لها في الأدب العربي
الكلاسيكي.
لم يكن العرب، عادة، يخاطبون السود بأسمائهم، بل يخاطبوﻧﻬم بكلمة "الأسود" أو "العبد
الأسود". وعندما كان أحد الشعراء السود يلقى شعره أمام أمير أو خليفة فإن عبارة الإطراء عليه هي
عادة: "أحسنت يا أسود". 123 وكان الشعراء العرب يشعرون بالغضب والحسد عندما ينظم شاعر
أسود شعرا جيدا. وكان رد فعلهم الطبيعي عندما يسمعون شعرا جيدا هو "وددت لو قلت هذا
27
الشعر قبل هذا العبد الأسود." وكانت طريقتهم المفضلة في إغاظة زملائهم السود أن يقولوا لهم "قل
غاغ"، أي قّلد صوت الغراب. 124
وتعتبر قصائد المتنبي التي يسخر فيها من كافور الإخشيدي، حاكم مصر في العصور الوسطى،
مثالا علي ذلك. فالمتنبي معروف بأنه أعظم الشعراء العرب موهبة علي مر العصور. وقد قصد كافور،
العبد النوبي، الذي تحرر واستولى علي الحكم بمقدراته العسكرية والإدارية المتفوقة. وكان المتنبي يأمل
في أن يتفضل عليه كافور بأمارة يحكمها. ونظم لهذا الغرض قصائد عديدة في مدح كافور. بل وصل
إلى درجة مدح لونه الأسود وأعبره تجسيدا للجمال. ولما فشل في الحصول علي مبتغاه، كره كافورا،
وفرّ هاربا من مصر، وبدأ حملة من التشنيع والهجاء ضد كافور. وقام بنظم قصائد في هجاء كافور،
تعتبر من عيون الشعر من حيث خصائصها الفنية، وسماه "الأسود المخصي"، والزنجي الدميم. في كل
هذه القصائد كان المتنبي يعيّر كافورا بلونه الأسود. ويقول في إحداها :
وأسود مشفره نصفه يقال له أنت بدر الدجى
وهو يسخر من المصريين أيضا، ويدعوهم مضحكة الأمم ، لأﻧﻬم يرضون بكافور حاكمًا لهم.
ويهجو كافورًا بسواده في أبياته المحفوظة عن ظهر قلب من قبل كثير من السودانيين ذوي الثقافة
العربية:
العبد ليس لحر صالح بأخ لو أنه في ثياب الحر مولود
لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
إلي أن يقول :
من علم الأسود المخصي مكرمًة أقومه البيض أم آباؤه الصيد
أم أذنه في يد النخاس داميًة أم قدره وهو بالفلسين مردود
أوَلى اللئام كويفير بمعذرة في كل لؤم وبعض العذر تفنيد
وذاك أن الفحول البيض عاجزة عن الجميل فكيف الخصية السود 125
ومن المدهش أن الشماليين عندما يقرأون هذه القصائد، فاﻧﻬم ينحازون إلى المتنبي وليس إلي
كافور، رغم أن كافورًا كان رج ً لا نوبيًا، وبمعنى معاصر كان سودانيًا شماليًا.
المصادر الإسلامية ورمزية اللون :
ذكرنا من قبل أن الثقافة العربية الإسلامية، في نظامها الرمزي، تجعل اللون الأبيض هو المقياس
والمثال، وتذم اللون الأسود. وسواء في الشعر قبل الإسلامي، أو في القرآن، أو في الفقه الإسلامي
الكلاسيكي، وفي الأدب القديم والمعاصر، يصور اللون الأبيض كرمز للجمال، والبراءة، والنقاء،
والأمل .. بينما يمثل اللون الأسود نقائض هذه المعاني.
28
ويحتوى القرآن نوعين من الخطاب، أحدهما واع باللون والآخر محايد لونيًا. أحدهما يمدح
اللون الأبيض، ويذم الأسود، والآخر محايد لونيًا حيادًا كام ً لا. الأمثلة على الخطاب الأول هو الآيات
التالية:
"يوم تبيضّ وجوهٌ و تسودّ وجوهٌ، فأما الذين اسودّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا
العذاب بما كنتم تكفرون. وأما الذين ابيضّت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون." (آل
126 "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسوّدة. أليس .( عمران، آيات 106 و 107
في جهنّم مثوى للمتكبرين"، (الزمر،آية 60 ). "وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظ ّ ل وجهه
127.( مسودًّا وهو كظيم" ( الزخر، آية 17
نماذج على الخطاب القرآني الثاني ، في هذه الآيات.التالية:
"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآياتٍ للعالمين"
128 "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، .( (الروم، آية 22
129 والأحاديث النبوية .( إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير." (الحجرات، آية 13
كذلك لها نفس الخصائص للمستويين المتوازيين للخطاب. نموذج المستوى الأدنى للخطاب مثل"أسمعوا
وأطيعوا أولي الأمر منكم وان تأمّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". المستوى الأعلى من
الأحاديث النبوية يبشّر بوحدة وتساوي الجنس البشري رغم اختلافات اللون، اللغات، والعادات.
نموذج لذلك"الناس سواسية كأسنان المشط"، و "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على
أسود، إلا بالتقوى"، و"كلكم لآدم وآدم من تراب".
في التعامل مع هذين النوعين من الخطاب، تبنيت فكرة محمود محمد طه، حول ثنائية الخطاب
القرآني. فطه يعتقد أن القرآن يحتوي مستويين من الخطاب، أدنى وأعلي، خاص وعام، زمني وخالد.
المستوى الأدنى يعكس، بدرجة ما، القيم العربية المحددة، والأيديولوجيا والثقافة الخاصة بالقرن
السابع. وهو محدود تاريخيًا، ولذلك، يعكس ويستوعب بعض نقائص العرب وأهوائهم. أما النوع
الأعلى، فيعكس القيم الإنسانية ويرمي، بالتالي إلي رفع العرب، وكل المسلمين، إلي مستوى هذه
القيم الإنسانية الشاملة. المستوى الأدنى نسخ المستوى الأعلى. 130 ومشكلة المسلمين هي أﻧﻬم ينظرون
إلي هذا النسخ كظاهرة أبدية وغير قابلة للمراجعة. ولكن طه، من الجانب الآخر، يقول أن هذا
النسخ ليس أبديا ولا ﻧﻬائيا، ويحث المسلمين على الارتفاع من المستوى الأدنى إلي المستوى الأعلى،
بعكس عملية النسخ، وإحداث بعث جديد على هذا الأساس. 131
وكما أوضحنا بالنوع الأول من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فإن اللونين الأبيض
والأسود يستخدمان كرمزين للخير والشر، للحظ السعيد والحظ السيئ، للسعادة والشقاء. هذا
المستوى الانتقالي للقرآن والسنة، يعكس تحيز العرب ضد السواد، ويجعل اللون الأبيض هو اللون
29
الصحيح. وعلى أساس هذه الحجج التي سقناها، يمكن للمرء أن يقول أن هناك علامات ظاهرة
توضح أن الثقافة العربية الإسلامية، في مجراها الرئيسي، تنظر إلي نفسها كثقافة بيضاء.
الاغتراب عن الذات :
الهوية الثقافية العربية هي انعكاس خارجي للنفس العربية. أﻧﻬا تعكس تصورهم للعالم، وهو
تصور لابد أن يكون مختلفا عن تصورات الآخرين للعالم، وذلك لأن الناس يفهمون العالم من خلال
الثقافة وليس من خلال الطبيعة. إن اللغة العربية تعكس العالم كما تراه العيون العربية، وذلك لان
وبين الخطاب والكون. فالكلمات هي ،(word & world) هناك علاقة قوية بين الكلمة والعالم
التعبيرات اللفظية عن محتويات الكون. وفي تحليلاته النفسية للثقافات الغربية توصل لاكان إلي أن
الثقافات الغربية واللغات الغربية، تتميز بالذكورة. وعندما تستخدم النساء هذه الثقافات، لا يستطعن
أن يكن فاعلات كنساء. وعندما يتحدثن فإنما يتحدثن لغات مذكرة. ولا يستطعن، بالتالي، في إطار
البنية القائمة لهذه اللغات، أن يحققن رغباﺗﻬن ككائنات متحدثة. 132 ويوضح لاكان كذلك كيف
يدخل الطفل إلي عالم اللغة من خلال "رمزيتها الاجتماعية" وتحدث هذه العملية بالتماهي مع الأب
والاغتراب عن الأم. وككائن متكلم فإن الطفل "ينمو داخل عالم الأب ".
يمكن إثارة نقطة مشاﺑﻬة في علاقة الشماليين باللغة العربية. فعندما يدخل الطفل الشمالي عالم
اللغة العربية، فهو أو هي، يدخل في عملية التماهي مع الأب العربي، والاغتراب عن الأم الأفريقية،
ولكن الشماليين يشعرون بالوجود الظاهر للأم في جلودهم ووجوههم، وكما أوضح فرانسيس دينق
: "ولا يحتاج الأمر إلي عالم متخصص في علم النفس الاجتماعي، لاستنتاج أن هذا الاحتقار لبعض
العوامل الظاهرة في ملامح الوجه، لا بد علي مستوى ما من مستويات الوعي أن يسبب لصاحبه
درجة من التوتر والتشويش". 133 ولكن طريقة الشماليين في التعامل مع هذا التوتر والتشويش، تعتبر
متفردة نوعا ما. فبدلا من محاولة إعادة صياغة وتدجين اللغة لتناسب ملامحهم، فاﻧﻬم يخترعون صورة
خيالية لوجوههم لتلائم اللغة. ولذلك يتفادون استخدام كلمة "أسود" لوصف أنفسهم، ويصرون
إصرارا مبالغا فيه علي أصلهم العربي". ويحدثنا أحمد الشاهي الذي درس قبيلة الشايقية قائلا : "من
الوقاحة أن تصف الشايقي بأنه أزرق (أسود)، حتى ولو كان لونه كذلك، لأن هذا الوصف يساويه
بالعبد." 134
ومن الأمثلة الصارخة علي وجود هذا التوتر، هذا المقتطف من خطبة للشريف زين العابدين
الهندي، أحد القادة السياسيين البارزين في الشمال. فقد قال :
"أنا عربي. وأعرف أنني عربي. ولا يستطيع أحد أن يناقشني في ذلك. فأنا
أملك شجرة نسب. فأنا فلان بن فلان بن محمد رسول الله. ولكن، من
30
الجانب الآخر، يستطيع أي فرد أن يشير إلي أفريقيتي. فقد جئنا (نحن)،
واختلطنا (معهم)، والنتيجة هي هذه (الخَِلق القبيحة التي صرنا عليها." 135
"نحن" في المقتطف تشير إلي العرب، و"هم" تشير إلي الأفارقة النوبيين، و"هذه الخلق التي صرنا
عليها" تشير إلي الحاضر، إلى الشماليين الموجودين الآن. والعبارات تعبر عن التماهي مع "الأب"،
والاغتراب عن الأم "هم" وكراهية الذات (هذه الخلق التي صرنا عليها). هذا هو المثال الأكثر فصاحة
لمفهوم دوبوا عن الشخص الأسود الذي "يرى نفسه من خلال عيون العالم الآخر، والذي يزن روحه
في ميزان يبخسها ولذلك ينظر العالم الى هذه العملية باستمتاع يختلط بالاحتقار والشفقة." 136
ويعتبر تماهي الشماليين، مع المتنبي، في هجائه لكافور، النوبي، مثالا آخر علي تكوين نفسي منحرف.
تشعر النخبة السياسية والثقافية الشمالية، بالحاجة لترداد أﻧﻬا عربية. ويشعرون بالضيق من
كلمة "السودان". وقد قال الطيب صالح، الروائي ذو الصيت العالمي، ما يلي :
"تمنيت لو أن قادتنا سموا هذه البلاد سنار. ربما يكون السبب وراء عدم
استقرار هذا البلد أن اسمه (السودان) لا يعنى شيئا بالنسبة لأهله. فما
السودان؟ مصر هي مصر، واليمن هو اليمن، والعراق هو العراق، ولبنان هو
لبنان. ولكن ما السودان؟ فالاستعماريون أطلقوا هذا الاسم علي المنطقة التي
تمتد من أثيوبيا في الشرق وحتى السنغال في الغرب. الأمم الأخرى أطلقت
علي أوطاﻧﻬا أسماء تعنى شيئا بالنسبة لها، وتركنا وحدنا نحمل هذا العبء علي
أكتافنا. 137
كراهية السواد تنبع من التماهي مع العرب، وتبنى منظورهم للعالم. وهذا الاقتراح بتغيير اسم
البلاد ليس جديدا، فقد ظهر مباشرة بعد الاستقلال. والسبب الأساسي وراء الاقتراح هو معنى الاسم
وإيحاءاته. فكلمة (سوداني) يستخدمها الشماليون كمرادف لكلمة (أسود) وكلمة (عبد). وهذه
الكلمات تستخدم للدلالة علي العبودية أو الأصل العبودي، أي لأولئك الذين ينتمون لجماعات غير
عربية مسلمة ، سواء من الجنوب أو جبال النوبة. 138 بالنسبة للشمالي أن تكون سودانيا يعني أن
تكون أسودا، وأن تكون أسودا يعني، بدوره، مستوي اجتماعيا أدنى، وأصلا أدنى. ويتفق أغلب
الباحثين الذين درسوا السودان، مثل هيذر شاركي وأحمد شاهي، أن وصمة (السواد) متأصلة في
تراث الرق، خاصة وأن كل الأسر الشمالية تقريبا، في منطقة الوسط النيلي، كانت مالكة للعبيد. 139
ومع أن هذا صحيح، إلا أنني أعتقد أنه لا يمثل كل الحقيقة. فهناك مستوى أعمق تجد فيه وصمة
(السواد) أصولها، وهو الثقافة العربية، التي تحتقر السود، كما رأينا من قبل. فالشماليون لم يدجنوا
الثقافة العربية، واللغة العربية والقيم العربية، بل استبطنوها جميعا. وهذا هو السبب في كوﻧﻬم يرون
العالم من خلال العيون العربية، رغم المفارقات، ورغم ابتذال الذات المترتب على هذه النظرة. ومن
31
الملاحظ بصورة عامة، أن الشمالي كلما تبحر في اللغة العربية والأدب العربي، كلما بالغ في تأكيد
أصله العربي، وكلما أمعن في كراهية (السواد) وكلمة (سوداني). ويحدثناالراحل خالد حسين أحمد
عثمان ( الكد )أن أعضاء جمعية "أبو روف" (رفضوا بعد الاستقلال، أن يقدموا لاستخراج
الجوازات، لأن الفرد منهم كان مطالبا بتسجيل أسمه كسوداني قبل أن يحصل علي الجواز)، 140
ولذلك فإن عبارة الطيب صالح تعبر عن تجديد لرغبة شمالية قديمة للتخلص من لعنة اسم (سوداني).
ولو أخذناها مقروءة مع ما قاله الهندي، لوضعنا أيدينا علي الرغبة لهروب المرء من جلده، أو تبييضه،
من خلال الخطاب، ليشبه جلدا عربيا. ويصيب دينق عين الحقيقة عندما يفسر نزعة السودانيين
الشماليين للمبالغة في أصولهم العربية والإسلامية، ونظرﺗﻬم للسود كعبيد بأﻧﻬا "عقدة نقص عميقة، أو
علي العكس من ذلك، عقدة تفوق مستخدمة كأداة تعويض لهامشيتهم العربية الواضحة". 141
خاتمة :
ذكرنا أن الشماليين يؤمنون بأﻧﻬم ينحدرون من أب عربي وأم أفريقية، وأﻧﻬم يتماهون مع الأب
ويرفضون الأم. وبالنسبة للشمالي المتوسط، فإن الأم تمثل الجنوب داخله، وما لم يقبل الشمالي أمه،
ويتماهى معها، فإنه لن يقبل الجنوبي كند له. إن الاعتراف بالمكون الأفريقي داخل النفس الشمالية،
بعد النكران الطويل، وتحرير الأم الأفريقية المقموعة داخل أنفس الشماليين، هي الشروط الضرورية
لقبول الجنوبيين اجتماعيا من جانب الشماليين، والاعتراف ﺑﻬم كأنداد، رغم الاختلافات القليلة
القائمة.
يمكن لمشكلة الحرب أن تحل عن طريق انفصال الجنوب عن الشمال. ربما يكون في ذلك حل
لمشكلة الجنوب مع الشمال، ولكنه لن يحل أزمة الهوية الشمالية. ومن الواضح أن أزمة الهوية في
الشمال قد وصلت إلى قمتها، وبدأ التوازن يختل من جديد. وقد طرحت التساؤلات حول الهوية
وعلي الشماليين أن يختاروا : أما أن يتشبثوا بالهامش، أو يخلقوا مركزا خاصا ﺑﻬم، أن يستمروا
كعرب من الدرجة الثانية، أو سودانيين من الدرجة الأولي. وثمة انشطار بين الَفعَلة السياسيين
والثقافيين، بين أولئك الذين يسعون لإنشاء هوية سودانية جديدة، تمكن الشماليين من رؤية العالم
بعيوﻧﻬم، وأولئك الذين يدافعون عن الوضع القائم.
ولكن زعزعة الهوية القديمة هو المنطلق لإنشاء الهوية الجديدة، وفضح تناقضات هذه الهوية
القديمة هام لعملية الزعزعة المقصودة. وهذه هي المهمة التي تصدت لها هذه الورقة.
32
ملاحظات :
1 مصطلح "شمال السودان" لا يعني هنا الشمال الجغرافي، بل الشمال الأيديولوجي بالأحرى، والذي تنحصر محدداته
الجغرافية بشمال السودان المسلم، العربي، الناطق باللغة العربية، والمتمرآز بالوسط النيلي.
2 آلمات أوديب في مسرحية سوفوآليس.
3 راجع خطاب د.جون قرنق للجنة حقوق الإنسان بجنيف، في 24 مارس 1999 ، المنشور من قبل مفوضية اللاجئين التابعة
. للأمم المتحدة، يوم 27 مارس 1999
.( 4 فرانسيس م.دينق: حرب الرؤى: تناقضات الهوية في السودان (واشنطون دي. سي. معهد بوآينغز 1995
. 5 مصدر سابق، 4
.( لندن، جي . بيل وأولاده ليمتد 1959 ) Language Unabridged ، 6 فيليب بابكوك قوف
A Theory of Political Identities”, in Identity in Formation: the Russian Speaking " ، 7 ديفيد ليتن
Population in the Near Abroad, (Ithaca & London: Correll University Press, 1998).
International Encyclopedia of Social Sciences, ed. (The Macmillan Company & : 8 ديفيد ل. سيلز
the Free Press, 1968), 7, 61.
9 مصدر سابق.
Identity & Anxiety,eds. ( 10 موريس ر. ستاين، آرثر فيرديتش، وديفيد م. هوايت، (نيويورك، فري بريس 1960
Laitin: A Theory of Identities, 13. 11
. 12 مصدر سابق، 20
. 13 دينق، حرب الرؤى، 1
Julius Ground & William L. Kolb (ed) A Dictionary of Social Science, London: Tavistok 14
Publication 1964, 314.
The interpretation of Dreams, trans. J. Starchy, (London: Allen & ، 15 سيجموند فرويد : تفسير الأحلام
.Unwin, 1945), 150
J. P. Seward, “Learning Theory and Identification”, Journal of Genetics Psychology, 84, 16
(1954), 202.
Sigmund Freud, Group Psychology and the Analysis of the Ego, trans. J. Starchy, (London : 17
The International Psychologists Press, 1922) 65.
M. Scheler, The Nature of Sympathy (London: Routledge & Kegan Paul, 1945), 18, 19. 18
Laitin, “A Theory of Identities”. 19
. 20 مصدر سابق، 14
Erik H. Erikson, Identity: Youth and Crisis, (New York: Norton, 1968), 19-23. 21
H. M. Johnson, Sociology: A Systematic Introduction, (New York: Harcourt, Brace, 1960), 128. 22
Laitin: “A theory of Political Identities”. 23
George A. De Vos, “A Psycho-cultural Approach to Ethnic Interation in Contemporary 24
Research”, in Marthsa E. Bernal and George P. Knight, ed. Ethnic Identity: Formation
and Transmission among Hispanic and other Minoroties, (Albany: State University of
New York Press, 1993), 235-68.
A Theory of Identities 25 ليتين
. 26 مصدر سابق، 18
Charles Taylor, “The Politics of Recognition”, in Amy Gutmann, ed., Multiculturalism 27
Examining the Politics of Recognition, (Prinston, New Jersey, Prinston University Press,
1994), 25.
Laitin, “A Theory of Political Identities”, 21. 28
29 سابق.
. 30 سابق، 23
. 31 سابق، 22
. 32 سابق، 23
33 سابق.
Erikson, Young Man Luther, New York: Norton, 1958. 34
Erikson, Identity: Youth and Crisis, 19-23. 35
Laitin, “A Theory of Identities”, 17 - 18. 36
37 سابق.
The Politics of Recognition. 38 تيلور
. 39 سابق 25
40 سابق.
33
41 حضر الكاتب هذا الاجتماع بعد صلاة الجمعة عام 1990 بقاعة مارتن لوثر بجامعة آستون ببيرمنجهام. وآان أغلب الذين
حضروا الاجتماع من أعضاء الجبهة الإسلامية القومية.
42 آثيرون ممن أجابوا على أسئلتي اعترضوا على عنوان بحثي وقالوا أن الشماليين ليسوا سودا، بل سمر، اتهموني بأني واقع
تحت تأثير المفهوم "الغربي" للون.
43 تقول النكتة السودانية أن أحد الشماليين من ذوي اللون الأسود، والشعر الناعم المرسل، أستقل سيارة تاآسي، وأخذ يتجاذب
أطراف الحديث مع صاحب التاآسي ..........
44 الشاب في الشمال غالبا ما يبحث عن فتاة بيضاء أو فاتحة اللون، شعرها ناعم وطويل. والفتيات أيضا يفضلن الفتيان ذوى
الألوان السمراء والبيضاء.
Janice Boddy, Wombs and Alien Spirits, Women, Men, and the Zar Cult in Northern Sudan, 45
(Wisconsin : The University of Wisconsin Press, 1989), 64.
46 ربما يكون استخدام الشماليين لكلمة "أخضر" أثرا من آثار الثقافة العربية. العرب القدماء آانوا يستخدمون آلمة "أخضر"
لوصف الأفراد ذوي الأصل النبيل ، الموثوق ، والذين جاءت ألو انهم، لسبب من الأسباب، سوداء. مثالي علي ذلك
الفضل بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. ويقال أنه أخذ اللون الأسود من جدته. وقد قال عن نفسه :
"أنا "الأخضر" لمن يعرفونني، لونى أخضر ولكنني ابن بيت عربي نبيل. (راجع عبده بدوى : الشعراء السود
.93 ( وخصائصهم في الشعر العربي، القاهرة 1973
47 استخدام المستحضرات الكيماوية والكريمات لجعل الألوان "فاتحة" شائع وسط الفتيات في الشمال. وقد أصبحت الآثار
الجانبية لهذه الأصباغ مصدر قلق في الصحف المحلية، ووسط مجموعات الحوار السودانية علي الأنترنت. للإطلاع
على وصف تفصيلي للأساليب المستخدمة من قبل العرائس في الشمال لحبل بشرتهن ناعمة و"فاتحة" راجع :
Boddy : Wombs & Alien Spirits 64 - 65
48 دينق : حرب الرؤى. ص 5
“Proverbs and Social Values in a Northern Sudanese Village”, in Ian Cunnison : 49 احمد الشاهى
and Wendy James ed., Essays in Sudan Ethnography, (London: C. Hurst & Company,
1972),97.
.298 ( 50 عون الشريف قاسم : قاموس اللهجة العامية في السودان (القاهرة 1985
Boddy, Wombs & Alien Spirits, 64. 51
52 من الملاحظ أن آل الباحثين الشماليين الذين درسوا مبكرا بالغرب، والذين تزوجوا من نساء أوربيات أو أميرآيات،
تزوجوا نساءً بيضاً. لا أعرف شخصيا، ولا يعرف أي ممن أجاب علي أسئلتي، حالة واحدة لواحد منهم تزوج امرأة
سوداء. وحتى بين الأجيال الشابه، تزوجت الأغلبية الساحقة منهم نساء بيضا، وقليلون جدا من ارتبطوا بنساء سود.
53 نسبة لأن الزواج بين النساء المسلمات والرجال غير المسلمين محظور في الإسلام، يقبل الشماليون الإعلان الأسمى
للإسلام من قبل الأوربيين، قبل أتمام زواجهم ببناتهم.
(Cheshire: Andre´ ، 54 محمد أحمد محجوب: الديمقراطية في الميزان، تأملات في السياسة العربية والأفريقية
.Deutsch, 1974), 59
55 تمتد هذه الفترة من الاستقلال عام 1956 وحتى مايو 1969 . خلال هذه الفترة آانت العروبة، هي الهوية والأيديولوجية
غير المعلنة للحكومات. ولكن، ومنذ مايو 1969 ، اتخذت الحكومات هويات "اشتراآية" ثم "إسلامية"، وبذات تنحاز
إلى حلفائها في العالم العربي على هذا الأساس. من أجل مناقشة واسعة لسياسة السودان الخارجية، خلال هذه الفترات
راجع منصور خالد:
Nimeiri & the Revolution of Dismay, (London: Boston Routledge & K., 1985); The
Government they Deserve: The Role of the Elite in Sudan Political Evolution, London/
New York: Kegan Paul International 1990).
. 56 محجوب : الديمقراطية في الميزان، 136
R. S. O ‘Fahey, Arabic Literature of Africa, the writing of Eastern Sudanic Africa to c. 1990, 57
(Leiden, New York, Koln, E. J. Brill, 1994), xi.
، 58 لمزيد من المعلومات حول جمعية اللواء الأبيض لعام 1924 ، راجع يوشيكو آوريتا : على عبد اللطيف وثورة 1924
بحث في مصادر الثورة السودانية، ترجمة مجدي النعيم (القاهرة، مرآز الدراسات السودانية 1997 ) ولمزيد من
ومحجوب : ;The Government they Deserve : المعلومات حول الحرآة الإتحادية راجع : م. خالد
الديمقراطية في الميزان.
59 مع أنني لم أطلع علي أية دراسة حول هذه الظاهرة، إلا أنها واسعة الانتشار.
. 60 د. عبد الله علي إبراهيم، الثقافة والديمقراطية في السودان، دار الأمين للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 1996
30 – 61 نفس المرجع السابق، 31
. 62 المرجع السابق، 31
63 الشريف زين العابدين الهندي.
. 64 عبد الله الطيب: رابطة الدراسات السودانية، جامعة درام 1990
65 صلاح أحمد إبراهيم، شاعر معروف.
. 66 الصادق المهدي، مقابلة: مسارات جديدة، القاهرة 1998 . ص 171
Revolution and Nationalism in the Sudan, (Bames and Noble, 1974), 2- 67 محمد عمر بشير: 3
Lloyd A. Binagi, “The Genesis of Modern Sudan: An Interpretive Study of the rise of Afro-Arab
68 Hegemony in the Nile Valley, A.D. 1260-1826”, Ph.D. Dissertation, (Temple
University, 1981), 3-4.
Sudanese – Egyptian relations, (The Hague: Martinus Nijhoff, 1960), 69 عبد الفتاح إبراهيم السيد بدُر:. 17
34
70 سابق.
William Y. Adam, Nubia Corridor to Africa, (Princiton: N.J. : Prenciton University Press 1977). 71
R.S.O’Fahey and J.L. Spaulding, Kingdoms of the Sudan, (London: Methuen & Co. Ltd, 1974), 15. 72
. 73 سابق، 31
. 74 سابق، 30
. 75 سابق، 30
. 76 سابق، 31
. 77 سابق، 28
Some Documents from Eighteenth Century Sennar, (Khartoum, : 78 محمد إبراهيم أبو سليم وجاى سبولدنج
Khartoum University Press 1992), 8.
79 هناك نظريات آثيرة تحاول شرح آيفية اعتناق الفونج للإسلام. إحدى هذه النظريات تقول أنهم اعتنقوا الإسلام خوفا
من الأتراك الذين غزوا المملكة في الغابة ودمروها. وتقول نظرية أخرى أنهم فعلو ذلك اقتناعا بحجج العبدلاب،
R.S.O’Fahey and J.L. Spoulding, Kingdoms of the : حلفائهم المسلمين. لمزيد من المعلومات راجع
Sudan, 31-33.
. 80 اعتناق الإسلام دعم اللغة العربية، وذلك لأن المسلمين "يقدرون اللغة العربية تقديرا آبيرا" أوفاهى وسبولدنج، ص 31
81 سابق، 75
82 سابق، 86
Laitin, “A Theory of Political Identities”. 83
. 84 سابق، 40
85 محمد بن جرير الطبري : تفسير الطبري، جامع البيان عن تأويل علوم القرآن، تحرير: محمود محمد شاآر (القاهرة، دار
. المعارف، بدون تاريخ) مجلد 8، ص 104
. 86 يوسف فضل حسن: العرب والسودان من القرن السابع إلي فجر القرن السادس عشر. (أد نبرة، 1967 ) ص 146
87 من المعروف أن المسلمين يطهرون أنفسهم بغسل أطرافهم ووجوهم خمس مرات قبل الصلوات الخمس. وحكمة الوضوء
هي أنك تقف أمام الله، ولذلك يجب أن تكون طاهرا. غسل الأطراف المادي، يرمز إلي التطهر الأخلاقي والنفسي من
الذنوب التي أرتكبت عن طريق هذه الأطراف، أي عن طريق الفم، اللسان، الأذن، العين والأنف. وتشمل عملية
التطهير، العبادة وعمل الخير والامتناع عن الشر.
.33 : 88 القرآن، السورة 33
89 الآية 103 ، في سورة النحل تقول : "لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين".
C. G. Seligman and Brenda Z. Seligman, Pagan Tribes of the Nilotic Sudan, (London: 90
Rontledge & Kegan Paul Ltd., First Published in 1932, Revised 1965), XVIII.
J. S. Trimingham, The Christian Approach, 25. 91
Heather J. Sharkey, Colonialism and the Culture of Colonialism in the Northern Sudan, Ph.D. 92
Dissertation, (Princeton: Princeton University, 1998), vol. 1, 40.
Colonialism and the Culture, vol., 1, 40- 93 شارآي: . 58
. 94 سابق 34
. 95 سابق 34
. 96 سابق 35
. 97 سابق 40
Paul Doombos, “On Becoming a Sudanese”, in Tony Barnett and Abbas Abdelkarim, eds. 98
Sudan: State, Capital and Transformation, (London, New York, Sydney: Croom Helm,
1988), 100 & 101.
vol., 1, 99 شارآي، سابق، 34
.224 – 223 ( 100 عبده بدوي : الشعراء السود وخصائصهم في الشعر العربي (القاهرة 1973
John Hunwick, West Africa and the Arab World: Historical & Contemporary Perspectives, 101
(Accra: Ghana Academy of Arts and Sciences, the J. B. Danquah Memorial Lectures,
Series 23 February, 1990, 1991), 2.
Hunwick, West Africa and the Arab World, 224 ، في : . 12 - 102 عبده بدوي : الشعراء السود، 223
103 هذه قصة معروفة في العالم الإسلامي.
B. Lewis, “The African Diaspora and the Civilization of Islam”, in M.I. Kilson & R.I. 104
Roteberg, The African Diaspora (Harvard University Press, 1976), 48-9.
. 105 سابق. ص 7
.22 ( 106 عبده بدوي، السود والحضارة العربية (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1976
Hunwick, West Africa and the Arab World, 1990, 6&7 107
108 سابق ، 5
109 سابق ، 5
110 ابن خلدون، المقدمة، ترجمة فرانز روزنتال.
In Hanwick, West Africa and the Arab World, 11 & 12 ،224 – 223 ( 111 بدوي، الشعراء السود (القاهرة : 1973
112 سابق ، 108
113 سابق ، 6
35
114 سابق ، 6
. 115 بدوي، الشعراء السود، 31
. 116 بدوي السود والحضارة العربية، 23
Carolyn- Fluehr- Lobban, “ A Critical Anthropological review of the Race concept in the 117
Nile Valley”, a paper presented at the Fourth International conference of Sudan Studies
at the (American University in Cairo, 1997), 5.
. 118 سابق، 5
. 119 عبده بدوي، الشعراء السود، ص 78
. 120 سابق، 42
. 121 سابق، 34
122 سابق، 5
123 سابق، 111
124 سابق، 111
.186- 125 عبده بدوى، السود والحضارة العربية، 185
The Holy Qur’an, Text, Translation and Commentary, 3rd ed., (Cambridge, : 126 أ. يوسف علي
Massachusetts, Murry Printin Co., 1938).
127 سابق.
128 سابق.
129 سابق.
.( 130 محمود محمد طه، الرسالة الثانية من الإسلام (بيروت : 1968
131 سابق.
Teresa Brennan, History After Lacan, (London, New York: Routledge, 1993). 132
. 133 دينق، حرب الرؤى، 64
Proverbs and Social Values in a Northern Sudanese Village. 134 أحمد الشاهي: . 95
135 الهندي هو الأمين العام الحالي للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأمانة العامة)، وهى أقلية انقسمت عن الحزب الإتحادي
. الرئيسي بقيادة محمد عثمان الميرغني. وقد جاءت هذه العبارات في مخاطبة له لسودانيين بلندن 1995
W. E. Burghardt Du Bois, The Souls of the Black Folk, Essays: and Sketches, (Chicago: A. 136
C. McClurg & Co. 1908), 3
.1989/6/18 ، 137 الطيب صالح : مجلة المجلة، عدد 78
Colonialism & Culture, vol. 1, 138 شارآي، . 36
139 في القرن التاسع عشر، غزت الأسواق في الشمال أفواج من الرقيق، مما أدى إلي إنخفاض شديد في أسعارهم، لدرجة أن
"أآثر الأسر تواضعاً في السودان النيلي الأوسط أصبحت قادرة على شراء واحد أو أثنين) آما يقول شارآي، مصدر
. سابق، 37
Khalid H. A. Osman, The Effendiyya and the Concept of nationalism in the Sudan, Ph.D. 140
Dissertation, (University of Reading, 1987), 122; see also Sharkey, ibid, 71.
. 141 دينق حرب الرؤى 64

Post: #29
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-27-2007, 09:47 AM
Parent: #27

ممتن لك أخي محمدين علي إنزال ورقة د. العفيف لكي يسهل الوقوف علي النقاط المثارة في مقالي ..
اكرر شكري .

Post: #30
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-27-2007, 10:28 AM
Parent: #26

الأخ العزيز أنور ..
مرحبا بك ثانية ..
كتبت تقول :
Quote: تناول موضوع نقاشي مثل هذا يحتم علينا ان نستخدم اسلوبا علميا

رددت عليك بقولي :
Quote: مع تقديري لا أراك موفقا في إفتراض ( حتمية ) إستخدام المنهج العلمي في النقاش .. ولو أنك قلت بتلك الحتمية في حالة إنجاز بحث او عمل دراسة علمية لقبلته منك ..

اوضحت لي قائلا :

Quote: آسف لاختلافي معك،ذلك ان تحديد مفهوم الهوية(لتعدد المعارف و اختلاف المفهوم داخل الاتجاهات التنظيرية داخل المعرفة الواحدة)مهم لانه يسهل عملية النقاش و تفنيد الاراء ،وهو ليس بالضرورة للتعبير عن حالة وجود (ازمة هوية) كما تذهب

بداية ليس هناك ما يستوجب الأسف ، فإختلاف الرأي لا يفسد للود قضية بل يثريه ويجوده ..
مع تقديري : الدكتور الموقر صاحب الدراسة هو الذي وصفها كذلك وكان علي الإلتزام بوصفه ..
جاء في ضوضيحك أيضا :
Quote: مفهوم الاثني ليس هو العرقي و عليه ان الصراع الاثني يختلف عن الصراع العرقي

إذا كررت كلمة ( مصطلح ) ووضعتها قبل كلمة ( العرقي) في ردي بعالية
هل يستقيم المعني ويزول اللبس ؟
قلت في ملحوظتك الأخيرة:
Quote: أما الذي ذهب اليه د.الباقر فهو يندرج(لعدم دراستي لكامل اعماله في هذا المجال) علي ما اعتقد في مجال دراسة الشخصية في علم النفس التطبيقي علي نهج النفساني المارتنيكي فرانز فانون في كتابه المشار سابقا في هذا البوست،.

هذا ما عنيته تماما بقولي في صلب المقال :
Quote: ويلاحظ لجوء البحث لعلم النفس الإجتماعي وإسقاط نتائجه علي الهوية بمفهومها السيسلوجي .

أكرر شكري ودم بعافية .

Post: #28
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: نصار
Date: 12-26-2007, 10:35 PM
Parent: #1

العزيز محمد على طه الملك

يبدو لي ان المتعلم السوداني هو من عمق و يعمق المتاهة الانت انتجت الواقع الراهن.. نحن الان نستند لتجربة انسانية تخطت مراحل تفكيك مكونات المجتمعات لاعدة تركيبها بالطريقة التي يعتقد انها الافضل للتعايش و التراضي علي صيغة تعاقدية توحد الانتماء علي شروط مقبولة و قادرة علي حمل بناء دولة و مجتمع يحتكم لها.. كل دول المعمورة تتكون مجموعاتها البشرية من اخلاط متباينة لو تركت بلا قانون و مؤسسات سوف تدفعها حميات لافناء بعضها و لن يكون بينها تعايش و قبول متبادل.. السودان اتشكل كدولة لكن الفشل السياسي هو الذي ابرز النعرات العرقية و القبلية,, نجد الان هذا الاتجاه مدعوم من السلطة الرسمية.. اذكر لي دولة واحدة شعبها ذو هوية واحدة و ان مكوناته تهم عشق في بعضها.. شعوب اوربا ما عرفت سلم و لم تلتزم بحدود او جغرافية قبل عهد التنوير و الثورات و التي عندها حددت معالم الدول المدنية الحديثة بناء علي الامر الواقع الذي نتج عن آخر المعارك و تحركات جيوش نبلاء تلك العصور.. الي الان البفاريون يرفضون وصفهم بالالمان و سويسرا يتكون شعبها من اربعة قوميات مختلفة.. فبدل المماحكة علي المعلمين ان يؤسسوا لهوية و انتماء جامع يعتز به الجميع و يجد عنده العدل و الانصاف و التساوي امام القانون.. المطلوب وجود دولة تمثل بديل منصف للانتماءات الضيغة...

Post: #31
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-27-2007, 10:25 PM
Parent: #28

الأخ نصار ..
لك تحياتي وكل سنة وأنت بخير ..
Quote: السودان اتشكل كدولة لكن الفشل السياسي هو الذي ابرز النعرات العرقية و القبلية,, نجد الان هذا الاتجاه مدعوم من السلطة الرسمية

شكرا علي مساهمتك الثرة ، ولعلي سبق أن كتبت موضوع حوى الكثير من المضامين التي
أشرت لها أنت بعالية ، دعنى اورد جزء منه كإستراحة وسياحة تضيف لموضوع البوست .
Quote: هذا الوطن ( الحدادي مدادي ) كما جاء وصفه علي لسان الشاعر الوطني ، الشاسع بتضاريسه وثرواته ومناخاته وكياناته البشرية وثقافته المتنوعة ، حدد الإستعمار الثنائي خارطته الجيوسياسية ، وحاول خلال سنوات حكمه أن يطمس هوياتنا الوطنيه بتفوقه العسكري والحضاري ، ويقطع الطريق أمام تطورنا الإجتماعي والسياسي الطبيعي ويفصله عن بيئته وتاريخه ، ليبني علي أنقاضهما حكما مركزيا بنظم إدارية وقضائية وتعليمية موجة شبه عسكرية ، نجحت الى حد كبير في عزل قطاعات واسعة من المجتمع وإبعادها عن الشأن السياسي ، وحبست نشاطه الإجتماعي والثقافي والإقتصادي في إطار التكوينات الإثنية التقليدية بثقافاتها الروحية توحيدية كانت ام وثنية ، وإنتاج معيشي يعتمد علي قطاع زراعي ورعوي تقليدي يذهب فائضه الإنتاجي لأسواق رؤس أموالها بيد فئات أجنبية .
تعاقبت الأجيال علي ذلك النحو ، ونشأت طبقة من الخريجين ذات ثقافة مذدوجة ، تتسامح مع بيئتها الإجتماعية عند عودتها الي البيت والحي ، وتتقاطع معها عند إرتدائها بزة الثقافة التي زرعتها فيهم مناهج التعليم الإستعماري بإستعلائها الإداري المكرث للعقل المركزي ، ولعل من الأسباب التي زادت غربة الأجيال الاحقة التي خلفت الإستعمار وضللتها عن رؤية الواقع الإجتماعي والثقافي ، وقوعها فريسة الصراع التنافسي الأيديولوجي العالمي بين القطبين الرأسمالي واليساري ، ونشاطهما الإستقطابي المحموم علي النطاق العالمي.
كان من نتائجه المؤثرة علي الواقع السياسي في السودان ، إنضواء ثلة مقدرة من الخريجين لتيارات ذلك الصراع ونقل أيديولوجيته وتنظيماته لأرض الوطن ، بالمقابل ظهر تيار سياسي مناوئ إتخذ من الدين أيديولوجية سياسية تتقاطع مع أطروحات اليسار ، وفي غياب تيار سياسي تؤطره بنية فكرية ثقافية سودانوية تستوعب التباين الإجتماعي والتنوع الثقافي ، وتنتشل الوطن من قبضة المركزية السياسية الإستعمارية واصلت الثقافة الشعبية بتنوعها تتمدد أفقيا وتنمو رأسيا يدفعها تيار صوفي وإثني تقليدي لتقف متقابلة مع نشاط جماعة الخريجين بتياريه اليساري واليميني ، لهذا عندما إنهزم الإستعمار نتيجة لمعطيات داخلية وحضارية صاغها الفكر الحديث ، برز في أفق السياسة السودانية كل من تيار الخريجين بميراثهم الثقافي والأيديولوجي الموصوف ، إستقطب بعضهم التيار الصوفي بعد تشكله في إطار كيانين هما الأنصار والختمية ، وفي إطار التنافس حول السلطة شرعت التيارات السياسية في إختراق القوات المسلحة وإستقطاب قادتها ودفعهم للتغير، فمضت تتشكل الحكومات الوطنية علي ذلك النحو، بأنماطها اللبرالية والعسكرية والشمولية ، يتداولان ميراث الدولة المركزية تارة بعنف عسكري وتارة بثورة شعبية ، دون أن يفلح أي منهم في بناء مجتمع مترابط وحضاري، ولا بنية إقتصادية متفوقة ، ولا نظام سياسي يعبر عن الواقع الإجتماعي والثقافي المتباين ، وإنحصر الصراع بينهم حول السلطة ، فضاعت سنوات عزيزة كان من الممكن أن تبلغ خلالها الدولة السودانية مصاف الدول المتقدمة ، وتنفذ تشكيلاته الإجتماعية لمرحلة حضارية متطوره ، ولما صارت غاية أمنيات هذا الجيل الا يفقد الوطن وحدته فتتبعثر كياناته الإجتماعية .
لقد غدت اولي مهام هذا الجيل الإصطفاف خلف شعارات وحدة الوطن ، والتنادي بإرادة جمعية متقدة بغية التخلص من عقلية النظام السياسي المركزي لكونه:
1 ـ ميراث إستعماري .
2 ـ تاريخ من الفشل الزريع عجز عن إنتشال الوطن من وهدة التخلف وتأمين إستقراره.
3 ـ الحاضن المثالي لتفريخ الأيديولوجيات الشمولية والأنظمة الدكتاتورية والعسكرية.
4 ـ لا يمثل الصيغة المثلى لحكم بلد في مساحة السودان وتباينه الإجتماعي الثقافي ولا يوفر قاعدة مرضية لتقاسم الثروة .
5 ـ لا يتفق مع المنهج التاريخي لنظم الحكم التي سادت في البلاد منذ العصر المروي حتي السلطنة الزرقاء.
6 ـ يكبت الثقافات المحلية ويسعي لإقصائها .
7 ـ يتبني سياسات تنموية يجيرها لصالح المركزية دون إعتبار لمشاريع التنمية الريفية ، ساعدت علي إفراغ الريف وهجرة مواطنية للمدن الكبري او الخاج .
8 ـ يساعد علي بروز بيوت رأسمالية مركزية تمتص موارد الهامش وتزيد من إفقاره.


تحقيقا لتلك الغاية علينا العمل علي إستنساخ منهج فكري لا يتقاطع مع معطيات العالم الحضارية ، ويعلي الجوانب الإيجابية في موروثنا الثقافي بتنوعه وإرثه التاريخي ،
ويؤسس مدارس تتبني أفضل ما إنتهت اليه العلوم الإدارية من فنون الإدارة الفدرالية، وافضل ما توصلت اليه البحوث العلمية حول مناهج التعليم والتربية والتأهيل وحماية البئة والتقويم الصحي ، واقيم برامج التنمية الإجتماعية والإقتصادية الزراعية والصناعية وفنون التجارة والتسويق .
مدارس ومراكز بحثيه تضع البرامج المثلي لمشاريع التنمية الإقتصادية زراعية صناعية مع كافة فنون التجارة والتسويق الحديث تعود منافعها للقاعدة الإجتماعية .
وضع برامج علمية تعليمية تنظيمية تدريبية تأهل القوات المسلحة للقيام بدورها العسكري المتخصص في حماية حدود الوطن والدفاع عنه وتأمينه وتتقيد بخيارات الشعب في النظام الفدرالي التعددي ، كذلك قوات الشرطة والأمن وفق المهام التي يحددها الدستون وتنظمها القوانين واللوائح .

لقد تلقفت غلبة من كياناتنا الإجتماعية منهج الإستعراب ومزجته مع موروثها بمرونة وطيب خاطر ، لا لكونه نابع من قوة او غلبة العنصر ، بل لإرتباطه بشعائر الدين الإسلامي ، ومثل ذلك فعلت كيانات أخرى غير مستعربة ، حين تقبلت لغة المستعمر ليس من منطلق الغلبة او تفوق العنصر ، بل لإرتباطها أيضا بشعائر الدين المسيحي ، ولا يغرب عن البال أن المجتمعات السودانية بحكم تاريخها العقائدي النيلي منه وغير النيلي ، كانت الأكثر إستعدادا لتقبل العقائد التوحيدية مع ما صحبها من لغة وثقافة وطَنهما المجتمع بعد تدجينهما ومزجهما مع موروثاته ، ولنا في المنهج الكنسي والإسلام الصوفي عبر ودلائل تبين روحهما وأسلوبهما السوداني ، فكانا بذلك الأوفر حظا في إجتذاب الوجدان الشعبي بأساليبهما التبشيرية والدعوية التي وعت مورثات كياناتنا الإجتماعية .
يمكن إستبانة ذلك عند تقيم تجربتهما ، ولعلها تبدو أكثر وضوحا عند مقايسة كسب تجربة مدارس التصوف مع كسب تجربة مدرسة علوم الظاهر المناهضة لمنهج التصوف ، ولعل السلبية التي ظل يواجه بها العامة منهج دعاة الظاهر ، مردها ليس منهج الفكر الإرشادي الدعوي المعتمد علي إتقان فنون اللغة والخطابة فحسب ، بل
أيضا ظهور علمائهم الكثيف إبان العهد الإستعماري الأول المعرف (بالتركية السابقة)
في المقابل سلك المتصوفة ما عرف ب ( طريق القوم ) وهو منهج عملي يعتمد التلقين والمشافهة والتربية السلوكية ، بعيدا عن مظان السلطة السياسية وتعقيداتها ، فكان الأيسر قبولا بين العامة من ذوي الحصيلة اللغوية الضيقة .
ذات المنهج سلكه المبشرون في السودان بأسلوب يتفق مع المبادئ الكنسية ، بحيث أمكن القول أن كيانات السودان الموحده ( بكسر الحاء وتشديدها ) كان لها ما يميزها عن سواها في ممارسة عقيدتها التوحيدية ، وبطريقة يمكن إدراجها وتصنيفها ضمن ما يعرف بالثقافة السودانوية .
غير أن هذا التميز الذي ظل حفيظا علي موازين السلم الإجتماعي ، تعرض لهزة عنيفة مؤخرا بعد تفوق دعاة علم الظاهر وإقتران نشاطهم بمراكز السلطة والمال ، إذ مس تفوقهم هذا بطريقة مباشرة ميزان السلم الإجتماعي ، وأبرز لدائرة رد الفعل التعصب العقدي والعرقي الذان إصطحبا رؤية سلبية لمنهج الإستعراب تولد عنه صراع الهوية كانت ( السودانوية ) قبل محاولة إقصائها من قبل دعادة الظاهر وإستغلال قوة الدولة لمحاصرتها ونفيها، لا تترفع عن الحرف العربي كوسيلة تخاطبية تسامحت عليها الكيانات السودانية مستعربة كانت ام غير مستعربة ، وتسربت العربية كلغة تخاطب دون أن يعيقها عائق ، حتي الحرب التي دارت بين الجنوبين وحكومات الدولة المركزية لم توقف إنتشارها ، ذلك لأن الحرب كان طابعها سياسي مطلبي في وجه نظام الدولة المركزية ، ولم تكن حربا ثقافية بمعناها العريض كالحروب الصليبية علي سبيل المثال.
إن علي جيلنا الإنتباه لهذه النقاط ومن ثم العمل علي رتق ثقوبها الظاهرة ، حتي تعود مسيرتنا الشعبية لطابع تعايشها السلمي ، ولإن مهدت إتفاقية السلام أرضية العودة للسلم الإجتماعي ، فذلك لا ينفي أن ما زال نصب ميرات الدولة المركزية قايم يترائ أمامنا ، وكيفما جاءت نصوص الدستور فهي وحدها لن تبني الدولة الفدرالية ولا تقيم موازين العدل ولاتصون حقوقنا المدنية ، ما لم يتبعها حراك مطلبي صادح من المركز والأطراف يعيد الحقوق لإهلها ويبني دولة العدل والمساواة ، يرضاها الجميع ويصطفون للدفاع عنها في وجه كل من يحاول سرقتها بليل

Post: #32
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: ابراهيم على ابراهيم المحامى
Date: 12-29-2007, 05:30 AM
Parent: #31

الاخ محمد الملك
تحية وود موصول
ساعود للمساهمة في هذا النقاش الراقي

*وكنت طلبت في بوست الاخ خالد كمتور في نفس الموضوع ان توحدا البوست تسهيلا للمتابعة والنقاش

ان رأيتم ذلك!

Post: #33
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-29-2007, 05:10 PM
Parent: #32

الأخ الأستاذ إبراهيم ..
لك التحية وكل سنة وأنت طيب ..
مرحبا بك رؤية نافذة ورأيا سديدا..
بالنسبة لإقتراحك ..
بما أن الغاية تصب في المصلحة العامة لامانع لدي ، فقد طرحت ماعندي
وأطمع في الإستزادة بما عند الغير ..
لقد إطلعت علي البوست المعني ووقفت علي رؤية د. الشيخ عمر ..
فقد حوت نقاط عديدة أحاطها مقالي هنا ..
وأضاف معلوما ت هامة وإن غلب عليها الطابع الشخصي ..
لقد أشرت هنا الي الأخوين بريش فيوم الذي تكرم بجلب ورقة الدكتور الموقر وعرضها علينا وعلق عليها الأستاذ عجب الفيا بمداخلة ثرية..
وللأسف قبل أن الحقه برأيي أرشف البوست فاضطررت لفتح هذا البوست ..
إذا وافقني الإخوة الكرام الذين تداخلوا في هذا البوست بآرائهم القيمة حيث لهم فيه مثل ما لي ..
لا مانع من التوحيد خاصة وأنك تكرمت بنقله الي هناك ..
فقط ارجو التكرم بالبحث عن مداخلة الأخ عجب الفيا في بوست الأخ عبد الغني بريش بأرشيف هذا الربع ونقل خط منه الي هناك لتكتمل الفايدة ..
دمت بعافية .

Post: #34
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Elmoiz Abunura
Date: 12-29-2007, 06:38 PM
Parent: #1

Dear Mohamed
Thanks for sharing with us your serious article. I wonder if you can forward the original English version with its footnotes here or to my e.mail
[email protected]

Post: #35
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: ابراهيم على ابراهيم المحامى
Date: 12-30-2007, 04:14 AM
Parent: #34

الاستاذ محمد طه الملك،
تحية وود خاص موصول لك:

اود هنا ان القي ببعض الاراء التي اود من خلالها وضع مزيد من الاضاءات على بعض المواضيع التي تناولتها ورقة الصديق
د. الباقر العفيف، واملي بذلك تحفيز المزيد من النقاش. ولي عودة اخرى.

* تربطني علاقة صداقة جيدة مع الاخ الباقر، وعملنا سويا في قضايا عامة في واشنطن، واذكر انني اول ما حضر الى واشنطن قبل سنتين واكثر كباحث في معهد السلام الامريكي، استضفته في منزلي مع عدد من الاخوة المثقفين والمهتمين بالشان العام، حيث قدم لنا عرضا لورقته هذه، واذكر ان النقاش حولها استمر حتى بعد منتصف الليل. وكانت بحق من امتع الجلسات الثقافية التي استضفتها. وهذا يعكس حال موضوع الهوية وتعلق المثقفين به.

*اعتقد انه لا تجوز القسوة الاكاديمية التي حاسب بها البعض الورقة ومؤلفها. ولو عنّّ لي ان اقول رأي في هذه النقطة فانا اعتقد ان ورقة الباقر يصعب التعامل معها كورقة اكاديمية كلاسيكية تلتزم اصول البحث والكتابة الاكاديمية التي يعرفها دكتور الباقر جيدا. وهي بذلك في راي ورقة مناقشة مكتوبة بشكل جديد ، واحتوت على الكثير من القضايا الخلافية اكثر من محاولتها اثبات شئ ما او نفيه.

* الورقة تشابه الى حد بعيد مؤلف فرانز فانون المعروف، وهو كاتب اسود من الجزر الكاريبية، استنكر فيه تقمص العديد من السود وتشبههم بالبيض واقترافهم من ثقافاتهم، وهنالك تشابه بين عنوان ورقة الباقر وعنوان كتاب فانون باسمBlack people , White Masks اناس سود باقنعة بيضاء. وقد اقتفى دكتور الباقر خطى فرانز فانون ورسم على هيكل كتابه ، وهذه مسألة جائزة لا غبار عليها اكاديميا، رغم انني كنت افضل لو ذكر الاخ الباقر ذلك في ورقته ومدى تأثرها بذلك.

* الاستشهاد بقاموس ويبستر هو نقطة ضعف اساسية انطلقت منها الورقة ووضعت اسسها الاولى التي انطلقت منها، وكان الاجدى الاستشهاد برموز المؤلفين الاوائل والمحدثين الذي تناولوا موضوع شائك مثل موضوع الهوية وتعقيداته.من هؤلاء المحدثين اذكر الخبير في قضايا الهوية ورائدهم اريك ايريكسون ERIK ERIKSON الذي قال عنه all pervasive but vague
وصمويل هنتنجتون المعروف لدى الجميع، وغيرهم.

* اوقعت عملية اللجوء لذلك القاموس المؤلف في خطأ فظيع حيث ارتكن الى مسالة الجينات حيث قال انها (تماثل الخصائص الجينية) هذه وضعت صعوبات جمة امام بحث المفترض فيه انه بحث اجتماعي وثقافي يسيبرفي اغوار المجتمع وخصائصه الاجتماعية والثقافية، لا الجينية!

* لعل موضوع الهوية من المواضيع الشائكة ولا نهاية له، ولا مهرب منها ايضا، و قد يرجع هذا لديناميتها ايضا-ربما- ، ولكنها لا تخلو من مفارقات مضحكة ومبكية احيانا، فمثلا في عام 1996 قام الكاتب المنظر الاجتماعي اليهودي ليون ويسلتير Leon Wieseltier بتاليف كتاب "ضد الهوية" Against Identity استنكر فيه اهتمام واعجاب المثقفين بموضوع الهوية. ولكنه سرعان ما عاد في عام 1998 وألف كتاب باسم كاديش Kaddish مجد فيه هويته اليهودية!!!!!

* واختلف مع الاخ الباقر في الاتي:
*رغم ان الباقر يرتكز في ورقته على نقد هذه الهوية العربية الاسلامية المستلبة او التي احتال عليها السودانيون، واننا منكورين والمركز لا يعترف بنا كعرب، الا انه لم يوضح لنا رايه في الشق الثاني من هذه الهويةوهو الشق الاسلامي منها، فهل اسلام السودانيون مجرد زيف ايضا وليس حقيقي، ويحتاج السودانيون الى اسقاط هذا القناع ايضا حتى يتعافون؟ خاصة وانه قال ان النوبيين نجحوا في ايقاف الاسلام وزحفه.

* ردد د. الباقر مقولة من سبقوه دون تمحيص وهي: مقولة ان العرب هاجروا الى السودان دون نساء اي رجال فقط ، حيث قال( فالشماليون يعيشون في عالم منشطر ، فمع انهم يؤمنون انهم ينحدرون من "اب عربي" و"ام افريقية" فانهم يسحون بالانتماء الى الاب الذي لا يظهر كثيرا في ملامحهم، ويحتقرون الام الظاهرة ظهورا واضحا في تلك الملامح)
وقد سبقه فرانسيس دينق في ترديد هذه المقولة حيث ذكر في كتابه دينامية الهوية ، ترجمة جادين ص 22 ما يلي( وبما ان العرب بشكل عام، قد وفدوا الى البلاد بدون نسائهم، والاسلام لا يسمح بزواج المراة المسلمة من غير المسلم، فقد كان التزاوج في اتجاه واحد فقط)
هذا الكلام قلت فيه للاخ الباقر في تلك الجلسة انه تاريخ خاطيئ ظل الناس يتناقلونه دون وعي ويرددونه في كتاباتهم ويبنون عليه نظريات خطيرة مثل هذه. فالمعروف ان عرب الجزيرة العربية كانوا يهاجرون بنسائهم مسلمين كانوا ام في العهد الجهلي، هذا من ناحية. ثم ان التاريخ البشري لم يذكر واقعة واحدة لهجرة رجالية فقط Men Exodus الا في عهود قبل الميلاد في بعض روايات الانجيل. لذلك يصعب البناء على هذه الحقيقة خاصة ونحن نعرف وندرس طبائع القبائل العربية التي هاجرت للسودان، فهم هاجروا بنسائهم ومتاعهم وكل شي بحثا عن فرص حياة اوفر او بحثا عن امن. واذا كان القانون الاسلامي يمنع المسلمة من زواج المسيحي النوبي كما قال فرانسيس ، فان العربي المسلم احتفظ بزوجته العربية المسلمة وتزوج مثنى وثلاث من النوبيات ، وهذا بالطبع جائز جدا، ناهيك عن احتمال زواج نوبيون اسلموا من عربيات مسلمات.وهكذا تصاعدا اكتملت عملية الاختلاط بدرجات متفاوتة.

* ورغم ان دكتور الباقر مؤخرا ردد قولتي في ان التاريخ لم يشهد هجرة رجالية فقط الا ان هذه المقولة لم تؤثر في نتائج بحثه في شيء.

*وتؤكد على ذلك شهادة غيليود التي اوردها من ان الجعليين والرباطاب والشيقية كانوا خاطف لونين بما يعني بني brown skin او اسمر auburn مما يرجح اصلا ان عملية الاختلاط لم تؤثر كيرا في اللون الاصلي للنوبيين والذي يماثل لون الاثيوبيين اليوم وفي الماضي.

* مقولة الباقر بوجود مركز للهوية يملك فرمانات للموافقة على الانتماء من عدمه هي مقولة خطيرة وليس لها اساس. فالمركز الامريكي الذي ذكره في مقابل الهامش الياباني او الصيني او الالماني هي مقارنة غير سليمة حيث تلعب الجغرافيا والتاريخ التي شكلت الشعب الامريكي دورا كبيرا في تشكل مركز للقومية الامريكية قوامه الرجل الابيض وطبقته الوسطى وديناته الانجليكانية ، وكذا.... فالياباني -الامريكي هنا تتم مقارنته بالامريكي الابيض داخل الحدود الامريكية فقط، خاصة ما يتعلق بولائه للوطن في ظروف الحرب. هذا لا ينطبق في حالة السودان فهو يريد قياس عروبة السودانيين بعروبة الخارج ، اي خارج الحدود الجغرافية والتاريخية وهي مقارنة معيبة لاغراض الدراسة. فالسعودية او الجزيرة العربية ليست هي السودان، ولا تجمعهم جغرافية واحدة ولا قارة واحدة ، وينطبق هذا على اليمن ولبنان. هذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى فان هذا المركز الذي حدده الباقر بالجزيرة العربية ودول الخليج والهلال الخصيب هو نفسه غير ثابت ومتفاوت في عروبته، وتعاني اجزاء منه مشاكلا في الهوية ايضا.
فمثلا _وقد ذكرت له هذا- داخل السعودية المركز العربي للسودان (افتراضالاني لا اؤمن بوجود مركز اصلا) هو نجد اي النجديون ، وما عداهم في نظرهم مخلطين، او عقاب بحر، هؤلاء النجديون والسعوديون عموما ينظرون الى الحضارمة واهل اليمن على انهم مركز العروبة القحة، ويفخرون بالتزواج منهم.
واذا ذهبنا الى اليمن نجد ان اليمنيين يحبون السودانيين ولا يعيبونهم بلونهم الاسمر ويزوجونهم بسهولة ايضا.

اما الشام وبلاد الهلال الخصيب فهي تعاني من تعقيدات جمة في الهوية وصلت حد الاحتراب في لبنان والعراق وهذه مسالة لا تخفي على احد، حيثاختلطوا بالاكراد والاتراك والاشرويين والفينيقيين وغيرهم. فاللبنانيون مثلا لا زالوا يطالبون بالانسحاب من جامعة الدول العربية ، وبها حركة لا زالت تطالب بالرجوع الى الفينيقية، فيجب ان ننتبه ان العنصرية التي واجه بها اللبنانيون اللاجئين السودانيين والتي احتفت بها المنابر الاسفيرية ليس منبعهاالعروبة وانما الدعوة الفينيقية ورفضهم للعروبة ايضا. لذلك تخف المسالة قليلا في دمشق عاصمة الشام، وتلاحظ مدى ترحابهم بالسودانيين.

* عرب السودان في اعتقادي هم نتاج للتاريخ والجغرافية التي يمتاز بها السودان على خلاف هذه الدول العربية الاخرى، والعروبة خشم بيوت ايضا، فعرب المغرب العربي لا يشابهون عرب الخليج، وعرب الكويت مثلا كلهم تخليطات ايرانية، وعرب الشام والعراق ولبنان وفلسطين لا تشابه عروبة الخليج والجزيرة العربية باسرها، وعروبة مثر هي اياضا فريدة مثل الحالة السودانية. نسبة لهذا التميز اتسم السودانيون داخل الكيان العربي الواسع هذا بالتفرد، فمثلا اذا كنت في طائرة تحلق في الفضاء او في مطار ما وتحدث اليك عربي يعرف من اول وهلة انك سوداني، ولن يستطيع احد ان ينسبك الى منطقة اخرى طالما كانت اللغة عربية.

*رغم ان الباقر يقر في بداية ورقته بان الهوية عملية دينامية ومستمرة الا انه سرعان ما غادر هذه الحقيقة ، اذا ظل يحاول ان يثبت السودانيين في محطة القرن السادس الميلادي ملغيا بذلك الف وخمسمائة سنة من السيرورة والحركة الاجتماعية والدينية والسياسية التي تغير كثيرا في هوية اي شعب. وان لم تكن الهوية متغيرة لاصبحت مصر هي جمهورية الفراعنة الى اليوم، ولاصبحت البيرو هي مملكة الانكا الى اليوم.

* على الصعيد الاجتماعي الهوية متغيرة وغير ثابتة ايضا حتى في اطار العائلة الواحدة ناهيك عن الدولة او الوطن، فمثلا لناخذ عائلة السيناتور براك اوباما الذي هو من اب كيني/ افريقي/ مسلم/ وام امريكية/ بيضاء/ وزوجته امريكية سوداء. أوباما ربته عائلته على انه اسود، ووهو اسود اجباريا حسب القانون الاجتماعي الامريكي الذي يقول لو كانت بك قطرة دم سوداء فانت اسود،او If you go black don't come backفهو لذلك اسود دون خيار >
واذا كانت والدة اوباما البيضاء لها اخوات واخوان فهم عائلات بيضاء. لاحظ في عائلة واحدة مرموقة تجد هويات بيضاء وسوداء. وتجد مسلمين ومسيحيين. واذا افترضنا ان بنت اوباما تزوجت رجلا ابيض فما هو مصير او هوية ابنائهم....وهكذا اذن المسالة ليست مستقرة .

*مشكلة الورقة كما لخصها الاخ دكتور عوض حامد في جلسة النقاش التي اشرت اليها اعلاه هي انها تريد ان ترسل كل الشعب السوداني الى المصحة العقلية للعلاج، وقد وافق الاخ الباقر على هذا الوصف وقال هذا ما يود ان يفعله بالضبط.

* في اعتقادي ان السودانيون هم سودانيون ومركز ثقافتهم عربي اسلامي لكل هذه الظروف المعروفة،ولهم هويات فرعية كثيرة ولهم مزاياهم التي تميزهم عن الاخرين وتجعلهم متفردين في هذا الانتماء دون ما مقارنة او تشابه.

* اخيرا الورقة تجاهلت -وهي تنصح بالاعتراف بالام الافريقية- ان تشرح لنا ما معنى هذه الافريقيةاو الافريقانية، وهل فعلا كانت تلك الام افريقية بالمعنى الذي نعرفه اليوم ؟
هذا ما اود ان ارجع اليه فيما بعد.

وشكرا
ابراهيم






Post: #36
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-30-2007, 12:32 PM
Parent: #35

الأستاذ إبراهيم ..
لك التحية ..
شكرا علي هذه الإضافة الثرية لمحاور النقاش ..
فقد حوت رؤيتك نقاط جوهرية حول دراسة صديقك الموقر د. الباقر له منا التقدير والإحترام ..
Quote: لعل موضوع الهوية من المواضيع الشائكة ولا نهاية له، ولا مهر بمنها ايضا، اوقد يرجع هذا لديناميتها ايضا

نعم ..
دينامية الهوية يصعب تصبيبها وحبسها ..
فهي متلازمة مع حركة المجتمع ..
دللت عليها بمثال من واقع الحياة الإجتماعية حيث الأسرة تشكل نقطة البداية في تحورات الهوية ..
Quote: على الصعيد الاجتماعي الهوية متغيرة وغير ثابتة ايضا حاتى في اطار العائلة الواحدة ناهيك عن الدولة او الوطن، فمثلا لناخذ عائلة السيناتور براك اوباما الذي هو من اب كيني/ افريقي/ مسلم/ وام امريكية/ بيضاء/ وزوجته امريكية سوداء. أوباما ربتع عائلته على انه اسود، وايضا اجباريا حسب القانون الاجتماعي الامريكي الذي يقول لو كانت بك قطرة دم سوداء فانت اسود، If you go black don't come backفهو لذلك اسود دون خيار >
واذا كانت والدة اوباما البيضاء لها اخوات واخوان فهم عائلات بيضاء. لاحظ في عائلة واحدة مرموقة تجد هويات بيضاء وسوداء. وتجد مسلمين ومسيحيين. واذا افترضنا ان بنت اوباما تزوجت رجل ابيض فما هو مصير او هوية ابنائهم....وهكذا اذن المسالة ليست مستقرة .

ولعلي أجد فيما ذكرته أدناه إضافة هامة ..
Quote: ردد د. الباقر مقولة من سبقوه دون تمحيص وهي: مقولة ان العرب هاجروا الى السودان دون نساء اي رجال فقط ، حيث قال( فالشماليون يعيشون في عالم منشطر ، فمع انهم يؤمنون انهم ينحدرون من "اب عربي" و"ام افريقية" فانهم يسحون بالانتماء الى الاب الذي لا يظهر كثيرا في ملامحهم، ويحتقرون الام الظاهرة ظهورا واضحا في تلك الملامح)
وقد سبقه فرانسيس دينق في ترديد هذه المقولة حيث ذكر في كتابه دينامية الهوية ، ترجمة جادين ص 22 ما يلي( وبما ان العرب بشكل عام، قد وفدوا الى البلاد بدون نسائهم، والاسلام لا يسمح بزواج المراة المسلمة من غير المسلم، فقد كان التزاوج في اتجاه واحد فقط)
هذا الكلام قلت فيه للاخ الباقر في تلك الجلسة هو تاريخ خاطيئ ظل الناس يتناقلنون دون وعي ويرددونه في كتاباتهم ويبنون عليه نظريات خطيرة مثل هذه. فالمعروف ان عرب الجزيرة العربية كانوا يهاجرون بنسائهم مسلمين كانوا ام في العهد الجهلي، هذا من ناحية. ثم ان التاريخ البشري لم يذكر واقعة واحدة لهجرة رجالية فقط Men Exodus الا في عهود قبل الميلاد في بعض روايات الانجيل. لذلك يصعب البناء على هذه الحقيقة خاصة ونحن نعرف وندرس طبائع القبائل العربية التي هاجرت للسودان، فهم هاجروا بنسائهم ومتاعهم وكل شي بحثا عن فرص حياة اوفر او بحثا عن امن. واذا كان القانون الاسلامي يمنع المسلمة من زواج المسيحي النوبي كما قال فرانسيس ، فان العربي المسلم احتفظ بزوجته العربية المسلمة وتزوج مثنى وثلاث من النوبيات ، وهذا بالطبع جائز جدا، ناهيك عن احتمال زواج نوبيون اسلموا من عربيات مسلمات.وهكذا تصاعدا اكتملت عملية الاختلاط بدرجات متفاوتة.

ولعل أجمل تلخيص ساخر ومعبر ما أوردته هنا علي لسان الدكتور عوض ..
Quote: مشكلة الورقة كما لخصها الاخ دكتور عوض حامد في جلسة النقاش التي اشرت اليها اعلاه هي انها تريد ان ترسل كل الشعب السوداني الى المصحة العقلية للعلاج، وقد وافق الاخ الباقر على هذا الوصف وقال هذا ما يود ان يفعله بالضبط.

غير أن جراحة الدكتور الباقر القيصرية هذه لن تأتي إلا بمولود إن لم يكن ميتا فمعوق ..
لإنها ببساطة لا تضع بالا لحركة المجتمع وقانون التقدم الإجتماعي الذي يلعب دورا مقدرا في تحورات الهوية ..
وقد شبه عالم الإجتماع ( بليز بسكال ) فكرة ذلك القانون وأثره في تطور الحياة الإجتماعية وتواصلها وإستمرارها بين الأجيال ، بشخص يعيش الي الأبد ليجمع المعرفة بإستمرار ..
معا لمزيد من القراءة ..
لك تقديري .

Post: #37
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: ابراهيم على ابراهيم المحامى
Date: 12-30-2007, 07:07 PM
Parent: #36

الاخ الملك
تحياتي
اولا اسف للاخطاء الطباعية الكثيرة التي احتوتها مداخلتي ، الظاهر تعبت من القعدة وصعب علي مراجعتها

ساحاول تصحيحها ما امكن
ولي عودة

Post: #38
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: ابراهيم على ابراهيم المحامى
Date: 12-30-2007, 07:40 PM
Parent: #37

فوق

Post: #40
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد جميل أحمد
Date: 12-30-2007, 11:10 PM
Parent: #38

العزيز محمد علي طه الملك ... تحياتي ، وكل عام وأنت بخير
قراءة ورقة الباقر العفيف بموضوعية عقلانية هو ما يمكن أن يعيد موضعتها بعيدا عن التأويلات الآيدلوجية المركبة ، والتي لا تخلو منها الورقة بالطبع . أعتقد أن الباقر العفيف كان مهجوسا بقضية اللون ـ مجرد اللون الأبيض ـ ففي قضية المركز الذي يضم الهلال الخصيب والجزيرة العربية سنجدأن أهل الهلال الخصيب ـ خصوصا اللبنانيون والسوريون ـ هم أشبه بشعوب البحر المتوسط كالأتراك ، واليونانيين منهم بأهل الجزيرة العربية ؟ وسنجد أننا أمام أدلوجة تجعل من البياض معيارا دوغمائيا مغلقا للهوية. فالذي يجمع بين اللبنانيين والسوريين من ناحية وأهل الخليج من ناحية ثانية هو اللون ـ على تفاوته ـ بخلاف اللغة التي تجمع أهل الخليج واللبنانيين والسوريين والشماليين السودانيين في غالبيتهم ...؟ ثم أين تقع مصرأو المغرب العربي من ذلك المركز مثلا ؟
هناك الكثير من الأسئلة المعلقة والتي تحتاج إجاباتها إلى سبر وفحص . فمثلا ما ذا عن التخلف والإنحطاط الفكري والمعرفي والأخلاقي الذي يعيشه العرب عرب المركز ؟ والذي يتجلى في مقولات مجتمعات غارقة في درك عميق من التخلف كمجتمع الخليج العربي وخصوصا السعودية ـ كيف يمكننا أن نجعل من مقولات شعبوية عن السودانيين ـ الشماليين تحديدا ـ بأنهم عبيدا أو ليسو عربا ـ كيف نجعل منها معيارا لنفي إمكان العرق العربي في دماء الشماليين مثلا ، وهل مجرد تلك المقولات الشعبوية العنصرية المتخلفة كافية لسلب الظن بإمكان عرق عربي ـ ونحن هنا نطرح قضية العرق كإفتراض ولا نؤسس عليها أوهاما ـ لمجرد كونها مقولات شعبوية ؟ صحيح أن تلك المقولات تصلح لنفي اللون الأبيض الصافي عن الشماليين ـ وهذا يمكن أن نعرفه من متابعتنا للمسلسلات المصرية مثلا ـ دون أن نتجشم عناء العيش في السعودية لندركه ، لكنها أي تلك المقولات لا تنفي إمكان العرق العربي ومايتحايث معه من لغة وعادات وتقاليد في الشماليين مثلا . وهنا مربط الفرس الذي يهرب منه العفيف ، فهو يريد أن يخلق اقترانا شرطيا مطلقاومتماثلا(دون أي سند معرفي) بين خصائص العروبة ـ المتجاوزة للون أحيانا كما في الشماليين ـ وبين اللون الأبيض الناصع البياض ، حتى ولو كان هذا اللون الأبيض يملك هوية مختلفة في اللغة والتقاليد كهوية الأكرادوالبربر والأقباط مثلا ؟
وهناك الكثير من النقاط التي تحتاج إلى توقف في ورقة الباقر العفيف . سأعود إليها

Post: #39
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: abdelwahab hijazi
Date: 12-30-2007, 10:27 PM
Parent: #1

.


الأخ الأستاذ إبراهيم علي
السلام عليكم ورحمة الله،

قلت:

Quote: الورقة تشابه الى حد بعيد مؤلف فرانز فانون المعروف، وهو كاتب اسود من الجزر الكاريبية، استنكر فيه تقمص العديد من السود وتشبههم بالبيض واقترافهم من ثقافاتهم، وهنالك تشابه بين عنوان ورقة الباقر وعنوان كتاب فانون باسمBlack people , White Masks اناس سود باقنعة بيضاء. وقد اقتفى دكتور الباقر خطى فرانز فانون ورسم على هيكل كتابه ، وهذه مسألة جائزة لا غبار عليها اكاديميا، رغم انني كنت افضل لو ذكر الاخ الباقر ذلك في ورقته ومدى تأثرها بذلك.


عداك العيب والله.
لكن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب وإنما على أن استعمال العفيف "لمنهج" فانون ناقص ومبتسر كما سبق وأن أشرت في موضع آخر. إذ أن فانون يحسب ضمن مدرسة التبعية والتي لها تفسير متكامل للنظم الاقتصادية والاجتماعية المحلية والدولية. ولعلاقة هذه بتلك. كما أنها المدرسة التي عمّقت المفاهيم حول فكرة المركز والهوامش. ولديها تفسير لخدمة علاقات الإنتاج على مختلف مستوياتها لهذا المركز. ولكن أنظر إلى د. الباقر العفيف كيف طفف الكيل. فهل استطاع العفيف إلى الإشارة إلى الكيفية التي يستفيد منها المركز المفترض من تبعية الهامش "السوداني" له؟ للأسف لم يفعل!


وقلت أيضاً:

Quote: *مشكلة الورقة كما لخصها الاخ دكتور عوض حامد في جلسة النقاش التي اشرت اليها اعلاه هي انها تريد ان ترسل كل الشعب السوداني الى المصحة العقلية للعلاج، وقد وافق الاخ الباقر على هذا الوصف وقال هذا ما يود ان يفعله بالضبط.


تذكرني هذه المقولة بما ظل يُردد في الفكر السياسي من قول لأحد أصحاب النظريات والذي استفاد كثيراً من البنية الأساسية لأحد سابقيه بأنه وجد (فكر) فلاناً مقلوباً فعدله.

لو قيل الزعم أعلاه لأي عاقل، أي أن أحدهم يزعم أنه يرى الأمور كما ينبغي وأن "نصف" شعب كامل عليه أن يذهب إلى المصح العقلي. فلا شك لدي أن الرد كان سيكون: أعدلوه يرحمكم الله.



.

Post: #41
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Elmoiz Abunura
Date: 12-31-2007, 00:32 AM
Parent: #1

Dear Abdelwahab
You wrote
لكن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب وإنما على أن استعمال العفيف "لمنهج" فانون ناقص ومبتسر كما سبق وأن أشرت في موضع آخر. إذ أن فانون يحسب ضمن مدرسة التبعية والتي لها تفسير متكامل للنظم الاقتصادية والاجتماعية المحلية والدولية. ولعلاقة هذه بتلك. كما أنها المدرسة التي عمّقت المفاهيم حول فكرة المركز والهوامش. ولديها تفسير لخدمة علاقات الإنتاج على مختلف مستوياتها لهذا المركز. ولكن أنظر إلى د. الباقر العفيف كيف طفف الكيل. فهل استطاع العفيف إلى الإشارة إلى الكيفية التي يستفيد منها المركز المفترض من تبعية الهامش "السوداني" له؟ للأسف لم يفعل!

Although I agree with your main idea, but I don't think Bagir Alafif used Frantz Fanon methodology, his argumentation line on the identity is related more to Henry Louis Gates Jr of Harvard
Regards

Post: #42
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: ابراهيم على ابراهيم المحامى
Date: 12-31-2007, 04:35 AM
Parent: #41

[B]Black Skin, White Masks[/B]
From Wikipedia, the free encyclopedia

Black Skin, White Masks Author Frantz Fanon

Black Skin, White Masks is a 1952 book written by Frantz Fanon originally published in French as Peau noire, masques blancs.

In this study, Fanon uses psychoanalysis[/B] and psychoanalytical theory to explain the feelings of dependency and inadequacy that Black people experience in a White world. He speaks of the divided self-perception of the Black Subject who has lost his native cultural originality and embraced the culture of the mother country.

* عندما سالت الاخ الباقر عن مدى تاثره بفرانز فانون اكد لي انه يتبع هيكله في التحليل والكتابة.
* انظر عنوان كتاب فانون Black Skin, White Masks ثم انظر عنوان الباقر متاهة قوم سود ذو ثقافة بيضاء، ولاحظ التشابه
* ثم انظر الكلمات التي بالبنط العريض اعلاه في ستجد:
فانون يستخدم منهج السايكوانليسيسpsychoanalysis[/ في تحليلمدى تاثير الاستعمار على السود، و مثله فعل الباقر تمامافي شرح مدى استلاب السودانيين بالعرب او الهوية العربية واللهث ورائها....

* فانون يتناول تجربة السود في مجتمعات بيضاء ومدى تاثير الاستعمار عليهم ، والباقر يتناول تجربة السودانين في عالم عربي كامل.

* فانون عندما يتحدث عن تجربة السود يتحدث عن انشطار في تصور السود لانفسهم لانهم فقدوا ثقافتهم الاصلية وتبنوا ثقافة اخرى (ثقافة الدولة الام) والباقر استخدم نفس الوصف النفسي (انشطار النفس) وتزعها بين عالمين احدهما السوداني والثاني هو العربي اي بين الاب العربي والام الافريقية السوداء.

* فانون جعل معظم كتابه- والذي هو اصلا تجميع لخطب ومقالات كتبها- حول اللون باعتباره الدالة الكبرى على الهوية، والعنصر الفعال في ايقاظ هؤلاء السود من حالة الاستلاب التي وقعوا فيها. اما الباقر فواضح ان جل ورقته تركزت على دلالا اللون الاسود ونظرتنا له، حتى كادت ان تصبح ورقة في نظرة العرب للون الاسود....

* لم اقرأ لهنري لويس جيتس ولكن باجراء بحث بسيط لا اعتقد انه كناقد تناول مواضيع مثل التي تناولها فانون.
فرانز فانون تسيطر عليه فكرة الاستعمار وتاثيره على السود ومدى استلابهم ، لذلك تركزت جميع كتابته في هذا النحو
ويتضح مدى تاثر الباقر في ورقته بفكرة الاستلاب هذه رغم انها استعمار خفي في نظره...
ونواصل

Post: #43
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-31-2007, 01:01 PM
Parent: #42

الإخوة الكرام الأساتذة ..
محمد جميل ..
عبد الوهاب ..
المعز ..
إبراهيم ..
ومن سبقوهم من العقد الفريد ..
أسمحوا لي وأنتم تنثرون كناناتكم الفكرية وتزيدوني إشتهاء..
أن أرفد البوست بمداخلة الإستاذ عجب الفيا في بوست سابق ..
إذ نوه بدوره لأثر ( فرانز فانون ) ومنهجه علي دراسة د. الباقر. فضلا عن تناوله الدراسة من جانب آخر جدير بالإطلاع .
Quote: Agab Alfaya
التاريخ: 13-12-2007, 02:26 م


Quote: أزمة الهوية في شمال السودان
متاهة قوم سود... ذوو ثقافة بيضاء

لفت نظري أن عنوان البحث فيه شيء من عنوان كتاب فرانز فانون : " بشرة سوداء .. أقنعة بيضاء "
Black Skin, White Masks
يحلل فيه سيكلوجيا وسيسلوجيا الاستلاب الذي حدث ويحدث للشعوب السوداء من قبل المستعمر صاحب الثقافة الغربية البيضاء . ولا ادري ان كان كتاب فانون ضمن هوامش البحث ام ان ذلك حدث اتفاقا عن طريق توارد الخواطر بسبب تشابه الظاهرتين.

,,,,,,

Black Skin, White Masks is a 1952 book written by Frantz Fanon originally published in French as Peau noire, masques blancs.
In this study, Fanon uses psychoanalysis and psychoanalytical theory to explain the feelings of dependency and inadequacy that Black people experience in a White world. He speaks of the divided self-perception of the Black Subject who has lost his native cultural originality and embraced the culture of the mother country. As a result of the inferiority complex engendered in the mind of the Black Subject, he will try to appropriate and imitate the cultural code of the colonizer. The behaviour, Fanon argues, is even more evident in upwardly mobile and educated Black people who can afford to acquire the trappings of White culture. Originally formulated to combat the oppression of black people, Fanon's insights are still influential today, being utilized by various groups such as the Palestinians, the Tamils, the Irish, African Americans and others, and used in their struggle for cultural and political autonomy. Fanon presents both historical interpretation and underlying social indictment

http://en.wikipedia.org/wiki/Black_Skin%2C_White_Masks


متاهة قوم سود.. ذوو ثقافة بيضاء

لفن نظري ان العنوان تقريري بمعنى انه يحتوى على حكم مسبق ومحددا سلفا ولا فكاك منه .
فتعبير "متاهة" يجعل المشكلة تبدو وكانها وجودية /انطلوجية بلا نهاية ، وليست مجرد ازمة وقتية لها ظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية بحيث يمكن معالجتها بتوفر الظروف التي تخلق وعيا مغايرا بالذات وبالأخر .
تعبير "متاهة" يجعل سكان شمال السودان المعنيين أصلا بهذه الورقة كانما محكوم عليهم ابدا بحكم تكوينهم الاثني الخلاسي ان يعيشوا في هذه المتاهة الابدية التي لا مفر لهم منها كابطال التراجيديا اليونانية الذين يستسلمون لقدرهم بلا امل في الخلاص .
متاهة قوم سود00 ذوو ثقافة بيضاء 00شمال السودان

هل الثقافة العربية ثقافة بيضاء ؟
سؤال قد يبدو مستغربا بل مستنكرا لاول وهلة بحكم واقع الحال ، ولكنه لدي التحقيق والحفر تتضح وجاهته .
هنالك شواهد كثيرة في التاريخ تشير الى الاصل الاسود للعرب .
في نقاش حول بحث الدكتور البافر العفيف لفت نظرى الاخ الجمهوري ابراهيم عبد النبي الى حديث " بعثت الى الاسود والاحمر " فسره الصحابة بان الاسود العرب والاحمر العجم . فقد كانت العرب تقول للابيض احمرا كما هو الحال في اللهجة السودانية حتى وقت قريب كنا نقول للرجل الابيض احمر وذلك قبل طوفان الاعلام والفضاء.
وعزز الاخ ابراهبم وجهة نظره بان اشار الى كنية السيدة عائشة بالحميراء .وما هذه الكنية الا لكونها بيضاء اللون وسط غالبية من السمر .

بعد فترة من ذلك وجدت ان الدكتور عبدالله الطيب يستند على ذلك الحديث في القول بالاصل الاسود للعرب وذلك في سياق رده على من ينكر على الجعليين عروبتهم .
غني عن القول ان الدكتور عبد الله الطيب من انصار العروبة الصرفة ولكنه كباحث له افكار وقراءات يمكن الافادة منها كثيرا في توطين خصوصية الهوية السودانوية .
يقول : *

" .. ورب منكر على الجعليين وغيرهم من بني عمومتهم أهل السودن عروبتهم لسواد ألوانهم وليس هذا شيء . اذ لم يكن العرب في ماضي امرهم بيضا . ولعل سمرتهم كانت أدنى الى السواد لقوله ص انه بعث للاسود والاحمر . فقالوا الاسود عني به العرب والاحمر العجم .
واحسب ان من اعرقت فيهم أماء الروم والنبط واختطلتت بهم أنساب البيزنطيين وغيرهم هم الذين غلب عليهم البياض ... ومن أعرقت فيهم دماء الهند والزنج والحبشة غلب عليهم السواد ...
ويغلب على الظن ان ألوان أهل مكة ومن حولهم أيام البعثة كانت كثيرة مختلطة ، يدلل على ذلك تفسير الاحابيش فقيل ان السواد كان فيهم فاشيا (اي اهل مكة ) كالذي رايت من صفة بني جمح ، ومنهم كان أمية بن خلف من كبار الملأ وقالوا كان افصح من النضر بن الحارث .
وكان عمر أخضر ، اذ في وصفه في اللسان انه كان أدلم أدعج . وفي الحديث : " فجاء رجل أدلم فاستاذن على النبي ص قيل هو عمر بن الخطاب . وكان سيدنا ابو بكر أبيض. وكان سيدنا على آدم . "
والادلم والادم بمعنى واحد اي الاخضر .
بل ان الدكتور يورد شواهد من الشعر يهجو فيها الشعراء بعض العرب لبياض الوانهم .
يقول :
" ... عقيل بن علقة، ابي ، مصاهرة بعض ابناء بني امية لبياضهم وقال :

رددت صحيفة القرشي لما أبت أعراقه الا احمرارا

وهجا ذو الرمة بني امريء القيس بالبياض فقال :

تسمى امرؤ القيس بن سعد اذا اعتزت وتأب السبال الصهب والآنف الحمر

وحين هجا شاعر ، بني جمح لسوادهم . قال حسان يمدحهم :

أو من بني جمح الخضر الجلاعيد

فجعل سوادهم خضرة والخضرة من ألوان العرب .
قال الفضل بن العباس اللهبي :

وأنا الاخضر من يعرفني أخضر الجلدة من جنس العرب
من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلوا الى عقد الكرب

وقال ابن الرومي يفضل العلويين وكانت الخضرة اغلب على ألوانهم في %C

آمل أن يكون النقل قد جاء سليما ..
فأحيانا يتمرد ( الماوس ) فيقدم ويؤخر الكلمات ..

Post: #44
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Elmoiz Abunura
Date: 01-01-2008, 00:26 AM
Parent: #1


UP

Post: #45
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: abdelwahab hijazi
Date: 01-01-2008, 01:28 PM
Parent: #1

.



الأخ أبو نورة،
سلامات وكل عام والجميع بخير،
رغم أن الأخ إبراهيم قد كفاني الرد فيما يتعلق بعلاقة كتابة العفيف بفانون إلا أن لديّ بعض الزيادة وهي أن فانون سبق هنري لويس قيت (جونيور) بزمن بعيد. وفانون نفسه بالمناسبة يمكن أن يكون قد أخذ الفكرة العامة ممن سبقه خلال كفاح السود بالدول الغربية، لا سيما خلف الأطلسي. ولكنه على أية حال - كما سبق وأن ذُكِر - كان قد استشهد "بحالات" صحية خلال عمله بالجزائر والذي انتهي بطرده عام 1956 حيث التحق بعدها بحركة التحرير الجزائرية. ولعله كان رائداً في ذلك.
ما أعبناه على د. الباقر العفيف في هذا الصدد هو أنه لم يشر إلى فانون - أو غيره إن شئت - رغم أنه استعمل ذات المنهج. بينما رد الأمر إلى فرويد وغيره وهو ذات ما فعله فانون قبله. وسأوافيكم بالاقتباسات لاحقاً إن شاء الله. ولعل العفيف قد تنبه إلى أنه إن أشار إلى فانون ربما يواجه ذات الانتقادات التي وجهت إلى فانون. وأقول لعل.
الأهم بالنسبة لي – مرة أخرى- أن نقد العفيف لظاهرة التهميش والتخلف في السودان سطحية ومتخلفة هي نفسها. وقد ذكرتُ ذلك في موضع آخر وسأمسك عن التكرار. بل أنه يلوم "الحركات المسلحة في دارفور" أنها لا تأخذ الأمر كذلك.


مرة أخرى كل عام وأنتم بخير للجميع.

.

Post: #46
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Elmoiz Abunura
Date: 01-01-2008, 06:31 PM
Parent: #1

Dear Abdelwahab
I wish you have a happy new year, and independence day
You wrote

الأهم بالنسبة لي – مرة أخرى- أن نقد العفيف لظاهرة التهميش والتخلف في السودان سطحية ومتخلفة هي نفسها. وقد ذكرتُ ذلك في موضع آخر

I do agree with above statement. This is one of my major reasons for not accepting the argument that Dr. Alafif's used the dependency approach of Frantz Fanon which also addressed the mjor issues of the exploitive nature of the center, or the metrople,class conflict, ethnic conflict, gender conflict, economic inequality, and the role of the elites of the former colonies in exploiting their own peoples. Watch the videos made by Dr. Gates on Africa, particularly his simplistic reflection of the Afro- Shirazi identity of some Swahili people of Zanzibar and you will see the similarity between Dr. Gates apparoach, and Dr. Alafif's methodology. I was surprised that I didn't find any reference in Dr. Alafif's references and end notes in his original English paper of Frantz Fanon, or Henry Gates.

Attached Dr. Alafif's onclusion , and footnotes:









Conclusion


We have mentioned that Northerners believe that they are descendants
of an Arab father and an African mother, and that they identify with the
father and reject the mother. To the average Northerner, the mother
symbolizes the Southerner within, and unless Northerners accept their
mother, and identify with her, they will not accept Southerners as their
Al-Baqir al-Afif Mukhtar
45
equals. Recognition of the long denied African component within the
Northern self, and accommodation of the long suppressed African mother
within their identity, are the prerequisite for Northerners to recognize and
socially accept Southerners as a little bit different but equals.
The problem of the war could be resolved through cessation of the
South from the North. This could probably solve the Southern problem with
the North, but will not solve Northerners’ identity crisis. It is obvious now
the crisis of identity in the North has reached its peak, and the equilibrium
started to swing again. Questions about identity have been posed, and
Northerners have to make a choice; to continue to lurk in the margin or to
create a center of their own, to continue to be second rate Arabs, or to try to
be first rate Sudanese. Cultural and political entrepreneurs are split between
those who suggest a construction of a new identity that enables Northerners
to see the world through their eyes, and those who are defending the status
quo.
However, destabilizing the old identity is the point of departure for the
construction of a new identity, and exposure of the paradoxes of the old
identity is essential for the purpose of destabilization. This is what this paper
set to do.
Notes
1 The term Northern Sudan here does not designate the geographical North, but rather the
ideological North, whose geographical confinements are limited to the Muslim, Arabicspeaking,
central riverain Northern Sudan.
2 Oedipous’ words in Sophocles’ play Oedipous Tyranous, in Antony D. Smith, National
Identity, (England: Penguin Books, 1991), 2.
3 See Address to the United Nations Human Rights Commission in Geneva by Dr. John
Garang on March 24, 1999, News Article by UNHR on March 27, 1999.
4 Francis M. Deng, War of Visions: Conflict of Identities in the Sudan, (Washington,
D.C.: The Bookings Institution, 1995).
Al-Baqir al-Afif Mukhtar
46
5 Ibid., 4.
6 Philip Babcock Gove, Webster’s Third New International Dictionary of the English
Language Unabridged, (ed.) (London: G Bell & Sons Ltd, 1959).
7 David Laitin, “A Theory of Political Identities”, in Identity in Formation: the Russian
Speaking Population in the Near Abroad, (Ithaca and London: Correll University Press,
1998).
8 David L. Sills International Ensyclopaedia of Social Sciences, ed. (The Macmillan
Company & the Free Press, 1968), 7, 61.
9 Ibid.
10 Maurice R. Stein, Arthur Virdich, & David M. White, Identity & Anxiety, eds. (New
York: Free Press , 1960).
11 Laitin, “A Theory of Identities”, 13.
12 Ibid., 20.
13 Deng, War of Visions, 1.
14 Julius Ground & William L. Kolb (ed.) A Dictionary of Social Science, London:
Tavistok Publications 1964, 314.
15 Sigmond Freud, The interpretation of Dreams, trans. J. Starchy, (London: Allen &
Unwin, 1945), 150.
16 J. P. Seward, “Learning Theory and Identification”, Journal of Genetic Psychology,
84, (1954), 202.
17 Sigmond Freud, Group Psychology and the analysis of the Ego, trans. J. Starchy,
(London: The International Psychological Press, 1922), 65.
18 M. Scheler, The Nature of Sympathy, (London: Routledge & Kegan Paul, 1945), 18,
19.
19 Laitin, “A Theory of Identities”.
20 Ibid., 14.
21 Erik H. Erikson, Identity: Youth and Crisis, (New York: Norton, 1968), 19-23
22 H. M. Johnson, Sociology: A Systematic Introduction, (New York: Harcourt, Brace,
1960), 128.
23 Laitin, “A Theory of Political Identities”.
24 George A. De Vos, “A Psycho-cultural Approach to Ethnic Interaction in
Contemporary Research", in Marthsa E. Bernal and George P. Knight, ed. Ethnic
Identity: Formation and Transmission among Hispanic and other Minoroties, (Albany:
State University of New York Press, 1993), 235-68.
25 Laitin, "A Theory of Identity".
26 Ibid., 18.
27 Charles Taylor, “The Politics of Recognition”, in Amy Gutmann, ed., Multiculturalism
Examining the Politics of Recognition, (Princeton, New Jersey, Princeton University
Press, 1994), 25.
28 Laitin, “A Theory of Political Identities”, 21.
29 Ibid.
30 Ibid., 23.
31 Ibid., p. 22.
32 Ibid., p. 23.
33 Ibid.
Al-Baqir al-Afif Mukhtar
47
34 Erikson, Young Man Luther, New York: Norton, 1958.
35 Erikson, Identity: Youth and Crisis, 19-23
36 Laitin, "A Theory of Identities", 17-18.
37 Ibid.
38 Taylor, "The Politics of Recognition".
39 Ibid., 25.
40 Ibid.
41 The writer attended this meeting which took place after a Friday prayer in 1990, in
Martin Luther King Hall at Aston University in Birmingham. Most of those who attended
the meeting were members of the National Islamic Front (NIF).
42 Many of my informants contested the title of my research on grounds that Northerners
are not black, but brown, and accused me of being influenced by the "western" color
concept.
43 A Sudanese joke says that a Northerner, who is very dark and has very soft and straight
hair, was taking a taxi in Syria, and was chatting in Arabic with the Syrian taxi driver.
After a while the taxi driver said to his passenger: “Are you from Senegal? ”. The
offended Northerner directed the driver's attention to his (the passenger's) soft hair
saying: “ Do you think this is wig?".
44 An average chap in the North usually seeks to get a white or light skin girl with a soft
long hair. Girls also prefer light skin boys.
45 Janice Boddy, Wombs and Alien Spirits, Women, Men, and the Zar Cult in Northern
Sudan, ((Wisconsin: The University of Wisconsin Press, 1989), 64.
46 The Northerners' use of the word akhdar instead of aswad is probably an effect of the
Arabic culture. The early Arabs used the word akhdar to describe people of
unquestionable nobility whose color, for one reason or the other, was black. An example
of these is al-Fadl ibn 'Abbas ibn 'Abdel Muttalab ibn Hashim ibn 'Abd Munaf. He is said
to have got the black color from his grand mother. He said about hiself: "I am the akhdar
(green) for those who know me, my skin is akhdar but I am a son of an 'Arab noble
home". See Abduh Badawi, al-Shura' al-Sud wa khasaisuhum fil-shi'r al-'Arabi, (Cairo:
1973), 93.
47 The use of chemical creams that lighten dark color is widely spread among young girls
in the North. The side effects that these creams caused have recently become a matter of
concern in the local newspapers and among Sudanese discussion groups in the Internet.
For a detailed description of the local methods used by brides in Northern Sudan to soften
and lighten their skin color see Boddy, Wombs and Alien Spirits, 64-65.
48 Deng, War of Vision, 5.
49 Ahmed al-Shahi, “Proverbs and Social Values in a Northern Sudanese Village”, in Ian
Cunnison and Wedny James eds., Essays in Sudan Ethnography, (London: C. Hurst &
Company, 1972), 97.
50 'Awn as'Sharif Qasim, Qamus al-Lahja al-'Amiyyah fi-s-Sudan, (Cairo: 1985), 298.
51 Boddy, Wombs and Alien Spirits, 64.
52 It is observed that probably all the earlier generations of Northern Scholars who studied
in the west, and who married European or America women, got married to white women.
Al-Baqir al-Afif Mukhtar
48
Neither my informants nor myself know of a single case where one of them got married
to a black woman. Even among the younger generations the vast majority is married to
white women, and very few of them married black women.
53 Because marriage between Muslim women and non-Muslim men is forbidden in Islam,
Northerners, in case of Europeans, usually accept the nominal Islam declared by the
individual before marriage is conducted.
54 Mohamed Ahmed Mahgoub, Democracy on Trial, Reflections on Arab and African
Politics, (Cheshire: Andre' Deutsch, 1974), 59.
55 This period is from independence in 1956 until the end of the second democracy in
May 1969. During this time "Arabism" was the undeclared identity and ideology of the
governments. However, starting from May 1969, governments took "socialist" and then
"Islamic" identities and started to take sides with their allies in the Arab countries. For an
elaborate discussion of Sudan's foreign policy, during these eras see Mansur Khalid's
Nimeiri and the Revolution of Dismay, (London: Boston Routledge & K., 1985); The
Government they Deserve: the Role of the Elite in Sudan Political Evolution, London /
New York: Kegan Paul International 1990).
56 Mahgoub, Democracy on Trial, 136.
57 R.S. O’Fahey, Arabic Literature of Africa, the writing of Eastern Sudanic Africa to c.
1990, (Leiden, New York, Koln, E. J. Brill, 1994), xi.
58 For more information about the White Flag League of 1924 see Yushiku Kurira, Ali
Abdel Latif and 1924 Revolution: Researching the Origins of the Sudanese Revolution,
trans. Majdi al-Na'im, (Cairo: Center for Sudanese Studies, 1997). For more information
about the unionist movement see Khalid, the Governemet they deserve; Mahgoub,
Democracy on Trial.
59 Although I have not so far come across a study of this phenomenon, it is widely
observed.
60 Abdellahi Ali Abrahim, al-Thaqafa wal-Dimogratiyya fil-Sudan, (Cairo: Dar al-Amin,
1996), 31.
61 Ibid., 30.
62 Ibid., 31.
63 Al-Sharif Zein al-'Abidin al-Hindi, see end note 131.
64 Abdella al-Tayeb, in the Sudanese Studies Association triennial Conference in Darham
in 1990.
65 Salah Ahmed Ibrahim, a well known statement.
66 Al-Sadiq al-Mahdi, Interview, Masarat Jadida, (Cairo: 1998), 171.
67 Mohammed Omer Beshir, Revolution and Nationalism in the Sudan, (Barnes and
Noble, 1974), 2-3.
68 Lloyd A. Binagi, The Genesis of Modern Sudan: An Interpretive Study of the rise of
Afro-Arab Hegemony in the Nile Valley, A.D. 1260-1826”, Ph.D. Dissertation, (Temple
University, 1981), 3-4.
69 Abd el-Fatah Ibrahim el-Sayed Baddour, Sudanese Egyptian relations, (The Hague:
Martinus Nijhoff, 1960), 17.
70 Ibid.
71 William Y. Adam, Nubia Corridor to Africa, (Prenciton: N.J.: Prenciton University
Press, 1977).
Al-Baqir al-Afif Mukhtar
49
72 R. S. O'Fahey and J. L. Spaulding, Kingdoms of the Sudan, (London: Methuen & Co
LTD, 1974), 15.
73 Ibid., p. 31.
74 Ibid, p. 30.
75 Ibid., p. 30.
76 Ibid., p. 31.
77 Ibid., p. 28.
78 Muhammad Ibrahim Abu Salim & Jay Spaulding, Some Documents from Eighteenth-
Century Sinnar, (Kartom: Kartoum University Press, 1992), 8.
79 There are many theories trying to explain the Funj conversion to Islam. One theory is
that they did it out of fear of the Turks who eventually invaded and destroyed the
kingdom. Another theory maintains that they did it in response to a persuasion from the
'Abdallab, their Muslim allies. For more information see R. S. O'Fahey and J. L.
Spaulding, Kingdoms of the Sudan, 31-33.
80 Islam, of course, reinforced the use of Arabic, for the Muslim population "held Arabic
in great esteem for religious reasons". See R. S. O'Fahey and J. L. Spaulding, Kingdoms
of the Sudan, p. 31.
80 Ibid., p. 31.
81 Ibid., p. 75.
82 Ibid., p. 86.
83 Laitin, "A Theory of Political Identities".
84 Ibid., 40.
85 Muhammad Ibn Jarir al-Tabari, Tafsir al-Tabar: Jami' al-Bayan 'An Ta'wil 'Ulum al-
Qur'an, ed. Mahmoud Mohammad Shakir, (Cairo: Dar al-Ma'arif, no date), vol. 8, 104.
86 Yusuf Fadl Hasan, The Arabs and the Sudan from the Seventh to the Early Sixteenth
Century, Edinburgh: EUP, 1967), 146.
87 It is known that Muslims purify themselves by washing their limbs and faces five times
a day in preparation for prayer. The idea is that in prayer you will stand in front of God,
and therefore you should be pure. The physical washing of the limbs is a means to and a
symbol of the moral and psychological washing of sins committed through these limbs,
by the mouth, the tongue, the ear, the eye and the nose. The process of purification
includes worship, doing good and abstaining from evil.
88 See The Qur'an, 33:33.
89 Aya (verse) 103 in sura (section) 16 says: "And the tongue of whom they wickedly
refer is foreign 'A'jamiyyun and this is a clear pure Arabic tongue (lisanun 'Arabiyyun
Mubin).
90 C. G. Seligman and Brenda Z. Seligman, Pagan Tribes of the Nilotic Sudan, (London:
Routledge & Kegan Paul ltd., First published in 1932, Revised 1965), XVIII.
91 J. S. Trimingham, The Christian Approach, 25.
92 Heather J. Sharkey, Colonialism and the Culture of Colonialism in the Northern Sudan,
Ph.D. Dissertation, (Princeton: Priceton University, 1998), vol. 1, 40.
92 Deng, War of Visions, 4.
93 Sharkey, Colonialism and the Culture, vol., 1, 40- 58.
94 Ibid., 34.
95 Ibid., 34.
Al-Baqir al-Afif Mukhtar
50
96 Ibid., 35.
97 Ibid., 40.
98 Paul Doornbos, "On Becoming a Sudanese", in Tony Barnett and Abbas Abdelkarim,
eds. Sudan: State, Capital and Transformation, (London, New York, Sydney: Croom
Helm, 1988), 100 &101.
99 99 Sharkey, Colonialism and the Culture, vol., 1, 34.
100 'Abduh Badawi, al-shu'ara' al-sud wa khasa'isuhum fi-l Shi'r al-'Arabi, (Cairo, 1973),
223-4.
101 John Hunwick, West Africa and the Arab World: Historical and Contemporary
Perspectives, (Accra: Ghana Academy of Arts and Sciences, the J. B. Danquah Memorial
Lectures, series 23 Febryary 1990, 1991), 2.
102 'Abduh Badawi, al-shu'ara' al-sud, 223-4, in Hunwick, West Africa and the Arab
World, 12.
103 This story is common place knowledge in the Muslim world.
104 B. Lewis, "The African Diaspora and the Civilization of Islam", in M. I. Kilson & R.
I. Roteberg, The African Diaspora (Harvard University Press, 1976), 48-9.
105 Ibid, p. 7.
106 Abduh Badawi, al-Sud wal-Hadara al-'Arabiyya,(Cairo: al-Hay'a al-Masriyya al-
'Amma Lil-kitab, 1976), 22.
107 Hunwick, West Africa and the Arab World, 1990, 6 & 7.
108 Ibid., p. 5.
109 Ibid., 5.
110 Ibn Khaldun, The Muqaddimah, trans. Franz Rosenthal (2nd edn, Princeton University
press, 1967), i, 186-9. Cited in John Hunwick, West Africa and the African World, 6.
111 Badawi, al-shu'ara' al-sud, (Cairo: 1973), 223-4, in Hunwick, West Africa and the
Arab World, 11 & 12.
112 Ibid., 108.
113 Ibid., 6.
114 Ibid., 6.
115 Badawi, al-Shu'ra al-Sud, 31.
116 Badawi, al-Sud wal-Hadara al-'Arabiyya, 23.
117 Carolyn-Fluehr-Lobban, “A Critical Anthropological review of the Race concept in
the Nile Valley”, a paper presented at the Fourth International conference of Sudan
Studies at the (American University in Cairo, 1997), 5.
118 Ibid., 5.
119 Abduh Badawi, al-Shu'ra al-Sud, p.78.
120 Ibid., 42.
121 Ibid., 34.
122 Ibid., 5.
123 Ibid., 111.
124 Ibid., 111.
125 Badawi, al-Sud wal-Hadara al-Arabiyya, 185-186
126 A. Yusuf Ali, The Holy Qur’an, Text, Translation and Commentary, 3rd ed.,
(Cambridge, Massachusetts, Murry Printing Co, 1938).
127 Ibid.
Al-Baqir al-Afif Mukhtar
51
128 Ibid.
129 Ibid.
130 Mahmoud Muhammad Taha, The Second Message of Islam, (Beirut: 1968).
131 Ibid.
132 Teresa Brennan, History After lacan, (London, New York: Routledge, 1993).
133 Deng, War of Visions, 64.
134 Ahmed S. al-Sahi, “Proverbs and Social Values in a Northern Sudanese Village” in
Ian Cunnison and Wedny James, eds., Essays in Sudan Ethnography (London: C Hurst &
Company, 1972), 95.
135 Al-Hindi is the current Secretary General of the democratic Unionist party (DUP
General Secretariat), the minority faction which has split from the mainstream
Democratic Unionist Party led by Muhammad Osman al-Mirghani. This statement was
made in a speech he delivered to a Sudanese audience in London in 1995.
136 W. E. Burghardt Du Bois, The Souls of the Black Folk, Essays and Sketches,
(Chicago: A. C. McClurg & Co, 1908), 3.
137 Al-Tayeb Salih, al-Majala Magazine, issue 78, 18/6/1989.
138 Sharkey, Colonialism and the Culture, vol. 1, 36.
139 In the 19th century the influx of slaves flooded the Northern markets, causing a sharp
fall in the prices of slaves to the extent that as Sharkey puts it "even the humblest families
in the central riverain North were able to purchase a slave or two". Sharkey, ibid., 37.
140 Khalid H. A Osman, The Effendiyya and the Concept of nationalism in the Sudan,
Ph.D. Dissertation, (University of Reading, 1987),122; See also Sharkey, ibid, 71.
141 Deng, War of Vision,






Post: #47
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: ابراهيم على ابراهيم المحامى
Date: 01-01-2008, 08:20 PM
Parent: #46

صحيح ما ذكره الاخ عبد الوهاب
فدكتور الباقر تجاهل الظروف الاقتصادية والاهمال والتهميش الواقع على شعوب السودان كلية
بل هو في الحقيقة يعزو كل شيء الى علل نفسية في دواخلنا ولذلك احدثنا التهميش وميزنا ضد بعضنا البعض
وقتلنا بعضنا لاننا نكره الاخر الاكثر سوادا او بالاحرى نكره انفسنا... هذا ما قاله الباقر العفيف في تحليله النفساني
والذي وجد كل الاختلاف من الجميع

* الاخ المعز كل عام وانت بخير:
عدم اشارة العفيف الى فرانز فانون اشار اليها المتداخلون هنا ومن سبقونا في بوست اخر قبل عامين، وهي مسالة تدعو فعلا الى الاستغراب.
وانا قلت ان الباقر اعترف لي بتأثره بمداخل فانون وهيكله الذي مشى عليه في ورقته. وامسك هنا حتى لا اكرر.

Post: #48
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Tragie Mustafa
Date: 01-01-2008, 08:42 PM
Parent: #47

كل عام وجميعكم بخير
صحاب البوست وزواره.



وان شاء الله قومنا السود ذو الثقافة البيضاء
يخرجوا من هذه (المتاهة)

والتحيه للعلامه الباقر العفيف الذي خج برمة عروبي السودان
مما جر عليه الويلات وصار ناقلا للآخرين وغير مشير لجهودهم
وتأثره بهم ..و...و الخ من لغو الصفوة.





ويا ابو نورة ربنا يشفيك انت وصديقك زول بن زول مما انتم فيه
من تشنج عروبي ووهم فارغ:
Quote: الأهم بالنسبة لي – مرة أخرى- أن نقد العفيف لظاهرة التهميش
والتخلف في السودان سطحية و متخلفة هي نفسها. وقد ذكرتُ ذلك في موضع آخر


ينوبك ثواب جيب لينا ورقته عن التهميش ديك ثاني هنا...
لانها هرت فشفاشكم يا ايتها الصفوة لدرجة تأمر بكري ابوبكر نفسه وحذفه للبوست المتناول لها.....


ستواصل جموع الصفوة التي هبشها د. الباقر في مقتل كما يبدو
محاولات التشكيك في كفأة الرجل ومنهجيته وبالتالي فعالية ومدى مصداقية كتاباتها علميا.....
جموع المهمشين كل يوم يتأكد لها ان هذه الصفوة لم تعد تعبر عنها بتاتا.
واي نقد مهما تلبس بلبوس الموضوعيه هو لم يعد خالي من آثر الاثنيه على تفكير المنظرين.

Post: #49
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: Elmoiz Abunura
Date: 01-04-2008, 02:27 AM
Parent: #1


Dear Ibrahim
Happy New Year, and independence day
You wrote
Quote
الاخ المعز كل عام وانت بخير:
عدم اشارة العفيف الى فرانز فانون اشار اليها المتداخلون هنا ومن سبقونا في بوست اخر قبل عامين، وهي مسالة تدعو فعلا الى الاستغراب.
وانا قلت ان الباقر اعترف لي بتأثره بمداخل فانون وهيكله الذي مشى عليه في ورقته. وامسك هنا حتى لا اكرر.
Having read Dr. Bagir al- Afif's original English paper, I think itis a Scolarly paper. Like other scholarly papers presented to academic institutions in the U.S, Alafif's paper should indicate all the refernces that he used in his Scolarly research including Frantz Fanon and/or Henry Gates
Reards

Post: #50
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: khalid kamtoor
Date: 01-04-2008, 05:33 PM
Parent: #49

الأستاذ/ محمد علي طه

أصدقك القول أن ما منعني من مداخلتك هو إفادتك الوافية الكافية – أقولها هكذا – فأجدني متفقاً معك تماماً فيما ذهبت إليه.. وأتفق مع معظم محاوريك... وبكل صدق فإن إعمالك لهذا الرأي السديد – وإن اعتبرت شخصك غير تابع لمنهج نقدي بعينه – فأنت قد افترعت منهجاً موضوعياً مقبولاً... وقد كان لثراء المداخلات – حتى التي نختلف معها – دور كبير في الاستزادة... وسنعود لك... لك ودي

Post: #51
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: ابراهيم على ابراهيم المحامى
Date: 01-05-2008, 04:14 AM
Parent: #50

حتى لا يقلق أحد من بعض قراء هذا البوست والمتداخلون

نحن هنا لا نطعن في كفاءة الاخ دكتور الباقر الاكاديمية، فهو باحث مشهود له بالكفاءة والجودة، ولذلك استضافته المعاهدالسياسةالدولية، ومؤسسات حقوق الانسان، وقد اجاد اثناء وجوده فيها، ولن يستطيع احد ان يقدح في ذلك.

* الكفاءة الاكاديمية هي مفتاح لتناول اطروحات الكاتب بمناظير موضوعية وادوات تحليلية علمية سليمة بعيدة عن الغرض والاحكام المسبقة، والعواطف.

* جميع الاطروحات الفكرية معرضة للنقد مما يكسبها جودة وشهرة، ويفتح ابوابا جديدة لافكار اخرى مغايرة او مناهضة او مشابهة. وقد تعرضت افكار صمويل هنتجنجتون للنقد والتأويل والهجوم، مثلما تعرض افكار فوكياما وغيرهم من المفكرين السياسيين والاجتماعيين بالضرورة.

* الاشارة الى ان د. الباقر لم يشر الى فرانز فانون لا تطعن في جودة ورقته وعلميتها. فقط كنت اتمنى فقط لو اشار الاخ الباقر لذلك او لمدى تأثره بالمذهب الذي اتبعه فانون ، ولكفاه ذلك شر كثير من النقد.

* عموما اركز في نقدي للورقة من جوانب عدة، اعيد تلخيصها مرة اخرى: وهي اسلوب التحليل النفسي كاداة لمعرفة الهوية او امراضها، المداخيل او المقتربات التي اتبعها الباقر في البحث، سرعة التناول للمعلومات العامة والمتداولة دون تثبت او استخدام مراجع لها، مثل افتراضه لوجود مركز خارجي للعرب، ثم افتراضه لهجرة الرجال العرب دون النساء العربيات للسودان، وهذه اشياء احسبها من روتين المعلومات ،ثم تناوله لانصاف اشياء وتجاهله لانصافها الاخرى مثل تناوله للشق العربي وتجاهله للاسلامي في مكونات الهوية، وتناوله وعزوه لاسباب الحرب لامراض نفسية في قلب الشمالي دون تعرضه للمظالم والاسباب الاخرى التي دفعت الاخر لحمل السلاح.

* عموما الورقة جيدة وممتازة ومحفزة للنقاش شانها شأن جاذبية الموضوع الذي اصبح من ثابتا في موائد نقاشات المثقفين في السنوات الاخيرة.

* واعتقد ان دكتور الباقر عازم وجاد على تحويل افكاره الى اعمال ليرى ثمرتها، وتم تجسيد ذلك من خلال مركز الخاتم عدلان للاستنارة حيث يسعى الباقر وزملاؤه لاجلاء وجهة نظرهم في موضوع الهوية السودانية وتقديمها الى الناس كاحد الاسباب الرئيسية في النزاع في السودان. واظن هذه جدية يحمد عليها غض النظر عن اتفاقنا في ما جاء في ورقته التي انبثقت منها السياسة العملية للمركز.
ونتمنى له التوفيق.

Post: #52
Title: Re: توهان هوية الشمال في مخيلة د. العفيف ( رأي آخر ) .
Author: نصار
Date: 01-05-2008, 05:08 AM
Parent: #1

Quote: ينوبك ثواب جيب لينا ورقته عن التهميش ديك ثاني هنا...
لانها هرت فشفاشكم يا ايتها الصفوة لدرجة تأمر بكري ابوبكر نفسه وحذفه للبوست المتناول لها.....


العزيزة تراجي
الناس هنا بحاولوا يناقشوا ورقة دكتور الباقر بمنهجية و طالما انه الامر كذلك فحتي لو احسسنا بأنهم بتسروا وراء دعوي المنهجية فمن الافضل توجيه النقد لادواتهم او متن تحليلهم و من ثم تحديد الاخطاء في نتاجاتهم.. موش?