ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير يدخلُ الجَــنّــة( ســعدي يوســف )

ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير يدخلُ الجَــنّــة( ســعدي يوســف )


09-19-2007, 04:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1190215363&rn=0


Post: #1
Title: ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير يدخلُ الجَــنّــة( ســعدي يوســف )
Author: MAHJOOP ALI
Date: 09-19-2007, 04:22 PM

ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير يدخلُ الجَــنّــة

ســعدي يوســف








العالَـــمُ كما لا نعرفُــهُ

سعدي يوسف


لو كان لي مصباحُ سيِّــدِنا علاءِ الدينِ واستحضرتُ جِـنِّـيّـاً لقلتُ له : أريدُ ثلاثــةً .
1- جوادَ الريحِ
2- الكتابَ
3- مدفعَ لَــيْــزَرٍ …
ستقولُ لي ( حتماً ! ) : فهمتُ جوادَكَ الطـيّـارَ ، والكتُبَ ؛ المصيبةُ في الـمَـدافعِ …
مدفعُ الليزرْ !
كأنك حضرةُ الجنرالِ ... تومي فرانكس !
*
أوشكتِ الطيورُ تنامُ . عند السورِ أنثى من حمــامِ الدّغْـلِ سوف تغيبُ أيضاً . صار لونُ العشبِ
أزرقَ . في اشتباكِ الأفْقِ والأشجارِ تلتمعُ البحيرةُ ، ماؤها الغسقيُّ في لونِ الرصاصِ . حديقـــتي
ستنامُ … تَـلْـتَـمُّ التوَيجاتُ الرهيفةُ . تَـنْـصُـلُ الألوانُ . آخِـرُ صيحةٍ للبطّ . مِـرآتي قتام .
*
أبداً !
صديقي لم يَقُلْ لي عن جوادِ الريحِ شيئاً . هل تُراهُ ألْحَقَ الأشياءَ بالشعراء ؟ أي بالعنجهيّةِ والحماقةِ …
ربما ؛ لكنني في منتهى العقلِ : الجوادُ الطائرُ = الحلُّ الوحيدُ . ألـمْ أُخبرْكَ ما فعلتْ مطاراتُ العواصمِ
بي ؟ ألَــمْ أُخبرْكَ كيف حُجِـزتُ أياماً ؟ ألم أُخبرْكَ كيف خضعتُ للتحقيقِ في أحدِ المطارات ؟
*
المساءُ أتى …
ولكنّ المساءَ يجيئنا ، في لحظةٍ ، غسَــقاً . كأنّ جلموداً من البازلتِ أســودَ جاءَ مُنقَضّـاً ، ليكتمَنا
ويكتمَ ، في غدٍ ، أنفاسَــنا . ستقودُنا الأحلامُ ، مثلَ الشاءِ ، عبرَ سهوبِها . سنكون موتى أو رُعاةً …
في الـمفازاتِ : الذئابُ تحاولُ الأشجارَ . قد تتسلّقُ الأشجارَ . أينَ مَـفَـرُّنا ؟ في الليلِ ظِــلُّ الليل .
*
أبداً !
صديقي لم يفكِّـرْ في احتمالاتِ الكتابِ ، كأنّــما ذِكْــرُ الكتابِ هو الكتابُ أو الكتابــةُ …
نحن قومٌ لم نؤسِـسْ كي نقومَ .
بلادُنا بُنِيَتْ على رملٍ .
ومن أزهار هذا الرملِ جاءتنا روائحُ سوف تحملُنا بعيداً عن مَـنابتِـنا ، لتلقينا على أرضٍ بلا أرضٍ ، وتسلبَ
آخرَ المخضَـرَّ من أوراقِـنا .
فقــراءُ نحن ؛
بلا كتاب .
*
في الفجرِ ، مُـخْــتَلاًّ ، مع الطيرِ المغامِــرِ بالصّــداحِ الأولِ … استيقظتُ هذا اليومَ ، شأني كلَّ يومٍ .
كانت الغاباتُ نائمةً . وألـمحُ في غصون الكستناءِ أوائلَ الأزهارِ مقفلةً على أسـرارِها . يأتي حمامُ الدّغْـلِ .
والسنجابُ يقفز من أعالي دوحةٍ للتوتِ . ثمّتَ في المطار العسكريّ تحِـطُّ طائرةٌ . أجاءتْ من نواحي البصرةِ ؟
الزيتونةُ اخترقتْ تجاريبَ الشتاءِ ، وفضّـضَـتْ أوراقَـها . هيّـأتُ مائدةً لـمَـن لا يستحقّون المــديح .
*
ولَسوفَ تسألُــني ، أكيداً : والـمَـدافعُ ؟
- أنتَ تعني مدفعَ الليزرْ ؟
* نعم .
- أتصدِّقُ الأخبارَ ؟
أقصدُ هل تصدِّقُ أن شخصاً غافلاً مثلي ، ومرتعشاً ، سيحملُ مدفعاً ؟
* لكنّ نصّكَ قال لي هذا …
………………….
………………….
………………….
نعم !
ولأنني لا أعرفُ التصويبَ ، سوف أقيمُ منصّـةَ الإطلاقِ في نشَـزٍ بِوادي حضرمـوتَ ،
ومن هناك سـآمرُ الجِـنَّ . الـمَـواقعُ ( ألْفُ إحْـداثيّـةٍ منها )ســيُطْـلِـعُـني
عليها الهدهدُ .
الـنيرانُ
( وهيَ أشـعّــةٌ زرقـاءُ )
سوف تدور كالنحلِ…
انتباهاً !
كلُّ مَن طمَسَ الحقيقةَ صارَ في الـمَرمى …
انتباهاً !