شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!

شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!


03-01-2011, 02:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=138&msg=1307680969&rn=0


Post: #1
Title: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-01-2011, 02:49 AM

انها واحدة من اعظم مساهمات الراحل المقيم اخينا خالد الحاج
وهو يوثق للتعذيب في السودان عبر هذه الشهادات التالية
من اصحابها وشهودها عبر موقعه ( سودانيات) وهي شهادات مهمة جدا ومفيدة ليست للسودان بل للعالم كله وهي تعرفنا بهذه الفئة المجرمة المتاجرة بالدين والاخلاق والوطنية من كائنات ابدا لا تنتمي الى صنف البشر بل دون صنف الحيوان واضل سبيلا!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





هنا نبدأ...

بالتعاون مع المجموعة السودانية لضحايا التعذيب..
توثيق ونشر ملفات التعذيب في السودان..
من أجل من ماتوا شهداء.. ومن عذبوا ..ومن شردوا..
لن ننسي ولن نجعلهم ينسون...

البداية ....


شهادة الشهيد علي الماحي السخي (فيديو)

http://sudanyat.org/Khalid/Ali_almahi1.wmv
http://sudanyat.org/Khalid/Ali_almahi1.wmv
لنك لحفظ الجزء الأول

http://sudanyat.org/Khalid/Ali.almahi2.wmv
لنك حفظ للجزء الثاني


حاوره الأستاذ / عبد الباقي عبد الحفيظ الريح (المحامي) . "أحد ضحايا التعذيب".

**
تم تقسيم الفيديو لجزئين بناء علي طلب بعض المهتمين ويجدون صعوبة في مشاهدة الفيديو لكبر حجمه وعلي من يجد صعوبة في المشاهدة لبطء في النت تنزيل الملفات وذلك بالضغط علي اللنك بيمين الماوس وإختيار الخيار (Save Target As)

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج21-05-2006, 09:04 PM
All it takes for evil to succeed is for good people to do nothing

http://sudanyat.org/upload/uploading/010.jpgخطاب أ.فاروق محمد إبراهيم الي عمر البشير-
-الجزء الأول

السيد الفريق/ عمر البشير
رئيس الجمهورية-رئيس حزب المؤتمر الوطني
بواسطةالسيد/أحمد عبد الحليم-سفير السودان بالقاهرة
تحية طيبة وبعد
الموضوع:تسوية حالات التعذيب تمهيدا للوفاق
بممبدأ الحقيقة والتعافي علي غرار
جنوب أفريقيا حالة اختبارية
علي الرغم من الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهي الجدية وأسعي لإستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللألاف من ضحاي التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها ولن يكون ذلك طبعا إلا علي أساس العدل والحق وحكم القانون.

إنني أرفق صورة الشكوة التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتأريخ 29/02/1990 وهي تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم ومحكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون.تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم,وأبنائي الطلبة,الذين قاموا بدورهم بنشرها في ذات الوقت علي النطاقين الوطني والعالمي,مما أدي لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها,بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما,وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح وتوالي سقوط ضحاي التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم,منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر,فلا يعقل والحال علي هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين أستبيحت أموالهم ودمائهم وأعراضهم وأرواح ذويهم,هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة كافة حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.
إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر الي 12 ديسمبر 1989 ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الإنتخابات أن الذين قاموا به ليس فقط أشخاص ملثمين تخفوا بالأقنعة وإنما كان علي رأسهم الواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ,وكما ذكرت في الشكوة المرفقة التي تقدمت لكم بها بتأريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منه لعناية اللواء بكري,فقد جابهني اللواء بكري شخصيا وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم,كما قام حارسه بضربي في وجوده.ولم يتجشم الدكتور نافع تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم,عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم وعن زمان ومكان إنعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة,ثم عن مكان تواجد بعض الأشخاص كما ورد في مذكرتي وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأقوال وأفعال أعف عن ذكرها فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول قهوة في نادي الأساتذة.علي كل حال المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية وثبات تلك التهم من ناحية ثانية,يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح نموذجا يتم علي نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب علي قرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقية.
قبل الإسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:
أولا:تم تسليم صورة من الشكوة التي تقدمت لسيادتكم بها للمسؤولين المذكورة أسماؤهم بها وعلي رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج علي بعد أقل من شهر من تأريخ المذكرة.ولو كان هنالك أدني شك في صحة ما ورد فيها-خاصة عن السيد بكري شخصيا- لما حدث ذلك ولكنت أنا موضع الإتهام لا هو.
ثانيا:أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 الي طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلا عن حالة كل واحد منا,تحصلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه,وقد أبدي طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط إستياءهم وإستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق.وكان من بين أفراد تلك المجموعةكما جاء في الشكوة نائب رئيس إتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ/صادق الشامي الموجودان حاليا بالخرطوم ونقيب المهندسين الأستاذ/ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببرطانيةوالدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم وغيرهم ممن تعرض لتجارب مماثلة وهم شهود علي كل ما جري بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ,السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديموقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الإتحادي والسيدان محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب زعيما الحزب الشيوعي وغيرهم كلهم شهود بنفس القدر. وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من غادة المعارضة لنفس نمط التعذيب علي أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكوي مماثاة.
رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد إنتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه فشاهد أثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة.كذلك فعل كثيرون غيره
خامسا: تم إعتقال مراسل الفاينانشيل تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقةعما تعرضت له و ماتعرض له غيري من تعذيب,وعن محادثاته الدامغة مع المسئولين عن تلك الإنتهاكات وعن تجربته الشخصية.
إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة. ومع أن الخطاب يقتصر كما يدل عنوانه علي تجربتي كحالة إختبارية إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج معها حالة موظف الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها وكما جاء في ردي علي دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبد العزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتأريخ 18 أكتوبر 1998 فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة ولم يطلق سراحه الا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وإثنين من أسرته. كان في سبات وصمود ذلك الشاب الهش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيدا لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان.وكان أحد الجنود الأشد قسوة-لا أدري إن كان إسم حماد الذي أطلق عليه حقيقيا-يدير كرباجه علي رقبتينا وجسدينا نحن الإثنين في شبق وفي إحد المرات أخرج بدر الدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعة مذهولا أبكم مكتئبا محطما كسير القلب.ولم تتأكد لي المأساة التي حلت ببدر الدين منذ أن رأيته ليلة مقادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليل 12 ديسمبر 1989 إلا عند إطلاعي علي إحدي نشرات المجموعة السودانية لضحاية التعذيب هذا الأسبوع ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقي من أسرته.فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقي مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة .
أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب علي أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة للتسوية .

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج21-05-2006, 09:05 PM
http://sudanyat.org/upload/uploading/003.jpg


خطاب أ. فاروق محمد إبراهيم الي عمر البشير


الجزء الثاني

الخيار الأول
الحقيقة أولا ثم الإعتذار((والتعافي المتبادل))
بتعبير السيد ((الصادق المهدي))
هذا هو النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقية.إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه.ويحتفظ لدي الكثيرين مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي للسيد عبد العزيز شدو فإنني أعفو بالمعني الديني والأخلاقي عن كل من إرتكب جرما في حقي ,بما في ذلك السيدينبكري ونافع,بمعني إني لا أبادلهم الكراهية والحقد,ولا أدعو لهم إلا بالهداية, ولا أسعي للإنتقام والثأر منهم, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون, وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به رقم المعاناة, وفي ذروة لحظات التعذيب. إن العدل لا يتحقق بموقف الجلاد ولا بمدي بشاعة الجرم المرتكب,وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامي ويرفض الإنحدار لمستنقع الجلادين,فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم.فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدي ندما حقيقيا علي ما إرتكب من إثم, واعتذر إعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامي يكون أقرب الي الإكتفاء بذلك و الي التناذل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به. وبهذايتحقق التعافي المتبادل. وهذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي إرتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.
إنني إنطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخزة بالاثم, أن يعترفا ويعلنا ما إغترفاه بحقي وحق المهندس بدر الدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, أن يبديا أسفا وندما حقيقيا, وأن يعتذرا إعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام وأن يضربا المثل والقدوة لمن قرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب وائتمروا بأمرهم.حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هنالك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل علي نفس المنوال. لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا إعترافه بممارسة التعذيب طالبا مغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي إنقلب علي من أدخلوه وبرروه أن يكون موضعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس والأخرين والإعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسئ إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة. فإن المكر السئ لا يحيق إلا بأهله. إن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلي التقوي. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.
الخيار الثاني
إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب أخر فلا يكون هنالك بديل سوي التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعي للوفاق الوطني علي غرار ما جري في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتهم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضائها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا في شيلي وأندونيسيا والبلقان وغيرها كما إن الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق وعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هناك كما قال المتنبئ العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذي ورؤية جانيه. وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية بما في ذلك مقاضات من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي.ذلك إذا ما إقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.
الخيار الثالث
التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان
ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سو اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها,للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الأن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها,إنني لا أقبل علي مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل علي حل قضايانا بأنفسنا, وكمل علمتم سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع أخرين بفتح بلاغ ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في إتخاذ إجراءات أمر الإعتقال الذ تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمقادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروت التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوي. إنني آمل مخلصا أن تسيروا علي طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل الذيت تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ((الإنقاذ)) أن يعودوا أحرار يشاركون في بناء وطنهم
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد...

فاروق محمد إبراهيم النور
الأستاذ بكلية العلوم -جامعة الخرطوم (سابقا)

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج21-05-2006, 09:06 PM
http://sudanyat.org/upload/uploading/018.jpg

فاروق النور أستاذ جامعي كان يدرس في كلية العلوم بجامعة الخرطوم-روي تجربته في خطاب بعث به إلي رئيس مجلس ثورة الإنقاذ بواسطة مدير سجن كوبر بتاريخ 20/يناير 1990 وقد تداولت أجهزة الإعلام الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمقرر الخاص لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذا الخطاب بشكل واسع 00يروي دكتور فاروق إنه أعتقل في الثلاثين من نوفمبر 1989 أمام مباني الجامعة وأخذ الي رئاسة جهاز الأمن نقل بعدها معصوب العينين الي منزل إتضح فيما بعد أنه مقر لجنة الإنتخابات تعرض فيه الي جميع أنواع التعذيب من الركل والضرب علي رأسه و بالسياط علي جسده ثم نقل إلي مرحاض تغمره المياه حيث قضي ثلاثة أيام دون نوم وبعدها نقل الي حمام مع خمسة آخرين حيث استمر التعذيب ومنعوه الإستحمام والوضوء وأثناء نقله الي الحمام صبوا عليه كمية من الماء المثلج وفي الثامن عشر من نوفمبر نقل الي سجن كوبر مع آخرين منهم المهندس هاشم محمد أحمد مدير عام السكة حديد السابق ومحجوب الزبير رئيس إتحاد العمال والصادق الشامي عضو نقابة المحامين ودكتور حمودة فتح الرحمن ودكتور طارق إسماعيل وكان التحقيق عن مكان وجود آخرين تبحث عنهم السلطات الأمنية وعن إجتماع مزعوم لهيئة أساتذة جامعة الخرطوم وقام بالتحقيق اللواء بكري حسن صالح وقد قال العميد بكري أنه لا يقر مساق المادة التي يدرسها دكتور فاروق ؟؟؟ وطالب فاروق بتقديمه للمحاكمة أما المادة التي يقوم بتدريسها فهذا من إختصاص مجلس أساتذة الجامعة وليس إختصاص العميد بكري الذي لم يصل الي مستوي الدراسة بالجامعة00يعيش دكتور فاروق حاليا فالمهجر بالقاهرة .

**
اللوحات من معرض المجموعة السودانية لضحايا التعذيب

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج21-05-2006, 09:07 PM
http://sudanyat.org/upload/uploading/017.jpg

المصدر/ دموع اليتامة منظمة العفو الدولية 1995 ص 26

((إن التعذيب وسؤ المعاملة أمران ثابتان وملازمان للإعتقال بواسطة أجهزة الأمن في السودان إذ يبدو وكأن الضرب المبرح ونظام التمرينات الرياضية القاسية السائد والوقوف تحت أشعة الشمس تعتبر أساليب معتادة لمعاملة السجناء وقد نشرت منظمة العفو الدولية في أبريل /نيسان 1992 شهادات من سجنوا وإعتقلوا في الخرطوم وضعوا فيها تحت التعذيب وتعرضوا لسؤ المعاملة في كل من رئاسة جهاز الأمن وبيوت الأشباح ووصف أولئك المعتقلون الضرب قبل الإستجواب والكي بقطع معدنية ساخنة وإجبارهم علي التدحرج علي سطوح رملية ساخنة وإرغامهم علي الوقوف دون حراك لمدة أربعة وعشرون ساعة كاملة وينقل المعتقلون الي بيوت الأشباح بطرق تحول بينهم وبين معرفة الأمكنة ومن هذه الطرق حشر المعتقلين تحت مقاعد حافلات صغيرة أو الرقود علي خلفية عربة نقل وتغطيتهم ببطانية قبل إنطلاق العربة ويسلم المعتقلون الي ما يسمي بلجان الإستقبال التي تقوم بضربهم ثم حشرهم في زنازين شديدة الإزدحام في درجات حرارة غير محتملة ولا يسمح للمعتقلين بالاغتسال أو تغيير ملابسهم وينامون علي الأرض ويستعملون أحذيتهم كوسادة للنوم كما لا يسمح لذوي المعتفلين بزيارتهم ))

المصدر/ دورية حقوق الإنسان
/المنظمة السودانية لحقوق الإنسان القاهرة
أبريل 1998 ص 24
Human Right Watch, Behind the Red line, New York,1996,p73

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج21-05-2006, 09:07 PM
مداخلة للأستاذ فيصل محمد صالح قبل سنوات في أحد بوستاتي .

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2005944701aad2a4e6.gif
الصحفي فيصل محمد صالح

واهمون يا صديقي إن ظنوا إن هذا الملف سيقفل للابد
لا مشاكوس ولا ناكورو ولا اي اتفاق آخر يمكن ان يقفل هذا الملف
صدقني ان عشرات الملفات موثقة ومعدة وجاهزة بشهاداتها وشهودها
وكم تمنيت ان أجد نص خطاب بروفيسور فاروق محمد إبراهيم ، هذا الرجل الفاضل والمناضل الوطني والعالم القدير
ففيها وحدها إدانة للجميع ، من شارك في الجريمة ومن سكت عليها ومن أنكرها
لقد كتب الرجل شهادته موثقة بالاسماء واعلن فيها أنه قادم للسودان ومستعدللمثول أمام اي محكمة
وحدد بشجاعة أنه، وهو في هذا العمر والمكانة، تعرض للضرب والتعذيب بحضور تلميذه في كلية العلوم، ثم زميله في سلك التدريس بالجامعة، الدكتور نافع علي نافع ، وبحضور وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح
هناك شهادات محمد محمد خير ، والعميد محمد أحمد الريح، وشرف الدين يس ، وفرقة عقد الجلاد ، وعشرات القصص غيرها
من يصدق ان شخص سوداني يدعي انه مسلم ..يقف أمام رجل فاضل في الخمسين من عمره ..يضع المسدس في جبهته ثم يقول له : أرقص رقصة العروس؟؟؟؟؟؟وليتني كنت أملك تسجيلا حرفيا لإجابة الرجل العظيم الذي أعطى هذا القزم درسا في الأخلاق والثبات واحترام النفس
ألم يضعوا الدكتور طارق إسماعيل دهرا في بيوت الأشباح واروه من التعذيب ما لم يخطر على بال، علما بأنه كان أخصائي جراحة الأطفال الوحيد داخل السودان في ذلك الوقت ، ولهذا السبب رفض أن يفتح عيادة خاصة وتفرغ للعمل في مستشفى الخرطوم ومستشفى سوبا
فكافأوه بالاعتقال والتعذيب
ثم كل هذا كوم والكذب الصراح كوم آخر
كنا في سجن كوبر في مارس 1990 أكثر من مائتي معتقل ...,جلسنا ذات اليوم نستمع للبشير يتحدث في لقاء تلفزيوني خارج السودان...ويسالونه عن المعتقلين فيعتدل في جلسته، يبتسم ثم يرد : معتقلين ....لا يوجد أي معتقل سياسي في السودان ، كان هناك الصادق المهدي ونقد وقد أخرجناهم ووضعناهم في الاعتقال التحفظي في منازلهم...خوفا عليهم من الجماهير!!!!!و
الملف كبير ..والشهادات كثيرة ...,سياتي يومها مهما طال الزمن
وقسما لن ينجو بما فعلوه في مجموعة من خيرة أبناء الشعب السوداني

فيصل محمد صالح
مكاتب الأمن_ سجن كوبر (فبراير - مارس- أبريل 1990)

--------------------------------------------------------------------------------

mohammed22-05-2006, 03:03 PM
للتاريخ ... المجموعة السودانية لضحايا التعذيب
علي العوض

النشأة … التطور … آفاق المســـــتقبل

لا شك ان مولد مجموعة لمناهضة التعذيب والاهتمام بضحاياه يعد مساهمة حقيقية فى مجال الدفاع عن حقوق الانسان بالسودان ويكشف عن حالة حراك للذهنية السودانية فى مواجهة المستجدات وفى تقديرى ان فكرة المجموعة السودانية لضحايا التعذيب لم تنشأ من فراغ او لرغبة ذاتية لعدد محدود من النشطاء انما ولدت فى خضم واقع ماثل يتجسد فى دوران آلة التعذيب الجهنمية دورة كاملة احدثت ضجيج هائل وشروخ عميقة ولحوجة موضوعية تمثل فى ظهور فئة جديدة على الساحة السودانية وهى فئة الناجين من التعذيب فئة لها مشاكلها وقضاياها واحزانها.

حمل الفكرة عدد من الضحايا الذين توافدوا الى القاهرة ولامسوا الكارثة وحجمها المخيف" وصهينة" الحركة السياسية تجاه هؤلاء الضحايا وعدم الالتفات لاوجاعهم والذين كانوا فى حوجة ماسة لكلمة طيبة تعيد التوازن النفسى والبدنى علماً بإن جل الضحايا ممن ينتمون لهذه الحركة السياسية واحزابها ولكنهم حصدوا منها العدم والخيبة وتدثروا بحبال الصبر.

وفى عام 1993 انعقد اول اجتماع للمجموعة بالقاهرة لتداول هذه الفكرة وتجسيدها على ارض الواقع وضم هذا الاجتماع كل من زين العابدين الطيب وعبد الرحمن الزين ومحمد ابوقصيصة وعلى العوض وخلاله تم الاتفاق على تكوين جسم قوى وفعال لمناهضة التعذيب ومساعدة ضحاياه واسرهم وتوثيق حالات التعذيب وملاحقة مرتكبيه بغرض تقديمهم للمحالمة العادلة وفى سبيل ذلك تم تصميم استمارة بحث الحالة بمساعدة مركز النديم وهو مركز مصرى متخصص فى مجال التأهيل واعادة التأهيل لضحايا العنف والتعذيب ويضم كوكبة من الاطباء المصرين النبلاء وفى مقدمتهم د. عبد الله منصور والذين قدموا للمجموعة كل تجاربهم وخبراتهم وفتحوا امامها كل النوافذ للاطلالة على الامل واستعادة بعض من الرحيق. وسيظل هولاء فى ذاكرتى نموذجاً للناس النبلاء ومن خلال تلك الاستمارة تم تجميع كل الضحايا المتواجدين بالقاهرة ومنهم ياسر حامد والفاتح المرضى وحسين حامد ومنال عوض خوجلى والحاجة جاره عثمان وعادل الوسيلة واخرين وتحولوا الى تيم ناشط للمجموعة وبذلوا كل الجهد فى سبيل انجاح الفكرة. كما تم الاتصال بالمنظمات والاحزاب والشخصيات السودانية ايد البعض بشدة وتحفظ واعترض اخرين.

كان تسجيل المجموعة واستكمال وضعها القانونى بمصر مشكلة عصية على الحل فبجانب التردد المصرى كان قانون تسجيل الجمعيات والمنظمات بمصر معقد بالنسبة للمصرين واكثر تعقيداً لغير المصرين وبحضور الاخ عبد الباقى الريح للإجتماعات التمهيدية للمجموعة خلال زيارته لمصر تم تكليفه بمناقشة الفكرة مع الضحايا بالمملكة المتحدة وتسجيل المجموعة بها ولم يُخيب الرجل الاحلام وجعل هذه القضية من اولوياته وبذل كل الجهد والوقت والممكن حتى اكتملت اجراءات التسجيل القانونى ثم انطلق بهمة ونشاط لتوفير مصادر لتمويل المجموعة لتحقيق اهدافها. وسيدون التاريخ باحرف بارزة مجهودات ونجاحات هذا الفارس.

من نشاطات المجموعة القاهرة:-

0- شاركت المجموعة فى مؤتمر نظمته المنظمة المصرية مع نقابة الاطباء المصرية والتى يسيطر عليها تيار الاخوان المسلمون حول التعذيب ودور الاطباء وخلال تلك المشاركة تم كشف ممارسات التعذيب فى السودان بواسطة النظام الذى يدعمه التيار الاخوانى بمصر كما تم كشف دور اطباء الجبهة الاسلامية فى السودان فى التعذيب وتزويرهم لشهادات الوفاة (حالة الطبيب الشهيد على فضل) وبعد المؤتمر تم اللقاء مع مديرة مركز IRCT بالدنمارك وهو مركز متخصص فى التاهيل واعادة التاهيل للناجين من التعذيب ولديه فروع باكثر من عشرين دولة ولقد ابدت تفهمها تعطفها مع القضية السودانية وابدت استعدادها فى التعاون مع المجموعة لعلاج ضحايا التعذيب.

0- اقامت المجموعة معرض بالجامعة الامريكية بالقاهرة يحتوى على رسومات ايضاحية لحالات التعذيب بالسودان وشارك فى اعداد هذا المعرض كوكبة من الفنانين السودانيين، الباقر موسى، محمدسعيد، محمود سيف الاسلام. كما اقيمت ندوة عن التعذيب فى ظل سلطة الجبهة القومية الاسلامية فى السودان تحدث فيها الاستاذ عبد الرحمن الزين محمد.

0- تم نشر وطباعة العديد من البيانات والمناشدات والمذكرات التى تفضح التعذيب وتطالب بإيقافه ومحاكمة مرتكبيه.

0- اقامة يوم بدار اتحاد المحامين العرب للاعلان عن ميلاد المجموعة والتعريف باهدافها ونشاطها.

0- المشاركة فى المؤتمر العالمى للتنمية ضمن NGOs بالمعارض والبيانات والندوات والتى تركزت فى الكشف عن التعذيب واماكنه واساليبة واسماء بعض المشاركين فيه.

معظم هذه الانشطة كانت تتم بواسطة التمويل الذاتى والمحدود من الاعضاء المؤسسين والاصدقاء والمتحمسين وتدار من الشقق المتواضعة والتى يسكن فيها الفقر والرضى والحماسة، مما ازعج السفارة السودانية بالقاهرة فمارست التهديد والوعيد خاصة للسيد زين العابدين الطيب رئيس المجموعة بالقاهرة وقامت اجهزة الامن بالسودان باعتقال شقيقه للضغط عليه.

وفى منتصف عام 1994 تدفق اول دعم للمجموعة بالقاهرة ورغم محدوديته الا انه ساعد فى تأسيس المركز والبدء فى تنفيذ مشروع التاهيل واعادة التاهيل النفسى والبدنى لضحايا التعذيب وفتح افاق واسعة للعمل الدعائى والاعلامى.

لقد واجهت الفكرة صعوبات وعقبات ماكان من الممكن التغلب عليها لولا العمل الجمعى وروح التيم الواحد التى تسربل بها القابضين على الفكرة الا ان اكل العيش وتجاهل مجلس الامناء لإيجاد وضع معيشى يستر الحال دفع بالمؤسسين وجل ضحايا التعذيب لمغادرة القاهرة وبذلك فقدت المجموعة خبرات وتجارب رغم تواضعها كان من الممكن ان تسهم فى تطوير عملها.

قضايا ما بعد التأسيس:-

لاشك ان المجموعة استطاعت ان تقدم الكثير واصبحت مصدر ثقة للعديد من المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية الا ان الطموحات لا تزال بعيدة المنال ولذلك يصبح من المهم دورياً تقيم نشاطات المجموعة خاصة من القطاع العريض من الناجين من التعذيب والمهتمين بهذه القضية،وحقيقة لا تخلو منظمة سودانية من الصراعات الصغيرة والهامشية والطموحات الشخصية المشروعة وغير المشروعة والاخطاء، ولكنها تظل محدودة وفاترة فى ظل الوضوح النظرى والفكرى لفلسفة المنظمة واهدافها واساليب عملها وادارتها وهذا فى تقديرى احد نواقص المجموعة السودانية لضحايا التعذيب وقد لامست نمطين من التفكير داخل المجموعة خلال تجربتى. النمط الاول يرى ان تتحول المجموعة الى مكتب بكادر محدد لادارة نشاطها وتحقيق اهدافها وهو الماثل والنمط الثانى يسعى ان تتحول المجموعة الى حركة وتيار داخل عصب الحياة السودانية المتنوعة لهزيمة ثقافة العنف والتعذيب ونشر ثقافة السلام والمحبة والخير والاخر وهذا هو المشروع الذى سعى الرعيل الاول من المؤسسين لتحقيقه وبذل الجهد من اجله. وفى تقديرى يمثل هذا المشروع افاق المستقل للمجموعة ولا يمكن ان يبدأ الا بمحاكمة مجرمى الحرب والتعذيب فى السودان خاصة وان المشروع السياسى الذى تحاول الحركة السياسية السودانية حكومة ومعارضة وفى ظل توازن حالة الضعف القائمة ان تؤسس له قائم على تجاوز الماضى " عفا الله عما سلف" والتسامح مع القتلة ومحترفى التعذيب، كما ان الاهتمام بضحايا التعذيب خاصة فى المناطق المهمشة ومناطق الحروب واعادة تأهيلهم نفسياً وبدنياً حتى يسهموا فى بناء السودان الجديد ويروا العالم خالٍ من الشرور يمثل التحدى الذى يواجه المجموعة وصدق مسعاها. فهل يقبل القابضين على امر المجموعة على التحدى بالجدية المطلوبة

اللهم اشـــــهد فانى بلغت

علي العوض هولندا

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج22-05-2006, 09:41 PM
http://sudaniyat.net/upload1/uploading/magd1.jpg

محمد أحمد :

سمعت عنه من الزميل علي العوض أول ما سمعت محمد أحمد أحد ضحايا التعذيب في السودان..وقرأت كم إشارة لقضيته في بوستات لشوقي بدري.. سعيت حينها وانا عضو في س.اونلاين الي محاورته ونشر قصته التي تدمي الحجر ولم أفلح..

محمد أحمد طالب في مقتبل العمر ، قصة حية تحكي عن بشاعة الإنسان حينما يصير جلاد مجرد من الإنسانية يرفع الإسلام شعارآ ويخفي حقيقته الهولاكية..

قابلته في السويد وحكي لي بعض من تجربته المؤلمة ولم أقوي علي الإستماع..هو شيء لا يصدق..

طالب صغير السن يجد منشور ويحمله ..تعتقله قوات الأمن لتمارس ضده كل أنواع البطش فقط أذكروا الاسم لأي وسيلة لا إنسانية يمكن أن تمارس ضد إنسان تجدونه قد تعرض لها..
الضرب في الرأس مما سبب له العمى ..إدخال زجاجة في فتحة الشرج ثم كسرها لتبقي الشظايا بالجسد النحيل.. الضرب بالسياط وبقبضة اليد...

هي قصة مؤلمة سيقوم الأخ الدكتور حسن الجزولي بنشرها في كتاب يصدر قريبا
وأنا هنا أذكر فقط بعض القليل لوعد قطعته بعدم التفصيل...
ما زال هذا الإنسان الرائع يعاني الكوابيس ليلآ ويصرخ ألمآ....
.

http://sudaniyat.net/upload1/uploading/magd2.jpg

بدأت رحلة علاجه من القاهرة حيث قامت المجموعة السودانية لضحايا التعذيب بتسفيره من الخرطوم للعلاج.. وانتقل ليكمل علاجه بالدنمارك حيث أجريت له العديد من العمليات الجراحية ولا يزال أمامه مشوار طويل..

إنسان ودود لا تفارقه الإبتسامة والتفاؤل...وننتظر معك يا صديقي محمد أحمد عسي أن لا يطول إنتظارنا.

--------------------------------------------------------------------------------

bayan23-05-2006, 02:50 PM
العزيز خالد

سلام

اتمنى يوما ان يجد كل من عذب فرصة للعدالة
في الدنيا قبل الاخرة..

هؤلاء المرضي يجب ان يجدوا جزائهم.. حتى لا يتكرر ذلك

التحية لكل من مر ببيوت الاشباح..

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 04:42 PM
العزيز خالد

سلام

اتمنى يوما ان يجد كل من عذب فرصة للعدالة
في الدنيا قبل الاخرة..

هؤلاء المرضي يجب ان يجدوا جزائهم.. حتى لا يتكرر ذلك

التحية لكل من مر ببيوت الاشباح..

العزيزة بيان
تشكري يا دوك واللهم آمين.
شخصيآ سأظل أصرخ وأصير صوت من لا صوت له ما قدرني الله
وسأجعل هذا البوست يحوي كل حالة تعذيب تعرض لها شريف
ولن أيأس من أمل يتملكني أن سيأتي يوم يدفع فيه كل من أجرم في حق الشعب
السوداني الثمن.

تحياتي.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 04:44 PM
الشهيد عبد المنعم سليمان

اعتقل الشهيد في مطلع ديسمبر 1989
في 21 يناير 1991 استشهد الاستاذ عبد المنعم سليمان
العمر 60عاما
من الرعيل الاول للمعلمين السودانيين
احد القادة البارزين لنقابة المعلمين
اعتقل في مطلع يناير 1989 واقتيد الى احد بيوت الاشباح حيث تعرض برغم كبر سنه لاسوأ انواع التعذيب الوحشي وهو مصاب بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين
في اواخر ديسمبر 1989 تقرر نقله الى سجن كوبر .
في 16 فبراير 90 تقرر ترحيله لسجن شالا في غرب السودان والذي لا تتوفر فيه ابسط مقومات الرعاية الصحية وعلى الرغم من اعتراض السلطات المختصة في سجن كوبر على ترحيله الا ان الاجهزة الامنية رفضت ذلك
تم ترحيله ضمن مجموعة من المعتقلين في اول ابريل 1990 م
في سجن شالا ساءت حالته الصحية وتعرض لنوبات متكررة من اغماءات السكر وفقدان البصر
نقل الى مستشفى الفاشر حيث بقى تحت عناية طبية شحيحة ، وقرر القومسيون الطبي بالفاشر ضرورة ترحيله للخرطوم وذلك في مايو 1990 ، الا ان السلطات الامنية ظلت تماطل هذا القرار
نقل في سبتمبر 1990الى مستشفى السلاح الطبي وبقى تحت المراقبة الطبية الدقيقة ومن ثم قرر اطباء السلاح الطبي سفره الى الخارخ للعلاج
الا ان السلطات الامنية قررت فجأة في يوم 18 نوفمبر 1990 إرجاع جميع المعتقلين السياسين المرضى الى سجن كوبر
في حوالي الساعة الثانية من صباح 21 يناير 1991 بدأ الشهيد عبد المنهعم سلمان يشعر بصعوبة في التنفس والم بالصدر ، قام الاطباء المعتقلون بمعاينة حالته وهم :
د. عبد المنعم حسن الشيخ
د. سعد الاقرع .
د. حمودة فتح الرحمن
ولما لم يكن متوافرًا أي اجهزة طبية او أي دواء داخل السجن ، فلم تكن الجهودة التي بذلوها مثمرة ، فقام المعتقلون بإخطار ادارة السجن عن طريق الصياح والمناداة على الحراس والضرب على الابواب الحديدية لاقسام السجن بالايدي والحجارة ولكن دون جدوى ، حيث كان المعتقل المخصص للسياسيين مفصولا عن الادارة وكان مكانه بعيدًا عن حراس السجن والذين حال البرد الشديد دون ان يستمروا في طوافهم العادي فوق سور السجن
ولم تفتح ابواب السجن ( الداخل ) الا في الساعة السادسة صباحًا حيث كان الشهيد قد اسلم الروح قبلها بدقائق معدودة
المرضى الذين تم تحويلهم مع الشهيد ضمن السلاح الطبي :
د. خالد حسين الكد ، مريض بالقلب – قرر القمسوين الطبي سفره في سبتمبر 1990 .
عقيد (م) مبارك فريجون ، مريض بالسكر .
محمد الامين سر الختم ، مريض بالقلب ، قرر القمسيو ن سفره في سبتمبر 1990
حسين شقلبان ، مصاب بقرحة المعدة والتهاب البنكرياس ثم تم استئصال جزء من معدته
د. محمد حسن باشا ، ربو متكرر ويحتاج لاكسجين باستمرار .
ابراهيم الخليل ، قرحة بالمعدة اجرى عملية في اكتوبر 1990
د. معاز ابراهيم ، قرحة في المعدة – التهاب الركبتين .
د. حمودة فتح الرحمن ، التهاب الركبتين مع عدم القدرة على الحركة .
عمر الامين، قرجة بالمعدة .
ورفض الاطباء المعالجون مبدأ إرجاع المرضى خاصة الاستاذ الشهيد عبد المنعم سليمان
ولكن قائد السلاح الطبي اللواء محمد عثمان الفاضلابي ، قرر تحمل المسئوليين تنفيذ قرارات السلطات الامنية وتم ترحيل الشهيد مع ( 11 ) معتقلا اخر الى سجن كوبر ، ووضعوا في احد الاقسام العادية دون توفير أي متطلبات للرعاية الطبية .
دخل المرضى الذين تم تحويلهم بما فيهم الشهيد عبد المنعم سلمان في اضراب عن الطعام لمدة يوم بتاريخ 20 نوفمبر 1990 ، ورفعوا مذكرة جماعية لسلطات السجون ووزير الداخلية ، يؤكدون حوجتهم للرعاية الطبية بالسجن حيث كان المكان المعد لاقامتهم خاليًا حتى من ماء الشرب العادي ولا يوجد اطباء او ممرضون ولا توجد ادوية على الاطلاق
ولما لم تستجب السلطات لنداءات المرضى قرر بقية المعتقلون السياسون في كل اقسام السجن الاضراب والاحتجاج على وضع المرضى ورفعوا مذكرة للسلطات
نفذ الاضراب لمدة ثلاثة ايام ، ونتج عن ذلك الاضراب ان اخذ الى بيوت التعذيب عددًا من المعتقلين واعيدوا مرة اخرى الى سجن كوبر بعد ان تم تعذيبهم وتعرضوا للحبس الانفرادي ومن بينهم د. حسين حسن موسى ود. معاذ ابراهيم
ولما بدأ الشهيد يحس بوطأة المرض وتدهور حالته الصحية بدأت المطالبة بضرورة نقله للمستشفى للعلاج ومتابعة الفحوصات ، ورفع في هذا الخصوص ثلاث مذكرات شخصية اخرها كان بتاريخ 14 يناير 1990 أي قبل
اسبوع واحد من استشهاد ه ، والتقى مدير السجن بالانابة ( العقيد حجازي ) لمرتين شارحًا له حرج موقفه الصحي وكذلك قدم ( الدكتور امير) طبيب السجن تقريرًا لحالة الشهيد وقام برفعه لادارة السجن
الا ان ادراة السجن تجاهلت كل ذلك و كذلك جهاز الامن
حاول الاطباء المعتقلون جهودهم في شرح الموقف الصحي للمرضى الذين تم نقلهم من السلاح الطبي – حيث قدموا تقريرًا وافيًا لكل حالات المرض مع التركيز على حالة المعلم الشهيد عبد المنعم سلمان

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 04:51 PM
العميد (م) محمد أحمد الريح :

انا النزيل العميد(م) محمد احمد الريح الفكى ابلغ من العمر اثنين وخمسين عاماً تم القبض على بواسطة سلطات جهاز الامن فى مساء يوم الثلاثاء 20 اغسطس 1991 من منزلى، واجبرت على الذهاب لمبانى جهاز الامن بعربتى الخاصة وعند وصولى انتزعوا منى مفاتيح العربة وادخلونى مكتب الاستقبال وسألونى عن محتويات العربة وكتبوها امامى على ورقة وكانت كالاتى:-
1- طبتجة عيار 6.35 اسبانية الصنع ماركة استرا
2- 50 طلقةعيار6.35 بالخزنة
3- مبلغ 8720 دولار امريكى
4- فئات صغيرة من الماركات الالمانية
5- خمسة لستك كاملة جديدة
6- اسبيرات عمره كاملة لعربة اوبك ديكورد
7- انوار واسبيرات عربة تويوتا كريسيدا
8- دفتر توفير لحساب خاص ببنك التجارة الألمانى بمدينة بون
9- ملف يحتوى مكاتبات تخص عطاء استيراد ذخيرة واسبيرات
كل المحتويات المذكورة عرضت على فى مساء نفس اليوم بواسطة عضو لجنة التحقيق التى قامت بالتحقيق معى المدعو النقيب عاصم كباشى وطلبت منه تسليمها صباح اليوم التالى الى شقيق زوجتى العميد الركن مامون عبدالعزيز نقد الذى سيحضر لاستلام عربتى.
وبعد يومين اخبرنى المدعو عاصم كباشى بانهم قد سلموا العربة زائداً المحتويات للعميد المذكور.
وعند خروجى من المعتقل بعد النطق بالحكم لنقلى لسجن كوبر علمت بان العمـيد مامـون نقد قد تم تعينه ملحقاً عســكرياً
بواشنطن وسافر لتسليم اعباءه، ومع الاسف علمت منه بعد ذلك بإنه تسلم من جهاز الأمن العربة فارغة من جميع المحتويات المذكورة.
لقد تم تقديمى للمحاكمة امام محكمة عسكرية سريعة صورية بتاريخ 23/2/1991 اى بعد شهر من تاربخ الاعتقال. ولقد ذقت فى هذه الشهر الأمرين على أيدى افراد لجنة التحقيق وعلى أيدىالحراس بالمعتقل وتعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسى والجسمانى وقد إستمر هذا التعذيب الشائن والذى يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان حتى يوم النطق بالحكم بتاريخ 3/12/1991م وقد كان الحكم على بالإعدام تم تخفيضه الى الحكم المؤبد حيث تم ترحيلى بعده فى يوم 4/12/1991م من معتقل جهاز الأمن الى سجن كوبر ومنه بتاريخ 10/12/1991م الى سجن شالا بدارفور.
لقد ظللت طيلة ثمانية عشر شهراً قضيتها بسجن شالا، أعانى أشد المعاناة من آثار ما تعرضت له من صنوف التعذيب التى لا تخطر على بال إنسان والتى تتعارض كلها مع مبادى الدين الحنيف وما ينادى به المسئولون ويؤكدون عليه من أن حقوق الإنسان مكفولة وأنه لا تعذيب يجرى للمعتقلين.
هناك تعذيب رهيب لاتقره الشرائع السماوية ولاالوضعية ويتفاوت من الصعق بالكهرباء الى الضرب المبرح الى الاغتصاب وقد تعرضت أنا شخصياً لأنواع رهيبة من التعذيب تركت آثارها البغيضة على جسدى وتركتنى أتردد على مستشفى الفاشر طلباً للعلاج وقد تناولت خلال هذه الفترة العديد من المسكنات والمهدئات بدون جدوى مما دفع بالاطباء الى تحويلى للعلاج بالخرطوم بعد أن أقرت ذلك لجنة طبية اقتنعت بضرورة التحويل.
إن جبينى يندى خجلاً وأنا أذكر أنواع التعذيب التى تعرضت لها وما نتج عن ذلك من آثار مدمرة للصحة والنفس، كما ساذكر لك اسماء من قاموا بها من اعضاء لجنة التحقيق وافراد الحراسات بالمعتقل والذين كان لهم صلاحيات تفوق صلاحيات افراد النازى فى عهد هتلر وألخصها فيما يلى علماً بان الإسماء التى ساذكرها هى الإسماء التى يتعاملون بها معنا ولكنى أعرفهم واحداً واحداً إذا عُرضوا على:
1- الضرب المبرح بالسياط وخراطيم المياه على الرأس وباقى أجزاء الجسد.
2- الربط المحكم بالقيد والتعليق والوقوف لساعات قد تمتد ليومين كاملين.
3- ربط احمال جرادل مملؤة بالطوب المبلل على الايدى المعلقة والمقيدة خارج ابواب الزنازين.
4- صب المياه البارده او الساخنة على أجسادنا داخل الزنازين إذا أعيانا الوقوف.
5- القفل داخل حاويات وداخل دورات المياه التى بنعدم فيها التنفس تماماً.
6- ربط الاعين ربطاً محكماً وعنيفاً لمدد تتجاوز الساعات. 7- نقلنا من المعتقل الى مبانى جهاز الامن للتحقيق مربوطى الاعين على ظهور العربات مغطين بالشمعات والبطاطين، وافراد الحراسة يركبون علينا باحذيتهم والويل إذا تحركت او سُمع صوتاً فتنهال عليك دباشك البنادق والرشاشات والاحذية.
يقوم بكل ذلك أفراد الحراسات وهم: كمال حسن وإسمه الاصلى احمد محمد من أبناء العسيلات وهو أفظعهم واردأهم، حسين، ابوزيد، عمر، علوان، الجمرى، على صديق، عثمان، خوجلى، مقبول، محمد الطاهر وأخرون.
8- تعرضت سخصياً للإغتصاب وادخال أجسام صلبة داخل الدبر، وقام بذلك النقيب عاصم كباشى واخرون لا أعرفهم.
9- الاخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية والجر من العضو التناسلى بنفس الآله وقد قام ذلك النقيب عاصم كباشى عضو لجنة التحقيق.
10- الضرب باللكمات على الوجه والرأس وقام به أيضاً المدعو عاصم كباشى ونقيب آخر يدعى عصام ومرة واحدة رئيس اللجنة والذى التقطت أسمه وهو عبدالمتعال. 11- القذف بالالفاظ النابئة والتهديد المستمر بإمكانية إحضار زوجتى وفعل المنكر معها أمام ناظرى بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبدالله وشهرته صلاح قوش.
12- وضع عصا بين الارجل وثنى الجسم بعنف الى الخلف والضرب على البطن وقام به المدعو عاصم كباشى والنقيب محمد الامين المسئول عن الحراسات وآخرين لا اعلمهم.
13- الصعق بالكهرباء وقام به المدعو حسن والحرق باعقاب السجائر بواسطة المدعو عاصم كباشى.
لقد تسببت هذه الافعال المشينة فى إصابتى بالامراض التالية: 1- صداع مستمر مصحوباً بإغماءة كنوبة الصرع. 2- فقدان لخصيتى اليسرى التى تم اخصاؤها كاملاً. 3- عسر فى التبرز لااستطيع معه قضاء الحاجة الا بإستخدام حقنة بالماء يومياً.
4- الإصابة بغضروف فى الظهر بين الفقرة الثانية والثالثة كما أوضحت الفحوضات. علماً بانى قد أجريت عملية ناجحة لازالة الغضروف خارج السودان فى الفقرة الرابعة والخامسة والآن اعانى آلم شديدة وشلل مؤقت فى الرجل اليسرى.
5- فقدى لاثنين من اضراسى وخلل فى الغدة اللعابية نتيجة للضرب باللكمات.
6- تدهور مريع فى النظر نتيجة للربط المحكم والعنيف طيلة فترة الإعتقال.
بعد تحويلى بواسطة لجنة طبية من الفاشر الى المستشفى العسكرى حولت من سجن شالا الى سجن كوبر فى اوائل شهر مايو المنصرم وحينما عرضت نفسى علىالاطباء امروا بدخولى الى المستشفى وبدأت فى اجراء الفحوصات والصور بدءاً باخصائى الباطنية وأخصائى الجراحة تحت اشراف العميد طبيب عبدالعزيز محمد نور بدأ معى علاجاً للصداع وتتبعاً للحالة كما عرضت نفسى على العميد طبيب عزام ابراهيم يوسف اخصائى الجراحة الذى اوضح بعد الفحوصات عدم صلاحية الخصية اليسرى ووجوب استئصالها بعد الانتهاء من العلاج مع بقية الاطباء. ولم يتم عرضى على احضائى العظام بعد.
للأسف وانا طريح المستشفى فوجئت فى منتصف شهر يونيو وفى حوالى الساعة الحادية عشر مساء بحضور مدير سجن كوبر الي بغرفة المستشفى وأمرنى باخذ حاجياتى والتحرك معه الى السجن بكوبر حيث هناك تعليمات صدرت من اجهزة الامن بترحيلى فوراً وقبل الساعة الثانية عشر ليلاً الى سجن سواكن.
حضر الطبيب المنأوب وابدى رفضه لتحركى ولكنهم اخذونى عنوة الى سجن كوبر حيث وجدت عربة تنتظرنى وبالفعل بعد ساعة من خروجى من المستشفى كانت العربة تنهب بى الطريق ليلاً خارج ولاية الخرطوم.
ولقد وصلت سواكن وبدأت فى مواصة علاجى بمستشفى بورتسودان والذى أكد لى الاطباء المعالجون بعد إجراء الفحوصات بعدم صلاحية الخصية اليسرى ووجود غضروف بالظهر ومازلت تحت العلاج من الصداع المستمر وتوابعه.

" المصدر من مذكرة العميد محمد احمد الربح الى وزير العدل"
لم يرد وزير العدل او اى جهة على المذكرة حتى الان

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 05:35 PM
عبدالرحمن الزين محمد على

عبدالرحمن الزين محمد على 37 سنه، محام، من مواليد منطقة الجزيرة بوسط السودان، اعتقل مرة واحدة، يحكى عن هذه التجربة فيقول:
فى صباح الاربعاء 3/12/1989م، وفى حوالى الساعة الواحدة والنصف صباحاً، دخلت علينا مجموعة من رجال الامن مكونة من ثمانية افراد يرتدى بعضهم ملابس عسكرية، والبعض الاخر يرتدى ملابس مدنية، اقتحموا المنزل بالبنادق الرشاش، وقتها كنت نائماً، وإستيقظت فوجدت هذه المجموعة تحيط بى من كل جانب، وسالونى مباشرة عن "شخص" يبحثون عنه، رددت بإننى اعرفه غير أنه غير موجود معنا الان طلبوا منى ان اتحرك معهم، ولم يسمحوا لى بتغير ملابسى، واقتادوا كل من كان بالمنزل "كان معى وقتها المهندس عبدالله السنى، اقتصادى، عبدالجليل محمد حسين، وضيفنا الاستاذ الصادق الشامى المحامى، وبالخارج وجدنى عربة بها شخص مدنى من كوادر الجبهة الإسلامية، اعرفه جيداً أصدر اوامره للمجموعة بان يعصبوا اعيننا جميعاً، وتحركت بنا العربة فى اتجاه وسط الخرطوم، واُخذونا مباشرة لمنزل عرفت فيما بعد انه مقر الجهة القومية للانتخابات سابقاً. عند دخولنا تعرضنا لضرب بإعقاب البنادق وشتائم وإهانات بذيئة، واتهامات باننا نعقد اجتماعات للتجمع الوطنى الديمقراطى بالمنزل، وتخفى بعض الهاربين...الخ
وبينما نحن نتعرض لهذا الاعتداء الوحشى صاح احدهم طالباًان "نُحد"وسمعنا ان نصيب كل واحد منا ثمانون جلده ثم اخذنا الى حمام مساحته 160 متر مقفل بباب حديد، وليس به أضاءةوالناموس يغطى كل المكان، ومقعد الحمام مزال حديثاً وتنبعث منه راحه كريه، والأرضية مغمورة بالمياه، كنا أربعة وفى طريقنا لهذا الحمام تعرضنا للضرب من كل من يقابلنا فى الطريق، ونسمع شتائم وسباب متواصل، بعد دخولنا الحمام مباشرة رمينا بقطع من الثلج وصُبت مياه باردةعلى أجسادنا، وظللنا على هذه الحالة هتى يوم الاثنين، وفى صباح الثلاثاء نقلنا الى حمام آخر، وجدنا به ثلاثة أشخاص آخرين طيلة هذه الفترة مُنعنا من الخروج الى دورة المياه، وأضطر أثنين منا للتبول داخل الحمام وكان كان واحدمنا يُعطى سندوتش فول فى الصباح وآخر مساء وظلوا يضربون على الابواب بشكل مزعج كل نصف ساعة.
فى هذه المدة حققوا معى مرة واحدة، أكتفوا بسؤالى فقط عن اسمى، وعنوانى ومهنتى، ولمن عوت فى الانتخابات الاخيرة، فى يوم 12/12/1989م تورمت رجلى نتيجة المياه، ولم توجه لنيا أى اتهامات، ولم يحقق معنا، بعد ذلك نقلت الى غرفة داخل المنزل، فوجدت بها عديل الشيخ على عبدالرحمن، ود. عبدالرحمن الرشيد مدير الامدادات الطبية، وباشمهندس بدالرين التوم "مهندس فى الاسكان الشعبى تعرض لتعذيب مبرح حتى فقد صوابه، بعد خروجه من المعتقل قتل زوجته وحماته، وحاول قتل طفليه"، وظللت (.........)ال هذه الفترة معصوب الاعين. فى هذه الغرفة كان رجال الأمن ياتون الينا ويطلبون منا سماع حجوة "أم ضيبينا" حيث يبدأوا فى سرد قصة طويلة ليس لها معنى او نهاية وتُجبر على الانصات، بعد ذلك تُومر بتقليد صوت إحدى الحيوانات او مشيته، وعند الاعتراض يكون نصيبك الضرب، مكثت على هذه الحالة 31 يوماً، بعدها جمعنا حوالى سبعة اشخاص خارج الغرفة، وأُجلسنا على الارض، وأتى ضابط يدعى "محمد الحاج" وإستفسر عما إذا تعرضنا لصعق كهربائى ام لا... أجبنا جميعاً بالتفى، تكلم بلهجة تشير بأن ذلك ما سوف نتعرض له، بعدها أتوا بعربة مكشوفة، طرحنا على سطحها جميعاً بعضنا فوق بعض، وضع علينا غطاء من فوقنا، وركب أكثر من خمسة أفراد من قوات الامن فوق أجسادنا، وتحركت بنا العربة وسارت لمدة نصف ساعة ثم ادخلنا بعد ذلك الي منزل اخر (منزل مأمون عوض ايو زيد)
منذ ان وطئت قدماي هذا المنزل كنت اتعرض للضرب باستمرار وبجميع اجزاء جسدي وكنت اجبر علي اداء تمارين عنيفة حتي اسقط علي الارض وكان اخرون معي كبار السن يغمي عليهم ثم نوءمر بالوقوف مع رفع الايدي لساعات طويلة
في مساء احد الايام كانت مجموعة من ضباط الامن في الصالة يستمعون الي نشرة اخبار ال بي بي سي والتي كانت تبث تقريرا عن انتهاكات حقوق الانسان في السودان وعن التعذيب في بيوت الاشباح بعدها مباشرة سمعت النقيب محمد الحاج يخاطب رجاله بأن موضوع التعذيب انكشف وعليهم توخي الحذر وطلب منهم ان يأخذوا مجموعتناالي معتقل بالغرفة مجاورة لنا يدعي (عوض) كان مريضا للغاية لنرفع معنوياته تمهيدا لاخراجه حتي لا يحدث لهم اضطرابات داخلية
في مساء اليوم أخذنا الي غرفة عوض الذي اتضح انه الصديق الزميل عبد الباقي عبد الحفيظ الريح المحامي
كان ملقي علي الارض لا يستطيع الحركة او الكلام وفي حالة صحية سيئة
ظلت اعيننا معصوبة نتعرض للضرب منذ الصباح الباكر ونوءدي التمارين العنيفة ونقف بالساعات الطوال رافعين ايدينا والغرفة مضاءة حتي الصباح مع تواتر الضرب علي الابواب الشبابيك
في يوم 7-2-1990 نقلت الي سجن كوبر في حالة صحية سيئة في يوم8-2-1990 تقدمت ومعي اخر بشكاوي رسمية بواسطة مأمور السجن لوزير الداخلية وصورة لوزير العدل والنائب العام نطالب فيها بالتحقيق حول التعذيب الذي تعرضنا له ومحاكمة من قاموا به
نتيجة لذلك صدر قرار بترحيلنا الي سجن شالا بغرب السودان تم ذلك في يوم 14-2-1990 وحرمت من روءية اهلي او اي شخص اخر
كان سجن شالا منفي ليس به ماء وملئ بالحشرات والقاذورات ومكثت به حتي اطلق سراحي في 22-10-1990
ومنذ حضوري للخرطوم قيدت اقامتي وطلب مني الا اغادر الخرطوم الا باذن مكتوب اسلمه لااقرب نقطة بوليس في المنطقة التي اذهب اليها وعند العودة اخذ ما يفيد العودة من النقطة التي تحركت منها بشرط الا اغادر الخرطوم الا مرة كل شهر ونتيجة لذلك اعيق عملي كمحام حتي توقف تماما بعد 4 اشهر الامر الذي دفعني
للتفكير لمغادرة السودان في 14-6-1990م

--------------------------------------------------------------------------------

واحة23-05-2006, 06:40 PM
الخال العزيز ............. أحترامى

ملاء الدمع النفس ضاقت الدنيا بما رحبت .......

أللهم شل كل يداً أثمة وأغلاق نفسها ببئر عذابها

وأسكنها بكل صرخة .... بكل أهة ...

اللهى آجبنى ............

حسبنا الله ونعم الوكيل ..........

اللهم أرحم من رحل وأجل ما قدر له من عذاب فى ميزان حسناته

ياتيك بلا ذنوب ووسع له فى مثواه وأرزقه من رحمتك

وأشفى المرضى وعوضهم بكل خير بقدرتك وجلالك

ما يذهب حتى الذكرى .... أنك قادر على كل شى

الخال العزيز .... أستمر ... الحقيقة مداد حرفك .... رصاص يقتل وهم الزيف والخرافة.

سلمت ...

واحة

أن بقيت هنالك واحة

--------------------------------------------------------------------------------

أبومناهل23-05-2006, 06:57 PM
العزيز / خالد الحاج . .
تحياتي . .
تسلم علي هذا الجهد الكبير . .
الذي يمثل صرخة حقيقية
في زمن صمت فيه الجميع عن هذا
الملف الهام . . وفعلاً يجب أن يظل هذا الملف
مفتوحاً حتى يتم تحقيق العدالة . . والعدالة ليس الهدف
منها التشفي والإنتقام وإنما وضع قواعد وأسس
حتى لا تتكرر مثل هذه النماذج . .
ملاحــــــــــظــــــــــة ( صغنونة ) في صعوبة عند فتح هذه البوست وبطء شديد
أعتقد أن سببه الصفحة المنقولة والتي فيها تسجيل
إفادة الشهيد على السخي . . وقد يكون هنالك سبب آخر
ولكن عموماً هنالك بطء في فتح هذه البوست . . نأمل
المعالجة حتى يستقطب البوست أكبر قدر من القراء . .
ودمت

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 07:10 PM
الخال العزيز ............. أحترامى

ملاء الدمع النفس ضاقت الدنيا بما رحبت .......

أللهم شل كل يداً أثمة وأغلاق نفسها ببئر عذابها

وأسكنها بكل صرخة .... بكل أهة ...

اللهى آجبنى ............

حسبنا الله ونعم الوكيل ..........

اللهم أرحم من رحل وأجل ما قدر له من عذاب فى ميزان حسناته

ياتيك بلا ذنوب ووسع له فى مثواه وأرزقه من رحمتك

وأشفى المرضى وعوضهم بكل خير بقدرتك وجلالك

ما يذهب حتى الذكرى .... أنك قادر على كل شى

الخال العزيز .... أستمر ... الحقيقة مداد حرفك .... رصاص يقتل وهم الزيف والخرافة.

سلمت ...

واحة

أن بقيت هنالك واحة


اللهم آمين
اللهم آمين يا واحة.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 07:13 PM
العزيز / خالد الحاج . .
تحياتي . .
تسلم علي هذا الجهد الكبير . .
الذي يمثل صرخة حقيقية
في زمن صمت فيه الجميع عن هذا
الملف الهام . . وفعلاً يجب أن يظل هذا الملف
مفتوحاً حتى يتم تحقيق العدالة . . والعدالة ليس الهدف
منها التشفي والإنتقام وإنما وضع قواعد وأسس
حتى لا تتكرر مثل هذه النماذج . .
ملاحــــــــــظــــــــــة ( صغنونة ) في صعوبة عند فتح هذه البوست وبطء شديد
أعتقد أن سببه الصفحة المنقولة والتي فيها تسجيل
إفادة الشهيد على السخي . . وقد يكون هنالك سبب آخر
ولكن عموماً هنالك بطء في فتح هذه البوست . . نأمل
المعالجة حتى يستقطب البوست أكبر قدر من القراء . .
ودمت

العزيز أبومناهل
تسلم للملاحظة
قمت بحذف المشاهدة المباشرة للفيديو والإبقاء علي اللنك
ويمكن لمن يريد الإستماع والمشاهدة الضغط علي اللنك.
عسي أن يفيد ذلك.
علي العموم هناك في بعض الأحيان ضغط علي السيرفر وهذا من الهوست للأسف لا أملك له علاج.

تحياتي.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 07:21 PM
الحسن احمد صالح

فى 20 ابريل 1991م وبينما كنت اجلس فى منزل جارى احمد عبد الرؤف حضر احد الاطفال واخبرنى بان فى منزلى رجالاً فذهبت اليهم فوجدتهم رجالاً يحملون سلاح وهم من جهاز الامن فاجلسونى ارضاً وقدموا لى كيساً به أشياء سالونى عنها فنفيت علمى بها.
وتم افتيادى الى جهاز الامن حيث تم ربط يداى وارجلى، وحضر المقدم امن صلاح عبدالله وسألنى عن مبارك وعثمان محمود والطريفى فاكدت معرفتى لعثمان محمود ونفيت معرفتى بأخرين وهددنى المقدم صلاح عبدالله بالاعدام أن لم اعترف حتى الرابعة صباحاً وتم اقتيادى الى مكتب كان يجلس به شخص عرفت فيما بعد انه حسن ضحوى وكان الدكتور نافع يجلس على كرسى جلوس واجلسونى على كرسى وقبل جلوسى كان المقدم صلاح عبدالله والرائد على حسن والرائد عبدالحفيظ يحملون سياط وعصى وبمجرد دخولى بدأوا فى ضربى واجلست على كرس وربطت يداى ب######ش الى الخلف واستمر الضرب وتدخل دكتور نافع واوقفهم وقال دعوه يتحدث بالتى هى احسن وسألنى عن علاقتى بالقيادة الشرعية وقال انه جاء ليشفع لى ولكنه لو خرج من هذا المكتب فانه لا يضمن سلامتى... عندها نزع العميد حسن ضحوى ساعتى من يدى وقام بتهشيمها وبعدها استمر الضرب بالسياط والعصى بعد خروج نافع واحُضر لى الطريفى وكانت ارجله متورمه... سئلت هل اعرفه فأجبت بالنفى ... استمر الضرب وحرمت من النوم.
وفىاليوم التالى عرضت على المعروضات واجبت باننى لم اراها من قبل ولاحظت اختلافها عن تلك التى سبق ان عرضت على. اخرجت واوقفتا فى الشمس وكان يتخلل ذلك ضرب ولكم ودردقة على الارض واصبت اصابة بالغة فى عينى اليسرى حتى فقدت الرؤية تماماً واستمر الضرب.
وفى المساء ادخلت على العميد حسن ضحوى فأخبرته بإصابة عينى وقال لن يقوم بعلاجى حتى افقدها اذا لم اقر بما يطلبه. وفى اليوم التالى ارقدت على كبوت عربة ساخنة واستمر ايقافى وانا حافى وعارى واستمر الضرب .
وفى يوم 27 ابريل احضروا لى طبيب داخل الجهاز وكتب لى ادوية ولكننى فى نفس اليوم اوقفت فى الشمس الشاخنة ونقلت الى غرفة وجدت فيها الطريفى وهو عاجز عن الحركة تماماً ولذلك ادليت بالاقوال التى لا اعلم بها امام لجنة التحقيق وعند انتهاء التحرى قال لى ياسر حسن عثمان " كلامك ده الما عايزنو وحنرجعك للناس البدرشوك تانى".
زاد آلم العين وبدأ تكون الموية البيضاء وازاء الحاحى عرضت على دكتور عمومى وفى يوم 15 يونيو 1993م عرضت على دكتور حسن هارون والذى قام بكتابة تقريره. وفى يوم 20 يونيو 1993م اخذت الى مستشفى العيون حيث إجريت عملية جراحية للعين اليسرى وفى يوم الادلاء بالاقرار امام القاضى جاء الى الملازم عكود وهددنى اذا لم اقل ما ورد فى يومية التحرى امام القاضى يفقى عينى الاخرى دخلت الى القاضى وقلت أننى اعترفت لاخلص نفسى.
انتهى حديث الحسن احمد صالح


ملحوظة:-
لقد اقر التقرير الطبى ما تعرض له المواطن الحسن احمد صالح من تعذيب ونص على الاتى:- " قمنا نحن الدكتور عبدالمطلب محمد يسن ود. على الكوبانى بالكشف على المواطن الحسن احمد صالح بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنى الاتى:-
"1" اثر عدد 6 سجحات دائرة فى الظهر اعلىواسفل الظهر بقطر 5, 0 سم
"2" سجحة مستطيلة فى الكتف الايسر3.5*5 سم
"3" اثر عدد 2 حريق القدمين 1*1 سم.
"4" تم تحويله لاخصائى العيون.
"5" اخذت له صورة اشعة للصدر والعنق ولم يظهر فيها اى كسر ... حدث الاذى قبل اقل من سنة تقريباً. واورد اخصائى العيون الدكتور حسن هارون فى تقريره وبعد الكشف على العين اليمن كانت 6 على 9 والعين الشمال ترى حركة اليد فقط وهذا يعنى نظراً ضعيفاً وان هذا عى الدرجة قبل الاخيرة من فقدان النظر.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج23-05-2006, 07:41 PM
جعفر يسن احمد

تم اعتقالى من مطار الخرطوم عند عودتى من الخارج وتم اخذى الى مكتب العميد حسن ضحوى نائب رئيس جهاز الامن الذى الذى طلب منى الاعتراف بصلتى بالقيادة الشرعية ولما انكرت ذلك قال لى نائب رئيس الجهاز "اذا طلعت من مكتبى دا انا لا اضمن لك سلامة نفسك وقال ايضاً التعذيب هنا حتى الموت" واخذنى المقدم صلاح قوش الى مقر الجهاز وقال لى" سمعت ببيوت الاشباح المكان المات فيه الدكتور على فضل أنت حسع فيها حنعذبك والا تقول وتعترف وتعمل الحاجات الي نحن عاوزنها" وتم اعادتى الى مكتب العميد حسن ضحوى ولما انكرت صلتى بالمعارضة ضربنى العميد بتقالة ورق وقال لى " انت حتموت هنا تحت ايدينا وكسرت ساعتى وضربنى العميد بالعصا على كتفى وتم استدعاء الطيب نور الدائم ومبارك جادين وتم جلد الطيب امامى بالسوط واعادنى الرائد على حسن الى بيت الاشباح وكلف الحرس "الناس ديل بكرة يجونا جاهزين" وفى حضوره تم ضربى على الحائط وبالدبشك على ظهرى ووضعت فى زنزانة صغيرة الجزء الاسفل من بابها مصنوع من الصاج والجزء الاعلى من السيخ وامرت باخراج يدى من فتحات السيخ ووضعت عليها طشت وعند وقوع الطشت ينهال على الحرس ضرباً بالخرطوش مع السب والشتائم ومنع الاكل والشراب وقضاء الحاجة والصلاة والنوم وتغير حمل الطشت الى حمل الطوب وعندما يغمى على يتم ضربى وايقافى لمواصلة حمل الطوب ثم تم اخذى والطيب نورالدائم الى مكتب الامن وامرنا بخلع ملابسنا فيما عدا الانكسة ووجدنا مقدم امن صلاح عبدالله وعلى الحسن وعبدالحفيظ احمد البشير يحملون سياطاً وربطت ايدينا للخلف وبدأ مسلسل الضرب بالسياط على الظهر ولا تزال اثاره ظاهرة على جسدى وفى تمام الساعة الثانية طهراً اخذنا المقدم صلاح قوش والرائد على حسن والرائد عبدالحفيظ احمد البشير الى طابور شمس وعند خروجنا وجدنا الحسن احمد صالح يجلس على الارض تحت الشمس وكان عارياً وعينه اليسرى مربوطة ويتلقى ضربات بالخرطوش وتم وضعى بالقوة فوق عربة ويداى مربوطتان للخلف ودس جسدى على العربة حتى تسلخ جزء من الالية اليسرى واجزاء من الكتفين وسقطت على الارض مغشياً على وعندما افقت وجدت المقدم صلاح عبدالله والرائد على حسن يشتمونى وكان الرائد عبدالحفيظ محمد يحمل كاوية وامره المقدم صلاح عبدالله بتوصيلها بالكهربة وعند التسخين احضارها وقام بكوى جزء من الفخذ ولاتزال آثارها باقية ومنطقتين من البطن والصدر وعندها دخلت فى غيبوبة وعندما افقت كانت الاسئلة تتوالى على وفى هذه اللحظة هددنى المقدم صلاح عبدالله باحضار زوجتى واغتصابها امامى وكان هناك شخص يطبخ فى الاكل وبجواره جمر وامره عبدالحفيظ بان يضع صينية على النار ويضع فيها ظروف نحاسية بتاعة رصاص وعندما سخنت الصينية اجبرت على الوقوف عليها وانسلخت قدماى ولم اعد اقوى على الوقوف وحملت الى داخل المكتب وقال لى صلاح عبدالله انت ما عندك علاقة بالسفارة المصرية؟ وطلبت من الرائد عبدالحفيظ محمد البشير كوب ماء واحضر الماء وكانت يداى مغلولتان وعندما هممت بشرب الماء دفق الرائد عبدالحفيظ الماء وضحك.

التقرير الطبى:-
بناء على الامر القضاء الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن جعفر يسن احمد بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
*- اثر حريق بالساعد الايمن
*- اثر حريق بالساعد الايسر
*- اثر حريق بالساق الايسر
*- اثر حريق فى منتصف الساق
المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-1994

--------------------------------------------------------------------------------

عز المزار23-05-2006, 11:07 PM
الرائع خالد الحاج
المجد والخلود لشهدائنا
والخزى والعار لجلادى النظام وكلابه المسعوره
نقف لك اجلالا وانت تفتح هذا الملف الهام الذى تعمد البعض نسيانه فى ظل انشغالهم بتقسيم هذا الوطن الى ملفات
نعم ان دولة الظلاميين الجدد بنيت على اجساد شرفاء هذه الامه وكثيرا ما كانت هناك قصص اقرب للخيال فى سادية الاخوان المسلمين وتصفيه جميع حساباتهم حتى الشخصيه فى بيوت اشباحهم والتاريخ لن يرحمهم ونحن ايضا لان القصاص من هؤلاء القتله لن نتنازل عنه ابدا ابدا
عزرا خالد
فى مكتبه ضحايا التعذيب فى سودانيز اون لان هناك موضوع للزميل عدلان احمد عبد العزيز تحت عنوان
لكى لا يفلت المجرمون جاء فيه ذكر احد كلاب النظام المسعوره ضابط امن نبيل الطيب ولى معه قصه
التقيت هذا المهوس فى اقصى غرب السودان فى منتصف التسعينات فى منطقه مليط وكان لى قريب يعمل هناك ضابط بشرطه الجوازات
بطاقه ###### الامن نبيل
نبيل الطيب من منطقه ود رملى كان يفاخر بانه يوم واحد يوليو 1989 دخل مبانى جهاز الامن يحمل رتبه نقيب دون تدريب ثم التحق بكورس تدريبى بعد ذلك كان يفاخر انه يوم 28 يونيو 89 كان موظف بدار النشر واجرت معه صحيفه الوان لقاء بتاريخ 27او 28 يونيو 89 يفاحر بذلك ويحتفظ بالصجيفه ومن ارشيف الوان يمكن معرفه الكثير عنه سوف اعود لمواصله الحديث عن ###### الامن نبيل الطيب
القصاص القصاص القصاص
المجد والخلود لشهداء شعبناء
التحيه لكل الذين صمدوا فى بيوت الاشباح وجلعوا الجلادين يرتجفون
التحيه لك خالد الحاج وانت تفتح هذا الملف الهام

--------------------------------------------------------------------------------

omrashid24-05-2006, 06:34 AM
لقد اقشعر بدني وخنقتني العبرات ولكن
القصاص --القصاص
وفعلا من اين جاء هولاء

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج26-05-2006, 07:37 AM
الأحباب
عز المزار
أم راشد
يديكم العافية
تابعوا معنا
سوف ننشر صور و لائحة بأسماء المطلوبين للعدالة
من مجرمي الإنقاذ في نهاية البوست إن شاء الله.

عثمان محمود

تم اقتيادىالى مبانى جهاز الامن للعميد حسن ضحوى بحضور كل من صلاح عبدالله وعبدالحفيظ وسألنى العميد حسن ضحوى عن انضمامى للقيادة الشرعية ولما انكرت ضربنى بعصا من الابنوس على ظهرى حتى تكسرت وخرج وقام صلاح عبدالله وعلى الحسن بضربى بعصى حيث كان صلاح عبدالله يضرب الكتف وعلى الحسن يضرب الركبتين حتى امتلأت ملابسى دماً واستمر الضرب ولما عاد حسن ضحوى قال لى
" بتعرف على فضل فقلت له لا اعرفه فقال لى بالمناسبة على فضل دا قتلناه فى مكتبنا دا وبالمناسبة التعذيب عندنا حتى الموت واستمر هذا الامر لعدة ساعات ثم اخذنى الرائد عبدالحفيظ الى بيت الاشباح حيث بدأ مسلسل ضرب جديد حيث تمسك من الرأس وتضرب على الحائط حتى فقدان الوعى وتم ادخالىالي زنزانة صغيرة وامرت بإخراج يداى عند سيخ الباب وحمل طشت به ماء وعندما يسقط الطشت يتم ضربى بالدبشك وظللت على هذه الحالة من الليل وحتى الساعة 12 ظهرا من اليوم التالى ثم اخذت فى ضهرية عربة حتى الغار وهو مقر رئاسة جهاز الامن وادخل صلاح عبدالله اثنين من الشباب وطلب منهما ان يتعلما الكارتيه فى وبدأوا فى ضربى وانا مقيد حتى فقدت الوعى ولما افقت قاما بطعنى بدبابيس ثم امرت بجمع الدبابيس فى صندوق مع الضرب بالسياط, ثم ادخلت فى غرفة وامرت برفع يداى وهما فى القيد وهى طريقة يطلق عليها طابور الوقوف واستمريت على هذا الوضع حتى منتصف الليل وجاء الى صلاح عبدالله وعلى الحسن وطلبا منى الاعتراف فرفضت فإستمر طابور الوقوف حتى الرابعة صباحاً واجبرت على عمل مايسمى قيام الهندى وهو ان ت######ش اليدان وتخلع الملابس ويرقد الفرد ارضاً فى الشمس ويكون الجسم على الرأس واليدين ويستمر الضرب بالسياط وذلك لاكثر من ساعة تم يترك الفرد فى الشمس حتى المساء وثم اعادتى لبيت الاشباح وطلب منى ان انط كالارنب من البوابة حتى الزنزانة وعاد مسلسل حمل الطشت وعند الفجر هددنى حارس بأن يوصل به التيار الكهربائى وفى منتصف الليل ادخلت فى ضهرية عربة حيث تحركت بى الى مكان وجدت به بعض الناس من بينهم صلاح عبدالله وطلبوا منى ان اتوضأ ففعلت وطلبوا منى ان اكتب وصيتى لانهم قرروا اعدامى وطلبوا منى ان احدد اسم شخص يسلمونه الجثة فحددت لهم اسم صديق بالخرطوم وبعد مده جاء شخص وقال لهم اجلوا عملية التنفيذ حتى المساء وفى المساء طلبوا منى الاعتراف ترغيبا موضحين لى بان المقصود المصريين والمعارضة الخارجية وفى يوم 23/4/1993 م حملت فى ضهرية عربة بها جوال فحم لمكان وجدت فيه جعفر يسن والطيب نوالدائم واقفين بالانكسة واياديهم مكبلة واُمرت بخلع ملابسى وكان هذا فى منتصف النهار وشالونى اربعة اشخاص وأرقدونى فى كبوت العربة على ظهرى وطلع واحد فى صدرى وواحد فى بطنى وواحد فى الفخدين وواحد ضاغط على اليدين واستمرت عشرة دقائق وبعد ذلك قلبونى علىبطنى ومن السخانة انفسخ الجلد ورقدونى على الارض على بطنى ولاحظت ايضاً ظهر الطيب ويديه مظلطه ورقدنا فى الشمس عرايا وكان واقف من الضباط عبدالحفيظ والحته الواقفين فيها كانت توجد بها كمية من الذخيرة النحاسية الفارغة وعبدالحفيظ قال للعساكر افرشوا ليه الارض بدأ العساكر يملوا الارض بالذخيرة الفارغة وفرشوا ذى مترين فى مترين وقالوا لى ارقد فيها بعد ان عرضوها للشمس ######نت شديد ورقدت ######انتها كانت لا تقل عن سخانة العربة وبنفس المستوى كلفوا اربعة انفار للطلوع فى جسدى وكانت الذخيرة الفارغة تتغرز داخل ظهرى ولم استطع التنفس.
التقرير الطبى
بناء على الامر القضائى الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن عثمان محمود بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
*- أثر حـــريق تحـــت لوحــة الظــهر الايمــن اربعـــة فى ثلاثـة ســــــــــم
*- أثر حـريق فى الظهر عبارة عن عدد"38 " حرق بالظهر بيضاوى الشكل
*- أثر ثلاثة حـــروق دائــرية خــــلف العـــضو بقــطرواحد ســـــم
*- أثر حــــريق مـــــستطيل بالذراع الايمـــن واحد ونصف فى واحد ونصف
*- أثر حـــــــــريق بالجــانب الايمـــــن للذراع الايمــــن واحــــــد ســــــــــم
*- أثر "7" حروق بالساق الايمن بيضاوى الشكل واحد ونصف فى سبعة سم
*- أثر حــــــــريق بيضــــــاوى فــــوق الكوع الايســـر اثنين فى واحد ســـــم
*- أثر حــــــــريق بالجــــانب الايمــــــن للبطــــن اثنين فى واحــــد ســــــــم
*- أثر عـــــدد "4" حـــروق صغيرة فى البطـن نصـف فى نصـف ســــــــــم
*- أثر حـــــــــريق خــــلف الســـــــــــــاق الايمن خمسة عشر فى واحد سم

المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-1994

--------------------------------------------------------------------------------

عطر27-05-2006, 12:31 PM
أستاذي خالد الحاج

ما قرأته هنا من بشاعة ذكرني برواية قرأتها في أول عهدي بهواية القراءة والإطلاع ... وهي قصة حقيقية كتبها كاتب روسي أسمه كارلو شتاينر والرواية بعنوان سبعة ألف يوم في سيبيريا ويروي فيها الكاتب قصة حياته في ذلك المعتقل الرهيب وما كان يعانيه من ويلات حيث يصف أن المعتقل منهم كان يتمنى الموت ولا يجده ... وبعض المعتقلين كانو يلجؤن لحيل مثل تجميد الأصابع حتى يتم بترها فيعفون من بعض التعذيب ...
أذكر عندما رآني والدي (رحمة الله عليه) أحمل هذه الرواية دوناً عن الكتب التي تعج بها مكتبته نظر لي بإستغراب وقال لي ليه اخترتي الرواية دي ؟ (وكنت عندها لم أتجاوز الرابعة عشر تقريباً) فكان ردي بكل براءة (قريت عن معتقل سيبيريا في كتب أدهم صبري ودا قصصو خيالية لكن دي قصة حقيقية )...

أستاذي خالد ... أي نوع من البشر هؤلاء؟
يمهل ولا يهمل

--------------------------------------------------------------------------------

عكــود27-05-2006, 01:00 PM
خالد،

أتابع بأسى شديد ما تعرّض له كل هؤلاء
كيف يمكن أن تحدث كل هذه البشاعة؟
و من بشر مثلنا من بني جلدتنا
وقد دخلت إمرأة النار في هرّة حين حبستها
لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
لم تضربها
لم تحرقها بالكهرباء
لم تخلع أظافرها
لم تُدخل الزجاج في شرجها
لم تغتصبها
لم تتفنّن في تعذيبها كما يفعل هؤلاء
فقط حبستها، فتبؤأت مقعدها من النار

لنا أن نتساءل كما فعل الطيب صالح
"من أين جاء هؤلاء؟"
لم يترك الأوباش مجالاً لمقولة "عفا الله عمّا سلف"

في إنتظار كتابة تجربتك الشخصية في بيوت الأشباح،

عكـــود

--------------------------------------------------------------------------------

nasser27-05-2006, 07:33 PM
الاخ العزيز خالد الحاج ..
لك منى التحيات الطوال ياصديقى وانت لا تألو جهدا من كشف وتعرية هذا النظام المسخ الذى امتهن كرامة شعبه وداس على كل قيم تنادى بها .. وليس نبش مخازيه الا خطوة توثيقية لمارسات اى نظام يدعى شرعنة.. لمجرد التلويح بالشرع الاسلامى, وما تناوله د.حيدر ابراهيم فى كتابه سقوط المشروع الحضارى بانه سقوط بامتياز لكل حركات الاسلام السياسى فى انموزج الجبهة الاسلامية.بكل الفرص التى اتيحت لها.
نقدر لكم هذا العمل الجبار لانه يطرح سؤالآ دفين ومستمرا عن الخلق السودانى ..فلنظل نحفر.. ليعلمنا التاريخ بماهيتنا..
اصرخوا فى وجه الطاغوت فانه لن يلين عزيمتكم ولن يرهقكم ..
اكتبوا ضده فتوثقوا لاجيال قادمة لن تزيق الامرين ..
كونوا حريصين كما انتم ..فلن تحبل انثى مرة اخرى بهم ..
والا فلتعقر النساء بامثالكم .. ولتحيض بهم ..إلى الابد..
مودتى؛
ناصر

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج08-06-2006, 02:10 PM
الأحباب الكرام
عطر
عكود
ناصر
محبتي لكم وعميق أسفي لتأخير الرد
فقط زحمة الدنيا وبعض المشغوليات...
سنواصل إن شاء الله في كشف السجل الأسود لهذا النظام البائس القميء

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج07-07-2006, 06:59 PM
كتب عدلان أحمد عبد العزيز

لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع::
(1)

بعد ظهر أحد أيام سبتمبر 1991 حضر إلى مكتبى فى مقر لجنة إمتحانات السودان، وزارة التربية.. الأخ الأستاذ أروب دينق، وهو حديث التخرج من جامعة جوبا، حيث تعطلت دراسته فيها لعدة سنوات بسبب الفصل السياسى الذى عاناه هو وعدد من طلاب جامعة جوبا الوطنيين والديمقراطيين، أذكر منهم إنشراح محمد أحمد، محمد عبدالرحمن حلا، مارتن، عبدالطيف، وهالة الكارب.

أحضرت كوبين من الشاى وجلست مع أروب نتبادل الحديث والأخبار.. عرفت أنه تم تعيينه معلما ًفى مدرسة الشيخ لطفى الخاصة بالنازحين الجنوبيين فى منطقة رفاعة بالإقليم الأوسط، وأنه حضر للوزارة للمكتب المختص بمتابعة هذه المدارس، وأنه قضى غرضه وهو بصدد العودة.. سألنى إن كان لدى شيئاً للإضطلاع.. بحثت فى درجى وناولته مقال مصور من مجلة قضايا فكرية، توادعنا على أمل اللقاء عند عودته مرة أخرى.

توجه أروب دينق صوب محطة بصات البرارى وكان عليه المرور فى الشارع الفاصل بين داخلية البركس جامعة الخرطوم ومستشفى العيون.. فى ذلك الشارع إعترضته عربة بوكس نزل منها مسلحين فى ملابس مدنية، تم إعتقال أروب دينق بتوجيه مباشر من ضابط الأمن طارق الشفيع الذى كان يعمل فى جوبا فتعرف على وجه أروب وهو يمشى متجهاً صوب محطة بصات البرارى حيث أن أروب كان من القيادات الطلابية المحترمة والمعروفة فى جامعة جوبا، قبل نقل مقرها إلى الخرطوم.

تعرض أروب الى تعذيب بدنى رهيب.. مارسه وباشره ضابط الأمن طارق الشفيع معه ثلة من عساكر الأمن. كان المقال المصور الذى أعطيته لأروب هو الخيط الذى توصل به طارق الشفيع الى عدلان أحمد عبدالعزيز،
فكان أن تم إعتقالى من مكان عملى، عصر الخميس الموافق 26 سبتمبر 1991
.
.
.
نواصل.. أدوها الصبر..

رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.

ملحوظة: جوهر المعلومات المنشورة هنا كنت قد كتبته فى تقرير عندما كانت الذاكرة أكثر عنفوانا، وسلمته للمجموعة السودانية لضحايا التعذيب فى القاهرة، لم أحتفظ بنسخة منه.. أرجو مدى بنسخة، إذا تيسر.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج07-07-2006, 07:00 PM
(2)


تم إقتيادى إلى مكاتب الأمن القسم السياسى، فى المبنى الأبيض المواجه لطلمبة جكسا ومبانى الهيئة العربية للإستثمار من ناحية الشمال، وشرقه -قطع شارع الظلط- البوابة الرئيسية للقيادة العامة، بدأت التحقيقات الأولية التى باشرها طارق الشفيع بالسؤال عن البيانات الشخصية، العنوان، الإنتماء السياسى إلخ.. مع التلويح بالمسدس
وتصويبه تجاه وجهى بطريقة صبيانية، فلم تتزحزح عيناى عن عيناه، فأرسلنى مصحوباً بالحرس إلى بئر السلم المؤدى إلى الطابق الثانى، وكان ماتحت السلم مغطى بحاجز خشبى مع باب صغير، وكان يستخدم للحفظ المؤقت للمعتقلين، فوجدت هناك الأخ الصحفى، الزين الشين -كما كنا نسميه أيام الجامعة- وكان الزين وقتها يعمل فى وكالة الأنباء السودانية "سونا" كانوا يستدعونه يومياً ليأخذ نصيبه من الجلد بالسياط صباحاً ثم يقضى بقية اليوم فى بئر السلم ذاك، ليطلق سراحه مساء مع أمر بالحضور صباح اليوم التالى.. وهذه ممارسة سافلة درج جهاز الأمن على إستخدامها بقصد تحطيم نشاطات المناضلين، والإدعاء بعدم وجود معتقلين فى نفس الوقت!

فى المساء تم إقتيادى مصحوباً بقوة مسلحة من أربعة أفراد يقودهم طارق الشفيع إلى منزلنا فى السجانة، جنوب قشلاق القسم الجنوبى، وتم حصر سكان المنزل فى مكان واحد يحرسهم عسكرى أمن مسلح ببندقية كلاشنكوف وفى ذلك الجو المكهرب والمتوتر بدأت صغيرتى الرضيعة مها، فى الصراخ المتواصل بينما كان طارق الشفيع وباقى قوته معى يفتشون ويقلبون فى غرفتى.. صراخ إبنتى أصاب المدعو طارق بالتوتر، فذهب وصرخ فى أهل الدار أن يسكتو البت.. تم إرجاعى وتحويلى إلى مكان إعتقال وهو سطح إحدى العمارات الأربعة الحمراء داخل حوش القيادة العامة، ، كانت التعليمات المشددة والمستديمة لطاقم الحراسة
أن المدعو عدلان يجب ألا يخلد إلى الجلوس أو النوم أبداً، إلى حين إشعار آخر.

وجدت المكان غاصاً بالمعتقلين وعدد كبير منهم كانت التهمة الموجهة له هى التخطيط والإشتراك فى محاولة قلب نظام الحكم والمتهم الرئيسى فيها كان الأمير عبد الرحمن نقد الله -لم يكن معنا فى معتقل السطح- بدأ طاقم الحراسة تنفيذ تعليمات ضابط الأمن طارق الشفيع
بتوقيفى فى مواجهة الحائط مع رفع اليدين إلى أعلى.. بعد قليل شاركنى فى هذا الوضع، الأخ مجوك مدينق مجوك وكان يعمل مستشاراً قانونياً فى ديوان النائب العام، تم إعتقاله بالتهمة المعروفة.. التعاون مع الحركة الشعبية.. فى الطرف الآخر شاهدت أروب دينق واقفاَ أيضا، فى لحظات إبتعاد الحرس كنا ننزل أيادينا سريعاً ونلوحها لمصلحة جريان الدورة الدموية، كما كنا نتبادل الحديث همساً، أما إذا ضبطت متلبساَ فلن تسلم من عدة صفعات على القفا.. بعد ساعة تقريباً تم صرف مجوك، وأتى للوردية عسكرى أمن يدعى خليفة وهو جبهة إسلامية من أبناء النوبة النجمن، الزول التقول محلفينو قسم على.. نازل
فينى تمارين رياضية مجهدة أنصاص الليالى مع طوابير عسكرية سمجة ثم مواصلة الوقوف مع رفع اليدين.. يبدو أننى أصبحت مصدر تسليته فى ورديته الليلية تلك، ولم يحلنى إلا آذان الفجر، حيث إكتشفت أن أفضل وسيلة لتخفيف تواتر التعذيب هى أن تتمحرك فى دورة المياه، ثم الوضوء، ثم الصلاة مع الدعاء الطويل.. حتى ذلك التكتيك لم يكن يجرى
على اللئام من عساكر الأمن أمثال المدعو طوكر.

إستمر ذلك الحال من مساء الخميس ثم الجمعة إلى السبت، إلى صباح الأحد، وقد كان السبت عطلة إسبوعية بجانب الجمعة، فى بدعة من بدع الإنقاذ التى لم تستمر طويلاَ. حضر أثناءها الضابط المدعو طارق الشفيع مرة واحدة يوم الجمعة، إلى مكتب الأمن المسؤول عن المعتقل ليلتقى طاقم الحراسة ويتأكد من أن تعليماته بخصوصى يتم تنفيذها.. هذا ما قاله لى عسكرى الأمن المسمى دكين وهو جبهة إسلامية، شخص بسيط لا يخلو من طيبة وكان يظن أن مايقوم به هو واجب إسلامى.. مسكين يادكين! يبدو أن طارق الشفيع لم يكن فى عجلة من أمره فلم يستدعينى لمواصلة لتحقيق والتعذيب الما خمج إلا مساء الأحد.
.
ونواصل
.
رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.

ملحوظة: جوهر المعلومات المنشورة هنا كنت قد كتبته فى تقرير عندما كانت الذاكرة أكثر عنفوانا، وسلمته للمجموعة السودانية لضحايا التعذيب فى القاهرة، لم أحتفظ بنسخة منه.. أرجو مدى بنسخة،
إذا تيسر.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج07-07-2006, 07:02 PM
(3)
عرفت أن الأستاذ أروب دينق قد تم إطلاق سراحه، إرتحت للخبر لكننى لم أتفائل فيما يخصنى..

حوالى الثامنة مساء بدأ التحقيق الذى يقوده الضابط المدعو طارق الشفيع، وبعد عدة أسئلة سريعة.. نادى على أربعة جلاوزة كانو منتظرين بالخارج.. بدأ الحفل.. تم الإستهلال بجملة وسيل من الشتائم.. بعدها ماتسمع إلا لط.. لط.. ثم لب.. لب.. شئ بونية وشئ رأسك بالأرض، شد من الأذن والشعر.. وبعد ماحيلهم إتهدَ قليلاً لجاؤا للضرب بعصى المكانس وخراطيش الموية ذات اللون الأسود تلك التى تستخدم لتوصيل الماء بدلاً عن الأنابيب المسماة "قالفنايزد" كانت أشد أدوات التعذيب إيلاماً.. بعد فترة لم أعد أحس بالألم، بل فقدت الإحساس تماماً بيدى اليسرى.. الزبانية نفسهم أصابهم الأعياء فجرونى جراً الى الحوش ورمونى لوردية الليل التى كانت تتسلى بجلد المعتقلين الذين ساقهم سؤ حظهم للمبيت فى الحوش، لم يكن الصيد وفيراً ذلك المساء، كما أن الوردية يبدو عليها قد أصابها الملل لحسن حظنا نحن القلائل المتواجدون ذلك المساء، فكانت المناوشات خفيفة.. نوع أقيف ووشك على الحيطة، وعندك ساعة واحدة نوم فيها لكن لو إتقلبت جاى وله جاى.. شيل شيلتك.. جبط.. جبط.. ومرت الليلة طويلة طويلة، وفى الصباح الباكر تم أخذ التمام.. عساكر، على مدنيين، على معتقلين.. أدخلونا بعد التمام، غرفة بئر السلم.

مازال الأستاذ الزين يتم إستدعاؤه، واليوم إنضم إلينا شخصين أحدهم سورى الجنسية وكانا متهمين فى قضية تزوير شيكات! القضايا التى يكون فى أطرافها مصالح تخص ناس الجبهة الإسلامية كانو بيحولوها للأمن حيث الحسم سريع، بعيداً عن ساحات القضاء! حوالى منتصف النهار حضر ضابط الأمن طارق الشفيع وأمرنا بالوقوف بما يشبه طابور الشخصية، ثم خرج ليعود بعد لحظات ومعه شخص أعرفه ويعرفنى جيداً، ويبدو أن هذا الشخص قد تعرض لبعض الجلد الساخن مع التهديد المروع.. سأله ضابط الأمن طارق الشفيع أمامنا: عدلان منو فى الناس ديل؟ فأشار على بيده وكنت أنظر إليه فى عينيه المتسعتين قليلاَ، فلعنت إبن سلسفيل الأمن و ضابط الأمن طارق الشفيع -فى سرى طبعاً- وشعرت أن الأرض غير ثابتة تحت قدمى وأشفقت على ذلك الشاب الذى كان يرتدى قميص أبيض محشك فى بنطالاً أزرقاَ مع قلم حبر جاف "بك" مشبك فى جيب القميص. ذلك الشخص كان دائم الإنتقاد لخط الحزب الشيوعى، وكان من رأيه أن الحزب الشيوعى يجب أن يتبنى خط الكفاح المسلح فى مواجهة سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية.. ربما كان محقاًفى رأيه ذاك، ربما.

هذه الليلة بدأ الحفل متأخراً قليلاً، حوالى التاسعة مساء.. وبدأ الإستهلال ب: يازول ماتقوى رأسك ساكت، قضيتك بالنسبة لينا أوضح من الشمس.. يازول خلاصك بإيدك، نحن ماشغالين بنبيع ترمس!.. شايف الكابينت داك.. مليان بإعترافات قيادات حزبكم.. أوريك ليها؟ ماتعمل فيها بطل.. نحن عندنا أساليبنا البنطلع بيها منك الكلام.. ووالله تجى براك تدشو دش.. إنت يظهر عليك ماعرفتنا كويس.. جيبو الأسلاك ديك.. طآآآآآخ.. طآآآخ.. لب..لب.. دُج.. دُج.. لبخ.. لبخ.. تظاهرت بالإغماء وفقدان الوعى.. سمعتهم يقولون جيبو جردل الموية الباردة.. وبدأ أحدهم بمسك شعرى ثم رفع رأسى إلى أعلى عالياً ثم تركه ليسقط، ولما كانت ردة فعلى الطبيعية هى مقاومة عجلة الجاذبية للسقوط الحر ودق الدلجة.. فقد نجحت حيلتهم لكشف إستهبالى.. فتضاحكو وبدأو الإنسحاب من الغرفة، وكنت أسمع فى الغرفة المجاورة أصوات تعلو وتنخفض، فعرفت أن هناك تحقيقاً ما كان جارياً.. عرفت بعد خروجى من المعتقل لاحقاً، أن ذلك التحقيق كان مع عضو هذا البورد.. الباشمهندسة الأخت العزيزة سامية قسم.. كانوا يحاولون إخافتها عن طريق إسماعها أصوات التعذيب
الصادرة من الحجرة المجاورة!

.
ونواصل
.

رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج07-07-2006, 07:03 PM
(4)


الحوش كان عامراً وحفل بعد منتصف الليل كان قد بدأ عندما أخرجونى من المكاتب وسلمونى لوردية الليل. كان هناك أربعة معتقلين جدد، كانو واقفين فى صف واحد وبطريقة منظمة حيث المسافة بين أحدهم والآخر حوالى ثلاثة أمتار.. سرعان ماعرفت سبب المسافات بينهم، فهى تتيح لعسكرى الأمن تلويح سوط العنج -من طراز سيطان البقر- ثم نزوله على ظهور المعتقلين دون عوائق!

لما كانت حالتى لاتسمح لى بالوقوف مستقيماً كالآخرين فى الصف.. فقد خربت الرصة بأن تداعيت متكوماً، وفشلوا فى جعلى أقف عن طريق ضربى المتواصل بالسوط.. ما قلت ليكم الجلد خدر! فجرونى وربطوا يدى معلقة على فرع شجرة نيم لإجبارى على الوقوف، ثم واصلوا عرضهم مع باقى المعتقلين، فكان العسكرى الممسك بسوط العنج يتوقف عند كل واحد ويبدأ فى إلقاء محاضرة سمجة عن أنه سيخرج الشياطين من رأس كل واحد فى المعتقلين، ثم جبطك.. جبطك..

فى الصف كان صاحبنا بتاع الشيكات المزورة.. أيضاً تعرفت على الأستاذ معاذ خيَال، فقد كان برليم فى الكلية عندما كنا سناير، بالإضافة إلى أنه كان خطابياً ممتازاً ويدير أركان نقاش متعددة فى الجامعة. عجبت لوقوفه شامخاً وصامداًً كالحمار أمام الجلد المتواصل بسوط العنج، وسبب عجبى أنه من صغرى إرتبط فى ذهنى أن الحلب لايحتملون الجلد بالسياط! لا أدرى من أين أتتنى تلك الفكرة العجيبة.. ومعاذ من حلب الأبيض إقليم كردفان وهو مثل صاحبنا الحلبى التانى صديق الزيلعى.. صفة حلبى تطلق على أصحاب البشرة القريبة لبشرة سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط.

الشاب أبوشنب كبير مثل شنب على مهدى الممثل -داعبته مرة وقلت ليهو ساوى شنبك الزى العشميق ده- كان لايهتز له رمش ويتلقى ضربات السوط وكأنها لاتعنيه، هو فردتى فى زنزانة بيت الأشباح لاحقاً الباشمهندس عصام الفكى.. وكان يعمل فى دار الهاتف، تم إعتقاله ذلك اليوم ومعه إثنان من زملائه.. الأخ عبدالله يوسف، وهو الآخر كان صامداً أمام سوط العنج ومعاها نضمى ومحاججة مع عسكرى الأمن فى أن مايقومون به غير إنسانى.. وغير إسلامى.. و..و.. أما ثالثهم فتح الرحمن فلم يكن فى ذلك الصف حيث عرفت لاحقاً أنه أصيب ب أزما وأغمى عليه.

قضيت نهار اليوم التالى فى مستشفى الشرطة، حيث كنت قد ألححت بالشكوى لكل عسكرى أوضابط صادفته فى الصباح أثناء التمام من أننى أعانى من نزيف فى البول وضيق فى التنفس بسبب تضخم اللوزتين وكنت أمشى كما يمشى ود الطهور! فى الطريق إلى المستشفى هددونى بأننى لن أتلقى أى علاج وسيتم إرجاعى لمكاتب الأمن فوراً إذا لم أتبع تعليماتهم بأن إدعى أننى ضابط شرطة وماحدث أننى سقطت من عربة بوكس أثناء سيرها! لكن يبدوا أن حظهم كان جيداً إذ وجدو أن الطبيب من عينتهم.. فلم يكلف نفسه سؤالى عما حدث لى، وبعد إجراء التحاليل اللازمة تم صرف أنتى بايوتك ولزمت أحد الآسرة حتى المساء حيث عاد ضابط الأمن المدعوا طارق الشفيع لأخذى مباشرة الى معتقل السطح داخل القيادة العامة.
.
ونواصل..

رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج07-07-2006, 07:04 PM
(5)


عند تفتيش غرفتنا فى منزل السجانة مساء يوم الإعتقال الأول.. عثر ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع وإستولى على دفتر أجندة يومية أخضر اللون مما تصدره الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعى، حيث كانت زوجتى نازك خريجة كلية الزراعة تعمل، وقد كانت مديرة لقسم الصادر فى الشركة العربية للخضر والفاكهة ، إحدى شركات الهيـئة للإستثمار، عند تركها العمل فى 1996.

الصفحة الأولى فى ذاك الدفتر كانت به بيانات نازك ثم بيت من شعر أيمن أبوالشعر القائل: علَمٌنى لون الجرح النازف.. أن الأحمر أشرف من كل الألوان.. وفى الصفحات الداخلية كان هناك تلخيصاً فى شكل نقاط لإحدى دورات مداولات اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى المنعقدة قبل إنقلاب الجبهة الإسلامية المشؤوم، فقد درجت اللجنة المركزية على تلخيص مداولات دورة إنعقادها وطباعتها فى شكل كتيب يتم توزيعه ونقاشه وسط أعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعى من الديمقراطيين.

ضمن ماعبث به المدعو طارق الشفيع، كان جواز سفر أمريكى خاص بزوجتى نازك وعليه صورتها عندما كان عمرها أقل من عام! نازك ولدٌت فى مقاطعة فرزنو بولاية كاليفورنيا عندما كان والدها البروفسور محمد سعيد القدال مبتعثاً لتحضير الماجستير هناك. عادت الأسرة عقب الفراغ من الدراسة إلى السودان وكان عمر صغيرتهم نازك لم يجاوز العام وقتها. لم يجرؤ ضابط الأمن على أخذ الجواز معه فتركه وهو حائر ومتردد.. تم إستدعاء نازك للحضور لمكاتب الأمن صبيحة الأحد 29 سبتمبر، فأوصلها خالها محمد أحمد صالح باعبود ولم يسمحو له بالدخول أكثر من مكتب الإستقبال الخارجى.


لما كان ###### حراسة نظام الجبهة الإسلامية المتعفن، المدعو طارق الشفيع مدعياً أجوفا ًلايعرف إلا القليل جداً عن الحزب الشيوعى، فقد صور له عقله الصغير أن تلك المرأة الجالسة أمامه عضو لجنة مركزية.. بما أن هناك تلخيصأ -فى شكل نقاط- لمداولات اللجنة المركزية.. قد وجد فى دفترها. لابد أنه كان يحلم بترقية ترفعه فوق زملائه.. دبورتان، أو واحدة، أو إنشاء الله زيادة متين جنيه فى الراتب.. بعد أخذ البيانات الأولية بدأت أسئلته لنازك عن عضويتها -كما صورها خياله- فى اللجنة المركزية، وإنتهى بأن جعلها تقسم بأنها ليست عضو لجنة مركزية! طارق الشفيع الذى يدعى أن كل ملفات الشيوعيين محبوسة فى أدراج الكابينت الموجود فى مكتبه، لايعرف أن كل أعضاء اللجنة المركزية دون أستثناء مكلفين بتقديم دفاع سياسى.. لذا لاينكرون عضويتهم فى اللجنة المركزية، وقد كان ذلك هو الممارسة الفعلية والمنهج المتبع لكل أعضاء اللجنة المركزية اللذين سبق أن تم إعتقالهم. الأمر الآخر الذى يكشف جهل ###### حراسة نظام الجبهة الإسلامية المتعفن، المدعو طارق الشفيع بأساليب الحزب الذى تصدى لمحاربته بذلك الإسلوب ال########.. أن مداولات اللجنة المركزية متاحة لكل العضوية كماهى متاحة للديمقراطيين أصدقاء الحزب، وهى الآن يتم نشرها فى الإنترنت.

سأل ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع، سأل نازك عن الجواز الأمريكى الذى شاهده أثناء التفتيش، فأوضحت له مصدره، فقال لها أحضريه.. ردت عليه أنها لن تحضره، وإذا كان عاوزه ليه ما شالو بنفسه وهو قد شال حتى الصور العائلية! إستشاط ###### الحراسة غضباً ونزع شنطة اليد التى كانت نازك تحملها وبدأ فى تفتيشها بعصبية فوجد أوراق بها بعض الآيات القرآنية كان جد نازك، الحاج أحمد صالح باعبود -رحمه الله- قد سلمها لها قائلاً خذيها معك عساها تحميك فهؤلاء ملاعين.. حمل ###### حراسة نظام الجبهة الإسلامية الأوراق وقال مخاطباً نازك.. إنتِ قايلة دى بتحميك مننا.. أعقبها بصفعتين.. لم تهتز نازك ولاذت بالصمت التام. نادى على عسكرى ليأخذها إلى الخارج ثم سلمها أمر إستدعاء للحضور صبيحة اليوم التالى.

وجدت نازك أن خالها محمد أحمد مازال فى إنتظارها فى مكتب الإستقبال.. عند وصولها منزل الأسرة وجدتهم مجتمعين فحكت تفاصيل يومها فثارت ثائرة الجميع، وكتب والدها مذكرة شديدة اللهجة لخصمه مدير الأمن فى ذلك الوقت -العارف والمسئول عن كل ممارسات التعذيب- د. نافع مطالبأ بالتحقيق فيما جرى ومحاسبة المسئول. لاتتوفر لدينا المذكرة الآن ولكننى سأنشرها حال حصولى عليها. أيضاً تطوع د. عصام صديق زوج خالة نازك بالذهاب لمقابلة من يعرف من مسئولى جهاز الأمن فطلب من نازك وصف ذاك الضابط، حيث أنه لايعرف نفسه بل يحرص كل ضباط الأمن على إخفاء هوياتهم -خوف الملامة والندامة- فوصفته نازك بأنه أميل إلى القصر ممتلئ الجسم نوعاً ما وملامحه تنبئ بأنه من جهات غرب السودان..

###### حراسة نظام الجبهة الإسلامية فوق تجرده من القيم الإنسانية الفاضلة بإعتداءاته وتعذيبه للمعتقلين السياسيين العزل والمجردين من أى وسيلة دفاع، ###### الحراسة ذاك لاتمتد يده إلا إذا ضمن أنه داخل حصنه الحصين ووسط عدد من أمثاله من المجردين من كل شئ عدا أسلحتهم النارية.. فوق كل صفات الخساسة التى يمتلكها ذاك المدعو طارق الشفيع -وكأنها لاتكفيه- فى نفسه عنصرية بغيضة تزين خلل دواخله.. فأول ما سأل عنه نازك عند مقابلتها صبيحة اليوم التالى.. تقولى على بشبه الغرابة؟ ردت عليه بأن ذلك وصف وليس شتيمة! كان بادى الحنق وغير راغب فى غير إنهاء الموضوع فدعا نازك لأن تتعهد بأن لاتمارس عمل سياسى مضاد للإنقاذ.. ففعلت وأخلى سبيلها.. لكن تم حرمانها من زيارتى طوال فترة إعتقالى..

.
تأخرت على الشغل.. بجيكم صاد..
ونواصل..
.
رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج07-07-2006, 07:05 PM
(6)

عند البوابة إستلمنى عسكرى الأمن المسمى نفسه كرار.. وهو شاب يبدو وكأنه مجبور على تأديه دوره، فلا يخفى تعاطفه مع المعتقلين فى أحيان كثيرة.. سآءه منظرى وهيئتى..

كان الإجراء المتبع أن المعتقل يمشى فى الأمام، بينما الحارس خلفه على بعد خطوات يوجهه.. لِف يمين.. أكسِر شمال.. أمشى عديل.. وهكذا حتى يتم توصيلك للجهة المقصودة.. أثناء المشوار من البوابه إلى العمارة المستخدم سطحها كمعتقل، دار بينى وبين كرار الحوار التالى..
- لاحول الللَلآه.. يازول مالك؟
- ...!
- الناس ديل مالُم معاك؟ إنت سارِق ليك قُندران؟
- متهمنى شيوعى..
- طيب.. الناس الفوق فى العمارة ديك.. ماكلهم شيوعيين! إنت الظاهر عليك بتاع كفاوى، ورأسك كبير.. لكن.. ودينى وإيمانى.. إلا نخلَِىِ ليك زى السِمسِمة..
لم أتمالك نفسى من الضحك.. وإلتفت ناحيته، حيث أننى لم إعتاد مخاطبة الناس ووجهى ليس ناحيتهم.. بدا لى الوضع غريب أن أتحدث إلى شخص يمشى ورائى!
- يازول.. قبل عديل قدامَك.. قلبك ميت.. الله!

أنهى عسكرى الأمن المسمى نفسه "مهدى" وهو المسئول المباشر عن المعتقل، لايتطرق إليك الشك لحظة فى أنه جبهة إسلامية.. وأظنه فى رتبة صول، أنهى إجراءات إستلامى فى عهدتهم كإدارة معتقل.. الأمن مقسم إلى إدارات وأقسام متعددة منها القسم السياسى، القسم الإقتصادى، الأمن الخارجى، والقسم المسئول عن إدارة المعتقلات، إلخ.. وكان واضحاً لى منذ الأيام الأولى أنهم لايتبادلون المعلومات إلا فى حدود ماهو ضرورى.. وتوصلت إلى أن مسئولى المعتقل لايعرفون عن تفاصيل إعتقالى إلا ماهو عام.. كتصنيفى السياسى، والتعليمات المصاحبة عند تسليمى لهم.. مازالت التعليمات كما هى.. يُمنع من النوم أو حتى الجلوس.. الغرض من ذلك كان إصابة الذهن بالإرهاق والتشتت.. ومن ثم محاولة إستخلاص المعلومات.. كما هى أيضاً وسيلة لإصابة المعتقل بحالة من الإجهاد البدنى وتحطيم قدرته على المقاومة..

لاحظت حالة الوجوم التى أصابت سكان معتقل السطح حينما وصلتهم.. لم أكن أدرى أن منظرى بذلك السوء إلا عندما لاحظته فى وجوه زملائى المعتقلين.. معتقل السطح كان عبارة عن صفين من الزنازين الصغيرة المتقابلة تتوسط سطح العمارة، والسطح مسور بسور لايزيد إرتفاعه عن المتر.. كل صف كان به حوالى خمسة إلى ستة زنازين.. الزنازين الجنوبية كانت مخصصة للعسكريين -فى الخدمة أو المعاش- المتهمون بالتخطيط لإنقلاب المتهم الرئيسى فيه الأمير عبدالرحمن نقدالله، أذكر منهم العميد على التجانى، الرقيب التجانى، المقدم عادل، المقدم م. عبدالمعروف، وهذا الأخير كان يقضى شهر العسل مع زوجته فى مدنى عندما تم إعتقاله..

الزنازين الشمالية كان فيها معتقلين سياسيين من أحزاب الشيوعى، الأمة، الإتحادى، وبينهم من حركة الطلاب المستقلين الأخ محمد محمود.. وتربطه صلة قرابة بالمخلوع نميرى.. أيضاَ من حركة الطلاب المحايدين فى جامعة الخرطوم -والتى كانت حديثة النشأة وتسحب فى البساط من تحت أقدام مؤتمر الطلاب المستقلين- تعرفت على الأخ والصديق إبراهيم باخت.. وهو شاب هادئ قليل الكلام، توثقت معرفتى به فيما بعد، تقابلنا فى ندوة كبرى كان قد أقامها التجمع الوطنى قبل عامين فى واشنطون خاطبها الدكتور جون قرنق وياسر عرمان وعدد من قيادات الحركة الشعبية الزائر آنذاك، وكان هناك هاشم بدرالدين.. علق لى إبراهيم باخت أنه لايود الإحتكاك بهاشم بدرالدين.. فإستفسرته.. قال لى فيما معناه أنه قبل مجيئه الولايات المتحدة كان فى كندا وصلها طالباً اللجؤ من القاهرة، وأن هاشم بدرالدين قد إتهمه بأن له علاقة بنظام الجبهة! بعد يومين إتصل بى ممثل التحالف الديمقراطى فى واشنطون طالباً منى مقابلة الدكتور جون قرنق مع وفد تجمع واشنطون لآن قرنق سيسافر بعدها.. المهم إلتقيت بهاشم بدرالدين قبل حضور قرنق فى بهو الفندق وتحدثت معه فى شأن إبراهيم باخت فى وجود وفد التجمع.. فبدأ هاشم بدرالدين حديثه.. إنتو ياالشيوعيين ديل الواحد يجى يضرب معاكم كأس ولا كأسين.. تقولو عليهو زول كويس.. قاطعته وقد تملكنى الغضب، أنه هاشم بدرالدين لم يضرب معى كأس أو أربعة.. وأن إبراهيم باخت معرفتى به كانت فى جولات الصراع مع نظام الجبهة، وكان صوتى قد بدأ يعلو.. توتر الجو، وتدخل الحاضرون، براحة يإخوانا.. براحة.. إنتهى الموضوع بأن أعطانى الأخ هاشم رقم تلفونه وأعطيته رقم تلفونى على أمل التحدث لاحقاً، فلم تتح لنا الظروف ذلك بعد.

إن أشد الأمور ألماً فى نفس المناضل الإتهام بالخيانة.. تتضآئل كل آلآم التعذيب بجانبها، خاصةً إذا ماكان المرء مازال على عهده ملتزماً خط الشعب ومصالحه.. صحيح أن الناس قد تتغير والمناضلين قد لايعودوا مناضلين، فقد رأينا كيف أن البعض القليل قد باع وإنحدر إلى أسفل سافلين.. ولكن يجب علينا الحذر فى إطلاق الأحكام والنعوت.. فالخيانة والإنتهزاية ليست مسلك أو موقف عابر أو نزوة.. ولا يمكن نعت أمروءٍ بها إلا إذا كانت مسلك مستمر يميز شخصية المرء وتصرفاته فى مجملها.. حتى وإن كبا رفيق، نمد له يدنا ليتمكن من الوقوف وتصحيح وضعه، ولا يجب التخلى عنه.. إلا إذا إستمر فى منهجه. أزعم أن هذا هو منهج الحزب الشيوعى وهو معبر عنه فى الوثيقة التاريخية الفذة التى كتبها الأستاذ عبدالخالق محجوب فى 1963 "إصلاح الخطأ فى العمل وسط الجماهير"، كما يعبر عن هذا المنهج السلوك الذى إتبعته سكرتارية الحزب الشيوعى فى مديرية العاصمة القومية، حيث ورد فى البيان الذى تم فيه إعلان فصل كامل عبدالرحمن الشيخ: "قيادة الحزب في المديرية لم تتسرع بناء على هذه المعلومات لاتخاذ قرار إداري أو تنظيمي تجاهه في محاولة منها لمنحه الفرصة الكاملة للعودة إلى وعيه ورشده واكتشاف ان ما يقوم به ضار به وبعمل الحزب إضافة إلى سعيها الحثيث للتأكد من هذه المعلومات والممارسات حتى لا يضار عضو الحزب نتيجة لمعلومات قد تكون غير صحيحة وذلك من خلال مراقبة حركته ومناقشته وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه. ولكن الزميل لم يساعد نفسه ولا الحزب فقد ظل طيلة هذه الفترة سادر في ممارساته وتضليله للحزب بمده بمعلومات ثبت عدم صحتها." لما لمثل هذه التهم من آثار مدمرة فى نفوس المناضلين.. يجب علينا الحذر.. ثم الحذر.. ثم الحذر، قبل إطلاق النعوت.. ذلكم داء قديم ذكره القرآن فى الآية التى توصى المؤمنيين أن يتبينوا أن يصيبوا قوماً بماليس فيهم بناء على معلومات مستقاة من فاسق!

إستقر بى المقام فى زنزانة أذكر من ساكنيها الأستاذ عدنان زاهر المحامى، وأنور عباس "ود الحوش" والإثنان من أولاد الموردة الشِفُوت! سارع أنور ودالحوش بالبحث عن سُكر ممن يعرف أن لديهم بعض منهمّ، وبذل جهداً مقدراً إلا أن تمكن من صنع عصير تانك بسكر مُركَز ملاء به جك ألومنيا حتى منتصفه.. رغم أننى لاأشرب السُكَر -خِلقة ربنا!- إلا أننى قرطعته مسروراً. أنور ود الحوش وعندنان زاهر كانا يرسمان عندى إنطباع أنهم إذا رمتك الأقدار خصماً لهما فى لعبة الكوتشينة فى عشرة وست، فشيل شيلتك من السيرة والتقريق.. ولم يخب ظنَى، ففى الإسبوع المنصرم كنت خصماً لعدنان زاهر فى عشرة وست فى شقتهم العامرة فى ضواحى تورنتو.. وكان زميله الفاضل هاشمى وهو غياظ لايشق له غبار وليس أقل من أنور ودالحوش فى ذلك! من معتقلى السطح من البورداب، تعرفت على الشاب عادل الوسيلة "أمبدويات" حينها لم تبدأ صلعته فى الزحف، كما أن بصره مازال حديد وقتها!

.
ونواصل..
.

رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج07-07-2006, 07:06 PM
(7)


ألفت الناس والمكان.. عرفت كيف أنوم وأنا واقف! وفى وردية منو.. عرفت أن الحرس ليس له صبر مراقبتك طول الوقت.. بعضهم كان يكتفى بأن أكون واقف، وأخر حتى وأنا واقف يجبرنى على حمل طوبتين ورفعهم عالياً.. مرت أربعة أيام وأنا على ذلك الحال.. اليوم الخامس تركونى أنوم وقت الظهر وفى المساء طلبوا منى إرتداء ملابسى كاملة والخروج معهم.. توجست وبدأت فى تهيئة نفسى لجولة أخرى من التعذيب بالضرب وما إليه.. عند وصولى مكتب الإستقبال وجدت فى إنتظارى ضابط فى الأمن يعمل فى إدارة المعتقلات إسمه أيمن.. تعرفت عليه على الفور فهو قد درس معى فى فصل واحد فى مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة.. أيمن ذاك -وهو من أصول تركية- جبهة إسلامية معروف وكان يعمل فى مركز الفيحاء قبل إنقلاب الجبهة فى 89 هو عرفنى أيضاً وبعد السلام والتحية قال أنه قرأ الإسم ولكنه لم يكن يتوقع أن أكون نفس الشخص! ذكر لى بسرعة أن أحد أفراد أسرتى ينتظر بالخارج وأنهم عادة لا يسمحون بأى زيارة لمعتقل مهما كانت الأسباب طالما التحقيق ما زال مفتوحا ولم يتم إكماله.. قال لى أن تعليمات عليا صدرت لهم بشأن هذه الزيارة على ألا تتجاوز مدتها الدقيقتان! خرج معى من الباب الآخر لأجد إبن عمتى وزوج أختى الأخ طه أبوالقاسم فى إنتظارنا.. فضمنى طه بقوة وتحسس جسدى، سألنى.. كويس يازول؟ أجبت.. الحمدلله.. أعلن أيمن أن الزيارة إنتهت!!.. ونحن نبتعد.. أبلغنى طه تحيات الأسرة وأن الوالدة، زوجتى والأطفال كلهم بخير.. أعطانى تلك الزيارة العجيبة أملاَ دافقاً وجمعت أشتات روحى وجسدى.. عرفت من طه لاحقاً أنهم مارسوا كافة الضغوط الممكنة فقط ليقتنعوا أننى فعلاً مازلت حياً! طه بوالقاسم كان سفير السودان فى سوريا لحظة وقوع إنقلاب الجبهة الإسلامية، وتعرف على المدعوا بكرى حسن صالح أثناء زيارة الأخير إلى سوريا فى شهور الإنقلاب الأولى.. وفى الكشف الأول لمجزرة الدبلوماسيين، كان طه أبوالقاسم من المحالين للصالح العام.. لكنه وظف معرفته للمدعو بكرى وبقا ليهو فى حلقو لغاية ما ظفر بتلك الدقيقتين.. فى الحقيقة أنا هو من ظفر!

اليوم التالى تم إستدعائى لنفس مكتب أيمن.. لأجد فى إنتطارى ضابط أمن آخر إسمه إبراهيم وكان زميلى فى المرحلة الأولية عندما كان والده يعمل فى الشرطة ويسكونون فى القشلاق الجنوبى.. إبراهيم كان ضابط شرطة وتم إنتدابه للعمل فى الأمن قبل إنقلاب الجبهة.. بعد حق الله بق الله.. أقسم لى أنه لم يكن يعرف بأمرى إلا أن أخبره بــلة.. وبـلة ذاك ترزى فى حِلتنا.. سألنى ماذا أشكو.. قلت ليهو ماشايف كُرعينى وإيدينى وارمات كيف؟ قال لى ماذا حدث؟ قلت ليهو تعذيب!! وهسع مازالت التعليمات المستديمة ألا أنوم أوإرتاح.. أعطانى كيس صغير فيهو فرشة أسنان ومعجون وصابونة لكس! -كملها منى الصحفى محمد محمد خير- ونادى على الحرس وخاطب أيمن.. الزول ده تانى مافى زول يسألوا.. عند رجوعى سألنى زملائى المعتقلين عما جرى، حكيت لهم.. عدنان زاهر محللاتى كبير فى شئون المعتقل.. فسرَ ما جرى بأنه مقصود ليكون مخرج لضابط الأمن. . صاحب الملف، فهو قد إقتنع من لاجدوى الإستمرار وفى نفس الوقت لا يودَ الظهور بمظهر أنه قد تراجع!! تم إستدعائى مساء اليوم السابع فقابلت ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع..
بدأ معى تحقيقاً مكتوباً بحضور شخص آخر حرص على ألا يرينى وجهه.. فكان يأتينى من الخلف وأنا جالس أمام ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع، ويقول لى إنت لسع ماشفت حاجة ويقرُص فى أذنى ويعركها عركاً.. فى ختام التحقيق قالو لى أننى لن أرى الشمس ثانية.. وأننى بعد سنوات قليلة فى المعتقل سأحضر لهم جاثياَ مستجدياً إعطاؤهم المعلومات!!

وردى صالح حسن، فنى عدادات يعمل فى الإدارة المركزية للكهرباء، قارب عمره الستين عاماً.. وهو إبن عم الفنان محمد وردى.. تعرفت عليه فى معتقل السطح وكان عند إعتقاله أن جمع عساكر الأمن من منزله كرتونة مليانة بأعداد الميدان السرية والعلنية وبيانات مختلفة للحزب الشيوعى.. فى إحدى الليالى فى معتقل السطح صادف المقدم م. عبدالمعروف خارجاً من الحمام نظيفاً وكنت مع وردى فى الصف ننتظر دورنا لدخول الحمام، إستوقف وردى.. عبدالمعروف..
- إنت مُتنضف لشنو؟
+ يمكن يجينى إفراج..
- إفراج!! إنت آخر زول هاتطلع من هنا..
+ ليه، أنا قالو ليك شيوعى؟..
- إنت ياخ نزلوك من راس دبابة..
+ أيوه.. أنا نزلونى من راس دبابة.. لكن إنتَ الراكب رأسك ده.. ينزٌلوك كيف؟

حكى لى مجوك مدينق مجوك ذات ليلة.. أن أروب دينق حكى له كيف أنه تم إعتقاله فى الطريق بين البركس ومستشفى العيون وهو فى طريقه لموقف بصات البرارى.. وكيف تم تعذيبه، وقال لى مجوك أن أروب كان يبكى بكاءاً حاراً ويقول لمجوك أنه تسبب فى إعتقال عدلان وهو صاحب أسرة وعندو أتفال صغار.. تأثرت بما حكاه لى مجوك، فكنت أعرف أروب شاعراً رقيقاً مرهف.. وله شعر بالإنجليزية وبلغته الأم لغة الدينكا.. بعد أيام قليلة من خروجى من المعتقل يوم 12 فبراير 1992 حيث قضيت شهر فى معتقل السطح إلا أن تمت تصفيته أواخر أكتوبر ليتم تحويلنا كلنا لبيت الأشباح المجاور لمكاتب لجنة الإختيار للخدمة العامة، حيث قضيت أربعة أشهر ونصف الشهر.. بعد عدة أيام على خروجى ذهبت لمنزل الأخت هالة الكارب فى منطقة مزاد جبرة جنوب الخرطوم.. فقد كنت مهموماً بشأن أروب.. أريد أن ألقاه وأوٌضح له أن ماحدث كان تبعات طريق إخترناه واعين بمخاطره.. وأن لايترك نفسه نهباً لأى وساوس.. لم أكن أعرف طريقاً يدلنى على أروب سوى أصدقاءه زملاؤه إنشراح، هالة، أو مارتن.. ولم أكن أعرف سوى منزل هالة.. بعد التحيات العادية والسؤال العام عن الصحة.. أوضحت لهالة سبب زيارتى وقلت لها أن الجنوبيين يتعرضون لتعذيب أشد قساوة بمراحل عننا نحن.. لأن ضباط أمن الجبهة غالباً عنصريون حتى فى ممارسات التعذيب.. أجابتنى بحزن عميق.. أن.. أروب قد مات.. أطرقت حيناً فحكت أنه بعد إطلاق سراحه هاجر إلى ليبيا.. بعد شهور قليلة تعطلت كليتاه فتم نقله ألمانيا حيث توفى فى إحدى مستشفياتها.. خرجت مودعاً، ولم أجد ما أعزى به هالة.. لأننى كنت فى حاجة للتعزية..

عاش شهداء الحرية والسيادة الوطنية..

فى غياب المحاسبة تتكرر المآسى، التشريد، التعذيب، الإغتصاب، التطهير العرقى..

لكيلا يفلت المجرمون فتتكرر الجرائم.. نلاحقهم بالحق.

رجاء: من يملك معلومات عن ضابط الأمن طارق الشفيع، الرجاء نشرها هنا، أو إرسالها على بريدى الإلكترونى [email protected] هدفى من ذلك ألا تتكرر هذه الممارسات مرة أخرى.

المصدر :

لكيلا يفلت المجرمون .. ضابط الأمن طارق الشفيع..

--------------------------------------------------------------------------------

امجد محمد الامين07-07-2006, 09:56 PM
عزيزي خالد الحاج
لم اجد الوقت الكافي لأقرأ كل البوست
لكن هي مأساة...
والاشد منها إيلاماً .... هي مأساة الغربة
التغريب الذي مارستة كل الحكومات منذ الاستقلال وحتى الآن
هو اشد انواع التعذيب إيلاماً....
سؤالي من منا ترك الوطن بمحض ارادته؟؟

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج16-07-2006, 11:08 AM
استمرار ممارسة التعذيب والتصفية الجسدية منهج مرسوم لدى سلطة الإنقاذ وأجهزة أمنها

جبهة عريضة لمساندة الضحايا وتقديم المجرمين للمحاكمة




إلى جماهير الشعب السوداني

إلى طبيبات وأطباء السودان

في ظهر يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 يونيو 2006 تم اقتياد الطبيب عمر التاج النجيب، وهو خريج حديث من جامعة أمدرمان الاسلامية بعد توزيع بيان لفرع الحزب الشيوعي بجامعة أمدرمان الاسلامية بخصوص حرمان 450 طالبا من أداء الامتحانات بسبب عدم دفع الرسوم الدراسية، بواسطة مجموعة من داخل حرم الجامعة إلى غرفة مجهزة للتعذيب بمباني اتحاد جامعة أمدرمان الاسلامية. وقد تعرض هنالك لأبشع أنواع التعذيب البدني والنفسي، فظل معصوب العينين لساعات التعذيب العشرة، وشمل التعذيب التهديد بالقتل بسلاح ناري والشروع فيه بالضرب بالسيخ والطيقان والايدى والركل بالارجل والشنق المتقطع والتعليق من الأرجل بمروحة متحركة والشد من الخصية بالاضافة الى سب العقيدة وحرمانه من الصلاة.

يهمنا أن نؤكد أن ما حدث حلقة جديدة في سجل سلطة الجبهة الاسلامية المخزي وأجهزة قمعها المتعددة، فكلما اشتد الخناق على السلطة بمختلف أجنحتها، بدءاً من فشلها في توفير أبسط مقومات الحياة من غذاء وتعليم وصحة، مروراً بالهزائم المتلاحقة والحصار لأذرعها في اتحادات طلاب الجامعات ومنابر نقابات العاملين والمهنيين وأساتذة الجامعات وانتهاء بحصار المجتمع الدولي. في هكذا ظرف تخرج السلطة أقذر ما في جرابها من أدوات تكميم أفواه المناضلين من أجل الشعب. فليست صدفة أن يتزامن هذا الحدث مع الاعتداءات المرسومة من قبل الأجهزة الأمنية على الأطباء في ربك، الابيض، نيالا و الخرطوم .

ففي الوقت الذي تعصف فيه الأوبئة القاتلة بما تبقى من جسد الجماهير الخائر تحت وطأة الجوع والمرض، الكوليرا، السحائي، الدرن،..الخ، تتوجه أيادي الغدر نحو الاطباء بمختلف بقاع السودان في محاولة يائسة وخاسرة حتماً لاسكات صوت الحق وما دروا استحالة أن تسكت حناجر من هتفوا بحياة الشعب السوداني وهم يصعدون درجات المشانق ويواجهون بثبات رصاص الغدر.

وكذلك لا بد ان يقرأ هذا الحدث مع ما جرى في جامعة امدرمان الاهلية والسودان من تعذيب لبعض الطلاب، والتعذيب المتواصل لابناء دارفور والبجا، والاحداث المصاحبة للعملية الانتخابية بجامعة الخرطوم و ومواقف المعلمين في شرق السودان والولايات الشمالية. ففي ظل هذا الصعود لحركة الجماهير لاسترداد منابرها وادوات تغييرها مواصلة لطريق التحول الديمقراطي المنشود، تظن السلطة انها يمكن أن توقف طوفان الجماهير هذا بتكرار تجربة بيوت الأشباح والتعذيب الاثمة، ولكن هيهات فما يقدمه الشيوعيون وبقية القوى الديمقراطية من تضحية مهر رخيص في سبيل الديمقراطية وانعتاق الجماهير.

تجئ هذه الاحداث بعد مرور اكثر من عام على اتفاقية نيفاشا وقرابة العام على اقرار الدستور الانتقالي بوثائق حقوق الانسان الملحقة به، والسلطة تحاول الارتداد عن ما مهرته بايديها حول تعديل القوانين المقيدة للحريات وفي مقدمتها قانون جهاز الأمن.

نؤكد أن الحزب الشيوعي السوداني يغرس قدميه عميقاً في تراب الوطن، رصيده إنحيازه الاصيل لقضايا شعبنا ودفاعه المستميت عن حقوقها. وهو مدعوماً بحقوق الرأي والتعبير التي كفلها الدستور الانتقالي، ولن تمنعه أيادي الغدر عن التواجد والوصول وقيادة العمل الجماهيري اينما وجدت.

ندين المحاولة البغيضة وندعو جماهير شعبنا الالتفاف حول:

1- المطالبة بالتحقيق القضائي النزيه والعاجل، ومحاكمة المجرمين المتورطين في هذه الفظاعات وتعريتهم.

2- تكوين جبهة عريضة لمساندة ضحايا الاغتيالات والتعذيب وأسرهم، ولتصعيد حملة بالتنسيق مع ممثلي التجمع الوطني الديمقراطي بالسلطة التشريعية لفتح التحقيق في ملفات الاغتيالات والتعذيب والانتهاكات التي مارستها أجهزة أمن نظام الانقاذ منذ استيلائه على السلطة ( شهداء رمضان، الشهيد د. علي فضل ، أحداث بورتسودان ، الاغتيالات العديدة وسط الطلاب ، الانتهاكات الكبيرة بدارفور..الخ)

3- توحد كافة القوى الديمقراطية باحزابها ونقاباتها ومنظماتها من أجل تحديد صلاحيات جهاز الامن بما يتوافق مع الدستور الانتقالي، وفضح ومحاربة كافة اساليب النظام الجديدة في الارهاب الفكري والسياسي. ولأجل تحول ديمقراطي حقيقي بتفكيك دولة الحزب الواحد.

4- تكاتف جماهير الاطباء لاستعادة المنبر النقابي الديمقراطي للدفاع عنهم وعن حقوقهم، مستلهمين تجربة نقابة أساتذة جامعة الخرطوم.

الحزب الشيوعي السوداني

قطاع الأطباء

19 يونيو 2006


http://www.midan.net

صور توضح آثار التعذيب التي تعرض لها دكتور النجيب

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_1884144ba00b4d8b66.jpg

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_1884144ba00b50aae7.jpg


http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_1873044ba00e213ca6.jpg

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_1873044ba00e2518c6.jpg


http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2471544ba012ea2234.jpg[/align]

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2468744ba0159c0784.jpg

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2468744ba0159e8880.jpg

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2525844ba017c8ba08.jpg

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2525844ba017cb5a4b.jpg

التقرير الطبي الذي يوضح ما تعرض له دكتور النجيب:

http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2504644ba01bbea43a.Najeeb
http://sudaniyat.net/vb1/images/uploads/3_2469144ba02cdee727.jpg

ملاحظة :
ضاعت الصور في عملية الهكر ضد سودانيات. من يملك هذه الصور الرجاء إرسالها علي بريد سودانيات مشكورا .

http://www.sudanyat.org/upload/uploads/atn.jpg

http://www.sudanyat.org/upload/uploads/atn1.jpg

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج16-07-2006, 11:13 AM
عزيزي خالد الحاج
لم اجد الوقت الكافي لأقرأ كل البوست
لكن هي مأساة...
والاشد منها إيلاماً .... هي مأساة الغربة
التغريب الذي مارستة كل الحكومات منذ الاستقلال وحتى الآن
هو اشد انواع التعذيب إيلاماً....
سؤالي من منا ترك الوطن بمحض ارادته؟؟

ليتني يا صديقي أمجد أملك إجابات لتساؤلاتك
لكني أوافقك في كونها مأساة!!
أرجو أن تجد الوقت لتقرأ بقية الملف.
تحياتي

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج02-08-2006, 05:23 PM
تجربتي مع المعتقل (خالد الحاج) :

الاعتقال :
العام 1992 شهر مايو والخرطوم كعادتها تزدحم بالسابلة يحتمون بظلال النيم ويسيرون علي عجل منهم من يبحث عن وسيلة مواصلات ومنهم من يسارع الخطي مخافة الكشات مرة لتفريغ العاصمة ومرات للتجنيد القسري عدت في ذاك اليوم من مكتب الضرائب بعد أن بذلت فيها جهد ليس بالقليل لإقناع أحد المفتشين أن أدوات معمل مصنع الصابون مستوردة باسم ريمون بيطار وأن هذا الرجل لا توجب عليه زكاة ودخلت مكتبي في عمارة التاكا وما أن جلست علي المكتب حتى جاءني أحدي المراسلات قائلا أن هنالك من يسأل عني فقلت دعه يتفضل جاء شخص ضخم وسلم خير سلام ثم تبعه آخر قلت تفضلوا - ياجماعة تشربوا شنو -والله لو ممكن موية باردة لو سمحت- ثم بادرني- نحن من الأمن العام ويا أخي دايرنك تجي معانا شوية- في شنو يا جماعة إن شاء الله خير-لا مافي حاجة بس شوية أسئلة كدة وبترجع لي شغلك-خير مافي عوجة بس خلوني أسلم الورق ده وأستأذن وأمشي معاكم- لا الورق خليه في مكتبك ده وأرح طوالي مافي داعي تستأذن- وتركت مكتبي وأوراقي ومفتاح الفيسبة وخرجت معهم وعند نزولي أسفل البناية رأيت عربة بوكس بها شخص يجلس في مؤخرتها وبادرني أهلا بالبطل المناضل وأكرموني بالجلوس في السيارة في الأمام وجلس احدهم بجانبي وقال لرفيقه -أرح- واتجه الأخير إلي الخرطوم ثلاثة وعند وصولنا إلي نادي الأسرة سألني- بيتكم وين-فقلت -بيتنا في الصحافة يا جماعة فقال- يا زول أنت ماساكن هنا- ولم ينتظر إجابتي وقال -أرح00مربع كم يازول -مربع خمستاشر -أرح- وصلنا المنزل سلموا أسلحتهم لمن ناداني بالبطل ودخلوا معي الي المنزل وكانت الوالدة عليها الرحمة تجلس تحت ظل النيمة في الحوش فرحبت بنا ودخلنا الصالون وقام أحدهم بالإتجاه نحو المكتبة -دي مكتبتك يازول- لا مكتبتي في الغرفة التانية- ممكن نشوفها-جدا -الوالدة يا ولدي في شنو -مافي حاجة يمة بعدين بوريكي- ودخلوا غرفتي دخول الفاتحيين وبدأ أحدهم يقرأ للأخر عناوين الكتب-مجلات الكرمل اللهجة العامية في السودان طبقات ود ضيف الله النزعات المادية في الإسلام ده جيبو جاي مدن الملح الزول ده مثقف القرآن الكريم الأطفال والعساكر ده برضو جيبو زح ليّّ وقام بأخذ ما مجموعه عشرون كتاب لم يكن بينهم القرآن الكريم -الوالدة تنادي يا ولدي الشاي وتسألني حينما خرجت لأخذه في شنو وديل منو إنت سويت ليك مصيبة ولا شنو مجموعة من الأسئلة لم أكن أملك لها إجابة وخرج هولاكو ورفيقه بما حملاه من غنائم وخرجنا الي الشارع وأحدهم يجيب الوالدة التي لم تعد تستطع صبرا الزول ده بجي بعد شوية ياحاجة مافي مشكلة مجرد أسئلة وبجي راجع ومن جديد تحركت السيارة ولم يقل أرح هذه المرة.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج02-08-2006, 05:24 PM
بيت الأشباح:

وصلنا سادتي الي حي المطار وبالتحديد الي عمارات ضخمة في مواجهة مقابر الكمنولس وتلاصق مباني القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ودخلت السيارة دونما إستاذان وأدخلوني الي المبني الوسيط ومن ثم الي الطابق الثالث وداخل الصالة قرأت علي لوحة ضخمة معلقة علي الحائط الآية الكريمة (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق) الي أخر الأية فاطمأنت نفسي ولا أخدعكم فقد كان بي بعض الوجل وجلست في غرفة صغيرة أربعة في أربعة وجاء غيري شباب ونساء ثم دخل علينا محمد شريف علي المسرحي الشهير وبدأ لساني ينطق والونسة إحلوت ومر الوقت وكل من جاء غادر وبقيت كالسيف وحدي وعندما أرخي الليل سدوله جاء أحدهم عابس الوجه قميئه وناداني تعال يازول وسرت خلفه الي غرفة يتوسطها مكتب يجلس عليه شخص عندما قمت بعد ذلك بوصفه للأستاذ الصحفي محمد عتيق قال أنه عاصم كباشي وبدأ الرجل يسألني إسمك منو بتعرف فلان وفلان وفلان وتعددت إجاباتي فمنهم من أعرف و كثيرون لا وفجأ أحس بيد تمسك بي من مؤخرة رأسي -أوعك تتلفت - ثم أعقب ذلك بصفعة علي الأذن ثم أخري وعلي أن لا ألتفت لم أراه وخرج تاركني للأول يواصل أسئلته ثم جاء أخر هذه المرة بلا استحياء وصار الأول يسأل والثاني يشجعني علي الإجابة بالصفعات مرة ومرة بالشلوت ثم أخذني الأخير الي غرفة مليئة بالكتب الي سقفها وهناك كان علي أن أحمل أنبوبة غاز وأقوم بعملية إحماء جلوس ثم قيام ثم جلوس حتي تورمت ساقاي وكان يحفذني بضرابات توالت لساعة ثم صارت ضربات بدون غاز لأني ما عدت أقوي علي حمل الأنبوبة ثم لم أعد احس بشيئ بعد ساعات من الضرب وتركوني أنزف من أنفي وفمي وفي الصباح جاء أحدهم وسلمني لمكتب أخر وقاموا بعصب عيوني وأرقدوني في الكرسي الخلفي لسيارة ملاكي تحركت لمدة ربع ساعة ثم توقفت لينزلوني ودخلت ليربطوا لي يدي بحبل في شجرة نيم وصرت أقف علي أمشاطي من الصباح حتي عصر نفس اليوم وبعد أن حلوا وثاقي أدخلوني الي حوش كبير فيه ساحة مفروشة بالخرصانة تتوسط ثمانية عشرة زنزانة وكان بالحوش مجموعة من الناس عرفت منهم ميرغني عبد الرحمن سلمان /بكري عديل/ العم الحاج مضوي /محمد عتيق/ فوزي/كمال الجزولي المحامي ومجموعة ضخمة تعرفت علي بعضهم بعد ذلك وسيأتي ذكرهم.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج02-08-2006, 05:25 PM
سهر الدجاج ولا نومه :

أخذني الرجل قابضا علي أذني وكأني بهيمة وهذه المرة كان هزيل العود ضامر ونحيف جدا فتخيلت لو كان المكان غير المكان كنت(طبيتو كربون ونشفت ريقو ( لكن ما علينا المهم سادتي توسط بي الحوش وخاطب الجمع بكل وقاحة الليلة جبنا ليكم زول جديد وقام بتوزيع المعتقلين الي مجموعات وأوقفني مع مجموعة كمال الجزولي هنا فقط عرفت تصنيفي وعرفت أنه نسبة لسخونة الجو فقد أنعموا علي المعتقلين بحبة "همبريب" وتركوهم يجلسون في الحوش ثم قام أحدهم بتشغيل شريط تسجيل للمبدعة عائشة الفلاتية وسأل الجمع- العارف الفنان ده يبلغ- وهو تعبير عسكري ولم يرد احد عليه ولما رأيت الرجل مصر يعرف قلت له هذه عائشة الفلاتية (شليق) فقال قوم كمان عارف يلا أدينا أرنب نط ولما كنت جديد كان علي أحدهم أن يشرح لي أسأله الغفران فقد كنت السبب في جعله يقفز علي أمشاطه كحيوان الكنقارو وكانت ساقاه طويلتان وهي مشقة لو تعلمون قاسية خاصة علي طويلي الأرجل وقمت بتلك الحركة اللعينة جيئة وذهابا لمدة خلتها دهرا حتي أرضيت غرور ذاك الهضيم ثم تركني أجلس وجاءوا بالتجاني حسين في تلك الليلة ملطخا بالدماء ورموه في وسط الحوش وأمروه بالوقوف وما كان له الي ذلك سبيلا ولم يوقفهم ذلك من ضربه حتي خلنا ان الرجل قد مات ثم أدخلونا في المغيب الي الزنازين وكانت من نصيبي زنزانة صغيرة بها أربعة أشخاص غيري وهم عوض عباس من مواطني الكلاكلة النور إبراهيم الدور رقيب بالقوات المسلحة وأبو بكر عبد المجيد موظف والصحفي محمد عتيق رئيس تحرير مجلة الدستور السودانية أيام الديموقراطية الثالثة
ولم أنم تلك الليلة ليس للآلام الجسدية فحسب وإنما لأن أحد المعتوهين من عساكر الأمن كان يقوم بتسلية نفسه برجم أبواب الزنازين بالخرصانة وقد إستمر في ذلك الي صباح اليوم الثاني.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج02-08-2006, 05:26 PM
ست العرقي :

في اليوم الثاني سادتي جاء المدعو مصطفي دكين وهو أحد المتخصصين في التعذيب يرافقه زميله أبوزيد وكان الأول يدعونا الي الصلاة وبعد الانتهاء منها يأمرنا بالوقوف في مواجهة الحائط وإغماض أعيوننا بأيدينا وقمت في ذلك اليوم بالوقوف ووجهي علي الحائط لمدة ستة ساعات قام فيها الإخوة بمراقبة الحوش وحينما كان يغيب لمدة قصيرة كنت أجلس لدقائق معدودة الي أن لمحني لعنة الله عليه وعرفت حينها ما يسمي بست العرقي وهي أن تمسك أذنك اليمني بيدك اليسري ثم تدخل يدك اليمني في الدائرة المتكونة من ذلك وتنحني ملامسا الأرض دون أن تجعل ركبتاك ينحنيان ثم تدور حول نفسك وهي حركة تصيب بالغثيان وغالبا ما يضحك العسكري القميء لمنظرك مما يضاعف حجم الهوان لديك وقد قمت بذلك وأعقبه ضرب بخرطوش المياه الأسود والذي يستخدم عادة لتوصيل المياه داخل الأرض الي المنازل ثم شهدنا أناس ماكنت والله أحسب أن الأم السودانية بقادرة علي ان تجود بأمثالهم وضاعة وخسة وعدم احترام لإنسانية الفرد ناهيك عن سنه ومن هؤلاء السفلة المدعو حسن الطاهر / عادل سلطان/الفاتح مصطفي/وليد حسن عبد القادر/عبد الله طوكر/حسن مقبول/جهاد/يوسف وقد تواصلت الابداعات نأكل وجبة واحدة في اليوم مكونة من فول سيئ بدون ملح وزيت وخبز متيبس وأحيانا ينعموا علينا بشاي في برطمانات مربة ونحلي في الغالب بجلدة ساخنة ويعتبر الحمام من المستحيلات و إن حدث فهو إعلانا بخروجك من المعتقل.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج02-08-2006, 05:27 PM
هاشم بدر الدين:

نخرج اليوم أحبتي من جو المعتقل الحار جدا إلي خارجه لتكتمل الصورة وأبدأ من شركة بيطار حيث قامت إيفون فلتاؤس رئيستي المباشرة بالسؤال عن الحاصل بعد خروجي وقد توجست خيفة كما قالت لي فيما بعد ولما لم يسعفها أحد بإجابة شافية قامت بإبلاغ الخواجة ريمون بيطار الذي رأي الإنتظار عملا بنصيحة السيد بوب المحامي ومحامي الشركة ومر اليوم دونما جديد سوي أن مجموعة الزملاء قاموا بالإتصال بالمنزل وكانت الوالدة تتوقع حضوري حسب وعد هولاكو لها ولما تأخرت تحول المنزل الي مناحة وتجمع الشايقية من الدروشاب والكلاكلات والحاج يوسف وما بينها وهاك يا شاي00 في المعتقل كان اليوم الثالث وبغير العادة هادئ جدا وساعات النهار في شهر مايو طويلة طويلة وبدأت أشم رائحة جسدي تتعفن ولما سألت عن إمكانية حمام ضحك الحضور بالزنزانة وكان الموضوع باعث للتندر يا زول إنت قايل ده الهيلتون والله أنا لي شهر ما إستحميت قالها النور أبراهيم وكنت لا أحتاج لقسمه بالله لأصدقه فرائحته دليل مادي لا يقبل الطعن ومرت ساعات النهار بلا نهاية وحلا المساء ولم يتغير الموضوع ما زال الهدوء العجيب وأخيرا زال عجبنا في صلاة المغرب حينما همس أحد القادمين الجدد بأن الترابي تعرض لمحاولة إغتيال في كندا وكنت أتخيل أن الحكاية رصاص حتى جاء الخبر الأكيد عندما جاء الي زنزانتنا في اليوم التالي سائق سيارة السيد الصادق المهدي ضيفا عزيز علينا وهنا حكاية طريفة فقد كان جرم الرجل عظيم تصوروا أنه كان يقوم بتوصيل سيد الصادق الي منزل للعزاء وعلي لسانه أروي القصة -يا زول مالك جابوك في شنو؟
- السؤال التقليدي-
- والله كنا ماشين بيت عزا وعربة الأمن كانت ورانا قام نزل ليهم لستك فوقفوا ونحن واصلنا مشوارنا وبعد ما رجعنا البيت لقيناهم منتظرننا فجابوني هنا وهاك يا ضرب.
وكان وجه الرجل عجيب من أثار الضرب وقام الرجل مشكور بتوضيح القصة لنا أن هاشم بدر الدين قام بجلد الرجل وأسع هو كده كده- ولم يفرح لذاك الحدث أحد علي الأقل بزنزانتنا وكانت الحكاية دليل علي مستوي الخصومة التي أوصلنا لها نظام احترف العنف وسيلة لفرض أراءه فإذا بها ترتد إليه في شخص رمزها الشيخ ويا لها من مأساة لم تنتهي فصولها بعد نسأل الله اللطف
جاء الليل سادتي وتواصل الفلم الهندي من ضرب بالخراطيش والدبشك والزحف علي الخرصانة.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج02-08-2006, 05:29 PM
تحقيق:

مضي أسبوعي الأول في المعتقل وأخذت أعتاد الأشياء والوجوه نري بعضنا للحظات عند الخروج للصلاة ويتعرفون عليك في عجالة من أمرهم فالونسة ترف لا يملكه معتقلوا بيت الأشباح وعرفت صفوة من الناس تنحني الشمس خجلا لهاماتهم النبيلة أحمد حمدان/التجاني حسين/عبد المنعم عبد الرحمن/فيصل حسن التجاني/حسن هاشم/محمد وداعة الله/علي أحمد حمدان ناهل/أحمد دهب/نادر عباس/التجاني مصطفي/علي أبوبكر/كمال الجزولي/الحاج مضوي محمد أحمد/نصرحسن بشير نصر/ملازم أمن الجمري/وفوزي أمين/تيراب تندل أدم/بكري عديل/سيد أحمد الحسين والكثيرين الذين لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم -كان ذهاب التوليت مشكلة فهم لا يمهلونك حتي تقضي أمرك ويضربون علي الباب وإن تأخرت تحول الضرب إليك مما أصابني بإمساك ومقاص في الإمعاء عانيت منهم الأمريين وبعد مرور الأسبوع صارت الرائحة لا تطاق وكلما منيت نفسي بالتعود تقول لي هيهات وطبعا لا يوجد ما يسمي مسواك حتى صار من المألوف أن تخاطب رفقاء الزنزانة وأنت تولي وجهك نحو الجهة المعاكسة وأصبحت الزنزانة تحمل رائحة مشرحة الخرطوم العتيقة وصار الكرش (حك فروة الرأس والجلد) عاديا جدا لا يثير إنتباها ونادوني صباح يوم غير بهي إلي غرفة قصية وبدأ ما يمكنني تسميته تحقيق لأول مرة -إنت البوديك تلاتة شنو -والله ياخي تلاتة دي أنا متربي فيها وأصدقائي اغلبهم هناك عشان كدة بمشي بعدين ممكن أعرف أنا عملت شنو - إنتا تقفل خالص ونحن هنا البنسأل بس يعني تجاوب وإنت ساكت(كيف دي لم أسأله رغم إنها جديدة) وقلت في نفسي كلام عساكر -بتعرف فلان ماتقول لي ما بتعرفو عشان حا أكسر ليك راسك الكبير ده وفلان داك بتعرفو من وين والجماعة الفي النادي بتاعين الفرع ديل ما قدرك البقعدك معاهم شنو وبعدين إنت ما عندك أهل مقضي اليوم كلو في تلاتة هنا يدخل من يسمي بي أبي زيد ويلطمني دونما توقع مني حتي قفذ الدمع من عيني : الشيوعي الكافر ده ما داير يقول الحقيقة ! قول النصيحة يا زول
حقيقة شنو يا غضبة الله عليك الزول ده قايلني زينب الحويرص و لا شنو.

وتوالت الأسئلة طيب البوديك جامعة الخرطوم شنو ياخي انا طالب هناك في معهد الدراسات الأفريقية هنا لطمة أخري
: شوف يا زول ماتقول لي ياخي انا صاحبك قول ياكمندان (بضم الكاف والميم) قول ماسامعني؟
-يا كمندان
: أي كده بعدين قلت لي داير تبقي دكتور نحن ناقصين فلسفة ما أهي البلد ملانة دكاترة جابوا لينا شنو بلا المرض والكلام الفارغ.
وطبعا الرجل معذور فهو يقوم بعمل ذو شأن عظيم يحمي الثورة العظيمة من أمثالي شذاذ الأفاق وله أن يقود سيارة جديدة وأن يقبض مرتب بعدة أصفار ولك الله يا دكتور يوسف مدني وأنت تأتي كل صباح لصرحك العظيم مشيا علي الأقدام- المهم سادتي تواصل المسلسل بنفس الوتير بلا كلل منهم أو ملل يذلون من شاءوا ولا رقيب عليهم سوي إيمانهم الراسخ بأنهم إنما يرسون دعائم الدولة الإسلامية ويوجهون الأمة نحو حضارة السلف الصالح0000 وبعد مرور عشرة أيام ماعدت أطيق رائحتي فجاء أحدهم يحمل علبة للتنباك وبعد أن مارس ساديته في التهكم علي من يستفونه وبهبل يدعو للشفقة عليه
- البسف فيكم منو أديهو سفة والله صعوط كارب نمرة واحد كدي يا النور تعال شمو أصلكم إنتو أهلنا ناس الغرب ديل خبرة كارب مش كده لكن والله تشموا قدحة
وقلت أن الرجل عوييل فالأجرب معه عليّ أستطيع للحمام سبيلا يا كمندان يعني لو سمحت ممكن يعني أستحم
: شنو كدي تعال جاي يالله كدي قميصك ده أتنيهو أها إتكسر ولا لا شفته لمن ينكسر ويقول كش أنا بخليك تستحم بعدين إنت جيت متين عشان تستحم يا كمندان تعال أسمع ده بقول شنو مالو الشيوعي ده قال داير يستحم بالللللللللللله يا خي ديل ما ناس تلاتة وتلاتة حلاتة كدي أفتح ليه الباب يالله عايزك تزحف في الخرصانة دي لحدي ما نجيك.
وبدلا من الحمام فقد تيممت في خرصانة كانت جزء من جهنم عملا بالسلف الصالح وصلح التيمم في حضور الماء وكله فقه والله أعلم.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج02-08-2006, 05:31 PM
زيارة :

أبدأ اليوم سردي من المنزل وقد كانت الوالدة عليها الرحمة تقوم بتحركات ماكوكية يحسداها عليها كولن باول ولم تترك باب الا وطرقته وكان كل همها( بس لو عرفت مكانو حي ولا ميت ما دايرا منكم شي تاني) أسأل الله لها الرحمة فما ذلت أعتقد أني بصورة أو بأخري قد عجلت برحيلها ومن ناحية أخري كان ريمون بيطار قد قام بجهد كبير لمعرفة مكاني وهو رجل ذو بأس لو أراد ويملك المال وللأخير سلطانه في دولة التوجه الحضاري والخواجة أثبت أنه ود بلد كما قالت الوالدة وعندما زار المنزل لتفقد الأحوال وجده كنادي الزومة فقام بشراء كبش ودفع مبلغ خمسون ألف وكان حينها يعادل مرتبي لثلاثة أشهر وأسألكم المعذرة للإستطراد ولكن أفضال الرجال يجب أن تذكر000 أعود بكم الي بيت الأشباح وقد مرت ثلاثون يوما كانت كأسنان المشط لا تغيير فيها إلا بقدوم وافد جديد يحمل أخبار الخارج وعبق الصابون والأخير صار هاجس لي وكنت أحسد الأستاذ محمد عتيق لتحمله وهو ود العمارات وليت ود بادي إلتقاه 00في نهاية الأسبوع الأول من يونيو كانت تحركات الوالدة قد بدأت تاتي أكلها في صباح ذاك اليوم جاءني المدعو مصطفي دكين يحمل لي صرة وأدخلها من بين فتحات السيخ في أعلي باب الزنزانة قائلا ود تلاتة واصطاتك قوية هاك الزوادة دي لامن نطرشك ليها وفتحت الكيس وإثني عشرة أعيون تتبعني وفيه وجدت جلباب وسروادوك وفرشة أسنان ومعجون وصابونة أي والله صابونة وكمان لوكس الللللللله (نان دي يا أمي أكلها) المهم بعدها بساعة من الزمن جاء القميء مرة أخري وناداني بعد فتح الباب قوم يا ملحد إنت تعال مارق أمشي إستحمّ قالها ونظرت أنا إليه فقالها مرة أخري يا زول ما تمشي ومشيت يا جماعة الحمام واستحميييييييييييييييت وهاك يا كدوب وهاك يا دعك وبي الجد كنت ######ان فقد كان الماء يصب علي جسدي صافيا زلولا ثم ينحدر بعد ذلك كما ينصب الماء من سبلوقة بيت جالوص بني اللون صلصالي الملمس وبه بعض الدرادم وعندما صارت الصابونة تنزلق من يدي لصغرها قلت لنفسي فالأترك البروة دي للهديمات وغسلت قميصي وما كان بإمكاني غسل البنطال فهو جينز وهذا يغسل بأبي فيل أما ملابسي الداخلية أكرم الله أعينكم فقد كانت -كمعراكة الدوكة- ما كان مني الا أن رميتها في برميل الزبالة كما يتخفف المرء من زنوبه ورجعت الي الزنزانة وأعين مليئة بالحقد ترصد خطواتي وعند الواحدة ظهرا جاء القميئ مرة ثالثة وناداني ود تلاتة تعال آلنضيف عندك زيارة وخرجت متسائلا من تراه يكون وخلف المباني كان هنالك من بادرني إزيك يا زول عرفتني أبدا والله ماعرفتك أنا ود ناس عمك فلان أبدا والله برضو ما عرفتك ود حاجة فلانة صديقة والدتكم بالله كيف حالك كويس وإنت كيف الجماعة ديل بعاملوك كويس -مافي عوجة- كان ردي فقال راسك القوي ده خليها تبقي ليك درس -مافي عوجة- الحاجات وصلتك ايوا دي مرسلاها ليك الوالدة وهي كويسة وبتسلم عليك الله يسلمك ويسلمها شكرا يا أخي خلاص مع السلامة في أي وصية لا بس قول للوالدة ما تقلقي أنا بخير مع السلامة ورجعت ميمما وجهي تجاه الزنزانة فناداني القميئ تعال يا النضيف ما شي وين ماشي الزنزانة يا كمندان زنزانة شنو تعال بي جاي وكان مكان الوضوء في منتصف الحوش به ماء آسن وطين فقال شايف الطين داك أمشي إتعطن لي فيهو- يااخواناالزول ده بي صحو- ومشيت وإتعطنت في الطين ولم يرضيه ذلك فقال إدردق أخمج في الطين ده كويس وصرت من جديدكالغراب ورجعت الزنزانة ولم يشمتوا علي رغم إني قبل ساعة زمن كنت عريس الفريق نضيف وظريف ومر أسبوع أخر أنجلدت فيه كذا مرة ثم تركوني يومين أو ثلاثة أيام دون ضرب وأخيرا جاء أحدهم وناداني يا الشيوعي أمرق وودع جماعتك ديل وقال محمد عتيق مبروك يا زول يا إفراج يا كوبر وأي الحالين مبروك وودعتهم بعد أن تبرعت بفرشة أسناني للأخ عوض عباس وكانت هدية قيمة أفرحته والله وربطوا لي عيني بعد أن حلفوني علي المصحف أن لا أخبر أحد بما يحدث هناك ورجعت الي حيث بدأت وبنفس الطريقة والوسيلة الي مركز الأمن وحقق معي ضابط أمن يدعي أسامة ذكر لي مجموعة من الممنوعات ثم أخذوني الي مكتب الرجل إبن صديقة الوالدة وقد أمر سائقه أن يوصلني الي حيث أريد وذهبت الي الشركة حتي أأخذ الفيسبة ثم أذهب الي المنزل وعند دخولي المكاتب بدأ الموظفون يتجمعون وبكت الزميلات وكان يوم لن أنساه ما حييت وعند رجوعي المنزل زغردت الوالدة وتجمع الجيران ولكم أن تتخيلوا البقية ولم يكدر صفوي أحد لمدة ثم رجعت الغلاصات حتى كان هروبي بعد ثلاثة أعوام خارج الوطن
التحية للشهداء
التحية للقابضون علي الجمر
والصامدون والجاهرون بكلمة الحق
ولا نامت أعين الجبناء
خالد الحاج الحسن

للمزيد من التوثيق للرواية وغيرها رجاء الرجوع إلي
جرائم سودانية
دكتور أمين مكي مدني
الناشر دار المستقبل العربي
رقم الإيداع بدار الكتب المصرية 1878/2001
الترقيم الدولي 977-279-172-4-I.S.B.N.

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج09-08-2006, 07:01 PM
الصادق الشامي المحامي يسجل تجربته مع التعذيب :

الحلقة الأولي
ولا يزال التعذيب مستمراً (1)

شباب في مقتبل العمر عذبوا حتى الموت فما ضعفوا ولا وهنوا وذهبت ارواحهم فداء لهذا الوطن ونذكر منهم د. علي فضل ومنهم من وضع في برميل ملئ بالثلج حتى تجمدت أطرافه وتلفت شرايينه فبترت ساقه ونذكر المحامي عبد الباقي عبد الحفيظ وتعرض الكثيرون لأصناف وأساليب ونماذج من التعذيب لا يقرها ضمير حي ولا دين ولا قيم ولا خلق سوي.

ونخشي أن تضعف ذاكرة التاريخ وتضيع الحقائق والوقائع الثابتة في خضم الاكاذيب والترهات وصناعة التزييف.

فبعد فترة وجيزة من استشهاد د. علي فضل سأل الصحفي والكاتب فتحي الضو العقيد يوسف عبد الفتاح في 9/5/1990م عن موت د. علي فضل بالتعذيب في السجن فكانت الاجابة "هذه اشاعات لقد مات بالملاريا".
ومنذ فترة وجيزة سئل احد قادة النظام عن حقيقة بيوت الأشباح وما كان يمارس فيها من تعذيب جسدي ومعنوي فكانت الاجابة مرة أخرى "هذه إشاعات".

إن السكوت عن بيان هذه الحقائق يفتح المجال لطمسها ونسيانها ومن ثم ضياعها ولذلك لابد من تعرية وفضح جميع ممارسات التعذيب وكافة أوجه انتهاكات حقوق الانسان ومصادرات الحريات الأساسية توثيقاً واثباتاً وتاريخاً لها.

لقد قرأنا في الصحف الصادرة خلال الأسبوع المنصرم خبراً عن استمرار نفس وسائل التعذيب لبعض الطلاب في جامعة أم درمان الإسلامية وفي غيرها مما يدل على أن هؤلاء الزبانية لا يزالوا في طغيانهم يعمهون ومما يعني ان السكوت يغري بممارسة هذه البشاعات مرة اخرى وبأساليب جديدة ولذلك رأيت ان أنشر تجربتي اضافة جديدة قديمة لتجربتي د. فاروق محمد إبراهيم وعمار محمد آدم سيراً على نهجهما، وادعوا الآخرين لتوثيق وتسجيل تجاربهم في هذا المجال.

* معاملة السجون:
عندما وقع انقلاب الانقاذ كنت مشاركاً في مؤتمر المحامين العرب في سوريا وعند عودتي إلى السودان في 4 يوليو 1989م اعتقلت في مطار الخرطوم لبضع ساعات وبعدها بعشرة أيام تم اعتقالي وحبسي ادارياً لمدة اربعة أشهر بسجن كوبر ثم افرج عني لمدة اسبوع وتم اعتقالي مرة اخرى لمدة أربعة أشهر امضيتها بين كوبر وسجن بورتسودان ثم اعتقلت مرة ثالثة لمدة ثمانية أشهر لقد امضينا تلك المدة بسجن كوبر بأقسامه المختلفة وبسجن بورتسودان.
وأشهد بأنه طوال الستة عشر شهراً التي امضيتها بين سجني كوبر وبورتسودان كنت وغيري من المعتقلين نتلقى معاملة عادية ولم نسمع أي سباب أو إهانات جارحة أو ألفاظ نابية ولم يقع علينا أي اعتداء وكنا نعامل وتصان حقوقنا وفق لوائح السجن وقد كان ضباط السجون وأفرادها يعاملوننا بكل مودة واحترام طوال مدة الاعتقال.

تجربة بيوت الأشباح
صدمة البداية:
لقد جاء الاعتقال في المرة الثانية بعد منتصف الليل في 10/11/1989م واخذت في عربة بوكس تايوتا وكان معي في نفس العربة المرحوم المهندس/ عبد الله السني والمحامي عبد الرحمن الزين والمهندس عبد الجليل محمد حسين وقد عصبت اعيننا حتى لا نعرف الجهة التي سوف نؤخذ اليها وتوالت علينا الاهانات والضرب منذ بداية الاعتقال فسأل المشرف على الاعتقال المرحوم المهندس عبد الله السني هل لك سكرتيرة وعندما اجاب بالنفي ضربه بمؤخرة البندقية بقوة على صدره ولقد ظل أثر تلك الضربة بارزاً وظاهراً على صدر المرحوم السني حتى فارق الحياة.

ثم بدأ سيل الاهانات والشتائم والألفاظ النابية دونما مبرر أو أي سبب ولقد تجملنا بالجلد وقوة العزيمة والصبر على المكاره.

وعندما وصلنا إلى مكان الاعتقال طلب منا ان نقف معصوبي الاعين إلى جوار احد الأعمدة وبدأ الزبانية يركلوننا بأقدامهم وينهالون علينا ضرباً بالأيدي وعندما اعترضت على ذلك ضربني احدهم بسوط على صدري وظهري فما كان مني إلاَّ أن أمسكت ذلك السوط وأخذته منه بقوة تربال وتمكنت من نزعه منه ورفعت العصابة عن عيني فوجدت انه يغطي رأسه بطاقية من صوف تغطي وجهه حتى ذقنه وليس بها سوى فتحتي الأعين وليست بها فتحات للأنف أو الفم وسألني "ماذا تريد ان تفعل لي هل ستضربني" فأجبته بالايجاب وخاطبته بألفاظ حادة يستحقها ولكني وجدت العذر في قوله سبحانه وتعالى:
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليما"
كنا مظلومين ولقد ذهب الرد الحاد ببعض غيظ قلبي وبعد ذلك ارجعت له السوط فاحجم عن ضربي ولم يكررها مرة أخرى وبعد ذلك اجلسنا ولكني ندمت عليها لأن ذلك ليس من طبعي ولا خلقي واجلسنا على الأرض معصوبي الأعين وإذا بمقادير كبيرة من الثلج والمياه الباردة تصب علينا بالجرادل وكان منظراً بائساً ومزرياً ومؤلماً للغاية.

وقد مكثنا على تلك الحالة باقي تلك الليلة وفي اليوم التالي اخذوني والثلاثة الذين اعتقلوا معي معصوبي الاعين إلى غرفة ضيقة وقفل علينا بابها من الخارج وكنا نشعر بوجود مياه تحت أقدامنا وراوائح نتنه وكريهة وحر شديد.

وبعد قفل باب الغرفة نزعنا الاربطة عن أعيننا فوجدنا اننا محتجزون في دورة مياه قديمة بها مياه راكدة ولم يكن من الممكن ان نجلس في تلك المياه وهي تغطي حتى منتصف الساق.
وكان لزاماً أن نباشر في غرفة تلك المياه واخراجها من تحت باب ذلك الحمام القديم وبالفعل نزعنا ما كنا نرتدي من قمصان او عمائم وجلابيب وبدأنا في شطف تلك المياه بغمس ملابسنا فيها ثم عصرها تحت الباب حتى تخرج تلك المياه الآسنة.

وللاستمرار في هذه العملية كان لابد أن تكون بالتناوب يقوم بها اثنان ويبقى اثنان على جانب لضيق المكان. لقد استمرت تلك العملية لمدة خمس ساعات متصلة وبعد ان انهكتنا وضعفت قوتنا تمكنا من نزح تلك المياه.

ولضيق الحمام لم يكن من الممكن ان نجلس نحن الاربعة فيه ناهيك عن رقود او راحة واتفقنا على ان نتناوب بأن يجلس اثنان ويقف اثنان وهكذا وقبل أن يبدأ ذلك التناوب سألنا احد الحراس من خارج الباب المغلق "هل تمكنتم من تجفيف ارضية الحمام؟ وعندما اجبنا بالايجاب قال "مبروك ارتاحوا" وخلال دقائق معدودة بدأ تدفق المياه قوياً من ماسورة مكسورة قفلها أو مفتاحها خارج الحمام فقد قام الحارس بفتحه ليعود تدفق المياه لتملأ وتغرق المكان مرة أخرى.

رغم مرور هذه السنوات الطوال التي تزيد على الست عشر عاماً لا يزال ذلك الشعور بالغيظ الكظيم العميق والألم الممض ينتابني ويؤرقني بسبب تلك التصرفات المهينة واللا انسانية واقسم وقتها لو كنا تمكنا منه وقتئذ لقضى احدنا على الآخر.

ورغم شعورنا بالألم والمهانة والغيظ إلاَّ اننا قررنا عدم (شطف) المياه مرة أخرى حتى لا تتكرر العملية ويعاود فتح الماسورة وتصبح امر مسلياً له ومتلفاً لأعصابنا.
وأمضينا ليلتنا تلك والجميع وقوف وظل الحال هكذا حتى عصر اليوم التالي.

واكتشفنا في تلك الليلة ان اي انسان له قوة كامنة هائلة ان فجرها صار في مقدوره ان يتغلب على اصعب واقسى الظروف وان يتعايش معها هل يصدق احد ان يقوى شخص على الوقوف وتحته مياه ترتفع حتى منتصف ساقيه يقاسم ثلاثة أشخاص آخرين ذلك الحيز الضيق ويغفوا غفوة هي بين منزلتي النوم والصحو.

وفي عصر اليوم التالي فتح احد الحراس الباب وسمح لنا (بشطف) تلك المياه وتنظيف الحمام، وبعد تجفيفه قمنا بعد بلاطات الحمام الصغيرة وكانت تسع بلاطات طولاً وخمس بلاطات عرضاً أي أن مساحة دورة المياه التي حشدنا فيها كانت متراً مربعاً ونصف المتر.

ولقد مكثنا في ذلك المرحاض الشديد الضيق المقفل بابه من الخارج بلا منفذ للتهوية سوى (شباك) جد صغير في أعلاه طوال مدة اعتقالنا في بيت الأشباح ذاك لمدة شهر كامل.. وهؤلاء الزبانية الطغاة يسومونا سوء العذاب ضرباً وركلاً بالأقدام وألفاظاً نابية وجارحة وكل ذلك بغياً وعدوا.

الطعام والشراب:
في حوالي الخامسة من عصر اليوم التالي احضروا لنا اربعة (سندوتشات) من الفاصوليا وكانت مليئة بمقادير كبيرة من (الشطة) وعندما اعترضنا على ذلك قالوا هذا طعامكم لكم أن تتناولوه او تتركوه فقمنا بإخراج الفاصوليا وأكلنا ما تبقى من الرغيف.

ولقد ظل موعد تناول تلك الوجبة الوحيدة ثابتاً طوال شهر قضيناه في بيت الأشباح وظل الطعام هو الفاصوليا الملغومة بالشطة التي تراكمت بقاياها داخل المرحاض مما جعل لها رائحة نتنة تأذينا منها وتعايشنا معها.

أما عن مياه الشرب فحدث ولا حرج ذلك إننا طوال تلك الفترة لم نشرب إلا من ابريق وضع في دورة المياه التي كان يسمح لنا بالذهاب اليها مرة واحدة في اليوم وهو لم يكن من نوع أباريق البلاستيك العادية وإنما كان علبة من الصفيح او شيء من هذا القبيل ضغطت في وسطها وتركت بها فتحتان من الجانبين مثل النوع المستعمل في الخلاوي والأسواق الشعبية وهو أبريق صدئ وفي مكان ملوث وكنا نشرب منه مرة واحدة في اليوم.
وبدأ أذى الحرمان من الأكل والشرب إلى أن فقدت شخصياً ثلاثين كيلو جراماً من وزني خلال شهر واحد ورب ضارة نافعة.

قضاء الحاجة:
وإذا كان للوجبة الواحدة موعداً ثابتاً فلم يكن لقضاء الحاجة مرة واحدة في اليوم موعد يحدد الحاح الحاجة وانما يحدده مزاج أولئك الحراس فيختارون لكل منا وقت قضاء حاجته وفق اهوائهم فقد يكون آخر الليل أو أول الصباح أو منتصف النهار او أي وقت يحلو لهم وفي كل الأحوال فقضاء الحاجة كان محظوراً لأكثر من مرة واحدة في اليوم. ولقد حرصنا على أن نتناول أقل قدر من المياه لعدم نقائها وحتى لا نضطر لاستعمال دورة المياه المحظور علينا استخدامها إلاَّ مرة واحدة في اليوم يحددها الزبانية كيفما اتفق ولا تحددها حاجتك.
وكان يخرجوننا من المرحاض حيث كنا نعتقل إلى دورة المياه الأخرى معصوبي الأعين واذكر إنني كنت انتعل (سفنجة) وكانت لهم ممارسات صبيانية معها وهي ان يضغط الواحد منهم على آخر (السفنجة) أثناء سيري معصوب العينين ما يجعلني اتعثر حتى لاكاد أقع على الارض، فكان هذا مصدر فكاهة وتلذذ ######رية لهم وأذكر في احدى المرات ان تعثرت بشدة وكدت أقع على الأرض فكان تعليقه امامي الحفرة التي دفنوا فيها د. امين مكي مدني وانا كنت أعلم أن د. أمين مكي مدني لايزال بسجن بورتسودان وقد كنت معه في زنزانة واحدة وأعلم أنه لم يطلق سراحه حتى تاريخ اعتقالي ولم ينقل لسجن كوبر ولذلك لم أعر ذلك الأمر أي اهتمام وبالتالي لم يتحقق للجلاد ما أراده منه.


المصدر
http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147504137&bk=1

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج09-08-2006, 07:04 PM
الحلقة الثانية

ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح


* التعرف على موقع احد بيوت الأشباح:
في إحدى المرات وأنا ذاهب إلى دورة المياه تلك رفعت عن عيني عصابتها لأتعرف على موقع الاعتقال فلفت انتباهي عدد كبير من الصناديق الصغيرة مكتوب عليها "لجنة الانتخابات القومية" فعلمت إننا معتقلون في مقر لجنة الانتخابات القومية وهو المنزل الذي يقع جنوب غرب المصرف العربي للتنمية وحتماً كان هذا احد بيوت الأشباح.
وما يثير الاستغراب إننا طوال تلك الفترة لم يتم التحقيق معنا سوى مرة واحدة وكانت اسئلة شكلية عن الاسم والعمر والمهنة ومقر السكن والمعتقدات السياسية ولا شيء غير ذلك.
وكنت اعجب من ذلك التحقيق فكلها معلومات معروفة لجهاز الأمن وكنا نشعر بوجود معتقلين آخرين ولكن لم نكن نراهم وانما كنا نسمع اصواتهم وحركاتهم وبما ان جميع الحرس كانوا يرتدون تلك الطواقي الصوفية الكاسية حتى الذقن ولم نكن نراهم ولا نرى المعتقلين الآخرين وانما نسمع أصوات وهكذا جاء "مصطلح بيوت الأشباح".

* وجبات التعذيب:
كنا نسمع مخاطبة الحرس للمعتقلين في الغرفة المجاورة وكان أول اليوم يبتدي بالمناداة على المرحوم بدر الدين لأخذ الوجبة الأولى وبالطبع لم نكن نعرف أي نوع من التعذيب يتعرض له ولكن كنا نشعر به يعود متألماً متأوهاً.
ثم كانوا ينادونه عند المغيب لأخذ وجبة المساء. ثم يخاطبونه بقولهم تشتكينا لعمر البشير خلي عمر البشير ينفعك هنا.

وفي إحدى المرات جاء متألماً ويبدو نازفاً وسمعنا طرقات على باب الغرفة المجاورة والحرس يخاطبونهم بعباراتهم المعهودة "مالكم يا وهم" فنلقوا اليهم حال بدر الدين وجاء الرد "ما معاكم دكتور فاروق محمد ابراهيم خلو يعالجه" فرد عليهم فاروق بأنه دكتور في الزراعة وكان ردهم العجيب "ماكلوا واحد".
ولم نكن نسمع طوال تلك الفترة من أولئك الحراس سوى هذه العبارة الفارغة "يا وهم".

* السخرية المؤلمة:
كما ذكرت فقد كنا نعيش في ذلك المرحاض النتن بمساحته البالغة الضيق وافتقاره إلى التهوية ومع بواقي الفاصوليا المتراكمة واجسامنا المتسخة وملابسنا القذرة ولم نكن قد سمح لنا بالحمام او الاغتسال طوال تلك الفترة بخلاف ما قد نغسل به أفواهنا من ذلك الابريق الملوث. ولا شك ان رائحتنا كانت منفرة ولكن أشد ما كان يحز في نفوسنا سخرية اولئك الحرس منا عند فتح الباب لمناداتنا لتناول (السندوتشات) أو لأخذ أحدنا لدورة المياه فكانوا يجعلون اصابعهم على أنوفهم ويخاطبوننا بقولهم "أنتم بني آدمين أم جيف"؟ وهم يعلمون انهم سبب كل تلك القذارة وما نكابده من ألم ومشقة.

* الحرمان من الراحة أو النوم:
بالرغم من أننا كنا معتقلين في ذلك المرحاض الضيق والذي لا تزيد مساحته عن متر ونصف المتر مربع وبالرغم من أننا كنا أربعة معتقلين في ذلك الحيز الضيق منعدم التهوية، وكانت تلك المساحة لا تسمح بأن نجلس جميعاً فيها ناهيك عن الرقاد او النوم، إلاَّ أن أولئك الزبانية وللمزيد من ارهاق اعصابنا فقد حرصوا على القرع على الباب في فترات قصيرة متفاوتة وبصفة خاصة اثناءالليل كل ذلك بغرض ان نظل يقظين طوال الوقت ولا ننال حتى تلك الغفوة القصيرة. ومن المؤكد أنهم قد درسوا كل أساليب وأصناف التعذيب قبل أن يطبقوها علينا.
أضف إلى ذلك عصب الأعين في فترات الخروج البسيطة لدورة المياه مما يعني حرماننا طول فترة الاعتقال من أشعة الشمس وانعكاس ذلك على صحتنا.

* منع العلاج:
أنا شخصياً أعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن تضخم في عضلة القلب وأواظب على الكشف الطبي والعلاج من الدكتور القدير سراج أبشر.
ومنذ اليوم الأول اخطرتهم بذلك وبأني لم يسمح لي بأخذ الأدوية معي وطلبت منهم الاتصال بالأسرة لاحضارها ولكنهم رفضوا بصورة قاطعة وفي احدى المرات اصبت بإغماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام التهوية فخبط الاخوة في الحمام على الباب بشدة حتى اتى من ينادي "مالكم يا وهم" فاخبروه بالحاصل فقال "يعني ايه ما يموت او تموتوا كلكم بتساوا شنو يا وهم".
ومع الاصرار على خبط الباب والقرع بشدة فتحه لبعض الوقت إلى ان افقت من تلك الغيبوبة وعلمت منهم تفاصيل المواقف التي ذكرتها وتم قفل الباب بعد ذلك ولكن لم يسمحوا لي بأي علاج أو باحضار الأدوية المطلوبة.

* منع العبادة:
ومنذ اليوم الأول طلبنا منهم السماح لنا بالوضوء واخراجنا في أوقات الصلاة سواء فرادي او جماعة لآداء الصلوات في أوقاتها فكان الرد "انتم مالكم ومال الصلاة وهل انتم مسلمون" يا سبحان الله ورددنا بتذكيرهم بقول الحق سبحانه وتعالى في سورة العلق:
(ارأيت الذي ينهي، عبداً إذا صلى، ارأيت إن كان على الهدى)
ولكن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً بل زادهم إصراراً واستكباراً على منعنا من الوضوء والصلاة. ورفعنا أمرنا إلى الله وشكوناه له سبحانه وتعالى. ونعلم ان الصلاة لا تسقط عن المسلم في كل الأوقات ولكن لم يكن من الممكن ادؤها في ذلك المكان القذر وعلى غير طهارة فأديناها في قلوبنا وقمت بقضائها بعد ان انتقلنا إلى سجن كوبر.

* اللهم لا غل ولا حقد:
نحن نتعرض لك تلك المعاني وتلك الانتهاكات والآن وبعد كل هذه السنوات لا أجد في نفسي أي غل أو حقد على أولئك الحراس.. فقد كانوا أدوات وقطعاً من رقعة الشطرنج وأشعر أنهم ضحايا مثلنا تماماً لقد غسلوا ادمغتهم وسيطروا على عقولهم ومسخوا شخصياتهم ونزعوا عنهم آدميتهم وأفهموهم إن كل الذي يقومون به انما هو من اجل تمكين الاسلام والاسلام برئ مما يفعلون.
أنا أقول هذا ولا أعفيهم من المسئولية ولكن أشعر ان المجرم الحقيقي والمسئول الأول هو الذي يحرك تلك الدمي الخشبية وهو الآمر بكل تلك الأفعال والموجه بفعلها وأياً كان موقعه في تراتبية نظام الانقاذ وهرمه وكل القابعين في قمة ذلك الهرم لانهم هم الذين اختطوا منهجاً يستحل كل حرام في سبيل استدامة سلطتهم. وأولئك المسئولون هم الذين يجب ان تطالهم المحاسبة هم الذين وجهوا اولئك الصغار بلبس تلك الاقنعة واعدوا تلك المنازل "بيوت الأشباح" لممارسة ابشع اساليب اذلال الناس واحتقار آدميتهم، وقد كانوا يحضرون بأنفسهم ويشاهدون تلك الانتهاكات ولعلهم كانوا يستمتعون بأنين المعذبين وآهاتهم.



* قوة العزيمة والإرادة:
لقد تمكن أولئك النفر من الجلاوزة والعسس والجلادين من تعذيب أجسامنا والحاق الأذى بها ولكنهم فشلوا في قهر ارداتنا أو النيل من عزيمتنا وكبريائنا والحق أقول إننا كنا كل ما زادت المعاناة والقهر قويت عزائمنا وازداد ايماننا بقضيتنا وازددنا اصرار على التمسك بكبرائنا وعجبنا لتلك القوة الخفية في الإنسان التي تجعله يصمد كل الصمود وينتصر على كل الأهوال والرزايا.

* الانتقال إلى كوبر:
وكما دخلنا تلك البيوت في منتصف الليل خرجنا منها في منتصف الليل في يوم 11/12/1989م فقد حضر الحراس في أول المساء وأخبرونا بأن أجلنا قد دنا إذ جاء وقت أخذنا إلى الدروة وتنفيذ الاعدامات، وجمعونا في تلك الليلة ولأول مرة عرفنا أسماء جزء ممن كانوا معنا واحضروا حافلة ووضعونا فيها ونحن لا نزال معصوبي الأعين وتحركت العربة لا ندري إلى أين؟ وكنا نسمع أصوات البنادق وأصوات حراس آخرين حتى لقد صدقنا لأول مرة أن تلك هي الدروة وعندما طلب منا رفع عصابات الأعين وجدنا أنفسنا في بوابة سجن كوبر.
هل تصدقوا إن أحداً يفرح لدخوله السجن كما يفرح لذهابه لمنزله؟ والله لقد فرحنا عندما علمنا أننا انتقلنا لسجن كوبر فقد كان في ذلك خلاص لنا من ذلك العذاب المقيم، فنحن نعلم أن ضباط السجون كما عهدناهم أكثر التزاماً بقوانين السجون وأكثر حرصاً على انفاذها ولن ينالنا منهم أذى او اهانات او انتقاص من اي من حقوقنا كافة.

* المفاجأة داخل سجن كوبر:
في الساعات الأولى من الفجر حضر مدير سجن كوبر اللواء م. الكامل محمد سليمان وعندما قدم له الحرس الأمر بإدخالنا سجن كوبر وشاهد حالتنا رفض استلامنا. وقال انه لا يمكن استلام معتقلين بهذه الحالة وبعضهم مشرف على الموت وهذه مسئولية بالنسبة له وبالنسبة للسجن لذلك أخطر حرس الأمن بإرجاعنا من حيث جئنا.

وكنت أعرف الكامل معرفة شخصية امتدت منذ تزاملنا بالدراسة في مدرسة مروي الوسطى وأنا في ثلاثة دفع قبله دفعه في المدرسة وتربطني به صلة قربى، وعندما كنت أعمل قاضياً مقيماً في مدينة الدامر سنة 1970م كان هو ملازماً أولاً في سجن الدامر فاخذته جانباً وشرحت له أين كنا وبايجاز ما تعرضنا له من صنوف التعذيب والانتهاكات وانه اذا اراد أن يخدمنا فعليه أن يقبل بإدخالنا سجن كوبر.

ففكر ملياً وتشاور مع نائبه العقيد م. موسى أحمد الماحي ثم اجاب حرس الأمن بأنه سيقبل بإدخالنا السجن ولكن شريطة أن يتم كشف طبي علينا جميعاً بواسطة أطباء السجن وكتابة تقرير طبي عن حالة كل منا.

وبالفعل قام بإجراء بعض الاتصالات وحضر طبيب السجن على عجل وقاموا بإجراء الكشف الطبي على كل منا ووصف الحالة ولقد تحصلت منظمة العفو الدولية على نسخة من ذلك التقرير وقامت بنشره وتوزيعه بواسطة فروعها في كل العالم مع صور لبعض من كانوا في بيوت الأشباح. ولا يفوتني في هذا المقام إلاَّ الإشادة باللواء م. سجون الكامل محمد سليمان ونائبه العقيد م. موسى الماحي فقد كانت معاملتهم لكل المعتقلين تحفظياً بسجن كوبر يسودها الاحترام وتوفير كل الحقوق من غذاء وعلاج وكتب ورياضة بل ادخل التلفزيون وكانت النتيجة إحالة كل منهما للمعاش المبكر بحجة معاملتهم الطيبة للمعتقلين.

التقرير الطبي:
بناء على طلب سلطات سجن كوبر الخرطوم بحري- قمت بالفحص على المعتقلين الذين ادخلوا سجن كوبر بتاريخ 11/12/1989م وجاءت حالتهم الصحية كما يلي:

1. د. حمودة فتح الرحمن: جروح وكدمات ورضوض "كلمة غير مقرؤة" على الرجل اليمنى واليد الشمال والفخذ اليمين.
تجدر الإشارة إلى أن حمودة طبيب وقد ساءت حالته الصحية للغاية بعد دخوله سجن كوبر من آثار ذلك التعذيب وكاد يصاب بالشلل الكامل وأصبح لا يقوى على السير بالعصى وعند سفره لخارج السودان أجريت له عمليات. ولقد قابلته قبل عامين بالمملكة المتحدة ووجددته لا يزال يعاني من تلك الآثار.

2. هاشم بابكر رجب: جروح ورضوض على الظهر والأرجل.

3. الشيخ قمر احمد: كدمات ورضوض على الرجلين.

4. إبراهيم نصر الدين هاشم: جروح وكدمات ورضوض على الرقبة والفخذ الأيمن.

5. منصور اسحق اسرائيل: جروح وكدمات على الظهر والرجلين من آثار ضرب بالحذاء "وهو صيدلي سوداني ويتميز بالروح العالية والابتسامة الدائمة في احلك الظروف".

6. د. فاروق أحمد ابراهيم: كدمات ورضوض على الظهر والفخذين وجروح على اليدين.
7. الصادق سيد أحمد شامي: كدمات ورضوض على الظهر والفخذين واليدين.

8. عبد المنعم عبد الرحيم: آثار ضرب بالأحذية على الظهر والفخذ اليمين.

9. جعفر بشرى علي: آثار ضرب بالأحذية على الظهر والفخذ اليمين.

10. عباس حسن وهبة: آثار ضرب بالسوط على الظهر وكدمات ورضوض على اليد اليمين والفخذ اليمين.

11. د. طارق إسماعيل: آثار ضرب بالسوط على الظهر واليدين والفخذ اليمين.

12. عبد الله بشير ابو ساق: كدمات ورضوض "وكلمة غير مقرؤة" على اليد اليمين والفخذين.

13. هاشم محمد احمد: مهندس "آثار ضرب بالسوط بالفخذ اليمين ورضوض وكدمات.

14. محجوب احمد الزبير: كدمات ورضوض على اليدين وآثار ضرب بالسوط على الظهر والفخذ اليمين.

15. عبد المنعم محمود صالح: آثار ضرب بالأحذية على الظهر والفخذ اليمين.

16. قاسم محمد عبد الله: آثار ضرب بالسوط على الظهر ورضوض وكدمات على الفخذ اليمين.

17. الأمين سليمان عبد الله: آثار ضرب بالسوط على الظهر

18. عز مرقص: آثار ضرب بالأحذية على الظهر

19. صالح عبد الرحمن أبو نائب: آثار ضرب بالسوط على الظهر.

التوقيع الطبي: سجن كوبر الخرطوم بحري
من التوقيع القسم الطبي- بسجن كوبر الخرطوم بحري "وتجدر الإشارة إلى أن الذي تولى ذلك الكشف الطبي هو دكتور حريز ومعه آخر وقد حرر التقرير في 11/12/1989م.

* استمرار الحجز ببيوت الأشباح:
نحن الذين نقلنا في سجن كوبر من مقر اعتقالنا بمنزل اللجنة القومية للانتخابات كان عددنا تسعة عشر. ولكن من المؤكد ان ذلك العدد كان جزءاً يسيراً من العدد الكلي للمعتقلين في ذلك الموقع. ففي دورة المياه تلك كنا أربعة أشخاص وقد خرجت أنا فقط في ذلك اليوم. وبقى بنفس الموقع كل من المرحوم المهندس/ عبد الله السني والمحامي/ عبد الرحمن الزين والمهندس عبد الجليل محمد حسين ناهيك عن باقي المعتقلين ببيوت الأشباح الأخرى. ورغم كل ذلك فلا تزال اجابات المسئولين عن بيوت الأشباح انها مجرد اشاعات ولذلك تأتي أهمية مطالبة استاذنا/ محجوب عثمان بضرورة التدوين والتوثيق.

أساليب وأصناف التعذيب:
لقد تعددت وتنوعت أساليب التعذيب في بيوت الأشباح ونقول عن تجربتنا أنها شملت:

* الحجز في دورة مياه ضيقة وبها مياه آسنة ولا منفذ للهواء.

* ضيق المكان لا يسمح للمعتقلين وعددنا أربعة بالجلوس في وقت واحد ناهيك عن النوم والراحة والحرمان من النوم بالضرب على الأبواب في أوقات مختلفة بالليل وبالمناداة على الأسماء

* عدم توفير الغذاء وذلك بالاعتماد على سندوتش واحد طوال اليوم وملئه بالشطة مما يجعل الوجبة الأساسية هي رغيفة الخبز الجاف طوال اليوم.

* عدم توفير المياه النقية والشرب مرة واحدة من مياه ملوثة ومرة واحدة في اليوم.

* الحرمان من الدواء والعلاج والكشف الطبي.

* عصب الأعين في فترة الخروج البسيط مما يعني الحرمان من أشعة الشمس طوال فترة الاعتقال.

* التعرض للاهانات والاساءات الجارحة والسب والنداءات بصورة مستمرة.

* الضرب بالسياط والركل بالأرجل وبمؤخرة البندقية "الدبشق"

* الحرمان من الاغتسال او النظافة او استعمال المعجون او السواك او الصابون والحمام.

* الحرمان من الراحة والنوم او حتى مجرد الغفوة القصيرة ذلك بالطرق المستمر على الباب وبصفة خاصة اثناء الليل.

* صب المياه الباردة والثلج في برد الشتاء علينا.

* الحرمان من الحق في العبادة.

* السخرية والاهتزاء بعد تعرض المعتقلين لمواقف صبيانية.

الملاحقة داخل سجن كوبر:
بعد الشكف الطبي وقبول مدير السجن ادخالنا لسجن كوبر كنا نعتقد أننا سوف ندخل في عنابر السجن العادية وكنت أسأل عن موقع اعتقال الصديق/ سيد عيسى ولعلنا نكون سوياً فأخطرني اللواء م. الكامل محمد سليمان أن الخطاب الذي احضرنا به من بيوت الأشباح به أمر من سلطة الأمن بأن يوضع كل منا في حبس انفرادي لمدة ثلاثة أشهر وبذلك فقط ظلت سلطة الأمن تلاحقنا حتى بعد تحويلنا لسجن كوبر فأخذنا إلى الحبس الانفرادي لنقضي به تلك الفترة.

ولكن الغريب أن سلطات الأمن أمرت بان يضاف لذلك الحبس الانفرادي معتقلين آخرين لم يكون معنا ببيوت الأشباح وانما كانوا معتقلين في سجن كوبر وبذلك فقد ادخل إلى الحبس الانفرادي كل من الأمير/ عبد الرحمن نقد الله نسأل الله ان يسبغ عليه عافيته ويرد له صحته انه سميع الدعاء.
كما شملت كل من الأساتذة محمد إبراهيم نقد والتجاني الطيب ولواء شرطة جنوبي أسمه غوردون لا ادري اين هو الآن.

* النشر والتوثيق:
ولقد اهتمت منظمة العفو الدولية بنشر وقائع بيوت الأشباح وأصدرت مجموعة متلاحقة من نشراتها عن معتقلي بيوت الأشباح ونبذة عن كل منهم ووقائع ممارسات التعذيب التي حصلت له مع صور أولئك المعتقلين كما قامت بنشر التقرير الطبي الذي أشرنا أليه وارسلت عشرات الاحتجاجات لحكومة السودان وبصفة خاصة وزارة العدل والهيئة القضائية والسلطة التنفيذية.

كما وأن بعض المعتقلين في بيوت الأشباح قد قاموا بنشر وتوزيع ما تعرضوا له واصدر د. أمين مكي مدني كتاباً بالانجليزية بالمعلومات التي استطاع جمعها وتوثيقها تحت عنوان الجرائم ضد الإنسانية في القوانين السودانية كما وأن القائد النقابي المرحوم علي الماحي السخي اصدر هو الآخر كتاباً نشر بلندن عن تلك الوقائع، وأصدر الصحافي سيد أحمد عتيق آخر كتاب عما استطاع جمعه وتوثيقه حول تلك الوقائع وكل ذلك محمود ومقدر.

* ثم ماذا بعد:!
أعتقد أنه آن الأوان للاستفادة من تجارب بيوت الأشباح المؤلمة ووضع الضوابط والضمانات حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات البشعة في المستقبل وأخذ العبرة والدروس والمسائل الجوهرية اللازمة في هذا الشأن.

1. إلغاء او تعديل قانون الأمن الوطني لسنة 1998م وجعل سلطات الجهاز قاصرة على جمع المعلومات.
2. منع الاعتقال التحفظي منعاً باتاً وجعل الاعتقال قاصراً على الأوامر القضائية وفي أماكن اعتقال قانونية خاضعة للرقابة القضائية.
3. تعديل قانون الصحافة ومنحها مزيداً من حرية النشر والحق في تدفق المعلومات.
4. المزيد من الحقوق والحريات للعمل النقابي ومنظمات المجتمع المدني.
5. التحقيق القضائي في الانتهاكات التي تمت ومعرفة الحقيقة وبعد ذلك النظر في العفو او المصالحة أو التعويضات أي معالجة شاملة في هذا الشأن تدعيماً لبناء السلام.
6. تعديل القوانين بما يجعل جريمة التعذيب جريمة غير خاضعة للتقادم ووضع عقوبات مغلظة على مرتكبيها وتعويض المجني عليهم.
7. دفع حكومة السودان للتصديق على كافة المواثيق والعهود والبروتوكولات الدولية التي وقعت عليها ولم تصدق وبالتوقيع والمصادقة على المواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الأخرى المتعلقة بالحريات الأساسية وحقوق الإنسان.
8. وفي خاتمة هذه الورقة لابد أن أسجل عظيم تقديري واحترامي لمجموعة الرجال والشباب الذين مروا بهذه التجربة والمعاناة القاسية والأليمة ولما أظهروا من صبر وجلد وتحمل للشدائد والظلم والحيف فلم يضعفوا او يستكينوا او تلين قناعتهم ونأمل أن تنتظم كلمتهم وأرداتهم حتى لا تتكرر هذه التجربة على آخرين خاصة وأن التعذيب لا يزال مستمراً.

المصدر
http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147504171&bk=1

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج09-08-2006, 07:07 PM
الحلقة الثالثة
ولا يزال التعذيب مستمراً_ الصادق الشامى المحامي يوثق لتجربته فى بيوت الاشباح
الجوانب المشرقة والمضئية في التجربة


الان وقد خلصنا من تسجيل تجربة بيوت الاشباح بكل مرارتها وقسوتها وقيمها يتحتم علينا القاء الضوء على الجوانب الايجابية والمشرقة في تلك التجربة.

1.الحارس الفلتة :
لا شك ان اولئك الزبانية والحرس كانوا نتيجة تربية خاصة وغسل لادمغتهم ولكن رغم ذلك فلم يكونوا جميعا من طينة واحدة ولا قوالب من طوب فالاغلبية كانوا اصحاب تلك النفوس المريضة منعدمة الانسانية الا ان احدهم لفت انتباهي لمعاملته المختلفة فكان حينما تحين ورديته لاخذى إلى دورة المياه لا يقوم بتلك الاعمال الصبيانية مثل باقى المجموعة ، فكان يتكلم معى بصوت خافت مشجعا وموصيا على الصبر والاحتمال وكان يسمح لى برفع العصابة عن وجهي بعض الشئ حتى ارى الطريق وان افعل ذلك بصورة لا تلفت الانتباه حتى اصل بسلام ولانه كان يسير خلفى فلم اكن ارى ملامحه ومن المؤكد ان ما يقوم به لم يكن دورا مرتبا ومرسوما كما قد يتبادر إلى الذهن كما هو معروف في لجان التحقيق والتحريات من تبادل للادوار بين الشدة واللين بل كانت تلك طبيعته الانسانية ونفسه السمحة ، ورغم انهم كانوا يستعملون اسماء رمزية فلم اعرف اسمه ولكن ظل صوته الخافت الهادئ محفورا ومطبوعا في ذاكرتي وساتعرف عليه متي ما سمعته وحمدا لله فالدنيا لا تزال بخير.

2.التصوير والنشر :
في اليوم التالى مباشرة لدخولنا للحبس الانفرادى وقد حول معنا من ذكرت من داخل سجن كوبر فوجئت في الصباح الباكر بالاستاذ التجاني الطيب يمر على وهو يحمل كاميرا وطلب مني الكشف عن صدرى وظهرى لتصوير اثار الضرب وفعلت ذلك ولقد اندهشت في بادئ الامر عن كيفية حصوله على الكاميرا وبتلك السرعة الفائقة وبالفعل صور بعض من كانوا معنا وتم ارسال تلك الصور إلى منظمة العفو الدولية والتي بادرت بنشرها وتوزيعها عبر شبكتها في كل العالم ولم يمض كبير وقت حتى تسلمت نسخ منها داخل السجن ومعها مناشدتهم للرئيس البشير بشجب الاعتقال التحفظى والتعذيب ومناشدتهم له باطلاق سراحنا.
ولقد تعلمت ان الانسان قادر على ان يطوع كل الظروف لمصلحته وان لا يضعف ويستكين.

3.الرموز القدوة :
لا شك ان المعتقلين كبشر تختلف شخصياتهم وقوة احتمالهم فهنالك من تجده يعيش في المعتقل بصورة طبيعية ودون هلع او انفعال ومنهم من يستغرقه التفكير في اسرته وزوجته واطفاله وكيف يتدبرون معيشتهم وحالهم بعده بحيث يؤدى به ذلك التفكير إلى الضعف والاستكانة والانكسار واجهزة الامن تراقب وتتابع لتلتقط تلك الحالات.

ولكن كان من بين المعتقلين ايضا رجال رموز وقدوة للاخرين بقوة شخصيتهم وتمتعهم بالصبر والاحتمال والجلد ، فكانوا يلتقطون بسرعة تلك الحالات قبل رجال الامن ويشجعونهم على الصبر وقوة الارادة وقد كانوا بالفعل رموز تحتذى ونبراسا مضيئا للجميع ولابد ان نذكر من اولئك القدوة الامير نقد الله نسأل الله ان يسبغ عليه الصحة والعافية والاساتذة محمد ابراهيم نقد والتجاني الطيب والفنان المبدع محجوب شريف.

فقد كنا نشعر بانهم يعيشون فترة الاعتقال وكأنهم في منازلهم لا وهن ولا ضعف وخور بل ان الاستاذ التجاني كان يلاحظ حتى السلوكيات الضارة في الغذاء ومع انعدام الرياضة ومع ذكر الحاج عبد الرحمن نقد الله لا يفوتني ان اذكر انني في احدي الليالي انتبانى الارق نتيجة اصابتى بمغص حاد وبعد منتصف الليل سمعت همهمة وصوت ضعيف من الزنزانة المجاورة حيث كان يقيم فذهبت اليه فوجدته على فروته يتعبد ويتلو القرآن فيا سبحان الله هذا الرجل الصوام القوام الزاهد المتعبد المتبتل يعتقل باسم الاسلام.

4.الشخصيات المرحة :
وبقدر ما كان اولئك الرجال الذين ذكرناهم نبراسا وقدوة ومثلا يحتذى للاخرين فقد كانت هنالك شخصيات تقوم بنفس الدور ولكن بطريقة مختلفة فقد كان من بينهم من تجده مصدرا للمرح واطلاق النكات ومقدرة على التمثيل والمحاكاة الامر الذي يجعلك تنسى السجن والاعتقال ويبعث في نفسك المرح والبهجة ومن ابرز تلك الشخصيات الصحفى محمد محمد خير فقد كان مصنعا للنكات وجالبا للمرح والبسمة بقفشاته المستمرة وحكاياته عن تجاربه في تشاد وغيرها كما كان معينا لا ينضب للاخبار منها الحقيقي والاخر من عندياته لرفع المعنويات واوصى كل من يعتقل مرة اخرى بان يطالب باعتقال محمد محمد خير معه.
ولقد فوجئت به في احد الايام وبعد ان تناولنا طعام الفطور يخرج شنطتي الصغيرة من تحت السرير ويعبث بمحتوياتها ويستولى على ما بها من صابون ومعجون وامواس حلاقة وكل ما هو مفيد ما عدا ادويتي الخاصة وسألته ماذا تفعل فقال مبروك افرج عنك ولم استغرب فقد كان من ضمن لجنة الغذاءات الامر الذي يمكنه من مقابلة ادارة السجن كل صباح ومعرفة الاخبار وبالفعل تم الافراج عني.
ولكنها حرية لم تدم فقد اعيد اعتقالى بعد اسبوعين وتلك قصة اخرى

المصدر

http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147504187&bk=1

--------------------------------------------------------------------------------

فيصل سعد31-12-2007, 06:08 PM
المجد و الخلود لشهداء الحرية و الكرامة.
و الخزي و العار لنظام الانقاذ الفاشيست الدموي.
و التحية لضحايا التعذيب على الصمود و التحدي.
و معا لرد الحقوق و المظالم.

--------------------------------------------------------------------------------

أحمد محمد صلاح الدين24-11-2009, 10:44 PM
فنتفق اولا علي ان الموضوع الوطن وليس موضوع اسقاط النظام ...
و النتفق ايض علي ان المنظمات الاجنبية ليس بيضاء كبياض القضية وانها لاتخضع للقطاع العام (الحكومات ) ...
و نتفق علي اننا في عصر الرئسمالية شئنا ام ابينا وانا هذه المنظمات تبع لشركات (أجنده ) ...
ثم نظر للمواضع بشكل علمي وسف اخز مثال علي مافعلته جامعة الاحفاد في قضية الخفاض الفرعوني ...
لم تقم بشتم الاجداد وبترويج الفضائح للمنظمات الاجنبية :
1. توعية المجتمع : عن طريق التوعية المباشره .
2. توعية الطالبات و الطلاب : مراجع علمية .( قابلت مجموعة في كلية الموسيقي و الدراما واشترك في عمل مسرحي داخل جامعة الاحفاد )
3. التوعية في الحقل الصحي .

ونظر الي النتيجة : (قانون يمنع الخفاض ,يحاكم ....)

بمعني ان الامربصور عامة لايحتاج الي سودان جديد سوف يحول الظلام الي النور ... كذلك انظر الي قضية الدمغارطية وغيرها من تعدد الاحزاب الان يوجد انتخابات في السودان لانحتاج الي انقلابي جديد ولن يقبل اي مواطن غير حزبي بذلك .... او ثوار يهتفون لاسقاط السلطة وتسليم البشير الي المحكمة الدولية ...
الناس تحتاج الي برامج علمية وعقلانية دون مزايد وتزور وانا الغالبية العظمي من سكان السودان مسلمين واعداد المسلمين في العالم لاتعرف النقصان . ربما هو موقفي الشخصي كفنان أو مثقف .

أما بخصوص المعزبين و المنظمة :

سوف اعطيكم مثال لاحدي الفصائل في دارفور ك: ( الجيش السوداني و الجنجويد قاموا بإقتصاب الناس ....)

بعد ان عقدوا صلحا مع الحكومة ك : ( قد اخبرنا البنات بأن يقولوا انهم إقتصبوا وقد ساعدتنا المنظمات الاجنبية في ذلك ) المصدر التلفزيون القومي وقناة الجزيره .

وعلي ذلك قس بمعني ان القضاية الموضوعية دون تذوير يمكن طرحها في المحاكم السودانية فهذه المواضيع قانونية وليس لها علاقة بسين سياسة أو جهاز الامن القومي بشكل مباشر بل هم مجموعة وردة اسمائهم حسب الاتهام وبشكل مباشر الامن السياسي أما الاحزاب فلها قضاية اخري هي البرامج .

هنالك شي غريب في الموضوع لم استطيع فهمه : يعزب هؤلا الافراد وماهي المعلومات المهمة التي كانت بحوزتهم أو حتي بحوزة قادتهم ماذا يحمل نقد او الصادق المهدي او الترابي او ...حتي عبد الواحد يتطلب التعزيب حتي تستطيع السلطات الامنية الحصول عليه ! هل حقيقة هؤلا السياسين بهذ القدر من الولاء لاحزابهم , فما عرفناه عنهم يخرج زيد من عبيد ثم يعود لزيد .... ؟

--------------------------------------------------------------------------------

ام التيمان19-04-2010, 10:08 PM
بعد ما اصبح نظام الحكم فى السودان ديمقراطى
من المفترض ان نقدم المجرمين القتلة الى محاكمتهم بما فعلوهو بالشعب السودانى فترة حكم الانقاذ من اعتقال و تعذيب و قتل فى بيوت الاشباح
و تشريد من العمل ( الصالح العام)
و جرائم اخرى كثيرة

ايها الشرفاء لكم مودتى

--------------------------------------------------------------------------------

نبيل عبد الرحيم26-04-2010, 09:24 PM
بعد ما اصبح نظام الحكم فى السودان ديمقراطى
من المفترض ان نقدم المجرمين القتلة الى محاكمتهم بما فعلوهو بالشعب السودانى فترة حكم الانقاذ من اعتقال و تعذيب و قتل فى بيوت الاشباح
و تشريد من العمل ( الصالح العام)
و جرائم اخرى كثيرة

ايها الشرفاء لكم مودتى

أم التيمان
أولا هم ناس جاءوا بإنتخابات مزورة هل تعتقدى أن هناك ديمقراطية
ثانيا هم أنفسهم من قاموا بفتح بيوت الأشباح
ثالثا هل يقدم البشير مجموعة الإنقاذ للمحاكمة
لا أعتقد
والتحية لشهدء بلادى ومن عذبوا فى بيوت الأشباح
التحية لشهداء دارفور
التحية لشهداء أهل بلادى فى كجبار
لهم الله
المشكلة إن ذاكرة الشعب السودانى ضعيفة بتنسى ومؤمنه بعفا الله عما سلف
والدليل تم تسجيل عملاء أمن فى جميع المنتدايات ومنهم كثيرين من قاموا بتعذيب مواطنين
ولكن بكل بجاحة يكتبوا ويدافعوا عن النظام ويقلوا أدبهم على أى شخص يتكلم عن النظام
وعندنا فى سودانيات بعضهم
لك المودة وأحيك على أمنيتك النبيلة

--------------------------------------------------------------------------------

نبيل عبد الرحيم26-04-2010, 09:31 PM
وإعتقد هذا التوثيق وكل ملفات التعذيب سوف تكون ذكرى لإصحابها إن أى شخص تسول له نفسه بمعارضة النظام سوف يلقى هذا المصير
ورسالة للضغاه أن يستمروا فى ضغيانهم ولم ولن يقدم مسؤل للمحاكمة على جرائمة
ونميرى مثال .

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج15-05-2010, 08:23 AM
سبب تحويل البوست هنا :
كان هنالك اتفاق بيني وبين دكتور عبد القادر من صحيفة الميدان عبر الايميل أن يتم الاشارة إلي اسم سودانيات كمصدر أساسي للتحقيق عن التعذيب والذي ينشر في صحيفة الميدان نقلا عن سودانيات .
لم تقم الميدان بالايفاء بوعدها وهي تنشر الحلقات مع تجاهل تام لسودانيات.
قمت بحجب البوست علي أمل أن يفوا بوعدهم رغم قناعتي الخاصة أن هؤلاء لا يعرفون معني الوعد والشرف .

خالد الحاج

--------------------------------------------------------------------------------

خالد الحاج22-05-2010, 07:06 PM
لا زالت عصابة النظام تمارس التعذيب للشرفاء من أبناء الشعب ومن الزملاء الصحافيين..
أمس صور لي مصدر بمستشفى الشرطة بالخرطوم هذه الصورة والتي تبين التعذيب الذي مارسته الاجهزة الامنية على الزميل أبوذر علي الامين ياسين نائب رئيس التحرير بصحيفة (رأي الشعب).
كما ترون أثر التعذيب بالصعق الكهربائي..وأثر ذلك حدث تورم في الرجل اليمنى
وتعطل جزئي للكلية اليسرى، وقد حدث الصعق الكهربائي بشكل عنيف في الصدر والظهر..كما أصبح الزميل يتبول دماءً من شدة الضرب والتنكيل الذي تعرض له، الأمر الذي يؤكد بجلاء تام أن الكلمة أصبحت أكبر مهدد أمني للعصابة الحاكمة في الخرطوم.

هذه الصورة أرسلت لأكثر من 30 منظمة دولية وأكثر من 1000 صحفي حول العالم، ولأكثر من 30 صحيفة عربية ودولية.

http://www.albrkal.com/upload/uploads/men1.jpg

المصدر :
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...d=290&msg=1274530909

--------------------------------------------------------------------------------

فيصل سعد09-09-2010, 06:21 AM
المجد للشرفاء ..

--------------------------------------------------------------------------------

ناصر يوسف14-02-2011, 12:24 PM
ومن يُكمله بعدك يا صاحبي من ؟؟؟

أللهم أغفر لعبدك

خالد الحاج الحسن الحسين

مغفرة تامه وأدخله مدخل صِدقٍ مع الصديقين والشهداء يا أرحم الراحمين

--------------------------------------------------------------------------------

vBulletin® v3.8.5, Copyright ©2000-2011, TranZ by Almuhajir

Post: #2
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-01-2011, 01:55 PM
Parent: #1

.

Post: #3
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-02-2011, 02:06 PM
Parent: #1

.

Post: #4
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-03-2011, 01:43 PM
Parent: #3

.

Post: #5
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-06-2011, 00:28 AM
Parent: #1

.

Post: #6
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 03-06-2011, 00:39 AM
Parent: #5








لك الرحمة والمغفرة ايها الخالد فى ذاكرة الشرفاء


شكرا هبانى

Post: #7
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-12-2011, 07:11 AM
Parent: #1

.

Post: #8
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-16-2011, 06:46 PM
Parent: #1

.

Post: #9
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: خدر
Date: 03-16-2011, 07:11 PM
Parent: #8

هباني سلامات

ارجو ارفاق رابط سودانيات لامانة النقل, لقد بذل خالد الحاج مجهود جبار لتوثيق ذلك البوست لسودانيات
من الامانة, ارفاق رابط الموقع صاحب الملكية للبوست

وشكرا يا صاحب لتفهمك

Post: #10
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: هشام هباني
Date: 03-16-2011, 07:17 PM
Parent: #9

اخونا خدر

تحياتي

يبدو انك يا صديق لم تطلع على الخيط من اوله
فالرابط موجود في اول الخيط هذا بالاضافة الى ان الخيط في اساسه وقفة وفاء لتثمين
جهود الراحل باسمه.

مودتي

Post: #11
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: تبارك شيخ الدين جبريل
Date: 03-16-2011, 07:26 PM
Parent: #9

طيب الشيوعيين كانوا مالم مع المرحوم؟

مكتبة ضحايا التعذيب بمنبر سودانيزاونلاين










... المهم ....

Post: #12
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: خدر
Date: 03-16-2011, 07:45 PM
Parent: #11

Quote: اخونا خدر

تحياتي

يبدو انك يا صديق لم تطلع على الخيط من اوله
فالرابط موجود في اول الخيط هذا بالاضافة الى ان الخيط في اساسه وقفة وفاء لتثمين
جهود الراحل باسمه.

مودتي


شكرا يا فنان , اعفي لي لو في سؤ فهم حصل

Post: #13
Title: Re: شكرا للراحل المقيم ( خالد الحاج) على هذا الجهد الامين!!
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 03-26-2011, 10:51 AM
Parent: #1

.