الاثنين القادم إنشاءالله اعدام قاتل الشهيد محمد عمر حسن.... لا غالب الا الله

له الرحمة وللوطن ولنا العزاء... انا لله وانا اليه راجعون... والحمد لله القوي القادرالذي نصر الحق رغم العنت والطريق الطويل... الحزن لا ينتهي....حقا لا ينتهي...

الاخ مدثر

كامل المواساة
ارجو التكرم بشرح مبسط للحادثة
لى و لمن فاتهم امر قضية الشهيد

فالقاتل يقتل ولو بعد حين
ولكم الاجر فى صيركم

الاخوان الاعزاء... شكرا علي اهتمامكم.....

محمد عمر حسن الشيخ من مواليد دار الاحامدة جنوب غرب كوستي.
** درس بالمؤتمر الثانوية و كان سكرتيراً لقطاع الثانويات بالحزب الشيوعي السوداني في تلك الفتره.
** من السودانيين القلائل المتخصصين في الـ Workshop Planning
** كان من نقابيي الخطوط الجوية السودانية المطبوعين.
** اعتقل في يوليو 1971 الا انه قد تم تهريبه حيث اختفي فترة وعاود الظهور بعدها.
** أسهم اسهام كبير في تطور الكلاكلة القبه إذ انه كان من ضمن اللجنة التي قامت ببناء المدرسة الجنوبية والتي اقتطع جزء من الارض المخصصة لها لبناء المستشفي التركي.
** جمد عضويته في الحزب الشيوعي عقب الانتفاضة ليفسح الفرصة لغيره.
**أعاد تقديم نفسه للحزب عند قدوم الانقاذ لأنه يري أن مناهضة مثل هذا النظام تطلب خبرة تنظيمية كبيره.
** قام مسئول الحزب بالكلاكله القبه بالتسويف في قبوله ورد بانه يجب ان يسال عنه اولا وقد رد هذا الرد عددا من المرات!!!
** كان رأيه انه للاسف اصبحت كثير من الكوادر تخاف من وجود شخص ذو خبرة تنظيمية كبيره يفقدها وزنها وموقعها الحالي في الحزب!!!
**تفرغ للعمل السياسي بعد ان حورب في رزقه فكان يقضي معظم يومه علي رجليه مبشرا بان الغد افضل... بسلوكه... فكره... ابتسامته... وعيه وتاثيره الاجتماعي الكبير.
** ساهم في بناء كثير من المساجدومنها المسجد الذي اغتيل فيه علي يد احد مهووسي الجبهة الاسلامية.
** إسهامه الكبير كان في تطوير وتنمية الوعي الفردي والجماعي في جميع المجتمعات التي عاش بها حيث انه ترك بصمات لا تخطئها عين.
** كان من المناهضين لسياسة "الفلطحة"التي انتهجتها الجبهة الاسلامية لـ"تمكين" منتسبيها من الخدمة المدنية واقصاء الاخرين مما أدي لاقصاءه أيضاً.
** أعتقل عدد لا يحصي من المرات خلال تاريخه النضالي.
** كان له تأثير إجتماعي وثقل غريب خصوصاً لدي الاطفال والشباب الذين كانوا يرون فيه اباً مختلف الملامح الوعي والتجربة.
كان من عتاة المثقفين السودانيين وما زلت اذكر رده حين سئل هل هو حزين لموت المشير الزبير:والله انا كان ماتت غنماية بحزن!!
** إغتاله احد مهووسي الجبهة الاسلامية بمسجد شمس بالكلاكلة القبه في 10\5\2006 معقب صلاة العصر.

قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم ( و بشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و انا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون ) صدق الله العظيم ..
الأخ / مدثر
مع تفهمي لحزنكم على مصابكم الفادح و فقدكم الجلل ، إلا أنني موقن أن ما أصابكم هو بمثابة إبتلاء من الله تعالى الذي أحبكم فقد روي عن رسول الله ( ص ) قوله في ما معناه ( ان الله اذا احب عبدا مؤمنا ابتلاه ) ..

حياة المحكوم ـ الذي لا أعرف حتى إسمه أو أسباب إرتكابه لجريمته ـ و موته أضحت بأمر الله تعالى ثم بأيديكم .. فالعفو العفو و قد قدرتم عليه فمن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً .
رحم الله فقيدكم و أنزله فسح الجنان
و وفقكم الله تعالى لما يحب و يرضى ..

اعطي الفنانين السودانيين الفاتحة في كل صلاة فلولاهم لاصبح السودانيون متطرفون في كل شيء

محمد عمرحسن

***

- الأولاد ديل جننوني

- يا زووول ... بكره بكبروا وبفهموا , خليهم أنن بتكلم معاهم ....

كان جيرانك يدخرونك لأطفالهم!!
أيها الرجل ... من اين تعلمت ان تثق بالشارع , والاولاد الصغار في الشارع, والوقوف , الجري وراء عربة القمامة كالمجنون شجرة النيم, تثق بافطار رمضان, مجري المياه في الخريف, اغنام جارك الموضوعة في الشارع, الاعتقالات, الزنازين القريبة , الزنازين البعيدة عن الشارع, الشارع الذي لا يفهم الموت, الموت الذي يفهم الشارع ,
من
اين
تعلمت
الموت
في الشارع؟!!

راشد ... الرجل الذي كان يجري كالمجنون وراء عربة القمامة ليحضر شوالات جيرانه - بعد أن يفرغها العمال- حتى لا يمرض الأطفال رحل !!

الرجل الرجل الذي اكتشف باكراً أن الوطن ليس كما خدعونا في المدرسة مليون ميل مربع وانه يمكن ان يختصر في زنزانة 2×2 اخذ الحقيقة معه حيث لا يحتاجها !! ذهب بعراقيه الرهيف, جلبابه الرهيف, طاقيته , مسبحته , أدبه مع الاطفال, قلبه الرهيف, حضوره الرهيف, ثقافته, وسكينه الرهيف أيضاً....

رغم سطوة الجراح ... ذهب كما لو انه خلع نظارته و قلب كتابه للتو!!

ذهب و ترك حذاءه يسبح أو يهذي بالأرجل المشققة .. بالأرجل الغبشاء ... ذهب مثلما كان يحدثني... ومثلما كان يتمني "الكد" قبل أن يحتضر : ... حافي , حالق !!.

 ازيك يا استاذ؟
 اهلاً وسهلاً ... اتفضل اتفضل ..
 لا شكراً انا بس جيت اطمن علي صحتك
 يا سلاااااااااام ياخ .. معليش بس الواحد ذاكرتو بقت تعبانه
 والله ياخ انا ما بعرفك شخصياً بس بعرف الشعب السوداني الحباك

أيها الرجل الجميل ها انت ذا تشعل في عثمان حسين بزيارتك تلك ما لم تشعله فيه "بلادي أنا" .. كان بحاجة لأحد ليقول له أن تسجيلاته التي مسحت ليسجل فيها برنامج “ساحات الفداء” !! ما زلت تنبض بمكان ما وأنه هو أيضا مشروع حضاري ..!!

أيها المجنون ... اتحب جماع ام ذهوله؟!! أراهن انك لو كنت هنا كنت ستجيبني جماع بذهوله!!

لا غرو انك تختلج عند سماعك لعشرة الأيام وتثق فيها أيضاً كما كان يثق بك الانتهازيون... المرابون والأعدقاء... كما تثق بك جارتك المجنونة وجارك الضابط في الأمن!! والغربة واليتم والوطن العاقر و الزنازين والصاوي وهو يتنبأ لك بالصيف !!

الصاوي الذي كنت تنتظره بالإفطار كان يعرف أن ثمة جراح لك تتعري دائماً في الصيف !! ... ويوما ما .. وربما بزنزانة ما ستنزف أحشاءك قهراً !!
أبي .... لم كنتما تقرءان بعضكما بذلك الحب وتؤمنان بنفس الهلاويس عن ارض بوار ونهر أعجف وتهذيان بنفس الطين وبالأطفال الجياع والأمهات بائعات الكسرة؟!!
صديقك الصاوي ذات غياب سينزف هذيانه في ورقة شاحبة شبه شفافة... تكاد تثقب من وطأة الهذيان وسيتركها لك حيث تعودتما الفطور ... وستبكي بعدها أياماً كلما قرأتها أو كلما تبينت كم قرأتك تلك الورقة الشاحبة ...

"كلما جاء الصيف ينزل صوتك في قلبي دافئاً , يستلقي ... كما تستلقي الأنهار...تبيع حريتها ...لتعثر علي سجن الطمأنينة ... علي حنان السجان ورهبة الاعتقال ووحشة الأقفال ومتعة الأسر.. كلما جاء الصيف ينهض غيابك كشعب مجنون ... يستيقظ جرحك كمدينة اشتهاها الزلزال... مر الشتاء... ومرت تلك الايام الثقيلة والطويلة... وقلت لم يات لاسباب , وبحثت لغيابك عن أعذار...
كل المواسم إلا الصيف ...!!! ربما لان الخريف يحاول دائماً إضرام النار في طرحة عرسه ولان حزن الخريف يحاول الاختباء بين دفاتر موجه ... ولان الفصول تكمن للصيف كما يحسد التلامذة الكسالى زميلهم اللامع .... كل المواسم الا الصيف!!
أبيع الايام لاشتريه كما يبيع الرسام لوحاته ليحتفظ بالريشة والالوان ...
بالامس انتظرتك علي خارطة الوقت, قناديل قلبي, واكذب لو قلت انك تأخرت !!

ما يقارب العشرون عاماً ستمضي ....وستقرأ كتبك أعواماً أخري .... وتؤدي فرضك في ذلك كما لو انك تعكف علي الباقيات الصالحات..... وستعيش أعواماً من الخيبة .... أطول من أكذوبة المليون ميل التي تعلمناها في المدرسة ... أطول من المكنسة التي أصر ذلك الكوز أن تنظف بها مكتبك لوحدك وأنت في الدرجة الوظيفية الثانية.... والدرجة الإنسانية الأقرب للنبوة !!.... أكبر أيضا من ردك عليه:
انت يا سيادة المدير بتكون سعيد لو شفتني ماسك لي مقشاشه ولا شنو؟!!
أيها الشيوعي..... الذي يشبه الانبياء .....

وانت في غربتك الاشبه بالموت ناطوراً لرجل ربما كان لا يعرف القراءة ربما ...!!
وأنت غريب, وتصر علي كتابك كما يصر مجنون علي أغراضه السرية... وأنت غريب وفقير .. وتشبه الفقراء الذين يحسبهم الأغنياء لصوصاً عندما تصطدم أعينهم بهم !!

أبي ... أغفر لهم فلم يعيشوا حياة اعرض منك ... لم يكتشفوا أن " اجنح للسلم" التي كنت ترددها لي هي ما يمكن أن يعيشه الإنسان بعد أن يرقص في شيكاغو وينام علي ضفاف مونرو ويشرب الفودكا في أمستردام وتعطره احدي أغنياء نيث .... أغفر لهم فلم يحدث لأحدهم أن أطعم أولاده بصنارته حلالاً حتى أصبح لونه ملوحاً بالشمس بعد أن حاربه أدعياء الدين في رزقه وفي الله السلام....

الأطفال الذين كنت تؤكد لهم أنهم ناس ... وتعلمهم كيف يمكن أن يعيشوا بصورة أفضل... صبوا الشاي للضيوف وغسلوا لهم أيديهم ... صبوا حزنهم في كبابي الشاي الأحمر ووزعوه علي الناس ....الأطفال الذين اثبت بهم أن الإنسان يولد علي فطرة لم ينسوا ..

.أبي.... كيف عرفت الخصائص واللون والرائحة؟!! أيها الرجل المشغول بالأرض البوار ...

قالها لي عبد العزيز ذات يوم لكنه لم يكن يعرف انه يعنيك:
"إن الذي يعشق التراب يسقط فيه علي وجهه ويضحك الناس: سف التراب هاهاهاها" !!

التراب الذي كنت تعشقه ... التراب الذي كنت تردم به بيوت جيرانك في الامطار ... التراب الحنون .. والتراب المخاتل أيضاً ....

البيوت الواطئة التي تشبه القبر عرفت كيف تعيش فيها ... البيوت الواطئة التي كنت تحبها, كانت تشبه القبر!!... القبر الضيق الذي سيحفره لك الناس سيتسع لكل البيوت الواطئة... كلها بما فيها راكوبتك ومربط الغنماية التي كنت تهاتفها من ام جر لتطمئن علي عافيتها !!

بأيام ما .... بأيام كثيرة سنتحدث كثيراً .... عن المعتقلات ... عن جنازة الشريف حسين .... عن موت أزهري من الغبن وعن ذهول جماع و أنتحار أبو ذكري ... عن دمشق وعن البرد والجوع وعن محمد متولي أيضاً !!, وستحدثني عن مواسم لا تجيئ وعن الله الذي يوجد في كل مكان ... في غرف التعذيب الواطئة وفي البيوت , في شالا , في وزارة الداخلية ومقابل العسس الذين يركلونكم بأحذيتهم , في سوق اللفة وفي البحر الذي تذهب اليه لتطعم غنمايتك... في كل مكان يا ابي... في كل مكان....

في الخريف ستؤول للشحوب أكثر !!
وستدخر لك البلاد حزناً اكبر من ان تحتمله ... ونوسوس معاً ...بالتمائم والاشياء العمياء, بالرصاص الذي يفي و بالنهر الذي لا يفي ... بمظفر النواب... بنزار قباني وببيروت وكيلو ستة !!.... وستهذي كالمحموم بالشوارع واطفال الورنيش وستنتظرني وكانك تنتظر بشارة .. بعراقيك الرهيف ذاته .. وستدواي جراحك من الموت بالموت.. وتعوذها باشجار النيم وبام بانقيقه ... بالارجل الغبشاء وبالتبغ ذاته ... و بمشيتك المتئدة وكانك كنت تمشي علي غيمة ...!!

مفكرتك الصغيرة التي كنت تحملها معك عرفت كل شيء .... راتب المهدي الذي اعتنيت به كان مندهشاً.. للكتب ذاكرة قد تخطئ ... علمتني ذلك ... لكنك لم تعلمني عن التراب حقيقته الكبري , وحدي عرفت ان التراب المتواطئ لا يفهم . !

ها جرحك قد اكمل العام ...وما زال ينزف كما لو انه حدث بالامس.... التراب مخاتل اكثر مما كنا نظن, أليس كذلك؟
ها جرحك ينزف ويضيء... ينزف ويضيء ينزف ... نغرق في العتمة.... ينزف مثلما كان ينزف في العتمة أو في الوطن او فلنسمه بكل الاسماء الحزينة.... بالسواقي التي تئن والضلوع التي تئن, بالغربة والوجع السري والموت السري .... ببائعات الكسرة .... وبمقبول وراشد وأبو عزيزه....وبالقهر أيضاً....ااااا.. نسيت بالفقر والجوع أيضاً!
بالأمس قابلني مقبول.... يظن انني أسرفت في الحزن.... تعلم... لغيابك عام واحد لا يكفي.... حتي وان لم تغن لي يوماً أغنية المطبعجي:
"أحترامي اليك من صميم قلبي .... تسمح تنظر ؟؟!!"
"أنا في شخصك أحترم أشخاص"


في تلك الزوايا ... خبأت لنا الفرح حيث اختبأ لك الحزن.... سريرك الذي كنت توقظني في الثالثة صباحاً دون الناس لاساعدك في حمله ... دولابك الذي تحتفي فيه بالكتب اكثر من الملابس , صوتك بحزنه الشفيف , وصديقك الذي جمعتك به أزمنة من قهر كلها تخلف جروحا كثيرة في الروح....

حزنك الذي اصبح يفزع العسس ويهدهد العصافير الوحيدة !!!

" الكون صامت الا من هذه العصفورة الصغيرة التي ترسل اصواتها المهمة لباقي العصافير !!"

انت الذي يحزنك مراي عصفور خائف قد كنت تعرف لغة الطير... العصافير تطير.... الوطن يطير.. الارض لا تعرف ما تفعل... وكانما فقط يشدها الي اماكنها تلك العصفورة الوحيدة....

التفاصيل تذبح !!!

الجلادون لا يفهمون التفاصيل... الوردة والحزن الغائب والسكوت الذي يشبه سكوت الطفل الذي انتحر في النيل الابيض لانه لا يستطيع دفع رسوم المدرسة....!!

الاخ دهب... اشكرك علي شعورك الرقيق......
كل من عاش في القبة يعرف ان الشهيد كان ملك عام... ملك وطني خالص..... القصاص شرع حياة للناس أيضا نسال الله ان يحفظ البلاد والعباد... ونحمده ان احق الحق...

الجلادون لا يفهمون التفاصيل... الوردة والحزن الغائب والسكوت الذي يشبه سكوت الطفل الذي انتحر في النيل الابيض لانه لا يستطيع دفع رسوم المدرسة....!!



my feeling with you

المنصور....
لم اعرف بم ارد عليك....
كان اخر كتاباته في مفكرته الصغيره:
" الكون صامت الا من هذه العصفورة الصغيرة التي ترسل نداءاتها المهمه لباقي العصافير"!!!
تري اي شعور نملك حتي نستطيع ان نعيش بحس مشابه؟؟!!
لنا الله ... ونسال الله ان يجمعنا بوطن لا يشبه الزنازين....
لك الشكر الاحترام ايضا

الرحمة لصديقي الشهيد

وهذا هو الحكم اللائق الذي انتظرناه طويلا

لا غالب الا الله

الاخ سيف.... لك خالص العزاء في فقدك العظيم .... وله الرحمة ووالمغفرة انشاءالله

غفر الله لميتكم


نسال الله ان يصبركم في فقدكم الجلل

اخى الكريم جبر الله كسركم وجعل البركة فى ذريته ، الحمدالله الذى احق الحق ، اللهم تقبله و احسن اليه اصدق ايات العزاء .

الاخ وليد.... شكرا لك ولا اراك الله مكروها في حبيب...

الاخ هجو..... لك الشكر الجزيل... ورحمه الله واحسن اليه بقدر ما قدم للشعب السوداني

Quote: اعطي الفنانين السودانيين الفاتحة في كل صلاة فلولاهم لاصبح السودانيون متطرفون في كل شيء محمد عمرحسن *** - الأولاد ديل جننوني - يا زووول ... بكره بكبروا وبفهموا , خليهم أنن بتكلم معاهم .... كان جيرانك يدخرونك لأطفالهم!! أيها الرجل ... من اين تعلمت ان تثق بالشارع , والاولاد الصغار في الشارع, والوقوف , الجري وراء عربة القمامة كالمجنون شجرة النيم, تثق بافطار رمضان, مجري المياه في الخريف, اغنام جارك الموضوعة في الشارع, الاعتقالات, الزنازين القريبة , الزنازين البعيدة عن الشارع, الشارع الذي لا يفهم الموت, الموت الذي يفهم الشارع , من اين تعلمت الموت في الشارع؟!! راشد ... الرجل الذي كان يجري كالمجنون وراء عربة القمامة ليحضر شوالات جيرانه - بعد أن يفرغها العمال- حتى لا يمرض الأطفال رحل !! الرجل الرجل الذي اكتشف باكراً أن الوطن ليس كما خدعونا في المدرسة مليون ميل مربع وانه يمكن ان يختصر في زنزانة 2×2 اخذ الحقيقة معه حيث لا يحتاجها !! ذهب بعراقيه الرهيف, جلبابه الرهيف, طاقيته , مسبحته , أدبه مع الاطفال, قلبه الرهيف, حضوره الرهيف, ثقافته, وسكينه الرهيف أيضاً.... رغم سطوة الجراح ... ذهب كما لو انه خلع نظارته و قلب كتابه للتو!! ذهب و ترك حذاءه يسبح أو يهذي بالأرجل المشققة .. بالأرجل الغبشاء ... ذهب مثلما كان يحدثني... ومثلما كان يتمني "الكد" قبل أن يحتضر : ... حافي , حالق !!.  ازيك يا استاذ؟  اهلاً وسهلاً ... اتفضل اتفضل ..  لا شكراً انا بس جيت اطمن علي صحتك  يا سلاااااااااام ياخ .. معليش بس الواحد ذاكرتو بقت تعبانه  والله ياخ انا ما بعرفك شخصياً بس بعرف الشعب السوداني الحباك أيها الرجل الجميل ها انت ذا تشعل في عثمان حسين بزيارتك تلك ما لم تشعله فيه "بلادي أنا" .. كان بحاجة لأحد ليقول له أن تسجيلاته التي مسحت ليسجل فيها برنامج “ساحات الفداء” !! ما زلت تنبض بمكان ما وأنه هو أيضا مشروع حضاري ..!! أيها المجنون ... اتحب جماع ام ذهوله؟!! أراهن انك لو كنت هنا كنت ستجيبني جماع بذهوله!! لا غرو انك تختلج عند سماعك لعشرة الأيام وتثق فيها أيضاً كما كان يثق بك الانتهازيون... المرابون والأعدقاء... كما تثق بك جارتك المجنونة وجارك الضابط في الأمن!! والغربة واليتم والوطن العاقر و الزنازين والصاوي وهو يتنبأ لك بالصيف !! الصاوي الذي كنت تنتظره بالإفطار كان يعرف أن ثمة جراح لك تتعري دائماً في الصيف !! ... ويوما ما .. وربما بزنزانة ما ستنزف أحشاءك قهراً !! أبي .... لم كنتما تقرءان بعضكما بذلك الحب وتؤمنان بنفس الهلاويس عن ارض بوار ونهر أعجف وتهذيان بنفس الطين وبالأطفال الجياع والأمهات بائعات الكسرة؟!! صديقك الصاوي ذات غياب سينزف هذيانه في ورقة شاحبة شبه شفافة... تكاد تثقب من وطأة الهذيان وسيتركها لك حيث تعودتما الفطور ... وستبكي بعدها أياماً كلما قرأتها أو كلما تبينت كم قرأتك تلك الورقة الشاحبة ... "كلما جاء الصيف ينزل صوتك في قلبي دافئاً , يستلقي ... كما تستلقي الأنهار...تبيع حريتها ...لتعثر علي سجن الطمأنينة ... علي حنان السجان ورهبة الاعتقال ووحشة الأقفال ومتعة الأسر.. كلما جاء الصيف ينهض غيابك كشعب مجنون ... يستيقظ جرحك كمدينة اشتهاها الزلزال... مر الشتاء... ومرت تلك الايام الثقيلة والطويلة... وقلت لم يات لاسباب , وبحثت لغيابك عن أعذار... كل المواسم إلا الصيف ...!!! ربما لان الخريف يحاول دائماً إضرام النار في طرحة عرسه ولان حزن الخريف يحاول الاختباء بين دفاتر موجه ... ولان الفصول تكمن للصيف كما يحسد التلامذة الكسالى زميلهم اللامع .... كل المواسم الا الصيف!! أبيع الايام لاشتريه كما يبيع الرسام لوحاته ليحتفظ بالريشة والالوان ... بالامس انتظرتك علي خارطة الوقت, قناديل قلبي, واكذب لو قلت انك تأخرت !! ما يقارب العشرون عاماً ستمضي ....وستقرأ كتبك أعواماً أخري .... وتؤدي فرضك في ذلك كما لو انك تعكف علي الباقيات الصالحات..... وستعيش أعواماً من الخيبة .... أطول من أكذوبة المليون ميل التي تعلمناها في المدرسة ... أطول من المكنسة التي أصر ذلك الكوز أن تنظف بها مكتبك لوحدك وأنت في الدرجة الوظيفية الثانية.... والدرجة الإنسانية الأقرب للنبوة !!.... أكبر أيضا من ردك عليه: انت يا سيادة المدير بتكون سعيد لو شفتني ماسك لي مقشاشه ولا شنو؟!! أيها الشيوعي..... الذي يشبه الانبياء ..... وانت في غربتك الاشبه بالموت ناطوراً لرجل ربما كان لا يعرف القراءة ربما ...!! وأنت غريب, وتصر علي كتابك كما يصر مجنون علي أغراضه السرية... وأنت غريب وفقير .. وتشبه الفقراء الذين يحسبهم الأغنياء لصوصاً عندما تصطدم أعينهم بهم !! أبي ... أغفر لهم فلم يعيشوا حياة اعرض منك ... لم يكتشفوا أن " اجنح للسلم" التي كنت ترددها لي هي ما يمكن أن يعيشه الإنسان بعد أن يرقص في شيكاغو وينام علي ضفاف مونرو ويشرب الفودكا في أمستردام وتعطره احدي أغنياء نيث .... أغفر لهم فلم يحدث لأحدهم أن أطعم أولاده بصنارته حلالاً حتى أصبح لونه ملوحاً بالشمس بعد أن حاربه أدعياء الدين في رزقه وفي الله السلام.... الأطفال الذين كنت تؤكد لهم أنهم ناس ... وتعلمهم كيف يمكن أن يعيشوا بصورة أفضل... صبوا الشاي للضيوف وغسلوا لهم أيديهم ... صبوا حزنهم في كبابي الشاي الأحمر ووزعوه علي الناس ....الأطفال الذين اثبت بهم أن الإنسان يولد علي فطرة لم ينسوا .. .أبي.... كيف عرفت الخصائص واللون والرائحة؟!! أيها الرجل المشغول بالأرض البوار ... قالها لي عبد العزيز ذات يوم لكنه لم يكن يعرف انه يعنيك: "إن الذي يعشق التراب يسقط فيه علي وجهه ويضحك الناس: سف التراب هاهاهاها" !! التراب الذي كنت تعشقه ... التراب الذي كنت تردم به بيوت جيرانك في الامطار ... التراب الحنون .. والتراب المخاتل أيضاً .... البيوت الواطئة التي تشبه القبر عرفت كيف تعيش فيها ... البيوت الواطئة التي كنت تحبها, كانت تشبه القبر!!... القبر الضيق الذي سيحفره لك الناس سيتسع لكل البيوت الواطئة... كلها بما فيها راكوبتك ومربط الغنماية التي كنت تهاتفها من ام جر لتطمئن علي عافيتها !! بأيام ما .... بأيام كثيرة سنتحدث كثيراً .... عن المعتقلات ... عن جنازة الشريف حسين .... عن موت أزهري من الغبن وعن ذهول جماع و أنتحار أبو ذكري ... عن دمشق وعن البرد والجوع وعن محمد متولي أيضاً !!, وستحدثني عن مواسم لا تجيئ وعن الله الذي يوجد في كل مكان ... في غرف التعذيب الواطئة وفي البيوت , في شالا , في وزارة الداخلية ومقابل العسس الذين يركلونكم بأحذيتهم , في سوق اللفة وفي البحر الذي تذهب اليه لتطعم غنمايتك... في كل مكان يا ابي... في كل مكان.... في الخريف ستؤول للشحوب أكثر !! وستدخر لك البلاد حزناً اكبر من ان تحتمله ... ونوسوس معاً ...بالتمائم والاشياء العمياء, بالرصاص الذي يفي و بالنهر الذي لا يفي ... بمظفر النواب... بنزار قباني وببيروت وكيلو ستة !!.... وستهذي كالمحموم بالشوارع واطفال الورنيش وستنتظرني وكانك تنتظر بشارة .. بعراقيك الرهيف ذاته .. وستدواي جراحك من الموت بالموت.. وتعوذها باشجار النيم وبام بانقيقه ... بالارجل الغبشاء وبالتبغ ذاته ... و بمشيتك المتئدة وكانك كنت تمشي علي غيمة ...!! مفكرتك الصغيرة التي كنت تحملها معك عرفت كل شيء .... راتب المهدي الذي اعتنيت به كان مندهشاً.. للكتب ذاكرة قد تخطئ ... علمتني ذلك ... لكنك لم تعلمني عن التراب حقيقته الكبري , وحدي عرفت ان التراب المتواطئ لا يفهم . ! ها جرحك قد اكمل العام ...وما زال ينزف كما لو انه حدث بالامس.... التراب مخاتل اكثر مما كنا نظن, أليس كذلك؟ ها جرحك ينزف ويضيء... ينزف ويضيء ينزف ... نغرق في العتمة.... ينزف مثلما كان ينزف في العتمة أو في الوطن او فلنسمه بكل الاسماء الحزينة.... بالسواقي التي تئن والضلوع التي تئن, بالغربة والوجع السري والموت السري .... ببائعات الكسرة .... وبمقبول وراشد وأبو عزيزه....وبالقهر أيضاً....ااااا.. نسيت بالفقر والجوع أيضاً! بالأمس قابلني مقبول.... يظن انني أسرفت في الحزن.... تعلم... لغيابك عام واحد لا يكفي.... حتي وان لم تغن لي يوماً أغنية المطبعجي: "أحترامي اليك من صميم قلبي .... تسمح تنظر ؟؟!!" "أنا في شخصك أحترم أشخاص" في تلك الزوايا ... خبأت لنا الفرح حيث اختبأ لك الحزن.... سريرك الذي كنت توقظني في الثالثة صباحاً دون الناس لاساعدك في حمله ... دولابك الذي تحتفي فيه بالكتب اكثر من الملابس , صوتك بحزنه الشفيف , وصديقك الذي جمعتك به أزمنة من قهر كلها تخلف جروحا كثيرة في الروح.... حزنك الذي اصبح يفزع العسس ويهدهد العصافير الوحيدة !!! " الكون صامت الا من هذه العصفورة الصغيرة التي ترسل اصواتها المهمة لباقي العصافير !!" انت الذي يحزنك مراي عصفور خائف قد كنت تعرف لغة الطير... العصافير تطير.... الوطن يطير.. الارض لا تعرف ما تفعل... وكانما فقط يشدها الي اماكنها تلك العصفورة الوحيدة.... التفاصيل تذبح !!! الجلادون لا يفهمون التفاصيل... الوردة والحزن الغائب والسكوت الذي يشبه سكوت الطفل الذي انتحر في النيل الابيض لانه لا يستطيع دفع رسوم المدرسة....!!

يا الله يا مدثر ..كل كلمة تطعن في صميم فؤاد كل من له حس وقلب ..رجل بهذه المواصفات والصفات لا يرثى ..انما يحتفى به ابد الدهر يا اخي

رحم الله الوالد وغفر له واسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين

سرق وميض البسمة من شفاه الاطفال
فعل بهم الكثير
كل يوم من غيابه يمر كما الدهر عليهم و على امهم
ترك جميل الذكرى وحب الناس والبشرى
هل كان من شيمه الصفح
وهل اورث الصفح لاغصانه الممتدة
هل يعد الصفح ضعفا؟
ربما لا اشعر باحساسك
لك ان تشعر ببه وحدك وتقرر
هل يطفئ قتل الاخر غليلى؟
الرحمة لمن لم يرحم فى تلك اللحظة
ولك القرار
الا رحم الله والدكم واسكنه فسيح جناته
وجعلكم الابن الصالح الذى يدعو له
وكلنا دعوات للفقيد
اسامة دهب

الاخ اسامه دهب...
حين كان ذلك الكوز يصرخ في وجه ابي كلما مر في طريقه للمسجد ويسيئه:"يا شيوعي يا كافر... نحن عارفنكم" كان ابي يبتسم!!
حين اصريت في احدي المرات علي ان اضربه قال لي: يا ابني ياخي في زول بفهم بقول ليه لي زول يا كافر؟؟... ما معقوله ياخي مستواك الفكري يكون زي مستوي الكوز ده تدقوا شنو ياخي... خليه ياخي ده مسكين بس صدق دي اعراض الجهل بس يا ابني؟؟..
الله يعلم ان العفو عظيم وان ارواح البشر اعظم ولذا شرع القصاص حماية للاحياء وصونا للحياة....
أشكرك علي كلماتك الرقيقه ...

Quote: كان من عتاة المثقفين السودانيين وما زلت اذكر رده حين سئل هل هو حزين لموت المشير الزبير:والله انا كان ماتت غنماية بحزن

ربما سيكون الوالد يا مدثر إذن في انتظار قاتله هناك ليأخذ بيده بمحبة و يصحبه
في عالم الملكوت.

يا الله يامدثر انا الان ابكي بحرقة في جوة حشاي
يالله يالله وكاني بعرف الوالد محمد عمر من سنين
ومات اسع قدامي
يالله له الرحمة محل ما سكنة روحوا

الاخ امين.... يسكرك الكون.... انت ممن يفضلون ان يموتوا بوجع في القلب من ان يموتو بوجع في المفاصل....
يى عهد النميري خاطب جهاز الامن ادارة الخطوط الجوية السودانية بان ترجع بعثتها لباكستان بعد ان علموا من مصادرهم ان بعضها ناشطين سياسيين وخاطب مديرهم فضل الله البعثة بتلكس قصير جاء فيه:

Report Khartoum immediately
Fadl allah

كان الشهيد رئيس البعثه وعندما سأله احد الشباب : اها رايك شنو ياخال؟؟ لان الباكستانيين قطعوا منهم كل التسهيلات الممنوحه واوقفوا الكورس... ذهب وقابل The Material manager وقد كان رجل له تاثير قوي واقنعه بقوله ان السودان دفع لكم بالكامل منصرفات الكورس وانهم لم يرتكبوا تجاوزا اداريا او اخلاقيا واناما يعملون لما يرونه مصلحة بلادهم وتحت كل هذا هو يري ان الامر شأن سوداني ولا علاقة لباكستان به وقال له انه بوصفه رئيس البعثة قرر اتمام الكورس وسيتحمل المسئولية الادارية جراء ذلك ثم اراه رده علي خطاب المدير والذي كان:

Fadl Allah is not Allah, we will not report Khartoum

صافحه المدير الباكستاني ةقال له انه كان يتمني العمل مع اداريين مثله... واعطاهم مفاتيح عربته الخاصه وسائقه الخاص طوال فترة اقامتهم في باكستان وبالطبع اعتقل عند عودته من هناك ....
الرجال لا يموتون بل يتحولون لشيء اخر!!!
له الرحمة واعاننا الله علي الحزن

الاخ سيف النصر....
حين تحدث الناس عن الظلم فقط وتعيين كثير من "الدبابين" محل الخبرات في الخطوط الجوية السودانية قال ابي للمدير حينهاحين مر بالورش مثلما كان يمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتفقد احوال الرعيه!!- قال له : "شغلهم ياخي لكن دربهم لانو بي طريقتكم دي حيجي يوم يكون مافي اي خبرات... رسلهم لي دورات واهلهم كويس"..
قال له المدير واسمه يسن بالمناسبه ان تلك سياسة الدولة!! ثم حمر له عيونه ثم نظر في ام عينه وقال له: انت يعني بتتدخل في سياسة الدولة؟؟؟
رد عليه ببرود وسخريه: اول شي ما تحمر لي عويناتك لاني لو ما اكبر منك قدرك!!وممكن تمشي تشوف ملفي بالمناسبه وشوف انا اترفدت كم مره .. انا بتكلم معاك عن قضية عامة لكن بالمناسبه صحي "الفهم قسمه"!!!

الاخ طه.... ربما كان يشعر ابي بما تشعر به لذلك احب " انت انسان وانا" ولم يخالجه ىادني شك بقصيدة الجمال وبالمحجوب والشريف حسين وعبد الخالق محجوب...الذين كان يدعوا لهم في صلاته مع ابنائه واخرين لا نعلمهم الله يعلمهم....
أخبرني احد ما ان اول مرة يسمع بكلمة التهميش كانت منه في الثمانينات قال انه بينه وبين نفسه ضحك من الفكرة التي يحذر منها ذلك الرجل...فكرة توجد في راسه هو فقط ... فكرة فط وليس واقعاًً... قال لي ايضا انه اصبح يضحك من نفسه الان كلما تذكر ذلك الحوار.....
الحزن قضيه...
شخصية...
قضية تصبح احيانا وطنية...!!

مدثر الحنين
جمعتك مباركه
ودعواتنا فى هذا اليوم المبارك
بالرحمه الواسعه والمغفرة للاب الروحى
رحمه الله ما مات
من ترك مثلكم يا مدثر ابدا ما مات
سيظل اسمه مدى الحياة باعماله واولاده من رباهم على الخلق الرفيع والنفس المطمئنه والرزق الحلال
ربى يبارك فيكم ويجعل مثواه الجنه
البركه فيكم انتو وربنا يخلى الوالده سند ليكم وسند ليها
والمجرم ياخد جزاه لكى يكون عبرة لغيره
الروح ما شىء ساهل
والشرع امر بالقصاص
حسبى الله ونعم الوكيل
يمهل ولا يهمل

سوما....
إتصل أبي هاتفايا من قرية مني في النيل الابيض بعد ان مشي مسافة من قرية الدبيبه التي لم يكن بها هاتف ليسال عن غنمايته المريضه!!
أجبته كعادتي حين يتعلق الامر بغنمايته : والله يا ابوي زي ما بقول ليك ، لو الشعب السوداني ده بهتم بي اولادو قدر اهتمامك بي غنمايتك دي ما بطلع فيهم كوز واحد وضحكنا ثم اغلق الهاتف....!!
حفظك الله واهلك واحبابك من كل أذي ورحمه الله برحمته التي تسع كل شيء!!

سلام يامدثر
وللشهيد الوالد محمد عمر الرخمة والمغفرة
وربنا يصبركم على فراقه المر

الموت والدمار لكل القتلة المجرمين

سلام خالد..... الله يجعل فيك البركه
رحم الله النقابيين السودانيين فقد رحل معظمهم بوعيهم الوقاد وحضورهم الانيق وارواحهم الرهيفه ومحبتهم الخالصة للسودان بشره وخيره....

العزيز مدثر

صادق مواساتى وعمييق حزنى

ففقدكم جلل والمصاب عظيم ...

له المغفرة فقد عاش شريفا ومات كريما .. شهيدا

( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل احياءا عند ربهم يرزقون )


فما اجمل ان تزينوا صبركم بالعفو عن قاتله قبل القصاص

فالعفو عند المقدره .. من كريم الخصال

وكما قال الاخ دهب فى كلماته الرصينه ...

فمن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً

اجعلوا من سيرة الراحل امتدادا للمواقف السمحة وللعفو والتسامح

انيرو شمعه فى ظلمة هذا البلد القاتمة ..

انشرو قيم الخير والحب والتسامح ... عرفانا بجميل الوالد العزيز

وامتدادا لسيرته العطرة ....

هذه الروح جعلها الله بايديكم ،،، فتساموا عن القصاص واعفو

لعلها تكسبنا شخصا تائبا عارف لفضلكم وفضل ربه ...

كنت فى المحكمة قبل شهور اذكر كيف كان يتدافع اهل احد الشباب

للحصول على وقف تنفيذ لحكم اعدام سينفذ عليه بعد ساعات ...

رايت يا مدثر من الهلع واللوعة والانهيار بالعشرات من اهل الشاب

فتمنيت لو ان امر العفو عليه بيدى لاعفو عنه ... ليس من اجله ولكن

من اجل عشرات من بينهم اطفاله وزوجه ووالديه ...


العفو العفو ما استطعتم الى ذلك سبيلا ... بعد ان ظهر

الحق وزهق الباطل ,,, وجل من لا يخطىء

صادق مواساتى فى مصيبتكم ...

مدثر ..
متابع معاك من زمان .. حديثك عن الوالد عمر حسن .. حديث الاحزان وخيبة أمل شعب كامل تمثلت في تجربتك ..
لكن العفو العفو العفو يا مدثر ..
اعفى عنه ذي ما عفى عنه ابوك لما كان يمر بيه ..
دا الجهل يا مدثر ..
الزول دا زاته ضحية حاجات كتيرة .. وضحية الوضع البنعيش فيه ..
العفو العفو العفو يا مدثر ..
قول ليهو عتقتك لوجه الله تعالى ..

حميده شكرا ياخي علي متابعتك...
عارف... انا محترم جدا رايك لكن انا ما مع العفو البضيع الحقوق ولا البعرض غيري للخطر.... الاستئصال من المجتمع وسلب حق الحياه ده حق منحو الله للتعامل مع الناس الكعبين شديد في حال سلوكهم المتطرف تجاه الناس وما في حال فكرهم المتطرف!!
وانا شايف حرصي علي الحد دي مسئوليتي تجاه الناس وجيراني وكل من يمكن ان يتعرض للاذي او الخطر من امثال هذا الرجل لذلك ارجو من الله ان يوفققني في مسعاي ويحمي الناس بلطفو من شرور بعضهم ومن الجهل ومن المرض ومن الظلم.....

دينا خالد... شكرا ياخي....
اربكني ان ارد عليك ... ثمة امور عفا الله كثيرين من معايشتها ارجو الله ان يمن عليك باستمرار نعمته تلك....

كان هذا الرجل يكبر!!!
عند النطق بالحكم كان يكبر!!
لم يتوقع ان نستطيع ان نكسب قضيته للنهايه فهو يعرف ان ثمة من يدفعون الامر باتجاهه!!
كبر!!!
لم يتوقع ان يوجد في القضاء قضاة نزيهين كشيخ طويل قاضي الكلاكلة....
عندما طعن عثمان رضي الله عنه كان قاتله ايضا يكبر!!!
الامر اكبر من عفو علي مجرم.... انها حياة الناس وامنهم وسلامتهم...

بعد الانتفاضه وجد الشهيد احد رجال الامن الذين اعتقلوه يوم ما وكان يعذبهم باخلاص يشتري بعض السمك المفروش علي الارض بجانب سوق الزنكي في الخرطوم فاشتري له من السمك الطازج الموجود علي طاولات وذهب.... امسكه الرجل من يده واصر علي ان يعرف من هو وعندما اصر اخبره ... بكي الرجل وقال له : بس انا كنت في اللحظات ديك تعرف انو انتو كنتو بتعتقلونا لاننا بنناضل عشان الناس تلقي انسانيتا في البلد دي وما تاكل سمك معفن مش لاننا كنا بنسرق......بكي الرجل وجلس في الارض من البكاء وهو يصرخ: اعفي لي اعفي لي.... ثم بعد يومين بحث عنه حتي وجده بالمطار وقال له انا عافي ليك والله لكن الناس التانيين تلقاهم وين ؟؟ وبعد عدد قليل من الايام عرف ان ذلك الرجل توفي!!!

(*)

كمال الزين .... شكرا علي المرور

العزيز مدثر

استطيع ان احس مدى الظلم والقهر فى نفوسكم ،،

اعلم ،، كيف ترتاح النفس البشرية بالثار لها


اتصور شقاءكم ,, والامكم المشروعة ..



تنفذ احكام الاعدام بالسجن الاتحادى بكوبر

فى تمام الثالثة ظهرا ... حتى يتمكن المحكومين

من الاستفادة فى ذلك اليوم .. من الحصول على عفو

اولياء الدم حتى اللحظات الاخيرة من يوم العمل ,,,


العشم فى صفحكم وعفوكم وتساميكم عن غرائز البشر

والتى كانت من شيم الوالد .. موفور حتى يوم الاثنين

الساعة الثالثة ظهرا الا دقيقة ,,,,

فكروا فى الامر ,,,,


فكروا فى العفو فان قدرتم عليه ,,, تكونوا قد فعلتم

الكثير ,,,

]دينا... شكرا لك...
الغريبة انني سمعت ان ذلك الرجل قد عفي عنه سابقاً!!
هل فكرت انه يمكن ان يحدث نفس الشيء لوالدك ان عفونا عنه؟؟!!
هل تلك الفكرة مفزعة؟؟؟
تري هل شرع الله القصاص لان النفوس ترتاح للانتقام ام حفظا لحياة من بقوا احياء واستبعاد الاخطار عنهم؟؟؟؟

الأخ العزيز محمد عمر

تحية طيبة

رحم الله الوالد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل البركة فيكم.

يبدو أنني لم أكن متابعا.

نتابع معكم.

ياسر

الأخ مدثر ،، سلامي

رحم الله الوالد ، والبركة فيكم جميعاً ..

Quote: حين كان ذلك الكوز يصرخ في وجه ابي كلما مر في طريقه للمسجد ويسيئه:"يا شيوعي يا كافر... نحن عارفنكم" كان ابي يبتسم!!

هؤلاء المهووسين لا يعترفون بدين غير دين أسيادهم ، والذي ابعد ما يكون عن ديني ودينك .. لن يشفع ارتياد المساجد طالما أنك لست منهم..
(( لكم دينكم ولي دين )) ..

Quote: لكن العفو العفو العفو يا مدثر .. اعفى عنه ذي ما عفى عنه ابوك لما كان يمر بيه .. دا الجهل يا مدثر .. الزول دا زاته ضحية حاجات كتيرة .. وضحية الوضع البنعيش فيه .. العفو العفو العفو يا مدثر .. قول ليهو عتقتك لوجه الله تعالى ..

شكراً يا حميدة ، فيكفيني ترديد كلامك ..

الاخ صلاح... شكرا علي مجيئك
ما ظللت اتمسك به عند نقاشي لوالدي كثيرا هو ان السودان هو البلد الوحيد الذي يتكرر فيه التاريخ في اقل من خمسين عاماً!!
وكان وما زال في رأيي أن ذلك يحدث لانعدام المحاسبه...... وما زلت اعتقد انه ان العفو دون وعي مصيبة كبيره... وعلي كل أعتقد ان بعدكم بعض الشيء عن الامر يجعلكم تنظرون اليه من تلك الزاوية إذ ان الصلح يبدو منها هو الاقرب للناظر ووضوح الرؤية والتقييم السليم للمشفوع له هي التي تترك ذلك الصلح منطقيا ام غير منطقي.... هل تساءلت قبل ان تطلب مني ان الجا للصلح هل المشفوع له خطر علي المجتمع ام لا؟ هل يمكن ان يؤذي شخص اخر؟
شكرا مرة اخري

ياسر الشريف.... شكرا لك علي كلماتك الطيبه..... ووقوفك ايضاً...

مدّثر ...

لا أعتقد ان نفسك الجريحة ستجد العزاء بسهولة فى فقد بمقام مصابكم الجلل ... ولكننا ندعوا الله أن يفرغ فى قلبك صبراً يعينكم على نسيان الآلام ...

انا من أنصار العفو والميل لإلغاء حكم الإعدام كعقوبة أصلاً ...

ولكن فى حالة عم عمر رحمه الله (كما سمعتها شفاهةً) فنصيحتى واحدة:

لا تصالح ... ولو ملّكوك الذهب!













المهم ...

تبارك.... شكرا علي ايمانك بالحق.....
مة أشياء لا تشتري مثما اسلفت تماما.... عندما كنت في الصف الرابع أهدي لي والدي "الرحيل الي المرافئ القديمة" ومن يومها عرفت لماذا يلتصق بكتبه حتي عندنا ينوي النوم..... له الرحمة ولك جزيل الشكر

اللـهم نسألك ان تشـمل موتانا برحـمتك، وترضـي عـنهـم في أخـرتك وتغـفر لـهم ذنوبـهم الكبيـرة وان تـضـعـهم في الـمكان الـمحـمود الذي وعـدت به الأتقياء والـمرسـليـن. اللـهـم احـسن صـبـرنا وصـبـرنا علي فقـدانا وان تلهـمنا السلوان الجـميل.

اللهـم لانقول الامايرضـيك والرسل والأنبياء وعزانا في هـذه الدنيا الفانية اننا بـموتانا رضـينا ام ابيـنا لاحـقون. القلب يـحـزن والعـيـن تـدمع ونرضـي بكل ماتقسـمه علينا ياأرحـم الراحـمـيـن.

*** يقول اللـه تعالـي في كتابه الكـريـم " ولكم في الـحياة قـصاص ياأولـي الألبـاب ".

*** - لك مودتي.

الاخ الفاضل مدثر
كثير ما طالعت الصورة في بروفايلك وتساءت من هو هذا الرجل.

وحقيقي حرام عليك ان سكت طويلا عن هذه الذكرى العطرة.
وربما كنت مشغول باحزانك وفقد الوالد العظيم...ولكن صدقني
هذه ذكرى وشخصيه يجب ان تدرس لنا لعلوها وسموها....وعطائها
و التزامها بالقيم التي آمن بها.


لا تعفو عن مثل هذا فانه خطر على الامه

Quote: *** يقول اللـه تعالـي في كتابه الكـريـم " ولكم في الـحياة قـصاص ياأولـي الألبـاب ".

من يضمن...الا يكررها بشخص آخر.

الاخت تراجي... شكرا علي اهتمامك....
قالها لي صديقي:
"إن الذي يعشق التراب، يسقط فيه دائما علي وجهه ويضحك الناس: سف التراب هاهاهاهاها"

الاخ بكري... اشكرك علي مودتك ....
هذا الوطن سنظل نغفر له ونمنحه فرصة اخري باستمرار... ربما يبرر لنا هذا النوع من الرق!!

أخي الفاضل مدثر ..


أحسن الله عزاءكم وجبر مصابكم وغفر للوالد الفقيد ..

فقد الوالد عظيم على النفس .. وإني قد مررت بالتجربة (موت طبيعي) وقد تجرعت ومازلت مرارة اليتم رغم أني قد تجاوزت الأربعين ..

مما ذكرت فأحسب أن والدكم ممن وفق لعمل الخير .. وقد أحبه الناس ..

ولا تأتي محبة الناس من فراغ .. ولكنها توفيق ورضا من الله تعالى .. كما ورد في الحديث .. أن المرء إذا أحبه الله تعالى نادى منادي في أهل السماء أن الله قد أحب فلاناً فأحبوه ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه الناس .. أو كما ورد في الحديث الشريف ..

وما يعزي النفس ويواسيها أن الوالد الغالي قد قتل في المسجد وهذا موضع كريم يرفع فيه قدر الفقيد بإذن الله ويوضع قدر قاتله لأن القاتل لم يرع حرمة لبيت الله .. فالمرء في المسجد في ضيافة الله تعالى وحق على الله أن يكرم زائره ..

اللهم اغفر له وارحمه وأدخله عالي الجنان مع عبادك الصالحين ..

أمر العفو لا أفتي فيه بشيء ..

ولكني أخشى أن يظن ذلك القاتل أن الله قد نجاه من الموت بسبب حسن صنيعه والعياذ بالله مادام أنه يكبر ويهلل حال النطق بالحكم ..


ولكن لما للعفو من عظيم أجر وعلو شأن العافين عن الناس .. فلو طلب القاتل منكم العفو، فإني أري أن تجعلوا العفو عنه صدقة لوالدتكم ..


وتزداد قيمة العفو ويعظم أجره حال كونكم قد كسبتم الحكم وقد أل الأمر لكم وأصبح بيدكم ..


صبركم الله .. وجعل البركة فيكم وفي أحفاده ..


أخوكم
جاد

اخي الاصغر مدثر
رحم الله والدي محمد عمر فهو حقا والدي كنت قد تزاملنا انا
وشقيقك عبد الخالق في قصر الشباب والاطفال قسم الدرامـــا
وكنا دائما ما نلتقي بالوالد في منزلك العامر ونتحوار ونتسامر
عن اشياء تبداء بالفن والحقيبة والمسرح والسياسة والدين كان والدا حنينا
في غربتي جاءتني رسالة تنعي الي والد صديقي عبد الخالق وقمت بالاتصال
من ارسل الرسالة هو صديقنا المشترك حمد النيل ولكن لم يخبرني عن سبب الوفاة
في اجازتي الاخيرة قبل 5 شهور عرفت من عبد الخالق ان الوالد محمد عمر قتل
فبكيت كانه مات اليوم ... وحزنت لذلك كثيرا ...
ويا اخي انت واخوتك اهل هذا الدم ...
فاختاروا ما يرضيكم ويرضي ربكم في السماء
وللوالد محمد عمر الرحمة والمغفرة

الاخ الاكبر معتصم....
ثمة أشياء لا تنسي اجتهادكم الغريب من اجل خلق شيء ما.... تشبثكم بالحلم وتشبثه باحلامكم ايضاً....
له الرحمة ولك الله والعافيه

الاخ جاد.... لله ما اخذ ولله ما اعطي..
الرجل الذي كان يجري كالمجنون خلف عربة القمامة حتي لا يمرض الاطفال رحل.... وما تبقي لا يشبه طعم شيء.....
رحمه الله رحمه واسعة وجزاك علي كلماتك خيرا وبركه

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
رحم الله العم محمد عمر حسن رحمة واسعة
وأسكنه فسيح جناته
وألهم آله وذويه الصبر الجميل

وفي الرأى

مع تقديري التام لمشاعركم ، وفقدان الأب حتى لو كانت الوفاة طبيعية يعطي الإبن ذلك الإحساس الأليم أن السند الذي ظل طول عمره مستند عليه قد أزيل فجأة من وراء ظهره . دع عنك أن أن تكون الوفاة بفعل فاعل مع سبق إصرار وترصد .
لكن ورغم هذا
لقد قلت وأفيت في حق أبيك ، وأبنت للناس حن تاريخ حياته التي عاشها من أجل الناس .

لذلك

وحيث أنك قد خاطبتنا كإخوة لك فقد وجب علينا أن نصدقك النصيحة .

فالرأى عندي

أن تجمع إخوتك وكل أولياء الدم وتتباحثوا في الأمر من جميع جوانبه ، واسترجعوا من خلال معرفتكم اللصيقة للمغفور له والدكم عن الموقف الذي كان سوف يتبناه والقرار الذي كان سوف يتخذه لو كان حياً يرزق إن وضع في نفس موضعكم .
ما تتفقون عليه بناء على المراجعة أعلاه ، يكون في رأى براً منكم إضافي لشخص الفقيد
وإضافة لسيرته العطرة

والله يهدينا ويهديكم لما يحبه ويرضاه


__________________________

أضيف وبعد القسم بالله العظيم ألا معرفة لي حتى بإسم المدان بالقتل

رحم الله والدكم رحمة واسعة وأسكنه مع الصدقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.


(ولــكــم في القصاص حــياة يا أولي الألباب ) صدق الله العظيم


إياكم والعــفو !!! ( فالحالة التي بها الوطن لا تحتاج الى عفو)-- ( بل قصاص وقصاص ).

كثرة العفو وطيبة قلوبنا أوردت المجتمع المهالك .

( ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ) صدق الله العظيم .

إبتعد عن العفو وتذكر أن القاتل سوف يخرج ليبحث عن قتيل آخر بيننا .

ولعلى أتذكر ما قالته أم الطفلة مرام المغتصبة ( هذه جريمة مجتمع وتمسكنا بالقصاص لأنها جريمة إجتماعية في الدرجة الأولي وليس لنا حق في عــفو )

ولعلكم لستم بأقل من هذا وضع ..


والله من وراء القصد



هشام

Dear Mudathir
Salaam
رحم الله الوالد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل البركة فيكم

بدر الدين.... شكرا علي شعورك النبيل....
حقا له الرحمة

الاخ هشام ....
موقفك فيه حس مسئولية عال تجاه المجتمع والناس.... وسائرون في ذلك الدرب إن أذن الله لنا باتمامه ودعواتك فنحن نعتقد انها قضية وطنية بالمقام الاول وقضية عامة وحق عام إذ انه وكا قالت لي احدي الصديقات: "عم محمد وقله من الناس تانيين كان وجودهم غريب.... بي وجودهم بس بفرضوا عليك تكون واعي بدون ما تحس".... له الرحمة

الاخ عاطف.... لا تقسم فلا اشكك في نواياك ووصيتك محترمة وطبيعية....
أشكرك علي لطفك ومرورك .....

الاخ مدثر

نسال الله العلي القدير لوالدك الرحمة والمغفرة

ولكم الصبر الجميل

ولا تفعلوا الا ما يمليه عليكم الضمير

(فالجمرة بتحرق الواطيها)

مع احترامي لأراء جميع اخوتي واخواتي اعضاء المنبر

الا ان من يزهق روح بريئة بلا وجه حق لا يستحق التمتع بالحياة ولو للحظة واحدة

كامل مواساتي

الاخ مدثر
تقبل عزائي في فقدكم العظيم

أخي مدثر

شكراً لردك ولكن لمست فيه شيء من الرجوع والرخي !!!

والله العظيم كانت منطقتنا ترفل في القتل بسبب الشرب والسكر والقاتل والقتيل يكون من أبناء منطقتنا ،، ويتدخلوا الأجاويد للعفو ويحصل العفو وبعد فترة ندفن قتيلاً آخر وهكذا ،،، الى أ ن تصدت إمراة ُقتل أبنها أمام عينيها !! وتمسكت بالقـصــاص ولم تتزحزح عنه رغم الوساطات التي قاربت رأس الدولة !! والحمد لله من وقت تنفيذ الحكم لم نسمع بجرية أخرى من هذاالنوع ولا من جريمه مشابه له ... فلا ترخي ولا تخضع !1

قال تعالى ( ولكم في القصاص الحياة يا أولي الألباب ) صدق الله العظيم

واضع هذه الشريعة السمحاء هو رب العزة ( جل جلاله) فمن أرحم من الله علينا ؟؟؟

بالله عليك لا تخضع ولا تسمع ولا تركن لما يقولون - والله العظيم ليس بي أي شيء سوي أن يُنفذ شرع الله الهادي الى سواء السبيل .فلا أعرف القاتل ولا المقتول والله خير الشاهدين ..

والله من وراء القصد


هشام

الاخ العزيز هشام.....
شكرا علي قلبك السوداني الحار.....
ليس هنالك رخو في شيئ فقط تجنبت الجدال لانني اردت فقط بهذا البوست زيادة التعريف بالشهيد وليس استشارة احد فيما هو بالنسبة لي غير قابل للنقاش ....
القصاص امر منتهي بالنسبة الي ... منتهي تماما.... لكن احيانا وليغفر لي الاخرين احس ببعض الكلام عن العفو ساذجا وكان الامر لا يتعدي مشاجرة في شارع....
إطمئن..... لا رجوع... انه محمد عمر حسن ..... انه الوطن يا صديق..... انه الوطن ولا اقل ...فلا بدل ولا مساومة ... ولا نكوص ...
وعاش السودان والوطنيين والحريصين علي المصلحة العامة

أخي مدثر
أجاركم الله وجبر كسركم..

حزنٌ كهذا فوق كل مقال، فقدك كبير
وخطبك عظيم
وحزنك (كأنه ليس لكي يحتمل).. ورجل بمواصفات من تحدث عنه لا يموت ولا ينبغي له..
،
أوافقك في موقفك بشأن قضية القصاص، التي تخرج من خاصكم إلى العام.

وأوافق أخي جاد في قوله:

Quote: أمر العفو لا أفتي فيه بشيء .. ولكني أخشى أن يظن ذلك القاتل أن الله قد نجاه من الموت بسبب حسن صنيعه والعياذ بالله مادام أنه يكبر ويهلل حال النطق بالحكم ..

وهنا يصبح الجميع موضوعاً محتملاً لاغتيال يتربص خلف الباب.
،
محبتي يا رجل
واحترامي لغبار أخضر كانت تثيره أقدام شريفة وهي تعدو خلف عربة القمامة
"حتى لا يمرض الأطفال" ..
،
لم يمت
والله
،
،

الاخ بدري الياس......
كلماتك فيه تدفء القلب .... هذا الرجل الذي عمل ناطوراً لعام كامل حتي يدرس أبناءه وكأن قدماه الغبش لم تتحاوم حول بحيرة مونرو وكأنه لم يقرأ الكتاب ولم يكن إداريا فذاً هذا الرجل الذي عاش لما امن وامن بما عاش ليس بالهين ... يعرف كيف تكلم عيسي في المهد !!
ذات يوم كتب له الصاوي صديقه العامل بالخطوط الجوية السودانية بعد ان غاب دون ان يخطره وانتظره الصاوي بالفول طويييييلاً ثم حزن وانصرف... كتب له قطعة ادبية نادرة في ورقة شفافة تكاد تنقد من الحزن :
"كلما جاء الصيف ينزل صوتك في قلبي دافئاً , يستلقي ... كما تستلقي الأنهار...تبيع حريتها ...لتعثر علي سجن الطمأنينة ... علي حنان السجان ورهبة الاعتقال ووحشة الأقفال ومتعة الأسر.. كلما جاء الصيف ينهض غيابك كشعب مجنون ... يستيقظ جرحك كمدينة اشتهاها الزلزال... مر الشتاء... ومرت تلك الايام الثقيلة والطويلة... وقلت لم يات لاسباب , وبحثت لغيابك عن أعذار...
كل المواسم إلا الصيف ...!!! ربما لان الخريف يحاول دائماً إضرام النار في طرحة عرسه ولان حزن الخريف يحاول الاختباء بين دفاتر موجه ... ولان الفصول تكمن للصيف كما يحسد التلامذة الكسالى زميلهم اللامع .... كل المواسم الا الصيف!!
أبيع الايام لاشتريه كما يبيع الرسام لوحاته ليحتفظ بالريشة والالوان ...
بالامس انتظرتك علي خارطة الوقت, قناديل قلبي, واكذب لو قلت انك تأخرت !!"
وضع الصاوي ورقته علي استحياء علي الطاولة وانصرف وعندما رجع اخبروه ان الصاوي انتظره كثيرا وعندما لم يرجع ذهب ثم قرا الورقة وانفجر بالبكاء كالطفل.....

نازك .... شكرا لك ولا اراك الله مكروها في عزيز...

الاخ محمد
جاءت عبارتك "الجمرة بتحرق واطيها" بردا وسلاما علي.....
ثمة بعض الاشياء يحزننا ان غيرنا لا يحسها او يفهمها فتلزم الصمت إذ ان حديثنا عن بعض الاحزان يجعلها تبدو مبتذلة....
الحزن لا ينتهي... انه يتغير دائما لكنه لا ينتهي......
"ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب" انه حقا حياة

لي الرجل الذي كان يناديني دائما بـ "يا نفس" بكسر الفاء... نفس الكلمة التي وردت في القران لكنه يقولها لي بسودانية كما كان يحب... الي ابي محمد عمر....

أيها الرجل ... ها انا ذا اقترب من نبوءتك.... نبوءتك التي كنت تقولها لي في السر... ثمة حبل سري لا ينقطع وربما لذلك اخترت التراب ابكر مما كنا نظن...نبوءتك التي كنت تقولها لي عندما تعود من زنزانة ما .. الزنازين الضيقة التي يحشرونكم بها.....رجال الامن – لم كانوا يعتقلونك بذلك الاخلاص؟! طفولتي المهدرة في الترقب او الخوف من ان لا تعود، ثم ...
ها انت ذا لا تعود ؟، إذاً لم ما زلت خائفا الا تعود؟!!

في المرة الاخيرة قابلني محمد ... أتذكره؟ محمد الذي يخبر عن ابيه قصصاً مليئة بالمرافعين والاسود.. محمد الصغير الذي يسكن وامه وابوه في الخرابة التي كنت تزورهم فيها لتشرب معهم الشاي.... ذكر لي ذلك... قال لي انك اخبرته عن المدرسة قال لي ايضا انك الوحيد الذي كنت تاتي لتشرب معهم الشاي.... تري ما الذي كنت تهمسه له حتي يصر الي الان وبعدما يقارب علي الثلاثة سنوات علي ان ياتي ويخدم الضيوف او يذهب للدكان كلما رأي عربة تحمل ضيوفا امام البيت؟.... الم اقل لك بأني خائف من الا تعود؟؟
لم كنت تحدثني عن الوطن بمرارة وكأنه يخصنا وحدنا ؟؟ لم اورثتني لعنة النهر؟؟

دفتر الأحزان
بقلم \ محمد يوسف العركي
جار الوالد الشهيد محمد عمر حسن

قديما كنت اظن ان الموت والحياة على طرفي نقيض حتى توفيت والدتي الحبيبة رحمة الله عليها وبعدها علمت ان هناك اكثر من خيط رفيع يجمع بينهما. وبدات انسج على نول احزاني خيطا اخر بعد وفاة والد الجميع الحبيب الغالي الشهيد محمد عمر,وهل هناك مؤشر لحسن الخاتمة اكثر من ان يصلي صلاة العصر في المسجد ويتم الغدر به في الصف الاول فاحسب انه الان سعيد في الفردوس الاعلى.
عم محمد عمر كنت ارى فيه مثال للاب الصديق حين اراه يتبادل النكات مع ابنه عبدالخالق مثلا وكيف يعامل مدثر كانه اخ له وليس اب فكنت الحظ هذه الاشياء واقول في نفسي سوف اعامل ابنائي في المستقبل زي عم محمد عمر .
وحين ياتي الخريف خاصة في الحي الذي نسكن فيه تبدا المناوشات حيث ان هناك بعض الاشخاص يرفضون فتح مجاري تصريف المياه امام منزلهم ويحضرني موقف :قبل عدة سنوات هطلت امطار غزيرة جدا وحاصرت بعض البيوت حتى كادت ان تقع على ساكنيها وذلك الرجل يرفض ان يفتح الجدول حتى يستطيع ان يخرج عربته وبلغ منى الغضب مبلغا واخذت طورية وقلتك موت موت حياة حياة يعني عشان عربية فلان يموتوا الناس , ووجدت المياه تحاصر منزل عم محمد عمر وعبدالخالق ومدثر امام المنزل يبذلون وسعم وعم محمد يساعد بقدر ما اتاحت له عافيته وحين راني وعرف الغضب على وجهي نادني:يا محمد مالك الليلة زعلان ؟! قلت يا عم محمد دا شنو البعمل فيهو عم فلان دا! فابتسم ابتسام المغضب وقال:نحن ما عايزين مشاكل,لكن يا عم محمد شوف الموية محاصراك كيف؟قال لي عايز تعمل شنو؟قلت ليه:حا افتح الجدول وناداني عبدالخالق ومدثر يا محمد يا محمد ولم اجب عليهم من غضبي على الرجل الاناني ذاك
المهم مشيت ولقيت مجموعة شباب واقفين وقلت :الحلة داير تغرق لازم نفح الجدول وتم فتحه
وبعد ذلك ناداني عم محمد عمر وقال لي عافي منك عجبتني ونادى كل الشباب وعمل لينا شاي ومعاه طحنيه .

عم محمد عمر كنت اجالسه كثيرا في المسجد خاصة بعد الفجر والعصر ,ومرة سالني خالك الحاج كيف؟(قلت ليه شالوه للصالح العام في المطار)قال لي:أي زول نضيف لازم يشيلوه
واشهد لعم محمد تفقده لكل الحي خاصة الفقراء وكان الجميع يحبونه
ومن عجيب الاقدار وبعد ان نصلي العصر في المسجد وبعد درس رياض الصالحين كان يناديني ويسالني عن احوال واخوتي واهلي لانه كان يعرفهم جميعا فردا فردا وكان مكانه بالصف الاول وبعد الدرس يناديني ويمد يده كي اساعده على القيام وكثيرا ما كان يصر على ان اذهب معه للغداء او الشاي وكنت اعتذر كثيرا ويا ليتني لم اعتذر له يوما لكنت تنسمت الكثير من الهمة والشهامة ,وفي يوم استشهاده كنت خارج الكلاكلة وحين عدت بعد العصر وجدت زحمة امام المسجد ورايت اثار الدماء على ابي فانزعجت فاخبرني شيخ عثمان امام المسجد ان عم محمد عمر طعن وهو الان في المستشفى التركي وسالت ابي ولم يرد على والوجوم باديا على وجهه فذهب الى منزل عم محمد عمر ليطمن الاولاد
ولكن اتي امر الله:وفي البداية لم اصدق والى جواري جاره عمنا استاذ محمد احمد الذي قال لي والدموع تغطي وجهه اولادي الليلة ابوهم مات وكاد ان ينهار استاذنا الذي يدرسنا رياض الصالحين
ونحن نشيع الجثمان طافت بذاكرتي صداقتي العميقة لعم محمد :الفتاوى والحكايات والهلال والمريخ ومحمد وردي وعثمان حسين وسودانير والنيل الابيض وناس حلة توير وعرب القبة وحلة الشباب ودكان مجتبى ولا تغب عني بسمته الوضيئة
وصدقوني بكيت في حياتي بعمق شديد مرات قليلة حين توفيت امي فاطمة ويوم رحيل والد كل شباب الحي محمد عمر وانطفات نجمة مضيئة ولف الحزن حينا ومنازلنا والله يجازي الكان السبب

يوم رحيلك يا حبيبي شفت كل الكون مسافر
لا هزار في روضة غنى لا زهر عطر بيادر

نسال الله مزيد الرحمة لوالدنا محمد عمر وان يسعده في جنته مع عباده الصالحين وان يديم البركة في ذريته اخوتي الاحباب

وحتى نلتقي ياابي واخي وصديقي الشهيد محمد عمر في الجنة بعون الله تقبل كل تحايا المصلين بمسجد شمس بالكلاكلة القبة.

ابنك:محمد يوسف العركي

الأخ الكريم المكلوم مدثر

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

نشاركك الأحزان فى حزنك النبيل على والدكم النبيل. و نشاركك المواقف والثبات على أخذ االحق لوالدكم. والحق هنا يتعدى الخاصة ويشمل العامة. والقصاص هنا ليس حقا خاصا بوالدكم وبعائلتكم فقط .. بل يشمل عموم المجتمع السودانى .. ويشمل عموم المسلمين وديانة الإسلام التى أنتهكت بهذه الجريمة البشعة فى حرمة المسجد.. والتى إنتهكت جهالة بتكفير الناس وتهديدهم المتواصل بإسم الدين والإسلام بمثل هذه الفعائل والجرائم الشائنة .. والإسلام منها براء.

كيف يكفرون رجلا يقول ربى الله ويشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله ..ويقيم الصلاة وهى الصلة بين العبد وربه.. وكيف تمتد اليد الآثمة لتؤذى رجلا متسامحا شهما كريما .. هذا الهوس الدينى الذى تكررت مآسيه وفى حرمات المساجد يستوجب الردع والقصاص العادل .. وآمل أن السلطات قد تحققت من أن مرتكب الجريمة ليس وراءه محرضون مشاركون فى عظم وبشاعة الجرم .. فالقصاص يشملهم .. ونسأل الله تحقيق العدل والقصاص الشامل

ونسأل الله تعالى أن يرحم محمد عمر حسن ويغفر كل سيئاته ويبدلها حسنات .. وأن يتقبله فى زمرة الشهداء ويسكنه الدرجات العلا من جنة الفردوس مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وألا يفتنا من بعده .. ولأهله الصبر الجميل و حسن العزاء.

ونسأل للقاتل التوبة وأن يكون فى القصاص كفارة له .. ويثبت قلوب أهله .. وأن يكون القصاص عبرة لمن يعتبر

Quote: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وَقَوْله " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ " يَقُول تَعَالَى وَفِي شَرْع الْقِصَاص لَكُمْ وَهُوَ قَتْل الْقَاتِل حِكْمَة عَظِيمَة وَهِيَ بَقَاء الْمُهَج وَصَوْنهَا لِأَنَّهُ إِذَا عَلِمَ الْقَاتِل أَنَّهُ يُقْتَل اِنْكَفَّ عَنْ صَنِيعه فَكَانَ فِي ذَلِكَ حَيَاة لِلنُّفُوسِ وَفِي الْكُتُب الْمُتَقَدِّمَة : الْقَتْل أَنْفَى لِلْقَتْلِ فَجَاءَتْ هَذِهِ الْعِبَارَة فِي الْقُرْآن أَفْصَحَ وَأَبْلَغ وَأَوْجَز " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ " قَالَ أَبُو الْعَالِيَة جَعَلَ اللَّهُ الْقِصَاصَ حَيَاة فَكَمْ مِنْ رَجُل يُرِيد أَنْ يَقْتُل فَتَمْنَعُهُ مَخَافَةُ أَنْ يُقْتَل وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي مَالِك وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَمُقَاتِل بْن حَيَّان " يَا أُولِي الْأَلْبَاب لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " يَقُول يَا أُولِي الْعُقُول وَالْأَفْهَام وَالنُّهَى لَعَلَّكُمْ تَنْزَجِرُونَ وَتَتْرُكُونَ مَحَارِم اللَّه وَمَآثِمه وَالتَّقْوَى اِسْم جَامِع لِفِعْلِ الطَّاعَات وَتَرْك الْمُنْكَرَات .

الاخ نادر الفضل..... افضت واخلصت .... المشكلة ان البعض يظن التمسك بالقصاص لاشباع رغبة بالنفس لاغير... أحزنتني البساطة التي يقول فيها بعضهم اعفيه!! ولكن ربما هو موقف عقلي يجب ان احترمه ... علي كل كثير من الحقوق ضيعها عفو حق اخر... نسال الله ان يجعل الجنة مثواه ويبدل سيئاته حسنات ويسترنا بعده كما اسأله ان يجازيك علي اجتهادك وحسن وقوفك مع الحق بفضله وحفظ الله العباد والبلاد ووقا الجميع الشرور والجهل

أخي العزيز مدثر

كل سنة و إنت طيب ...

نكرر لك و للأسرة العزاء في فقيدكم له الرحمة و المغفرة


و نقول معك :

Quote: ( والحمد لله القوي القادرالذي نصر الحق رغم العنت والطريق الطويل

...)

إنه القصاص و لو بعد حين

Quote: الحزن لا ينتهي....حقا لا ينتهي...

نعم لن ينتهي ... فلكم الصبر الجميل

دمتم

الاخ الكريم أبو جهينه....
قبل الله حمدك.... كنت حاضرا دائما... لك الشكر الجزيل....والدعوات بالسلامة والامن والعافية

نفسى اخش هنا يوم الاتنين واكتشف انكم عفيتو عن الراجل دة يا مدثر

انا جارتك فى الكلاكلة

وشايلة هم الهوس والجنون الفى البلد دى

بس تعرف

ما بياس من صلاح حال زول الى يوم الدين

الوالد ذهب الى حال سبيله

ولن يعنيه لو قتل الرجل من بعد او لم يقتل

اما نحنا...المحاصرين بالهوس والجنون والسفه

فلينا رب يحمينا

ومشروع اصلاحى

بيشمل القتلة

الذين لا نرغب فى فقدانهم ....لنجد قتلة

نردهم من غربتهم واغترابهم الانسانى

- مداخلتى ليك انت

ما للجمهور الحارس يوم الاتنين

(صدقنى...ما حيتشفى غليلك)
انت فيك لعنة الانسانية

اللهى الحب

حٍب قاتل ابيك

واعف عنو

حتكتشف انو انت وابيك

كلاكما بطل




ــــــ


شذى

مثل هذا الرجل الوقور ... المرحوم والدكم ... ووالدنا ...لم يمت ...فأفعاله تخلده .. وقتل غدراً ...و ظلما بسبب الهوس المتمدد ... في بيت من بيوت الله ... فهو شهيد ولا شك أنها مكرمة كبيرة .. فهو لم يمت ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وأن الله في عون العبد ما دام ... العبد في عون أخيه، ولئن تقضي لأخيك حاجة كأن تعلمه أو ترشده أو تحمله أو تقرضه أو تشفع له في خير أفضل عند الله من ثواب .. اعتكافك شهرا كاملا، وأحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب ... الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، ....أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في .... حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله .... عورته، ومن كظم غيظا، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضا ... يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، ... أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام،
رحمه الله تعالى وغفر الله له مغفرة واسعة .... فالله في حاجته وفي عونه ... فإن أراد الله العفو .. لخير يعلمه هو لوالدكم فهو واقع لا محالة ... لأن الله في حاجته بافعاله التي كان يقيمها في الدنيا ...وإن أراد القصاص فهو واقع لا محالة لأن أمثال الوالد المرحوم الله سبحانه وتعالى في حاجتهم وعونهم ...كذلك
لكم خالص العزاء وأسكنه الله الجنة.1

الاخ عثمان..... شكرا علي كلماتك الرقيقه في حق الوالد ونسال الله ان يقوينا وينصرنا....

الاخت ايزابيلا......
لغتك الروائية بالمناسبة وبدون زعل ضحكتني.... عارفه؟؟
أهلنا في النيل الابيض بقولو : "تجيك في ام سموك تنسيك امك وابوك" وهو مثل يطابق المثل "الجمرة بتحرق واطيها"
لو كنا نبحث عن اشفاء الغليل لما لهثنا وراء المحاكم قرابة الثلاثة اعوام......
كنت سأحترم رأيك اكثر لو كنت وضعت نقطة واحترمت رايي بعد ان علمته.... لست المسيح ولا اؤمن بادارة الخد الاخر والرب الذي يحميك كان يحمي والدي.... هل تري حماية الله تعني ان لا نصاب بأمر نعتقده شر؟؟ هل لم يكن الله يحمي خلفاءه عندما قتلوا ام ان حمايته جلت وعلت عن ان نفسرها ببساطة عقلنا الضعيف ورؤيتنا المحدوده ونعرض انفسنا وغيرنا للخطر بدعوي ان الله يحميهم ويحمينا؟؟
هل عندما قتل سيدنا الخضر الغلام خوف ان يرهق والديه منطقي حسب فهمنا البشري؟؟ ام انه سبوق علم الله بما لا نحيط ولا نعلم واكبر من كنه ذواتنا وعقولنا...الله اعلم بكل شيء ولذا نؤمن بقوله ان القصاص حياة.....
كل من اجرم بحق احد عليه ان يتحاسب حسب رؤيتي في الحياة ... ولو كنت اعرف من هم الذين كانوا يعتقلون ابي وانا صغير ويتركونني نهب الهواجس عندما يتهامس الناس انهم وجدوا ميتا رماه رجال الامن في الحزام الاخضر لحاسبتهم ايضاً..... المعاناة ليست هي ما تسمعه أو تقرأه في رواية عن التعذيب السياسي في المغرب او الهوس الديني في السعودية بل هي ما تعيشه لحظة قاتلة بلحظة قاتله.....
ثم اعذريني ان كنت فظاً فالامر اكبر من عبارات نكتبها او نقرؤها ... إنها الحياه... فالنحافظ علي أرواحنا اولا من العدم ثم نحاول ان نجنبها المعاناة او نحب بها قاتلا او سفاحا او رجل امن قضي حياته يعذب الناس بإخلاص ووطنية صادقه!!!!

Quote: كنت سأحترم رأيك اكثر لو كنت وضعت نقطة واحترمت رايي بعد ان علمته

تعرف يا مدثر

ان اقول رايي لا يعنى اننى لم احترم رأيك...والنقطة دى هى عظيم احترامى فى الحقيقة

وتعاطفى كذلك

حتى انا ما استئت للغتك العجيبة فى الرد على...

رغم انى عجبت من تسطيحك لفكرتى...وكونها روائية

انا اكتر من يدعو للمحاسبية..وضد رم الجراح على نتانة

يا مدثر يا اخوى

الحياة دة قيمة عليا...وانا ماشايفة انو فى خطيئة..يقترفها الناس الخطاؤون ديل

ويكون تجريما بنزع حق الحياة

انا ضد عقوبة الاعدام فى الحقيقة

..........

ما قصدى اضحكك فى اسى البوست دة والله

فليك العتبى

إيزابيلا....
شكرا علي الرد.....
داير اقول ليك انو لغتي ما كانت عجيبة ..... تعرفي ؟ ما عارف الناس بجيبو مفردات زي "تسطيح" دي من وين لكن طبعا كل زول ليه تجاربو وخبرتو في الحياه وانا تجربتي مختلفه جدا عن تجربتك ويمكن عشان كده شايف لغتك روائية ..... ومن ناحية تانية بعتقد انو التسامح غير الواعي هو الضيع حقوق الناس في السودان ....وبي كلامك ده يجو الناس الاجرموا في حق السودان كلهم ويقولا معليش لاهل الضحايا والموضوع ينتهي وبكده ما تكون رمت الجراح علي نتانه ..... يجي نميري ويعتذر لي اهل كل الكتلهم وعمر والبقيه.....
وإذا الامر ما كده معناها نحن مختلفين بس في تعريفنا لكلمة محاسبه ....
اشكرك مرة اخري...

**
*


انة يوم ات لامحالة
انبلاج صبح الخلاص
انة يوم القصاص..

..
ليس هناك ما يقال
انة الشهيد محمد عمر حسن
انة الاب
انة الوطن..



*
**

ها انت الان مسجى... وانت العاصفة التاريخ الانواء....

سوما...... نسال الله ان يرحم والد الجميع ..... والموت نتيجة طبيعية وعادله لكل من ازهق روحا بريئة ....
ذكر ان من قتل سيدنا عثمان كان يكبر وذكر انه طعنه طعنات لله واخري لشيء في نفسه!!!

الأخ مدثر..
تقبل الله والدكم خير قبول وصبركم وأحسن عزاءكم..


من يقتل الناس متعمداً، يقتل..

____
ندعم حقكم وخياركم..
أنتم أهل الجُرح والوجّع..

الاخ ياسر
شكرا علي كريم حضورك... لله ما اعطي وله ما اخذ.... نسال الله ان يسكنه فسيح جناته ويثيبكم خيرا علي اهتمامكم بالخير وبالناس....

العزيز مدثر
احر تعازي في الوالد لشخصك الكريم ولكل افراد اسرتك الكريمه والتعازي موصولة لكل الشرفاء في البلاد ، مصابكم جلل لا شك ولكن العزاء الاكبر (من بعد الله ) في معرفة ان الموت ما هو الا انتقال لدار ابدية باقية نسال الله ان يعطي الوالد فيها درجة الشهداء والصديقين وان يسكنة جوار الانبياء ... ما مات من ترك سيرة عطرة مثل والدك وما مات من ترك ابناء بررة مثلك يدعون لهم ليل نهار بل مات من لم ترفعة اعمالة الصالحة بين الناس في الحياة قبل ان ينتقل فكم من حي بين الاحياء لا يذكر ولا تعطر ذكراه احاديث الناس ...

لا اعتقد ان من حقي او من حق اي انسان مطالبتكم بالصفح والعفو وان كان من طلب ذلك لا يرجو لكم وللمرحوم الا الرضاء من الله لان درجة العافين عن الناس درجه عظيمة ... ولو قتل الف من الذين يتملكهم الهوس باي انواعة ما زاد ذلك من شأن والدكم طيب الذكر ولا اطفاء بعض من حسرة غيابه عنكم ولا احسبكم والله من قراءتي لمداخلاتكم ممن ينشد ثأراً او يريد ان يشفي غلاً ...
اسمح لي يا سيدي باسم الاخلاق النبيلة التي علمكم اياها ابوكم طيب الذكر ان اطلب منكم الصفح والعفو لوجه الله تعالى اولا واخيراً لانكم وابيكم تستحقون درجة العافين عن الناس احسبكم كذلك ولا ازكي احدا على الله ... فان في العفو رفعةً لكم في الدنيا والاخرة وهو شيمة الكرام الذين احسبكم منهم

اسف سيدي اذا لم يكن ذلك من شاني ووالله ما اردت الا نصحكم ومرة اخرى اتمني على الله ان يسكن الوالد اعلى الدرجات من الجنة وان يلهمكم الصواب دائما فهو القادر على ذلك وهو يتولي المؤمنين ...

الحبيب الغالي مدثر ابن الحبيب الغالي الشهيد / محمد عمر حسن
رفيق دربي في المؤتمر الثانوية أيام كنا معا نعمل في الخفاء و في العلن
ضد الطغمة العسكرية و نحن لم نتجاوز الثامنة عشر من أعمارنا.........
كم أنا حزين لفقد الوطن لابن بار
كم أنا حزين لفقدي لصديق عزيز
كم أنا حزين لفقدكم لأب و أخ و صديق
كم أنا حزين لتكون نهايته على يد مهووس
و لكن ايماني بأن الشهداء أمثال والدكم الذي وهب حياته للوطن ، أحياء عند ربهم
يرزقون ، و بأنه ترك ابنا بارا مثلك ، يخفف من أحزاني.
له المغفرة و لكم حسن العزاء.
و أذكركم (يقول اللـه تعالـي في كتابه الكـريـم " ولكم في الـحياة قـصاص ياأولـي الألبـاب ".

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة والاخوات الكرام
لكم التحايا الطيبه من الاخ مدثر محمد عمر
زميلنا بالبورد وبن الشهيد الراحل العم محمد عمر
ويشكر كل من وقف معه فى محنته واهلة
وكل من ادلى برايه حتى ولو كان مطالبا بالعفو..
ويفيدكم جميعا
انه وفى الوقت المحدد قد تم تنفيذ حكم الاعدام على القاتل
وكان بحضوره وبعض افراد عائلته..
والحمد لله انه يمهل ولا يهمل
ربنا يرحم عمنا الشهيد محمد عمر
ويجعل البركه فى ابنائه
ويصبرهم على مصيبتهم ان شاء الله
نسأل الله ان يصفى البلاد من كل المجرمين القتلة
اللهم آمين

Quote: انه وفى الوقت المحدد قد تم تنفيذ حكم الاعدام على القاتل

جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا

لوالدكم الشهيد الخلود يا مدثر ولكم حسن العزاء

دوما ...
حببني والدي في الاسماء السودانية الخالصه ... كان يعرف كيف يجعلها تبدو لامعة في رأسي وانا صغير فاحببت كلمة دوما وبانقا والعازه ...
لكم الشكر وحفظ الله اهلكم والبلاد

الاخ محمد خليل...
نحمد الله علي الحق وعلي وجود من يحبونه وينتظرونه ....رحمنا الله جميعا وأمن الاوطان والناس جميعا ممن نعلمهم وممن لا نعلمهم

سوما الاصيله ...
شكرك لي الله..... تابعت بادب وانسانية .... واشكرك عميقا علي حرصك علي اعلام كل المهتمين والاخوان واصحاب الحق من غير ذويه وايصال صوتنا لهم وهي امانة وحق لهم ....
نسال الله ان يتغمده بالرحمة ويلهم جميع محبيه واهله الصبر الجميل .....

الاستاذ المربي المناضل شوقي....
شكرا علي كلماتك الرقيقة جدا.... ما قدمتموه يوما ما ولم تنتظروا منه غير ابتغاء وجه الوطن والله باق وثمة من يعرفونه... والله يعلمه ايضا في الغيب ...
ثبتنا الله علي المبادئ والاخلاق فان من لم يثبته الله عليها خاسر...
وكما قال جارنا الطيب ثمة من يصطفيهم الله .... كأنه يطوفهم علي الدنيا فقط ليروا الجانب الاخر الذي عفاهم الله منهم واختار لهم غيره .... لنا ولكم العزاء والصبر الجميل في صديقك ورفيق نضالك ....

يا أمه فرسانك تموت... مغدوره دايما من قفا....

حمامه....
شكرا علي كلماتك الطيبات ... قضاء الله لا راد له ونسال الله ان يجزيك علي نيتك البيضاء .... علي اننا ما زلنا وبعد تنفيذ القاص نؤمن بالقصاص ايمانا عميقاً كوسيلة لحفظ الحياة وخيارا اخلاقيا كريما في مثلما تقدم من شر ولو قدر الله لنا الخيار ملايين المرات لاخترناه خيارا كريما ...
لك الشكر الجزيل

سوما ومدثر.
الآن وقد تحقق القصاص, فلتنعم روح عم عمر بسلام ولترتقى فى عليين.

الاخ عبدو ..
شكرا علي كلماتك الرقيقة وشعورك النبيل ..... لك الله والعافية وله الرحمة عفو الله

Quote: سوما ومدثر. الآن وقد تحقق القصاص, فلتنعم روح عم عمر بسلام ولترتقى فى عليين.

ولا والف لا للطيبه التى تغفر للقتله والسفاكين
والعقبى لكل من مس شعره من رأس الشعب السودانى

الاخ مكي ....
منذ زمن وانا اري المحاسبة هي الطريق الوحيد امامنا لكي نحيا حياة كريمه .....
ذات يوم قال لي ابي بحزن عندما اتي من عزاء كيف تهافت الناس علي النميري ليسلموا عليه ويمتدحونه وهو مهزوز نفسيا !!! بعد ان تمتع بحصانة الانقاذ عن كل جرائمه وال المفكر محمود محمد طه لا يعرفون الي الان مصير جثمانه !!
لوالدي الرحمة ولك الشكر الجزيل ..

ربنا يرحم عمنا الشهيد محمد عمر
ويجعل البركه فى ابنائه
ويصبرهم على مصيبتهم ان شاء الله

الاخ سمندلاوي ...
حقا رحمه الله وحفظك واهلك من كل الشرور

الأخ مدثر
لوالدك العظيم والوطنى الجسور عوالى الجنان ولاسرتك ومحبيه ومفتقديه الصبر وحسن العزاء!
اشاركك واتفهم حزنك ولكنى كنت اتمنى ان يكون التعريف بوالدك بغير عنوان البوست!
يقينا حق القصاص تكفله ديانات واعراف وتقاليد
انا شخصيا قناعاتى بان عقوبة التابيد والأشغال الشاقة هى من انجع العقوبات فهى رادعة وناجعة وافيد للمجتمع لست بصدد تعديد فوائدها وجدواها!
انا موقن تماما لن يكون الجانى مكافئا لوالدك وسيتاكد تماما ذلك عقب التنفيذ ساعتها قد يتاكد الكثيرين ان العقوبة لم تطال الجانى انما اهله وابنائه وهو شئ ليسا مطلوبا او محببا لأهل الجانى والمجنى عليه!
الظرف قد لا يساعد فى التحدث بصراحة ربما للخوف من استخدام مفردات قد يساء فهمها ! فمثل اترقب يوم القصاص والتطلع اليه يوحى برغبة متأججة فى الثأر وهو امر ليس مستحب لأهل القتيل لكونه ربما يرسخ الرغبة فى الثأر حتى فى ابسط الأمور!
هنا فى السعودية لا حظت الرغبة العنيفة والعارمة فى تنفيذ القصاص فى وقت قد يكون اهل الجانى مستعدين لدفع عشرات الملايين كدية! قطعا لا مال يعدل المفقود ولكن تمنيت لو تم تحويل هذه المبالغ لدور الايتام والعجزة ولبناء مدارس او مستشفيات!
عموما لان المموقع عام فقد طرحت وجهة نظرى من منظور عام وليس خاص!
مجددا نسال الله ان يتقبل والدك ويجعل الجنة متقلبه ومثواه ويلزمكم الصبر الجميل!
يخالجنى شعور بان شخص فى نبل والدك لو استشير فى الاقتصاص له من قاتله لما حبذ ذلك!
جنى

الاخ جني .....
شكرا علي لطفك وكلماتك الكريمه .....
قمت بالتعريف عن الوالد في بوستات سابقة وربما منعك الانشغال عن قراءتها حتي اندثرت وضاعت بين اصوات اخري .....
كنا وما زلنا نري القصاص مسئولية اخلاقية تجاه مجتمعنا وقد اخبرني احد الاخوة الموجودين معكم بالسعودية كيف ان القاتل سبق وان اصاب احد زملائه في ترحيل الخطوط الجوية السودانية للعمال بسكين ايضا اصابة كبيرة وتدخل الاجاويد حتي لا يصل الامر للادارة وعولج العامل وانتهي الامر!!!
رأيك نتاج طبيعي لتجربتك في الحياه وقد كان ابي شخصية عامه ونعتقد ان السودان كونه فقد محبا خالصا له ومضحيا وعاملا من اجله من حقه ان يتابع قضيته ولذا كنت حريصا علي اطلاع الناس بمجريات المحكمة والحكم .....
ترقب الحكم ليس عيبا والرغبة في الثأر ليست عيبا ان لم تتعدي القاتل الي اهله ونحن تصرفنا بادب مع اهله ولم نسع لان نؤذي احدهم رغم انه كانت تفصلنا عن اسرته امتار وايا كان الانطباع الذي يتركه ترقب القصاص فانا اراه امر محمود ولا يدعو للخجل وانما هو امر اخلاقي جدا وقد يحيرك انني اري ان الله سيثيبنا عليه !!!
القاتل لن يعدل والدي.... لم اكن احتاج لان يموت حتي اعرف ذلك ...... ولم اسع للقصاص بفلسفة البدل وان هذا يعدل ذلك مادام الخالق قد حسم امر ان يستوي شخص بشخص بقوله ( هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون؟)
والدي كان رحيما لدرجة مذهله لكنه لم يكن يجامل في العام وفي حقوق الناس وفي كل شيء يمكن ان يضر شخص ما وليتك رايت صفوف الاطفال الذي ظلوا ينتظرون بالبيت يوم القصاص والذين عندما ماتوا اتت الي والدة بعضهم وطلبت مني ان اخبر اطفالها ان كل شخص يموت حتي محمد عمر!! وليتك رأيت ايضا ارتياح جيران القاتل الذين حمدوا الله علي ان الله عفاهم من ان يعيش بينهم شخص يهدد حياتهم ويسممها بالهوس والخوف !!
لست بصدد إقناعك بشيء واشكرك علي اهتمامك بالامر وتعاطفك علي انك رايت اهل القتلة يريدون افتداء ارواحهم بالمال فتعاطفت معهم فهل عشت مع اطفال قتيل او رايتهم لحظة الفقد؟؟
لك الشكر الجزيل

القاتل يقتل ولو بعد حين

الاخوة والاخوات الاعزاء المتداخلين ..لكم التحيه والتقدير اجمعين
حكى لى الاخ مدثر صباح اليوم .. انه وقبل تنفيذ الحكم سألهم الضابط المسؤول
لو عندهم رغبه فى حضور تنفيذ الاعدام ..لانه من حقهم .. واجابوا نعم نريد ان نحضر
وقبل التنفيذ بوقت قليل ..هل تصدقوا انه العسكرى المرافق مصر يسال اهل الشهيد
الاخ مدثر وااخوانه انه لو فى نيتهم ان يعفوا !!!
وهم ضايقين الامرين من نار الفراق والظلم القاسى.. وفراق مين ؟ ابوهم !!!
قتل جورا وغدرا
رد مدثر بقلب قوى... طبعا لا .. اعدام فقط ولا غيره
وكان المتهم موجود .. رد عليه طبعا ده من حقكم
واجابه مدثر نعم من حقنا ولانه من حقنا وانت ما زلت معترف ومتمسك
نحن برضو متمسكين بالقصاص ولا شىء غيره
وقد كان ....
والحمد لله على كل حال
نسأل الله للاخ العزيز مدثر وافراد اسرته المكلومه
وجميع اصدقاء ومعارف عمنا الشهيد
نسأل الله ان يصبرهم على مرارة الموقف

ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ..

الآن كلاهما في رحاب مليك مقتدر ، نسأل الله تعالى لهما الرحمة .. و الصبر الجميل لأسرتيهما ..

Quote: قال تعالى ( ولكم في القصاص حـياة يا أولي الألباب ) صدق الله العظيم

هشام

الاخوة الاعزاء ....

أشكركم علي بالغ اهتمامكم ومتابعتكم ....

تم وبحمد الله وفي الوقت المحدد اخذ القصاص ... والحمد لله الله الذي وصفه بالحياة حييث تعطي اسرة الشهيد الان الفرصة في التعامل مع الحياة والحزن بشكل مختلف ويريحهم من عناء ومشقة المحاكم وتاجيلها الذي استمر لعامين ونصف قضوها في قهر يتجدد كلما حضروا جلسة محكمة ما او خافوا ان يضيع حقهم كحقوق اخري كثيرة....

كان ابي رحمه الله يتنفس السودان وما زلت اذكر كيف كان يعمل ليل نهار ليختصر الوقت ويعود من سفرية في احدي الدول الاوربية يلهث المسئولون الكبار حتي يحصلوا عليها ويطيلونها حتي يتمتعوا بالبدلات والحوافز ويقول لي: ياخي انا بكره المرقه من البلد دي ......

كان اول من تكلم عن التهميش والمهمشين وحذر منه وكما قال لي احد السياسيين بأسي: (تعرف يا ولدي؟ انا ضحكت من كلامو و قلت محمد عمر ده بجيب الكلام ده من وين)!!!!

كان اول من طالب بتعويض او بدل للعمال والموظفين بالورش عن الاذي الذي ينجم عن تعرضهم للاصوات العالية داخل ورش الطائرات وكانوا يرونه كزرقاء اليمامة لدرجة ان ذلك البدل اطلق عليه بدل محمد عمر من قبيل السخرية عليه الي ان اكتشف الناس بعد اكثر من عشرين عاما ان سمع العاملين يتاثر تأثرا حقيقيا بذلك ونصت علي التعويض القوانين العالمية....
له الرحمة ولكم العزاء جميعا .....

هشام ....
حقاً "ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب" صدق الله العظيم

الاستاذ المؤرخ د. سعد الدين محمد سعد الدين والذي كان استاذا للشهيد بالمؤتمر الثانوية جاءني يسعي وكأنه يمشي علي غيمة وهو يقهقه.... ثم يكبر بحزن ..
ثمة من يعرفون معادن الرجال اكثر من النار التي تمتحنهم ....!!!
الا رحم الله محمد عمر ومتع استاذ الاجيال والمؤرخ الجليل بالصحة والعافية

Quote: لست بصدد إقناعك بشيء واشكرك علي اهتمامك بالامر وتعاطفك علي انك رايت اهل القتلة يريدون افتداء ارواحهم بالمال فتعاطفت معهم فهل عشت مع اطفال قتيل او رايتهم لحظة الفقد؟؟ لك الشكر الجزيل

اشكرك يا اخى لسعة صدرك
انا لم اقصد ذلك يا صديقى ولا انظر الى الجانى كضحية ايضا وانما رايت القتل بالسيف ورايت التشفى ورايت الطمع فى الديات والغلو فى ارتفاعها يقينا اطفال القاتل والمقتول ضحايا ولو استندنا الى هذا المنطق لما كان هناك قيمة للعفو انا شخصيا اتفهم طلبك للقصاص ولكن ما لم اتفهمه تثمين الاخرين للقصاص وثق تماما انا اتعاطف مع اطفال محمد عمر ومن سردك اعرف انهم قد فقدوا ابا عظيما والذى هو فقد للسودان ايضا!
راى فى عقوبة القتل هو قطعا راي عام ولا علاقة له بمقتل والدك
تحياتى لك واحترامى الشديد لك ما ذكرت
جنى

شكرا جني..... نسال الله العفو والستر... والرحمة لوالدنا وللجميع

القرضابي ....
شكرا علي وقوفك الكريم... له ولنا الرحمة والعزاء

جئت ورجعت... وكأنني يحملني شجن كثيف.....وها دمه وكأنه يغسل بماء الامطار او يطرح للنيل كعروس نوبيه يسفح دمها الكهنة من أجل اله زائف...
المجد للجهل.... ثم المجد للحزن الذي تجدل به امهاتنا جدائلهن الطويلة او تجدلين به ضفائرك في الوحدة المفترضة وحولك الكثيرين ممن لا يحسونك ......
ثمة عصافير مذبوحة يا صديقه....ثمة قلب يئن ويرتجف كسمكة اخرجت لتوها من النيل...... هل تعرفين المطر؟ ضوع الاشجار في الليل ورائحة الخريف الذي يشي بحزن زائف؟ ذكريات كثيرة تأخذني تفاصيلها للبعيد ... ابعد من الحزن... اعرفت الان لم كنت مشتتا وانا اجلس بجانبك او ابدو كمن ضيع الجهات؟؟ كنت اعرف ان ذلك سيحدث اتصدقين ذلك؟؟!! كنت اعرف انه سيحدث يوما ما حتي لكانني شارفت علي الجنون والهذيان دون ان أقوي علي قول ذلك لأحد حتي لا يضحك مني او ابدو امام احد كالمهووس,

لا تسالينني كيف عرفت ذلك وحملته كلعنة سنين عجاف من قبل ان يحدث فلربما هي لعنة النهر أو صوت العصفورة الوحيدة التي كانت ترسل نداءاتها المهمه لباقي العصافير او الحمي التي يطمئن اهلي بعضهم بتسميتها ِوردة الخريف وكأنما ستفارقهم مع اخر قطرة مطر!!.....
أشياء كثيرة زائفة يا صديقة لا نعرفها الا بعد ان نتلمسها بشك وكاننا نتلمس قماش نوشك ان نشتريه.. ، أشياء كثيرة حقيقية يربكنا كونها كانت ثم مرت كما تمر طيور السمبر في الخريف دون ان نعي انها كانت هنا...

كنت اعرف واردت ان ان اشركك في همومي لكنني كنت كالابكم او كالذي يهذي بالنهر وبالاشجار، بالعشب السائب في الماء، برجال يمشون علي الماء والغيم وامهات يقطعن جدائلهن من الحزن، بتمائم يصنعها رجال متعبون , باطفال جياع، وباخواتنا الصغار... هل اكلت اخواتك الصغار كسرة من دون ملح لايام حتي بدون شاحبات كطفلات يوشكن علي ان يدخلن الجنة بعد ان خرجت ارواحهن؟!!

ثمة ما لا يقال يا صديقة الا بالصمت الذي كنا نتشاركه , ثمة شوق اخرس ووحيد.... وثمة انا ... انتظر ما لا يأتي.... انتظر ما يعجن الخبز بالبيت بالحزن واتسكع وحييييييييداً........

فاجأني بانه يخاف علي من المجهول ....لم يستطع ان يقول من الوطن !! وهو الذي ادمنه وتعاطاه سراً وجهراً كما يتعاطي مدمن الحشيش !!

ذات وطن كان مثلنا.... يموت من الهذيان والوحدة والبرد...ويتسول وطناً لا يحمله الي المعتقل مقيداً كسارق!! او يساله عن هويته كانما لم تلده امه بالحبل في دار الاحامده !!

إشتهر بالسخرية المبالغة وروح الدعابة... ما زلت اذكر حين صببت له كوبا من الشاي وملأت الكوب حتي اصبح من الصعوبة بمكان حملها فنظر الي وضحك ثم قال لي : "اها يا ولدي دي أرك فيها ولا شنو؟؟!!"

الاخ جنى تحية طيبة
دعنى اختلف معك كليا فى قولك بان الاشغال الشاقة والسجن المؤبد من انجع السبل لعقاب القاتل..
فانا على يقين بان العقوبة الرادعة للقاتل هو القتل نفسه"" ولكم فى القصاص حياة يا اولى الالباب""نعم اذا قتلت القاتل فان هذا سيكون عبرة وعظة لبقية المجرمين القتلة ان يمارسوا جرائمهم البشعة لان الذى يريد ان يقتل عندما يتذكر بان مصيره سيكون نفس مصير الذى ينوى قتله فسوف يفكر الف مرة قبل ان يرتكب الجريمة.. وياحبذا لو كان عقوبة الاعدام يتم بحد السيف كما هو الامر فى السعوديةحتى ندخل الرعب فى نفوس هؤلاء الذين لا يخافون الله ويقتلون لاسباب تافهة.. وانظر بنفسك عدد جرائم القتل فى الولايات الامريكية التى لا تطبق عقوبة الاعدام مقارنة بالولايات التى تطبق عقوبة الاعدام او قارن جرائم القتل فى السعودية ودول مثل امريكا واوربا.. لا توجد مقارنة’
يجب قتل القاتل حتى ولو اراد ان يفتدى نفسه بكنوز قارون..

ولك تحياتى

الاخ السر....
ثمة أشياء تفهم بمشقة إن نظر الناس لها من جانب واحد ... ألم الفقد عظيم جدا... الموت تجربة خاصة حتي وان كان موت طبيعي ولذا لم يصبر علي تجربة رؤيتها نبي حين قتل امامه غلام ..... وجني اظنه تأثر عاطفيا بما راه واظنه يقصد خيراً واسال الله ان يعينه علي رؤية الحياة في القصاص دون ام يمر بتجربته.....
أربكتني بعض الردود ولم يربكني كلام جني لانني فهمته وعذرته....
بعضهم طلب مني ان احب قاتل أبي!!! ثمة من يختصرون تجربتك في الحياة ببضع ضربات علي الكيبورد.... او ربما يظنون تلك الضربات قادرة علي ان تخرجك من طبيعتك البشرية الي الوهية .... الوهية زائفة لو اتصف بها الله جل وعلا لما سمي بالعدل.....!!
خالص الشكر والرحمة لوالدنا الذي كان يقول لي دائماً: "والله نحن يا ولدي انشاءالله نموت من القوه للهوه اصلو ما نتعب زول"

بعد الانتفاضه تمت محاسبة جزئية وكان الشاهد الوحيد علي تجاوز ارتكبه مديره المباشر الذي قام بطلب قطع غيار من شركة لوفتاهانزا وطلب منه التوقيع حيث رفض ان يوقع علي اكمال المعاملة ما لم يستلم خطاباً رسميا يفيد بعلم المدير بعدم اكتمال المستندات ثم اكن ان إختفت تلك القطع بمجرد وصولها لمطار الخرطوم ... وقضت المحكمة بأن المدير يتحمل المسئولية كاملة بعد ان اتي الشهيد بصورة من ذلك المستند كان يحتفظ بها في بيته لانه كما قال توقع ذلك اليوم .

في التسعينات وبعد ان نزل للمعاش كان عليه ان يقابل ذلك المدير ليحصل علي تذكرة مجانية تكفلها له قوانين الهيئة الدولية للطيران بحكم وظيفته فحكي لي بحزن ذلك الموقف واضطراره بعد ان صادرت الانقاذ الحق الممنوح بواسطة الهيئة الدولية ان يقدم لطلب يصادق عليه ذلك المسئول ... وللامانة تعامل معه ذلك الرجل معه بأدب جم واحترم موقفه ثم خرج معه حتي اوصله باب المبني وذكر له انه كم احترم ذلك الموقف وأنه يفهم أنه لم يفعل ذلك لامر شخصي.

الف رحمه تنزل علي والدك العزيز يا أخ مدثر
وكامل تعاطفنا معك ومع اسرتك الكريمه

المكي.... شكرا علي شعورك الرقيق ..... ومتعك الله بالعافية

هذا الرجل الذي طرد اثنين من اعز أصدقائه وامرهم بالا يقربوا بيته مرة اخري في 1971 لانه مراقب ولانهما مطلوبين.... ثم لانهما كانا يسكران في وقت كانا فيه امينين علي معلومات سرية جدا, ا ذكر لي احدهما انهما خجلا بعد ان غادرا وتهامسا: "محمد عمر ده حاسي بمسئولية غريبه عن البلد والحزب!!"
وبعد ان طردهما وقال لهما : انتو ما مسئولين" أحباه اكثر...!!!

قلمك يسطر بأمشاط احزانكم أخي مدثر.. قرأتها مثل ذاك الغضب بعيني محمود أو الم الفقد الواضح على ملامح وجه أمنا النبيل. لأبينا الشهيد الرحمة و المغفرة و لمعارفه و محبيه الصبر و غد أجمل حلم به للوطن و البسطاء.. إنا لله و إنا اليه راجعون.

سعد... ثمة شجن كثيف.... يشبه أولات البكاء ولا يكتمل......

الطاهر.... الجسد بيت الوطن... الوطن ليس بيت الجسد !!

الاخ
مدثر محمد عمر

كتبت لك من قبل وانا اقرا لك ردا اوردت فيه بعض من السيرة العطرة للوالد...كتبت لك بكثير حزن وغصة ...لكني لا ادري احسست ان حزنك فيه كثير من الخصوصية وآثرت ان لا اقتحم احزانك..

لكني اليوم قررت ان اكتب لك بعد احساسي بان الاحزان ربما تكون قد اخذت مسارا طبيعيابعد تنفيذ حد القصاص..الذي اايدك تمام فيه...من قتل يقتل..وبعض الاحزان لاتدارى بكلمات العقل الموزونة والنداءات بالعفو...الجمرة بتحرق الواطيهاوانت واسرتك اخترتم الخيار الصعب الصحيح، وماتحس به مهما شاطرناك فيه العزاء لن نحسه كما مسكم...والان بعد تنفيذ القصاص اتمنى ان تكون الاحزان بطعم الحزن لا العلقم والظلم والغبينة...ورحم الله الوالد ونسأله ايضا المغفرة للقاتل..

محمد...بكيت اليوم كما لم ابك من قبل..................................................................بكيت وانا اقرا للمرة العاشرة وازيد سردك للوالد وتكريمك من حروفك لسيرته العطرة...احسست بكلماتك تمس احزانا فيني ...رحم الله والدك واطال العمر لوالدي...لكني احسست بفقدك له وبحبك وبحنينك له، للاب عندي كما لغيري مكانة لاتشغل لذا احس بفقدك له ..بكيت بكيت بكيت كل شيء احزاننا واقدارنا..بكيت الجهل والهوس والعنف والشطط...بكيت الأسرة التي فقدت عمادها..بكيت حزنك وبكيت والدك كانه والدي...

ابوك يامحمد ابونا كلنا... تغمده الله بواسع رحمته...قلبي معك

حنين....
هذا الرجل الذي اهتم بان يزور الفنان عثمان حسين في عز سطوة الانقاذ وايام تسجيلها لكثير من برامجها العدائية وبثها ومنع اصوات الفنانين لانهم غير داعمين للمشروع الحضاري كان يعرف ان عثمان حسين مشروع حضاري أيضاً...وبكي عثمان حسين حين عرف ان هذا الرجل لا يعرفه بعد رده عليه: (انا والله ما بعرفك شخصيا... انا بس بعرف الشعب السوداني الحباك وجاي اشكرك واطمن عليك لاني سمعت انك عيان....)
والان ها انت ترثينه وهو في الغيب ... ثم تهمين بالامر اياما وتنتظرين حتي يظهر الحق لانك ارتبكت فيما يمكنك فعله ....وكأن الامر يعنيك وحدك.... تلك صفة الانبياء يا رقيقه..... إنها الرحمة والنفس المهذبة.... لك الله

غفر الله لميتكم


نسال الله ان يصبركم في فقدكم الجلل

لك الرحمة ببركة هذه الجمعة أبي وصديقي الشهيد..

كان لنا نعم الاب والصديق..

كان مثال للشخصية السودانية في صدقه وتعامله..

هو فقد للوطن..ولاهله..وأصدقائه جميعا..

ستبقي ذكراه في دواخلنا ما حيينا...

لم يمت..فهو بيننا..


سيف اليزل برعي البدوي

سيف برعي..... والدنا جميعا الذي علمنا كيف نقيم الناس بمعايير لم يعد يعيرها الناس كثيراً.. كان اكثر ما يلفت انتباهه في الانسان التهذيب والثقافة والفكر ولذا كانت علاقتكما خاصه.... وكأنما كنتما تلوذان من العالم بالكتب والشعر والكلمات الساخرة والغربة السرية......
لله ما اعطي..... وله ما اخذ....

محمد... غفر الله له وغمره بكرمه الواسع.... ربنا يجعل فيك البركه

ربنا يغفر للوالد ويدخله الجنه من اوسع ابوابا يا الله...

مدثر...سردك محزن للغاية..
ربنا يصبركم ...
تعازي للاسرة الكريمة

وتستمر الاحزان وتصر ان تقودنا خلفها مدمعى العين
ولكن....... يجب ان نرجع لله كثيرا وندعوه اكثر ونبتهل له
بقدر حجم المصيبه نرجو من المولى الكريم العفو والمغفرة لموتانا ولنا الصبر ..
العزبز مدثر فى صباح الجمعه المباركه
فالندعو كثيرا ونطلب الرحمه للوالد الشهيد الغالى
له المغفرة ولكم ولنا الصبر الجميل..
ربى يرحم والدينا اخى العزيز ويوسدهم البارده ان شاء الله
ويجعل البركه فى ذريتهم ..اللهم آمين

سوما .....
شعورك الرهيف دائما لا يتأخر....
كان عندما يأتي وقت الصلاة يقول لي:
- اها يا ولدي الصلاه كيف؟
- والله يا ابوي انا المسلمين ديل خلاص ما داير اصلي معاهم تاني... بصلي براي !!!
- هاهاهاها
- ربنا يهديك يا ولدي ويهون عليك.
له طريقة مهذبة في التوجيه تعطيك انسانيتك كامله وحريتك كامله لكنها تجبرك بعد وقت قليل ان تصبح واعياً... دون ان تشعر... ثم تختار مرة اخري.....
ببركة الجمعة المباركة نسال الله ان يعفو عن ابائنا ويرحمهم ويحسن اليهم وجميع امواتنا واموات المسلمين

ساره ....
كان عادة ما يضحك ساخراً ثم يقول: والله يا ولدي نحن زي الكاشف... ما حيعرفوا قيمتنا الحقيقية الا بعدما نموت....
له الرحمة الواسعة ولك الشكر الجزيل

Quote: الاخ جنى تحية طيبة دعنى اختلف معك كليا فى قولك بان الاشغال الشاقة والسجن المؤبد من انجع السبل لعقاب القاتل.. فانا على يقين بان العقوبة الرادعة للقاتل هو القتل نفسه"" ولكم فى القصاص حياة يا اولى الالباب""نعم اذا قتلت القاتل فان هذا سيكون عبرة وعظة لبقية المجرمين القتلة ان يمارسوا جرائمهم البشعة لان الذى يريد ان يقتل عندما يتذكر بان مصيره سيكون نفس مصير الذى ينوى قتله فسوف يفكر الف مرة قبل ان يرتكب الجريمة.. وياحبذا لو كان عقوبة الاعدام يتم بحد السيف كما هو الامر فى السعوديةحتى ندخل الرعب فى نفوس هؤلاء الذين لا يخافون الله ويقتلون لاسباب تافهة.. وانظر بنفسك عدد جرائم القتل فى الولايات الامريكية التى لا تطبق عقوبة الاعدام مقارنة بالولايات التى تطبق عقوبة الاعدام او قارن جرائم القتل فى السعودية ودول مثل امريكا واوربا.. لا توجد مقارنة’ يجب قتل القاتل حتى ولو اراد ان يفتدى نفسه بكنوز قارون..

ولك التحيات الطيبات
اثراءا للنقاش دعنى اوضح الاتى
اذن انت لا تعرف الاشغال الشاقة فهم يتمنون الموت وكثيرا ما ينتحرون وقطعا ليس هو المراد من الاشغال الشاقة!
لو سلمنا بان عقوبة الاعدام تردع القتلة لما كان هنالك قتل فهل سمعت بان القتل توقف!
لعلمك ان اغلب حالات القتل تتم فى لحظة جنون مؤقت Temporary Insanity ينطفئ فيا سراج العقل!
القتل بالسيف لم يوقف القتل ولن يوقفه والقتل بالسيف كان متقبلا يوم كان السيف الة مالوفة ومتداولة اما استخدامها اليوم فهو فى امر غاية فى الغلظة وامر منفر ضرره اكثر من نفعه ان كان له نفع وليس المكان بمناسب للاستفاضة !
فضلا عن ان عقوبة القتل التغليظ فيهامن اجل ردع الغير امر فيه نظر فضلا عن ان عقوبة القتل باعتبارها Capital punishment اذا اخطا فيها القاضى فانه لا يمكن التراجع فيها!
جنى

شكرا جنى على الرد
وساعود ان شاء الله

الوطن الذي" تشبه غربته غربة الماء" لا يعرف كيف يدس خيبته بجوف البحر كما يفعل النهر !! ..... منذ ان كان غابة وهو يحلم بالطلح كجسد امرأة ..... الوطن الذي يشبه الماء لماذا أحب اليابسة اكثر من الزرع ؟ اليابسة موت النهر ....
النهر ... الذي حبل بكل الاشياء ....منذ متي وهو يحلم بضفة حنون؟
كانت احلامنا عليه بين بين ... وأرواحنا ايضاً بين بين و تفهم وحشتها .... لماذا عندما حلمت بالنهر حبلت بوطن أحد من وجع من ولدت بالحبل .... ربي ان الحزن هنا أشبه بالموت والامهات يمتن بجوع في الاحشاء او حرقة في الحشا.... ربي ..... اوعزني ان احزن وطني الذي وهبت وان لا اموت ببرد وحمي وانا اتوسد شارعاً موحشاً كزنزانة .....

كتبت الي راشد صديقي قبل سنوات:

(كان ابي يعلم ان السفرُ ليس غياباً. السفرُ هو الحضورْ..!! لكنه جرب الحضور فقنع بالغياب !! اختار ان يموت بوجع في القلب بدلاً عن ان يموت بوجع في المفاصل ....! أراه اليوم ...أسوأ حالاً ,الجرح أكثر انفتاحاً والقلب مثل منفضة السجائر !!...

لم يكن يريد اكثرمن قبر !! " لكن كعادتها البلاد تذهب مرتديةً دفئه....فيذهب مرتدياً خساراته ..." )

لحن الشهيد أغنية حملتك امانه يا ساعي البريد... وقد ذكر لي انها وردت منشورة في مجلة الاذاعه بتوقيع "ن" حيث كانت في تلك الفترة الفتيات يستترن خلف حروفهن الاولي خوفا من سياط المجتمع عند كتابتهن لشعر او غيره اي ان كاتبتها أنثي في اغلب الاحوال وقد لحنها في فترة سكنهم "عزابه" مع عدد من ابناء القطينه وذكر لي ذلك هو ثم بعد مماته احد من عاصروه في تلك الفترة... وقد ذكر مغنيها ان ملحنها احد ابناء القطينة الذين لم يعد يذكر اسمهم ويشطر علي امانته .

كل نسوك ولم يعودوا يذكرونك في الحياة.... فالدهر يدفن في ظلام الموت حتي الذكريات....
هذه الكلمات .....تري لم كنت تعلقها علي مكتبك كالتميمه

من أنبأ الموت أني أحبك...

ها انت ذا تلوذ بالنهر وكأنك تعرف انك ستدفن بجانبه يوما ً ما.... ها انت ذا..... ملوح بالشمس وتطعم أسماكه الصغيرة لابنائك امعاناً منك في البحث عن الحلال القليل ها انت ذا تتقي بتالنهر بعد أنت تحارب في رزقك وكأنك حرام.....

ثم كتبنها علي مفكرتك الصغيرة: "أعطي الفنانين السودانيين الفاتحة في كل صلاه , فلولاهم لاصبح السودانيون متطرفون في كل شيء"

ألأخ/مدثر

نسأل الله للفقيد/الرحمة والمغفرة....

والحمدالله على إظهار الحق..والحكم لله اولآ واخيرآ

إسماعيل محمد احمد عباس....

الاخ اسماعيل... له الرحمة الواسعة ولك الشكر علي اهتمامك بالترحم عليه....

كان يحمل كل الجراح...
جرحه , وجراح الذين يحبونه ,
والجراح التي نزفت من قديم قديم.....

وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
القرابِينَ قَبْلَكْ
مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
قَبْلكَ
عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
قَبْلكْ
يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
مَاذا وراءك
في كتب الرمل؟
ماذا أمامك؟
في كتب الغيم
إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
والكائنات التى انحدرت في الظّلام
و امتلاُؤك بالدَّمْع
حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
****
وسد الآن راسك
متعبة’’ هذه الرأس
مُتعبة’’..
مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
وانتهى حيثُ مَرّ
كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
تهالك فوق المدينة والنّاس
كان الدّمامة في الكون
والجوع في الأرض
والقهر في الناس
قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
أَتى فوق دبّابةٍ
وتسلَّق مجداً
وحاصر شعباً
غاص في جسمه
ثم هام بعيداً
ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا
****
وسد الآن رأسك
غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
في حفلة النَّوْء
يشتاقك الحرس الواقفون
بأسيافهم وبيارقهم
فوق سور المدينة
والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
والأفق الأرجوانى والارصفة
ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
والشعر
والعاصفة
***
أمس جئت غريباً
وأمس مضيت غريباً
وها أنْتَ ذا حيثما أنت
تأتي غريباً
وتمضي غريباً
تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
وتدنو قليلاً
وتنأى قليلا
وتهوى البروق عليك
وتجمد في فجوات القناع يداك
وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
كأنك لم تكُ يوماً هناك
كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
***
وَسِّد الآن راسك
في البدء كان السُكُونُ الجليل
وفي الغد كان اشتعالُك
وسد الآن رأسك
كان احتجابُك
كان غيابُك
كان اكتمالك
***
وسد الآن راسك
هذا هو النهر تغزلهُ مرتين
وتنقضه مرتين
وهذا العذاب جمالُك

**************
رُبَّمَا لمْ تَزَلْ تلكم الأرض
تسكن صورتها الفلكية
لكن شيئاً على سطحها قدْ تكسَّر
رُبَّمَا ظل بستانُ صيفك
أبْيضَ في العواصف
لكنَّ بْرقَ العواصف
خلف سياجكَ أحْمر
رُبَّمَا كانَ طقسُك ، ناراً مُجوسِيَّةً
في شتاءِ النعاس الذي لا يُفَسَّرْ
رُبَّما كُنْتَ أَصغر
ممَّا رَأَتْ فيكَ تلك النبواءتُ
أَو كنتَ أكْبَرْ
غير أنك تجهل أَنَّك شَاهِدُ عَصْرٍ عتيقْ
وأن نَيازِكَ مِنْ بشرٍ تتحدَّى السماء
وأن مَدَارَ النجوم تغير!!
هَاقَدْ انطفأتْ شرفاتُ السِّنين
الْشِعَّةُ بالسِّحْرِ واللُّؤْلؤ الزَليِّ
وَأَسْدَلَ قصْرُ الملائكة المنشِدينَ سَتائِرِهُ
وكأنَّ يَداً ضَخْمَةً نسجت
أُفقاً مِنْ شرايينها
في الفضَاءِ السَّدِيمىّ
هَا قَدْ تداخَلَتْ اللُّغَةُ الْمُستحِيلةُ
في جَدضل الشمْسِ وَالظّثلمَات
كأنَّ أصابعَ مِنْ ذَهبٍ تَتَلَمَّسُ
عبر ثقوب التضاريس
إيقَاعَهَا
تَلِْكُمْ الكائِنَاتُ التي تتضوَّعُ في صَمِتَها
لم تُغَادِرُ بَكاراتَها في الصَّبَاح
وَلَمْ تشتعل كرة الثَّلْجُ بَعْد...!
فَأَيَّةُ مُعْجِزَةٍ في يَدَيْك
وَأَيَّةُ عَاصَفَةٍ في نَهَارِكْ
((إنِّي رأيتُ سُقُوطَ الآله
الذي كانَ في بُخارِسْت
كما لوْ بُرْجُ إيفل في ذات يَوْمٍ
كما لوْ طغَى نَهْرُ السِّين
فوْقَ حوائطِ باريسْ
كانَ حَرِيقُ الإله الذي
مَاتَ في بُوخَارِسْتَ عَظيماً
وَكانَ الرَّمادُ عَظِيماً
وَسَالَ دَم’’ بَارد’’ في التُّرَابْ
وَأُوصِدَ بَابْ
وَوُرِبَ بَابْ
وَلكنَّ ثَمَّةَ في بوخارِسْت بلادي أنَا
لا تزولُ الطَّواغِيتْ
أَقْنِعَة’’ تشرِكُ الله في خَلقه
فهي ليستْ تشيخ
وليْسَتْ تَمُوتْ!
وَقَائمةُ هي ، باسم القضيَّة
وَْأَنْظِمةِ الخطب المِنْبَريَّة
وَحَامِلة’’ هى ، سِرَّ الرِّسَالةُ
وَشَمْسَ العدالةْ
وَقَادِرة’’ هي ، تَمْسَخُ رُوحَ الجمالْ
ولا تعرف الحقَّ
أو تعرف العدل
أوْ تَرِفُ الاسِتقَاله
وفي بوخارسْت بلادي
أَزْمِنَة’ة تكنِزُ الفَقْرَ خَلفَ خَزَائِنِها
وَسُكون’’ جَرِيحْ
وَأَشبَاحُ مَوْتَى مِنَ الجُوع
تخضرُّ سيقانهم في الرمالْ
وتَيْبَسُ ثُمَّ تقِيحْ!
وَمَجْد’’ من الكبرياءِ الذليلة
وَالْكذِب العربيِّ الفصيحْ
((كأنّك لمْ تأتِ إلاَّ لِكيْ تُشعِلَ النَّارَ
في حطب الشَّرقِ وَحْدك
في حطب الشرقِ وَحْدَكَ
تَأْتِي..
وَشَمْسُكَ زَيُتُونَة’’
وَالبَنَفْسَجُ إكليلُ غَارك
ولا شيء في كُتبِ الغَيْبِ غَيرُ قَرَارِكْ))
((إنِّي رَأيتُ رِجَالاً
بَنَوْا مِنْ حِجَارة تارِيِخهِمْ وطناً
فَوْقَ حائِط بَرْلين
وَانْحَفَرُوا فيه
ثم تَوَارَواْ وَرَاءَ السِّنين
لكيْ لا يُنَكِّس رَايَتَهُ المَجْدُ يوماً
على قُبَبِ الميِتِّينْ
وكيلاَ تَدُورَ على الأَرْضِ
نَافَورَةُ الدم والياسمين!))
وفي بُوخَارِسْتَ التي
سَكَبَتْ رُوحَهَا فيك
وَازْدَهَرَتْ في نُقوش إزارِكْ
في بُوخارِسْتَ انتظَارِكْ
سماء’’ تكادُ تَسيل احْمِرَاراً
وَأيدٍ مُقَوِّسَة’’ تَتَعانَقُ خَلْفَ الغيومْ
وَآجُرَّةُ مِنْ تُرابِ النُّجُومْ
تَظَل تُبعثِرُهَا الرِّيحُ
خَلْفَ مَدَارِكْ!

الكون صامت الا من هذه العصفورة الصغيرة التي ترسل اصواتها المهمة لباقي العصافير !!"
وذا التراب مخاتل جدا ..


..
اخى مدثر ..
دهمتنا بحزن عميق .. فشارفت ارواحنا على البكاء جهرا فى حضرة الشهيد الوالد محمد عمر حسن
رحمه الله رحمة واسعه .. بقدر ما اعطى .. وما سيعطي
وعليه وفى العالمين السلام

المشرف... ها انت تأتي مرة أخري حاملاً بين جنبيك قلبك الرقيق... ثم تطرق الباب علي استحياء وكأنه ليس بيتك...
لك الشكر العميق وله الرحمة المتمناة... الرحمة التي وسعت كل شيء...

ثم ها انت تذهبى لنفس المشفي الذي دفعت أياما من عمرك في الزنازين الضيقة حتي يخرج من جبة الحلم فيمنعك الحارس من الدخول ثم تأتي راجعا راضيا وتقول لي : " طبعا مفروض نحترم موقفو لانو ده شغلو " واكن سيكون جميلا لو كان الناس سواء في بلدي جميعهم يمنعون او جميعه يعطون نفس الحق في الحياة او في الدخول لمكان ما دون ان ياتي احدهم ويهمس للبواب بانه "قوات نظامية ويدخل".. تاركا الاخرين للشمس وللاحساس بعدم المساواه

تري لم احدثت فيك كلمات نزار قباني "هل تسمعون صهيل أحزاني" صوت زجاج.. ثم كتبتها لي في ورقة صغيرة وكأنك تخفي عني حزنك العميق....

مالي كلما ضاقت وعصفت بي الاحزان اتي الى هذا البوست..وكاني اتلو صلواته...
استغفر الله

حنين....
كما أرسلت لي صديقتي يوما رسالتها القصيرة :
الحزن هويه...شخصية...
قضيه ، تصبح أحياناً وطنية....

أشياء كثيرة ابصرتها هنا بوضوح... قد لا تصدق ... الان فقط عرفت معني كلام ابي: ما كان بخلونا ننوم ... !!

نفس القطارات والمدن.......

أيها الرجل ... ها انا ذا اقترب من نبوءتك.... نبوءتك التي كنت تقولها لي في السر... ثمة حبل سري لا ينقطع وربما لذلك اخترت التراب ابكر مما كنا نظن...
نبوءتك التي كنت تقولها لي عندما تعود من زنزانة ما ..
الزنازين الضيقة التي يحشرونكم بها، طفولتي المهدرة في الترقب او الخوف من ان لا تعود، رجال الامن , لم كانوا يعتقلونك بذلك الاخلاص؟! ...

ها انت ذا لا تعود ؟، إذاً لم ما زلت خائفا الا تعود؟!!

في المرة الاخيرة قابلني محمد ... أتذكره؟ محمد الذي يخبر عن ابيه قصصاً مليئة بالمرافعين والاسود.. محمد الصغير الذي يسكن وامه وابوه في الخرابة التي كنت تزورهم فيها لتشرب معهم الشاي.... ذكر لي ذلك... قال لي انك اخبرته عن المدرسة قال لي ايضا انك الوحيد الذي كنت تاتي لتشرب معهم الشاي.... تري ما الذي كنت تهمسه له حتي يصر الي الان وبعدما يقارب علي الثلاثة سنوات علي ان ياتي ويخدم الضيوف او يذهب للدكان كلما رأي عربة تحمل ضيوفا امام البيت؟....

الم اقل لك بأني خائف من الا تعود؟؟
لم كنت تحدثني عن الوطن بمرارة وكأنه يخصنا وحدنا ؟؟ لم اورثتني لعنة النهر؟؟

الأخ مدثر محمد
الحمدلله من قبل ومن بعد .
الرحمةوالمغفرة لروح والدكم ولكل من
غرر به بأسم الاسلام من تم قيادتهم الى المحرقة
بأسم الاسلام وبئس هؤلاء المتشيخين والذين يدبجون الخطب
ويصدرون الفتاوى لقتل النفس وهم فى نعيم الفساد غارقون
لعن الله ما يسمى زورا بالحركة الاسلامية الا من تاب منهم توبة
نصوحة فدم القاتل والمقتول اثم على جبينهم الى يوم الدين قاتلهم
الله موقدى نار الفتنة بين أبناء الوطن من أجل دنيا يصيبونها ولكن
سترتد عليهم مظالهم قريبا بقدرة العزيز المقتدر يرونه بعيدا ونراه قريبا.

نزار....
أشكرك علي كريم اهتمامك ولوالدنا الرحمة والقبول الحسن....
ذكر لي صديقي انه عندما يكون في طريقه الي جامعة الجزيرة كان يمر عليه ليتزود ببعض اليقين إذ انه يكون متعبا من المعاناة وطولها ... ذكر لي انه كان عادة ما "يقدمه" حتي شارع الزلط واضعا يده علي كتفه احيانا... ثم يقول له بأنجليزيته المميزة " A day will come " يا ولدي .... فقد كان كما قال مظفر النواب:
كله ثقة بالشوارع ويسكت مثل العطور!!...

 - بالمناسبه يا ابوي لو الناس بهتموا بي اولادم زي ما بتهتم بي غنمايتك دي ما كان واحد منهم طلع كوز ... ثم نضحك طويييييييييييييلا ...

ويهاتفني من ام جر بعد ان يحصل علي هاتف بمشقة ...

 - يا مدثر ... قلت اسال من الغنماية لاني خليته عيانه هاهاهاها
 - تمااام يا ابوي .. غايتو بدت تاكل .

ثم يغلق الهاتف بعد ان حمد الله بطريقة ما زالت ترن في اذني ...

مناداته لي في الحوش التاني ليسر لي بشيء صغير ... احدهم نظر اليه بطريقة غريبه او اخر تبعه ... كان له ذاكرة لا تخطئ حتي وان لمحتك بعد عشرة ايام من مصادفتها لك في المواصلات ...

هددوه بابنائه فلم يحتمل قلبه ... أصبح علي حافة الجنون .. واجده منتظراً في الشارع ان تاخرت ... حاولت ان اهون عليه بانهم صاروا اضعف من ان يؤذوا أحداً لكنه كان يعرف انني اطمئنه فقط .... لم يخف قط علي نفسه يوماً ...

أذكر اخر مرة عندما تحدثنا قبل عدة ايام من الضحية عن استفادتهم من جلود الاضاحي وانهم إن كانوا يجدون نصف دولار فقط من كل جلد لحصلو علي مليون دولار من جلود الكلاكلات فقط !!
أخبرته انني افضل ان ياكل جلد خروفنا الكلاب... ضحك وقال: و لكن الباقين لا يأبهون .. أخذ امام الجامع ووفد صغير من الحله قابل مسئول اللجنة واقنعهم بان ياخذوا النصف ويتركوا النصف لجامع الحي الذي ينقصه الكثير .. واقتنعوا لانهم علي قوله "ما فارقه معاهم شديد"... ثم اعتذر لي بأدبيا ولدي انا ما كنت بقدر ارفع سقفي التفاوضي... دي احسن نتيجه ممكن اقدر احصل عليها)

سننتظر اعواما اخري..... الاعوام القصيرة والطويلة .. الايام المتكررة كنشرة الاخبار ... الحزن الذي نتقاسمه كسر من الاسرار الكبري .....غيابك... لعنة النهر التي ترافقك حتي في الصحراء.... كوب الشاي الاحمر عندما لا تملك ثمن اللبن.... رائحة ثوب امك....الغياب الذي تعيشه وكأنك درويش....

العزيز مدثر

ترددت كثيرا قبل ان اسطر حرفا هنا
ربما كان من اسبابى ان الجرح اكبر من أن تقيمه الكلمة
ولا الدمعة التى جفت على المآقى يمكن ان يعيد إذابتها العزاء
عرفتك نخلة تساقط منها الرطب ،،، فى حين ظل أصلها صامدا يتحدى رعونة الاعاصير
ما انت الا هو وكما وصفت وأوفيت
ومن منا لا يتمنى أن يكون فرعا للاصل !!!

دم أخى كما أنت ،،،
ولتبقى روحه الطاهرة أمنة مطمئة عند بارئها
فى جنات النعيم ،،،،

الفاتح .. ها أنت تمس الجرح مساً خفيفأ ليشفى وكأنك المسيح !!
سأكتب لك مرة اخري فقد اربكني صدقك الحزين وفاصلاتك الثلاثة التي تستخدمها وكأنك تعصمنا بها من الحزن العتيد!!

لة الرحمة ولذوية الصبر والسلوان وحزن العزاء


هذة حال الدنيا يا استاذ يوم تجمع ويوم تفرق

سيف الكرار...
هي الدنيا .... من قديم قديم ....
وهي الرحمة تتنزل بدعاء كدعائكم وعزاء كعزائكم.....
لك الشكر الجزيل

الاخ الكريم / مدثر
نشاطرك الاحزان في فقد الوالد ونسأل الله الكريم ان يجعل مقامه اعلى الجنان . ونحلم ان تبزغ علينا شمس ووطننا معافى موفور الحب والامان .
قال تعالى :" من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "
قتل النفس المعصومة من كبائر الذنوب لذا اقرّ الله القصاص لحفظ الروح ولردع من تسوّل له نفسه قتل الآخر وهو ايضاً كفارة للقاتل .
فكما الله غفور رحيم فهو ايضاً شديد العقاب , فالعفو يكون عند توبة القاتل توبة صادقة , ومما ذكرت يتضح انه لم يشعر بالندم وهو اول دلائل التوبة .
في اعتقادي احد اسباب مصائبنا الجمّة سياسة عفا الله عما سلف التي لا تفيد بقدر ما تضر وتضيّع الحقوق .
احييك واسرتك على الصمود وتقبل مني صادق التعازي .

الاخت رانيا ....
أشكرك علي مشاعرك النبيله ..... ووعيك الكبير.... واشاركك الرأي فيما يختص بالتسامح غير الواعي ...
كثيرا ما تحدثنا انا وابي عن انهيار المجتمع السوداني السريع والمريع في زمن الانقاذ.... كان أبي يقول لي: (عارف يا ولدي ... دايما الحاجات الما مبنية علي اساس فكري بتكون هشه ... ونحن جزو كبير من قيمنا للاسف اكتشفنا انو مبني علي اساس عاطفي عشان كده ما قدر يقاوم كتير)...
والوعي جرثومة قد تكلفك معاناة يومية, عزلة , خسائر نفسية مريعه وقد تكلفك حياتك أيضاً ....
له الرحمة وستر الله بناته الفراشات وقواهم وجعل الخير فيهم وفي اخوانهم .

الاخ مدثر

رحم الله الوالد كل الرحمة واسكنه فسيح جناته ولك الحق في ان تفخر بوالدك

الاخت هويدا..... لك الشكر الجزيل .....

رحمه الله .... قال لي يجب عليك ان تفهم الناس دائماً حتي وان لم تعذرهم ....

علمت ان العمال والموظفين كانوا يطالبون به في كل مجلس محاسبة لانه يفهمهم ويحسهم .... بيوم أستدعي لمجلس محاسبة احد العتاله... كان نوباويأ ذو بنية جسمانية فذه ..... قالوا له بانه يتغيب عن العمل ويسرق احياناً.... سألهم ماذا سرق قالوا له خبزاً!!!

ناداه وسأله قبل المجلس لم يتغيب؟ قال ان اطفاله جوعي ومرتبه ضعيف ويضطر للذهاب للسوق ليبحث عن عمل باليومية عندما يشتد الجوع علي صغاره والا فيسرق لهم رغيفاً من قسم الضيافه !!!

وقف مع العامل.... قال لي: ( ده يا ولدي لستك الطياره الفلانيه ده بحتاج لي اربعه عمال عشان يحركوه.... هو بدردقو زي ما الشافع بدردق ترتار... يعني بشتغل لي شغل اربعه عمال ولو اشتغل ساعتين ببرر مرتبو... بعدين يا ولدي العيش البشيلوه المدرا ديل لي اولادهم مش اولي بيه الشفع الجيعانين ديل ؟؟!!)

له الرحمة من رب الرحمة إنشاءالله

الأخ مدثر
رحم الله والدكم رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنات
وفقد أمثاله فقد للسودان كله
أسال الله له الرحمة ولكم ولنا جميعا حسن العزاء
إنا لله وإنا إليه راجعون

شكرا ايتها البنت الرقيقه وعوضنا الله والسودان خيراً ...... ووسده رحمته وعفوه

الاخ مدثر
احسن الله عزائكم
اللهم ارحمه رحمة وآسعة و ادخله جنتك و بارك في ذريته ..

Quote: انا ما مع العفو البضيع الحقوق ولا البعرض غيري للخطر.... الاستئصال من المجتمع وسلب حق الحياه ده حق منحو الله للتعامل مع الناس الكعبين شديد في حال سلوكهم المتطرف تجاه الناس وما في حال فكرهم المتطرف!! وانا شايف حرصي علي الحد دي مسئوليتي تجاه الناس وجيراني وكل من يمكن ان يتعرض للاذي او الخطر من امثال هذا الرجل لذلك ارجو من الله ان يوفققني في مسعاي ويحمي الناس بلطفو من شرور بعضهم ومن الجهل ومن المرض ومن الظلم.....

رحم الله من رباك و احسن أدبك ..

لك الشكر علي ردك الرقيق والمتزن
ها انت ذا تستشف ما لا يستشف .....
روحه التي صعدت ... سترهق النهر بالنحيب.... له الرحمة الواسعه ....

ها انت ذا تواعدني فأأتي متأخراً بخمس دقائق ثم اضطر للانتظار ساعة ونصف علي باب المطار ثم تسألني ببرود
أنا قلت ليك تجي الساعه كم؟
- واحده ونص
- وانت جيت كم؟
- واحده ونص وخمسه
- فتهز كتفيك دلالة علي انها ليست مسئوليتك وتقول لي: يا ولدي انا الوقت ده بدفعوا ليه عشان أشتغل .... انت داير تاكل حرام؟؟
واغضب جدا من ردك... انا الذي كنت في المرحلة المتوسطة ولا افهم معني انه ان دفع لك خمس دقائق وانت لا تعمل فيها فإنه حرام ...
لك الرحمة وانت تأكل حلالاً.... لك الرحمة الحقه

Quote: الاثنين القادم...

البوست دة من النوع الما بنتهى بكل رتل (الاثنينات) التى قدمت وانتهت

مثل ابيك يظل خالدا بالنسبة لى

لاسباب كثيرة

ليس من بينها اعدام ذاك الرجل فى اثنينه ذاك










اتابع ما تكتب هنا

وادرك اكثر لم هو نسيج وحده

عادة ما نكتب عن أحزاننا ونسكت عند إحباطاتنا .... رحيله حزين لكن قتله محبط ...

قليلون هم الرجال الذين يكونون كالاشجار ، لا يحلمون بالرحيل ابعد من جذورهم رغم ان الشجر صديق الطير !!!

ذلك الاثنين كان يوما جيداً بالنسبة لي رغم بنفسجة الحزن !!!......

" دايما الحاجات الما مبنية علي أساس فكري بتكون هشه"
- محمد عمر حسن

الأخ مدثر
تغمد الله والدكم بوافر الرحمة
وأنزله منازل الشهداء وهو منهم
والهمكم الصبر والسلوان

أسامة ... حسن ظنك به وبالله جميل ويحبه الله والرسول .....
كل التقدير

Quote: واشهد لعم محمد تفقده لكل الحي خاصة الفقراء وكان الجميع يحبونه ومن عجيب الاقدار وبعد ان نصلي العصر في المسجد وبعد درس رياض الصالحين كان يناديني ويسالني عن احوال واخوتي واهلي لانه كان يعرفهم جميعا فردا فردا وكان مكانه بالصف الاول

أخي مدثر قلبي معك أخي العزيز ..
رحم الله الوالد الحبيب ..
وربنا يمهل ولا يهمل ..
والحق يبان ولو بعد حين ..

محمد ابراهيم ... ربنا يجعل فيك البركه ....ورحمه الله رحمة واسعة وتقبله خير القبول...

للوالد والوالدة تجربة أحدثت تغييرا بمجتمعنا الصغير إذ ان قرار ان تعود والدتي للمدرسة (الصف السابع) بعد ان دخلت أصغر بناتها للجامعة دفع الكثيرات ممن احجمن خجلاً من ان يوجدن مع بنات في عمر بناتهن او اخواتهن الصغار .... وقد كان يجلس معاه ويحفظها الكلمات الانجليزية ويذاكر معها كلما يستطيع شرحه .... ثم اجدهم يقرأون فأمازحها: ( غايتو يا امي بركه الما كنت برضع ) ثم نضحك ملياً

الان وفي محيطنا الصغير عادت اكثر من خمس امهات الي المدرسة بعضهن صغار في السن واخريات كبار...... بعد سنوات من نضال والدتي ونجاحها هي الان بالصف الثاني الثانوي... و كما قال حميد:

رغم التعب... والاستيا
من مسخرة هذي الحياه

في فترة النميري كان الوالد يعتقل كثيراً وفي احدي المرات جاءه احد "الخواجات" وقدم له حقيبة مملوءة بالدولارات طالباً منه ان يأخذها ويوصله فقط للطائرة ..... طلب منه الجلوس وقدم له مشروباً ثم ذهب وأبلغ أمن المطار... نفس الافراد الذين كانوا يعتقلونه احياناً لانه "طابور خامس" علي حد نعتهم له و سلمهم الرجل... كان يؤمن ان ذلك الفعل مسئولية وطنية إذ انه في مثل هذه الحالات فلا بد من ان الرجل اجرم في حق السودان او في حق مواطن سوداني جرم اوصله حد ان يضحي بحقيبة مليئة بالدولارات فقط ليخرج من السودان ....

وعندما لم تكن تملك ثمن أن تساعد جارك عندما وقع حائط منزله المائل كنت مهموماً ثم حدثتني: (بناتو في الشارع ياخي ) !!!!
ثم فجأة وكأنما لمع بعينيك البرق ذهبت مسرعاً وارتديت جلابيتك وخرجت ثم عدت راجعا
- الحمد لله اتحلت
- عملت شنو يا ابوي
- مشيت لي عبد المنعم تعميره وقلت ليه يجيب ليه عمال يجوا يبنوا الحيطه دي
وعبد المنعم جارنا القديم المهذب واخينا الكبير يسمع كلامك وكأنه أوامر ثم يحيك محبة لا تختلط بشيء وتعرفان بعضكما ثم تتفقان كعادتكما علي الخير وكأنكما اتفقتما عليه منذ الازل !!!

ها انت ذا تتعلق بعبارة جماع وكأنك تتعلق بأستار الكعبه ثم تكتبها علي مفكرتك وترحل ، مفكرتك الصغيرة التي كانت تنوء بالحزن وبالافكار التي تشبه أشجار يانعة او نهراً ساعة التساب....

سأكتبها هنا ...... عبارات جماع التي اصابته بالذهول والادب المفرط الذي يجعله يخرج يده من الاكل إن دخل احد عليه وهو ياكل ولم يشاركه لاحساسه انه ربما يكون جائعا وتمنعه عزة نفسه من الاكل ، عباراتك التي تشبه جملاً متقطعة اخر الحزن.... ثم أعتزازك بكل شيء سوداني وكأنه يخصك وحدك !!’ عثمان حسين , ادم الضي , محمود شايب , الشعراني , الكد , الهندي, جماع , علي عمر الجنيد الصادق الرضي جريدة الايام عثمان ،شنقر بائع الخضار الذي بحث عن بيتك كالمجنون ليعزي فيك، بائع القش في سوق اللفة , واخرين لا اعرفهم الحزن يعرفهم ...

Quote: الامر اكبر من عفو علي مجرم.... انها حياة الناس وامنهم وسلامتهم...

أكتب لنا جيداً... لنتعلم أن الحياة ليست أضحوكة.

أنا عاجزة تماما عن الكلام


لكني أقرؤك


______

إيمان

هذا الرجل .... يحضر دائما حين يحضر الالم ويغيب الناس ثم ان غيابه يغمس روحك بالنهر مرتين .....

ترك الشهيد علي مفكرته الصغيرة بعض الشخبطات ... أبيات شعر, أفكار... سأحاول كتابتها تباعاً

***

ذلك الراسف في أصفاده ... والذي يعثر في ذل الرقيق
إنك المسئول عن اطلاقه من هوان القيد ما دمت طليق

- بيت لإدريس جماع

***

ويفاجئني بانه يخاف علي من المجهول ....!!
لم يستطع ان يقول من الوطن !! وهو الذي ادمنه وتعاطاه سراً وجهراً كما يتعاطي مدمن الحشيش !!

ذات وطن كان مثلنا.... يموت من الهذيان والوحدة والبرد...ويتسول وطناً لا يحمله الي المعتقل مقيداً كسارق!! او يساله عن هويته كانما لم تلده امه بالحبل في دار الاحامده !!

وغنمايته التي كان يهتم بها كعادته بالكائنات البكماء حتي صرنا نهظر معه ونسميها غنماية غاندي ...

- بالمناسبه يا ابوي لو الناس بهتموا بي اولادم زي ما بتهتم بي غنمايتك دي ما كان واحد منهم طلع كوز ... ثم نضحك طويييييييييييييلا ...

ويهاتفني من ام جر بعد ان يحصل علي هاتف بمشقة ...

- يا مدثر ... قلت اسال من الغنماية لاني خليته عيانه هاهاهاها
- تمااام يا ابوي .. غايتو بدت تاكل .

ثم يغلق الهاتف بعد ان حمد الله بطريقة ما زالت ترن في اذني ...

مناداته لي في الحوش التاني ليسر لي بشيء صغير ... احدهم نظر اليه بطريقة غريبه او اخر تبعه ... كان له ذاكرة لا تخطئ حتي وان لمحتك بعد عشرة ايام من مصادفتها لك في المواصلات ...

هددوه بابنائه فلم يحتمل قلبه ... أصبح علي حافة الجنون .. واجده منتظراً في الشارع ان تاخرت ... حاولت ان اهون عليه بانهم صاروا اضعف من ان يؤذوا أحداً لكنه كان يعرف انني اطمئنه فقط .... لم يخف قط علي نفسه يوماً ...

أذكر اخر مرة عندما تحدثنا قبل عدة ايام من الضحية عن استفادتهم من جلود الاضاحي وانهم إن كانوا يجدون نصف دولار فقط من كل جلد لحصلو علي مليون دولار من جلود الكلاكلات فقط !!
أخبرته انني افضل ان ياكل جلد خروفنا الكلاب... ضحك وقال: و لكن الباقين لا يأبهون .. أخذ امام الجامع ووفد صغير من الحله قابل مسئول اللجنة واقنعهم بان ياخذوا النصف ويتركوا النصف لجامع الحي الذي ينقصه الكثير .. واقتنعوا لانهم علي قوله "ما فارقه معاهم شديد"...

أحياناً كثيرة اهم بكتابة شئ ما له ... تسرع يدي الي الهاتف لتكتب له رسالة قصيرة !! يحدثني قلبي بان هذه الحكاية ساحكيها له عندما أعود الي البيت و ألتقيه ... تمتد يدي لسماعة الهاتف لتهاتفه ..
أتفهمين قسوة ان تحاولي الاتصال باحدهم ثم تستدركين انه رحل ...؟؟!!

إيمان.... كان "كالعزاز" ذلك الرجل الذي بعد ان مات قال عليه قاسم حداد أنه "كان يعيش حياته وكأنه يفعل شيئاً اخر"!!!

اقرأك واسابق المجهول في احزانه...اخاف ذاك اليوم الذي تكتمل فيه دورة الحياة فيغيب فيه "لاقدر الله" احد والدي....
هل اصبحنا ندمن الاحزان او كما قال صديق لي نحتفي بالحزن...
احيانا لا ادري لم تجتاحني تلك الأفكار السوداء واتخيلني بدون والدي...واظل ابكي الى ماشاء الله لي واردد دعوتي المعهودة "ياربي يومي يسبق يومهم"

اشاطرك كل يوم اخي احزانك وصدقني انني ادعو للوالد دوما بالرحمة والمغفرة، كنت اتمنى لو اتيحت لي الفرصة بالتعرف الى امثاله ن شرفاء هذا البلد..من الذين امنوا بالحياة عمقا وقضية..لامصالح شخصية..

عزائي لك يتكرر كلما رايت هذا البوست..

تحياتي..وهل اطمع ان توصل تحياتي للوالدة؟؟؟؟

حنين سأعود لك واعوذك بالحزن ذاته , بأغاني عثمان حسين, بالتساب وبحزن العصافير الصغيره , بامهاتنا بائعات الكسرة , بالموت ذاته , بطيور السمبر واعشاب النيل التي تحلم بالا تكون سائبه , بالصحو في النوم , بالاماني العرجاء والتي تأتي بطيئاً مثل كارو الرجل الذي احيل للصالح العام , بأشجار النيم اليابسة وريش الطيور الميتة ثم بـ "بلادي أنا" ...
ااااااااااااا نسيت بجنازة كمال أيضاً..... الذي توقف قلبه عن النبض لانه قرر ان يبقي في وظيفته من اجل السودان فذهب للدفاع الشعبي لكي لا يرفد وهو مصاب بالقلب.....

ثم تعلق علي مكتبك :

"الدهر يدفن في ظلام الموت حتي الذكريات" وتقول لي وكأن ابو القاسم الشابي قرأك في السر ثم كتبها .....

ثم تخرج ماءك البارد وبعض ما تملك لعمال النظافة وانت تقول لهم:
- انتو اهم ناس بالجد
عندما تتحرك عربة القمامة مسرعة بعد ان تاخذ جوالات اوساخ الجيران تجري وراءها كالمجنون و "تكورك" للعمال: اجدعوا الشوالات ... اجدعوا الشوالات ويرمون بها وانت تجري وراءهم كالمجنون ثم تجمعها وتضع لكل شواله امام بيته علي طول شارعنا وأقول لك ...
- يا ابوي خليها ياخي كل زول بجي بشيل شوالو ...
فترد في عمق وايمان غريب:
- لا ياخي الاطفال بمرضو ياخي كان ما ختوا الوساخه دي في الشوالات ......

ثم ها انا ذا كلما تذكرتك, تذكرتك وانت تجري وراء عربة القمامة كالمجنون او تقرا او تقلب كتابك علي طاولة وتستغرق في صمت غريب وكأنه صلاة...

في كل مساء،
حين تدق الساعة نصف الليل،
وتذوي الأصوات
أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
و أنادم ظلي فوق الحائط
أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
أجدل حبلا من زهوي وضياعي
لأعلقه في سقف الليل الأزرق
أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.

شكرا الاستاذ الطاهر ساتي والاستاذه شذي علي اتصالكم الكريم

Quote: ويفاجئني بانه يخاف علي من المجهول ....!! لم يستطع ان يقول من الوطن !! وهو الذي ادمنه وتعاطاه سراً وجهراً كما يتعاطي مدمن الحشيش !!

و برضو تقول وطن!
مع انه حباك ليل الغربة
و استكتر عليك كفن...

--------
وما اقسى ليل الغربة
في السودان يا مدثر..

مجنون انت ... مجنون كفراشه .... مجنون مثل طيور الشوك...
إذ تخترق الموت بصدرٍ عارٍ إلا من فرح فطري
مجنون تجتاز العقبه ....
في اي بلاد الله سافتح نافذتي فأري الايام تطوقني بالالفة لا بالأسفار؟؟؟!!

سعد الدين ......
منذ زمن بعيد كتبها الشاعر المصري محمد ادم بلغة مكتظة بالشجن عن عازف الجيتار السوداني علي عيد... ذلك الفتي الذي يشبه الطيور الصغيرة التي تسمي طيور الشوك ... وسميت طيور الشوك لانه عادة ما يجدونها باجسادها النحيلة مخترقة الشوك وكأنها تنهي به عذاباتٍ ما ....

لأفهمك كما انت ... وردة في بلاد بعيده ....

طائر الحزن غفا ثم صحا ....
كل يوم عاد فيه الحزن قلبي ذبحا ....

عادة ما نكتب عن أحزاننا ونسكت عند إحباطاتنا .... رحيله حزين لكن قتله محبط

يا مدثر رحم الله الوالد وأسكنه فسيح من جناته

أتذكر تماماً أيام العزاء ولوعة الفراق والفقد لأسرتكم ولكل الأهل

قرأتك مرات ومرات وكلما هممت بالكتابة أجدني واجمة

ولا أجد من الكلمات ما يناسب هذا المقام فعذراً

ما حدث ليس سهلاً ونعم العفو من شِيم الكرام

ولكن المقام هنا مختلف وأقدر لكم هذا الموقف من القصاص

هي إرادة الله ان يكون موت الوالد بهكذا طريقة

له الرحمه والمغفرة وأكثروا من الدعاء له

فهو رجل فريد ومتفرد بشهادة الكل ويستحق خالص الدعوات بالمغفرة

كنا صغاراً فسألته شقيقتي:

- يا ابوي حكمة تؤمن بها ؟؟؟؟

- هاهاهاها "الما عندها ضنب ربنا بحوحب ليها "

إنه التوحيد وجل مستجيب دعائك حين كنت تقول لي دائماً مؤكداً: (نحن يا ولدي انشاءالله من القوه للهوه) كناية عن موتك السريع وانتقالك من قوتك وعافيتك الي هوتك اي قبرك دون المرور بمرض او ضعف... رحمك الله حقاً

إنعام .... ربنا يبارك فيك ياخي ....
اشكرك علي كلماتك الرقيقات في حق أبي ودعواتك له بالرحمة لك مثلها عند الله إنشاءالله .....
لم تستطيعي ان تكتبي اكثر من مره ....
أفهم صمت المحبين والمجرمين ...!!!
إنها الرحمه .... لك الله

انشاء اللة البركة فيكم ..
ادعو لة بالمغفرة انها الحال والدنيا وكلنا فى السكة ..
تتعدد الاسباب والموت واحد انة قدرة ...

الله يبارك فيك يا سماره ياخي ويوقيك واسرتك من كل شر.... وربنا يرحموا ويتقبلوا مع الصديقين والشهداء ويتغمدوا بالرحمه والعفو والقبول يا رب

بيوم ما وفي حياته كتبت لصديقي راشد:

"دائماً يربكني ضجيجه وهو يلوح بمناديل خضراء لغيمة مجروحة"..
كان ابي يعلم ان السفرُ ليس غياباً. السفرُ هو الحضورْ..!! لكنه جرب الحضور فقنع بالغياب !! اختار ان يموت بوجع في القلب بدلاً عن ان يموت بوجع في المفاصل ....! أراه اليوم ...أسوأ حالاً ,الجرح أكثر انفتاحاً والقلب مثل منفضة السجائر !!...لم يكن يريد اكثرمن قبر !!
" لكن كعادتها البلاد تذهب مرتديةً دفئه....فيذهب مرتدياً خساراته ..."

هذا القلق المشوب بالم احسه يشم دمي الان.... ربما لم تجربينه لكنه مثل ابو اللماس** الذي كنت وانا صغير اخافه لانه يلمسنا... يلمسنا فقط دون ان يلتهمنا !!
أحس بذاكرتي تنزف !! مؤخرة رأسي تلك اتمني أحياناً ان اقطعها كقعر البطيخة وارميها .. الذاكرة هي التي تنزف .. يبدو أنها تتقن عملها حين لا نحتاجها.... دائماً تشدنا من مؤخرة رأسنا للاعلي لا أعرف لماذا؟؟!!
لماذا قال ذلك الرجل الموهوم: " يا رب... اعطنا الجنون كخشبة خلاص"؟؟!!
هه.. الجنون ؟؟, خشبة؟؟؟, خلاص ؟؟؟؟
المجنون رجل تنزف ذاكرته باستمرار ... أستطيع ان أتبين كم نزفت من صراخه أحياناً وأحيانا من صمته الذي يشبه الصراخ !!
ذاكرتك حين تنزف كثيراً لا تنفعها الضمادات.... كل الأشياء التي تربت علي القلب تجعلها أكثر انفتاحا .... صوت فيروز.... أغاني عثمان حسين .. والكتابة.
التظاهر بعدم النزيف أيضاً سيوصلك الي أوجه أيضاً !!
حين تنزف ذاكرتك يجب أن تتجنب حينها ما لم تستطع !!
"المرأة والأوراق !! كلاهما عبوة ناسفة ! "
ويجب ان تتجنب الغربة، شجر النيم، حيطان الجالوص، أوجه بائعات الكسرة اللتران ونصف الذان نزفهما أبوك ، وجه امك أيضاً ... الجامع الذي لم تعد تحبه ... بكاء راشد ... بكاء محمود ، المشرحة ، رجال الامن ... جريدة الدار التي باعت أبوك في الصفحة الاولي "وربما بجانب خروف ولد برأسين" ....
ا ل ن ز ي ي ي ي ف فطوبي للنزيف!!
تمسك مؤخرة رأسك .... تخاف الجنون؟؟!! أم تخاف نزيف الذاكرة في الجنون؟؟!!.... ربما ستتعود حينها !!
الن ...
ا
ل

ثم حدثتني عن الزنازين .... عن شالا وعن الفضلي , عن الانهار التي تجري لمستقر لها في القلوب وعن الاطفال الذين امرك الله ان تنظر لهم .... وضحكنا مليييييييييييياً من البؤس !!!

دائماً كان يربكني ضجيجه وهو يلوح بمناديل خضراء لغيمة مجروحة....

رجال الامن كانوا يعتقلونك بإخلاص وكأنهم يؤدون واجباً مقدسا !!ً.....
ثم أني سألتك وانا صغير بعد غيابك عدة ايام كنت اخشي فيها الا تعود: (ابوي انت نعسان؟؟؟؟ )

فأجبتني في أسىًً: (ما كانوا بخلونا ننوم يا ولدي)!!!

رب ساسكت .... لا اريد ان ادعوا عليهم كدعوات أإمة الجوامع يوم الجمعه: (رب لا تبق منهم احدا)
رب سأسكت فانت تعلم ما لا يعلم.....

يا المغني الما ندم يوجد غنوتو وينعدم.

ليست ثمة ما هو أصعب من الحزن الا الحديث عنه....

رب ارحمه في هذه الجمعة المباركة فقد كان يتأنق لجمعتك وكأنها يوم عرسه...

اللهم آمين..

سعد الدين... إبنه انت أبضاً.... كنت اعرف أنك أيضاً تترحم عليه... انت واخرين في غربتهم السرية ،نحن لا نعلمهم الله يعلمهم...

منذور للمطر انت ... للحزن ولأشياء لا نعلمها ..... وتعرف ان الورطة ليست ان تنتمي الي اراض ليست لك فقط .، الورطة الا تنتمي اليك أراض هي لك . !!!
في الغربة يبدو كل شيء كما لو انه خارج لتوه من حريق!! ، في الوطن لا تختار موتك ... الوطن يختار موتك ... بوجع يناهز الغربة وأشياء يعجزك تفسيرها.!!
اتخيلك... تتمتم بكلام كأنه الهذيان ثم و كأني انت " أعتق روحي في الدن المكسور ذاته" *!! ....




*(وكأنك انا ... تعتقين روحك في الدن المكسور ذاته) عبارة أظنها لأحد الكتاب الاكراد

صديقي نحن مثل الرجل الذي فقد ظله, ونعرف ... مثلما كان يعرف ابي ومثلما كان يعرف جماع ... نعرف الذهول والغربة ... والموت والحب الذي يبداان عنده.... نعرف العزلة وابو ذكري والسوداني الذي غرق هنا بالامس بعد ان ابتلعه وادي وضم رفاته التي عجز عن ان يضمها مليون ميل او مليون كذبة كبيره ... فطوبي لنا ... ستعيش غريبا وتموت غريبا كأبوذر .... كراشد...او كالصاوي.. و سيراك الاخرون ... مضيئاً كنجمة ثم سيكتفون منك بالبريق... !! اما داخلك المعتم لن يجرؤ احدهم بالنظر اليه لانك تشبه الالهة... هل تعرف ذلك؟؟!!

مع القهر والغربة والموت السري لا يجدي ما نفعله... حب الوطن وحب الانسان... حب الازقة الضيقة, الاصدقاء الذين يكرهم الوطن بالتساوي, المواعيد التي لا تاتي, الامهات المغيبات بالحزن او الموت, الاطفال الذين اخبرني راشد بان الله يامرنا ان ننظر اليهم , شبط مقبول, الكتابة التي كان من الممكن ان تصنف كفعل مميت "قبل تغيير المنهج الدراسي" , لا يجدي يا صديقي... ما زلت لا افهم ... "كيف يكون حبٌّا إذا كان الحبّ سبباً للموت؟؟؟!!

صديقي ... وأنا مرهق ومقهور وغريب ... وترهقني االروائح أكثر ...روائح الحنوط, روائح الامنيات الميتةو امسيات الجزيرة, ورائحة المطر ومرتبة ابي ايضاً!!

صديقي نحن مثل الرجل الذي فقد ظله, ونعرف ... مثلما كان يعرف ابي ومثلما كان يعرف جماع ... نعرف الذهول والغربة ... والموت والحب الذي يبداان عنده.... نعرف العزلة وابو ذكري والسوداني الذي غرق هنا بالامس بعد ان ابتلعه وادي وضم رفاته التي عجز عن ان يضمها مليون ميل او مليون كذبة كبيره ... فطوبي لنا ... ستعيش غريبا وتموت غريبا كأبوذر .... كراشد...او كالصاوي.. و سيراك الاخرون ... مضيئاً كنجمة ثم سيكتفون منك بالبريق... !! اما داخلك المعتم لن يجرؤ احدهم بالنظر اليه لانك تشبه الالهة... هل تعرف ذلك؟؟!!

مع القهر والغربة والموت السري لا يجدي ما نفعله... حب الوطن وحب الانسان... حب الازقة الضيقة, الاصدقاء الذين يكرهم الوطن بالتساوي, المواعيد التي لا تاتي, الامهات المغيبات بالحزن او الموت, الاطفال الذين اخبرني راشد بان الله يامرنا ان ننظر اليهم , شبط مقبول, الكتابة التي كان من الممكن ان تصنف كفعل مميت "قبل تغيير المنهج الدراسي" , لا يجدي يا صديقي... ما زلت لا افهم ... "كيف يكون حبٌّا إذا كان الحبّ سبباً للموت؟؟؟!!

صديقي ... وأنا مرهق ومقهور وغريب ... وترهقني االروائح أكثر ...روائح الحنوط, روائح الامنيات الميتةو امسيات الجزيرة, ورائحة المطر ومرتبة ابي ايضاً!!

صديقي نحن مثل الرجل الذي فقد ظله, ونعرف ... مثلما كان يعرف ابي ومثلما كان يعرف جماع ... نعرف الذهول والغربة ... والموت والحب الذي يبداان عنده.... نعرف العزلة وابو ذكري والسوداني الذي غرق هنا بالامس بعد ان ابتلعه وادي وضم رفاته التي عجز عن ان يضمها مليون ميل او مليون كذبة كبيره ... فطوبي لنا ... ستعيش غريبا وتموت غريبا كأبوذر .... كراشد...او كالصاوي.. و سيراك الاخرون ... مضيئاً كنجمة ثم سيكتفون منك بالبريق... !! اما داخلك المعتم لن يجرؤ احدهم بالنظر اليه لانك تشبه الالهة... هل تعرف ذلك؟؟!!

مع القهر والغربة والموت السري لا يجدي ما نفعله... حب الوطن وحب الانسان... حب الازقة الضيقة, الاصدقاء الذين يكرهم الوطن بالتساوي, المواعيد التي لا تاتي, الامهات المغيبات بالحزن او الموت, الاطفال الذين اخبرني راشد بان الله يامرنا ان ننظر اليهم , شبط مقبول, الكتابة التي كان من الممكن ان تصنف كفعل مميت "قبل تغيير المنهج الدراسي" , لا يجدي يا صديقي... ما زلت لا افهم ... "كيف يكون حبٌّا إذا كان الحبّ سبباً للموت؟؟؟!!

صديقي ... وأنا مرهق ومقهور وغريب ... وترهقني االروائح أكثر ...روائح الحنوط, روائح الامنيات الميتةو امسيات الجزيرة, ورائحة المطر ومرتبة ابي ايضاً!!

صديقي نحن مثل الرجل الذي فقد ظله, ونعرف ... مثلما كان يعرف ابي ومثلما كان يعرف جماع ... نعرف الذهول والغربة ... والموت والحب الذي يبداان عنده.... نعرف العزلة وابو ذكري والسوداني الذي غرق هنا بالامس بعد ان ابتلعه وادي وضم رفاته التي عجز عن ان يضمها مليون ميل او مليون كذبة كبيره ... فطوبي لنا ... ستعيش غريبا وتموت غريبا كأبوذر .... كراشد...او كالصاوي.. و سيراك الاخرون ... مضيئاً كنجمة ثم سيكتفون منك بالبريق... !! اما داخلك المعتم لن يجرؤ احدهم بالنظر اليه لانك تشبه الالهة... هل تعرف ذلك؟؟!!

مع القهر والغربة والموت السري لا يجدي ما نفعله... حب الوطن وحب الانسان... حب الازقة الضيقة, الاصدقاء الذين يكرهم الوطن بالتساوي, المواعيد التي لا تاتي, الامهات المغيبات بالحزن او الموت, الاطفال الذين اخبرني راشد بان الله يامرنا ان ننظر اليهم , شبط مقبول, الكتابة التي كان من الممكن ان تصنف كفعل مميت "قبل تغيير المنهج الدراسي" , لا يجدي يا صديقي... ما زلت لا افهم ... "كيف يكون حبٌّا إذا كان الحبّ سبباً للموت؟؟؟!!

صديقي ... وأنا مرهق ومقهور وغريب ... وترهقني االروائح أكثر ...روائح الحنوط, روائح الامنيات الميتةو امسيات الجزيرة, ورائحة المطر ومرتبة ابي ايضاً!!

اللهم ارحمه رحمة واسعة

الله يسمع منك يا معاذ ويجعل فيك وفي اهلك الخير والبركه ويرحمو رحمه وااااااااااااااااااااسعه لا تتعطل لا تتبطل

عفواً كان مكرر

صديقي نحن مثل الرجل الذي فقد ظله, ونعرف ... مثلما كان يعرف ابي ومثلما كان يعرف جماع ... نعرف الذهول والغربة ... والموت والحب الذي يبداان عنده.... نعرف العزلة وابو ذكري والسوداني الذي غرق هنا بالامس بعد ان ابتلعه وادي وضم رفاته التي عجز عن ان يضمها مليون ميل او مليون كذبة كبيره ... فطوبي لنا ... ستعيش غريبا وتموت غريبا كأبوذر .... كراشد...او كالصاوي.. و سيراك الاخرون ... مضيئاً كنجمة ثم سيكتفون منك بالبريق... !! اما داخلك المعتم لن يجرؤ احدهم بالنظر اليه لانك تشبه الالهة... هل تعرف ذلك؟؟!!

مع القهر والغربة والموت السري لا يجدي ما نفعله... حب الوطن وحب الانسان... حب الازقة الضيقة, الاصدقاء الذين يكرهم الوطن بالتساوي, المواعيد التي لا تاتي, الامهات المغيبات بالحزن او الموت, الاطفال الذين اخبرني راشد بان الله يامرنا ان ننظر اليهم , شبط مقبول, الكتابة التي كان من الممكن ان تصنف كفعل مميت "قبل تغيير المنهج الدراسي" , لا يجدي يا صديقي... ما زلت لا افهم ... "كيف يكون حبٌّا إذا كان الحبّ سبباً للموت؟؟؟!!

صديقي ... وأنا مرهق ومقهور وغريب ... وترهقني االروائح أكثر ...روائح الحنوط, روائح الامنيات الميتةو امسيات الجزيرة, ورائحة المطر ومرتبة ابي ايضاً!!

صديقي نحن مثل الرجل الذي فقد ظله, ونعرف ... مثلما كان يعرف ابي ومثلما كان يعرف جماع ... نعرف الذهول والغربة ... والموت والحب الذي يبداان عنده.... نعرف العزلة وابو ذكري والسوداني الذي غرق هنا بالامس بعد ان ابتلعه وادي وضم رفاته التي عجز عن ان يضمها مليون ميل او مليون كذبة كبيره ... فطوبي لنا ... ستعيش غريبا وتموت غريبا كأبوذر .... كراشد...او كالصاوي.. و سيراك الاخرون ... مضيئاً كنجمة ثم سيكتفون منك بالبريق... !! اما داخلك المعتم لن يجرؤ احدهم بالنظر اليه لانك تشبه الالهة... هل تعرف ذلك؟؟!!

مع القهر والغربة والموت السري لا يجدي ما نفعله... حب الوطن وحب الانسان... حب الازقة الضيقة, الاصدقاء الذين يكرهم الوطن بالتساوي, المواعيد التي لا تاتي, الامهات المغيبات بالحزن او الموت, الاطفال الذين اخبرني راشد بان الله يامرنا ان ننظر اليهم , شبط مقبول, الكتابة التي كان من الممكن ان تصنف كفعل مميت "قبل تغيير المنهج الدراسي" , لا يجدي يا صديقي... ما زلت لا افهم ... "كيف يكون حبٌّا إذا كان الحبّ سبباً للموت؟؟؟!!

صديقي ... وأنا مرهق ومقهور وغريب ... وترهقني االروائح أكثر ...روائح الحنوط, روائح الامنيات الميتةو امسيات الجزيرة, ورائحة المطر ومرتبة ابي ايضاً!!

"وأنا علمتك أن تشد علي يدي بقوة
كلما انتابك الألم... منذ لمستها للمرة الأولي
وأصابعي تطول ،
تتفرع في صورة أغصان...
يدي الآن شجرة وحيدة
تشد ظلالها بقوة كلما انتابها غيابك...!!"

ثم كتبت علي مفكرتك الصغيرة في اخر ما كتبت ، وكأنك تختار نهايتك او تنظر اليها من بعيد
" الان وأنت مسجي
أنت العاصفة الرؤيا التاريخ
الان وأنت مسجي
ترقد في جبينك الثورة، ترتد الخطوات
تعود الخيل مطأطأة من رحلتها مغرورقة النظرات
الان يكون الحزن عليك عظيماً
والمأساة تدوس علي جثث الكلمات"

محمد مفتح الفيتوري

ثم كتبت علي مفكرتك الصغيرة في اخر ما كتبت ، وكأنك تختار نهايتك او تنظر اليها من بعيد
" الان وأنت مسجي
أنت العاصفة الرؤيا التاريخ
الان وأنت مسجي
ترقد في جبينك الثورة، ترتد الخطوات
تعود الخيل مطأطأة من رحلتها مغرورقة النظرات
الان يكون الحزن عليك عظيماً
والمأساة تدوس علي جثث الكلمات"

محمد مفتاح الفيتوري

ثم اعفو عني فقد صرت كحائط جالوص معتم ويساورني كثيراً ظلي علي الارض.....

ذات مرة رفضت أن ادفع رسوم المغادرة إذ انني اعتقد انه من حقي الا ادفعها وطلب مني احضار ورقة تشير الي انني احمل تذكرة مجانية لانني او من يعولني اعمل بالخطوط الجويه وعندما ذهبت سالت احد الموجودين فسالني: إبن من انت ؟؟ فاجبته ابن محمد عمر فاصر علي ان يدفع لي وعندما شكرته قائلا انني استطيع ان ادفع وانني فقط اتساءل ان كان ذلك من حقي رد علي انه يعتبرني اخيه الاصغر وان رفضت انا ذلك فيجب ان اخبره صراحة....
ثم اخذني من يدي وقال لي انت ياخي معليش بس عشان ما بتعرفني... اول شي انا كنت شغال تحت ابوك وهو الشجعني اقرا... قال لي انت ود صغير ليه ما تواصل تعليمك وكان بسمح لي امرق بدري اقرا وبقي يقعد في المكتب كل يوم لحدي الساعه خمسه عشان يكمل شغلي رغم انو كان مديرنا وكان ممكن يوزعوا علي زملائي ، لحدي ما جبت جامعة الخرطوم واتخرجت وانا بحسو زي والدي فلو انت ما بتحسني زي اخوك ده شي تاني)...
الامانه والحرص علي السودان والسلوك الديمقراطي الذي لا يسلبك حقك في الاختيار كان سلوكه اليومي حتي في اموره الشخصية فعادة ما كان يبتدر إبداء رأيه بقوله : ( انا ما عارف رايك شنو يا ولدي لكن انا كنت شايف.... ) ثم يشرح وجهة نظره ويتركك لتجربتك وعقلك...
رحمه الله رحمة واسعة وانزل عليه لطفه وكرمه الالهي...

لا تغمضي اعينك إغماضتك التي اعرفها حين يداهمك الم ما... فأعشاب النهر جافة, وحلم اليابسة الذي كان يراودها أهون من الجفاف... لم لم نشرح أشياء كثيرة عندما كنا نلوذ بالصمت؟؟؟ أشياء كثيرة ملتبسة يا صديقه... أتريدين مثالاً؟؟!! الاحزان التي نسكت عنها حتي لا تصبح مبتذلة, ريش الطيور الميتة, صراخ الاطفال, إلتواءات النهر, رائحة المطر, تري لم تصيبني رائحة المطر بالفرح وانهماره بالحزن؟؟ - يمكنك ان تضيفي ذلك أيضاً- , حزن الامهات, الاباء الذين ينزفون كثيرا بضع وستون عاماً ولا يموتون الا حين ينزفون سبع دقائق إضافية فقط, غيابك, حذاء مقبول الذي كان يشبه علامة استفهام , قميص راشد الاخضر , كتاباتك التي تشبه أنيناً متقطع, لم لم تقرئي لي قصيدة؟؟

تري لم ينزف الاباء كثيرا بضع وستون عاماً ولا يموتون الا حين ينزفون سبع دقائق إضافية فقط؟؟؟؟!!!

عندما اعتقل في يوليو 71 واخذوا لوزارة الداخلية جييء باحد الشيوعيين يحمل بين يديه مطبعة فقال ليه صديقه ساخراً: هسي يا محمد عمر كان نحن مرقنا منها ،الزميل ده البمرقوا شنو؟؟؟ ثم ضحك الجميع حتي المحققين الذين كان بعضهم كادر سري....

الموت واق من الرصاص.... الموت ليس واق من الحزن .... !!
عندما كنت حياً كنت اموت باحياء كثيرين ..... عندما اصبحت ميتا لم اعد احيا باموات كثيرين !!
البلاد لا تخيب حزنك ... موتك .. اشياءك المعتمة والمضيئة ... البلاد تموت ...!!
لم تعد تحتمل الفرح .... لم تعد تحتمل الحياة ..... انت مهزوم كجنازة !
الموت معتم ..... الموتي كانوا مضيئين .... إنحازوا للعتمة عندما اكتشفوا زيف الضوء .....
الفرح مشوب بالحزن دائماً .... الحزن ليس مشوباً بالفرح !! الحزن .... حياةً صرف أو .... موت صرف .... !!
الامهات لا تموت ... الامهات تتحول الي فراشات ....!!
نمارس الجنس بعد الموت .... لكي نمزجه بما يؤهلنا لفهمه .....
نلبس اكفاناً بيض .... نوازي بها عتمة الموت .... لماذا لا نرتدي اكفاناً سود ... ربما كانت اكثر ملاءمة للعتمة ...
في الحياة نحتاج المفاتيح للغلق ...في الموت نحتاجها للفتح !! ..... إذاً لماذا لم نسمها بالمغاليق ؟
الاحياء يخافون من الموتي ..... الموتي يخافون من الاحياء .... تري هل كان ظلي ظل مستعمل لميت كنت اخافه ؟!
" لماذا نسمي الموت بالاخر وهو بيننا الان ؟"
عندما نموت لا نستطيع ان نسمي الموت بشيء ... الموت يسمينا بالموتي .... !! ...
" الموت انثي تحبل من الجنسين !! "
الموت ليس ان يحبل بك الموت ... الموت ان تحبل بالموت !!
الموت يحبل منا كلنا كعاهرة ... هل هو موت ام وطن ؟!
ذات موت كم كنا نتمني لو انه ذات وطن سنتحول الي مقبرة !!
الخسارة هي ان تموت دون ان تحيا ...! ... الموت ربح مدمر كخسارة ......
القبر ضيق لكنه يتسع لكل ما تحتاجه ... العتمة، قماش ابيض يذكرك بالضوء, وخيبات تملأ بها باقي الفراغ ....
عندما لا يتبقي لنا ما نموته ... نقول !! . عندما لا يتبقي لنا ما نقوله نموت ....!!
الموت هو ان تموت كأبو ذكري ..... بحزن يناهز البناية التي تقفز منها !! تري لماذا حفروا له قبراً أقصر حتي من حزنه وخيبته ؟
لم اعد اتكلم مع أحد .... الموتي لا يتكلمون ....

الصافي جعفر الذي درس معك المؤتمر الثانوية تخبرني بسخريتك المعهوده ملاقاته لك في الحج
- تعرف يا ولدي؟ قعد يقول: محمد عمر... الله اكبر... الله اكبر... الله اكبر!! ...
هاهاهاها مكه كلها قعدت تفتش للراجل الاسلم ده !!!.....
قلت ليه يا الصافي: انا امحمد ود عمر ود الخليفه حسن ود خليفة الشيخ .إنت الصافي ود جعفر ود منو.. ؟؟؟؟
دي حجتي الرابعه بالمناسبه ثم ضحكت معه ضحكتك الساخرة ذاتها...

- يا محمد عمر عايزين نسجل الاسره للانتخابات ياخي -بادرك مسئول اللجان الشعبيه
- هو في انتخابات ؟؟ ثم ضحكت سساخراً
ثم ما لبثت ان استدركت وجودي فخفت ان يؤثر رأيك علي واعتذرت ثم أجبته:
- انا والله ما عندي رغبه لكن كدي نشوف ليك ناس البيت وسالتني فرددت بالرفض ثم ناديت والدتي امامه وسألتها بادب ان الاستاذ يطلب ان تسجلوا اسماءكم للانتخابات فاجابت ان ليس لها رغبة في ذلك واعتذرت له ان باقي اولادك غير موجودين وستسألهم حال مجيئهم كما فعلت وانت تعلم مسبقا انك ستقابل برد يضحكك ......
التربية صعبة يا ابي واحترام خيارات الذات الانسانية التي خيرها الله بين ان تكفر او تسلم يجافي فطرة كثير منا فلك الرحمة وانت تعرف ثم تتكلم احيانا او تسكت كثيراً سكوت العارفين.

'وترهقني االروائح أكثر ...روائح الحنوط, روائح الامنيات الميتةو امسيات الجزيرة, ورائحة المطر ومرتبة ابي ايض'اً


مسنى هذا الأحساس في العصب

كانت متعتي الوحيدة ان اهرع لأتدفأ في فراش الوالد بعد مغادرته فجرا للعمل....كنت استمتع بدفئه...ولم اع الا بعد ان كبرت ان دفئه نتيجة الجسد الذي لم يهنأ بنوم طويل....
يستيقظ فجرا للذهاب الى عمله ولم يسترح الجسد اظنه بما فيه الكفاية ..كي نستريح نحن ابنائه.

كنا نتسابق لإحتلال سرير مرتبة ابي ...والتلفح بذلك الشال الدمورية كان دوما يحمل رائحته، واظنه لازال..
كلما يمضي بي العمر كلما احس انني وعلى الرغم من كل مافعلت وافعل، لم اعطه ذاك الأب الوفي حقه...وكلما دخلت لك بوست اخي كلمااحسست كم انا مقصرة في حقه ذاك الأب....
اريدك ان تعرف انني فخورة بك وبقدرتك على تجسيد الذكريات واقعا معاشا...

لم يمت من انت ابنه...

رحم الله والدك وادام الصحة والعافية لوالدي...

حنين.... شكراً لأنك تقرئين ما اكتب من وفاء له وبعض هذيان..... وشكرا ايضاً لشعورك المرهف وكلماتك الرقيقات عني وعن والدي...
متع الله والدك بالعافية والعمر المديد وإنشالله يضوق حلوك وحلو اولادك يا رب...
سأعود لك ..... دخلت فقط للدعاء لابيك بالعافية والصحة والسعاده والعمر المديد.... ولابي بالرحمه والمغفرة

ثم أرسل لي راشد صديقي أو شقيقي كما احسه محبطاً وحزيناً:

(ايها الصديق
اصبحت استمع ل جمال فرفور واتمني ان التحق بالجيش!!!
شكرا
وصلتني رسائلك)
راشد
************

يؤسفني أن أقول لك انك لم تفعل شيئاً !!!
نفس الغربة التي تهرب منها ستفاجئك ! في الجيش , في الكهرباء , في الشارع , في البيت, وفي ذاتك الشاحبة دوماً!! وستوصم بالغريب حتى إن سمعت نادر خضر أو تحدثت عن عثمان حسين !!
راشد ... يجب ان تموت !! ... لست من هنا ... لست من أي مكان فلم تتشبث بالأرض ؟؟!
كان يمكن لعم بكري أن يكون شيئاً آخر .. أي شيء ... وتداً , نخلة ... أي شئ يتشبث بالتراب لكنه ليس من هنا وربما يعلم لذلك أصبح سائق تاكسي.... يهرب بتاكسيه من كل مكان .... أو قل أنه يدمن الغربة في حدود الممكن !! ...
كان يمكن لابي أن يسقط في... في أي شي,, شارع زلط... نجيلة , موكيت , ماء ... لكنه سقط في التراب ...رغم انه كان مثلك ... يعرف انه ليس من هنا .... فلم؟
صديقي ... لست من هنا !! ..... فكن أي شيء آخر ...
اّاّاّاّاّ تذكرت لا تكن جنازة .... أين سندفنك؟
صديقي .... كن لا شيء فلست من هنا !!

** مكرر** سلم مرتين

Quote: حدث عصر امس بمسجد شمس بالكلاكلة القبة محطة جوتي حادث اليم حيث بعد ان ادى الجميع صلاة العصر وحضروا درس رياض الصالحين فاذا باحد الاشخاص يتهجم غدرا داخل المسجد وفي الصف الاول على العم الحبيب محمد عمر الرشيد ويطعنه بسكين وينشر الرعب وسط المصلين وبعد ذلك تمكن المصلين من القبض عليه وقد فاضت روح الشهيد العم محمد وهو ينطق بالشهادة وسط ذهول الجميع والعم محمد والشهادة لله لا يحمل سوى الحب والخير للجميع وله علاقة خاصة مع شباب الحي خاصة في النفير والمناسبات الاجتماعية ويعرفه اهل الكلاكلة القبة الاصلين وسكان محطة جوتي فقد كان منذ ان قدم وصولا للرحم وكان كثيرا ما يجالسني ونتحاور في الامور الدينية وامر المسجد فكان لي والدا واخ اكبر من حيث التعامل وقد فقده الجميع هذا وقد شيع جثمانه في مشهد مهيب لم تشهد الكلاكلة القبة قريبا مثله فقد اختلط بكاء الجميع كيف لا وهو الاب الحنون وقد بدات الشرطة في التحري والتحقيق مع المتهم والشهود رحمة الله عليك ابو محمود وعبدالخالق ومدثر العزاء لاهله في منطقة النيل الابيض ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

محمد العركي - موقع الكلاكله في 05-11-2006, 10:24

Quote: والله ان القلب ليحزن والعين تدمع لفراقك ياابومحمود عليه رحمة الله فقد عرف الفقيد بأخلاقه العاليه وحسن تعامله اللامحدود مع الجميع وكذلك احساسه بواجبه تجاه القبه الذي بدأه منذ قدومه اليها (رحمه الله). فقد كان نعم العم والجار عليه رحمة الله ونحسبه كذلك ولا نزكيه على الله الا رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته ... وتعازينا لاسرة الفقيد وابناءة محمود وعبدالخالق ومدثر وانا لله وانا اليه راجعون.

عبدالله حسن - موقع الكلاكله في 05-11-2006, 10:24

ملأت لك "كبايتك" بالشاي حتي اصبح عصيٌ عليك حملها فقلت لي مازحاً : اها يا ولدي دي أرِك فيها ولا كيف؟؟

ثمة ما يمزج الموت باعشاب النيل والشجر الحزين في الخرطوم.... ثمة اوراق ذابلة ونهر لا يلوي علي شيء وثمة انت!!

الموت واق من الرصاص.... الموت ليس واق من الحزن .... !!
عندما كنت حياً كنت اموت باحياء كثيرين ..... عندما اصبحت ميتا لم اعد احيا باموات كثيرين !!
البلاد لا تخيب حزنك ... موتك .. اشياءك المعتمة والمضيئة ... البلاد تموت ...!!
لم تعد تحتمل الفرح .... لم تعد تحتمل الحياة ..... انت مهزوم كجنازة !

الموت معتم ..... الموتي كانوا مضيئين .... إنحازوا للعتمة عندما اكتشفوا زيف الضوء .....

الفرح مشوب بالحزن دائماً .... الحزن ليس مشوباً بالفرح !! الحزن .... حياةً صرف أو .... موت صرف .... !!
الامهات لا تموت ... الامهات تتحول الي فراشات ....!!

نمارس الجنس بعد الموت .... لكي نمزجه بما يؤهلنا لفهمه .....
نلبس اكفاناً بيض .... نوازي بها عتمة الموت .... لماذا لا نرتدي اكفاناً سود ... ربما كانت اكثر ملاءمة للعتمة ...
في الحياة نحتاج المفاتيح للغلق ...في الموت نحتاجها للفتح !! ..... إذاً لماذا لم نسمها بالمغاليق ؟

الاحياء يخافون من الموتي ..... الموتي يخافون من الاحياء .... تري هل كان ظلي ظل مستعمل لميت كنت اخافه ؟!
" لماذا نسمي الموت بالاخر وهو بيننا الان ؟"
عندما نموت لا نستطيع ان نسمي الموت بشيء ... الموت يسمينا بالموتي .... !! ...
" الموت انثي تحبل من الجنسين !! "
الموت ليس ان يحبل بك الموت ... الموت ان تحبل بالموت !!
الموت يحبل منا كلنا كعاهرة ... هل هو موت ام وطن ؟!

ذات موت كم كنا نتمني لو انه ذات وطن سنتحول الي مقبرة !!
الخسارة هي ان تموت دون ان تحيا ...! ... الموت ربح مدمر كخسارة ......
القبر ضيق لكنه يتسع لكل ما تحتاجه ... العتمة، قماش ابيض يذكرك بالضوء, وخيبات تملأ بها باقي الفراغ ....

عندما لا يتبقي لنا ما نموته ... نقول !! . عندما لا يتبقي لنا ما نقوله نموت ....!!

الموت هو ان تموت كأبو ذكري ..... بحزن يناهز البناية التي تقفز منها !! تري لماذا حفروا له قبراً أقصر حتي من حزنه وخيبته ؟
لم اعد اتكلم مع أحد .... الموتي لا يتكلمون ....

ثم طوبي لموتك .. طوبي لحياتك العريضة , بنبر الشاي , اشجار النيم ، عربة القمامة التي جريت وراءها كالمجنون ، حذاؤك الذي تركته وراءك كعلامة استفهام، الوطن الذي أهداك غربة اكبر من يعيشها غيرك ، رجال الامن الذي حشروك في زنازين ضيقة باخلاص يحسدوا عليه ، ثم طوبي للتراب ........
لم يعجزني ان اكتب لك وابدو كطفل فقد امه في السوق بعد ان كان ممسكا بطرف ثوبها ؟؟؟؟ ولم عندما ابدأ في الكتابة عنك تستيقظ عصافير من نومها مفزوعة ويفتك بي شجن كثيف؟؟؟
إلهي اوعزني ان احزن وطني الذي وهبت الهي ولا تكلني الي تراب مخاتل ، واعفو عني ومن دخل زنازينهم من الاولين والاخرين امين!!!

هو الحزن ليس له من كفؤ احد , ويضيؤك وكأنه مسبحة درويش ...

الوطن الذي" تشبه غربته غربة الماء" لا يعرف كيف يدس خيبته بجوف البحر كما يفعل النهر !! ..... منذ ان كان غابة وهو يحلم بالطلح كجسد امرأة ..... الوطن الذي يشبه الماء لماذا أحب اليابسة اكثر من الزرع ؟ اليابسة موت النهر ....
النهر ... الذي حبل بكل الاشياء ....منذ متي وهو يحلم بضفة حنون؟
كانت احلامنا عليه بين بين ... وأرواحنا ايضاً بين بين و تفهم وحشتها .... لماذا عندما حلمت بالنهر حبلت بوطن أحد من وجع من ولدت بالحبل .... ربي ان الحزن هنا أشبه بالموت والامهات يمتن بجوع في الاحشاء او حرقة في الحشا.... ربي ..... اوعزني ان احزن وطني الذي وهبت وان لا اموت ببرد وحمي وانا اتوسد شارعاً موحشاً كزنزانة .....

الحزن ينتحي أقصي اركان الروح ... لست ادري لماذا !! ربما لانه عار دائما .... الفرح يأتي وكأنه في حفلة تنكرية يرتدي كل الالوان.... الحزن يترفع عن الالوان !! الحزن ابيض صرف أو اسود صرف ... الحزن مثل الصمت هو ان تقول كل شيء او ان لا تقول اي شيء !! .....

ذهبنا الي النيل الابيض القريب من منزلنا مرة وعند المغرب مباشرة جاء عدد من العساكر يحملون عصياً وخراطيش ويهددون الناس بانهم ان لم ينصرفوا سيضربونهم و"سيرفعونهم" في عربتهم او كما قال قائلهمقوم يا زول علي حيلك واتخارج قبل ما نرفعك)!!! وكأنك خروف لا ادري لم مر بخاطري الخروف ولم يمر شوال اسمنت او فحم او اي شيئ اخر عندما هددنا بان "يرفعنا"!!!!

هممت بان اشتبك به وانا اقول له اتادب يا قليل الادب ده ابوي وقدر ابوك تتكلم معاه كده؟؟
جرني من يدي بهدوء وهو يبتسم وقال للشرطي تعال يا ولدي..... انا زماااان لمن كنت شاب وهمي الدنيا سكرت علي ضفاف بحيرة مونرو... بتعرف بحيرة مونرو؟؟؟!!
ضحك الشرطي وقال لا فضحك هو ضحكة مرة وقال لي ارح يا ولدي .....
واعترضه الشرطي معتذرا وهو يقول : معليش يا عمي انا ما قصدي فاجابه معليش... ثم جرني من يدي وانصرفنا...

وكانت دعواه مثلما كتب علي مفكرته الصغيره:

تستغرب يا رسول الله
يا أول وتاني الخلفاء
تستغرب يا أبذر لو جيت
في هذا الزمن الجهجاه
لو فيكم حد يا حنفاء
إتجاسر وقال ما معناه:
(في الدين الطيب لا إكراه)
وبني آدم أدرى بدنياه
أو أن العالم شركاء
في الكلاء ..النار ... وفي الماء
أو حاول ينصح وينطاول
لي حاكم ظالم وقال لا
يا لاقى جهنم مأواه
فتحولو ترابيس شالا
يا راجع نفسه أقلاه
السيف فوق رأسو مخاواة
بالذات الزيك يا أب ذر
بالذات الزيك لو جاء
راكب دغريتو العرجاء
دايماً غلباوي وغالاط
لخباط للعيشة الخمجاء
بالذات الزيك لو جاء
في زمن الزيف المنشر
والتشريعات العوجاء
يا إنباع يا راجي الراجا
يا واقف فوق عمق الدين
يا شايف لي آخر دنياه
يا طيب ... يا إبن الغبراء
الشركة يسارك يا أب ذر
من إسمك واللا من الذر
الكسحت ديكا كريسيدا
داك سيدا أب دقنا شمطاء
وجيب إيدك يلا النيلين
لو درت تشوف العنقاء
يا صاحب النفس الأمارة
بالوعي الديني المحتارة
دا الدين ... المقلعة ده الدين
والمزرعة من فضل الله
سال سيفك داقش شقيش
قدامك عاين كم ديش
الزمن إندقش دقيش
الأمن .. محاكم التفتيش
في كل المدن العربية
حا تلاقي شدرتك مسبية
يا إنتحرت بي بترودين
وعصفورك منزوع الريش
أجلاف كنزوها بلايين
والناس بي الله ويا آمين
بتحلحل دين الكنتين
تنلفت كايس لي مين
الأمن ... محاكم التفتيش
وأصحابك جوة زنازين
وأسيافن صقروا ما فيش
ما إنبعنا وباعتنا قريش
ولأمريكا وبي حبة عيش
والحاكم قبض البقشيش
سال سيفك داقش شقيش
الأمن ... محاكم التفتيش
جنسيتك...بظبورتك...الفيش
في كل المدن العربية
حا تلاقي النفس العربية
في مصحة أمراض عصبية
بين الحجبات والأرتيل
تنململ شاحبة وصفراء
وقافلاها متاريس الديش
والكضبة عمايل الأمراء
سال سيفك داقش شقيش
إتراجع يا أبن الغبراء
يا صاحب النفس الأمارة
بالثورة القادرة الجبارة
إتراجع وأنسى الفقرا
أمثال العسكر غدارة
زراعك تنفد تتنفض
عمالك منك تتجارى
وكل الكادحين الشرفاء
وراح تفضل وحدك في الدارة
راح تفضل وحدك في البر
لا زوجة لا قطة ولا غطاء
لا تكتل نفس يا أب ذر
سيب خونة مكة وتجارا
إتراجع يا إبن الغبراء
في لجة انكسرت بي السارة
زلقتني عجالة الشعراء
فلقتني من الربذة حجارة
سرقتني بدمي الصحراء
أب ذر لا سمعني ولا تبعني
طبطب على همي بيسراه
وكان دمي إنماذج بدماه
بي دم الغبش الشهداء
من اول وتاني الخلفاء
إتجمع في رسول الله
زي نهر بيحفر مجراه
مصلوب فوق عتب الفيحاء
مجلوب في السوق السوداء
وما صرخت بنت أبي بكر
وا إسلاماه ... وا إسلاماه
كانت هي الأخرى وراء القصر
تنململ بين الدهماء
تجار الدين الساقطين
الجنرالات الجبناء
مكتوفة الأرجل والأيدي
مكفوفة الأعين عمياء


*****
صياعة مع الغفاري وأهل الله في زمن غلط
حـميد

جئت ورجعت... وكأنني يحملني شجن كثيف.....وها دمه وكأنه يغسل بماء الامطار او يطرح للنيل كعروس نوبيه يسفح دمها الكهنة من أجل اله زائف....

المجد للجهل.... ثم المجد للحزن الذي تجدل به امهاتنا جدائلهن الطويلة او تجدلين به ضفائرك في الوحدة المفترضة وحولك الكثيرين ممن لا يحسونك ......

ثمة عصافير مذبوحة يا صديقه....ثمة قلب يئن ويرتجف كسمكة اخرجت لتوها من النيل...... هل تعرفين المطر؟ ضوع الاشجار في الليل ورائحة الخريف الذي يشي بحزن زائف؟ ذكريات كثيرة تأخذني تفاصيلها للبعيد ... ابعد من الحزن...
اعرفت الان لم كنت مشتتا وانا اجلس بجانبك او ابدو كمن ضيع الجهات؟؟ كنت اعرف ان ذلك سيحدث اتصدقين ذلك؟؟!! كنت اعرف انه سيحدث يوما ما حتي لكانني شارفت علي الجنون والهذيان دون ان أقوي علي قول ذلك لأحد حتي لا يضحك مني او ابدو امام احد كالمهووس ولا تسالينني كيف عرفت ذلك وحملته كلعنة سنين عجاف من ان يحدث..... أشياء كثيرة زائفة يا صديقة لا نعرفها الا بعد ان نتلمسها بشك وكاننا نتلمس قماش نوشك ان نشتريه وأشياء كثيرة حقيقية يربكنا كونها كانت ثم مرت كما تمر طيور السمبر في الخريف دون ان نعي انها كانت هنا...

كنت اعرف واردت ان ان اشركك في همومي لكنني كنت كالابكم او كالذي يهذي بالنهر وبالاشجار، بالعشب السائب في الماء، برجال يمشون علي الماء والغيم وامهات يقطعن جدائلهن من الحزن، بتمائم يصنعها رجال متعبون , باطفال جياع، وباخواتنا الصغار... هل اكلت اخواتك الصغار كسرة من دون ملح لايام حتي بدون شاحبات كطفلات يوشكن علي ان يدخلن الجنة بعد ان خرجت ارواحهن؟!!

ثمة ما لا يقال يا صديقة الا بالصمت الذي كنا نتشاركه , ثمة شوق اخرس ووحيد.... وثمة انا ... انتظر ما لا يأتي.... انتظر ما يعجن الخبز بالبيت بالحزن واتسكع وحييييييييداً........

كانت به شهوة ما لاصلاح العالم ..... لم يكن مهووساً باصلاح العالم ... كان مشغولاً بتغيير العالم... له الرحمة الحسنة والقبول الكريم...

والدي.... ، ثم اعفو عني فقد صرت كحائط جالوص معتم، ويساورني كثيراً ظلي علي الارض....

 بالمناسبه يا ابوي لو الناس بهتموا بي اولادم زي ما بتهتم بي غنمايتك دي ما كان واحد منهم طلع كوز ... ثم نضحك طويييييييييييييلا ...

ويهاتفني من ام جر بعد ان يحصل علي هاتف بمشقة ...

 يا مدثر ... قلت اسال من الغنماية لاني خليته عيانه هاهاهاها
 تمااام يا ابوي .. غايتو بدت تاكل .

ثم يغلق الهاتف بعد ان حمد الله بطريقة ما زالت ترن في اذني ...

مناداته لي في الحوش التاني ليسر لي بشيء صغير ... احدهم نظر اليه بطريقة غريبه او اخر تبعه ... كان له ذاكرة لا تخطئ حتي وان لمحتك بعد عشرة ايام من مصادفتها لك في المواصلات ...

هددوه بابنائه فلم يحتمل قلبه ... أصبح علي حافة الجنون .. واجده منتظراً في الشارع ان تاخرت ... حاولت ان اهون عليه بانهم صاروا اضعف من ان يؤذوا أحداً لكنه كان يعرف انني اطمئنه فقط .... لم يخف قط علي نفسه يوماً ...

الاخ/مدثر محمد عمر

اسال الله الرحمة والمغفرة لفقيدكم

وان يصبركم.

الأخ الكريم مدثر،
تحياتي،
صورة والدك تبدو مألوفة، وكاني قد رأيته في أركان الجمهوريين في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات!
أما صورتك القلمية عنه فتعكس أنه كان سودانياً أصيلاً، ربى إبناءه على الوفاء، فكان منك الوفاء.

رحمة الله عليه في الأعالى، ولطفه بكم وبنا جميعاً، في هذا الزمن الأغبر!

الاخ حيدر ...
كتب الاستاذ كانت جزء أصيل من مكتبتنا التي قضت عليها امطار 88 وقد كان يحبه والدي لدرجة مذهلة ويحتفي بكتاباته ويعتد بكثير من ارائه....

وقد حرص ان نطلع علي كتاباته في وقت مبكر... علمنا كيف نحترم الاستاذ ونقدر فكره، الشريف حسين ، الفضلي، عبد الخالق، قاسم امين، الامام عبد الرحمن، الامام الهادي، المحجوب، وكثيرين اخرين يعرفهم القليل مثل الجنيد ورئيس اللجان الشعبيه بالكلاكله القبه!!! كان يقول لي : ( طبعا يا ابني عمك عبد الله ده راجل نضيف بالمناسبه رغم انو كوز وعشان كده الزيهم ديل ناس الانقاذ حاولوا يهمشوهم) .... كان يحفظ للرجال حقها...

كان يحتفي براتب الامام المهدي أيضاً ويحرص علي مكانه في دولابه الذي تقاسم فيه الملابس الكتب والاوراق مكانها الاثير...ويقرأه ايضاً وهو يقول بانه يعجبه فيه انه كتاب سوداني خالص....

كان حريصاً علي عدم دفعنا في اتجاه فكره ولم يحجر علي حتي في فترة كنت فيهاصغير جدا إذ كنت اذهب مع احد انصار السنة كبير في السن يحرص علي استقطابنا ويقربنا اليهم زلفي بالجوافة والتمر الهندي.. هاهاهاهاتذكرت ذلك فجأة ...
قلت له: انا بمشي الجامع مع شيخ طلحه...
قال لي: جميل جدا وحاول اتعلم منو الحاجات الجميله...
فهمت من قوله انه ربما تصادفني أشياء غير جميله وواصلت فترة في ذلك ثم انقطعت......

طلب مني والدي الذهاب للخلوة بأدب حين قال لي: يا ولدي والله طبعا لو اتعلمت القران بكون كويس..... فذهبت عدد من الايام ثم لم تعجبني طريقة تعامل الشيخ الذي يطلب منك الشيء وكأنك مخلوق للطاعة وتنفيذ الاوامر فانقطعت عنها بعد ان اخبرته اني لا اريد الذهاب للخلوة فسألني: ليه يا ولدي؟؟
قلت ليه: ما نفعت معاي يا ابوي....
قال لي بعد ان ضحك: كيف يعني ما نفعت معاك؟؟
قلت له ما نفعت معاي بس.
قال لي: جميل يا ابني انا طبعا بحترم رايك!!!
تخيل ان يقول ذلك اب لابنه وهو في الثالث الابتدائي!!!

الديمقراطية والوعي سلوك مثلما كان يعتقد الاستاذ ويمارس وليست وصاية او افكار يقال بها في السياسة.. انها خيار انساني... في البيت... في العمل... وفي كل شيء.. وهو كان يؤمن بهابعمق

بشير احمد....
لله ما اعطي وله ماأخذ وأنا اقدر لكم شعوركم الرقيق والله أيضاً يعرفه....

لم مقدر علي كل إنسان حقيقي في بلدي ان يعيش غربة نفسية حاده؟؟
اهو الوعي ما يجعلك تتحدث عن أشياء لا يراها غيرك؟؟؟
ام لانك تفتح فمك متحدثاً عن أشياء قال عنها بعضهم يوما:
(ثمة امور مهمه... امور عظيمة جداً... سأسكت عن الحديث عنها لئلا اضحك جميع الناس)؟؟؟!!!





كتب في صمته وغربته الحاده :

"الصمت يلف وحدتي عدا هذه العصفورة التي ترسل نداءاتها المهمه لباقي العصافير.." !!!!

"يا ولدي حقو تمشي تعمل ليك نضاره ...."
ويمضي اليوم وانا اتهرب من ذلك لاني اعرف ان المرتب تنتظره افواه كثيره.....
"يا ولدي حقو تمشي تعمل ليك نضاره ...."
ويمضي اليوم وانا اتهرب من ذلك لاني اعرف ان المرتب تنتظره افواه كثيره.....
"يا ولدي حقو تمشي تعمل ليك نضاره ...."
ويمضي اليوم وانا اتهرب من ذلك لاني اعرف ان المرتب تنتظره افواه كثيره.....
ثم ارهقت عيوني حقاً من عدم النظارة فقلت له في استحياء: "ابوي... انا داير اعمل النظاره"
فيخفف علي وعلي نفسه بسخريته من الاقدار قائلاً والله يا مدثر يا ولدي لي فتره كل يوم بقول ليك امشي اعمله لحدي ما القروش "كاف عليها طائف من ربك وهم نائمون" ثم ضحنا كثييييراً...
له الرحمة ... له المغفرة والعفو...

اخي مدثر
ادمنت قرأة سيرة العم محمد هنا
و تهيبت ان اخط حرفاً فيها
و كل لحظة كنت اسائل نفسي
اي قلب توقف عن الخفقان
و اي مشعل للانسانية انطفأ

ابي لا مزيــد
خصومة القلب معهم جميعاً يا صديقي
حتى المنتهى


ستكون له الرحمة بمقدار ما ضحى و قدم للاخرين من فكر و وعي و عمل
متجانسين متسقين
ستكون له الرحمة بمقدار ما حمل من هموم شعبه و وطنه و اهله
ستكون له الرحمة فتلك طبائع الاشياء

و لا نعزيك فيه يا مدثر
لكنك تعرف كما قلت
أن امثاله من الرجال لا يموتون
بل يتسامون اشياءً اخرى

امجد سأعود لك.... عندما قرات ردك اصبحت عصافير الروح مطلوقة وكأنها في حواشه....!!!

وكان دائم دعواه فيها "A day will come " يا إبني....

"ولا تهاتف الأرق كي لا يأتيك في المساء.." محمد الحرز

ولكني لم اهاتفه ... ثم انني اطفاته بـ"ذاد الشجون" ... ثم انني لم اهاتف الوجع الذي يدخل في القلب والذي يأتي بطيييئاً مثل كارو الرجل الذي احيل للصالح العام ... ثم انني لم احضر نشرة الاخبار ... ولم أغامر بقراءة ايميل مقبول الا في النهار ... ثم انني لم اتهجأ رسائل راشد وما زلت أكتب رسائلي واحفظها دون ان ارسلها ... ثم انني لم اتورط في الرائحة... ثم انني لم اترك قلبي لضربات الكمان المتسارعة في "اوعك تخلف الميعاد" حين يغنيها الضي ... ثم انني ... أخلع ذكرياتي وأضعها خارجاً كما يخلع الناس هنا احذيتهم ويضعونها خارجاً ... ثم انني لم افكر ان ابي ترك حذاءه اولاً .... ثم انني لم افكر ان المشكلة في ان حذائي وحيد من دوني او انني وحيد من دونه...!!
ث
م
ا نني ..............................................................................................................................

إنت يا سيد| يس جوه المطار تخرت الناس بره تخرت الناس؟؟؟!!

كانت تلك العبارة كافية لتمنع السيد| يس المدير السابق للخطوط الجوية السودانية من ان يتغول علي حق المرضي الاخرين عندما حاولت امرأته الطبيبه تجاوز المرضي المنتظرين والدخول علي الطبيب امامهم رغم ان السيد المدير قد جاء بعد بعضهم ربما بساعات....!!!

وأحببناك... تشبه المئذنة في كل شيء عدا الطول ، تأسرك "إحترامي اليك" للطباع وتحب "ملاح الشرموط الاخدر" ، تبكي كالطفل عند رؤية إنسان يتألم او يتهدج صوتك بالم لا تحتمله ، وتحمل خطايا الاخرين وكأنك المسيح...
أحببناك .... تحب اشجار النيم ، الاطفال الجياع، الوجوه السمر، الاغنام التي احسست ردحا من الزمن انها محظوظة او معذبة بالسكوت لا ادري!!؟، اعشاب النهر، الطفل الذي انتحر في النيل الابيض لانه لم يستطع ان يدفع رسوم المدرسة, جريدة الايام، "عشرة الايام" ، عثمان حسين ، الصاوي، صديق ناصر، الارض ،والتراب الذي سقطت عليه ايضاً!!!

هل انت صحابي؟ إذا لم يقول ذلك الرجل المجنون: "محمد عمر رضي الله عنه"!!!!

أبي... مثلما قرأنا سوياً:

"لكل منا جرح هرم ينزف من مكان مهجور"

بلادك ... هذا الليل الحارق....

من أنبأ الموت اني احبك؟؟!!
الاشياء الكبيرة والصغيرة تموت بنفس الطريقة .... ربما الموت عادل بطريقة ما!!
قد نكون بلا رئة ولكن كلنا نشهق شهقة الموت ....
نحن نتوقع الموت لكن موتنا دائماً ما يفجعنا..... بالأمس نمت وفي أطرافي رائحة المقابر .....
الموت حدث عادل مؤجل .... الاحياء موتي مؤجلين فقط !!
برودة القبر لا تفرق بين اليد الحانية واليد القاسية .... ربما لهذا أحسست يدها باردة الي هذا الحد !!
امك التي صادفتها عند الباب لا حظت انك تركت يدك اليمني بمكان ما ..... أمك عرفت دون ان تسألك ان يدك الان تلوح لاحد ما ....ربما كان لا يحس بك ... ربما ....
الموت لا يترك احد علي حاله !!
الموت يداهمنا كلنا كما تداهم فرق الامن سياسي ما ... ,
ما نظنه ... ما كنا نظنه اننا ميتون لذا سيتركنا علي حالنا ....
الموت يجعلنا أكثر وضوحاً ومقدرة علي جعل الاخرين يحسون بنا لماذا لا ادري !! ونحن أشلاء تحت شاحنه , ونحن بأكفاننا علي سرير .... ونحن علي جريدة للحوادث أونحن علي عربة نصف نقل في طريق عام ..!!
أشياء كثيرة لا تلزم الموتي ...بكاءنا عليهم ...العجلات التي دهستهم ... اخر سرير وضعوا عليه ... أشلاءهم الصغيرة التي لم يرها احد لذا تركت في الشارع العام
و...... والخيبة أيضاً !!

وأسأله وانا صغير متضجرا من انتظار جارنا حتي يفرغ من ذبيحته ليذبح لناالاضحية...
- أبوي انت ليه عندك سكين وما بتضبح؟؟؟
- معقوله يا ولدي ياخي... حد يأذي حد؟
والله انا يا ولدي حمامه ما بضبحه......

http://www.sudaneseonline.com/u1/wwasd.GIF

ما أنبل هذا الحزن
ما انبلك ..
وللقلب عيونٌ ترى

له الرحمه والمغفرة

الشفيع....
ربنا يجعل فيك البركه ....
تعرف؟؟ انا طوالي بقول ليهم انو ابوي ده مثال حي علي انو الفقر واليتم والظروف الصعبه ما هي البتخلي زول يسرق او ما يتعلم او يكون ما عندو اخلاق.... انا عموما ما بقدر اتذكروا بدون كتابو ... تطوير الذات والنقد الذاتي واحترام انسانية الاخرين كانت مكونات اساسية لتعاملو مع الحياه، الاشتراكية ما كانت عندو ونسه او فكر فقط، كانت عندو سلوك حقيقي ، السودان كان الاول دايما في وجدانو وفكرو... في احدي مامرياته التي يتهافت كثير من الادرايين علي الظفر بها واصبح الكيزان يتفننون في اختلاق اعذار تبقيهم خارج السودان لينعموا بالدولارات قالي لي: ( انا يا ولدي بشتغل ليل نهار عشان ارجع السودان)!!!
له الرحمة والقبول الحسن ولك الشكر الجزيل

في صغرنا كان المسلسل اليومي شيء مهم يتحلق الناس حول التلفاز كتحلق دراويش حول شيخ من الطريقه... ولم يكن ذلك مثار اهتمامه وكنت استغرب وانا أسأله:
- أبوي انت ما بتحضر المسلسل ليه؟
فيجيبني بلهجة ضاحكه
- عشان انا عندي مسلسل في راسي يا ولدي!!!
كثيرا ما كنت احاول ان اتخيل ذلك المسلسل وعندما افشل اسكت لكن ما اذكره بوضوح انني احسست ان من الافضل ان الوذ بالصمت من ان اساله ...!!!
هذا الرجل ذو الارجل المشققة والغبشاء والذي يمازح امي بقوله انه لم يتمسح منذ ان طهروه كان يعرف كيف يعيش احلك الظروف بسهولة وكأنه يفعل شيئاً اخر!!و سلك خياراته بوعي لذا لم يجزع من الفقر،ومن وطن يرمي به في الزنازين كسارق!! لم يشكو لاحد وكان راضياً عن نفسه لدرجة غريبه....

ثم ها هو وصديقه محمود شايب يتضاحكان وعم محمود يقص عليه: ( والله يا محمد السودانيين ديل في الحج ببكوا بكا... انا قلت يا ربي الناس ديل عملوا شنو؟؟؟
و يستدرجه ابي بسؤال قائلاً:
- يعني انت ما بكيت ولا شنو؟؟
- أبكي؟؟ أبكي ليه؟ انا لا اكلت حرام... لا ضريت زول .... لا عملت شي اخجل منو...!!
وعم محمود يقول كل ذلك بتمتمته الفكهة ثم نغرق ووالدي في الضحك....
هنيئاً لهما هو وصديقه الحلال القليل... الحلال الذي احبهم به الناس والله

Quote: ذات مرة رفضت أن ادفع رسوم المغادرة إذ انني اعتقد انه من حقي الا ادفعها وطلب مني احضار ورقة تشير الي انني احمل تذكرة مجانية لانني او من يعولني اعمل بالخطوط الجويه وعندما ذهبت سالت احد الموجودين فسالني: إبن من انت ؟؟ فاجبته ابن محمد عمر فاصر علي ان يدفع لي وعندما شكرته قائلا انني استطيع ان ادفع وانني فقط اتساءل ان كان ذلك من حقي رد علي انه يعتبرني اخيه الاصغر وان رفضت انا ذلك فيجب ان اخبره صراحة.... ثم اخذني من يدي وقال لي انت ياخي معليش بس عشان ما بتعرفني... اول شي انا كنت شغال تحت ابوك وهو الشجعني اقرا... قال لي انت ود صغير ليه ما تواصل تعليمك وكان بسمح لي امرق بدري اقرا وبقي يقعد في المكتب كل يوم لحدي الساعه خمسه عشان يكمل شغلي رغم انو كان مديرنا وكان ممكن يوزعوا علي زملائي ، لحدي ما جبت جامعة الخرطوم واتخرجت وانا بحسو زي والدي فلو انت ما بتحسني زي اخوك ده شي تاني)...

يعلم الله كم ابكتني هذه الفقرة

رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته

حقا لقد اتعبكم من خلفه يا مدثر
المسئولية كبيرة جدا

استاذ الطاهر...
والله غايتو المثل والمبادئ لمن الزول يكتفي بي ممارستو ليها عن توجيهك حتي لمن الامر يكون فيه مشقه ومحك حقيقي بين التربيه بمفهومه التقليدي والتربيه بمفهومها الاخلاقي الشامل الما بخليها تسلبك انسانيتك بكون حملك مسئولية كبيره خلاص....
شكرا ياخي وربنا يجعل فيك بركتو...

من أول قطرة تستطيع الغيمة أن تتنبأ بمستقبلها وربما لذلك كنت حريصاً علي تدوين كلمات الفيتوري

الله من العيد في الفقد او الفقد في العيد...

في عهد النميري وحين الإعتقال سأل ضابط الامن المسئول من القوة المنوط بها القبض علي الشهيدحين رأي الحائط الخارجي منهار والبيت تستره شوالات تقف لتحمي من بداخله من نظرات المارين بالشارع:
سأل ضابط الامن: " إنت يا محمد عمر ده بيتك؟
- أجابه رحمه الله: أيوا.
- ده بيتك التاني يعني؟
- لأ أنا ما عندي غيرو طبعاً.
- وشغال من بدري في المطار؟
- من أبدر مما تتخيل

ياخي والله انا لمن بسمع محمد عمر ومحمد عمر في الجهاز كنت بتخيل انو بيتك عماره .. علي الطلاق ما تبيت الليله بعيد من اولادك حتي لو رفدوني.

ثمة ما لا يعلمونه... هو مثل راشد....!! الفردالاحد في الوجع والمدن الزيف.
يرهقه الاطفال الجوعي والامهات الجوعي والمدن البكماء .. يمسك بتلابيب الحقيقة دون ان يقول لها كم انت مرة.... ويعرف الزنازين الضيقة بروائحها العطنة التي تصبح مستساغة اكثر حين نحبس لاجل وطن جريح... للمدن عنده رائحة تشبه الموت حين لا تكون الخرطوم .. كم مرة ذهب لعمل خارج السودان يحتاج.
شهورا وانجزه في ايام حتي لا يتنفس هواءا اخر... رائحة مربط "الغنماية التي كان يهتم بها كانت اطيب عنده من روائح المدن الباردة الموحشه... سوداني في كل شيئ...طعم "الويكة" التي يصر عليها حتي اصبحنا نداعبه بانه سيضيفها يوم للبطاطس، خوفه علي الاطفال الذي كان يدفعه لان يحمل جوالات الاوساخ التي القتها امهاتهم حتي لا يمرضوا، وعيه الذي يجعل الرعاة والحفاة يحبونه ويجفل منه المتخمين، سكينه التي يضعها علي "ضراعه" إعتزازا بسودانيته وعراقيه الرهيف؟.
ثمة اوجاع لا تأتي فرادي يا صديقة... اتذكرين مياه الامطار؟؟ يعرفه جيرانه عندها... ساعة الفزع وغرق البيوت... يعرفه جاره الذي بكاه قائلا: (محمد عمر في بيتك بخدمك)... تعرفه حوائط الجالوص التي كان يحنو عليها من قسوة المياه المحبة للنهر...
هل اتاك حديث الحزن؟؟.... وجوه الاطفال الحزاني، لوعة النهر، ريش الطيور الميتة, شوالات الاوساخ التي يحملها علي ظهره، لوعة جاراته، اخبار إحداهن لطفلها: "حتي محمد عمر بموت"؟ ، الازقة الضيقة؟ الازقة التي تهرب الي النهر، الازقة ذات المحبة الحارقه، الأزقة.....

طائر الحزن غفا ثم صحا.... كل يوم عاد فيه الحزن قلبي ذبحا

ثم ها انت معاشي يحمل القصب لاغنامه وارجله مشققة وغبشاء،ثم ها انت تسخر من ذلك بقولك: "انا غايتو من ما طهروني ما اتمسحت"!! ثم ها انت ... رجل يشبه ابو ذر بقلبه الرهيف، روحه التي تصعد وئيدا كانها بذره ، روحه التي تشعل الليل تفكيرا في بلاد بعيدة وارض ما زالت بوار...

- بالله شوف يا ابني الشعب اسوداني ده بيعاني كيف؟؟؟

ها انت وتنتظر دورك في مقابلة الطبيب تفكر في غيرك اكثر من المك الذي تحسه عارض وهو ليس بعارض!! ثم تخفض رأسك الماً وكانك تبحث عن شيء ما سقط منك في الارض!!!

ثم البارحة مثل مظفر النواب.... "البارحة أشتقت... ومرت في قلبي كل حدائقها تبكي..." !!!

مدثر محمدعمر أنت من أسرة عظيمة تستحق أن تبنى لها التماثيل .
أنظر ماخطه يراع الاخ الطاهر ساتي في صحيفة الصحافه اليوم 23 ديسمبر 2008 وهو تكريم أبدي لروح والدكم وجيد يطوق عنق والدتكم وبقية افراد أسرتكم التحيه الى والدكم العظيم في مرقده وللطاهر ساتي الذي سلط بعض الضؤ على اسرتكم.
وهذا ما اورده عمود الطاهر ساتي
اليكم
تأمل كل هذا العطاء ...!!


** وللعطاء أيضا أمكنة في حياة أهل بلدك .. فأبحث عنه ، لتكتشف أمكنته وعبقها ، ثم تقاسم مع أهل الخير والجمال حياتهم المعطاءة ..وإليكم ..قصة عطاء ..
** هم من عامة الناس ، حيث الأب كان عاملا بسيطا بشركة الخطوط الجوية السودانية ، مؤمنا بقيم الحياة الفاضلة ومجتهدا في تربية ذريته بالكسب الحلال ومساهما في خدمة أهل منطقته الصغيرة بالفكرة والساعد ، وقائدا أو داعما لكل نفير ينشئ مسجدا أو مدرسة أومستشفى أو مركزا صحيا بالمنطقة .. هكذا كان الأب الراحل محمد عمر تجاه أسرته وأهله حتى وافاه الأجل بمسجد الحي عقب صلاة الظهر ، مات كما الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث تلقى صدره العامر بحب الناس والبلد طعنة غدر من غادر حكمت عليه المحكمة بالإعدام ثم التنفيذ قبل شهر ونيف .. هكذا رحل محمد عمر من بيت الله طاهرا متوضئا وخاتما أعماله بصلاة الظهر إلى رحاب الله ورحمته ، تاركا سيرة تعطر سماء أهل الحي بكريم خصال وقيم أهل السودان ..!!
** أما الأم ، فهي مدرسة .. قاسمت الفقيد دروب الحياة بصدق وإخلاص ومودة ورحمة ، تحزن لحزنه وتفرح لفرحه وتصبر وتصبره على ضيق الحال كأية عفيفة تؤمن بأن في السماء رزقنا وأن رب السماء رؤوف بعباده .. هكذا مشت آمنة المهل مع محمد عمر مشوار الحياة ، وأنجبت له وللناس والحياة بنينا وبنات هم اليوم ثمار ذاك الغرس الطيب .. محمود ، تخرج فى جامعة الخرطوم وسلك درب العمل ..عبد الخالق ، تخرج في جامعة السودان وسلك درب العمل ..مدثر ، تخرج في جامعة الجزيرة ، وفيها يمهد للماجستير رغم رهق العمل ..مها ، تخرجت في جامعة الخرطوم وفيها تخطت مرحلة الماجستير ..مناهل ، تخرجت فى جامعة السودان .. وأخيرا .. زينب ، قاب قوسين أو أدنى من التخرج في جامعة الرباط ..هكذا أبناء محمد وآمنة ، تضج بعلومهم أركان بيتهم وتضئ بوعيهم جدرانه ، وكما كان والدهم يسيرون بقلوب عامرة بحب الناس والبلد ، أقمارا في سماء مجتمعهم ..!!
** تلك ليست هي كل القصة .. بيد أن قصة العطاء بدأت حين أكدت أمهم آمنة بأن مسلسل العلم يجب أن يعم كل أفراد أسرتها ، وأن رحلة البحث عن العلم والوعي بحاجة إلي المزيد من الباحثين ..لذا ، ظلت تنتظر بفارق الصبر التحاق آخر العنقود بالجامعة لتبدأ هي رحلتها أيضا ..الفكرة كانت غريبة على جارتها ، ولكنها كانت أمنية فى خاطر زوجها الوفي وأبنائها الأوفياء ، فأجتهدوا جميعا في تحقيق حلم والدتهم ، وصبروا وانتظروا ميلاد الفكرة واقعا ..حتى التحقت صغيرتهم زينب بجامعة الرباط ، وفرحوا جميعا لزينب ثم لوالدتهم آمنة التي إلتحقت بمدرسة الكلاكلة القبة الابتدائية بنات طالبة وباحثة عن العلم .. إلتحقت بها ، ودرست فيها وامتحنت شهادتها ونجحت وتخطت مرحلتها إلي ثانوية الكلاكلة القلعة بنات قبل عامين .. وبعد عام باذن الله ستلحقها عزيمتها باحدى جامعات البلاد ، لتضيف الي أسرتها شهادة جامعية بفضل الله ورعايته .. هكذا عزيمة آمنة ..تعمل فى البيت وتذهب الي المدرسة وتذاكر دروسها تحت إشراف ومتابعة وتشجيع أبنائها وبناتها .. والفكرة التي كانت غريبة على جاراتها تجلت لهم كما الشمس وضوحا .. وتأمل صديقي القارئ بقية اللوحة ..لم تكتف آمنة بتعليم أبنائها ثم نفسها ، بل سعت في إقناع جاراتها بالبحث عن العلم بغض النظر عن العمر حتى ولو كان الأجل قاب قوسين أو أدنى من اللحد ، ونجحت في إقناع «7» منهن ، وهن اليوم يدرسن بمدارس الكلاكلة بذات عزيمة رائدتهن وجارتهن آمنة ، واستبدلن جلسات الأنس بالمذاكرة والتحصيل .... !!
** تلك رحلة حياة أسرة سودانية جاءت من القطينة واستقرت بالكلاكلة لتهب الوطن كل هذا العطاء .. بالأمس اتصلت بابنها وصديقي مدثر متفقدا الحال ، فأجاب : والله يا الطاهر كل شئ تمام ، بس شايل هم أمي ،لازم تنجح وتدخل الجامعة ، عشان نكون حققنا حلمها وحلم أبوي .. فتأملت لوحة العطاء ، ثم كتبت لأخاطب مدثر بلسان حال البلد : أنا فخور بأمك يا عزيزي ..!!

الأخ عبد الوهاب... خجلت من عباراتك... خجلت جدا...
أكبرت في أ.الطاهر إكباره لتجربة والدتي وحرصه علي تكريمها علي طريقته الخاصه وتكريم والدي بمقاله الكريم فليتقبل شكري العميق وامتناني علي ذلك وأيضاَ الشكر العميق لك علي كلماتك الرقيقات.. ونشكر الله ان وفقها ليشق الجميع طريقهم واخرهم اخي الاكبر محمود الذي سيبدأ مشواره الجامعي هذا العام بجامعة الخرطوم بعد ان نافح وبذل سبع سنوات من عمرهادون أن يري فيها السودان من اجل ان يوفر لنا لقمة العيش الكريم وثمن الرسوم الدراسية والخبز... سبع سنوات ولولاه لما لاصبح الامر اكثر مشقة او ربما لم يكن ليحدث بمعاش موظف في الدرجة الوظيفية الثانيه من الخدمة المدنية السودانية!!!