انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار

انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار


06-11-2011, 02:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=129&msg=1356577244&rn=0


Post: #1
Title: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 02:26 AM

الطيب مصطفى

اقطعوا رأس الأفعى!!

شهرٌ واحد من الآن لا يزيد ولا ينقص يفصلنا عن رفع راية استقلالنا... شهرٌ واحد فقط وبلادُنا تودِّع وحدة الدماء والدموع ويغادرنا سرطان الوحدة الذي فتك بجسدنا المتعب وأحال حياتنا إلى جحيم لا يُطاق على مدى عقود من الزمان ومنذ فجر الاستقلال المنقوص في يناير 1956.

لكن هل يتعافى الجسد المتعب في التاسع من يوليو أم أنه سيظل مثخناً ببعض النتوءات السرطانية الصغيرة التي ينبغي أن نعجِّل ببترها قبل أن تتحول إلى مشكلة جنوب أخرى لا تقل فتكاً وتدميراً؟!

لعن الله قرنق وأنزل على سيدته أمريكا بأسَه وغضبَه كما فعل بعادٍ وثمود... فقد أتى بما لم يسبقْه إليه أحد من شعوب الأرض الأخرى حين جعل من حكم السودان جميعه شمالاً وجنوباً هدفه الأسمى وإستراتيجيته العظمى واستعان بدول الإيقاد وبعصا أمريكا وجزرتها الكذوب ليحصل على نيفاشا التي وضعت اللبنات الأولى لقيام مشروع السودان الجديد في السودان الشمالي سواء بالوحدة أو الانفصال كما قال باقان فكانت النيل الأزرق وجنوب كردفان هما منصّة الانطلاق بعد الانفصال لتحقيق هدف قرنق وبعد مصرعه هدف أولاده في الشمال والجنوب... الرويبضة عرمان وعقار وعبد العزيز الحلو ثم باقان وزمرة أولاد أبيي لوكا ودينق ألور وإدوارد لينو.
بقي شهرٌ واحد ينبغي أن نرفع فيه شعار أن يكون استقلالنا نظيفاً كصحن الصيني نحرِّر فيه أرضنا جميعها ولا نترك ذرّة من ترابها الطاهر لجيش المغول الجدد وعملاء الحركة المنضوين تحت ما يُسمى بقطاع الشمال.

لا غرو أن تزور مندوبة أمريكا في مجلس الأمن سوزان رايس الخرطوم بوجه متجهِّم وتحطّ طائرتُها في جوبا بوجه طلق وسرور بالغ وتعانق سلفا كير بالأحضان بل بقُبلة حارّة تطبعُها على لحيته الكثَّة مما صوَّرته صحافة الخرطوم!!
هذه الأيام تذكِّرني بآخر محطات نيفاشا حين كثّفت أمريكا من ضغوطها على الخرطوم حتى تستجيب لمطلوبات نيفاشا التي ظللنا نحصد زقّومها المُر الذي يغلي هذه الأيام في بطوننا كغلي الحميم في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي... وقتها كانت أمريكا تسوق أعضاء مجلس الأمن كالضأن وتجمعهم في نيروبي على مرمى حجر من نيفاشا مستخدمة عصاها الغليظة التي كانت تهشّ بها على مفاوضينا وتُجبرُهم على الإذعان لإرادتها.
أمريكا تعلم أن هذه أيام حصاد دولة الجنوب المستقلة مع مناطق الجنوب الجديد ولم يبقَ غير شهر واحد ولذلك تكثف رايس من تهديدها ووعيدها وتجمع مجلس الأمن من أجل توقيع عقوبات جديدة حتى بدون أن ترفع في وجوهنا تلك الجزرة التي خدعتنا بها قُبيل نيفاشا ويبدو أن أمريكا تعوِّل على أن الصين هذه المرة لن تجرؤ على مقاومة أمريكا بعد أن منّوها ببترول الجنوب بالرغم من أن الشمال بإمكاناته لا يقارَن بالجنوب المهدَّد بالصوملة والفشل..
ما يطمئنني شيئاً ما هذه المرة أن الحكومة تعلم أن تفريطها في أرض الشمال قُبيل ذهاب الجنوب سيحمِّلها لعنات التاريخ ويجعلها ترتكب أكبر خطيئة في حق السودان الشمالي وشعبه ويُفقدها المشروعية ويُحيل اسمها إلى «ثورة الخيانة» بدلاً من «ثورة الإنقاذ الوطني»!!

لا خيار أمام الحكومة سوى أن تضع شعب السودان أمام مسؤوليته التاريخية وأن تخاطبه بالحقيقة وتستنفره فوالله ما خذلها شباب السودان ودبّابوه وهم يذودون عن حياض السودان قديماً شمالَه وجنوبَه فكيف وقد باتت الحرب دفاعاً عن السودان الشمالي المسلم؟!
إن على الحكومة أن تعلم أنها مطلوبٌ منها أن تكفِّر عن كل بلاوى نيفاشا وعن انسحاب جيشها بالكامل من جنوب السودان في وقتٍ سمحت فيه للجيش الشعبي بالبقاء في الشمال ولا خيار لها وقد بقي شهرٌ واحد للانفصال غير أن تُخرج القوات الأجنبية المسمّاة بالجيش الشعبي من النيل الأزرق وجنوب كردفان.. وأن ترفض إخراج القوات المسلحة من أبيي.. كيف بربكم يجوز أن نُخرج القوات المسلحة من أرضنا كما لو كانت تحتل أرضاً أجنبية؟!

وصيَّتي الأخيرة في هذا المقال أن تركِّز الحكومة على ضرب رأس الأفعى فلو هُدِّدت جوبا أو حُرِّرت لجاءتنا أمريكا جاثية على ركبتيها مستجيبة لكل ما نطلب فهلاّ استخدمنا اللغة التي لا تفهم أمريكا غيرها وهلاّ وظّفنا الكروت المتاحة بما في ذلك عدم الاعتراف بدولة الجنوب وقذف بعض الحجارة في بيت زجاج الجنوب!!

Post: #2
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 02:31 AM
Parent: #1

كيري : الوضع في السودان خطير ولكن غير ميؤوس منه
(أ.ف.ب.)
إعتبر السيناتور الأميركي جون كيري، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أن الوضع في السودان وخصوصاً في اقليم كردفان الجنوبي الذي يشهد معارك منذ أيام عدة "خطير ولكن غير ميؤوس منه"، لافتاً إلى أن "احتلال أبيي من قبل الشمال ونزوح عشرات الآلاف من السكان يشكل خطراً على الإنتقال السلمي (لاستقلال الجنوب) الذي يأمل به الجميع".

كيري الذي أشار إلى أن "المعارك في أماكن أخرى على طول الحدود هي أيضاً مقلقة جداً"، قال: "يمكن للطرفين البدء مجددًا الشهر المقبل بتطبيق اتفاق السلام"، موضحًا أنه "يتوجب على الطرفين إيجاد حل لأبيي ولمصادر التوتر الأخرى بمساعدة الأسرة الدولية"، وأضاف: "الرهان بالنسبة للجنوب هو الوصول إلى وضع دولة، وبالنسبة للشمال إقامة علاقة جديدة مع الولايات المتحدة وباقي العالم". كما أوصى أخيرًا بـ"وجود أكبر للأمم المتحدة في أبيي وإجراء محادثات مباشرة بين قادة الطرفين وتسريع المساعدة الإنسانيّة".

Post: #3
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 02:32 AM
Parent: #2

هذا اول الغيث

Post: #4
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 02:36 AM
Parent: #3

القصف الصاروخى الارضى والجوى لا زال مستمرا فى المنطقة ..مدير مكتب الشعبية بالقاهرة يلوح بعودة الحرب مع الخرطوم و يدعو مصر للعب دور بين الشمال والجنوب.
القصف الصاروخى الارضى والجوى لا زال مستمرا فى المنطقة ..مدير مكتب الشعبية بالقاهرة يلوح بعودة الحرب مع الخرطوم و يدعو مصر للعب دور بين الشمال والجنوب.
وصف نصر موسى كشيب،رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بمصر قرار الرئيس البشير بسحب الاسلحة وإخراج قوات الجيش الشعبى من شمال السودان بأنه قرار غير موفق ، وأوضح كشيب خلال المؤتمر الصحفى بمكتب الحركة الشعبية بالقاهرة ، ان هذا القرار لايعنى الا إعلان حرب مرة أخرى من جديد ، مضيفا انه ليس من المنطق أن تأمر ابناء شمال السودان سواء ان كانوا من ابناء جبال النوبة او النيل الازرق أو اى مكان فى السودان الموجودين فى الجيش الشعبى بأن يتركوا مناطقهم الى مكان أخر ، وأنه كان من الواجب ان يتم ذلك عبر اتفاقات وترتيبات أمنية .

وقال كشيب ان القصف الصاروخى الارضى والجوى لا زال مستمرا فى المنطقة ، مشيرا إلي ان الجيش الشعبى لم يعلن الحرب على المؤتمر الوطنى ومليشياته حتي الآن ، وقال ان جنوب السودان قد انفصل تماما من السودان واعلان الدولة بعد شهر من الان ، محذرا من أنه ما لم يرجع المؤتمر الوطنى لصوابه فإن الحرب ستشتعل فى شمال السودان لتأكل الاخضر واليابس ، مشيرا إلي أن أبناء النوبة سيرفعون قضية الى مجلس الامن الدولى ضد الخرطوم .

ودعا كشيب مصر إلي لعب دور كبير لإحتواء هذا الموقف، فيما أشاد عماد محمد الخور ، الامين العام للحركة الشعبية بالدور الذى تقوم به القوات المصرية التابعة للامم المتحدة فى إجلاء النازحين وعلاج المصابين من أهالى منطقة كادوقلى بولاية جنوب كردفان وذلك بعد القصف المدفعي الكثيف فى مدينة كادوقلي المستمر بانحاء متفرقة فى المدنى المدينة ، حيث أوضح عماد أن القوات المصرية قامت بفتح مستشفى ميدانى لعلاج المصابين.

افريقيا اليوم

Post: #5
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 02:47 AM
Parent: #4


Post: #7
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 02:52 AM
Parent: #5

http://www.youtube.com/watch?v=QtUbjpydGBs&feature=related

Post: #6
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: Elbagir Osman
Date: 06-11-2011, 02:50 AM
Parent: #4

صدقت منعم

فقد كنت أنوي فتح بوست بنفس المعنى


نعم الإنتباهة

والمجموعة الفاشية العنصرية

هي التي تقود الحزب الحاكم

وتوجه سياسة الدولة

(رغم الإدعاء الساذج بأنها مستقلة عن المؤتمر الوطني)

فكلنا كنا نعرف أنها منبر للمؤتمر الوطني

يروج فيه لسياساته العنصرية التي لا يستطيع التصريح بها خوفا من المواثيق والمسئولية العالمية


إذا أردت أن تعرف ماذا ستفعل الحكومة غدا

إقرأ الإنتباهة وستجد مقالاتها توجه تصرفات الحكومة القادمة بالتفصيل


مجموعة الإستعلاء العنصري

والتصعيد والإقصاء هي المسيطرة الآن

بعد أن كالت الضربات للمجموعة البراقماتية


وربما يكون لها الفضل في أنها سوف تدخل النظام في آخر وأعمق أزماته

وحدت الجميع ضد النظام

وأعطت المبرر للعالم لإتخاذ خطوات جادة ضده

وأدخلته في سلسلة مغامرات إنتحارية يائسة



الباقر موسى

Post: #8
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 04:33 AM
Parent: #6

يجب مقاومة القتلة وراس الفتنة
فالوطن قريبا بل وقريبا جدا
سيصير الى افغانستان اخرى
ان واصلت هذه الحية الرقطاء بث سمومها
فى جسد الوطن المنهك
فقد اثخنته الجراح
اما من كفى
للقتل والتشريد
وسفك دماء الامنيين فى ديارهم
لن يحكم احد بعد الان بقوة السلاح

Post: #9
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-11-2011, 04:39 AM
Parent: #8

عزيزى الاستاذ الباقر
لقد صدقت فالانتباهة هى بمثابة
الناطق الرسمى باسم العصبة الحاكمة
وهى بدورها الشرير هذا
سينعق بومها فى خراب ما تبقى من وطن
يجب محاصرة راس الفتنة وقتال القتلة

Post: #10
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-12-2011, 03:10 PM
Parent: #9

الإنتباهة

والمجموعة الفاشية العنصرية

هي التي تقود الحزب الحاكم

وتوجه سياسة الدولة

(رغم الإدعاء الساذج بأنها مستقلة عن المؤتمر الوطني)

فكلنا كنا نعرف أنها منبر للمؤتمر الوطني

يروج فيه لسياساته العنصرية التي لا يستطيع التصريح بها خوفا من المواثيق والمسئولية العالمية


إذا أردت أن تعرف ماذا ستفعل الحكومة غدا

إقرأ الإنتباهة وستجد مقالاتها توجه تصرفات الحكومة القادمة بالتفصيل


مجموعة الإستعلاء العنصري

والتصعيد والإقصاء هي المسيطرة الآن

بعد أن كالت الضربات للمجموعة البراقماتية


وربما يكون لها الفضل في أنها سوف تدخل النظام في آخر وأعمق أزماته

وحدت الجميع ضد النظام

وأعطت المبرر للعالم لإتخاذ خطوات جادة ضده

وأدخلته في سلسلة مغامرات إنتحارية يائسة



الباقر موسى

Post: #11
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-14-2011, 12:40 PM
Parent: #10

لا غرو أن تزور مندوبة أمريكا في مجلس الأمن سوزان رايس الخرطوم بوجه متجهِّم وتحطّ طائرتُها في جوبا بوجه طلق وسرور بالغ وتعانق سلفا كير بالأحضان بل بقُبلة حارّة تطبعُها على لحيته الكثَّة مما صوَّرته صحافة الخرطوم!!من اقوال الخال الرئاسى

Post: #12
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-14-2011, 12:45 PM
Parent: #11

السودان.. خيارات العنف.. البلاد تم تجييشها بصورة خطيرة ومبالغ فيها،.. وصرف غير محدود على ما يسمى القوات النظامية ..أصبح السوداني المسالم متهما، وصار جواز سفره شبهة تجره إلى عذاب.
د. حيدر إبراهيم علي


تواترت الأنباء من السودان خلال فترة قصيرة، تخبر العالم عن قتال ونزوح جديدين في البلد الذي يبدو وكأنه يرفض السلام والاستقرار، بينما العالم ينتظر قرب نهاية اتفاقية السلام الشامل دون عدائيات، رغم النتيجة الصعبة التي انتهت إليها: الانفصال. فهل الحرب في السودان أسهل من السلام والاستقرار؟ هل يخشى النظام استحقاقات السلام (وقد كتبت من قبل عن العيش بالأزمات)؟

لقد تم تجييش البلاد بصورة خطيرة ومبالغ فيها، ويظهر ذلك في الصرف غير المحدود على ما يسمى القوات النظامية. وعندما نقارن في الميزانية نسبة الصرف على التعليم والصحة بنسبة الصرف على الجيش والأمن، نجد الفرق شاسعا، وهذا يفصح عن الأولويات الحقيقية.

ولا يقتصر الأمر على النواحي الاقتصادية، ولكن مجمل الحياة العامة يظهر فيها الاهتمام الكبير بكل ما له صلة بالعسكرة. ويبدأ ذلك بالزي المدرسي للطالبات، والذي يشابه لباس جنود الصاعقة، يضاف إلى ذلك العديد من المؤسسات والمنظمات والشركات. ورغم حل مجلس قيادة الثورة، إلا أن اثنين متبقيين يقومان بالمهام الصعبة. وما زال الرئيس البشير حين يريد إعلان قرارات خطيرة ومخاطبة الجماهير يرتدي زي المارشالية. فقد أصبح هذا الزي رمزا للجدية والخطورة.

كان السوداني يرتاح إلى شخصية نمطية تصنفه كإنسان مسالم، رغم استمرار الحرب الأهلية على أراضيه لأكثر من نصف قرن. كما أن تاريخه الأقدم عرف النزاعات المستمرة بين القبائل، وعرف ظاهرة «القيمان»، أي النهب والسلب المتبادل بين القبائل.

وقد اشتهرت هذه الشخصية لأن بعض سودانيي فئات اجتماعية معينة، نجحوا في تقديمها للخارج. وهذه ليست الشخصية السودانية الأساسية، ولكنها جماع لشخصية سكان المدن وبعض المناطق الزراعية المستقرة وفئة الموظفين والتجار والمغتربين المثاليين والمبعوثين الجادين. فالعدوانية أو العنف كامنان بين الفئات الفقيرة والمقهورة والمناطق الهامشية، ولذلك لم تتردد في حمل السلاح حين سنحت الفرصة.

وفي ثمانينيات القرن الماضي وجد السودانيون أنفسهم مصنفين كمواطنين ينتمون إلى دولة «راعية للإرهاب»، وينسحب هذا الوصف ـ قانونيا ـ على كل من يحمل جنسية هذه الدولة. وأصبح السوداني المسالم متهما، وصار جواز السفر الذي يحمله شبهة تجره إلى عذاب، إذا حاول الحصول على تأشيرة دخول، والبلدان التي كانت تصدر التأشيرة للسوداني في الحدود أو المطارات، صار تنتظر لأسابيع. ووقعت العقوبات على المواطنين العاديين، وليس على النظام.

وحتي النظام نفسة تراجع عن التهويش وعن تمثيل دور الإرهابي بقصد الابتزاز، وعمل النظام خلال السنوات الأخيرة كل جهده مع الولايات المتحدة الأميركية، لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولكن الأميركان يتمنعون حتى يركع النظام السوداني تماما ويمنحهم ما يريدون. وهذه بدورها علاقة شديدة الالتباس، ورغم أن البعض يحاول أن يختصرها في سياسة «العصا والجزرة»، إلا أنها لا تنطبق عليها.

فقد قام السودان بخطوات كان يستحق على ضوئها أن يذوق طعم الجزرة، وعلى رأسها إنفاذ اتفاقية السلام الشامل حتى الخطوات الحالية. وحين ظن النظام أنه نجح في تحقيق إنجاز مهم، قفز الأميركيون على مشكلة الجنوب، وشرعوا في الحديث عن دارفور. وهنا يتصرف النظام بعصبية ويدخل في حماقات تبرر الموقف الأميركي المتعنت، كما حدث أخيرا في أبيي وجنوب كردفان. وبالتالي يجد التوتر وتدهور العلاقات مبرره، ونقفز إلى مرحلة أخرى مختلفة.

تسببت سياسة النظام الداخلية، بعيدا عما يقدمه على المسرح العالمي، في تغييرات طالت قطاعات من السودانيين، ضمن مشروع إعادة صياغة الإنسان السوداني المعلنة. فقد تنازل أو تراجع كثير عن السودانيين من صفات التسامح والمجاملة، لحساب قيم جديدة خاطئة. فقد استهل النظام الحالي عهده بإعلان الجهاد ضد الجنوبيين، وخلط الشعارات الدينية والقبلية والذكورية، لإثارة الحماسة والنخوة بين الشباب، حسب تصور النظام الأيديولوجي! وأخذت صناعة الموت موقعا مركزيا في عقل ووجدان الشباب.

وارتد الشباب إلى قيم جاهلية ـ للمفارقة ـ وليست إسلامية، فقد انتشرت قيم العنف والعدوانية، بسبب تفسير وفهم خاطئين للحديث الشريف: {المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف}. فهم أولا لا يوردون البقية: {.. وفي كل خير، أحرص على ما ينفعك واستعن بالله}. وهؤلاء المفسرون يخلطون ـ عمدا أو جهلا ـ بين القوة والعنف. فالقوة المعنية في الحديث هي قوة الإرادة وقوة الإيمان، بينما العنف هو في كثير من الأحيان إخفاء للخوف والضعف، من خلال المبادرة بالاعتداء على الآخر وغدره، منعا لعدوان قد يحصل عليه. وما نشاهده الآن هو عنف غير مبرر، لا يعكس صفات المؤمن القوي التي يقصدها النبي الكريم.

ومن المشكلات التي يعاني منها المجتمع السوداني الحالي، أن العنف قد تسرب إلى الثقافة السودانية، وإلى العلاقات الاجتماعية. وهنا لا أتحدث عن تزايد الجريمة كما ونوعا، رأسيا وأفقيا، أي طالت طبقات اجتماعية كانت بعيدة، ولكن عن العدوان الظاهر في اللغة كتابة ومخاطبة.

فقد أدخل بعض الصحافيين لغة الشتم والسب والتجريح إلى قاموس الصحافة السودانية، خلال حقبة الديمقراطية الثالثة 86-1989، وكان القصد إرهاب الخصوم والمخالفين، خاصة وأن السودانيين لم يتعودوا على هذه اللغة، لذلك صعقوا ولم يتصوروا وجود من يعتدي بهذه الطريقة. وقد ارتكز هؤلاء الصحافيون على حديث «المؤمن القوي».

وقد يقلل البعض من العنف اللغوي، ولكنه قوي التأثير لأنه يسقط الحاجز النفسي في الاعتداء واستخدام العنف. ومن يطالع الصحف السودانية في الفترة الاخيرة، سوف يبادر بالتساؤل: أين السوداني المهذب، المؤدب، عفيف اللسان الذي عرفناه؟ ويتكرر نفس الشيء في الانترنت والمجال الاسفيري، مع إمكانية الكتابة باسم مستعار. ومن أخطر الظواهر في علاقات الحوار، أن يغيب الاحترام والتوقير.

وهناك جانب تقليدي قديم، عاد ليغذي قيم العدوان والقتل والتخريب، فقد انتشرت ظاهرة ما يسمي بأغاني الحماسة، وهي أغانٍ كانت ترددها نساء القبيلة في الماضي، لكي يتقدم المحاربون بشجاعة للحرب، وتصف الشخص بأن سيفه يرتوي من دماء أعناق الرجال وبأنه يملأ سروج العدو بالدماء... الخ. وأغلب الأغاني التي تبث في المحطات الفضائية السودانية، هي ترديد لتراث القتل والعنف والدمار.. فقد عدنا مرة أخرى لتمجيد صناعة الموت.

وتقرع هذه الأيام طبول الحرب في الجنوب وجبال النوبة، ويدور الحديث عن التمشيط والتأديب، وتتحدث الدوائر العالمية عن القصف والنزوح. وأخشى أن يعود السودانيون إلى مربع الحرب الأهلية الأول. ولقد خبر السودانيون الحرب ويعلمون ماذا تعني.. هذه أيام تحتاج لكثير من الحكمة والعقل، وليس في الأمر شجاعة أو قوة أيا كان معناها. ويجب ألا تترك الساحة للأصوات العالية، التي اعتادت على التهييج والإثارة.


الراكوبة

Post: #13
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-17-2011, 10:02 PM
Parent: #12

اما من كفى
للقتل والتشريد
وسفك دماء الامنيين فى ديارهم
لن يحكم احد بعد الان بقوة السلاح

Post: #14
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: أحمد الابوابي
Date: 06-18-2011, 02:22 AM
Parent: #13

لك التحية أخي عبد المنعم سيد احمد

أهديك ، و قراء هذا الخيط ، المقال أدناه

منبر الدمار الشامل .. و الفرار من التنوع..

Post: #15
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: احمد محمد بشير
Date: 06-18-2011, 10:39 AM
Parent: #14

هذا الطيب مصطفي ينشر العنصرية و القبلية.
سبحان الله . فني لاسلكي صاحب صحفية
بالله عليكم انظروا لتعليقات القراء لمقالاته.

Post: #16
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-18-2011, 02:04 PM
Parent: #15

الزميل احمد
لك التحايا
فما تنادى به الانتباهة فرارا من التنوع
هو ما سيقود الانقاذ وبقوة دفع هائلة الى الهاوية

Post: #17
Title: Re: انتبهوا ...فالانتباهة تقود السودان الى المحرقة والدمار
Author: عبد المنعم سيد احمد
Date: 06-18-2011, 10:02 PM
Parent: #16

هذا الطيب مصطفي ينشر العنصرية و القبلية

صدقت زميلنا احمد محمد بشير