الأمم المتحدة يجب أن تكافئ السودان بمحاكمة مجرمي الحرب و الإبادة ، و ليس العكس

حال اهل المؤتمر الوطني في السودان اشبه بحال تلميذ فاشل قضى جل وقته في الشغب و المشاكسة ، ثم تذكر فجأة ان لديه واجبات و امتحانات يجب أن يسعى للنجاح فيها. وواجبات المؤتمر الوطني ، التي ظن انها واجبات حقيقية ، اكتشافه أن العنجهية و المشاكسة مع المجتمع الدولى ستضر به و بأهله قبل غيرهم من اهل السودان. فطفق المؤتمر الوطني ، و لكي يكتب ناجحا مع الناجحين ، يركع و يقبل بكل الشروط من دخول القوات الدولية المشتركة ، مرورا بفتح القطر زقاق عهر للمخابرات الأجنبية ، لغاية البصم على انقسام القطر. و اهل المؤتمر الوطني الآن يدركون جيدا أن كل الموبقات التي فعلوها في حق السودان و شعوبها ، اكبرها و اكثرها اثرا هو انقسام القطر .


كبر

و يبدو أن المؤتمر الوطني لازال يصدق فرية أن شعوب السودان لازالت تحت حذائه يعفص فيها كما يشاء دون أن تكون هناك ردود فعل. و صدق المؤتمر أن معركته الوحيدة هي أن لا يقبض على رئيسه بواسطة المحكمة الجنائية الدولية ، فهاهو مندوب السودان في الأمم المتحدة السيد دفع الله الحاج على عثمان ، يقف امام الأمم المتحدة و هو يتبجح بأن حكومة السودان ادت فروض الطاعة و الولاء و سمحت بقيام استفتاء نزيه و مسالم ، و في مقابل ذلك يطلب تجميد امر المحكمة الجنائية في مواجهة نظام الرئيس..!!
و قبل ذلك كان وزير الخارجية السيد على كرتي يتباكي و يرجو امريكا الا تخلط الكيمان و عليها ان تنسى موضوع دارفور ولا تربطه بموضوع استقلال الجنوب.

و مثل تلك الأمور تؤكد أن المؤتمر الوطني لازال في غيه القديم و انه يظن أن عمر البشير يمكن أن يساوى الوطن كله ، كما يفعل فرعون مصر المتآكل نظامه. و فات على المؤتمر الوطني استيعاب ان رؤية امريكا و استراتيجيتها الجديدة في المنطقة تسعى لنفض اليد عن كل الديكتاتوريات المتهالكة في المنطقة ، و ان مصالحها يجب أن توجه لقوى اخرى لخلق علاقات معها.


كبر

مالم يستطيع أن يعترف به اهل المؤتمر الوطني ، أن المجتمع الدولي سلك معهم خطة التفكيك من الداخل المتدرج و فعل معهم مالم تستطع معارضة داخلية فعله ، و أن امر محاكمة البشير سيظل موضوع مساومة حتى يتفكك السودان و يتشظى لدويلات عديدة. لأن المجتمع الدولي تيقن تماما أن المؤتمر الوطني متمسك بالبشير و في مقابل ذلك سيقدم التنازلات الى ان ينال كل اقليم من الأقاليم المتبقية استقلاله.

و ان كان هذا سلوك المؤتمر الوطني ، فليظل في ذلك ولكن عليه تحمل كل النتائج المترتبة اولها استقلال شرق السودان واستقلال غرب السودان.



كبر

الأمم المتحدة عليها ان تصغي جيدا لصوت الشعوب المقهورة ، و ان محاكمة مجرمي الحرب و الإبادة العرقية و الجرائم ضد الإنسانية في السودان يجب أن تأخذ مجراها حتى تشكل ضمانة واضحة لعدم تكرار مثل تلك الجرائم في المستقبل..!

و لأهل المؤتمر الوطني ، الإتفاقات البينية مع احزاب الغفلة التاريخية و بقايا منظومة المؤسسة النازية خارج السلطة من شاكلة احزاب الأمة و الإتحادي الديموقراطي لن تنجي السودان من الطوفان الهادر القادم ، و كفى كذب و لوي لأعناق الحقائق . فالأحزاب التي ترشى بالمناصب و المال ، هي احزاب لا اخلاق لها و سوف تركع لمن يدفع اكثر ، و الشعب السوداني على احر من الجمر لدفع ثمن حريته و كرامته..!


كبر

عن موقع البي بي سي العربية:

Quote: السودان يطلب "مكافأة" من الأمم المتحدة لقبوله بنتائج الاستفتاء طلب السودان مكافأة من الأمم المتحدة بسبب قبوله لنتائج استفتاء الجنوب، بإعادة النظر بالموقف من الرئيس عمر البشير. عبر عن هذا الطلب السفير السوداني لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان في اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي قدم فيه المجلس تهانيه لحكومة السودان لتعاونها في إجراء الاستفتاء، وحثها على إنهاء العنف في إقليم دارفور. وقال بيان المجلس ان نتائج الاستفتاء تستحق الاحتفال، ولكن يجب على الجنوب والشمال أن يحافظا على حسن الجوار. وطلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم تقرير بحلول نهاية شهر فبراير/شباط عن الجهود المبذولة للتوصل الى سلام في إقليم دارفور. وقال ثابو مبيكي الرئيس السابق لجمهورية جنوب افريقيا ورئيس لجنة الاشراف على الاستفتاء المكلفة من الاتحاد الافريقي ان الاستفتاء جرى بشكل نزيه ولم تشب العملية مخالفات. وقال دينج ألور كول وزير التعاون الإقليمي في جنوب السودان ان التحدي الآن يكمن في تطبيق البنود الأخرى في اتفاقية السلام الموقعة بين الجنوب والشمال. وقالت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن مسؤولية الطرفين الآن تحويل الحظة الوعد التاريخي الى تقدم دائم. ويتهم البشير بارتكاب جرائم حرب في إقليم غرب دارفور. وتفيد التقارير أن بعض الدول الافريقية تقترح تجميد التهم الموجهة للبشير لمدة سنة لتشجيع الخرطوم على تسوية القضايا العالقة مع الجنوب، ولكن لم يقدم اقراح بهذا الشأن للمجلس. وانتقد المجلس في بيان الغارات الأخيرة في دارفور وأكد على ضرورة تحقيق العدالة فيمايتعلق بالجرائم التي ارتكبت هناك. يذكر أن الاستفتاء الذي جرى في جنوب السودان الشهر الماضي أسفر عن تصويت الأغلبية الساحقة لصالح الاستقلال عن الجنوب. ووعدت الولايات المتحدة بإزالة السودان من لائحة الإرهاب في حال تعاونه لإنجاح استفتاء الجنوب.