ساقيةُ الضفاف

ساقيةُ الضفاف


12-16-2002, 01:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1039997177&rn=0


Post: #1
Title: ساقيةُ الضفاف
Author: Elkhawad
Date: 12-16-2002, 01:06 AM


ساقيةُ الضفاف

د. عوض إبراهيم عوض



مَنْ أنتِ
يا مَنْ يَعصِرُ التِسْآلُ ذاكِرَتي
وأفشلُ أنْ أُجيبَ سُؤالَها
بالرغمِ عنْ عزمِي
على فَكِّ الطلاسِمِ والسُؤالْ
من أنتِ يا مَنْ تَخْطُرينَ
فينزلُ الغيثُ الرُكامُ تَوَلُهاً
ويُضمخُ الأرجاءَ بالسِحْرِ الحلالْ
وخَرَجْتِ تَنتشرينَ
في أرضِ الحديقةِ
كالفراشاتِ الجميلةِ
بيَن أطيافِ الظِلالْ
لا شيءَ يَخِدشُ
في مَضاجِعكِ الحياءَ
فكُلُ أقدارِ المشيئةِ كائناتٌ
والذي كَتَبتْهُ أقدارُ المَشيئةِ
لا يُطاوِلُهُ الزوالْ
هذا حديثُ النفسِ
حِينَ تَعَطَّلَتْ لُغةُ الكلامِ
وماتَ ما بيني
وما بينَ المُؤَمَلِ والمُحالْ
ها أنتِ
تَنتحلينَ ساقيةَ الضِفافِ
وبينَنا صحراؤُنا الكُبرىْ
وآلافُ الجبالْ
وفي قلبي مناجمُ حُبِكِ الأبَديِّ
يَشحَنُها نَواكِ
فيَقْدحُ الإحساسُ مِفتاحَ الزنادِ
وتَستطيلُ مَواسِمُ الحربِ السِجالْ
وأَظلُ أَحْكِي عن غَرامِي
كُلَّما طيفُ الشتاءِ
يَدوسُ آصِرةَ الفصولْ
وكُلَما تنسابُ في تيهِ اللياليْ
خاطراتُ العِشْقِ
والحِبِّ الخجولْ
وأراكِ ..
والأحداقُ يَبهرُها الضِياءُ
تُضارِعينَ أشِعَّةَ الشمسِ ائتلاقاً
كُلَّما فصلُ الربيعِ يَجيءُ للدنيا
وتَركُضُ في مَباهجِكِ الخُيولْ
وأراكِ ما بينَ السنابلِ
مثلَ حَبَّاتِ الرحيقِ
تلاقَحتْ وضفيرَتَيْكِ
فصارتِ الأيامُ أجملَ والفُصولْ
وتُغازِلينَ سنا الكواكبِ
واللآلئُ وجنتاكِ
فما انتَصَرْنَ
وما ظَفِرنَ
بِبَعضِ تِرياقِ الأُفولْ
وضفيرتانِ من الزبرجدِ
كانتا برداً وناراً
زادتا عَرْضاً وطُولْ
يا أنتِ يا موفورةَ الإلهامِ
يا وَجَعِي
إلاما عاصفاتُ الشوقِ
تَسْلِبُني بِطاقاتِ الوصولْ
وأعودُ أَغْرِسُ
بعضَ أغصانِ السنابِلِ
بينَ زهرِة وَجْنَتَيكِ
وأَحْلمُ أنني فوقَ البَشرْ
فَرحٌ طفوليُّ يُعربِدُ في شراييني
وتَحضِنُهُ الشِغافُ
كطائرينِ مُسافِرَينِ
على وُريقاتِ الشَجَرْ
فرحٌ يُعيدُ لِذاتِنا طوقَ النجاةِ
فتنْزِلُ الحلوَى مُسَوَّمَةً
كحباتِ المطَرْ
وأظلُّ أَقفِزُ
فوقَ مِعراجِ الحقيقةِ
أَشْتَكِي فوحَ الأكاذيبِ المُغلَفَ
في عَناوينِ الخبرْ
وأظلُ أُعْلِنُ للوَرَى
أَنِّي نبيُّ زَمانِيَ المَكلومِ
والناسُ الحَيارَى
كُلُهُمْ شَوْقٌ
لِذيَّاكَ النَبِيِّ المُنْتَظَرْ
وإذا الغَرامُ يَضُوعُ
ما بَيْنَ الغَمامِ
وتَزْحَمُ الوادِي
أغارِيدُ الطيورْ
قُولِيْ لِرَبَّاتِ الهَوَى
مَهَلاً فإنَّا عَائدُونَ
ولم يَزَلْ في جَوفِنا
حُبٌ وإشراقٌ ونورٌ
يا أيها القِديسُ
إنَّا قد خَبرناكَ زماناً
ما تَجاوزتَ المَدى
بل ما تَبَدَّى
في مُحيَّاكَ الحضورْ
وأعودُ أروي
عن خباياكَ الحَكايا
للروابي والطيورْ
وسألتُ عن عينيكَ
آرامَ البواديْ
والصبايا
والعبارتِ البواكيْ
بين طَيَّاتِ السُطورْ
وسألتُ عنكَ
مكامنَ الأوجاعِ في كَبِدِي
وغانيةً تَصَاعَدَ
في مَواقِدِها البَخُورْ
وفَشِلْتُ
في إدراكِ ذاتِكَ يا مَلاكيْ
حَالَ بينَكَ والتَعارُفِ
جَيْشُ وِلدانٍ وحُورْ
قلْ للصَبيةِ
في مَساءِ العِشقِ غَنِّيْ
وانثري الشَعرَ الحريريَ الطويلَ
وجَرِّدِيْ الفُرشَاةَ
في بحرِ العُطورْ
وإذا أَتَيْتِ إليَّ
في نفسِ المكانِ وفي الزمانِ
فإنني آليتُ أنْ
أجتازَ حارِسَكِ المَنيعَ
وأشْتَهِيْ عُنّابَكِ الصافِيْ
إلى يوم النُشورْ
وأغوصَ في
أعماقِ مَعْبَدِكِ المُحرمِ
أَكْشِفُ السِرَّ المُقَدَّسَ
عِنْدَ مَرْقَدِكِ الطَهُورْ


http://www.sudaneseonline.com



Post: #2
Title: Re: ساقيةُ الضفاف
Author: Elkhawad
Date: 12-28-2002, 02:38 AM
Parent: #1



الي الامام ساقيه الضفاف