لحن الخميس .... أسأل الليل.... هادية طلسم

مازلت استحضر وجهك نقيا .. خالياً من خدوش الجدري والأمراض الجلدية ...
ابحث عن بحر جميل أقطع قلبه بسيفي .. أدعوك جهاراً لتشهدي مراسم الحفل = تقديم البحر هدية ...
وراء نجمة حزينة يخيل لي انها استقبلتك هذه الليله بحب .. احاول البحث عنك فلا اجد وراءها غير كرة حمراء تلتهب من الحقد ووطني المنفي خلف البحار السبعة وثغر امرأة مردوم بقساوة الرمل البري .. شعرها المسافر يتدلي علي اعواد المشانق ...
" أرأيت .. ان نتكب بحزن يعني اننا أشقياء حتي القلب "
انا لا اوصيك يا معبودتي الصغير ان تحزني مثلي .. فأحزاني تكفيني .. ولا ان تهاجري .. فهجرتي عن الأطيار والبحر وعينيك تذبحني ..
استحضري فقط وجه " كروبسكايا" وأقرئي في عينيها الزرقاوين ملحمة النضال ولا يهم بعدها ان نسقط كالنمل .. فمن يصل منا الضفة سيعيش انساناً .. يضع رسما جديدا لوجة وطننا المسكون بالحب المزكوم بالآم المنفي ..
اوه "روزا" يا صغيرتي الطيبة ..
زمن الرحيل يتذكر المرء الصغيرة والكبيرة .. حتي كونه كان ذات يوم طفل مراهق يشحد علي أرصفة الطرقات المملؤة برفاة الجوعي .. طفلة بعيونها البحرية يُعتقل العالم ...
آه يا رفيقتي لماذا علمونا هذه العادة السئة .. ان نبكي بعض المرات حين نفشل في ادانة الاحزان ...

ان نعشقك يا وطني خلسة علي وجه الصفحات المحظورة والبطاقات المخطوفة من مكاتب الجمارك ..
ان نحب يا رفيقتي بعضنا تحت ظلال سيوف القبيلة واعواد المشانق ..
ان نمارس الديمقراطية علي ابواب المراحيض والمحلات العمومية ..
هذه هي الكارثة !!! هذا هو الموت برصاص " الصمت " ...

"روزا " يا صاحبة القلب الكبير ..
الكتابة ليست أمراٍ بسيطا .
الكتابة وعي مؤلم يقتل ويحيي من الداخل .

د. واسني الاعرج .... الم الكتابه عن احزان المنفي

لحن الخميس ... أسأل الليل ... هادية طلسم ... علي احمد

ولكم الود
تنقو