الي الصديق د. بولا ... والجميع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 06:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-29-2004, 03:26 AM

Osman Hamid
<aOsman Hamid
تاريخ التسجيل: 11-24-2003
مجموع المشاركات: 187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الي الصديق د. بولا ... والجميع

    الي الصديق بولا,
    الذي اعرف الان كم هو حزين, لما وصل اليه حال النقاش بالبورد, وسؤ الفهم المتصل بمنهج الحوار فيه, وقد لمست هذا الموقف في اخر ما كتبه هو في بوست الترحيب به, وما كتبه في بوستي الترحيب بكمال قسم الله والقصاص, اعرف ان الصديقة نجاة لها قلقها الخاص ايضأ, المتصل بمصير البورد, وهذا الراي الذي اتفق معها فيه تماما. وقد تهاتفنا-انا ونجاة- امس طويلاَ وتحدثنا في مستقبل البورد, وموقف الصديق بكري ابوبكر من كل هذه ( الهيصة). السؤال الرئيسي والاهم: ماذا يريد بكري من البورد, هل هو بورد للاستنارة, والحوار المعرفي, ام هو هوساحة للعراك والشتيمة, المطلوقة؟ لقد ارسلت لبكري رسالة استفسره فيها عن بعض هذه الاسئلة المقلقة, ولكنه لم يتصل بي, حتي اللحظة, ربما انه بالخليج او ربما انه, آثر الصمت. علي كل فهو صديقي وعلاقتي به تسمح, باستفساره, ومحاورته.
    نحن كلنا معنيين, بدرجة ما, بهموم البورد ومستقبله, خاصة وأن البورد علي وشك الارشفة. والسنة الجديدة, علي الابواب, اذن من الفائدة ان نؤسس لنوع من هذا الحوار, والذي اعتقد انه سيجعل من المنبر مكاناَ حقيقيا للحوار, وحقلاَ جاداَ للمعرفة... كيف الوصول لذلك اذن؟
    هذه دعوة عامة, للجميع, ولكني في هذا النقاش, اتعشم في مشاركة بكري تحديداَ, وبولا...
    اعرف ان بولا الان علي وشك ان ياخذ موقفاَ ما من البورد: ربما لن يشارك, او ربما اثر الصمت, او ربما يود ان ينسحب تماما. له كامل الحق في ذلك, وانا اعرف انه يعاني في الحقيقة من ظروف عمله الضاغطة, فقد كان يجابد بعد ساعات عمله ليرد ويكتب في البورد, ويحاور في مواضيع تحتاج لبحث وجهد وزمن. وبالتاكيد قضايا مثل سؤال الهوية تحتاج لتركيز وزمن خاص, وهذه قضايا لاينفع معها, الكلفتة, والرغبة في النشر والكتابة المستعجلة.
    انا اختلفت مع بولا في حوارات كثيرة جرت بيننا في هولندا وفي بريطانيا, وفي نقاشاتنا الكثيرة بالهاتف, في موضوع د. عبد الله علي ابراهيم, وانا مازلت علي رايي من موقف د. عبد الله (المجوبك) فيما يتصل بموضوع الهوية وعلاقته بالسلطة الحالية, ذلك الموقف المحير, والمربك في آن, ولكني وفوق ذلك اعرف كيف افصل بين مواقف د. بولا, من مواقف د. عبد الله. ولا رغبة لدي في (لخبطة الكيمان) بين مواقف بولا القديمة والمعروفة من موضوع الهوية, ومواقف د. عبد الله الاخيرة. د. عبد الله وحده يتحمل عبئ الدفاع عن مفاهيمه ومقولاته, ويعرف هو كيف يفسرها ويبررها للآخرين. وهويعرف قبل غيره من الناس ان بولا نفسه علي خلاف معه, وهو خلاف مكشوف, لا علاقة له باي أجنده لها اعتبارات الصداقة او خلاف ذلك, من الاعتبارات.
    هذا المقال من جريدة الصحافة, عدد اليوم لعبد الله علي ابراهيم, وقد سعدت به أيما سعادة, كونه قد كتبه في لحظة, فيها جدل حقيقي في امر مواقفه, وكونه اجاب لي شخصياَ عن بعض, قلقي واسئلتي, وكونه ياتي لينصف بولا في الحقيقة, في تاكيد اختلاف بولا معه في قضايا عديدة, وهذا بالنسبة لي هو الاهم:
    ###### #####

    . عبد الله علي ابراهيم في حوارقديم متجدد :
    ليست هناك حلول سهلة والأمر يحتاج إلى ذكاء!!
    فلنحذر تجربة الاتحـــــــاد الاشتراكي الذي انتهى إلى تنظيم سيئ السمعة
    هذا حديث صحفي أدليت به للأستاذ معاوية أبو قرون، الصحفي بجريدة "السودان الحديث" الإنقاذية، ونشره بتاريخ 28 فبراير عام 1990. وكان الشاغل يومها هو مشروع الإنقاذ إطلاق تنظيم سياسي لم يعرف الناس بعد وجهاته وهيكله. وقد صدعت في حديثي إليه بما رأيت أنه الحق بشأن تنظيم تبنيه الدولة من عل. فالرأي في المثقف، لو صحت نسبتي إليه، أن يصدع بالحق في وجه الشوكة أي القوة. وقد شرح إدوراد سعيد، علي قبره شآبيب رحمة ربي، هذا المعني باستفاضة بل وجسده في حياته القصيرة السديدة. وخلافاً لهذا طابق نفر منا طويلاً بين الشوكة والسلطان وأصبح شاغلهم هو موقف المثقف من السلطة ويعنون بها الحكومة القائمة ليومها. وقد ضيقوا بذلك واسع الشوكة. فالشوكة هي كل بؤرة سلطان سواء في ذلك الحكومة أو الحزب الحاكم أو المعارض أو النقابة أو الطائفة أو الجماعة العرقية أو الأثنية . وبؤر السلطان جميعها تعمي عن الحق بقدر أو آخر. فحتي الأسرة تذهل عن الحق بشوكتها الدقيقة. ألم يقل القرآن أن أولادنا هم فتنة لنا عن الحق إن لم نتطرف في تعلقنا بهم كزينة للحياة الدنيا. وألم ينهنا عن التعلق بما وجدنا عليه آباء نا بما اشتمل من باطل حنبريت. وهذا الوحي القرآني من فقه الصدوع بالحق حيال الأسرة كشوكة تستعين بالدم والعاطفة والإرث لكي تضلنا عن الرشد أحياناً. وقد طلب الإمام المهدي عليه السلام الحق دون غيره حين "نفض" أهله الأشراف لما رأي شبهة طلبهم الميزة كأبناء أكرمين من عترته.
    وقد استمع إلى معاوية باهتمام ونشر حديثي بغير سنسرة. وأنا أعيد نشره هنا بتحرير أراد عون قارئ وقتنا الراهن لفهم ما غمض عن ظرف الحديث بمر الوقت. وأنا شاكر لمعاوية ابتلائي بالسؤال. وقد رأيت نشره مجدداً لأن جماعة من الناس قد رأت اخيراً أن تفاتحني في أمر علاقتي بدولة الإنقاذ ومنهم حسن الطوية ومنهم من دون ذلك. وأنا اهديه بخاصة إلى شيخ العصاة من جيل السبعينات أخي الدكتور عبد الله بولا الذي يلقي عنتاً راسخاً في الرد علي من ظنوا بأمري الظنون الني فاقت تحفظاته هو نفسه علي بعض عملي وسيرتي.
    ما زال الحديث عن التنظيم السياسي المرتقب يتصدر مجالس "ساس يسوس." إلا أن مثل هذا الحديث يتطلب صبرا ومصابرة ونقاشا بقلوب وعقول مفتوحة وبقراءة جيدة للتاريخ القريب والبعيد. وذلك لارتباط الحاضر بالماضي وبالمستقبل. ومواصلة لجلسة النقاش التي بدأتها "السودان الحديث" في وقت سابق مع الدكتور حسن علي الساعوري، أستاذ العلوم السياسة، تتواصل حلقات النقاش مع المهتمين والمختصين. وجلسة اليوم نفردها لـ "الدكتور عبد الله علي إبراهيم" والذي لا يبتعد كثيرا عن "ساس يسوس" تعاطيا ومشاركة. فهو كان يمثل رمزا من رموز ديمقراطية المؤتمرات والحوارات حيث كان من الذين يشار إليهم بالبنان في مؤتمر الحوار الوطني حول قضايا السلام. ومؤتمر الحوار حول قضايا الإعلام.
    وأيا كأن رأيه في مسألة التنظيم السياسي المرتقب، معه أو ضده، فإنه يمثل إحدى القراءات الجيدة للتاريخ. قلت له : دكتور عبد الله الحديث عن صيغة تنظيم سياسي مرتقب يلبي حاجات الوطن والمواطن يتطلب سعة صدر وصبرا ومصابرة. في نظرك، ما هي أهم الأطر للحديث عن تلك الصيغة."

    يبتدرالدكتور عبد الله إبراهيم الحديث فيقول :-
    أفضل مدخل لهذه المسألة - الحديث عن التنظيم السياسي-- بوصفه طمعاً من السلطة القائمة في أن تركز سلطانها وتمدد نفوذها لتنفيذ خططها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبهذا تنتفي عن هذا الحديث، أي حديث التنظيم السياسي، صفة الحياد والبحث الأكاديمي وكل المعاني الأخلاقية المعممة. فكل سلطة تشتهي تنظيما واحداً يؤمن لها الحد الأدنى من الوحدة. وهي الفكرة التي راودت حتى بعض أهل الأحزاب فيما كان يسميه السيد الصادق المهدي بالحزب الغالب. فمن باب أولى مراودتها لجماعة معادية للأحزاب كالإنقاذ 0
    ملابسات محلية وإقليمية -
    ويضيف د0 عبد الله والمدخل الآخر يجب أن ننظر إلى بروز فكرة هذا التنظيم في ملابساتها المحلية والإقليمية. فقد سقط في أقل من خمس سنوات حزب أو تنظيم سياسي غالب فرد هو الاتحاد الاشتراكي السوداني. وقد استبطن في نشأته الأولى كثيرا من المعاني التي تكتنف التنظيم السياسي الآن مثل التحرر من الطائفية ونبذ التفرقة وتمثيل الشعب السوداني تمثيلا أفضل وهلمجرا. وقد أنفقنا على هذا الحزب مالا وفيرا. وأدار هذا التنظيم الدولة منفرداً لعقدين من الزمان أورثنا في ختام الأمر وطنا متهافتاً مزدحماً بالمشاكل. ولم يقيض له الله حل أي إشكال وطني بل أضاف إليها إضافات مقدرة وانتهي به الأمر إلى كونه تنظيما سيئ السمعة0 ونشهد الآن على الساحة العالمية في أماكن سميت بالديمقراطيات الشعبية في شرق أوروبا مصارع التنظيمات الغالبة التي جري وصفها بأنها أحزاب غالبة انفردت بالحكم في تلك البلاد.
    معجزة لو نجح التنظيم الغالب.
    يستطرد د0 عبد الله على إبراهيم في قراءة التاريخ القريب حيث يقيم تجربة الاتحاد الاشتراكي السوداني قائلاً أن الأستاذ أحمد سليمان المحامي قد نبه في كتابه " سياحة فكر وجولات قلم " إلى الصلة القائمة بين التجربة السياسية في بلاد شرق أوروبا وتجربة التنظيم السياسي - الاتحاد الاشتراكي السوداني - بوصف التجربة الأولى كانت مصدر إلهام للتجربة الثانية.
    فإذا كانت هذه حيثيات البيئة السلبية لتجربة الحزب الغالب فإنها ستكون إحدى المعجزات لو جاء تنظيمنا المرتقب في السودان خاليا من ظلال الفشل الشنيع الذي حف بنظرية الحزب الغالب.
    صعوبة التعايش:-
    قلت له ظلال الفشل الشنيع المحتملة- بحسب حديثك- تحتاج لمزيد تفصيل لكي لا يكون الحديث معمماً.
    الدكتور عبد الله:-
    كانت وراء فكرة ابتداع تنظيم غالب من موضع السلطة نية معاداة حرية التعبير والتنظيم بدرجة ما. وهي الحريات التي يعتقد المنظرون لمثل هذه التنظيمات أنها قد فلتت ودخلت منطقة الفوضى. فلعله من الصعب جدا التعايش بين حرية التعبير والتنظيم، كحقوق لا مناص منها، وبين توجه سياسي للحد منهما بصيغة حزب غالب! فأي تنظيم ينشأ في ملابسات تنظيمية سابقة له. وقد برهنت تجربة الاتحاد الاشتراكي أنه انتهى لمنبر احتوى أشكال التحالفات السياسية لنظام مايو سواء كانت هذه التحالفات مع أحزاب سياسية "مطمسة" أو مع كتل الطائفية. وكانت معظم هذه العلاقات التنظيمية مسكوتا عنها. وأيضا لا سبيل لتنظيم جديد لحزب أو تنظيم غالب أن يدير ظهره للتراث التنظيمي للشعب. والطائفية جزء مهم من هذا التراث.
    قلت له "مقاطعا":-
    أتعنى ألا تجاوز الصيغة المقترحة الطائفية أو إلا تتجاوزها؟
    الدكتور عبد الله:-
    النظام القائم (الإنقاذ) يعلن العداء للطائفية ويصفها كمعوق رئيسي للديمقراطية. واعتقد أنه من الأفضل، وبخاصة بعد تجربة مايو في حرب الطائفية، أن نعيد النظر في دلالة المؤسسة الطائفية. فالانتظام في طائفة حق من حقوق التنظيم والتعبير والعقيدة ولا تصح مصادرته بحق القانون وإنما بنشاط سياسي مواز. وهذا النشاط السياسي الموازي هو ما عجزت عن القيام به الصفوة السياسية طويلا واختارت دائما أن تعود من الغنيمة بالإياب بالتحالف مع الطائفية من اجل حفنة "دوائر انتخابية".
    ولعل أميز حركات التحرر من الطائفية كانت هي الحركة التي قادها الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري في مطلع الاستقلال والتي انتهت بتكوين الحزب الوطني الاتحادي مع أن هذه الحركة لم تتابع خطتها بشكل مستقيم نسبة لقيام الحكم العسكري في 1958 ولكن مع ذلك ظل الحزب الوطني الاتحادي مكونا بارزا في السياسة السودانية تحالف مع الختمية أو لم يتحالف!!
    لابد لنا أن نجابه المسألة
    ويستطرد د.عبد الله علي إبراهيم فيقول:
    ينبغي ألا نمنى أنفسنا بالتخلص السهل من الطائفية. وأن علينا أن نجابه مسألة خصومة الطائفية كمسألة منافسة على الشعب الذي يختاربدائله السياسية وقد تمكن من حقوقه السياسية «حق الاعتقاد،حق التعبير». إما إذا انطمست هذه الحقوق فلن يجد الشعب خياراً افضل من الطائفية. فقد تصدر الرغبة في تنظيم سياسي جديد نقي عن رغبة حسنة في قفزة حضارية. ولكن تعطيل الحقوق الأساسية للناس لا يخدم مثل هذه القفزة التي تبدو غير واقعية لأنها تتجاهل التراث التنظيمي للشعب..
    الغرف المغلقة لا تجدي
    قلت له هل تعنى بعدم تجاهل التراث التنظيمي للشعب أن يتصالح هذا التنظيم المرتقب مع الطائفية حتى يجد المنفعة والقوة؟؟
    الدكتور عبد الله
    ليست هناك حلول سهلة سواء عن طريق التحالف أو عدمه. وهي مسألة تحتاج لذكاء! يجب العمل بشكل واع. فالغرف المغلقة لا تجدي. وليست هذه المسألة مسألة مؤتمرات حوارية بل يحسمها الواقع وضرب الأمثال التطبيقية الحية في الممارسة السياسية. فهي لا تحتاج لتوصيات أو حلول فكرية جاهزة صادرة عن مؤتمر للحوار.
    دعوة حسنة ولكن؟
    قلت له من حديثك نلمس التخوف والحذر من فكرة "التنظيم المرتقب" ماذا تريد أنت إذاً؟
    الدكتور عبد الله
    يجب أن نحذر من فكرة الحزب الغالب لأنها ارتبطت بفكرة الديمقراطية الجديدة. وهي دعوة حسنة النية ولكنها تقامر بالحقوق الأساسية في سبيل معطياتها الاجتماعية والاقتصادية وشفقتها على الشعب. وارتبطت بتأميم الصحف والتحكم في المؤسسات الثقافية والإعلامية والسيطرة على الأنظمة النقابية بدعوى تغيير وظيفة النقابة من الاحتجاج إلى الإنتاج. كما اخترعت نظاما محكما للدوائر الانتخابية الخاصة «الشباب والنساء والمنظمات الفئوية» فأصبحت أسوا من الطائفية. لأننا إذا شكونا أن النظام الطائفي يعطي أصواتاً عدة لزعيم الطائفة فمثل هذه الدوائر أعطت أصواتا عدة لأفراد معدودين.
    المزيد من المخاوف
    ويضيف قائلا: ولنا أن نخشى حاليا دعوة الديمقراطية الجديدة فهي تأتينا حاليا من خلال دعوة "الحركة الشعبية" المستلهمة لتجربة الديمقراطية الشعبية والمدججة بحرب العصابات. إذا كان النظام الراهن قد وضع الحركة الشعبية كعدو استراتيجي فلا يصح أن يتبنى واحدة من اكثر أفكارها إلهاما.
    فكرة القائد الملهم
    قلت له الرجل "الملهم الملهم"، "الرجل الأسطورة" كلها من إفرازات الأحادية والتي جعلت من الحكام "أنصاف آلهة"...ما هي - في نظرك - المحاذير التي يمكن يتجنبها التنظيم السياسي المرتقب في هذا الصدد؟
    الدكتور عبد الله
    القائد الملهم هو القائد الذي "يصنع في السلطة" وليس من خلال جهاده للسلطة. على السلطة فهو إنما يتكون من باطن امتيازات وإغراءات وتهديدات لا تسمح له بأن يفصح عن مواهبه الحقيقية أو مناهل الهامة الذاتية..
    ويستدرك الدكتور عبد الله علي إبراهيم فيقول:
    ولكن لا تزال فرصة للقائد، حتى بعد أن استولى على السلطة، أن يكتسب القبول إذا افترض أن ولاء الشعب له مربوط بجهاد حقيقي لكفالة حقوقه الأساسية والبدء من تراثه التنظيمي وخبراته التنظيمية بأن يتدرج بالناس إلى وضع الثقة فيه عن جدارة وتطوع.
    الصفوة وتجارب الارتجال
    قلت له: من معايب أي تنظيم سياسي أحادى أو تعددي سيطرة "النخبة" من جهة و"المركز" من جهة أخرى على الأفكار والتوجهات والمسلكيات. كيف يمكن للتنظيم السياسي المرتقب أن يتجاوز هذا النفق؟
    الدكتور عبد الله
    طالما تمت مصادرة الحقوق الأساسية فأنت تكون قد عزلت جمهرة الناس عن العمل السياسي وفتحت الباب للنخبة لكي تعمل في الناس في مأمن من رقابة ومساهمة الشعب. وبهذا تقتحم أفكار الصفوة ساحة السياسة والتنفيذ بيسر بغير حاجة إلى الإقناع والامتحان. ويردف الدكتور عبد الله مبررا حديثه ببعض الشواهد العملية التي نتجت عن التجربة المايوية فيقول: فأفكار صفوية شمولية كالسلم التعليمي والحكم الشعبي قد انتهت للارتجال لأنها انتقلت مباشرة من الذهن الصفوي إلى التنفيذ العملي كإشراقات فكرية طليقة من الجدل مع الشعب بالشعب...
    الرأي الآخر مجرد ديكور.
    قلت له كثيرا ما تمثل قضايا الرأي الأخر مأزقاً داخل التنظيم السياسي وجوداً وعدماً. وحين سمح به الاتحاد الاشتراكي بعد المصالحة الوطنية في 1978"تصارع القدامى والقادمون." هل تعتقد أن هناك منهجاً مثالياً للخروج من هذا المأزق؟
    الدكتور عبدا لله:-
    لعله من الصعب جداً على الإجابة عن هذا السؤال لأنني لا أتطوع بمساعدة فكرة الحزب الغالب. اعتقد أن مسألة تمثيل الرأي الآخر في الحزب الواحد هي "مسألة ديكورية." فالرأي الأخر المطلوب في إطار التنظيم السياسي الغالب هو دعوة لتنويع محدود في سياق الخط الغالب. فطالما كان حق التنظيم والتعبير مصادرا تصبح الدعوة للرأي الآخر هي فتح صفحة وحيدة في صحيفة الحزب الواحد. يكون فيها لبعض الناس اعتراضات بصورة ما علي أداء هذا الحزب ليست لها صفة الدوام والتأسيس والغايات البعيدة.فعلى قيمة ما يكتب في هذا الباب فإنه شتات ليس له طابع البديل أو التفكير الشامل المصحوب بالممارسة الموازية لأداء الحزب الغالب. فإشكالية الحزب الغالب حيال الرأي الأخر إشكالية جوهرية وليست عارضا تكنيكيا! فإذا قرر الحزب الغالب أن يدير مثل هذا الحوار باعتبار أن الغير أو الآخرين مجرد أفراد ذوي آراء معارضة فلن ينتهي إلى اكثر من نهج فتح الباب للرأي الآخر الشائع. وسيصحب ذلك بالطبع تشكي أهل الحزب الحاكم من تقاعس الصفوة وعدم استخدامها للأبواب المشروعة للنقد. لا يعد هذا حواراً مع الآخر بالطبع. أما إذا اعتبر هذا الحزب الآخر كيانات وجماعات أيضا لها وجهات وبرامج وتطلعات للمستقبل ففي هذه الحالة يكون قد اعترف لها، ليس بحق التعبير المحدود، وإنما بحق الممارسة المستقلة.وبمعنى آخر يكون قد أمن حق التعبير والتنظيم في آن معا
    قلت له:-
    لكن الثورة طرحت في برامجها أنها مع الديمقراطية وأن شعبنا يعشق الحرية: كيف نوازن هذه الاطروحات في داخل التنظيم السياسي المرتقب؟
    الدكتور عبد الله:-
    ماذا نعني إذا قلنا أننا مع الديمقراطية؟ نعني إقراراً بالحقوق الأساسية والحريات العامة إلا إذا أردنا أن نتكلم عن ديمقراطية جديدة. فالواجب لبلوغ الموازنة المنشودة أن نستهدي بمثل هذه الحقوق لما فيها من الرحابة. ثم نرنو الي أن يستكملها الأداء السياسي ويعززها حتى لا تحسب عبارات مثل عشق الحرية من باب حسن النية إذا لم نقل "الديماقوقيا" أي التهريج السياسي.
    "انتهى"

    (عدل بواسطة Osman Hamid on 12-29-2004, 10:08 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الي الصديق د. بولا ... والجميع Osman Hamid12-29-04, 03:26 AM
  Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع Elmosley12-29-04, 03:41 AM
  Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع لؤى12-29-04, 03:50 AM
    Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع عشة بت فاطنة12-29-04, 10:00 AM
      Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع Osman Hamid12-29-04, 10:26 AM
        Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع إيمان أحمد12-29-04, 12:54 PM
          Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع خالد عويس12-29-04, 01:27 PM
            Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع Osman Hamid12-30-04, 01:12 AM
  Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع Khalid Eltayeb12-30-04, 02:04 AM
  Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع esam gabralla12-30-04, 05:40 AM
    Re: الي الصديق د. بولا ... والجميع Osman Hamid12-30-04, 10:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de