شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 02:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل بشير عيسى بكار(بشير عيسى بكار)(b_bakkar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2004, 09:10 PM

بشير عيسى بكار

تاريخ التسجيل: 08-02-2003
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) (Re: بشير عيسى بكار)



    الحلقة الرابعة

    ساحة التنفيذ

    [يوجد هنا في المخطوطة رسم كروكي لساحة التنفيذ والمشنقة وجانب من السجن، لم نتمكن من تضمينه]
    [رأيت في أحد البوستات، في هذا المنبر، صورة فوتوغرافية للمشنقة والساحة، أرجو أن يتكرم أحد بتذكيري بهذا البوست]

    في بوابة الدخول إلى ساحة التنفيذ، كانت تقف مجموعة من رجال الأمن والشرطة، وتقوم بتفتيش دقيق للداخلين.. ويمنعون حتى دخول الأقلام.. وفي داخل الساحة كان هناك جنود ينظمون الناس ويجلسونهم على الأرض في صفوف على امتداد عرض الساحة.. وكان أغلبية الداخلين من دهماء السلفيين، تعرفهم بلحاهم وسحنهم الشاحبة.
    في حوالي الساعة التاسعة والثلث امتلأت الساحة (التي تسع حوالي ألفين) وقفل الباب.
    كانت المشنقة تقع في الجانب الغربي من الميدان، وهي عبارة عن منصة عالية، وما تحتها مثل القفص، ويصعد إليها بسلم من الجهة الغربية، ويطل فوق المنظمة قائم المشنقة، وهو عبارة عن عمود عال ينتهي في أعلاه بزاوية قائمة، يتدلى منها حبل المشنقة، وآخر الحبل عبارة عن أنشوطة غليظة، تبدو من بعيد وكأنها من البلاستيك، وتكون مشجوبة في "الدابزين" الذي يحيط بالمنصة من الجهة الشمالية.

    في الجزء الغربي من الميدان، أمام المشنقة، التي تنفصل عن الميدان بسور صغير من "الدرابزين"، تركوا في هذا الجزء فسحة خالية، ينتشر فيها الجنود وضباط الأمن والشرطة ورجال الدولة والقانون.. وفي الركن الشمالي الغربي من الميدان كانت هناك منصة صغيرة (أو تربيزة) عليها مايكروفون، تذاع منه الأحكام قبل التنفيذ ويجلس هناك بعض رجال القضاء.
    بعد التاسعة والنصف تقريبا بدأت تسمع أصوات لمظاهرتين صاخبتين من السجناء السياسيين في داخل السجن.. إحداهما من الجهة الشرقية والأخرى من الجهة الجنوبية لميدان المشنقة.. كانوا ينددون بالحكم، وبنميري، ويهتفون بصورة قوية.
    وبدأت حشود السلفيين في الساحة تهتف هتافات مضادة.."الله أكبر".. "تحيا العدالة".. وهتافات أخرى ضد الأستاذ.

    ثبات الجبل

    وقبيل العاشرة بحوالي ثلاث دقائق، ظهر الأستاذ.. يسوقه ثلاثة أو أربعة من الجنود، ويصعدون به على سلم المشنقة من الجهة الغربية، واحد عن اليمين وآخر عن الشمال.. وواحد أو اثنان من الخلف.
    وكانت رجلاه مكبلتين بقيود من حديد.. ويداه مكتوفتين من الخلف.. وعلى رأسه قناع أحمر، يغطي الرأس ومنطقة العنق. وكان يلبس قميص السجن المصنوع من "الدمورية" السمراء الخشنة.. ويرتدي سروالا أبيض اللون.. وكان حافي القدمين.
    عندما أوقفه الجنود على المنصة كان متجها إلى الجنوب، فرفعوا القناع الأحمر عن رأسه، ليراه الناس..(كان قد قيل أيضا أنه سئل قبل الصعود هل يريد شيئا؟ فأجاب بأنه يريد أن يرى أبناءه الأربعة والشعب السوداني. ولا يبدو لي أن هذه الرواية صحيحة، فقد أحضروا الأخوان الأربعة ليشهدوا التنفيذ ليرهبوهم فيتراجعوا)..
    عندما أزاحوا القناع عن وجهه، وانهمرت أشعة الشمس الساطعة على طلعته البهية المشرقة، وعلى رأسه الأشيب.. كان قد بدا في ثبات وهيأة الجبل الشامخ الأشم.. ولم يلبث أن اتجه نحو الشرق، ورأسه مرفوع، كأنه يتطلع إلى الأفق.. مثلما كان يخرج من باب داره إلى حلقة الذكر، ويتطلع في وجوه الأخوان وفي أفق السماء.. وابتسم تلك الابتسامة التي وصفتها وكالات الأنباء بأنها ابتسامة رثاء وسخرية، من الذين حكموا عليه.. وابتسامة تدل على عدم الاكتراث وعدم المبالاة بالموت.. ثم أعادوا الغطاء على رأسه..
    وتلا مدير السجون من خلال المايكروفون حكم المحكمة. فأخذ جلاد السجن أنشوطة المشنقة، وكانت مشجوبة على "الدرابزين" في الجهة الشمالية، فوضعها في عنق الأستاذ.
    ولكن أعلن من المايكرفون مرة أخرى أن المكاشفي الكباشي سيلقي كلمة كذلك. فرفع الحبل عن الأستاذ، وأعيد إلى مكانه.. واستمر المكاشفي، في قراءة كلمته لمدة أربع أو خمس دقائق تقريبا.. وبعدها (أو أثناء ذلك) أعيد الحبل إلى عنق الأستاذ من جديد.
    وكان قد ساد في هذه اللحظات لغط وسط الجمهور لأن الجنود ورجال الأمن في المقدمة، وقد أجلسوا الجمهور على الأرض، ظلوا هم واقفين أمامه فحجبوه عن الرؤية، فاحتج الناس، وأخذوا يقفون ويندفعون إلى الأمام.
    في تلك اللحظات انسحب الجنود من حول الأستاذ، وفتح الجلاد "ترباس" المشنقة.. وهوى جسد الأستاذ عندما انفتحت المنصة من تحت قدميه.. وسمع صوت الفتحة الذي تحدثه في الهواء.
    وأصبح جسد الأستاذ يتدلى من حبل المشنقة من تحت سقف المنصة.. وقد بدا جسمه ساكنا من أول وهلة.. كأنما هو واقف فقط.. قدماه متدليتان تبدو راحتاه بيضاوين.. ولم يكن لجذبة الحبل أثر ملحوظ على عنقه، كما هي العادة في حالة الشنق.
    واستمر جسد الأستاذ معلقا في الحبل حوالي ثماني أو عشر دقائق.. ثم أنزلوه.. وعلمنا فيما بعد أنهم حملوه في طائرة هليكوبتر كانت معدة ومنتظرة في ميدان جنوب السجن، منذ أمسية اليوم السابق.. وعلمنا أنها اتجهت إلى مكان مجهول.. فهناك رواية تقول إنها اتجهت إلى ناحية البحر الأحمر.. ورواية أخرى، وهذه هي الأرجح،تقول إنها اتجهت إلى شمال غربي أم درمان.. وأنهم دفنوا جسد الأستاذ، ولم يتركوا علامة ظاهرة تدل على مكانه.

    حالة غريبة

    في ساحة التنفيذ بعد أن شاهد الناس حالة الأستاذ قبل التنفيذ وبعده، كان بعضهم يتساءل: هل مات؟
    وكان انطباع الأخوان الأربعة عن حال الأستاذ، أنهم كانوا يتوقعون لو أنه أنزل في أي لحظة سيقف على قدميه ويمشي. ويروى عن الطبيب وعن السجانين الذين أشرفوا على التنفيذ أنهم لم يشهدوا مثل هذه الحالة على الإطلاق. فقبل التنفيذ كانوا يلاحظون أن الأستاذ قد ظل في حالته الطبيعية، يتحدث إليهم بهدوئه وطيبته المعهودة، ويسألهم في بشاشته المعروفة، عندما جاءوا ليسوقوه إلى غرفة الانتظار في الساعة الخامسة صباحا وهو يبتسم:"إنتو ليه بتسوقوا الزول لغرفة الانتظار من الساعة خمسة والتنفيذ الساعة عشرة؟ ما كان تخلوه لغاية قريب الوقت؟ زي الساعة تسعة؟ فيجيبون بأنها الأوامر.
    وحكى أحد الحراس أنه كان يجلب الماء للأستاذ في زنزانته، وأن الأستاذ في الليلة الأخيرة، ظل يتوضأ ويصلي حتى الصباح. وبلغنا أن أحمد محمد طه وابنه مختار قد تمكنا من زيارة الأستاذ يوم الخميس، وكانا تقريبا آخر الزوار. وقد سمعا بنبأ التأييد قبيل الزيارة، فكانا يبكيان ويقولان للأستاذ:"نحن محتاجين ليك، وما حقو تخلينا"، كأنهما يرجوان منه مراجعة موقفه، فكان أن رد عليهما برفقه المعهود وبشاشته الدائمة "إنه لا يرى إلا الخير. فإن كان الخير في ذهابه فسيذهب، وإن كان الخير في بقائه فسيبقى". وطفق يهدئ من روعهما ويطمئنهما.
    ويروى عن أحد الأطباء الذين كشفوا عليه أن كل المحكوم عليهم عندما يجرون عليهم الكشف قبل التنفيذ يجدون أن ضغط الدم عندهم قد ارتفع، ولكن الأستاذ كان ضغطه ضغط شاب في الثلاثين، لم يتغير قط.
    ويقول الأطباء والسجانون عن تجربتهم إن كل المنفذ عليهم حكم الشنق تحدث عندهم تشنجات شديدة، وتضطرب أجسادهم اضطرابا شديدا يهز الحبل بشدة، وتحدث تقلصات وتغضن في وجوههم، ونزيف بالأنف والفم والأذنين، واندلاق للسان خارج الفم، وجحوظ للعينين. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث للأستاذ. كان جسده في لينه وطبيعيته كأنه الحرير. وكانت عليه نفس الابتسامة التي كانت قبل التنفيذ.
    لذلك كان بعض الناس يتساءلون:هل مات؟ ثم انطلقت في المدينة إشاعات كثيرة في الأيام التالية، منها أنه لم يمت، ولذلك فقد خطفوه في الطائرة وأبعدوه، ومنها أن ناس السلطة ذهبوا إلى المكان الذي دفنوه فيه بعد ثلاثة أيام فلم يجدوه.
    * * *
    لقد كان أمر الأستاذ، في جميع مراحله، ولا يزال، محاطا بظواهر غريبة، يقف عندها كثير من الناس، بعضهم بالقبول والإنبهار، وبعضهم بالنفور والاستنكار، "يضل الله به من يشاء، ويهدي به من شاء". وهي قد تبدو كذلك لكثير من الناس ظواهر وأمورا عادية، لأن كرامة الدين اليوم لا تظهر في المعجزات الخوارق التي تبهر الناس، فذلك أمر قريب، قد يبلغه السحرة والحواة. ولكن كرامة الدين اليوم إنما تظهر في قوة الفكر، وسمو الخلق، ودقة العلم، الذي لا يتصادم مع عقول الناس ومنجزات العصر الحديث في كشوف العلم والمعرفة، ولكنه يأتيهم بجنس ما عندهم، ويتفوق عليه، ثم يأخذهم برفق وتدرج في سموات العلم الحقيقي – عن الكون والنفس البشرية. ويسوقهم بلطف ريثما تستعد عقولهم وقلوبهم لاستقبال الكرامة الكبرى، التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ، "وإن نشأ ننزل عليهم آية من السماء فظلت أعناقهم لها خاضعين".
    ولقد كانت كرامة الفكرة الجمهورية أكبر الكرامات في مجال الفكر والعلم في هذا العصر. وكانت حياة الأستاذ أكبر الكرامات في مجال الحياة الإنسانية، مجال القيم الدينية والأخلاق الإلهية المجسدة في اللحم والدم. وكان موت الأستاذ أكبر كرامة في مضمار تحقيق العبودية، والسير خلف الله بلا أدنى خاطر اعتراض ولا التفات، والرضا بإرادته لدرجة الفرح، والامتثال لأمره والتسليم له "كالميت بين يدي الغاسل". ذلك ما كان يبثه لنا الأستاذ في كتبه، ويقوله لنا في تعاليمه، وما عاشه في اللحم في اللحم والدم، حتى آخر لحظة من الأعوام الستة والسبعين، التي قضاها في جهاد أكبر متصل، وفي صبر في الله وبالله ولله ومع الله وعن الله لا يعرف الملل. وشهدنا فيه من الحلم والجود والرأفة والرحمة والمحبة ما لم نعرفه في سير الأولين ولا الآخرين، فضُرب لنا مثلا، وضُرب للناس أجمعين.. فسلام عليه يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حيا في العالمين.

    * * *
    شهد التنفيذ من الجمهوريين الأخوان الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، وأعادوهم إلى زنزاناتهم بعد دقيقتين تقريبا من التنفيذ.
    وشهده أيضا بشير بكار (كاتب هذا التقرير)، وقد هتف في الساحة أمام المشنقة، بعد حوالي ثلاث دقائق من التنفيذ قائلا "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.. دا المسيح المحمدي، والجمهوريين كلهم في سبيل الإسلام و السودان". فاعتقلوه، وتدخل لحمايته من الضرب القاضي محمد الحافظ محمود، الذي طلب أن يفتح البلاغ بإسمه، وأن يرسل إلى حراسة بحري، لا إلى جهاز الأمن القومي. ثم تفاهم فيما بعد مع القاضي أحمد محجوب حاج نور حول القضية، وقدم بشير إلى المحاكمة أمام محكمة حاج نور ببحري، بعد ثلاثة أيام، وحكم عليه بـ "التعهد بحسن السيرة وعدم الترويج للعقائد المخالفة لما عليه جمهور المسلمين، لمدة عام".
    وشهد التنفيذ أيضا عرمان محمد أحمد عرمان، وكان انطباعه كأن الأستاذ قد كان عريسا في ذلك اليوم. وروى أن أحد المواطنين كان يعلق بتأس وتأثر "يا سلام!! حرام عليكم والله"، فالتفت إليه جماعة من قوات الشرطة والأمن فضربوه واعتقلوه، واحتجز بالحراسة حوالي الأسبوعين.
    * * *

    ردود فعل واسعة

    وكما معروف، عقب التنفيذ مباشرة تناقلت وكالات الأنباء الحدث، كحدث غريب وفريد، في المفارقة الصارخة والعجلة التي رافقت إجراءات الحكم.. والموقف الفريد الذي وقفه الأستاذ في مواجهة المشنقة لفت أنظار العالم وشد انتباهه.
    وعمت موجة من السخط الشديد والاستنكار، داخليا وخارجيا. واشتغلت وسائل الإعلام على امتداد العالم العربي والغربي بتناول الحدث في الأخبار والتعليق والتحليل. ووجد النظام نفسه أمام فضيحة كبرى لم يكن يحسب لها حسابا، أو يبدو أنه تورط فيها بدافع الذعر الشديد الذي أثاره في نفسه موقف رجل أعزل، بصورة لم يسبق لها مثيل في أي تجربة سابقة كما علقت بعض الإذاعات.
    وصادف هذا الحدث الموغل في بشاعة الظلم والاستهتار بقيمة الإنسان، ظروفا غريبة وتناقضات جعلت موقف النظام مفضوحا بصورة مزرية. فهناك مجاعة تجتاح أجزاء من البلد تدعوها إلى استجداء الغوث الأجنبي. وهناك تورطها في عملية تهجير اليهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، التي أحرجتها أمام العرب. وهناك حرب الجنوب، ومحاكمة فيليب عباس غبوش التي سلفت الإشارة إليها.

    في الإذاعة البريطانية أذيع الحدث كأول خبر في النشرة، وتوالت بعد ذلك أحاديث عدة في تحليل موقف النظام والأوضاع الداخلية في السودان، وعن حركة الأخوان الجمهوريين. وبلغنا أنه قد أقيم حفل تأبين للأستاذ في مجلس العموم البريطاني نظم له أحد البريطانيين القدامى الذين عملوا بالسودان، واشترك فيه خليل عثمان، الذي تحدث عن تجربته في الإعتقال ومعايشته للأستاذ على مدى تسعة شهور. وكان يتحدث ويبكي فأبكى الناس. كما اشترك الأخ مالك بشير فتحدث عن الأستاذ الإنسان، وأبكى الناس كذلك. وتحدث منصور خالد. واشتركت في التأبين منظمة العفو الدولية التي ظلت تتابع قضية الجمهوريين من بداياتها وتوالي مجهوداتها حتى آخر هذه التجربة.
    في الكويت تناولت الصحف الحدث باستفاضة، وكان للسوادنيين العاملين بالكويت موقف مشرف، تمثل في إصدار بيان يعبر عن الإدانة والاستنكار للحكم، والإهتمام بالحدث والإنزعاج الشديد له، والمطالبة بإلغاء الحكم، وبتدخل الحكام العرب لإيقافه.

    وبلغنا أن السودانيين سيروا مظاهرة احتجاج إلى السفارات السودانية في كل من لندن وواشنطن وبون.
    وأصبح الشعب يتناقل ما يذاع في الخارج، وما ينشر بالصحف في الخارج، في العالمين العربي والغربي، باهتمام كبير، مثل مقال لمنصور خالد نشر بصحيفة "القبس الكويتية، ومقال لأحمد بهاء الدين بمجلة "المستقبل"، وفتحي رضوان بصحيفة "الشعب" المصرية، وكتابات أخرى كثيرة ومستفيضة، بالعربية والإنكليزية وغيرهما. بل أصبح بعض الناس يطبعون هذه المقالات ويصورون القصاصات ويوزعونها على الآخرين.
    ولقد أصبح رحيل الأستاذ، بالرغم من فداحته العظيمة علينا، وتركه لنا كجسد بلا رأس، إيذانا بانفتاح الفكرة على العالم. كانت هناك انطباعات كثيرة في أوساط الجمهوريين عقب التنفيذ عن أن الفكرة الجمهورية قد بدأت الآن. والتفت الناس يبحثون عن الكتب ويسألون عنها بصورة متواترة، وعما يكون عليه أمر الفكرة والحركة.


    ملحوظة:
    أود أن أذكر مرة أخرى بأن هذا الرصد كتب ما بين 10 و 12 مارس 1985، وقد رأيت إيراده كماهو، فيما عدا بعض المواقع البسيطة التي حذفت، للاختصار أو مراعاة للوسط الذي ينشر فيه، وأي عبارة ترد بين قوسين معقوفين، فهي إضافة عرضية جديدة، بغية التوضيح.

    الحلقة القادمة عما آل إليه حال الجمهوريين بعد التنفيذ

    (عدل بواسطة بشير عيسى بكار on 01-18-2004, 02:46 AM)
    (عدل بواسطة بشير عيسى بكار on 01-18-2004, 02:47 AM)
    (عدل بواسطة بشير عيسى بكار on 01-29-2004, 05:45 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-12-04, 03:45 AM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Dr.Elnour Hamad01-12-04, 04:31 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Haydar Badawi Sadig01-12-04, 07:19 AM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-12-04, 05:14 PM
        Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-12-04, 06:23 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Rawia01-13-04, 04:14 AM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Yasir Elsharif01-13-04, 05:54 PM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) bunbun01-13-04, 06:16 PM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-13-04, 06:47 PM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-13-04, 07:04 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Yasir Elsharif01-13-04, 07:55 PM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-15-04, 00:55 AM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Rawia01-13-04, 11:31 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Raja01-14-04, 07:44 PM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-15-04, 02:05 AM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Omer Abdalla01-15-04, 01:28 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-15-04, 01:47 AM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-15-04, 01:40 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Yasir Elsharif01-15-04, 10:29 AM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Yasir Elsharif01-15-04, 11:54 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-15-04, 10:38 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) الجندرية01-16-04, 11:14 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) doma01-16-04, 12:06 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Yasir Elsharif01-16-04, 12:10 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) الجندرية01-17-04, 09:08 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) عبدالأله زمراوي01-17-04, 10:55 AM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-17-04, 07:35 PM
        Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-17-04, 07:46 PM
        Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-17-04, 07:48 PM
          Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-17-04, 08:21 PM
            Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-17-04, 09:10 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) الجندرية01-18-04, 08:53 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) doma01-18-04, 01:14 PM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-18-04, 09:39 PM
        Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين ( يناير1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-29-04, 06:41 AM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Yasir Elsharif01-29-04, 03:26 PM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Haydar Badawi Sadig01-29-04, 05:18 PM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-29-04, 05:40 PM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Haydar Badawi Sadig01-29-04, 06:23 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Omer Abdalla01-29-04, 06:42 PM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Haydar Badawi Sadig01-29-04, 07:37 PM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-30-04, 06:07 AM
        Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Haydar Badawi Sadig01-30-04, 09:46 PM
  Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Yasir Elsharif01-30-04, 10:16 PM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Haydar Badawi Sadig01-31-04, 03:35 AM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار01-31-04, 04:16 AM
        Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Abureesh01-31-04, 04:30 AM
    Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) د.كرار التهامي01-31-04, 04:57 AM
      Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Haydar Badawi Sadig01-31-04, 06:38 AM
        Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) Abureesh01-31-04, 07:52 AM
          Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار02-01-04, 06:19 AM
            Re: شهادة: في ذكرى الأستاذ محمود وعن تجربةالجمهوريين (يناير 1985 وما تلاه) بشير عيسى بكار02-01-04, 06:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de