حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة الجزيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 00:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.حيدر بدوي صادق( Haydar Badawi Sadig)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2004, 08:45 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة الجزيرة

    شاهدت قبل قليل الأستاذ غازي سليمان، المحامي، والرئيس الدوري لحركة الحقوق الديمقراطية والاجتماعية، التي تم إعلانها قبل شهر تقريباً، في لقاء بثته قناة الجزيرة. تناول اللقاء مجمل قضايا السودان. ولكن لفت انتباهي فيه اليقظة الذهنية، والرؤية الثاقبة، اللتان طاوعتا الأخ غازي هذه المرة، بصورة جعلت التعبير الصادق السلس يطاوعه هو الآخر.

    أبرز ما أكده الأخ غازي هو أن السودان به مشروعين سياسيين أساسيين لا ثالث لهما، رغم تعدد الكيانات السياسية المتعددة التي تعبر عنها. المشروع الأول هو مشروع السودان القديم، وتمثله القوى القديمة التي حكمت السودان حوالي نصف القرن، منذ استقلاله. وقد فشلت هذه القوى في قيادة السودان بحيث ضعفت بنيتنا الاجتماعية والسياسية، وصرنا على حافة التمزق إلى دويلات، ستساهم في إضعاف الكيانات الإسلامية والعربية، والأفريقية، إن إستمر الحال على ماهو عليه. وحكومتنا الراهنة ماهي إلا امتداد لتلك القوى القديمة. وتتميز هذه القوى القديمة باستغلالها للدين كأداة للقمع ولتحقيق مصالحها، ليس إلا. ولم يؤد بها استغلال الدين في نهاية المطاف إلا إلى تمزيق أوصال الوطن، وإلى الفساد الخلقي والمالي والقمع بكافة الأشكال، مع إدعاءات جوفاء بأنها قوى ديمقراطية.

    أما المشروع الآخر فهو مشروع السودان الجديد، وهو مشروع تمثله حركات متعددة، مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان، وحركة الحقوق الديمقراطية والاجتماعية، وكيانات آخرى. وأهم ما يميز أطروحات قوى السودان الجديد هو فصل الدين عن الدولة، بما يتيح احتراماً أكبر للدين نفسه ولدوره في الحياة. وقد عبر الأستاذ غازي عن هذا الأمر خير تعبير حين قال بأنه فقيه إبن فقيه، وبأن أسرته أسرة متصوفة، ولهذا فإنه لا يعارض الدين حين ينادي بفصل الدين عن الدولة، وإنما لا يريد للدين أن يكون مطية سياسية. وكأنه أراد أن يقول بأن تعريض الدين للإستغلال السياسي يدنس مدعيه، كما دلت تجربة الجبهة الإسلامية، وتجارب الهوس الديني، الفاسدة في حكمنا منذ الإستقلال.

    وحين سئل الأخ غازي عن حركة الحقوق الديمقراطية، وعن وزنها، أجاب بأنها "ولدت بأسنانها."

    ومن أبرز النقاط التي أكدها غازي هو تفاؤله بأن السودان مقبل على عهد جديد سيشق فيه سكة "مفروشة بالورود" إن استطاعت القوى الجديدة توليد طاقات وقيادات ديمقراطية حقيقة. ولكنه نبه إلى أن هذا التفاؤل قد يهدده استمرار قوى السودان القديم في تقويض المشروع الجديد، الذي ظل يقاوم ويتقوى منذ الاستقلال. وسيتهدد المشروع إن لم تبرز قيادات ديمقراطية جديدة من خلال تجميع قوى السودان الجديد المشتتة، كما ستتهدده قوى السودان القديم إن أصرت على استخدام الدين كأداة للاسترزاق والكسب السياسي. وكأنه أراد أن يقول هنا بأن دور القوى الجديدة في هذه المرحلة هو أن تنظم نفسها لتساهم في المزيد من التفكيك لقوى السودان القديم، لصالح سودان جديد يتعايش فيه الجميع - قوى قديمة وقوى جديدة- في سلام، وعلى أسس ديمقراطية تكفل حقوق الجميع في التجمع والعمل السلمي.

    تناول اللقاء عدة محاور ولكني أكتفي بهذا الملخص لأدلف إلى النقطة المحورية في إفادات الأستاذ غازي وهي كون قوى السودان السياسية باتت على مقربة من الثنائية التي نراها في كثيرمن الدول التي اختارت المسار الديمقراطي عبر تاريخ تعاطيها الطويل، وغير المكتمل، في مجال الحقوق والحريات. أريد أن أقول بأنه بات وشيكاً أن تتجمع القوى المفككة للسودانين القديم والجديد في كيانين جديدين مختلفين عضوياً عما نراه اليوم. قد يبدو هذا القول مثالياً للبعض. ولكن نظرة "واقعية" عميقة للمخاضات الحادثة في كلا الجانبين تؤكد حتمية ما نقول به هنا.

    فإن ظاهرة الانقسامات الحادة المتفشية في معسكري القوى القديمة والقوى الجديدة تؤكد ما نقول به. هذه الانقسامات تدل على عملية فرز تاريخي عميقة الجذور. ولكنها تسارعت اليوم بفضل ثورة الاتصال والانتقال، في العالم من حولنا، بحيث لم نعد نملك غير الاستجابة المتسارعة لتداعيات هذه الثورة. وعلى المراقب الحصيف أن يتابع أثر هذه الثورة على مايجري من أحداث في دارفور الحبيبة، المجروحة، بعد أن أصبحت آخر معاقل التعبير عن الصراع بين ثنائية القديم والجيد!

    فإن أهل دارفور يقولون للعالم بأنهم يرفضون القوى القديمة ممثلة في الهوس الديني والطائفية. وتتلون القوى القديمة بكافة الألوان القديمة، بما فيها لون الدم الأحمرالقاني، باستخدام الأداة العرقية بعد أن فشلت في تطويع الدين لأغراضها في ذلك الجزء العزيز من وطننا. فمنذ الثورة المهدية ظل أهلنا في دارفور وقوداً للقوى الطائفية، ثم لقوى الهوس الديني، باستغلال عواطفهم الدينية لصالح تلك القوى. دارفور تقول "لا" اليوم لهذا الاستغلال بصوت عالٍ. ولأول مرة في تاريخ السودان الحديث تعمل على "الانفكاك" من قبضة القوى الطائفية والقوى المتهوسة. هذا هو جوهر الصراع، في المدينة، وفي البوادي، والأرياف في السودان. ولكن البوادي والأرياف، لم تعد هوامش، كما يحلو للبعض أن يسميها. فقد بدأت تعي حقوقها، وتعمل لأجل تحصيلها، بكافة سبل الصراع.

    ومن فضل الله على الشعب السوداني، أننا جربنا الوسائل الدموية، وتعلمنا أنها لن تفلح في حسم الصراع. وقد تعلمنا، كما تدل المفاوضات في نيفاشا، على أن الوقت قد حان لتحويل الصراع إلى التفاوض والحوار والجدل الحضاري. فكون أسوأ نظام حكم جربه السودان جلس للتفاوض مرغماً، وكون وأسوأ منظومة فكرية عرفها أهله أصبحت تتشدق بالخيار الديمقراطي، فإن هذا، لعمرى، إنجاز تاريخي للقوى الجديدة في السودان. فإن البشير الآتي على ظهر دبابة، وعلى عثمان محمد طه، مهندس انقلاب الجبهة، يتحدثون عن التحول الديمقراطي، وإن كانوا يعدون أجهزتهم الأمنية والسياسية، للمرحلة المقبلة بصورة فيها خبث لم يعد يخفى على حصيف.

    مستقبل السودان لم يعد حكراً على الجبهة، ولا على الأحزاب التقليدية. هذا بفضل الله علينا، ثم بفضل تطور وسائل الاتصال، والانتقال، وتطور حركة الحقوق المدنية على المستوى الدولي. في عالم تضئ وسائل الاتصال بؤره القاتمة كل يوم، ليس هناك مكان للقوى الظلامية، التي تدنس حقوق الناس وتحتقرها وتذل الناشطين في سبيلها باسم الله وباسم الدين.

    في خاتمة هذا المقال الموجز يجب التعريف بحركة الحقوق الديمقراطية والاجتماعية "حقوق." فهي حركة جديدة تضم عدة كيانات سياسية، من ضمنها حركة القوى الحديثة "حق،" التي انتمى إليها. "حقوق" ليست إلا امتدادا لتمخيض الصراع ليؤدي إلى الثنائية التي تحدثنا عنها. وبحكم انتمائي للفكر الجمهوري، أستطيع أن أقول بكل ثقة، بأن هذا الصراع بدأ منذ بدأت مقاومة الأستاذ محمود محمد طه للقوى الإستعمارية والقوى الطائفية، ثم قوى الهوس الديني، وحتى استشهاده في سبيل سودان وعالم جديدين.

    وقبل أن أبرح مقامي هذا أحب أن أضغط على نقطة أكدها الأخ غازي، وهي نقطة أكدها كذلك الأستاذ محمود محمد طه في قاعة المحكمة المهزلة التي حكمت عليه بالإعدام، مخاطباُ فيها غازي نفسه، ومعه عدد من المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن أبينا الشهيد. ففي معرض شكر الأستاذ محمود للأخوة المحامين، الذين أذكر منهم الأستاذ مصطفى عبد القادر وغازي سليمان، قال الأستاذ محمود ما معناه أن الجمهوريون لا يحتاجون لمن يدافع عنهم، ولكن الشعب السوداني ينتظر مثقفيه للدفاع عنه وعن حقوقه المسلوبة بواسطة قوى الهوس الديني الذين يتصدى الجمهوريون لمقاومته.

    وفي نفس هذا المعني قال الأخ غازي سليمان ما معناه أن قيادات القوى الوطنية الجديدة في الشمال تعاني من ضعف مزمن، على الرغم من مثابرة قلة منهم في المقاومة المستمرة لمشروع الهوس الديني والطائفية. وقراءتي الخاصة لمثل هذا القول هي أن المثقف السوداني، وبالأخص في الشمال، مازال فاشلاً في التسريع بحركة التجديد والتنوير في السودان، بعد أن نهضت الهوامش ووضعت نفسها في مركز الصراع لأجل سودان جديد.

    حركة الحقوق الديمقراطية والاجتماعية "حقوق،" هي محاولة جادة، متفردة، نرجو أن يتجرد دعاتها من "حظوظ النفس" والأطماع الذاتية. وماذاك إلا لكون الشعب قد أصبح هو القائد الآن، لو كانوا يعلمون!
                  

العنوان الكاتب Date
حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة الجزيرة Haydar Badawi Sadig05-14-04, 08:45 PM
  Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Abdel Aati05-14-04, 10:54 PM
    Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Kostawi05-15-04, 00:04 AM
      Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Haydar Badawi Sadig05-17-04, 05:46 PM
        Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Haydar Badawi Sadig05-18-04, 05:01 PM
          Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة degna05-18-04, 05:08 PM
            Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة degna05-19-04, 04:11 AM
              Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Haydar Badawi Sadig05-19-04, 10:30 PM
  Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة الطيب بشير05-20-04, 00:40 AM
    Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Haydar Badawi Sadig05-22-04, 01:04 AM
      Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة الطيب بشير05-22-04, 03:23 AM
  Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Mohamed Adam05-22-04, 06:21 AM
    Re: حركة"حقوق" ولدت بأسنانها: السودان الجديد وغازي سليمان بقناة Haydar Badawi Sadig05-22-04, 06:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de