مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.النور حمد(Dr.Elnour Hamad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-27-2004, 10:15 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)

    يستخدم المتصوفة مصطلحي "القديم" و"الحادث" حين يقاربون إشكالية الوعي، وموقعه من بنية الوجود. فالوعي هو الطرف اللطيف الذي ارتفع عن بنية المادة، وهو في نهاية الأمر، ليس شيئا مغايرا لها. فالفرق بينهما كالفرق بين الشفرة وحد الشفرة. فهو هي ولكن في حالة تجلي أعلى. قال الأستاذ محمود: ((الروح مادة في درجة من الإهتزاز لا تتأثر بها حواسنا، والمادة روح، في درجة من الإهتزاز تتاثر بها حواسنا)). فالفرق فرق دبذبة، وهو عينه فرق المقدار الذي طالما حرص الأستاذ محمود محمد طه على توكيده بالقول بأن فرق النوع لا يدخل في الوجود، أصلا، فالوجود كيان واحد.

    قال النابلسي في قصيدته اللطيفة "عود العلا" ـ والعود المقصود هنا هو الآلة الموسيقية المعروفة ـ :

    عودُ العـلا ضربت به يدُه على، طبـلِ الملا، فالعالمـون قصـائدُ
    إنَّ الوجـودَ الحـقَّ شيءٌ واحدٌ، يا سعـدَ من يُجلى له، فيشـاهدُ
    فلو انمحى عن عينِ ناظرِك السِّوَى، لعرفتَ من لهواهُ أنت القاصـدُ

    النقطة النقدية المركزية التي يصوبها أهل "مابعد الحداثة" حين يشيرون إلى الخلل الأساسي في أفكار حقبة الحداثة، إنما هي فصل "فكرة الحداثة" للوعي عن بنية العالم، ووضعه في موضع المراقب الراصد، الذي يعتقد أنه سوف يفهم كل هذه المعضلة الوجودية، عن طريق البحث الإمبرياكي empirical ويستطيع من ثم، أن يتحكم في مسارات الأمور، وتوجيهها، حتى يصبح بذلك سيد مصيره، في نهاية الأمر. وليس هناك عماء، وحمق، ورعونة، تضارع هذه.

    قد لا يحسن مغادرة هذه النقطة، دون الإشارة إلى أن "فكر الحداثة"، رغم فصله للذات عن الموضوع، ورغم ما بدا لنا الآن من بؤس القواعد الإبستمولوجية التي تحكمه، قد أحدث ثورة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ. فهو قد شكل على المستوى العملي البنية الكلية التي تسمح لنا بالتفلسف في المستوى الذي نسميه الآن "ما بعد الحداثة". وقد أشار الأستاذ محمود محمد طه، إشارة تحكي هذه الوجهة حين قال: ((إن الماركسية قد جعلت عودة الإسلام ممكنة)). وبنفس القدر، فلولا إنجازات حقبة الحداثة العظيمة، لما وقفنا على أعتاب الملكوت كما نقف الآن. فطريق فكر "ما بعد الحداثة" ليس هو القفز بالعمود فوق أفكار حقبة الحداثة، بقدر ما هو ضبط أفكار حقبة الحداثة، وسوقها إلى تحقيق مصداقيتها، بجعلها أكثر فاعلية في تحقيق شعاراتها التي ظلت معلقة فوق الرؤوس، عبر القرون الأربعة المنصرمة. ما يجب عمله هو تفعيل المبادئ السامية التي أقامها فكر الحداثة، على ركام بقايا الفكر الديني الكهنوتي القروسطي. ومن هذه المباديء مباديء الجمهورية الفرنسية التي يعود إليها الفضل في رسم خريطة الديمقراطيات الغربية الراهنة، وتثبيت حركة المطالبة بالحقوق المسلوبة من كل المضطهدين، والمهمشين. فالديمقراطية، والدولة القومية، والحكم المؤسسي، والإختراقات الطبية التي رفعت معدل الأعمار، في قرن واحد، في بعض الأقطار، بما يقارب الثلاثين عاما، وتحرير النساء، ونمو الرأي العام المناهض للإستعمار، وللهيمنة بكل أنواعها، وكثير مما يمكن أن يدخل تحت هذه المظلة، هي، كلها، في حقيقتها إنجازات يرجع الفضل فيها، أولا واخيرا، لأفكار حقبة الحداثة، ولتخطيها للسلطان الكنسي المبرر للمظالم، والموالي للملاك، من الإقطاعيين، والذي ظل يقف بحد السيف أمام الكشوف العلمية. ولذلك فإن حقبة "الحداثة" بكل عيوبها تمثل أعظم حقبة عرفتها البشرية في تاريخها الطويل. فهي الحقبة التي وحدت الكوكب جغرافيا، ووضعته على أعتاب التوحد الروحي، والوجداني. وهذا هو ما عناه كين ويلبر حين قال بالتجاوز الذي يحتوي السابق في حناياه.

    ظلت كثير من شعارات حقبة الحداثة التحررية شعارات معلقة. وقد استطاع تحالف الدولة والمُلاك من الإلتفاف حول تلك المباديء وتفريغها من محتواها. ولذلك فقد أمكن لتحالف الدولة والملاك، من ثم، إعادة إنتاج المظالم القديمة في ثوب جديد. لقد أعادت حقبة الحداثة، وهي تعاضل معضلات التحديث، استلابا شبيها للإستلاب الكهنوتي لروح الإنسان، و تشييئه، ولكن في ثوب جديد، أكثر لطفا!! ولم تفلح حقبة الحداثة، على عظمتها، في نهاية شوطها، سوى أن تحول الإنسان إلى آلة مستهلكة، دورها هو الإبقاء على الالة الصماء المنتجة، في حالة إنتاج مستمر، لا لشيء!! سوى أن تمتليء جيوب قلة قليلة، مريضة بالجمع، من أجل الجمع!!

    قضية الأخلاق هي التي تشير، وبجلاء شديد، إلى ضرورة نشوء فكرة أكثر عمقا، وتقدما عن الكون والحياة. فكرة يصبح الخيار الأخلاقي، بموجبها، خيارا ذا معنى، وذا مردود. فتفريغ مباديء الحداثة من مضمامينها إنما تم بسبب تحالف النخب، والإنتليجنسيا مع الملاك. والمحصلة ليست مجرد استمرار المظالم القديمة، فالمظالم لم تغب عن مشهد الحياة في يوم من الأيام، وإن خفت غلواؤها، عبر الزمن، بسبب ثورات المظلومين، وهباتهم التي لم تنقطع في أي عصر من العصور. الوضع الحاسم الذي يواجه البشرية اليةم، هو انحدار الحياة الإنسانية، برمتها، نحو حافة الهاوية، وذلك بسبب سيادة النزعة الإستهلاكية، التي قادت إلى تدهور مريع في الفهوم، وأوشكت أن تقضي، قضاء مبرما على الإحساس الباطني الموروث، منذ فجر الخليقة، بقداسة الوجود، وجلاله، وجماله. وقد قال بضرورة نشوء فكرة جديدة عن الكون والحياة، تجعل للأخلاق أساسا ذا معنى، مفكرون كثيرون. أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الكندي، موريس بيرمان صاحب كتاب "إعادة روحنة العالم" The Reenchantment of the world، الذي ضرب ضربة البداية لإندياح أفكار مابعد الحداثة في كل من كندا والولايات المتحدة. ومنهم أيضا، نيل بوستمان، صاحب كتاب "غاية التعليم"، و"إختفاء الطفولة"، و"تكنوبولوي" وهي عبارة قام هو بنحتها ليشير إلى الإحتكار عن طرق التكنولوجيا. ثم المربي باركر بالمر، صاحب كتاب "أن نعرف، كما عُرفنا" To know as we are known ثم كين ويلبر، ثم جوزيف كامبل، صاحب كتاب "قوة الخرافة" The power of myth وكذلك الناقدة التشكيلية الأشهر، سوزي غابلك. وعلى مستوى تجلي الفكرة في مضمار السياسة فإن غارودي، خاصة في كتابه، "نحو حرب دينية" ونعوم شومسكي، المصادم للمؤسسة الأمريكية القابضة، يُعدان من أكثر الأصوات علواً ضد حالة الإنحطاط النخبوي الراهنة، الذي وُظفت فيها المعرفة بكل شكولها، لخدمة الرأسمال، وبخاصة في التجربة الأمريكية.

    هناك شيء ضائع بين دوغما المفاهيم الدينية القروسطية، وبين المفاهيم العقلانية الخطية، التبسيطية العلموية التي حجبها خيالها القاصر من رؤية المركب، والمعمى في العلائق الوجودية. ولكن الفكر لا ينبت من الفراغ والفكرة، مهما بدت جدتها، لا بد لها من جذور تاريخية، بل ومماثلا تاريخيا. وفكرة "وحدة الوجود" التي جرى تكفير المتصوفة بموجبها، بل وقتلهم، هي ما يحاول توضيحها بعروض أقل كفاءة، ناشطو "مابعد الحداثة"، وإن لم يعطوها الإسم القديم. الشاهد أن كل هذا التفلسف، في فضاء "مابعد الحداثة" الغربي، وما يقابله من ثورة "عرفانية" في الفضاء الصوفي الشرقي، خاصة ما يمثله فيه فكر الأستاذ محمود محمد طه، ليست مجرد جمباز عقلي، وإنما هو بحث عن رؤية جديدة، متجاوزة للأطر المعرفية القديمة، "الدينية السلفية القروسطية"، و"العلموية، العقلانية، الصناعية" الغربية، الحالية، وفي ضربة واحدة. هذه القفزة الرؤيوية ضرورية لتصحيح صورة العالم في الأذهان. والهدف من تصحيح الرؤية للكون وللحياة هو تعديل السلوك الإنساني، من أجل استعادة فاعلية "القيمة المجردة" ـ إن صح التعبير بكلمة مجردة ـ فقد فقدت "القيمة المجردة" فاعليتها أو كادت. فالحضارة الراهن كما قال الأستاذ محمود محمد طه، لا تحفل إلا بما يخضع لنظام الرصد والعد، فقط..

    القيمة المجردة هي عمل الخير، بسبب دافع يتعدى مجرد المنفعة المباشرة. "القيمة المجردة" تتصل بمفهوم التضحية كمفهوم إنساني، قديم قدم التاريخ، وهو مفهوم خارج على القالب الذي اختزلت فيه العقلانية، الحداثوية، وربيبتها البراغماتية الرأسمالية، الدافع الإنساني للفعل، وهو مجرد الكسب المادي، وإراحة الأنا السفلى، وإشباعها. هذه المعرفة الجديدة، التي تشير إليها تيارات "مابعد الحداثة"، والقديمة في ذات الوقت بحكم أن الفكر الديني الصوفي قد أشار إليها قبل قرون، مسألة شديدة الأهمية في تشكيل الوعي، والأخلاق الإنسانية، ولكن في أفق جديد، "مابعد حداثوي".

    يرى ويلبر، كما تقدم ذكره، إن الوعي البشري مر بعدة مراحل، بدأت بمرحلة الخرافة، ثم مرحلة الأسطورة، ثم المرحلة العقلانية الصناعية. وقد أشار ويلبر إلى أن نمط علاقات الإنتاج، قد لعب دورا هاما في تشكيل كل مرحلة من تلك المراحل. وفي هذا إعتراف بالدور الخطير للفكر الماركسي الذي قلب الطاولة على التهويم الفلسفي "المثالي" السابق له. وغني عن القول أن تطور وسائل الإنتاج، هو أحد علامات النمو العقلي، واضطراد حركة الكشف. وكما تقدم، فإن ويلبر يرى أنه من خطل الرأي أن نعتقد أن المرحلة العقلانية الصناعية الراهنة، التي نعيش أخرياتها، هي آخر ما يمكن أن تتوصل إليه قوى الإدراك في الإنسان.

    ويسير الفكر والباحث السوري، فراس السواح، في نفس الوجهة التي سارها ويلبر. أورد السواح في كتابه "دين الإنسان":

    ((كثيرا ما يقال لنا، بأن الفلسفة الإغريقية قد وضعت حدا للفكر الديني والميثولوجي، وإنها بذلك قد حررت العقل من شروطه القديمة. وهذا الطرح يسير مع الفرض القائل بأن الدين هو شكل أدنى من أشكال النظر العقلي، والفلسفة هي شكله الأرقى والأعلى. واعتمادا على تكرار هذه المقولة التي لم تخضع للنقد، فإننا نقبل بالتقسيم المعتاد لتاريخ الفكر الإنساني إلى أربع مراحل هي: السحر، فالدين، فالفلسفة، فالعلم التجريبي. غير أن نظرة جديدة غير متحيزة على مسار الحياة الفكرية للإنسان، تظهر لنا بوضوح أن الفلسفة الإغريقية لم تكن سوى بارقة عارضة، ما لبثت أن انطفأت أمام مد الفكر الديني والأسطوري، وتراجع الفكر الفلسفي قرونا عديدة قبل أن يبعث مجددا في العصور الحديثة، متوكئا عصا عربية أبقت على قبس من الفلسفة متقد، على الأطراف الخارجية لثقافة دينية سائدة، سواء في الثقافة العربية أم في الثقافة الأوروبية الوسيطة. أما العلم فرغم الأرضية الصلبة التي فرشتها أمامه الفلسفة مع فترة مدها الأولى، فقد بقي أسير التصورات الدينية والأسطورية، إلى أن أينعت ثمار عهد النهضة في أوروبا، وجاء كوبرنيكوس بنظريته الجديدة عن النظام الشمسي، التي كانت فاتحة لاستقلال العلم عن الدين والأسطورة، وتبعه غاليليو فنيوتن، فكان لهولاء فضل وضع أسس التفكير العلمي الحديث)).. (انتهى نص فراس السواح).

    كثيرا ما يحرص الأستاذ محمود على تأكيد أن ما يرد عنه ليس "فلسفة". ولم يجد حرص الأستاذ محمود ذلك، على التأكيد بأن ما يكتبه، ويقول به، ليس "فلسفة" الإهتمام اللائق به. فهناك رؤية شامخة تقف وراء ذلك التأكيد. تلك الرؤة رؤية تعرف المطوي في الذات الإنسانية، من قدرات عالية على الإدارك الذي يتجاوز أوهام الحواس، وأوهام العقول، وبمدى كبير جدا. وفيها ايضا تأكيد عاى أن قوى الإدارك قوى قابلة للشحذ، مثل أي مدية. وأداة الكشف في مجاهيل الكون المادي، وما يقع وراء الكون المادي من معنى، إنما هو العقل المستحصد. والعقل المستحصد عقل منفتح على القلب، أو قل منفتح على الجوهر الإنساني، المطلع على الحقيقة الوترية، التي ليس لها ضد. فمرحلة الإدارك الشفعي، حيث يقع مجال عمل "التفلسف" مرحلة يجب أن تفضي إلى مرحلة الإدراك الوتري.

    مرحلة الإدارك الشفعي، هي المرحلة التي تتميز فيها الأشياء بأضدادها. ((وبضدها تتميز الأشياء)). والحق أن الوجود المادي ذاته، لا ضد له. وضده ليس سوى إسقاط خارجي، جاء بسببٍ من ضمور تصوراتنا، بأكثر مما جاء بسبب وجود حقيقي لذلك الضد. ولذلك فإن عالم المادة نفسه، عالم مطلق، وهو من ثم، مستعصي على الإدراك المحيط. ولتقريب الصورة فيما يتعلق بمحدودية قوى الإدراك، وقوى التصور، يمكن أن نضرب مثلا بكوننا لا نستطيع حتى تصور كيف يحس كل سكان الكرة الأرضية بأن رؤوسهم إلى أعلى، وأقدامهم إلى أسفل، بغض النظر عن موقعهم في الكرة الأرضية التي تتقلب في الفضاء، وهي تدور حول الشمس. فحتى الإتجاهات من شاكلة أعلى وأسفل، تصبح من وجهة النظر العقلية، مسألة شديدة النسبية في مدركات العقل. فمسألة أعلى وأسفل، ويمين ويسار، وشرق وغرب، مسألة يقوم عليها تأسيسنا وتصورنا للإتجاهات وسائر العلاقات الفراغية التي يحكمها نطاق الجاذبية الأرضية. وهكذا نتصورها، ونعممها على سطح الكوكب كله، وهو كروي الشكل. ونحن نقوم بذلك التعميم وفي وهمنا أن الكوكب مجرد سطح واحد مستوي. الشاهد أن الوجود الفيزيائي نفسه مستشكل على التصور. وحقيقة الأمر أن أوهام الحواس، وأوهام العقول، إنما تمثل حجابا كثيفا، يحول دون معرفة الأمور على ما هي عليه. وهذه الحجب هي التي تغرقنا في مستنقع العادة، والغفلة، حتى فيما يخص التصور الزمكاني للوجود الفيزيائي المتجسد منذ الإنفجار الكبير، دع عنك ما يقع وراء أوهام الحواس وأوهام العقول.

    ولذلك فإن نقد ويلبر لفكرة الحداثة المركزية التي تفصل الوعي عن المادة، واستخدامه مجاز راسم الخريطة "الذي هو ليس جزءا منها"، وتوصيفه وكأنه قد نزل على الأرض بمظلة، يجعل من فكرة راسم الخريطة المستقل هذه، فكرة شديدة الشبهة بالفهم الديني السلفي الذي يتصور أن آدم قد هبط إلى الأرض انسانا سويا مكتملا!!

    قضية "وحدة الوجود"، التي أثارت سائر أهل السنة ضد المتصوفة، قضية عرفانية مركزية. فهي في نظري الحجر الذي أباه البناءون، ولكنه أصبح حجر الزاوية. الشاهد أن ما يقول به كين ويلبر أقل في المعنى مما قال به محي الدين بن عربي، وعبد الكريم الجيلي، وعبد الغني النابلسي، دع عنك ما يقول به الأستاذ محمود محمد طه، الذي دفع بالفكرة الصوفية، إلى فضاء جديد تماما.

    مشكلتنا الراهنة، هي أن مثقفينا قد افتتنوا بالعقل الغربي، بصورة أذهلتهم عن عقلهم الموروث الذي يحملونه تحت إهابهم، والكامن تحت جلودهم. لقد نسينا أعظم، وأنفس، ما في تراثنا، ولذلك أسبابه الكثيرة، التي لا يتسع المجال لذكرها. وفتوننا بالعقل الغربي، قد جعل المثل العربي القائل بأن "زامر الحي لا يطرب"، ينطبق علينا تماما. فقد استرخصنا أنفسنا، ورضينا دور المصفق لزامر، هو في حقيقة الأمر، اقل إجادة للعزف، من زامرنا. ولكنها "عقدة الأجنبي"، كما يقولون.

    مما لم يستوقف الباحثين في مجال الثقافة العربية، ظاهرة تقدم الوعي الصوفي على ما عداه، رغم تخلف الكشوف العلمية في المرحلة التاريخية التي ازدهر فيها التصوف. فالتصوف الذي أصبح قبلة كثير من الأكاديمين الغربيين، وغير الغربيين، اليوم، قد أقام الدليل الدامغ، ضد واحدة من المعتقدات الفاسدة لحقبة الحداثة. وأعني تحديدا هنا، معتقد أن التفلسف، يجب يتبع، وبالضرورة، الكشوف العلمية، ويستند على إنجازاتها. ما أثبتته حقبة الحداثة، وهي تحتضر في أخريات خريف عمرها، أن رهن التفلسف بما ينجزه العلم التجريبي، قد أعاق التفلسف، وأطفأ شعلته، وأقعده. حتى ليمكن القول، أن الفلسفة التي رضيت دور التابع الذي يقتفي آثار العلم التجريبي، قد أصبحت جثة تنتظر من يتكرم عليها بالدفن. ولابد من الإشارة هنا إلى أنني حين أستخدم كلمة "تفلسف" بمعنى البحث في ماهية الوجود، ومسارات التجربة الإنسانية، فإنني استخدمها تجوزاً. فالتصوف ومعارفه، التي تمثل المقاربة الأعمق في تقديري، في هذا المضمار، ليست "تفلسفاً" بالمعنى الذي يعكسه حصريا، السياق التاريخي الغربي الذي أحاط بنشأة وتطور ذلك المصطلح.

    حين أعود سأقتطف من أقوال المتصوفة عن "وحدة الوجود"، وفهمهم المتقدم للعلاقة بين المادة والروح، وبين الذات القديمة "الله" والذات الحادثة، "الإنسان"، وعن المعنى الإنساني في تصور المتصوفة للدين. وهدفي من كل ذلك هو التدليل على أن فهم المتصوفة للدين، قائم على أن الدين، وفكرة "الله" والعبادة، والتشريع، كلها، مجرد وسائل لتحقيق الكمال الإنساني، الأمر الذي يخرج الدين من صورته القديمة، المنبوذة، كأداة تسلب الإنسان نفسه، وترهنه لما هو خارجه.
                  

العنوان الكاتب Date
مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 09:22 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati06-26-04, 09:28 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-26-04, 10:47 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 11:14 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه برير اسماعيل يوسف06-29-04, 00:08 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-26-04, 11:18 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودرملية06-27-04, 00:59 AM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 01:19 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 02:06 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 07:29 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 12:59 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 02:55 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 04:55 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-27-04, 05:38 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:01 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:15 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه omar ali06-27-04, 07:42 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-27-04, 11:01 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-28-04, 02:19 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-28-04, 08:18 AM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 01:12 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 05:28 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه degna06-28-04, 06:27 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 09:58 PM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:22 PM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:26 PM
                      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 11:24 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif06-29-04, 07:55 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-29-04, 03:17 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-29-04, 07:30 PM
  لماذا اتعامل مع شتائم وتهديدات دكتور حيدر بشكل جدي؟لانه ارهابي ومريض نفسيا osama elkhawad06-29-04, 10:17 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:13 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:20 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 02:39 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:44 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:26 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-30-04, 01:41 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:53 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 04:11 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-30-04, 03:01 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:17 AM
  Re: دا شنو يا اسامة؟ Agab Alfaya06-30-04, 03:20 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:39 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-30-04, 06:59 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 11:56 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه KANDAKE06-30-04, 12:41 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:08 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:31 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-30-04, 08:02 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 10:51 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-01-04, 12:17 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 00:45 AM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-02-04, 01:50 AM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 04:35 AM
  أين يضع الجمهوريون أنفسهم؟؟ أقصد كأفراد طبعا!! Yasir Elsharif07-02-04, 09:56 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودقاسم07-03-04, 10:44 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-03-04, 05:40 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-04-04, 04:13 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-04-04, 05:58 PM
  Desole, for this miserable participation Maysoon Nigoumi07-04-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-04-04, 08:57 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-05-04, 10:02 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-05-04, 10:27 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 06:38 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-06-04, 07:19 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 11:25 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-06-04, 10:20 PM
  في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" osama elkhawad07-07-04, 06:28 PM
    Re: في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" Yaho_Zato07-07-04, 07:48 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-07-04, 09:02 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-08-04, 11:54 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-08-04, 03:00 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-08-04, 07:35 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-08-04, 08:45 PM
  مسألة المراجعة وإعادة طباعة الكتب والنصوص ونشرها ، ومسائل أخرى Yasir Elsharif07-09-04, 03:43 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-09-04, 12:20 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-09-04, 06:35 PM
  في مديح الشح العالي osama elkhawad07-09-04, 06:42 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-10-04, 10:51 AM
  لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني osama elkhawad07-10-04, 11:51 AM
    Re: لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني Agab Alfaya07-10-04, 07:25 PM
  لا تعليق على تعليق الاستاذ "الفيا"!!!!!!!!!!!! osama elkhawad07-10-04, 09:17 PM
  الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" osama elkhawad07-11-04, 04:49 AM
    Re: الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" Yasir Elsharif07-11-04, 09:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-11-04, 07:25 AM
  Re: الاستاذ محمود لم يقل ان القران ليس لغة! Agab Alfaya07-11-04, 11:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali07-12-04, 00:46 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-12-04, 02:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:07 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:21 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:29 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-12-04, 09:33 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-14-04, 07:24 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-14-04, 10:33 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-16-04, 12:24 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-16-04, 05:45 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-17-04, 06:02 AM
  فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا osama elkhawad07-18-04, 01:30 PM
    Re: فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا Haydar Badawi Sadig07-18-04, 02:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de