هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.النور حمد(Dr.Elnour Hamad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-31-2003, 01:41 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟

    أرجو ألا أكون قد ضللتكم بهذا العنوان. فأنا لا أريد أن أتحدث عن الحرب على العراق، وإنما عن مفهوم الوطن، والمواطنة، الممتد منذ يوم أن جلس السكسون، وأفواههم تتلمظ، ولعابهم يسيل، من فرط الشهية، وقاموا بتقطيع أراضي الشعوب الفقيرة بالمسطرة، ثم غزوها واستعمروها، وحاولوا صياغة وجدان أهاليها وفق أهوائهم. ثم جاءت حركات التحرر الوطني، واشتعلت الأناشيد الحماسية، وغنى الشعراء لناصر، وجومو، وسوكارنو، ونهرو، ونكروما، وانتهى النضال المرير بتحرير الشعوب الفقيرة، مما سمي وقتها، بنير الاستعمار. هكذا قالوا لنا! .. غير أن الآمال ما لبثت أن تضعضعت، خاصة في أوساط الصفوة، من قبيلة الطبقة الوسطى، التي ورثت أمجاد المستعمر، وامتيازاته، ونامت في العسل، بعيدا عن هموم مواطنيها، حتى انقلب عليها سحرها، ودارت عليها الدوائر. وما مرت بضعة عقود، حتى أصبح أقل "سبابي" في تلكم البقاع، أفضل عيشا، وأطول قِمَّةً، وأسود لِمَّةً، بل، وأكثر وجاهةً، اجتماعيا، من (أجعصها) أفندي! .. ولا حول ولا قوة إلا بالله! .. المهم، حزم أهل العالم الثالث المساكين أمتعتهم البائسة، ويمموا شطر العالم الأول، (والعبد المفتقر إلى مولاه، واحد منهم). ومع ازدياد حركة الإنتقال من بلد إلى بلد، ازداد اكتناف الضباب لمفهوم الوطن، والمواطنة، وما يتعلق بهما من مفاهيم التربية الوطنية! ودخلت الأمور، والثوابت كلها، (ولا أستثني ثوابت الإنقاذ، بالطبع)، في حيص بيص.

    قال "ملك الليل": ((الوطن ببساطة، هو ما آواك، وأطعمك، وكساك، وقيل عالجك، حين تمرض)). ولمن لا يعرفون "ملك الليل"، فهو أحد الشخصيات الرئيسية، في روايتي التي هي الآن تحت الإعداد، والتي، على ما أظن، سوف تظل تحت الإعداد، يد الدهر!. وأكاد أجزم، أنني لن أفرغ من كتابتها، في هذه الدار، مهما جاهدت .. المهم، "ملك الليل" هو سليمان حسين، الذي صال وجال في الأوساط المدينية الخرطومية، في ستينات القرن الماضي. وكان همه الأول والأخير، مسامرة شلة الندمان التي تعمر داره، كل أمسية، حيث ينظم لهم "القعدات"، ويجهز لهم "المزات"، ويقوم بكثير مما شاكل ذلك. ولذلك، فقد أسبغ عليه أصحابه، لقب "ملك الليل" .. تنبأ "ملك الليل" بسرعة انهيار دولة الأفندية، ولم يكن يرى أي جدوى، في العمل، لمنع ذلك الانهيار المحتوم. وبناء عليه، فقد عاش "ملك الليل" أعزبا، في عالمه الخرطومي، المعلق بين (النغنغات) التي عرفها في تجربته القصيرة، في أوروبا، كمبعوث، وبين عالم قرية "خور السدر" التي قدم منها، والتي لا تزال، حتى كتابة هذا الموضوع، غارقة في استنشاق، روائح روث البقر المحروق!

    حصر "ملك الليل" عالمه الخرطومي اللاهي، بين حي (الخرطوم اتنين) والسوق الإفرنجي، واكتفى من موائد الحياة، الذاخرة، المتنوعة، بمجرد الوقوف على السياج، متلهيا بالقعدات، وبإطلاق النكات، والقفشات، والسخرية من سائر الأوضاع .. واكتفى، فقط، بتتويج نفسه، كل ليلة، إمبراطورا، على تلك الإمبراطورية الصغيرة، متناسيا نبض المدينة، وأنينها الذي كان يحيط به، احاطة السوار بالمعصم .. وحين بدأت أعراض الشيخوخة المبكرة، تغشى مدينته، كما غشيت، النعجة، المرحومة، (دوللي)، وبدأت مظاهر انهيار دولة الأفندية، قصيرة العمر، في التجلي، هرع "ملك الليل" إلى أحضان التصوف، طالبا الإحتماء برحابته الأخلاقية، من وخز الضمير، وما شاكل ذلك. ثم ما لبث أن مات، نهاية الأمر، في غرفة، بائسة، جنوب غربي أمدرمان، تطل نافذتها الخشبية الوطيئة المشققة، على مقبرة "حمد النيل"، حيث تثور أعاصير، ترابية، حلزونية، قلقة، ساعة الظهيرة .. هذا تعريج سريع، أملته ضرورة إعطاء ملخص مضغوط، لقصة صديقي "ملك الليل"، غشيت قبره سحائب الرحمة الهتون.

    وما يهمنا من قصة "ملك الليل" هو قوله: ((الوطن ببساطة، هو ما آواك، وأطعمك، وكساك، وقيل عالجك، حين تمرض)) .. ولذلك، فكل دروس التربية الوطنية، ربما تصبح، مجرد هراء، حين لا تبقى، فيما نصطلح على تسميته بالوطن، مساحة لعيش كريم .. قال "ملك الليل" الذي، كثيرا، ما أجري الله عل لسانه، عبارات الحكمة، رغم عبثه، ولهوه، في واحدة من تجلياته: ((هجرة الشعوب، شأن طبيعي، مثلها مثل حركة الرياح، التي تنساب، من مناطق الضغط المرتفع، إلى مناطق الضغط المنخفض، ولذلك ليس في وسع أية قوة، مهما بلغت من الحول، والطول، أن توقف هجرة الشعوب)). وكما نعرف كلنا، فإن الوطن بالنسبة لقبائل الرحل، ليس سوى المكان الذي يوجد فيه الكلأ، والماء. وهو، أي الوطن، بهذا المعنى، فضاء متنقل .. ويبدو أن دورة من دورات التاريخ، قد اكتملت، إذ تمدد البحث عن الكلأ والماء، من فضاءات الأعراب السيارة، والقبائل الرحل، ليشمل فلول الطبقة الوسطى، التي خسرت معركة التغيير في الدول الفقيرة، وطفقت تبحث عن الكلأ والماء، والحرية، في دول الشمال الغنية. فقد قاد غموض المستقبل، في الأوطان الأصلية، قبائل طبقاتها الوسطى إلى النزوح، إلى كل مكان، يكون للحياة فيه، أفق، وأمل، وهدف ..

    غير أن الأماكن التي ننشأ فيها تسكننا، ونظل نحن إليها، رغم أنها، لا تبقى مكانها، حيث تركناها. إذ أنها ترحل، هي الأخرى، ولكننا نظل متمسكين بالوهم، المتمثل في الصورة المرتسمة لها، في أفئدتنا .. قال هرقلاطيس: ((عبور النهر، لا يكون مرتين)). والسبب، هو أن الماء جار، ومتجدد .. غير أن الحنين مضلل، وقد يصبح قاتلا، في بعض الأحيان، خاصة حين يعجز المرء عن مغالبته .. وفي روايته، "الحب في زمن الكوليرا" حكى ماركيز، عن شاب أمريكي لاتيني، عاش في باريس، لفترة، غير أن الحنين، إلى حيث نشأ تملكه، ودفع به إلى الدخول عمليا، في مغامرة العودة. فترك ذلك الشاب باريس، وشد الرحال، إلى بلده في أمريكا الجنوبية .. قال ماركيز، فيما أذكر، إن قلقا انتاب ذلك الشاب، حين فصلت بينه وبين فرنسا، مياه المحيط الشاسعة، وهو على ظهر الباخرة المتجهة به، صوب مسقط رأسه. وكان كلما أوغل في لجج المحيط، كلما طالعته ذكرياته في باريس، بأمسياتها اللطيفة، وصور العشاق المتخاصرين على ضفاف السين، وهمس الأكورديونات المنبعث من نوافذ الحانات. وحين أكملت الباخرة رحلتها، نهاية الأمر، وبان له خط الشاطئ في بلده، ورأى السقوف المعدنية الصدئة التي بنت عليها الطيور أعشاشها، ورأى الشراشف المنشورة على حبال الغسيل، وبانت له عيانا، بيانا، صورة الفقر، التي كانت دفقات الحنين، قد طمست معالمها في وعيه، أحس بالندم. قال ماركيز: في تلك اللحظة أيقن ذلك الشاب، أنه قد سقط ضحية لأحابيل الحنين الخادعة.

    وطيب الذكر، مصطفى سعيد، عاد بعد غيبة طويلة، أمضاها في صقيع الشمال، ليقيم في قرية سودانية، خاملة الذكر .. ظن مصطفى سعيد، أن في وسعه التخلص من آثار ما حقنته به تجربته الصاخبة، الدامية، في الأتون السكسوني، الملتهب، الذي انغمس فيه .. حاول محو آثار تلك التجربة اللندنية، المأساوية، بأن اشترى أرضا، في القرية الواقعة، عند منحنى النيل، وعمل، من ثم، مزارعا .. عاش وسط الأهالي، بأساليبهم، وتزوج حسنة بنت محمود، وتولى إدارة حسابات الجمعية التعاونية، والطاحونة. وأخذ، يسهم ـ كما أخبرنا حكيم الأمة، شيخنا الجليل، الطيب صالح ـ بذراعه، وجيبه، وقدحه، في الأفراح، والأتراح. غير أنه، ما لبث أن أسلم نفسه، لجة النيل، منتحرا، غرقا .. أفقدت تجربة العيش في الغرب، مصطفى سعيد، الإحساس بالانتماء، ولم يفده، من ثم، تصنع ذلك الإحساس، وادعائه .. لقد أربكت تجربته اللندنية، والإيغال في نمط حياة الغرب، صورة الوطن في وجدانه، ولذلك فقد فشل عمليا، في الصبر على عيش القرية المحدود، حين اختار العودة إليها. ولذلك، فإنه ما لبث، أن فضل عليها، تغييب وجوده، كله، في جوف النيل، وحل كل تلك الإشكاليات العالقة فوق رأسه، بضربة واحدة!

    الشاهد أن كثيرا من المفاهيم التي كنا نظن فيها الثبات، قد أضحت تميع بفعل تشابك المصالح الذي أصبح يفرزه، كل إطلالة صبح، الواقع الكوكبي الجديد. فالدولة القطرية، والأدبيات التي علقت بها، قد أصبحت كلها في مهب ريح بزوغ فجر المجتمع الكوكبي، والثقافة الكوكبية الصاعدة. ولذلك، فقد أصبحت إعادة فحص كثير من المفاهيم القديمة، أمرا ضروريا. وكثير من مفاهيم الإنتماء للوطن، تقوم على أديم عاطفي، أكثر من قيامها على تبادل للمصلحة، بين ما يسمى بالوطن، وبين المواطن. ولا أظن أن الوطنية، يمكن أن تكون ارتباط، وولاء، غير مشروطين، تجاه الوطن. فما معنى الوطن الذي يعجز عن أن يطعمك، ويكسوك، ويعالجك، وفوق كل ذلك، لا تجد تجد فيه أمنا يذكر، من غوائل السلطة، وبطشها؟ ((ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا؟)) .. الفرص تضيق، كل يوم، أمام الأدبيات، التنميطية، الموروثة، الغابرة، التي كثيرا ما دمغ الناس وفقها، بعضهم البعض، بنقص الوطنية. تأتي طغم جائرة إلى الحكم، بليل، فستسلب الناس حياتهم، وآمالهم، وكل معنى انساني نبيل يغذي عيشهم. وحين يهاجر الناس، إلى ديار أخرى، طلبا لحياة كريمة، تتهمهم تلك الطغم المتسلطة، بنقص الوطنية. وحين يتحالفون مع قوى خارجية لاستراد حقوقهم المسلوبة، يتهمون بنقص الوطنية، بل وبالعمالة، أيضا! .. أكثر من ذلك، ما أكثر أن اتهم الناس بعضهم البعض بنقص الوطنية، لمجرد اختلاف الرأي، في شؤون السياسة، اليومية!

    ولنترك الفضاء السياسي، إلى الفضاء العرفاني. قال صلى الله عليه وسلم: ((إن روح القدس نفث في روعي، أن أحبب من أحببت، فإنك مفارقه)). وهذا يشمل الوطن، والحبيبة، والأهل، والأقارب، والأصدقاء. إذن لا تجذر، وإنما ارتحال دائم. والإنسان كائن وحيد، تظل الوحشة، تنهش أعمق أعماقه، وإن أحاط نفسه بكل صور الأنس. والناس يتبدلون، والإحساس بالناس، وبالأماكن يتبدل، والصور المطبوعة في الوعي تبهت، بفعل الزمن، وبفعل بعد الشقة (والبعيد عن العين، بعيد عن القلب). والمفاهيم تتبدل، والإحساس بالوطن، مشمول في كل هذه التبدلات.
    قال المتنبيء:
    بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
    وفي ظني، أن ذلك ربما انطبق عليه، فقط في زيارته الأولى، لتلك الأطلال. أما الزيارة الثانية، فربما وقف بها لثوان، وربما لم يعرها حتى التفاتة، واحدة. وكل مساحة جديدة تطأها اقدامكم، وأنتم بخير.

    النور حمد



                  

العنوان الكاتب Date
هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad03-31-03, 01:41 PM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ قرشـــو03-31-03, 02:37 PM
    Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad03-31-03, 03:08 PM
      Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Haydar Badawi Sadig03-31-03, 08:49 PM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ maia03-31-03, 11:39 PM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Elmosley04-01-03, 00:37 AM
    Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad04-01-03, 07:11 AM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ maia04-01-03, 10:27 AM
    Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad04-01-03, 11:48 AM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ مبيوع04-01-03, 10:48 AM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ manubia04-01-03, 01:40 PM
    Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad04-01-03, 03:05 PM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Yasir Elsharif04-01-03, 03:40 PM
    Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad04-02-03, 06:59 AM
      Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Abomihyar04-02-03, 09:32 AM
      Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Abomihyar04-02-03, 09:47 AM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ ghurba04-02-03, 10:49 AM
    Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad04-02-03, 02:48 PM
  Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ atbarawi04-04-03, 03:45 PM
    Re: هل لي أن أنعى لكم مفهوم الوطن السايس بيكوي؟ Dr.Elnour Hamad04-05-03, 07:06 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de