|
الحركة السودانية للتغيير ومسألة الدين والدولة..
|
تلقيت الرسالة التالية من الخال الحبيب محمد مكي عثمان أزرق
وقد تم طرح الرسالة للمناقشة في المنبر الحر للحركة السودانية للتغيير
http://www.sudaneseforchange.com/
ولقد رأيت فيها إضافة ثرة واقتراح جدير بالمناقشة
لذا أضع نص الرسالة بين أيديكم لابداء الرأي من أجل فائدة أكبر
واستماع لوجهات نظر مختلفة
ودمتم
___________________________________________________________________
تحية عطرة وأسعدكم الله بقدر ما أسعدتموني ووجهتم مسيرتي
كم أنا فخور بكم ومسرور بمقامي بينكم.. فقد التقت بيننا مقاصد وغايات بالدعوة التي وجهتها الحركة السودانية للتغيير للاشتغال في مسألة تجديد الخطاب الديني وهذا بالضبط هو كل شاغلي في السنوات الأخيرة.. ولكن تعلمون أن التروي والتجويد في هذه المساءل مطلوب بشدة.
ونبدأ من أن الإسلام قد فصل ما بين آلية أداء العبادات - المؤطرة باركان الإيمان وأركان الإسلام - والتي قيدت أحكامها بما جاء في النصوص والسنن الفعلية.. وبين آلية إدارة الإسلام السياسي [سياسة الإمارة الإسلامية] والتي أطلقت لشورى المسلمين بلا قيد أو عزل لأحد بنص آية الشورى.. ولنربط هذا بما جاء في الوثيقة التأسيسية للحركة السودانية للتغيير.
فتحت عنوان "مسألة الدين والدولة" نجد بالحرف الواحد: ".. ولما كانت أمور السياسة وبناء الدولة وإحداث التنمية واقتسام السلطة.. الخ، خاضعة للجهد البشري، وما يعتريه من صواب وخطأ فإننا ندعو لفصل الدين عن الدولة = العلمانية.
ونسبة لاعتراف الوثيقة التأسيسية بالدور العظيم للدين في حياة الإنسان كان يمكن للنص عاليه أن يكون على الشكل التالي: "ولما أمر الإسلام بالشورى في أمور السياسة وبناء الدولة ........ الخ, والشورى خاضعة للجهد البشري يكون الإسلام قد حرر القرار السياسي من أصحاب الغرض من الفقهاء ورجال الدين بالكامل.. بل وأعطى لقرار الشورى قوة الدين في التنفيذ دون المساس بحرية القرار".
وتأكيداً لما ذهبت إليه قارن بين ما جاء به الدين وما جاء في الوثيقة التأسيسية.
فمشروع الوثيقة التأسيسية يقول بالحرف الواحد في تعريفه للعلمانية التي أقرها:
"إدارة الدولة وشؤون الحكم باسم الناس لخير الناس"
وتقول نصوص الإسلام الخاصة بالدولة وإدارتها السياسية:
قال تعالى مفوضاً إمارة المسلمين إليهم: [[وأمرهم شورى بينهم]] ومعلوم أن لا أحد يكتب نفسه شقي وبالتالي تكون الشورى هي لخير الناس. وفسر ابن مسعود هذا النص بقوله: "ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن".. حسناً أي فيه الخير لهم. ويقول ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين: ".. فإذا ظهرت أمارات الحق، وقامت أدلة العقل، وأسْفَرَ صبحه بأي طريق كان؛ فثم شرعُ الله ودينه ورضاه وأمره".
ثم نتقدم لزماننا الحديث لنجد قول الدكتور محمد عمارة:
".. فمصلحة الأمة هي معيار الصواب والخطأ والنفع والضرر في السياسية والدولة والمجتمع، بل وجعلت المصلحة المرجع الأول في حسن الأمور وقبحها؛ ومن ثم وتبعاً لذلك رضا الله أو سخطه عليها."
والآن ما هو الفرق يقول الإسلام [الإمارة والحكم] حق للمسلمين يديرونه بالشورى.. وتقول الوثيقة هي حق للناس باسم الناس لخير الناس.
وصحيح قد يزايد أحد فيسأل"ماذا عن المسيحيين في السودان" فنقول يمكن عبر الشورى حفظ حقوق الأقليات في البلاد.. وإن سأل عن كيفية الشورى فنقول له نصل إليها بالشورى أيضاً. وبهذا تكون الحركة قد ضربت عدة عصافير بحجر واحد: أولاً التصالح مع الدين وتقديم صحيحه للناس.. ثانياً انتزاع الدين من المزايدين به بالباطل.. ثالثاً تجديد وتحرير صيغة الخطاب الديني بالنسبة لإدارة شؤون الدولة وسياساتها.
أطلت عليك ولكن لا خاب من استشار ومن هنا أطلب نصيحتك في هذا الطرح لحركة السودان للتغيير إذ إنني أعتبرها نواة جيدة لتعددية سياسية صحيحة يتطلبها الشأن السياسي في السودان، الذي يفتقر إلى أحزاب سياسية بحته تهدف لخدمة الوطن وناسه.
دمت بخير وتحياتي وسلامي .
خالك المحب محمد مكي
|
|
|
|
|
|