دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2002, 01:52 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه (Re: Abdel Aati)

    قضية الاصول والفروع والنظرة اللاتاريخية لنشوء وتطور الدعوة الإسلامية
    =================================================================

    يقول الاخوان الجمهوريون :
    ( ان الشريعة ليست هى الدين كله ؛ ولكنها طرف الدين الذى تنزل للناس على قدر طاقتهم وحاجتهم فى القرن السابع ؛ ولقد عاش النبى الكريم فى مستوى السنة ؛ وهى اعلى من الشريعة ؛ فهى شريعة وزيادة ؛ وقد بشر النبى ان الاسلام انما يعود ببعث السنة ؛ فقال " بدأ الدين غريبا وسيعود قريبا ؛ فطوبى للغرباء !! قالوا : ومن الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتى بعد اندثارها " . فالنبى لم يقل بعودة الشريعة ؛ وانما قال بعودة السنة .. فنحن اليوم لا تسعنا الشريعة وانما تسعنا السنة )
    المصدر : بيان الاخوان الجمهوريين بتاريخ 11 اغسطس 1984.

    ان هذه الفكرة المحورية فى منهجية الجمهوريين ؛ تجد شرحها الكافى فى كتاب "الرسالة الثانية من الاسلام " .. فوفقا لها ينقسم القران الى ايات اصول – وهو القران المكى الذى حوى السنة ؛ والى ايات فروع ؛ وهى القران المدنى والذى حوى الشريعة . ويزعم الاخوان الجمهوريون بان القران فى اصله الاول تنزل بايات الاصول والتى كانت السنة والتى عاشها الرسول فى نفسه ؛ وانما اتت ايات الفروع عندما عجز عرب الجزيرة عن تقبل ايات الاصول ؛وهى ايات السيف والجزية والقوامة ؛ والتى لائمت طبيعة العراب وجلافتهم ومستوى تطورهم المعرفى والاخلاقى . واذا كان الرسول قد مارس ايات الاصول –السنة – فى نفسه ؛ فانها كانت اكبر من قامة الامة ؛ ولذا استحقت الانتظار بين دفتى المصحف حتى تعود فى القرن العشرين ؛ عندما تهيئت العقول والقلوب ليرجع الدين فى مستوى السنة ؛ على يد الاخوان الجمهوريين ؛ اعتمادا على اطار مرجعية الحديث الذى يقول : " واشوقى لاخوانى الين لم ياتوا بعد ! فقالوا : اولسنا اخوانك يا رسول الله ؟ قال : كلا ؛ بل انتم اصحابى !!

    اننا لا نناقش هنا مرجعية الاحاديث التى يعتمد عليها الاخوان الجمهوريين ؛ او اسنادها ؛ وغيرها من الاشكال التقليدية لاعتماد الحديث عند علماء الحديث ؛ ولككنا نزعم بان هذه الاحاديث فى السياق الذى تذكر به ؛ تخرج عن الاطار التاريخى والعقلى والنصى للدعوة الاسلامية ؛ وتضيف اليها اسقاطات غنوصية وصوفية نشات فيما بعد ؛ كما انها تضاف الى حزمة من الاحاديث المنسوبة الى الرسول والتى تتحدث عن وقائع مستقبلية ظهرت لاحقا ؛ وهى مشكوك فيها عندنا بمنطق النقد التاريخى ؛ كونها لا تستقيم مع تاريخ الدعوة الاسلامية وأصولها كما نقلت الينا فى كتب السيرة والتراث .

    ان تقسيم القران ؛ او الدين الاسلامى فى مجمله ؛ الى سنة وشريعة ؛ ليس بالجديد فى تاريخ الفكر الاسلامى ؛ فلقد قسم الصوفية من قبل الدين الى شريعة وحقيقة ؛ والقران الى ظاهر وباطن ؛ كما ذهب بعض الفقهاء الى تفسيم القران الى ظاهر ومشتبه . وفى الفكر الشيعى فهناك ايضا تقسيم للقران والعلم الى ظاهر وباطن ؛ وقد زعموا بان أئمتهم قد نالو العلم اللدنى ؛ وفى التراث الشيعى اعتمادا على هذه النظرة اسقاطات وقراءات عديدة لما يزعموه من باطن القراان ؛ فى صور معتدلة كما عند الاثنى عشرية او الزيدية ؛ وفى صورة متطرفة كما عند الاسماعيلية والفاطمية وتفرعاتهم من القرامطة والعلويين والدروز الخ . اننا نرى هذا التقسيم يذهب حتى فى فكر احد التيارات المستنيرة من تيارات الفكر الاسلامى ؛ وهى حركة اخوان الصف ؛ والذين قسموا الدين الى شريعة للعامة وحقيقة وفلسفة للخاصة من العلماء ..وقد ذهب الغزالى فى نفس المذهب ؛ والف كتاب حتى فى نهى العوام عن علم الكلام ؛ والغزالى ممن قرا لهم الاستاذ محمود بكثرة حسب تصريحه . واذا كان هذا التقسيم بين ظاهر القران وباطنه ؛ وبين الشريعة والحقيقة ممتد بين تيارات مختلفة ؛ فانه فى فكر المتصوفة وممارساتهم ؛ قد وصل الى حدود متطرفة تجاوزوا بها حدود الشريعة المدرسية ؛ كما يفهمها الفقهاء ومؤسسة العلماء الرسمية وغالبية المسلمين .

    من هنا ننظر الى تقسيم الجمهوريين للقران الى ايات اصول مكية ؛ وايات فروع مدنية ؛ باعتباره ذهابا فى نفس اتجاه الفكر الصوفى – الغنوصي الذاتي ؛ وان بصورة جديدة ومعصرنة ؛ ووفق مصطلحات جديدة . اننا فى مقال سابق لنا عن الاستاذ محمود محمد طه بعنوان تأملات في أفق المعرفة والشهادة ؛ قد زعمنا بان هذا التقسيم هو ( تقسيم مجرد ؛ غير مفهوم شعبيا وغير متجانس منطقيا ) ؛ ونرى انه قد جائت الفرصة الآن لتفصيل ما ذهبنا اليه فى عمومية تلك المقولة .

    ان التفسير الجمهورى قد وصفناه بانه غيرمفهوم شعبيا وغير متجانس منطقيا ؛ وذلك لان آيات الأصول التى يقولوا عنها انها القران المكى او السنة ؛ قد تنزلت وتمت الدعوة بها لمدة ثلاثة عشر عاما بمكة ؛ فكيف لم يتضح من البدء للشارع انها كانت اكبر من قامة انسان ذلك الزمان ؟ والانتقال المكانى لا يبر ر تجميدها وسحبها واستبدالها بايات الفروع ؛ اى بالشريعة وايات السيف والجزية والقوامة . ان النتيجة المباشرة والمفهومة – او غير المفهومة – شعبيا ؛ توصل الى استنتاج انه فى نظر الجمهوريين ؛ فان الشارع قد اخطا الحساب ؛ ولم يكن يعرف صفة الامة وزمانها ومكانها ؛ وضاع بذلك وقت الداعية وجهده فى هذه الدعوة المتجاوزة لوقتها وسط هؤلاء الناس ؛ فانزل لهم بعد ذلك ايات الفروع التى تناسبهم . ومن البديهى ان الجمهوريين ان الجمهوريين لا يذهبوا بالامور الى هذا التسطيح الفج ؛ ولكنها نتيجة منطقية اذا ما ذهبنا بنظرية الجمهوريين الى حدودها النهائية .

    التناقض الاول نراه من كون ان متابعة وقراءة دقيقة للقران ؛ تثبت ان هناك الكثير من الايات القائمة على التخويف والوصاية فى القران المكى ؛ كما هناك ايات كثيرة تقوم على التخيير والحرية ودعوة المساواة فى القران المدنى ؛ وهذه الايات الاصول عندما تاتى فى الفقران المدنى ؛ والفروع عندما تاتى فى القران الكى ؛ انما تضرب فى الصميم مجمل نظرية الجمهورين فى تقسيمهم السابق ؛ وما هو المعيار اذن لتقسيم القران الى ايات اصول وايات فروع ؛ وما مدى ارتباط ذلك بمكيته ومدنيته ؛ وهل هناك ضروة لمراجعة الفكرة الجمهورية فى هذا الجانب ؛ والبحث عن تفسير قديم - جديد لصيرورة النص القرانى ؛ تعتمد على علم اسباب النزول وعلى التحليل التاريخى لصيرورة الدعوة الاسلامية ؟

    الامر الثانى وهو لماذا كان القرن العشرين مؤهلا اكثر من القرن السابع لعودة الاسلام فى مستوى السنة او فى مستوى ايات الاصول ؟ يزعم الجمهوريون انه قد ارتقى العقل فى هذا القرن ورقت القلوب حتى تهيات لاستقبال الاسلام فى هذا المستوى ؛ ونزعم نحن وقد فارقنا القرن العشرين بانه قد شهد من المآسى ما يوضح بقصر قامة انسان ذلمك القرن ومجتمعاته حتى عن مستوى قامة انسان القرون الوسطى فى مستوى التهيؤ الاخلاقى والروحى .. اننا نزعم بان هذا القرن قد كان قرن الانظمة الشمولية والحوب العالمية المدمرة وممارسات الابادة الجماعية والاستعمار والتطرف . ان نظرة نقدية توضح ان انسان هذا القرن لا يتفوق على انسان القرن السابع ؛ وقد ذهب البعض من السلفيين فى نظرتهم الماضوية الى انه اسؤا من ذلك الزمن ؛ بل وقد زعموا بانه يعيش جاهلية ؛ وقد استخدم الاستاذ محمود اكثر من مرة هذا المصطلح بدءا من شحنه بمفاهيم مقاربة للسلفية وانتهاءا بمفاهيمه الخاصة .

    الامر الثالث يتعلق باعتقاد الجمهوريين ان بعث الاسلام فى صورة السنة انما يتم من السودان ؛ بل وقد زعم الجمهوريون ان السودان مهيأ لحمل الرسالة ؛ ومضى الاستاذ محمود خطوة ابعد وقال ان السودان هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب (جريدة الشعب – 27 يناير 1951) ؛ وفى ظننا ان هذا القول والاعتقاد انما يرجع فقط لواقع ولادة ونشاة الاستاذ محمود بالسودان ؛ وان السودان من واقع التخلف الاقتصادى والثقافى والحضارى ؛ لم يكن مهيا لا لتقبل الفكرة الجمهورية كما تبدت فى صورتها الفكرية والاجتماعية ؛ ولا لقيادة البشرية ؛ ناهيك عن ان يصبح مركزا لدائرة وجود على كوكبنا . ففى هذا السودان وفى القرن العشرين نمت افات الطائفية والشعوذة والدجل والسلفية والدكتاتورية والتعصب الدينى والشمولية طوال سنوات نمو الفكرة الجمهورية ؛ بل ان كل هذه الافات كانت تسير فى خط صاعد ؛ ادى فيما ادى الى ضرب الفكرة الجمهورية فى النهاية واغتيال رمزها وداعيها فى اخر المطاف . والسودان قد خرج من القرن العشرين وهو اكثر بؤسا وفقرا وتعصبا واحترابا مما كان عليه عندما بدا الاستاذ محمود دعوته واطلق تصوره عن الدور المركزى للسودان .

    اننا نعتقد من هذا المنطلق ان تقسيم الجمهوريين للاسلام الى سنة وشريعة ؛ هو تقسيم اعتباطى ؛ لا ينطبق مع تفاصيل النص القرانى ؛ ولا مع ما زعموه من تهيؤ القرن العشرين لعودة السنة ؛ ولا لدور السودان فى ذلك ؛ ونمضى ونقول ان سقوط هذا التقسيم المجرد والمتناقض ؛ يوضح وجود خلل جوهرى فى المنهج الجمهورى ؛ فاين يكمن الخلل يا ترى ؟

    نواصل
                  

العنوان الكاتب Date
دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-22-02, 11:52 PM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-22-02, 11:53 PM
    Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-23-02, 01:07 AM
      Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-23-02, 01:52 AM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-23-02, 02:41 PM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-24-02, 06:03 AM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-24-02, 06:31 AM
  Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif12-24-02, 10:36 AM
    Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-28-02, 12:37 PM
      Re: دعوة لنظرة ناقدة لتراث الاستاذ محمود محمد طه Abdel Aati12-28-02, 09:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de