|
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. (Re: Abdalla Hussain)
|
*وثيقة بريطانية سرية، أفرج عنها مؤخراً، حول 19/ يوليو.
جاء في نص الوثيقة الاولي من السفير البريطاني في بغداد الأتي :
السفارة البريطانية ــ بغداد
30 يوليو (تموز) 1971
الي السفير البريطاني، الخرطوم
المشاركة العراقية في الانقلاب السوداني المجهض 1 ــ انني لن ازيد علي اعبائك بتلغراف عن تطورات السلوك العراقي تجاه الملحمة الدرامية التي شاهدتها من خلال العشرة ايام الماضية. ولكن كما تتخيل، فقد قوبل الحدث هنا باهتمام فائق. وهناك اتفاق عام بأن العراقيين وضعوا انفسهم في موقف غبي فوق العادة. 2 ــ هل البعث العراقي كان علي علم مسبق بانقلاب العطا؟ انني لا اشك في ذلك، كما يظهر لك ترتيب الوقائع المرفق، فان اذاعة بغداد اعلنت أخبار الانقلاب قبل ان تفعل ذلك اذاعة ام درمان، وزيادة علي ذلك فان مجلس قيادة الثورة العراقي قد عقد اجتماعاً استثنائياً في وقت ضيق بشكل لا يصدق لكي يقرر تأييده التام للنظام الجديد وان يتم اذاعة قراره، كل ذلك تم خلال ساعتين من بيان العطا. هذا امر مستحيل بالتأكيد ان لم يكن لهم علاقة مسبقة بقيادات الانقلاب الذين، ماعدا العطا، لم يتم نشر اسمائهم بعد. 3 ــ أما وقائع العرض الثاني فهي ليست اقل دلالة . الطائرة الحربية التي كانت تحمل وفد التهنئة من البعث العراقي الي الخرطوم قد رفض السماح لها بالهبوط في السودان (انظر تلغراف جدة الي وزارة الخارجية رقم 560) قبل وقت طويل من حدوث الانقلاب المضاد، ما هي تلك الجهة السودانية التي اتخذت ذلك القرار ولماذا؟ هذا أمر محير للغاية. وعلى الرغم من ذلك فان الطائرة (وكما ذكر شقيق احد الضحايا رفض السماح لها بالهبوط في مصر) استمرت في المحاولة الى سقوطها بالقرب من جدة مما تسبب في قتل اثنين من القيادات الواعدة وكذلك احد السودانيين من اعضاء القيادة القومية للبعث هو محمد سليمان، والاخير مثل العراقيين في محافل دولية عدة (ومنها رحلة اخيرة الى كوريا الشمالية الشهر الماضي) وتكررت الشائعات الواسعة في ان قيادة الانقلاب قد عرضت عليه وزارة. شخص آخر أكثر أهمية في القيادة القومية هو سمير النجم قد نجا مع اصابته بجروح. 4 ــ وقائع الانقلاب المضاد، والتي افتراضاً اطلق عليها العرض الثالث، هنا (في بغداد) يمكن ان تكون غالبا فصلاً مضحكاً ومبكياً في الآن نفسه. العراقيون لعبوا دور النعامة ورفضوا الاعتراف في الصحف والاذاعة خلال 48 ساعة بان نميري قد عاد الي السلطة. وحاولوا تحويل الاهتمام العام بعيدا عن هذه الحقيقة المزعجة بتنظيم حملة تأبين كبيرة للشهداء المناضلين الذين ماتوا بالقرب من جدة. 5 ــ منذ ذلك الوقت فان النظام مازال يناضل ليتجاوز المأزق الذي وضع نفسه فيه ومن جهة أخرى، حاولوا بجهود غير مقنعة نكران اي تواطؤ مع انقلاب العطا (مرفق نص بيان وزارة الخارجية العراقية). ومن جهة ثانية حاولوا تشويه سمعة الجنرال نميري، وغطوا صحفهم بوجهات نظر معارضة من اي جهة تأتي (بالطبع شيوعية في الغالب) يستطيعون الحصول عليها. ولكن بالنسبة للذين عاشوا في العراق او درسوا سجل النظام خلال الثلاث سنوات الماضية يتعجبون من انه يعتبر قتل دزينة او أكثر من المتآمرين حمام دم او مذبحة كبيرة . 6 ــ انني غير متأكد لماذا ورط البعث العراقي نفسه في الشؤون السودانية بهذه الطريقة. ولكن علي العموم، من دون شك، انهم كانوا سعداء في دعم اي تدبير من شأنه ان يعطل الاتحاد الرباعي، بشكل خاص فان الملحق العسكري المصري (وهو عقيد مطلع سيغادر بغداد بعد سنوات من العمل فيها قريبا) اخبرني ان الحركة العربية الاشتراكية في السودان هي اسم للبعث العراقي وان هذه الحركة مشاركة في انقلاب العطا. وان كانت هنالك اية حقيقة في هذا، او اذا كان هذا ما قصده نميري عندما علق عن مشاركة عراقية (تلغرافك للخارجية رقم 350) فمن الممكن ان تكون السفارة العراقية في الخرطوم قد ضللت الحكومة هنا عن مدى مشاركة الشيوعيين فيها. فالبعث العراقي يقوم بملاحقة الشيوعيين هنا، منذ تسلمه للسلطة. واذا تمخضت الفضيحة عن سقوط بعض الرؤوس الحزبية وكما حدث في الشتاء الماضي في حالة الفضيحة الاردنية عندما ادت الي ابعاد حردان التكريتي، فان السفير العراقي (في الخرطوم) يبدو هو المرشح الوحيد في هذه الحالة. وعلي كل حال فان الاعتراف بالنظام الجديد في مثل هذه العجالة الشديدة ومهما كان مدي المشاركة العراقية فيه فهو قمة الخطأ. 7 ــ ولكن اذا كانت هنالك فائدة وحيدة (ومهمة بالنسبة لنا وليس بالنسبة لكم) فهي ان العراقيين سيكونون، ربما، اكثر تقييدا في ان يقوموا بحمامات دم هنا عندما يحين موعد المحاكمات العلنية ونشر الاعترافات المثيرة الناتجة عن المحاولة الانقلابية المزعومة، هنا الشهر الماضي، بعض الاعدامات، كما يشاع، قد حدثت بالفعل سريا ولكنهم يواجهون ترددا في قيامهم بحمام دم علني.
توزيع الرسالة على السفارات
وقد قام السفير البريطاني في بغداد بتوزيع نص رسالته للسفارات البريطانية في كل من جدة والقاهرة وطرابلس والكويت والجزائر وواشنطن. ورد السفير البريطاني بالخرطوم على الرسالة بالرسالة التالية والتي تمثل الوثيقة الثانية:
السفارة البريطانية
الخرطوم 14 آب (اغسطس) 1971
شكرا جزيلا علي رسالتك الممتعة المؤرخة في 30 (تموز) يوليو أوافقك الرأي تماما ان الجدول الزمني الذي قدمته يقدم دليلا عن المعرفة المسبقة وربما المشاركة المباشرة للعراقيين في انقلاب هاشم العطا. بالتأكيد، نميري ليس لديه شك في ذلك وقد اتخذ موقفا ضد السفارة حال رجوعه للسلطة هنا.
الوثيقة الثالثة حول الانقلاب جاءت كما يلي: 19 تموز (يوليو) بعد الظهر، الاثنين: المقدم العطا يقوم بتنفيذ الانقلاب ضد الجنرال نميري (الوقت بالضبط غير محدد لنا) الساعة 50،13 بتوقيت لندن: اذاعة ام درمان تعلن عن بيان مهم تعقبه مارشات عسكرية. الساعة 07،19 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تقدم انباء عاجلة من الخرطوم بواسطة مراسل وكالة الانباء العراقية تذكر فيه ان انقلاباً عسكرياً قد تم في السودان بقيادة عضو مجلس الثورة السابق المقدم هاشم العطا وان الانقلاب يسيطر على الموقف. الساعة 15،19 بتوقيت لندن: اذاعة ام درمان والتلفزيون يذيعان بياناً من المقدم هاشم العطا. الساعة 26،21 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تعلن ان مجلس قيادة الثورة العراقي في اجتماع استثنائي قرر الاعتراف الكامل بالنظام الجديد في السودان. الساعة 07،23 بتوقيت لندن: مراسل وكالة الانباء العراقية يؤكد ان الجنرال نميري معتقل في مبنى رئاسة الحكومة (القصر الجمهوري) 22 تموز (يوليو) الاربعاء فجراً: الطائرة العراقية التي تحمل وفد بعث العراق للخرطوم تسقط عند اقترابها من مطار جدة. في الوقت نفسه الطائرة البريطانية تجبر على الهبوط في مطار بنينة الليبي وبابكر النور وحمد الله يتم القبض عليهما. الساعة 30،10 بتوقيت لندن: اذاعة صوت العرب من القاهرة تذيع الخبر. الساعة 58،10 بتوقيت لندن: اذاعة بغداد تذيع الخبر. الساعة 00،13 : بدأت حركة الانقلاب المضاد وعودة الجنرال نميري.
* نُشرت في صحيفة الرأي العام.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-18-04, 08:36 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-18-04, 08:40 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-18-04, 08:43 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 04:37 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 04:42 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 06:41 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 06:45 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 07:30 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 07:33 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | أبو ساندرا | 07-19-04, 08:09 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 08:14 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 08:17 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 08:20 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 09:06 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 09:17 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-19-04, 10:46 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-20-04, 03:59 AM |
Re: تعالوا يا أصدقاء، غنوا لـ 19 يوليو، عام الغضب الحارق. | Abdalla Hussain | 07-20-04, 05:21 AM |
|
|
|