دعوة جــاده ..لبورد خالي من النساء ...

Quote: العزيز/ خضر لك الشكر، أردده في اليوم ألف مرة، لا على الإطراء ولكن على الوفاء. هكذا عرفتك،طيب الخاطر، طيب العبارة،أخضر الباطن، مفضالا وكريما. وفويق ذاك عرفتك بارا ومخلصا. غادرك والداك قبل أيام ، وقد استقدمتهما للاستشفاء والاطمئنان على صحتهما. فأي بر بعد هذا، في ذا الزمن (...) الذي لا يكاد يعرف فيه الأبناء آباءهم . ولكن برك عم جيرانك أقاربك ومعلميك. ما كنت أنا إلا واحدا من معلمي الدويم، الذين لا أسوي إلى جانبهم شيئا، إلا ما تفعله البعوضة بمقدم النسر. وكلهم نسور. ما قدمنا لك شيئا ولكنها مـُـكنة طبيعية وهبها الله إياك أتبعتها بدربة خبيرة قبل وبعد دراستك. أذكرك في المدرسة المتوسطة ، (شقيا، حسب قول المصريين)، عنيدا، متمردا ولكنك كنت ممراحا ذكيا. كنا – أنا وبقية المعلمين- نظهر لكم أن ذاك يسوؤنا منكم ولكنـّـا في الحق كنا راضين تمام الرضا؛ لأننا نعلم أن الذكي من الصبية يشده الفضول أبدا إلى مناح لا يسبر غورها الطالب ( الغبي، البليد والبليد في اللغة هو الملتصق بالأرض من النبات). كنا نحب كثير الحركة ، فالنشاط دليل الذكاء. مر الزمان، مضى عقدان منه فرأيناك كما نتمنى . غير أن خضر المشاكس الذكي ، الجريء ، لا زال يمرح في دواخلك، فتنصب الشراك (للبورداب) عامدا ولا أحتاج منك إلى إقرار. كان الأستاذ المرحوم تاج السر الحضري- رحمه الله – يحبذ أن تعاقب بأي عقوبة غير الضرب ووصاني بذلك. عملت بوصيته وعاقبتك في اليوم التالي بنقل نص من كتاب التربية الإسلامية عشرين مرة. ولم أسمع عنك لمدة أسبوع بعده. اقترح الأستاذ عمر عبدالرحمن (النيجر) أن تكون ( ألفة) الفصل، وذكر ذلك لك. فقلت له أنا موافق ولكني لن أكتب اسمي في قائمة ( المهرجين). سألك لماذا؟ فقلت له : لأنو ما في زول غيري أنا وترفس بهرجل في الفصل ده. وبلغ الضيق من الأستاذ أبي ذر محجوب أبشر أيما مبلغ وأنا أسألك: " ماذا أفعل فيك يا خضر؟ حدد أنت عقوبتك" هتف أستاذ أبوذر قائلا: " شيلو واضرب بيه الواطه دي، كان ينفع فيه" ثم أراد أن يخفف عليك وقع كلامه فقال: يا ود الحلال إنت ما عايز تنفع رقبتك وتنفع أهلك؟ ... والحمد لله أنك نفعت نفسك وأهلك فلك التحية. معذرة أيها البورداب فقد سرقنا الحديث. ولكن قصدت أن لا تغضبوا من هذا الشقي المشاكس، رغم أنني لم ألتق به لعشرين عاما. ولكم جميعا حبي