|
|
 غرب كردفان لو كانو يعلمون محمود الدقم/جزيرة رودوس/اليونان
|
اسواء ما في فهم اطروحة مقدمة من طرف ما هو الاعتقاد بان وراءها ابعاد سكيولجية تؤسس لعرقية الثقافات لا لانها تتناول بمنتهى الموضوعية عدة اشكال وانماط سالبة تستدعى التركيز عليها والوقوف عندها قليلا قبل الطوفان مع ادراكنا نحن ابناء غرب كردفان بان الانظمة السياسية التي مرت على السودان كانت و مع سابق الاصرار والترصد تسعى الى ابقاء الوضع الاجتماعي هناك كما هو.... تخلف... وبؤس... وشظف... في العيش واستنساخ دوالي التيه. من قبل التعامل مع انسان المنطقة انطلاقا من حقبة الخليفة عبدالله التعايشي وعلاقته باهل البحر كما يحلو لبعض المؤرخين السودانيين ان يطلقون علي الفريق الاخير هذا الاسم.
الان نحن كابناء لغرب كردفان نريد ان نتحدث وببرود موضوعي لا ينفك ابدا عن انتمائنا التاريخي والجغرافي للسودان الكبير الواحد الكلي الذي كان لنا شرف ان نشارك في رسمه وخلقه وابداعه ولانريد من وراء ذلك منة او شكرا من احد.
في ظل المطامع الدولية التي تنكب على السودان من اسرائيل الى امريكا الى بريطانيا الى فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي انيا التي من المنتظر ان تشرف طلائعها غرب السودان تحت اي ساعة من الان شاء من شاء وابي من ابى نريد في هذه العجالة ان نستعرض ماضي وحاضر ومستقبل غرب كردفان في كثير من النواحي:
في الماضي يجمع التاريخ على الاطلاق ان انسان غرب كردفان قد حط برحاله في المجلد وبابنوسة وحتى ابيي في العام ١٧٠٠م واكرر ابيي مرة ثانية وهنا اتقدم بجزيل الشكر الى الدكتور ادم بريمة الحريكة بتزويدي بتقرير علمي انثربولجي موثق بالشهادات البريطانية واعترافات من قبل سلاطين الدينكا انهم اي دينكا انقوك كانوا لاجئين عند المسيرية في منطقة ابيي حيث ان انقوك جاؤو ابيي بعد تسعين عاما تقريبا من مجيء المسيرية اليها في القرن الثامن عشر اميلادي وهذا موضوع سوف نتطرقه اليه في الوقت المناسب.
اعود واقول قبيل الاستقلال كان حلم المسيرية سكان المنطقة بغرب كردفان هو ايجاد مشاريع تنموية تتماهي مع الظرف الزماني وقتذاك حيث كان اهم مطلب هو حفر ابار ارتوازية باعتبارها مدماك رئيسي في العملية الاستقرارية بينما كان هم الاخوة دنيكا انقوك وباعترافات سلاطينهم هو ربط ابيي بالمجلد عن طريق مسفلت ولم يتم تحقيق هذه الامنية الا عام ٢٠٠٣
راي الشخصي هنا يتهم بعض القيادات العسكرية في الجيش السوداني للعمل الجاد لجعل شباب المسيرية وقود حرب ضد مواطنيين مثلهم من الدنيكا كما فعلت الانانيا عندما حاولت تجنيد شباب الانقوك في حروب داحس والغبراء ضد المسيرية باعتبارهم شكل امتدادي للجلابا؟؟؟
ضربت الانظمة السودانية عرض الحائط كل المطالب البسيطة للمسيرية المتمثلة في مستشفيات... طرق... مياه نظيفة.... مدراس... كهرباء.... واضطرتهم الى اختيار احد الشرين الاستقرار في الجهل والامية والحروب الزفتية او الهجرة الى الخرطوم - امتداد ناصر والعمل في المستشفيات كغفراء.
كاتب هذا السطور يتهم كل الحكومات العسكرتارية والديمكراهية وكل الاحزاب السياسية بدون فرز بانها كانت تستغبى انسان غرب كردفان بالوعود الطنانة الرنانة مستغلة فيه الطيبة والكرم مثله مثل بقية القبائل السودانية شرقا وشمالا وجنوبا ووسطا وغربا بينما نجد النائب او النائم يدير ظهره ل ازريقا .....وحماد... وحمدون.... وحامدين... تاركة له احلام السراب. وهو الذي تشرفت به الثورة المهدية وجعلت منه قوادا ووزراء لتتلالاء به .
هل قدر انسان غرب كردفان ان يكون مترحلا منذا اكثر من ثلاثة قرون ونصف بابقاره ومواشيه؟؟؟ دون ان تكلف الحكومات السودانية نفسها ان تبحث في علاجات ناجعة تعمد لاستقراره ليكون بعدا تنمويا لنفسه وللوطن؟
هل من المنطق ان يموت انسان غرب كردفان بامراض الفشل الكلوي والبلهارسيا من جراء المياه الملوثة التي يشربها هو وابقاره في مواسم الخريف في وهو الذي نادي ومازال ينادي الدولة بان توفر له دوانكي اي صهاريج مياه؟
هل من الانسانية ان ننادي وفي القرن العشرين بمدارس.. ومستشفيات.. وكهرباء.. في مناطق التبون.. والميرم.. و ابيي.. والبطيخ.. وشارف؟ اليس انتهاكا لحقوق للمراة وانسانية الانسان السوداني ان تذهب المراة في غرب كردفان اكثر من كليومترين على الاقدام فقط طلبا للماء المحمول على صفيحة لتشربه هي وفلذات اكبادها لان بعلها ذهب وراء بهائمه طلبا للماء والكلا والا الموت ضنكا؟
وجاء البترول خرج من رحم ثروات المسيرية المدفونة من ابقارهم..... من كلابهم... من حميرهم.... وكل دوابهم التي ماتت منذ مئات السنيين... طبعا... وكانو يمنون النفس بان تعمر المستشفيات والمدارس ويرون الكهرباء والطرق ليس مراكز انترنت وفنادق السياحة. ولكن لم تهتم بهم هذه الحكومة على الاطلاق لم تقدم له شيئا تستحق عليه الشكر ابدا بل حرمت ابناء غرب كردفان من العمل في حقول النفط المكتشف الا بشق الانفس وعلى العكس استجلب وزير الطاقة والتعدين مئات والالاف من شباب قبيلته من دول الخليج من سوريا من لبنان للعمل هناك بمرتبات تتراوح بين المليون والمليونين خارج البدلات اهذا عدلا.؟؟
لم يتم تطوير مدينة بابنوسة والمجلد وهي اقرب الى مناطق انتاج النفط . عكس مدينة الجيلي التي تبعد مئات الاميال من حقول الانتاج تحول جذري في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واتمنى ان لا يساء الفهم بان كاتب هذا المقال "بقران" على تطور منطقة الجيلي لا بالعكس ولكن نطالب بتنمية متوازنة. حتى الاجهزة الاعلامية مثل التلفزيون لم يكلفوا انفسهم مشقة ا لذهاب الى ديار المسيرية والوقوف على صيغ التعايش الرائعة التي تجسدت بين الدينكا والمسيرية والفلاتة في ابيي. اذن التلفزيون القومي هو شريك اساسي في مجزرة التنطيش هذه.
واخيرا لسنا من الذين يصطادون في المياه العكرة. ولسنا من الذين يتاجرون بالمواقف في اللحظة التي ينظف فيها الجندي الامريكي سلاحه وهو يبتسم ببرود وعينه على ابيي. نعلم ان الدكتور منصور خالد على علاقة متينة مع الرئيس جورج بوش الاب والابن والنفط في جنوب السودان مطمع شركة هلبرتون التي يديرها ديك تشيني وراسها كل بوش الابن وعملت الدكتورة كونذليسا رايس مستشارة لها في كونسرتيم بحر قزوين قبل سنوات. الان تطمع في المجلد وبابنوسة وهو مطلب امريكي محض. ندرك كابناء لغرب كردفان ان النظام مغلوب على امره وضاعت البوصلة تماما من يديه وهو في قلب العاصفة الصحرواية. ولكن ايضا نحن في عصر المصالح نريد ان نعرف الان متى ستعطينا الحكومة مكتسباتنا التي طالبنا بها منذ سبعين عاما ومتى ستوظف مئات من شباب المسيرية في حقول النفط واين وصلت برامج التمنية هناك؟؟؟
محمود الدقم-كيان دار المسيرية باوروبا -اليونان
|
|
 
|
|
|
|
محمود الدقم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست