في رثاء الفقيد عبد الرحمن عبد الله .... الصحفي محمد الحسن أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-31-2004, 08:02 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في رثاء الفقيد عبد الرحمن عبد الله .... الصحفي محمد الحسن أحمد

    حقا وصدقا، نعبر عن مواساتنا لكل أهل السودان في فقدهم الكبير الأستاذ عبد الرحمن عبد الله الذي وافته المنية في 24 مارس/ آذار 2004. فقد كان من دون أدنى مبالغة من أميز ابنائهم البررة الذين قدموا بإخلاص أجل الخدمات لبلادهم طوال النصف الثاني من القرن العشرين عبر كل المواقع الرفيعة التي شغلها وأبلى فيها أحسن البلاء بجهده الوافر وعلمه الزاخر وسماحة نفسه الطاهرة وإدارته الحكيمة ونزاهته التي كانت مضرب الأمثال.

    في بدايات حياته العملية التحق الفقيد الراحل بالسلك الإداري على أيام الإنجلير بالسودان.. وقتها كانت السلك الإداري هو درة الوظائف للصفوة المتميزة التي شغلت مناصب المآمير وتدرج حتى أصبح مفتشا في أحد المراكز الهامة ما يعني وقتها حاكما بكل ما تعني هذه الكلمة من مسؤولية واكتساب خبرة وحسن إدارة.

    تشرفت بمعرفته في بداية الستينيات في رفقة الصديق العزيز عبد الكريم يعقوب الذي كان يزامله في الإدارة وكانا وقتها يتهيآن لبعثة دراسية في شؤون الإدارة في الولايات المتحدة مع كوكبة من أبناء عصرهم النابهين والبارزين. وعبر أكثر من أربعة عقود توطدت وتواصلت بيننا الصداقة الصدوقة التي ما زادتها السنين إلا رسوخا محبة.

    ولعل أبناء هذا الجيل لا يذكرون على نحو مفصل الاتفاقية التي جلبت للسودان السلام بعد حرب الجنوب الأولى في مطلع السبعينات ذلك السلام الذي تواصل لمدى عقد من الزمان. والحق لم يكن عبد الرحمن أحد المهندسين البارزين لتحقيق ذلك الاتفاق فحسب وإنما كان من أكثر المتابعين لتحقيق الاستقرار والتحول الحقيقي في جنوب البلاد فقد كان وراء انهماك بعثة علمية من الأمم المتحدة لدراسة كل ما ينبغي عمله كي يلحق الجنوب بمستوى التطور الذي وصله شمال السودان سواء في مجال الإدارة والتعليم.وبذل جهدا مقدرا في ذلك.

    وأذكر أنني زرته ذات يوم في ذلك الزمان ووجدته يتصفح سفرا كبيرا فرفعه في وجهي قائلا "هذه هي دراسة بعثة الأمم المتحدة حول ما ينبغي عمله في الجنوب.. إنها دراسة عظيمة ولكن.." ثم سكت برهة قبل أن يواصل "أن فيها توصيات بصدد التعليم تبدي اهتماما وتركيزا على وجوب النهوض بالتعليم الفني لأنه أمر ينقص السودان كله ويعود بالفائدة للجنوب لا تقدر بثمن بدلا من التركيز على التعليم الأكاديمي في الوقت الحاضر. وللأسف فإن الأخوة الجنوبيين لا يحبذون هذا التوجه ويصرون على إنشاء جامعة جوبا لتكون صنوا لجامعة الخرطوم.. ويا للأسف أنها فرصة عظيمة ما كان ينبغي لها أن تضيع".

    هكذا كان راحلنا العظيم دائما بعيد النظر ومهموما بوحدة السودان وقد أفاض في هذا الهم في كتابه الذي صدر مؤخرا بالإنجليزية والعربية تحت عنوان "السودان: الوحدة أم التمزق" وفيه يعارض ويحذر من مغبة الانزلاق في مسالك تقرير المصير. ولقد سرني ما علمته من أسرته المكلومة أنه قد فرغ أخيرا من كتابة مسودة كتاب عن ذكرياته وتجاربه فعسى أن يرى النور قريبا ليضيف الكثير المفيد من تجاربه وإبداعاته.

    كان أول منصب وزاري تولاه هو وزير الخدمة العامة والإصلاح الإداري وهي وزارة لم تكن أصلا موجودة وإنما تولى هو شخصيا إنشاءها لأن البلاد في ذلك الوقت كانت في أمس الحاجة لمثل تلك الوزارة إذ كانت الخدمة المدنية التي رسخ جذورها الإنجليز قد تفككت وكادت تندثر بأفعال حكومة مايو في سنوات تيهها التي استبدلت قاعدة الكفاءة في التوظيف بالولاء لأهواء الانقلابيين... فبدأ راحلنا المقيم المهمة من الصفر يعينه وكيلا للوزارة صديقنا الإداري المتميز أمير الصاوي أمد الله في عمره.

    وبعد زمن وجيز كانت الخدمة المدنية قد استردت مكانتها وضوابطها وهيبتها وأعيد تكوين مجلس الخدمة العامة الذي يشبه مجلس القضاء العالي ليكون حارسا أمينا لها من كل تغول وحكما عدلا لكل من يتظلم في سلكها من عبث السياسيين وتجاوزاتهم وكعادته اهتم بترقية المدارك ووفر قدرا كبيرا من البعثات في الخارج لمختلف مجالات الخدمة، حتى الصحافة كان لها في ذلك نصيب، وأذكر أنني عبر وزارته وبتشجيع منه عندما كنت مسؤولا عن دار الصحافة قد يسر لي أن أبعث بالأستاذ محمد علي محمد صالح لدراسة الصحافة في جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية. وهو الآن يعمل مديرا لمكتب مجلة المجلة اللندنية بواشنطن وهو واحد من ألمع صحفيي المهجر.

    لقد تقلد راحلنا العظيم بعد وزارة الخدمة والإصلاح الإداري، التي لم يعد لها وجود في هذا العهد حسب علمي، منصب وزير الصناعة والاستثمار ومن بعده منصب وزير النقل. وفي كل المواقع الوزارية أنجز وأبدع. وشهادة لله أنني ما قرأت أو سمعت يوما نقدا يوجه إليه لا من شركات أو مؤسسات أو جماعات أو أفراد .. كانت سمعته الشخصية فوق الشبهات.. كان جم التواضع عفيف اليد واللسان.

    ولعل كتابة "السودان: الوحدة أم التمزق" يكشف جانبا هاما من قدراته الأدبية وملكاته الفكرية خاصة إزاء وحدة السودان لخشيته من الانزلاق إلى هاوية التمزق وهو يعارض تقرير المصير ويحسبه سيقود إلى تمزق البلاد التي كرس كل حياته من أجل الحفاظ على نسيجها المتعدد والمتميز. وها نحن نرى ونلمس أن كل المحاذير التي أشار إليها تطفو الآن على السطح ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يلهم القائمين على الأمر أن يأخذوا بعين الاعتبار كل ما ورد في الكتاب من نصح وآراء قيمة فعسى أن نصون الوحدة من منزلق التمزق الذي يهدد كل أطراف السودان.

    رحم الله عبد الرحمن الذي كانت الابتسامة الودودة لا تفارقه فهو عندما تطاول عليه مرض الكلى آثر التخلي عن الوزارة لكن الاستقالة لم تقبل إلا بعد أن قبل منصب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة حتى يكون قريبا من أرقى مشافي التطبيب. وهكذا عاد إلى الأمم المتحدة التي كان منها قد اعتلى مقام الوزارة، وحتى عندما تقاعد من منصب مندوب السودان احتضنته المنظمة الدولية مرة أخرى واختارته ممثلا مقيما لها في دولة قطر ثم دولة الإمارات التي أقام فيها حتى انتقل إلى رحاب ربه.

    وإلى الله نضرع سائلين أن ينزله مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ونرفع أسمى آيات التعازي إلى أسرته وأهله وأصدقائه ومعارفه وكل أهل السودان فهو بحق فقد يصعب تعويضه.
    محمد الحسن أحمد --- لندن


    من سيرة الفقيد

    ولد عبد الرحمن عبدا لله أحمد يوسف القاضي عام 1930
    درس مرحلة التعليم الأولية في الدامر وودمدني ثم الوسطى في بربر والثانوية بالأهلية ووادي سيدنا وتخرج في مطلع الخمسينيات في جامعة الخرطوم كلية الآداب قسم الإدارة.
    عمل في بداية حياته العملية نائب مأمور ثم مأمورا ثم مفتشا إداريا في مختلف مناطق السودان وخاصة في الجنوب.
    واصل دراسته العليا في الولايات المتحدة وكان من بين الدارسين النابغين مما أهله للعمل في القسم الإداري بالأمم المتحدة في النصف الثاني من الستينيان.
    أسس معهد الإدارة الأفريقي في طنجة بالمغرب، ومعهدا مماثلا في طرابلس، وفي وقت لاحق أنشأ معهد الإدارة السوداني في الخرطوم.
    في عام 1971 استدعته حكومة مايو –بواسطة نفر كريم من رجال الخدمة المدنية والإدارة الذين يعرفون غزارة علمه في هذا الحقل- حيث شغل منصب نائب وزير الحكم المحلي آنذاك الراحل جعفر محمد علي بخيت، وأنجز المهمة الأساسية التي أستدعي لأجلها حيث قام بإعادة هيكلة الجهاز التنفيذي للدولة، وأعاد صياغة اختصاصات مجلس الوزراء. وأنشأ وزارة جديدة كانت الأولى من نوعها في السودان وهي وزارة الخدمة العامة والإصلاح الإداري، وترأسها قبل أن يتقلد منصب وزير الصناعة ثم وزير النقل والمواصلات.
    في أواخر السبعينات تم تعيينه في منصب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة (جرى تداول اسمه لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة ولكن ظروف المرض حرمت المنظمة الدولية من الاستفادة من خبراته الإدارية).
    في أوائل الثمانينيات عمل ممثلا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدوحة بدرجة سفير وفي عام 1989 انتقل بنفس العمل والمهمة إلى أبوظبي.
    بعد تقاعده عمل مستشارا للتطوير الإداري بحكومة الشارقة.
    كان للفقيد رؤية واضحة لمشكلة جنوب السودان من واقع خبرته الميدانية في المنطقة منذ اندلاع الأزمة منتصف الخمسينيات، ثم السياسية حيث كان سكرتير مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965، ويعتبر الراحل المهندس الحقيقي والرجل الأساسي في اتفاقية أديس أبابا.
    له العديد من المؤلفات في مجال تخصصه وأخرى في هموم الوطن من أهمها (السودان: الوحدة أم التمزق) ورحل الفقيد وهو يكتب ذكرياته في مؤلف بعنوان مقترح (دردشة في المعاش).
    المعلومات السياسية تلقيناها، على عجل، من أصدقاء الفقيد وفي مقدمتهم الخبير الإعلامي علي شمو الذي وعد بالكتابة عنه، كذلك وعد بالكتابة الصحفي المخضرم محمد الحسن أحمد، (وقد فعل) ونرجو أن يحرض ذلك أصدقاء آخرين أمثال الدكتور حسن أبشر الطيب والوزراء السابقين بونا ملوال وأبيل ألير وأمير الصاوي ومنصور خالد والبروفيسور عبد الله أحمد عبد الله وغيرهم ممن عاصروا عن قرب الفقيد الراحل.








                  

03-31-2004, 10:15 PM

منعمشوف
<aمنعمشوف
تاريخ التسجيل: 12-08-2002
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء الفقيد عبد الرحمن عبد الله .... الصحفي محمد الحسن أحمد (Re: معاوية الزبير)

    تغمدالله الراحل عبدالرحمن عبدالله بواسع رحمته وألهم آله وأصدقائه ومعارفه والهمكم الأخ معاوية الزبير الصبر الجميل
                  

03-31-2004, 11:18 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء الفقيد عبد الرحمن عبد الله .... الصحفي محمد الحسن أحمد (Re: معاوية الزبير)

    جزاه الله خير ما قدم لاهله وشعبه واحسن ثوابه ومثواه و لا حرمنا اجره و لا فتنا بعده ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de