|
لقد عــدّت .. ولكـن بُربـْـعِ كُــمْ
|
هل جاءك يوما إحساس بأنك طفل تسلل ثوب أمه من بين أصابعه فى زحمة سوق أبوقوتة أو معتوق ؟؟ راحت دموعه تبلل الشوارع و الكل غافل عنه .. ليجد نفسة فى دهشة أمام اللستك المغروس فى زاوية منزلهم!!!
هل تهت فى غياهب الغربة لسنوات لكن حنينك لم يفتر لمقيل فى نهار غائظ تحت النيمة النى تحتل قلب حوشكم؟؟ و هل لعنت هذا المكيّـف حين تذكرت الهمبريب و الملاية التى تهفهف و بصرك محتار فى أيهما الثابت و أيهما المتحرك .. القمر أم الغمام؟؟
وهل وهل .. وهكذا كان حالى .. فأنتم لستكى و نيمتنا الظليلة و الهمبريب الذى يهفهف ملاءة قلبى .. غبت عنكم مكرها لا راغب .. حتى الأحايين القلية التى كنت أسرقها قد تعنتت لتمكينى من قراءة العناوين الرئيسية .. كانت لحظات عصيبة وأنا أراهم يفككون عصب كمبيوتراتنا ويسجنونها داخل صناديق أعادتها لسيرتها الأولى .. لا حياة لها .. و بهذا ينهون علاقنتا بهذه الجزيرة التى تلفها مياه المتوسط .. لتبدأ بعدها ظهورنا رحلة تقوس و إستواء فى شوارع تأبى الأستقامة .. تعجبت لمن إختار لهذه المدينة هذا الموقع الذى بين كل جبلين يوجد جبل كأكشاك الفول والمرطبات فى سوق شعبى .. لم أكره مدينة كعدم حبى لعمان .. تذكرت رئيستنا مريم بت الحسين .. كيف طاب لها المقام كل هذه السنين وسط هذا الشعب الذى يعانى جفافا أخلاقيا .. هل إنتقلت له عدوى الوعارة "و العوارة" من هذه الجبال؟؟
هاأنذا أعود إليكم ولكن بربع كم .. أعود لأسمع صهيل حروفكم .. أمتع أعينى برقيق كلماتكم .. أحشو عقلى بأفكاركم .. و أستنير بكهارب آرائكم .. لا أظنه ربع كمى سيستطيل قبل أن يكتمل إعداد عدتى للرحيل لعاصمة لم تريحها خلافات الخلفاء أو ديكتاتورية الرؤساء أو صواريخ الأمريكان .. كأنه كتب فى الأزل لدمائها ألا تهدأ عن التدفق .. شوقى لهذا الشعب يبدد خوفى للعودة .. شعب عايشته لأكثر من سبع سنوات .. أكثر من ثلاث عقود من الأضطهاد لم تمحو عنه موروثات آشور و بابل .. و مازال حمورابى يتململ فى قبره إنتظارا لعدل الأمريكان .. لم أر شعبا يكن الأحترام و الأعجاب للسودانيين مثلهم .. لا بدافع العروبة التى هم فى ريادتها .. ولا بدافع القومية التى نادى بها قادتهم .. ولكنها أصالتهم و أصاله الشعب السودانى بمختلف أعراقه هى التى ولّدت هذا الأحترام و التقدير .. شعب يفاخر بدكتور جيمس أخصائى العظام .. و برابح الذى يخزله لسانه فى إخراج الحروف كأى لسان عربى مبين .. وبعثمان الذى يفاخر بإنتمائة لتشاد والسودان .. و بأمير الذى يتهمون مستخدميه بأنهم أداة طيّـعـة على يد الأمريكان.
أخى بكرى أبوبكر .. بيتكم هذا يخفف عنّـا آلام الغربة .. ينسينا فراق أعزائنا .. يعيد للساننا إستقامته .. ويحفظ سودانيتنا من الأبادة .. اليوم دخلت للمكتبات الأرشيفية التى تم إنشاؤها .. هالنى أن أرى أسماء كثر و كبيرة لم تتلألأ مما يعنى حرماننا و الأجيال القادمة من الأتطلاع على على ماخطّ يراعهم .. لخوفى الشديد أن تلهيهم مشغولياتهم تولية الأرشفة كبير إهتمامهم .. أود أن تتكرم بترشيح إسمين من هؤلاء العباقرة لأسهم فى إنشاء مكتبتين ننهل منهما و أبنائنا من بعدنا .. أتمنى أن يكون إيميلى مازال فى سجلاتكم بعد أن قررت أن "تشيل وش القباحة" أمام الهاكرز و تضحى بإسمك فى الذود عن هجومهم.
أسـألكم صالح الدعوات .. فدعوة المؤمن لأخية فى ظهر الغيب مستجابة .. فكلنا مؤمن ما دمنا نقصد إلها واحــد
|
|
|
|
|
|
|
|
|