رحــلتى من العــك الى بكـــين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 00:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة على الحلاوى(Ali Alhalawi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2004, 12:29 PM

Ali Alhalawi

تاريخ التسجيل: 02-10-2004
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحــلتى من العــك الى بكـــين




    مضت أكثر من خمس سنوات وأنا أسير على نفس الوتيرة .. أجزم بأنه لو حصل أى تغيير على وتيرتى .. لأصبت بالتوتر .. خبر ذهابى لبكين أربك حسابات عقلى الداخلية .. فإختلطت الأمور على مراكز الأحساس فيه .. وأحتارت الأعصاب فى أى شعور تحمل و الى أى مركز .. فأصبحت ككتلة متلبكة من الأحاسيس و الشعور .. إختلط فرحى ببكائى .. ألمى بضحكى .. خوفى بهدوئى .. و حابلى بنابلى .. لم أعد أعرف .. مجدى .. أخى الأصغر .. أأدعو له أم أدعو عليه ..رسالته كانت قصيرة .. مقتضبة و مغضبة .. حضورى لبكين فورا .. كل إجراءات السفر سيقوم بها مستر شون شين من السفارة الصينية .. أنا الذى لم يبرح العك .. قريتنا الصغيرة الوادعة على ضفاف النيل .. طوال خمس سنوات عجاف .. يريد مجدى .. هذا الولد المفعوص .. أن يقطع حبل روتينى .. وينقلنى من العك لبكين .. العك و إن فارقتها ليوما واحدا أو ساعات قلائل .. لواجب عزاء فى الغالب .. فى إحدى القرى المجاورة .. أحس بفراغ كبير .. برامجنا أنا وأفراد شلتى الميمونة .. محفوظ عن ظهر قلب .. منذ أن أنقطعت صلتى بالتعليم و المدارس .. بعد ثلاث محاولات فاشلة لدخول الجامعة .. دخلت حياة العك من أوسع أبوابها .. باب العطالة .. و التى أنكر أن أوصف بها .. ما أكثر معاركنا فى الحلة .. أنا وأفراد شلتى .. مع بقية أهل الحلة .. بسبب هذا الوصف .. كيف يقولون علينا عطالة ؟؟!! ألأننا لا نتقاضى راتبا مقابل الخدمات الكثير و الجليلة التى نؤديها .. ما أن نسمع يوما بأن فلان خطب فلانة .. تجدنا فى ترحال متواصل ما بين بيت الخاطب و المخطوبة .. بداية بفتح الخشم و نهاية بقفله .. و لا تنتهى مساعينا .. إلا بإنتهاء آخر أغنية فى الحفل .. ما أن نسمع الفنان قد بدأ التعب ظاهرا على مخارج حروفه .. و هو يردد مع السلامة يا حمامة .. حتى ندرك أننا وصلنا المرحلة ما قبل الأخيرة .. مرحلة قدّيم البنات .. و هكذا دأبنا فى الأعراس .. نبدأها بتوزيع الدعوات .. و جلب الصيوان و الكراسى .. ما نكاد نبدأ بدق الصيوان .. حتى ينبرى لنا كبار رجالات الحلة و يبروننا .. بتوصيات كثر .. أهما أن نضع فى حساباتنا .. ونحن ندق الصيوان .. حركة الشمس الظاهرية .. الرياح .. سرعتها و إتجاهها .. كأننا بصدد وضع حجر أساس لمحطة فضائية .. لا دق صيوان من الكتان .. أخيرا بعد أخذ ورد .. تحليل و تحميل .. تنتهى التوصيات .. بأن نسوى البنعرفو .. خبرتنا فى نقل صوانى السفرة .. من مكان الطبّاخ الى الصيوان المشهود .. كانت محل إشادة من الجميع .. و على رأسهم .. خبراء إرصادنا .. فى سرية تامة .. نعد الضيوف .. نجدول عدد الصوانى .. لنا أعين ثاقبة .. تميز ناس الحلة .. الأغراب .. و الأعراب .. فى غمرة كل هذا الضجيج .. لا ننسى أنفسنا .. لأن من ضمن خططنا .. أن يكون نفر منّا .. ضالع فى تهريب الضلع .. تفشل الأعين المتتبعة لحركتنا .. من منابع الصوانى لمصبها .. من رؤية الصينية التى تنحرف عن مسارها المرسوم .. و تضل طريقها من الصيوان .. لديوان الجيران .. تحملت بما لذ وطاب و زاد من الزاد .. بعد كلّ هذا يأتى هذا الجيش العرمرم .. بما فيهم العمدة و شيخ الحلة و رئيس الجمعية .. أحيانا أتساءل .. هل تحتاج حلتنا التى لا تتعدى المساحة المحصورة ما بين البحر و غابة السنط .. لكل هذه المناصب الدستورية .. يأتوا ليصفونا بالأجماع السكوتى .. بالأولاد العاطلين .. ألا تعتبر كل هذه الجهود .. إبتداء من العصر الذى يسبق يا حمامة مع السلامة .. و حتى الليلة سار يا عشايا .. عمل مقابل أجر .. أم هذا الضلع المهرب لا يعتبر أجرا .. ألم نأخذ ضلعنا قبل أن يجف عرقنا !! و إذا تناسينا كل هذه الأجور عمدا .. لا يمكن أن نتناسى وقوفنا فى نصف حلقة الرقص .. لا نتوقف إلا للحظات .. نتخلص فيها من الغبار العالق بسراويلنا و تككنا .. و كأن بآذاننا وقر عندما نسمع الدعوات المتكررة .. بأن هذا الفاصل للبنات


    حتى فى أيام المآتم .. تجدنا سبّاقون .. من تجهيز الميت و حفر القبر .. الى المشاركة فى النقاش الدائر والأسهام برأى سديد فى كيفية التوفيق بين الحكومة و المعارضة .. و بحكم أننا الأكثر ثقافة فى الحضور .. لم نخجل أن ندلى بدلونا فى المعانى و المدلولات لكلمة العلوج .. رغم أننا قد سمعنا بها قبل أيام قلائل .. و للمرة الأولى .. من الصحاف .. أما إذا ورد ذكر للكرة .. فإننا نتسيد الموقف .. خصوصا بعد أن زادت حصيلتنا من أخبار الكرة العالمية .. بدخول الدش حلتنا .. دخول الدش كان ظاهرة كبرى أصبحت من الأحداث التى نؤرخ بها .. دخل الدش حلتنا ليلا حتى لا يراه أحد خوفا من العين .. و ايضا حتى لا تتثرب أخبارة للحكومة .. فتسلبة كما سلبت بهائمنا .. رغم أن الزين قد تكتم على الدش .. الذى دخل فى لورى يلفه مشمع .. و لكن بمجرد وصولة مدخل الحلة .. كان الكل فى إستقبالة .. وهذا سر يميز أهل حلتنا فى كيفية كتم الأسرار .. خمس أيام بلياليها .. كان بيت الزين عبارة عن معسكر .. نتناول فيه شاى الصباح .. و نختم بشاى العشاء .. و أعيننا لا تتحول عن هذا الغريب .. يتنقل بمعداته ما بين الدش و الريسيفر والتلفزيون .. فى اليوم الخامس بدأت كل الحلة تتشكك فى مقدرات هذا الغريب .. حتى الزين فكر أن يذهب لأبو عشر .. لأستقدام غريب آخر .. عله يستطيع أن يقطع عليه تدفق ناس الحلة .. فجأة إنطلقت الزغاريد .. و دوى صوت عالى يقطع صمت الليل .. مباراة الأرسنال و نيو كاسل .. ووجدنا أنفسنا نعانق بعضنا .. عناقا حارا لم نشهده إلا فى الأعياد .. ورغم مرور سنين على هذه الحادثة .. وتعدت دشوش حلتنا العشر .. إلا أننا ما زلنا نتناقش .. فيمن وراء إشتغال الدش .. هل هو الغريب .. أم هى حاجة السرة .. التى لم يسكت لسانها عن الدعاء .. يا مسخر الحديد لداؤد .. سخر الدش للغريب .. يريد مجدى أخى أن يحرمنى من كل هذا .. يريد أن يقتلعنى من أزقة العك التى يمكن أن أسير بها و أنا مغمض العينين .. يريد أن يقطع إستمتاعى بالجلسات الصباحية تحت "الضل" .. الذى كلما قصر .. و لامست ظهورنا الحائط .. أدركنا بأنه يجب علينا الأنتقال لبيت أحدنا حتى يهل علينا "ضل" العصر .. لكن أوداجنا تنتفح حين نسمع أحدهم ينادينا .. بالكلاب "الضـالة" .. تنازلا لرغبة أمى .. إنطلقت للخرطوم .. الكراسة التى أحملها معى .. بها عدة خرط ورسومات و عنواين .. لم تحوجنى أن أسأل كثيرا .. حتى وجدت نفسى أقف ببوابة السفارة الصينية بالمنشية .. لم تطل لحظات إنتظارى للمستر شين .. سلمته الصور التى أخذتها حديثا .. كنت حريصا ألا تظهر الندبة تحت أذنى اليسرى .. نتيجة عراك حول خروف إختلفنا أنا والتاية أختى فى ملكيته .. رجعت اليوم الثانى للسفارة لأجد مجموعة من المستندات فى إنتظارى .. عرفت من مستر شين أنها تخصنى .. أول ما ميزته منها هو الجواز بلونه الأخضر .. وقد لفت إنتباهى خطاب عليه عدة أختام .. يشهد بأننى قد أكملت فترة الخدمة الوطنية بتفان .. وقد أفهمنى مستر شين بعربية مكسرة .. أن أكون حريصا ألا يرى هذه المستندات أحد غيرى .. نظرت لعينيه حتى أقرأ ما وراء حديثه .. لكنى لم أرى سوى خطين صغيرين .. لملمت أوراقى وقفلت راجعا للعك لأجد جموعا فى إنتظارى .. أقل بقليل من تلك التى أسقبلنا بها الوالى


    كانت هى مرّتى الأولى .. التى تطأ فيها قدماي صالة المغادرة فى مطار الخرطوم .. لا أنكر أنني أصبت برجفة حتى أختلطت أعضائى .. إثنى عشري بمصرانى الغليظ .. بطينى الأيسر بأبودمامى .. لم يكن وراء هذا الأختلاط المزجى .. سوى هذا الموظف الذى أنا أمامه .. عندما مددت له بمستنداتى .. كنت أدرك مسبقا أنه سيدقق فيهــا .. و ينظر إلى هيئتي المتضخمة .. ليدرك من الوهـلة الأولى أن هذا الكرش الكبير .. لم تجففه معسكرات التدريب .. و لا تمر دقائق .. حتى يـلتف حولى مجموعة من عتاة رجال الأمن .. ليشبعون هذا الخد .. خدى طبعا .. الذى صار ككرة الشراب .. بعامل الضل و أم فتفت .. بضربات من كفوفهم الجافة .. كجفاف أطفال فى أنتظار المحلول الذى لا يأتى .. لدهشتي .. تناول هذا الموظف الهمام قلمه المهترئ ووقّـع .. تم ختم أوراقى .. ولم يبق له إلا أن يبصم بالعشرة .. أنجز كل هذا .. وهو متلبسـا بحالـة إلتواء عنقي يخاطب زميل له من وراء حجاب .. موظف الجمارك .. بدأ عليه الضيق .. عجز صـبره أن يمتد .. حتى يمكننى من فك الحبال التى أحاطت بشنطتى كالمعصم باليد .. روح الجمركى داخله .. تحدثه بأن كل شنطة بما فيها تنضح .. شنطتى التى تنضح دوما .. لم تتعبه فى أن يستنتج ما فى داخل أحشائها .. فرائحة الشرموط والشمار .. لا تخطئها أنف تعود صاحبها على الشمارات .. و أنا فى داخل الطائرة .. فترت المضيفة من طلباتى المتتالية .. كان آخر ما خرج من بين إبتسامتها المتكلفة .. "إنتا يا عربى قـايلنا ضـابـحـين" ... دهشتى فى مطار دبى لم تتفوق على أختها فى مطار بكين .. ولو كنت أعرف هذا الرسم الصينى .. المحيّـر كعيونهم .. لما ترددت فى أن أذكر لكم إسمـه .. ربما يحالفكم الحظ بالترانزيت منه .. مطار تعددت مداخله و مخارجه .. لا كمطار الخرطوم .. به مدخــل واحد .. إن سرت فيه أوصلك للطائرة . و إن لم تسر فيه .. أيضا تجد نفسك فى الطائرة .. نزلت وأنا أحمل داخلى حملة من التشكك .. كيف تصل شنطتى الى هنا .. و أنا لم أحملها معى .. بل حملها ســير يلتف كالثعبان .. فكرة الطيران فى الهواء .. لم تدع لى مجالا لأستبعد أن هذا السير سيحملها لبكين حتما .. وفقا لتوجيهات المستر شون .. وأكدها أخى مجدى فى رسالته الأخيرة .. علىّ بتتبع مرافقىّ فى الطائرة .. لو دخلوا جحرا .. لتبعـتهم .. وقف الكل يتأمل سير يسـير فى حركة دائر أفقية .. صرت أحدق فى الشنط التى لا تفتر من دورانه .. حتى رأيتها بأب عينى .. شنطتى التى لا تغبانى .. بسوادها البهيم .. هذا السواد ربمـا أكتسبته من حركة التداول الأسرية على مر الأجيال .. لأن جدها الثالث من أمها .. كان مصريا فى حـقبة الأستعمار التركى للسودان .. و أمها من عمتها .. كانت من حرائر يوركشير .. نعم .. هى شنطتى بلحمها و ودكهـا و حبلها الملفوف حول خاصرتها .. كأحزمة الصبايا فى لبنان .. تناولتها و تبعت الجمع .. لم يدخلوا جحرا .. و لكنهم أتوا لباب سحرى .. ما أن تقف أمامه .. يفتح على مشراعيه .. دون أن تقلقه دقّـا .. أول ما أنزلق رأسى من بين الشراعين .. لفحـتنى نسمة كتمت أنفاسى .. لا أدرى لماذا قفزت الى ذهنى .. رائحة الدعاش .. و نحن نتجارى بين زقاقات العك .. فى أوج الطرفة البكّـاية .. مجدى الذى قفز من اللاوجود .. قطع حبل أندهاشاتى .. و حبل النظرة الممتد .. ليابانية أبت أن تستر عورتها .. ففستانها .. يصل بصعوبة لمنتصف ساقهـا .. عانقنى عناقا باردا .. مجدى لا الفستان .. ولكن عناقه البارد .. لم يطفئ حرارة شوقى للعــك .. وبقايا حمى الملاريا .. التحمت معه بحنان .. إلتحامنا كان بمثابة دعوى للأندهاش الجماعى .. مئات الأعين تمغنطت علينا .. رغم ائتلاف درجة أتساعها .. ولكن أوسعها .. لم يكبر عن عينى التاية المعيونة .. هذه التاية لها قصة أخرى .. ربما آتيها لاحقا .. لأنها تختلف عن قصـة التاية أختى .. التى حدثتكم عنها سابقا .. الكل كان يركـض كأنه فى حلقة سباق .. حتى مجدى كان يجرى و يـجـرّني معه .. كتراكتور و محراث .. فجأة وجدت نفسى أنساق فى حمى سباق جماعى .. و جدتها .. نفسى لا اليابانية .. داخل قطار .. لولا شرح مجدى المختصر .. لأفتكرتها طائرة أخرى .. لأنه لا يشبه قطار كريمة .. الذى حدثنى عنه جارنا عثمان الشايقى .. الناس هنا كلها فى سباق مع الزمن .. هكذا قال مجدى .. ومن يهزمه الزمن .. فقد ديمومة الحياة .. أنشغالي بحسابات المسافة و السرعة .. والمقارنة بين هذه الداهية ولورى ود الحسين .. لم يدع لى مجالا للتفكير بأقوال مجدى السحرية .. كان نزولنا من هذا المسمى قطارا .. أو كما عرفت من مجدى لاحقا .. بانه يدعى الأندر قراوند .. أسرع من دخولنا إليه .. بصعوبة أستطعت أن أدخل رأسى فى عربة مجدى .. و فى دقائق وجدت نفسى داخل شقته .. واجهت صعوبة أكثر فى خلع البنطون والقميص اللعينين .. كمعاناتى فى لبسهما فى آخر دقائق .. قبل الأنطلاقة على ظهر الرقشـة من أم بدة .. تعرّقت يداى و أنا أحل العقدة من لسان الجزمة .. التى اجتمع أربع من عمالقة العك .. في إدخال هذين الرجلين المتشققتين فيها .. وجدت نفسي متمددا على لحاف من الريش .. كذلك الذي قرأت عنه .. فى ألف ليلة و ليلة .. رأيت فيما يرى النائم .. أننى قادم على رأس جيش قوامه مائة ألف جندي .. مدججون بأفتك أنواع الأسلحة .. من صوارم هندية .. و رماح عربية .. و سهام فارسية .. الكل يمتطئ أجود الخيول العربية .. جيوشـنا تزحـف من بلاد الرافدين .. مرورا بالهند و السند .. لا يقف أحدا فى طريقها .. كدنا أن ننهك بسبب رعايتـنا للجوارى .. أجملهن كن من بلاد فارس .. كنّا نقصد بلاد الصين .. لم يوقف زحفـنا .. إلا هذا السور العظيم .. بحنكة القائد المقتدر .. العارف و المجرّب بالحروب .. كرّها و فرّها .. غنائمها وأغانيها .. استدعيت ثلاث من قواتنا الأشاوس . سجيمان بن أبى الرمدان . . طيفور أبن أبى الجـنة و بيان بنت آل شروان الفارسية .. ولم أغفل زرقاء اليمامة .. فتجربتى فى حروب كثيرة .. كداحس و الغبراء .. البوسـنة و الهرســك .. الفور و الدلك .. أكسبتنى أمور شتى .. من تكتيك و تفتيك .. تفريق و تلتيق .. و كأولى نظريات دارسة موقع المعركة .. كانت الزرقاء .. زرقاء اليمامة طبعا .. قد أعتلت ثلاث ظهور عربية أصيلة .. تراصت بعضها فوق بعض .. كان لى الشرف بأن أكون آخر الظهور العربية المعتلاة .. حذرتها هذة المرة .. فى ألا تقول لنا .. بأنها ترى شجرا يسير .. كما أوهمتنا فى إحـدى حروبنا السابقة .. فتجربتى مع الشجر الذى يسير .. فكفكت صواميل مخي .. كانت الزرقاء صادقة هذه المـرّة .. لم يرد فى أقوالها شجــر يـســير .. أو أوراق تهفهفا الرياح .. قالت بصرامة واضحة على جبينها الذى لم يطرحه كريم فير آند لوفلى .. العدو من خلفكم .. كنا قد وضعنا خططنا على مـجابـهـة العدو من أى جنب يأتينا .. من الجنب الأمام .. الجنب الأيمن .. الجنب الأيسـر .. حتى الجنب الذى يريّـحــنا لم نستبعده .. ولكن حساباتنا .. التى جهلت الجار الجنب .. قد اسقطت سهوا .. الجنبة دى .. ربما أن خلفيتنا التاريخية .. لا تعرف التخلف و النظر للوراء .. لهـذا و جدنا أنفسنا فى معركة حاميـة الوطيس .. رماتنا البواسل .. منهم من قـضـى نـحبه .. منهم من أســر .. و ما شكلوا تشكيلا .. و عندما يقع الفأس فى الرأس .. و تجد ثلاث من قواتك الأشاوس .. يشتتوا تشتيتا .. فما عليك إلا و أن تفك البيرق .. و لكن كيف يسـقط البيرق .. و أنا حــامل الرأية .. قائد الجيش الفاتح .. صرخت فى وجههم .. وجهه الأعداء طبعا .. صرخة اهتز لها الســور رغم عظمته من سارسه و تطاير سيخه الفولاذى و طيوره الأنفلونزيه .. صرخة لم ترعبهم فقط .. و لكنها أرعبت جميع سكان العك .. بما فيهم مجدى أخى .. الذى يضرب بـه المثل فى الشجاعة .. مجدى ود حاج الماحى .. الما باطنو مـا باطن .. مجـدى وقع من أعلى عنقريبه .. أمى لم تمكنها شفقتها .. من أطلاق قذيفتها الشبشبية الثانيه .. جاءنى صوتها بعيدا و هى تخاطب مجدى .. كبعد صورتها التى لم تنعكس على شبكيتى .. كدى يا ولـد قوم شوف أخوك دا بهضــرب مالو
                  

العنوان الكاتب Date
رحــلتى من العــك الى بكـــين Ali Alhalawi04-13-04, 12:29 PM
  Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين سجيمان04-13-04, 01:49 PM
  Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين طيفور04-14-04, 00:38 AM
    Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين Ali Alhalawi04-14-04, 10:45 AM
      Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين abuguta04-14-04, 11:00 AM
        Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين Ali Alhalawi04-14-04, 03:11 PM
    Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين Ali Alhalawi04-14-04, 02:31 PM
      Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين طيفور04-14-04, 05:34 PM
  Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين ali othman04-14-04, 11:06 AM
    Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين Giwey04-14-04, 09:05 PM
      Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين Ali Alhalawi04-20-04, 03:25 PM
    Re: رحــلتى من العــك الى بكـــين Ali Alhalawi04-15-04, 03:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de