2- من وراء مصرع قرنق؟ ـ السيناريو الثاني: أن تكون الحكومة السودانية كما يقول معارضون جنوبيون وراء قتل قرنق وأنها سعت للتخلص منه سلما بعدما أصبح في متناول يدها عقب توقيع اتفاقية السلام كي تضمن عدم انفصال الجنوب بعد سنوات الحكم الانتقالي وأن تكون أجهزة مخابرات سودانية وراء هذا سواء بشكل مباشر أو بالتعاون مع مجموعات جنوبية متمردة علي قرنق ومتعاونة مع الحكومة. ولكن هذا السيناريو يصطدم بأن الخرطوم وإن كانت لها مصلحة سابقة في قتله فهي أحرص الأطرف علي حياته حاليا لأنه أكثر الجنوبيين قدرة علي توحيد الأطراف الجنوبية وعليه إجماع من جانب غالبية قادة حركة التمرد في الجنوب فضلا عن أنه رجل سياسي يدرك أهمية السلام. والأهم أن مقتل قرنق يمكن أن يهدد السلام الذي سعت له الحكومة السودانية كي تخفف به الضغوط الأمريكية والغربية عليها وتتفرغ لتنمية السودان بعدما كانت الحرب تستنزف أكثر من نصف ميزانية الحكومة وأرباح النفط فضلا عن أن بديل قرنق المحتمل في هذه الحالة وهو نائبه سلفا كير أكثر تطرفا وأكثر قناعة من قرنق بانفصال الجنوب عن الوحدة مع الشمال كما يقول محمد آدم الملحق الإعلامي بسفارة الخرطوم بالقاهرة. ومن غير المنطقي بناء علي ذلك أن تضحي الخرطوم بشخص معتدل لإنجاز اتفاق السلام لإيصال آخر متطرف وليس سياسيا بل عسكريا لمقعد النائب الأول لرئيس جمهورية السودان. وأيضا ليس من صالح الخرطوم أن تغامر بالتخلص من زعيم سياسي جنوبي (قرنق) قادر علي جمع قادة التمرد الجنوبي وجمع الجنوبيين حوله كي تخلي الطريق لزعيم عسكري لا يحعي بإجماع قادة حركة التمرد الجنوبية وقد تتسبب قراراته في تفريقهم وشرذمتهم أكثر من قدرته علي جمعهم وراء خطة السلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة