|
|
 قرنق: تضاؤل السلام يعني عملياً تفتيت السودان
|
القاهرة، الخرطوم، نيويورك محمد وردي، وكالات:
هددت حركة التمرد الجنوبية في السودان بحرب شاملة إذا فشلت مسيرة السلام مع الحكومة. وقال زعيمها العقيد جون قرنق ل”الخليج”: ان تلاشي فرص السلام نهائياً “يعني دخول السودان مرحلة التفتيت”. وأضاف ان آلية مفاوضات نيفاشا تناسب حل أزمة دارفور. ودعا الى منح الاقليم حكماً ذاتياً الى جانب الشرق وأقصى الشمال، فيما طالب متمردو دارفور رئيس وزراء بريطانيا بوضع إقليمهم تحت “وصاية دولية”.
قرنق لـ الخليج: آلية نيفاشا تناسب دارفور
وهي الفرصة الأخيرة قبل تفتيت السودان
قال جون قرنق زعيم حركة التمرد الجنوبية في السودان: “ان لجوء الحكومة لأي تكتيكات لتطويل مفاوضات نيفاشا التي ينتظر أن تستكمل خلال الأيام الثلاثة المقبلة سيؤدي إلى تلاشي فرص السلام نهائيا ودخول السودان رسميا مرحلة التفتيت”.
وأكد قرنق في حوار مع “الخليج” قبيل مغادرته القاهرة إن حركته “تدعو إلى منح الحكم الذاتي لدرافور، والشرق، وأقصى الشمال، نافياً أن تكون هناك صلة بين زيارته إلى الولايات المتحدة وتعطيل المفاوضات”، وقال قرنق انه زار مناطق عدة في “السودان الجديد” قبيل بدء جولته الخارجية، وأنه تعهد عدم التراجع عن العملية السلمية مهما تكلفت وفيما يلي نص الحوار:
يتهمكم البعض بالصمت على جرائم فساد حكومي واسع خاصة في قطاع البترول، وهم يفسرون صمتكم بأنه “عربون” الشراكة المستقبلية بينكما فإلى أي مدى يصح هذا الاتهام؟
- هذا ليس صحيحا على الإطلاق، وأهم منه أن أولوياتنا محصورة في وقف الحرب أولاً من خلال المفاوضات، ثم التوصل إلى اتفاق نهائي يخلق وضعاً سياسياً جديداً في البلاد، تتمخض عنه حكومة جديدة في الخرطوم، تضع على عاتقها مهمة معالجة القضايا السودانية كلها وعلى أرسها الفساد.
تدعون لحل سياسي لأزمة دارفور، والأمم المتحدة من جانبها اقترحت منح الإقليم حكماً ذاتياً، وكل الأطراف تقدم مقترحات ولا تتحدث عن الكيفية التي سيتم بها تطبيقها فهل توجد ثمة آلية محددة؟
- لدينا آلية نيفاشا وهي مناسبة جدا، واتفاق قسمة السلطة في جنوب السودان يمكن أن يطبق في دارفور أو الشرق أو أقصى الشمال أو حتى الوسط نفسه، وبالتالي تتمتع أقاليم السودان المختلفة بحكم ذاتي حقيقي.
من المقرر أن تلتئم مباحثات نيفاشا (اليوم الأربعاء) لكن إذا لم تحضر الحكومة لأي سبب أو إذا ما حدث تعثر جديد، فما الذي تتوقعونه بشأن مستقبل السلام؟
- قطعا سيكون شيئاً مؤسفاً إذا اتجهت ذهنية الحكومة لمواجهة قضية مصيرية مثل السلام بأسلوب التكتيك، وفي هذه الحالة لا أتوقع سلاماً على الإطلاق، بل تفتيتاً وتجزئة للسودان، ومن الملاحظ أن العاصمة الخرطوم نفسها أصبحت في الآونة الأخيرة مسرحاً لصراع عنيف بدأ يتعمق مع مطلع كل فجر جديد، فإذا ما ترافق مع هذا الصراع تجدد القتال في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور والشرق يكون السودان قد بلغ مرحلة التفكيك، وبالطبع لن تلقى مسؤولية ذلك إلا على الحكومة.
ما هو المخرج إذن؟
- المخرج الوحيد هو أن تغير الحكومة الذهنية التي تنظر بها إلى مشكلات السودان عامة وقضية السلام بسرعة.
هل هناك علاقة بين تعطيل مباحثات نيفاشا وزيارتكم لأمريكا وأوروبا؟
- لا توجد أدنى علاقة، وقد كنت في جولة داخلية في المناطق التي نسيطر عليها للتعبئة من أجل السلام بعد توقيع بروتوكولات نيفاشا وإعلان نيروبي، حيث قمت بشرح خطوات السلام، وتفاصيل الاتفاقية التي وقعناها لجماهيرنا في أقاليم السودان الجديد الخمسة.
لقد زرت ثلاث مناطق في الاستوائية وأربع مناطق في بحر الغزال واثنتين في أعالي النيل بالإضافة إلى الكرمك في قيسان، وشملت الجولة جبال النوبة وأقوك في ابياي وبعد الفراغ من الجولة كنت جاهزاً للتوجه إلى نيفاشا مباشرة، غير أنني تلقيت إخطارا من وسطاء الإيقاد بتأجيل المفاوضات فجأة، وعندما تأكدت أن استئناف المفاوضات أصبح غير ممكن لأن الطرف الحكومي لا يرغب فيه، قررت القيام بجولة خارجية للغرض نفسه وهو التعبئة من أجل السلام والمهم أن زيارتي لأمريكا لم تكن مبرمجة.
اتهام الحكومة لحركتكم تقديم السلاح لمتمردي دارفور ودعمهم أثناء التفاوض في أبوجا هل يؤثر على إمكانية استكمال نيفاشا؟
- أولا اتهامات الحكومة لنا لا أساس لها من الصحة، وقد أصبح مألوفا أن يوجه لي سؤال عن علاقتي بالمعارضة المسلحة في دارفور وفي كل مرة أقول إنني لم أسمع بها إلا في أوائل العام ،2003 ثم انضمت بعدها “حركة تحرير السودان” إلينا في التجمع الوطني، لذلك أقول نعم لدينا علاقة بهذه الحركة في إطار التجمع ومثل علاقة كل فصائل التجمع الوطني بها.
أعلنتم رفضكم للتدخل الأجنبي في دارفور وقدمتم مقترحا بديلا هل مازلتم تتمسكون به؟
- نعم نتمسك به وقد دعوت أثناء زيارتي للولايات المتحدة أخيرا ل”تدخل سوداني” بدلاً من التدخل الأجنبي، وذلك عبر المقترح الذي طرحناه مبكرا والقاضي بتكوين قوة محايدة لحماية مواطني دارفور على أن تتكون من 10 آلاف جندي من الحكومة ومثلها من “الحركة الشعبية” ومثلهم من الاتحاد الافريقي واعتقد أن ثلاثين ألفا عدد كاف لتحقيق الأمن في دارفور وفي هذه الحالة لن يجرؤ أحد على وصف هذه القوة بأنها أجنبية لأن ثلثيها سوداني إلا أن يجادل أحد بأن الحكومة والحركة الشعبية ليستا سودانيتين.
أثناء زيارتك الخارجية قلت إن دعوة البعض للحكومة السودانية بحماية المدنيين في دارفور أشبه بالدعوة التي وجهت للرئيس البوروندي لحماية المدنيين مع أن هناك فارقا لأن الناس في دارفور يتحدثون عن إبادة مجموعات افريقية على يد مجموعات عربية؟
- ذكرت في حديثي أن حكومة هبريامانا في رواندا جيّشت “الهوتو” كقبيلة، ضد “التوتسي” كقبيلة والأولى موالية للحكومة والثانية موالية للمعارضة وهذا أدى إلى وقوع جرائم الإبادة الجماعية.
وأكرر القول إن الحكومة بدلاً من استخدام وحدات التمرد المضاد لجأت في دارفور إلى استخدام قبائل بعينها مثلما حدث في الجنوب وليس مهما أن تكون قبائل عربية ضد قبائل افريقية بل قبائل تدعم التمرد مثلما كان في الجنوب حيث لم تكن هناك قبائل عربية بل قبائل افريقية ضد قبائل افريقية._
|
|
 
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست