|
من همش الهامش وركز المركز؟
|
انتشرت في الفترة الأخيرة مفردتي الهامش والمركز بسبب الأحداث الجارية في السودان الآن. و ربما كان الفقيد الراحل د. جون قرنق أول من تحدث عن التهميش المنظم لأقاليم السودان من جانب المركز.
الناس المهمشون عن قصد في كل أنحاء السودان لم ينتبهوا في خضم الصراع ضد الظلم و التهميش إلى إلصاق كلمة الهامش بهم وهى كلمة تفرح ناس المركز لأنها تثبت أنهم مركز و أن البقية فعلا هامش والكلمة من كثرة تداولها بهذا المفهوم تتجذر في أذهان الجميع بمدلولاتها الغير صحيحة ويصعب تغيير فهم الناس بعد ذلك.
نضرب مثلا قضية دار فور الساخنة التي تكاد لا تحس بها وسط إيقاع الحياة اليومي في الخرطوم أصبحت قضية هامش و مركز أو هكذا أفهمت للناس فحيد بذلك العديد من الناس المركز المشغولون بهموم الحياة اليومية و الذين يظنون بأنهم من ناس المركز بحكم سكنهم في الخرطوم وما حولها ( حتى ولو كانت أصولهم من دارفور نفسها) فماذا يهمهم حتى لو حرق الهامش. الكثيرون ممن سموا نفسهم مثقفي السودان سقطوا في هذا الاختبار- اختبار قضية دار فور الصعب إما بسبب وساوس عرقية أو استعلاء ثقافي بسبب تمكن فكرة أنهم هم المركز و الآخرون الهامش.
الصحيح أن ما يسمى بالمركز الآن هو الهامش لأن مفهوم الثقافة السودانية الواحدة التي يدعيها المركز( المزيف) لم يتبلور حتى الآن. بمعنى أن قوى شمال الوسط و الوسط المستعربة لم تستطع أن تنتج من الثقافة ما يقنع أهل الأقاليم المختلفة بإتباعها بل أن نتاجهم الثقافي جاء في أكثره خصما على الأصل الثقافي المتين للمناطق التي وضعوا يدهم عليها. و الأنكا من هذا أن نتاج ثقافتهم وفعلهم في الجانب السياسي لم يجيء فقط مخيبا لكل آمال الأقاليم الواقع عليها فعل التهميش بل قامعا لها.
الصحيح أن هذه الأقاليم كانت وما تزال صاحبة الثقافة الأصيلة والتي أصبحت تسمى بثقافة الهامش و هذا شيء مدهش.
فيا ناس ما يسمى بالهامش انتم لستم هامشا. كل مكان فيكم هو مركز من مراكز الثقافة السودانية العديدة و الأصيلة
|
|
|
|
|
|
|
|
|