من يمر في شــــــوارع المـــــدن السودانية في هذه الأيام يلاحظ تلك الصفوف الطويلة أمام المخابز في كل المناطق .. وقد ازدادت الحالة أكثر سوءُ بعد تصريحات ذلك المسئول !! .. لقد كذب البشير وجماعته في يوم من الأيام وقالوا للشعب السوداني : لن تكون هنالك صفوف في السودان بعد الآن إلا ( صفوف الصلاة !! ) .. وهؤلاء المسئولين الجدد أكدوا للشعب السوداني قبل أيام قليلة وقالوا جازمين : ( لن تكون هنالك صفوف في السودان بعد أسبوعين من الآن !!. وقد لا تتواجد حتى صفوف الصلاة !!) .. وقد مضى الآن ما يقارب الشهر من تصريحاتهم تلك .. واليوم فإن تلك الصفوف قد أصبحت أطول من السابق !!.. وأن الندرة في الخبز قد أصبحت أشد حــدةُ .. وأن مواصفات الخبز قد أصبحت أكثر رداءة وغشاُ وحجماُ !! .. وذلك الوزير المسئول الذي تجرأ وأدلى بتلك التصريحات بمنتهى الثقة قد اختفى اليوم عن الأنظار .. وكأنه يخجل من الشعب السوداني !! .. أو يخجل من تحديات أصحاب الأفران !! .. والشعب السوداني يقول لذلك الوزير المحترم : ( معليش يا ذلك الأخ الوزير ،، نحن بالتجارب السابقة لم نصدق حرفاُ من حروفكم تلك ،، بل عرفنا بالفطرة أن الضرورة تقتضي الذهاب والوقوف في تلك الصفوف مبكراُ بعد تصريحاتكم مباشرة !!.. لأن التجارب علمت الشعب السوداني أن مثل تلك التصريحات الفقاعية تزيد الأزمة أزمةُ في البلاد ،، وأنت بمنتهى البراءة أصدرت تلك التصريحات ثم قلت خلاص في نفسك وذهبت لتنام في بيتك !!! ) .. ولم تفكر لحظة في مراقبة تلك الإجراءات الضرورية التي تمنع ظاهرة الصفوف في البلاد .. ولو كانت الأمور تجري في السودان بمجرد التصريحات الفقاعية لما كانت تلك الانتفاضة والثورة !!.. لماذا لا يشاهد الشعب السوداني تلك الفرق الميدانية الرقابية التي تمر في أحياء المدن وتتوقف عند الصفوف وتسأل عن أسباب الصفوف والندرة ؟؟؟؟ .. وذلك الوزير بمنتهى الجرأة يكرر كل مرة ويقول : ( أن حصص الدقيق التي توزع للأفران في كافة أرجاء السودان يومياُ تكفي ثلاثة أضعاف ما يحتاج إليه سكان السودان !!!! ) .. ولا توجد في السودان جهة من الجهات التي تراقب وتعرف حقيقة تلك الكميات من الدقيق التي تهرب لخارج السودان !!.. لتمنع تلك الظاهرة نهائياُ .. ولكن مع الأسف الشديد فالكل بمنتهى البلادة يتحدث ويقر بذلك التهريب !!.. وكأنهم يرون أن ذلك الإقرار بالتهريب يكفي لتبرئة ذمم المسئولين !!! .. والشطارة في أبناء السودان دائما تتجلى في الاعتراف والإقرار بالأخطاء .. والمصيبة الكبرى أن ذلك المسئول السوداني الذي يقر ويعترف بالأخطاء والإخفاقات لا يفعل أكثر من ذلك ليعالج تلك الأخطاء !! .. بل يذهب بمنتهى البراءة لينام في بيته !!.. وفي تلك الحالة هو كالمذنب المسيحي الذي يذهب للكنيسة ليعترف ويقر أمام الكاهن والقسيس بكل ذنوبه وخطاياه ثم يغادر الكنيسة وهو يؤمن بالغفران بعد ذلك الإقرار .. والشعب يسأل ذلك الوزير أين وعودك تلك بانتهاء الصفوف ؟؟ ,, ولماذا لا تقرن الأقوال بالأفعال ؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست