* يقال أنك لم تعمل لدى أي نظام غير هذا النظام الذي تصادف انقلابه مع عام تخرجك في الجامعة.. و أنك لا غبار عليك سوى انتمائك للإخوان المسلمين.. و هو الانتماء الذي فتح لك الأبواب لدخول الوظيفة الحكومية، مؤهلا حقيقة، مع كثيرين آخرين غير مؤهلين.. إبان إختلالات توظيف الامكانات المادية و البشرية تحت شعار تمكين ( المسلمين) و تهميش ( الملحدين).. و اندفاع ساطور الصالح العام يقطع الرؤوس النيرة و الأيدي المقتدرة في الدواوين الحكومية و شبه الحكومية.. * كنت شاهدا على ما يحدث.. و كان الولاء يطرد الكفاءة شر طردة.. و كانت الامكانات المالية و النقدية تهطل على الموالين.. ليتحكموا في الجنيه و الدولار و كل عملة قابلة للتحكم في الاستيراد و التصدير و اللعب في السوق المحلي.. * و بالمال و السلاح تمكن النظام من الاستيلاء على مصادر الثروات و على الدولة السودانية كلها بما فيها و عدد ممن فيها.. * و سنحت الفرصة للعقول الخاملة الباحثة عن الثراء الأسرع لتقرر اتجاه سوق السلع و الخدمات و أسعار العملات.. و توزيع الموارد المتاحة.. نهبا و تسليطا و تسلطا.. * فكان لا بدّ من أن يتمكن الفساد الملتحي من التغلغل في أرض السودان بشكل غير معهود، و كان لا بدّ من أن تفلس الحكومة دون إشهار افلاسها.. و قد أخذ كل ( قوي أمين) موال للنظام ( شلية) معتبرة من المال العام و عبر إلى نادي أثرى أثرياء السودان! * إنهم جماعتك يا معتز.. جماعة تأكل و لا تشبع.. و كنت طوال السنين تساعدهم، بشكل ما، و هم سادرون في غيهم يكسبون الكثير من المال و الوقت و يخسرون الكثير من الشعب يوميا دون أن يحسوا بوجوده.. * و ظلوا يستنسخون الفشل .. و يصرون على الدوران حول " لا لدنيا قد عملنا..!" و يعبئون من الدنيا ما بوسعهم.. و يتبادلون الكراسي.. * كنت تراهم يأخذون من القرآن و السنة ما يكيف أوضاعهم السياسية بعيدا عن مقاصد الشريعة الاسلامية.. و من شدة شططهم في البعد عن الاسلام، صار أبناؤهم ملاحدة، بعد بحث الأبناء و استقصائهم عن الاسلام في أفعال آبائهم.. بحثوا بحثا مضن و لم يجدوه، و اختلط الأمر عليهم فارتموا في حضن الالحاد.. * هل استقصيت يوما عن الاسلام في أفعال جماعتك و أنت بينهم طوال ما انقضى من عقود يا معتز؟.. * لا شك في أنك تحيط بمعلومات جمة عن جميع أعضاء حزبك و جميع من يلعقون قشرة حزبك.. و تعلم من بدأ منهم يرتقي مراقي المليارديرات من الصفر و من بدأ من ما فوق الصفر بقليل.. و تعلم أن دائرة ( الأقوياء الأمناء الأثرياء) قد اتسعت في السوق الأسود.. بما يهدد وجود النظام ذاته.. * فكان لا بدّ من أن تخلق أنت آلية تصرعهم بها في عقر ميدانهم و أسميت تلك الآلية ( آلية صناع السوق).. لحماية النظام من السقوط.. * يا لروعة مشهد التماسيح و القطط السمان يصارعون ( آلية صناع السوق).. إخوانك يصارعون بعضهم بعضا في السوق.. و ليس في السوق، ظاهرا و باطنا، سوى إخوانك.. * آليتك ( آلية صناع السوق) تحاول السيطرة على الدولار.. و تسعى إلى جعل النظام المصرفي هو المتحكم الأوحد في تمويل الوارد و الصادر و جذب مدخرات المغتربين لصالح النظام.. بينما إخوتك ( الأقوياء الأمناء الأثرياء)، المنافسون للآلية، يسعون لتحقيق نفس الهدف في السوق الاسود لصالح ذواتهم.. *كلا من المتنافسين يسعيان ل( لحلب) بقرة المغتربين ( حوالي ٤ مليار دولار في العام) .. و المغتربون هم نفس السودانيين الذين لفظهم النظام و ضيق الخناق عليهم.. ما اضطرهم للهجرة سعيا وراء الأرزاق.. * و نسمعك تزعم أن “سعر آلية السوق مجز للمغترب وللصادر ولمنتجي الذهب”! فنتساءل: كيف يتم ذلك.. بينما أصحاب الودائع في البنوك السودانية لا يستطيعون الحصول على بعض من بعض ودائعهم إلا بشق الأنفس.. * لا يوجد عاقل يودع مالا في بنك من البنوك في الوقت الحالي يا معتز.. لقد اكتملت دائرة فقدان الثقة في الجهاز المصرفي كله.. و لن تستطيع الشاحنات المحملة بالعملة التي تم سكها في الخارج من إعادة الثقة إلى الجهاز.. و محال أن يعيدها مصنع سك العملة حتى و إن عمل ٢٤ ساعة في اليوم طوال العام.. و بأقصى طاقته * ( آلية صناع السوق) تحدد سعر الصرف اليومي، لكن من من الجمهور يبيع و من الذي يشتري رغم انعدام السيولة في المصارف التجارية.. * و مع أنك وعدتنا بمعالجة مشكلة شح السيولة في غضون 75 يوماً.. إلا أن هناك مشكلة يا معتز موسى عليك البحث الجاد في معالجتها.. و هي انعدام ثقة الجمهور في النظام المصرفي كله؟ * إنها مشكلة عصية على الحل في المدى القريب يا معتز..!
العنوان
الكاتب
Date
هناك مشكلة يا معتز موسى.. هناك مشكلة! بقلم عثمان محمد حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة