|
Re: حوار الميدان وأزمة المهنية والشفافية!! بق� (Re: حيدر احمد خيرالله)
|
تحية واحترام لكم أستاذ حيدر
من أكثر الأمور التي تقود إلى الإنقسامات في التنظيمات السياسية ليس الإختلاف الفكري والإختلاف في الرؤى السياسية الفوقية حتى، بل الذي يقود إلى الإنقسامات هو عدم توفر مناخ الصراع الفكري وحرية إبداء الرأي والقبول المتبادل لإختلاف الرأي
أكثر ما تحدث تلك الحالات من الإنقسامات في الأحزاب اليسارية وذلك لأن الأحزاب اليسارية ضمن برامجها الممارسة الديمقراطية وهذه الممارسة الديمقراطية من المفترض أن توفر جواً للصراع الفكري والإختلاف بحيث يكون متاح وهو صحي
ولكن للأسف في كثير من هذه الأحزاب لا يتوفر مناخ ملائم للصراع الفكري بل يتعداه لتكتلات بما يصطلح عليها الشلليات التنظيمية التي تؤثر سلباً على مناخ الصراع ويكون هنالك إصطفاف وخندقة من تلك الشلليات كل مع شلته لوأد مشروع الصراع الفكري
وهذا الداء أصاب كثير من الأحزاب اليسارية على رأسها حتى الحزب البلشفي الذي من خلاله قامت الثورة الإشتراكية في روسيا وحكم هذا الحزب الإتحاد السوفيتي ومعروف ما تم من تصفيات بسبب الصراعات الفكرية وعلى الأخص في عهد ستالين بن البلشفية نفسه
وهذه العدوى ما فتئت أن تناسخت في الأحزاب الشيوعية حتى في منطقتنا.
لذلك نرى أن الأخوان المسلمين منذ نشأتهم في عهد حسن البنا، رفض زعيمهم أن يكون لهم برنامج وسمى نفسه مرشداً حتى لا يحدث صراع في الرؤى وحتى لا يختلف الأخوان بل يتبعون ما يتنزل عليهم من قياداتهم حرفياً.
ولكن نعود ونقول أفضل أن يكون هنالك إنقسام بموجب صراع فكري بدلاً عن إتحاد دون خلاف وصراع فكري.
ولكن الإنقسامات التي تنشأ من الصراعات الفكرية يمكن دراستها جيداً والوصول إلى صيغ ديمقراطية تحد منها بحيث يكون متفقاً على أنه لا بد من وجود إختلافات في الرؤى حتى بين أعضاء التنظيم الواحد، وبذلك يتم التعامل مع الإختلاف كظاهرة إيجابية بدلاً عن أن تكون ظاهرة سلبية تقود لإنقسامات.
أما مسألة الإختراقات فهي أيضاً واردة في ظل سلطة بوليسية من أهدافها تفكيك الأحزاب التي تعارضها وهذا واقع قائم وماثل في الحالة السودانية، وحتى الحزب السوعي السوداني نفسه تعرض لمثل هذا النوع من الإختراق في ظل حكومة مايو العسكرية وكان هنالك الجناح الثوري (حسب ما سموا أنفسهم) وحسب روايات الحزب الشيوعي نفسه في تفسير ذلك الحدث أو الإنشقاق التنظيمي.
تحياتي
|
|
|
|
|
|