هل تفك جوبا إختناق الخرطوم ؟؟!! بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2018, 06:43 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 704

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل تفك جوبا إختناق الخرطوم ؟؟!! بقلم اسماعيل عبد الله

    06:43 PM August, 07 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    وصل نظام البشير ذروة الاحتقان و الاختناق الاقتصادي و السياسي منذ قدوم هذا العام , فقد تلقى في مطلعه ضربة قاضية افقدته التوازن من غندور وزير الخارجية السابق , عندما أقدم على تقديم إستقالته من المنصب الذي تشرئب له الأعناق , و فنّد أسبابه و حججه التي من بينها العجز المالي الكبير من قبل النظام , عن الوفاء بالتزاماته المادية تجاه السلك الدبلوماسي , وإخفاقه في سداد مستحقات السفراء و القناصل وموظفيهم , في تقرير طويل ومفصل طرحه امام النواب المدجنين في برلمان البشير , ثم ضاق الخناق اكثر فأكثر بتراخي حلفاء نظام الخرطوم الاقليميين , و عدم نجدته إقتصادياً و إنقاذه من الغضب و التذمر الشعبي الذي بدأ يلوح في الأفق , نتيجة لشح وندرة و انعدام الدواء والماء و الكلأ و النار , وحتى الحليف الأردوغاني لم يعمل جاداً على تطوير البروتوكولات الاقتصادية , التي ابرمت بينه وبين النظام في الخرطوم أواخر العام المنصرم , فعجزت الحكومتان التركية و السودانية في ترجمة تلك التعاهدات التجارية , إلى انسياب سلسل للبضائع و السلع بين البلدين , فلم تضخ السيولة النقدية المنقذة للحياة في جسد النظام المالي المريض لإنعاش خزائن البنوك و المصارف , فلوحظ الشحوب و الجفاف في مواعين الأقتصاد السوداني , وذلك في الحرج الكبير الذي وقع فيه موظفو خدمة عملاء المصارف مع العملاء المحبطين الذين يتدافعون كالامواج الجارفة , صباح كل يوم في سبيل حصولهم على اموالهم المودعة في حساباتهم الشخصية لدى هذه المصارف , فتمكن الخبر اليقين من تفكير مواطني الدولة السودانية بأن نظام الحكم في بلادهم قد بدأ يترنح , وسيطرت فوبيا المصير المجهول وماهية البديل القادم على النفوس , فلجأ النظام الى إعادة مسؤول الأمن و المخابرات الأسبق الذي ابعده عن منصب الرجل الأول المدير لشئون الأمن و المخابرات , وجاء به للمرة الثانية لكي يتولى مهمة محاربة من اطلق عليهم اسم (القطط السمان) , الذين حمّلهم النظام مآلآت الامور و الاحوال الاقتصادية المتردية التي لا تبشر بخير , لكنها لم تكن سوى خطوة تخديرية صحبها الصراخ والهياج الاعلامي و الحرب الكلامية , التي لم تتمكن من جرجرة ولو واحدة من هذه القطط المتخمة بالسمنة , الى تحقيقات نيابية وقانونية يمكنها ان تؤدي الى محاكمات شجاعة , فأخذ سعر صرف الدولار بمعاودة الصعود والإرتفاع مرة أخرى , ثم رأينا الوزير الجديد للدبلوماسية السودانية في جوبا مجتمعاً بكابينة قيادة الحكومة الجنوبية , في زيارة خاطفة و سريعة ومدهشة للمواطن في الشق الشمالي للبلاد , و سبب إدهاشها و غرابتها هو شكل الحالة العدائية و التآمرية , التي سيطرت على العلاقة بين الجارين منذ إنفصال السودان الجنوبي.
    من الحقائق الماثلة الوجود لنظامي الحكم في جوبا و الخرطوم , أنهما عبارة عن توأمين انشطرا من خلية واحدة , لذلك تجد اوجه الشبه بينهما تكاد ان تصل إلى مرحلة التطابق التام , فكلا النظامين قد نخر فيه الفساد المالي و الادراي و نهش في عظمه وأفقر شعبه أيما إفقار , اضافة الى حالة الفصام الكبيرة بين المعارضة السياسية للحكم في البلدين و بين الشعب الكادح و الجائع و المشرّد فيهما , فتوقيع اتفاقيات السلام المفترى عليه بين هذه المعارضات و حكومتيهما , في الغالب الأعم لا يأتي بخير للمواطن العادي في البلدين , لأنها اتفاقيات أساسها المحاصصات الفردية و الارضاءات الوظيفية , والمنح و العطاءات الدستورية على المستويات الشخصية لقادة هاتين المعارضتين , ولنا في الشق الشمالي من الوطن أصدق مثال لسوء منقلب هذه الإتفاقيات , وليست ببعيدة عن الاذهان الاتفاقيات التي عقدت في كل من ابوجا و الدوحة وأسمرا , فأبوجا جاءت بالسيد مناوي و قضى اربع سنوات بقصر غردون , و أزمة الانسان في دارفور لم تبارح مكانها , فالنازح ظل نازحاً تحت ظلال رواكيب الخيش وجوالات البلاستيك , و اللاجيء بقي في ملجأه الاجباري الى لحظة اندلاق هذا الحبر , وكذلك الحال لمآلآت وثيقة الدوحة التي زادت الطين بلة و كشفت عن إنتهازية مقيتة لممثلي الطرفين الموقعين عليها , فمن منا لا تستحضر ذاكرته تلك الفضيحة المدوية التي وقعت واقعتها بفندق السلام روتانا بالخرطوم , حيث تجلّت و وضحت صراعات تجارة الحرب و قبول البعض من ابنائنا العاقين بالريال و الدينار و الدولار , مقابل دماء اشقاء و اخوة لنا تقدموا الصفوف تلبية لنداء الأرامل و اليتامى , الذين قدم ازواجهن و آباؤهم دمائهم الطاهرة مهراً للحرية و الانعتاق , و اما بانسبة لاتفاق سلام الشرق المزعوم الذي مضى عليه اثنا عشر عاماً , لم يستطع ان يستأصل مرض السل المتفشي والمستوطن بين سكان ارض البجا , فهم وإلى يومنا هذا ما يزالون يعيشون حياة الفقر المدقع وانعدام الخدمات الضرورية , وارضهم يستخرج منها الذهب ويعدن و يصدر خارج الوطن , لتعود العملة الصعبة من مبيعاته في السوق العاليمة إلى جيوب (القطط السمان).
    بعد استكمال توقيعات اتفاقية السلام بين حكومة جنوب السودان ومتمرديها , سوف تواجه هذه الاتفاقية ورموزها تحديات مازالت ماثلة في ارض واقع انسان السودان الجنوبي , فمن الصعوبة بمكان ان ينعم سكان الجنوب بالسلام و الأمن و الطمأنينة ورغد العيش , لمجرد إنفاذ هذه الوثيقة التي راعت مصالح النخبة الجنوبية و افنديتها و اهملت عامة الشعب , وذلك بسبب حالة التذمر التي اجتاحت الكثيرين من الجنوبيين القبليين المناهضين لسلفاكير ونظامه , فهؤلاء سيحلون محل مشار و رفاقه في لعب دور المعارضة الباحثة لها عن ارضاءات ومحاصصات جديدة , وليست الباحثة عن حل لازمة الحكم وقضايا التنمية في الدولة الوليدة , يجيء هذا التمرد الجديد بسبب تهميش جماعة جديدة عن المشاركة , في اخذ نصيب من الكعكة التي تم اقتسامها في دهاليز قاعة الصداقة , فكما ذكرنا آنفاً ان الموضوع في مجمله لا يعدو ان يكون تجارة حرب رابحة , في بلدين يقودهما نظامان يشجعان على الاسترزاق من اعتلاء الوظيفة الدستورية العامة , وطالما ظل مفهوم قسمة الثروة و السلطة يعني للطرفين تقاسم مقدرات وثروات البلاد بين الأفراد , مع اهمال التنمية الاقتصادية و الاجتماعية عبر مؤسسات دولة قوية وراسخة لها شخصيتها الاعتبارية , وتعمل هذه المؤسسات على تحقيق رفاه المواطن الذي يعتبر هو محور التنمية بكل اشكالها , فان حلم السلام المستدام في كلا القطرين ما يزال بعيد المنال في هكذا حال , و انه لم يحن بعد أجل وصول نظامين ذوي كفاءة ومسؤولية اخلاقية يمكن ان تؤسس لسلام و استقرار حقيقي في السودانين.
    إنّ جوبا لن تسطيع فك أزمة الخرطوم الاقتصادية الخانقة , لمجرد إعادة ضخ الزيت الاسود عبر الانبوب الناقل الى ميناء بشاير , لان الأزمة في الخرطوم تتمثل في بؤر الفساد و الجماعات السرطانية والطفيلية , التي ربا ونما لحمها من مال السحت , والتي لن تتخلى عن نهجها التخريبي و الكارثي المحطم لاقتصاديات البلاد , فلقد قام ذات الانبوب بضخ عشرات الآلاف من براميل الزيت الاسود قبل عقد من الزمان , ولكن لم تسهم ايرادات تلك الكميات المهولة من هذا الذهب الأسود في ارساء دعائم تنمية صادقة , ولا بناء اقتصاد منتج يقي الناس ظاهرة شح المال وندرة اوراق النقد التي عايشناها من خلال هذه الايام العجاف , فالمعضلة القاصمة لظهر البلاد تجدها كامنة في سوء طوية بطانتي الحكم في كل من جوبا و الخرطوم.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]




























                  

العنوان الكاتب Date
هل تفك جوبا إختناق الخرطوم ؟؟!! بقلم اسماعيل عبد الله اسماعيل عبد الله08-07-18, 06:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de