ضلالات الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت (1-3) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-21-2018, 00:47 AM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضلالات الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت (1-3) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    00:47 AM July, 20 2018

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ"
    صدق الله العظيم

    قدم الأستاذ الصحفي صلاح شعيب بعض الأسئلة للأستاذ بدرالدين يوسف السيمت.. وقد قام بتنزيل الحوار الذي دار بينهما د. ياسر الشريف بالصالون _موقع الجمهوريين.. ونحن هنا نورد الحوار كما أورده د. ياسر.. نحب أن ننبه القراء ان نصوص الأستاذ بدرالدين التي سنوردها في هذه الحلقات منشورة بالصالون..
    (سؤال الصحفي صلاح: أنت كنت جزء من الفكرة الجمهورية، وإمكن عالجت موضوع الشريعة الإسلامية من زاوية مختلفة تماما من زوايا التفكير السلفي أو إمكن التفكير، حتى التفكير السودانوي يعني، حزب الأمة طرح الفكرة بتاعة الجمهورية الإسلامية، فيها الحدود أفتكر، ونهج الصحوة _الصادق المهدي_ والاتحاديين طرحوا الفكرة الجمهورية يعني وكدا. والآن عندنا في السودان اتجاهات متطرفة شديد، وفي تمدد سلفي في الأخوان وفي أنصار السنة. لكن يعني إنت كنت جزء من الفكرة الجمهورية ...
    بدر الدين: نعم
    صلاح مواصلا: وكنت من تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه.. إلى أي مدى هذه الفكرة أنها ما تزال يعني تحمل قدرات لحل المعضلات الكتيرة البتواجه مش السودانيين لوحدهم وإنما لأنها اتطرحت على مستوى إنساني يعني. هل ما تزال هذه الفكرة يعني عندها القدرة على التمدد والانتشار في المستقبل يعني.
    اجابة الأستاذ بدرالدين السيمت:
    والله سؤال جيد جدا. هو في الحقيقة أنا كنت وما زلت بعتبر أنو الأستاذ محمود محمد طه هو رجل عارف، هو رجل متصل بالله، هو رجل صاحب رؤية روحية متقدمة وصحيحة. لكن في فرق كبير جدا بين الأستاذ محمود كعارف محقق وبين الفكرة الجمهورية. وأنا في الحقيقة كنت جمهوري حتى سنة 82، من 68 لغاية عام 82 . وأنا بفتكر أنو عام 82 دا كان عام مفصلي في الفكرة الجمهورية. لأنو الفكرة الجمهورية، كما طرحها الأستاذ محمود محمد طه، كانت بتقوم على الدعوة إلى طريق محمد عليه السلام، وأنو بالممارسة الصحيحة للمنهاج النبوي، الإنسان بستقل عن التقليد وبكون على صلة بالله زي وضع الأستاذ محمود. وأنو في عام 82 الأستاذ طرح بأنو الأصالة أو الاتصال بالله حق شخص واحد وليس حق الجميع. وأنا كنت الجمهوري الوحيد الاعترض على الحكاية دي، لكن اعترضت على أساس الفكرة الجمهورية نفسها. على أساس أنو الفكرة الجمهورية بتقوم على الحرية الفردية المطلقة وبتقوم على تحرير الإنسان، وعلى أنو يكون ذو صلة مباشرة بالله، وحصل الخلاف وأنا تركت الفكرة الجمهورية في الوكت داك، لكن كنت على مودة مع الأستاذ محمود، وهو بنفسه، بعد نقاش، يعني كان الموضوع دا كان نقاش في جميع البيوت بتاعة الأخوان الجمهوريين، بتوجيه من الأستاذ نفسه، طلب مني أنو أناقش الجمهوريين، وأناقشو هو في الآخر. فأنا ناقشتو في الآخر وقلت ليهو أنا برى أنو الكلام الجديد فيهو تناقض مع الكلام القديم. فقال لي إنت إذا شايف أنو في تناقض فهذا رأيك وأنا رأيي غير كدا، لكن إنت عندك الحق في أنك تخرج من الفكرة الجمهورية ونحن بنلتقي مرة أخرى.
    وحصل فعلا أنا التقيت مرة أخرى مع الأستاذ محمود، لكن بكل أسف بعد ما هو انتقل إلى الدار الآخرة، بطريقة باسلة جدا، أنو تمسك برأيه، والجمهوريون تنازلوا عن الفكرة الجمهورية. لأنو الجمهوريين في الحقيقة هم في الأول لغاية سنة 82 الموضوع واضح أنو الأستاذ محمود إنسان متصل بالله، ودا حق لجميع الناس من جميع الملل والنحل. فبعد 82 فالجمهوريون بقوا يقولوا أنو الأستاذ محمود هو وحده الأصيل وهو الذي لا يموت، وأشياء ما صحيحة في الحقيقة في حق الأستاذ محمود. فلمن حصل تنفيذ الإعدام الجمهوريون ارتدوا عن الفكرة الجمهورية، على أساس أنو الأستاذ محمود ما مفروض يُقتل وكدا أو يموت وكدا. حتى إلى الآن في بعض الجمهوريين بفتكروا أنو الأستاذ محمود بيجي راجع تاني إلى الحياة الدنيا. وأنا بفتكر أنو المسألة دي كلها ما صحيحة. وأنا طبعا بعد التأويل أدركت أنو سنة 82 الأستاذ محمود كان مُحق وأنا كنت مُحق برضو. فالأستاذ محمود كأنو شعر بأنو المستوى، مش مستوى الجمهوريين، مستوى العالم كله، أنو ماشي لتدهور فكري، حتى في سنة 80 كان في كتاب إسمو "الخميني يؤخر عقارب الساعة" _فهذه الردة الفكرية_ فالأستاذ محمود في تقديرو هو، ودا كان تقدير صحيح، أنو لا يستطيع أن يستقل عن التقليد إنسان غيرو. ودا كان صحيح فعلا. الجمهوريون إلى اليوم هم مقلدين. فأنا بفتكر أنو الذين ينسبون أنفسهم إلى الفكرة الجمهورية، هم في الماضي كانوا جمهوريين، وجاهدوا مع الأستاذ محمود وأخلصوا ليهو، لكن من عام 82 ابتدأ التدهور الفكري، ولذلك هم تنازلوا وكتبوا توبتهم اللي [أدركه؟] التوبة، واللي كان محكوم عليهم بالإعدام مع الأستاذ محمود، في الأول وقفوا وقفة باسلة جدا، لأنهم كانوا يعتقدوا أن الأستاذ لا يموت، وجاء حكم محكمة الاستئناف وأدوهم حق التوبة، رفضوا حق التوبة، نميري نفسه أيَّد الحكم هم برضو رفضوا، والساعة 10 يوم الجمعة في 18 يناير 1985 طوالي هم تنازلوا، مضوا وتوقف نشاط الحزب الجمهوري، وكان على رأس الحزب الجمهوري في الوقت داك الأستاذ سعيد الطيب شايب، ودا كان بتعيين من الأستاذ، وكان هو يعرف الفكرة الجمهورية، وهو حلَّ الحزب الجمهوري طوالي، وحلَّ حركة الأخوان المسلمين [يقصد الأخوان الجمهوريين] وقال الناس يلزموا بيوتهم وبس يعملوا بطريق محمد وتاني مافي فكرة جمهورية. وأنا أفتكر أنو كلامو صحيح لأنو الجزء التاني من الفكرة الجمهورية هو بكون في تأويل القرآن. وتأويل القرآن مش بقوم بيهو أنا فقط، إنما دا حاجة مبذولة للناس جميعا ودا هو الأصل في الرسالة التانية ذاتها..)..
    لقد اتفق لي أن عاصرت جميع فترة الأستاذ بدرالدين التي قضاها في المجتمع الجمهوري، منذ التزامه وإلى أن فارق الفكرة.. فأنا ملم بأوضاع بدرالدين في هذه الفترة بصورة وافية.. والأمر الذي لا شك فيه هو أن بدرالدين لم يفارق الفكرة لأسباب فكرية كما يزعم الآن.. وإنما تمت مفارقته بصورة تراجيدية السبب فيها هو ظهور عدم مقدرته على التزام المنهاج (طريق محمد صلى الله عليه وسلم).. فهو قد عجز عن تقليد المعصوم، وفي الحد الأدنى من الالتزام، مستوى الحلال بيِّن والحرام بيِّن.. وإنما اتضحت مفارقته، وكان من الطبيعي أن يهبط إلى قاع السلم.. وقد شق عليه ذلك كثيراً، فقد كانت السقطة مدوية، فلم يستطع أن يصبر بالصورة التي يقتضيها الدين، ففارق، ولاحقاً اصبح همه الأساسي أن يغطي سقطته عن نفسه وعن الآخرين، فلجأ إلى حيلة هي زعم الاختلاف مع الأستاذ محمود حول الأصالة!! ثم ادعى لنفسه الأصالة!! فكانت المفارقة هائلة بصورة لا تصدق.. من العجز عن الالتزام بشريعة الحلال والحرام إلى ادعاء الأصالة!! على كل، هنا موطن العقدة الأساسية التي ظلت تلازمه إلى اليوم.. فهو قد أراد أن يغطي واقعه ويدسه عن نفسه وعن الآخرين، فرفع رأسه إلى أعلى الأعالي، واخترع له واقعاً افتراضياً بدل واقعه الحقيقي في الأدنى.. فأصبح لا ينظر إلى تحت حيث الحقيقة، ويتجنب هذا النظر بكل سبيل.. وظل إلى اليوم يعيش في هذا الوهم، الذي لا سبيل إلى أن يشك، في الحالة الطبيعية، أنه وهم من صنعه، ليداري به واقعه الحقيقي!! والأمر في السلوك الديني لا يعالج بهذه الصورة.. لا يعالج بالإنكار.. فمن يحاسب يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. والمعالجة لا تكون إلا بمواجهة النفس، والرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار.. وعندما فارق بدرالدين هذا الطريق السليم ذهب في متاهات، تجعل من غرابتها اللبيب حيران.
    نحن سنتحدث عما ذهب إليه بدرالدين، ولكن نبدأ بتعليق عام عما قاله للأستاذ صلاح شعيب، ونقلناه اعلاه.
    سأل الأستاذ صلاح شعيب الأستاذ بدرالدين السيمت بصفته كان من تلاميذ الأستاذ محمود، عن مقدرة الفكرة على حل مشكلات السودانيين والإنسانية جمعاء.. فبدل الإجابة بالإيجاب أو السلب ذهب بدرالدين ليتحدث عن الأستاذ محمود ومفارقته هو للفكرة، ولم يذكر أي إجابة مباشرة على السؤال.. وفي حديث بدر الدين الاضطراب واضح، والكذب اوضح!! فهو قد قال عن الأستاذ محمود: (أنا كنت وما زلت بعتبر أنو الأستاذ محمود محمد طه هو رجل عارف، هو رجل متصل بالله، هو رجل صاحب رؤية روحية متقدمة صحيحة. لكن في فرق كبير جداً بين الأستاذ محمود كعارف محقق وبين الفكرة الجمهورية..)!! رؤية الأستاذ محمود هي الفكرة الجمهورية، وإذا كان الأستاذ كما قال بدر الدين (رجل صاحب رؤية روحية متقدمة صحيحة)، حسب عباراته فرؤيته الصحيحة هذه هي الفكرة الجمهورية.. فكيف يكون (هناك فرق كبير جداً بين الأستاذ محمود كعارف محقق وبين الفكرة الجمهورية)؟! وعلى كلِ الثناء على الأستاذ محمود بهذه الصورة هو محض نفاق، فقد ظل بدر الدين ينقد الأستاذ محمود ويقلل من شأنه.. في رد لد. عمر القراي على الأستاذ بدر الدين نُشر في عام 2010م بالصالون، ذكر د. القراي عن بدرالدين انه قال: إن الأستاذ محمود وقع في خطأ، لا يقع فيه صغار الأولياء!! وبدرالدين يزعم ان طريق محمد صلى الله عليه وسلم (طريق معكوس)، وإتيان للبيوت من ظهورها، وهذا يلخص رأيه في الأستاذ محمود، فدعوة الأستاذ محمود إنما هي لطريق محمد.. والإساءات البالغة، لبدرالدين، التي قالها في حق المعصوم، هي إساءات للأستاذ محمود.. وبعد قول بدر الدين هذا الذي أوردناه ذهب مباشرة لطرح مفارقته للفكرة، بصورة تقوم على الكذب والإلتواء، فقال: (وأنا بفتكر أنو عام 82 دا كان عام مفصلي في الفكرة الجمهورية. لأنو الفكرة الجمهورية، كما طرحها الأستاذ محمود محمد طه، كانت بتقوم على الدعوة إلى طريق محمد عليه السلام، وأنو بالممارسة الصحيحة للمنهاج النبوي، الإنسان بستقل عن التقليد وبكون على صلة بالله..).. بدر الدين يقر بوضوح أن دعوة الأستاذ محمود هي طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. ولم يقل أنه اعترض في ذلك الوقت على التقليد، الأمر الذي يحدث منه الآن.. الآن بدرالدين يعترض على تقليد النبي صلى الله عليه وسلم، وسنرى ذلك في موضعه.. زعم الاستاذ بدرالدين ان خلافه مع الفكرة في موضوع الأصيل الواحد، وقد طرح الموضوع بصورة مشوهة قال فيها: (وأنو في عام 82 الأستاذ طرح بأنو الأصالة أو الاتصال بالله حق شخص واحد وليس حق الجميع..)!! هذا لم يحدث قط!! الاتصال بالله واجب كل مسلم، كان، ولا يزال ولن ينفك.. والاتصال بالله ليس هو الأصالة كما صوره بدر الدين.. فالصلاة هي اتصال بالله هي صلة بين العبد وربه، كما عبر المعصوم.. ولم يقل الأستاذ محمود أن الأصالة (حق شخص واحد وليس حق الجميع) كما زعم بدرالدين، هذا محض تهريج، وسوء تخريج.. الأصالة هي حق جميع المسلمين، عندما يحققون الإسلام الأخير، ويحققون فردياتهم، وهذا لا يكون إلا بعد مجيء الموعود، ومجيء إذن التطبيق، وتحقيق أمة المسلمين.
    ذكر الأستاذ بدر الدين في أكثر من موضع أن الجمهوريين تنازلوا عن الفكرة الجمهورية، وقال في ذلك (الجمهوريون تنازلوا عن الفكرة الجمهورية).. وقال: (الساعة 10 يوم الجمعة في 18 يناير 1985 طوالي هم تنازلوا، مضوا وتوقف نشاط الحزب الجمهوري..).. وهذا محض كذب، فالجمهوريون والحمد لله لا يزالون على طريق محمد.. والعجيب أن بدرالدين، وفي نفس إجابته هذه يقر بما عمل على نفيه فيقول مثلاً (الجمهوريون إلى اليوم مقلدين).. وعن الأستاذ سعيد الطيب شايب، زعم أنه قال: (وقال الناس يلزموا بيوتهم وبس يعملوا بطريق محمد وتاني مافي فكرة جمهورية..).. أولاً: الأستاذ سعيد لم يقل هذا القول، هذا محض كذب.. ثانياً: قول بدر الدين (وبس يعملوا بطريق محمد)، طريق محمد هو الفكرة الجمهورية.. أما زعمه بأن الأستاذ سعيد قال (وتاني مافي فكرة جمهورية) فهو كذب وتناقض فالقول (أعملوا بطريق محمد) يناقض القول بأنه (تاني مافي فكرة جمهورية).
    العقل والفكر:
    الاضطراب الواضح، والتناقض، في أقوال بدرالدين التي نقلناها أعلاه، له عدة أسباب، أهمها: أنه يكذب، وأنه يتحامل ضد الجمهوريين وضد الأستاذ محمود بصورة مبالغ فيها.. وقد ذكر عنه الأستاذ محمود أيام محنته، قوله: بدر الدين وشو أسود من الحقد علينا، قايل نحنا ظلمناهو، نحن ما ظلمناهو.. وقد اتضح حقد بدرالدين فيما نقله الأخ متوكل مصطفى حسين، عن أحد محامي نميري، الذين كانوا وراء المحاكمة.. فقد ذكر هذا المحامي للأخ متوكل، أن بدر الدين السيمت كان يشجعهم على المضي في تنفيذ الحكم على الأستاذ، وان لا يترددوا في ذلك!!
    يقول بدر الدين في إطار عدم اعتماده للعقل وتجاوزه له، ما نصه:
    (Here there is no proof ... here we have crossed the sea of knowledge, we are walking on the shores of eternity).
    (هنا لا دليل لقد عبرنا بحر المعرفة، حيث نسير على شواطئ الأبدية).. ويقول:
    (Humanity is going to trod the un trodden path ... What is the proof؟ Why do I say so؟ Proofs, reasons, conclusions and argument all belong the world of conflict, the world of elementary dimension. There I can give you thousand reasons. You can give me thousands reasons. We will argue endlessly).
    (الإنسانية ستطرق الطريق الغير مطروق.. ما الدليل؟ لماذا أقول أنا هذا؟ إن الأدلة والأسباب والخلاصات والمجادلات من توابع عالم التناقض والصراع عالم البعد الأولي.. هناك يمكنني أن أعطيك ألف علة، وأنت يمكنك أن تعطيني الآلاف منها ونتجادل إلى ما لا نهاية..).
    بدر الدين يزعم أنه عبر بحر المعرفة، فإلى أين ذهب؟ ثم إنه يخاطب أناساً لم يعبروا معه بحر المعرفة، ولا يزالون يقيمون في البعد الأول _بعد العقل_ فهم يحتاجون إلى العقل والدليل والبرهان، ولا يوجد أي سبيل آخر لمخاطبتهم غير هذا السبيل، فالعنصر الوحيد المشترك بين جميع البشر، في مخاطبتهم بعضهم بعضاً، هو العقل، ووسيلته اللغة.. فطالما أن بدرالدين يخاطب الآخرين، فلا بد من العقل، والتفكير المستقيم.. والله تعالى عندما خاطب عباده خاطبهم عن طريق عقولهم، فلا معنى لقول بدر الدين أنه تجاوز بحر المعرفة.. فنحن لم نتجاوزه فعليه أن يتنزل ويخاطبنا من خلال عقولنا، فالخطاب دائماً يكون في مستوى المُخاطَب، ولا يكون في مستوى صاحب الخطاب.. فأنت إذا كنت لا تريد أن تُسأل عن الأدلة والبراهين، كان عليك أن لا تخاطب الآخرين، فهم حتماً يحتاجون للأدلة والبراهين، ويطالبون بها.
    يقول بدر الدين:
    (Understanding is the middle path ... Islam is the middle path ... Here there is no duality you accept, WHAT IS, as it is .You accept the will of God! This is, (ALSIRAT AL_MUSTAGEEM), the other dimensions, transcends both good and evil. That is why it is the middle path).
    (الإدراك هو الطريق الوسط .. الإسلام هو الطريق الوسط ، هنا لا ثنائية .. أنت تقبل الشىء القائم كما هو .. انت تتقبل إرادة الله ، هذا هو الصراط المستقيم. البعد الآخر يتجاوز كلاً من الخير والشر، ولهذا هو الطريق الوسط).. جميع نقاطه خاطئة جداً، ولا معنى لها فالادراك ليس هو الطريق الوسط، وأنت لا تقبل الشيء القائم كما هو.. أنت لا تقبل إرادة الله، وإنما تعمل على نيل مرضاته.. والله تعالى نفسه يريد شيئاً ولا يرضاه "إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ، وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ، وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ".. فالدين كله هو عمل في الخروج من إرادة الله إلى مرضاته تعالى.. وغير صحيح أن الطريق الوسط يتجاوز الخير والشر.. إن فكرة تجاوز الثنائية هذه، هي فكرة أساسية عند بدر الدين، وهو لا يفتأ يذكر بها، في العديد من كتاباته.. وهي فكرة شديدة الخطأ.. وكل أقواله التي نقلناها في النص أعلاه، هي محض كلام مرصوص لا معنى له ولا قيمة له.
    يقول بدر الدين: (بهذا النضج الوجداني والفكري تنتنفي الحاجة للدعوة، وإقامة البرهان والحجج، لأن إقامة الأدلة ليس أمراً عسيراً بالنسبة للعارف سبب ذلك أن البراهين مسائل عقلية وكلما كثرت أفكار وعلوم المنظر استطاع أن يقنع من هم دونه. ليس هذا مطلوباً، والمطلوب أن ترى أنت الحقيقة لا أن يقنعك بها شخص آخر..).. إذاً لماذا تدعو أنت الآخرين؟! لماذا لا تتركهم يرون الحقيقة بأنفسهم.. إنك في الواقع تزعم أن ما تقول هو الحقيقة الوحيدة!! إنك متناقض شديد التناقض، وليس عندك أي شيء متسق.. وبدرالدين ليس فقط يتجاوز العقل، ولا يقيم له ولمقتضياته وزناً، ويدعو لذلك، وإنما هو أكثر من ذلك يعادي العقل!! ويصفه بأنه الشيطان!! اسمعه يقول: (ما الذي جعلنا نشعر أن خلق الله قد تغير؟ اسمع اذاً: (وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ، وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) وقد تمكن شيطان العقل من فعل ذلك بخطوات ماكرات، حتى اصابنا الصمم الروحي..)!! اذاً، حسب بدر الدين علينا أن نتخلى عن شيطان العقل، حسب زعمه!! فماذا يريد منا بدر الدين؟! لا سير إلى الله إلا من خلال العقول.. وإنما نزل القرآن لتحرير الفكر "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ، وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".. الإسلام كله يقوم على الفكر.. والفكرة الجمهورية في جميع تفاصيلها تقوم على الفكر المؤدب المروض بأدب القرآن، أدب حقيقته وأدب شريعته.. هل يريدنا بدر الدين أن نسلم له تسليماً اعمى؟! ولكننا نسأل مرة اخرى لماذا؟!.. ورغم هذا الموقف المتطرف في معاداة العقل، يشير بدرالدين في بعض الأحيان إلى عقل المعاش وعقل المعاد، فهي مجرد محاولة لمجاراة الفكرة الجمهورية، التي يحرص على مناقضة جميع أساسياتها، بما فيها منهاج (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يعتبره أصالة.. والأصالة عنده أن يقول بخلاف ما قاله الأستاذ محمود، وهذا جعله يتبنى من الأخطاء ما لا يجوز على أبسط الناس فكراً وديناً..
    العقل هو الأمر المشترك بين جميع البشر، ولا ينتظر للبشرية أن تتوحد إلا عن طريقه.. ولكن بدرالدين يرى عكس ذلك، اسمعه يقول: (مهما يكن من أمر فإن التحرر من سلطان العقل، يفضي إلى إتفاق بين البشر وسيكون ذلك تلقائياً..).. وبدر الدين ينتظر للبشرية أن تتوحد عن طريق التخلي عن سلطان العقل.. وهذا أمر نقيض البداهة، البشرية ستتوحد عندما تنضج العقول عند أفرادها، وتتوحد رؤيتهم، ويصبحون يرون الأمور قريب من قريب.. فالأمر بالضبط هو عكس ما يتصور بدر الدين.. المهم أن بدر الدين يعادي العقل، ويدعو وينتظر أن تتخلص البشرية من سلطانه!!
    إن موقف بدر الدين من العقل، هو وحده كافٍ للتدليل على بطلان ما يدعو إليه.. ونحن لا نحتاج إلى أكثر من ذلك، ولكن رغم ذلك سنمضي في دحض مزاعمه المتهافتة.. وسنتناول في الحلقات التالية موقفه من الدين.. موقفه من جميع الأديان السماوية، بما فيها الإسلام.. فهو ضدها بصورة مباشرة، وفي عداوة صارخة.. سنرى بصورة خاصة موقفه من القرآن الذي يزعم أنه يقوم بتأويله.
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة
    السبت 21/7/2018























                  

07-22-2018, 03:00 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت (1-3) ب� (Re: خالد الحاج عبدالمحمود)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de