منذ بداية الكون وظهور البشر على ظهر البسيطة ، جُبل الانسان على حب الوطن والاهل والمجتمع ، وقد تطور هذا الحب والعشق على مر الازمان ، وقد اكد ذلك الحكماء والشعراء ونظم الكثير من الاشعار والحكم والامثال في هذا الصدد. وقد قال الشريف قتاده أبوعزيز " بلادي وإن جارت على عزيزة وأهلي وإن ضنوا على كرام" تأكيد على مدى حب الوطن والاهل . وكما قدم الانسان الكثير من التضحيات في حب الوطن ، ومات الكثيرون فداء للأوطان ، حتى الصغار الذين لايعون ذلك ، وقصة الصبي الهولندي الذي اشتهرت بلاده بالاراضي المنخفضة ، وعندما شاهد تسرب المياه بصورة كبيرة تهدد بلاده بالغرق عمل بما يملك من امكانيات بسيطة لوقف هذا الخطر ، حيث وضع يديه ولم تكفى ثم خلع ملابسه ولم تكفي هي الأخرى ، في الآخر حشر نفسه في الفتحة حتى مات ، لكنه عمل على حماية البلد من الغرق.
ولايوجد شخص لايحب بلاده مهما كان مستوى تعليمه وثقافته ، وكل يعمل بما يملك من امكانيات للتعبير عن هذا العشق والحب للوطن , حتى وان كان ذلك عن طريق النقد ، وهذا يؤكد ذلك الحب . وقد شاهدنا كيف يعبر الناس عن حبهم لاوطانهم خلال ايام مونديال روسيا ، عندما جاء الالاف من البشر و قد تركوا بلادهم ودفعوا من حر مالهم لتشجيع منتخباتهم ، وكيف كانوا يعبرون عن سعادتهم بالفوز وعن حزنهم بالخسارة ، حيث لاحظنا المشجعين واللاعبين يزفون دموع الفرح والحزن. وقد كانت هذه الايام عبارة عن مؤتمر عالمي كبير شارك فيه الناس من مختلف الجنسيات ومختلف القارات ، وقد جاء اناس من بلاد غير مشاركة في المونديال لكنهم يعشقون نجم معين او منتخب معين ، وكانت ايام قمة في التلاحم والتقارب بين الثقافات والشعوب من مختلف انحاء المعمورة. وشاهدنا كيف ان الطرق خالية اثناء المباريات في شتى انحاء العالم ليشاهدوا هذا العرس الكروي الرائع الذي يؤكد أن الرياضة تدعوا للحب والسلام والتعارف والتواصل بين بني الانسان. وقد عملت شتى الدول والحكومات منن أجل تيسير المشاهد للجماهير الغفيرة التي تفرغت لهذا الحدث الهام. وقد اسهمت اقامة مباريات المونديال في بسط السلام والامن في شتى انحاء العالم ، حيث يلاحظ انخفاض معدلات الجريمة والحوادث بسبب انشغال العالم كله بمشاهدة مباريات كرة القدم اثناء المونديال, حتى الحركة المرورية تتوقف تمام اثناء المباريات في شتى انحاء العالم ، وكما تشهد الاسواق انتعاشا في المقاهي واجهزة التلفزيون واجهزة الاستقبال الفضائي حتى اماكن بيع قمصان وشعارات المنتخبات المشاركة. والرياضة دائما هي التي تحظى بالاهتمام العالمي لما تقوم به من تهذيب للنفس وبث لروح المنافسة الشريفة والصداقة والتقارب بين الشعوب والافراد. حتى العلاقات الامريكية الصينة التي كانت مقطوعة لعشرات الصنين ، كانت بداية رجوعها هي مباراة لتنس الطاولة بين البلدين ، لذلك يجب أن نعلم ان الرياضة فعلا مهمة لنا جميعا افرادا وجماعات, وهي اللهو البريء الذي يعمل على حماية الشباب من المخدرات وغيرها من الامور السلبية الاخرى. لذلك علينا أن نعمل على الاستفادة من طاقات الشباب في نشر الرياضة والتي من خلالها يمكن تفجير هذه الطاقات فيما يفيد الانسان والمجتمع وحتى العالم اجمع. كما يجب على الجهات الرسمية والشعبية العمل معا من أجل تشجيع الشباب على الرياضة واخراج طاقاته الكامنة. لن الرياضة سلام والرياضة اخاء ومحبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كنان محمد الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست