الفضائيات السودانية وقصة الترفيه و الطبقة الوسطى بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 00:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2018, 06:32 AM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 912

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفضائيات السودانية وقصة الترفيه و الطبقة الوسطى بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

    06:32 AM June, 23 2018

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-سيدنى - استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الذي يقرأ العنوان تدور بمخيلته ما تعارف عليه من ثقافة الكتابة " سمك لبن تمرهندي" و هي إشارة لعدم علاقة بين الأشياء المطروحة، و إن كان العنوان يحكي عن رحلة الطبقة الوسطى في السودان، و هي رحلة بدأت بالأحلام الكبيرة عن نخبة الاستقلال و ما بعد الاستقلال، و بدأت تتقزم بمرور الزمن بسبب قصر نظر هذه الطبقة نتيجة للتحديات التي واجهتا و أدت لضعفها، نتيجة للسياسات لنظم سياسية شمولية لا تؤمن بإلاشتغال بالفكر، إن ما تعتمد علي قرارات بدلا أن تسهم في الحل تعقد المشكل أكثر. و رحلة الطبقة الوسطى في السودان كانت رحلة فيها تحديات جعلت جزء كبير من هذه الطبقة ينزل للطبقة الدنيا، و يكرس الشخص جل وقته للجري وراء الحصول علي أحتاجات الحياة اليومية، الأمر الذي يكون خصما علي عملية الاستنارة التي كانت تقوم بها هذه الطبقة في المجتمع، و هذه الرحلة للسعي لها أنماطها الخاصة و انعكاساتها في العملية الإبداعية، و لكل فترة من هذه المسيرة التاريخية لها تصوراتها و صورها الجمالية، باعتبار إن الإبداع نفسه يتوسع و يتمدد مع أحلام هذه الطبقة، و يتراجع عندما تتراجع أحلامها، و هي رغم قساوة الحياة تحاول أن تزين ذاتها، و أيضا تحاول أن تخلق واقعا مغايرا لكي تزيد من عزيمتها، و يتجلي ذلك في العمل الإعلامي و خاصة في الفضائيات، فالمشاهد للفضائيات في السودان يستطيع أن يتعرف علي الذوق السوداني دون أن يبذل مجهودا كبيرا.
    الفضائيات متقاربة لدرجة كبيرة في برامجها، و الاعبين و الضيوف المستضافين في هذه البرامج تجدهم متجولون في الفضائيات، من واحدة إلي آخرى فالملعب واحد و الأداء نفسه لكن تتغير فقط العناوين، هذا الذوق يكشف للمشاهد إن الترفيه في الثقافة السودانية لابد أن يستند علي قاعدة الغناء و الطرب، فالصور الجمالية التي تقدمها الفضائيات تعكس هذا الذوق، الذي يحاول أن يدخل السعادة و البهجة علي المشاهدين، و القنوات السودانية في برامجها إن كانت في رمضان أو غير رمضان لا تهتم إلا بالمشاهد السوداني لأنها تعبر عن أحلامه، و هي نظرة تعكس إن أغلبية السودانية يتشابهون في أشياء كثيرة تجمع بينهم، حتى في قضايا الأبداع، و محاولة البحث عن تصورات جديدة تخرج المبدع السودني من دائرته المغلقة التي أغلق نفسه فيها، تحتاج إلي مغامرة غير محسوبة النتائج، لذلك يقدم ما كان قد قبله الناس من قبل، و هي تمثل إشارة مثل إشارات المرور كماركة سودانية مسجلة و معروفة، المحاكاة و هي ممارسة تعمل علي إغلاق لدائرة الإبداع، لأن الشخص يحاول أن يفكر في نموذج ماثل أمامه، فقط أن يغير في الديكور و زوايا التصوير و استبدال العنوان.
    و هناك قناعة عند أغلبية القائمين بقضايا البرمجة في هذه الفضائيات، إن البرامج البعيدة عن الطرب و المغني تحتاج لمجهود ذهني كبير، و هم حريصون علي صحة الصائم لا يريدونه أن يشعر برهق، أو إجهاد عقلي يتسبب في معاناته، لأنه سوف يسحب من رصيدهم الجسدي الذي يجب أن يوفر لمواجهة التحديات الأخرى، سخونة الطقس قطع الكهرباء و الماء و البحث عن غاز للطهي أو صرافات يجد فيها مطلبه من المال، و غيرها من أساسيات الحياة. و بالتالي حرصت الفضائيات أن تحصر أغلبية وقتها في دائرة واحدة، كيف تخرج المواطن بعض من الوقت من دائرة التفكير إلمستمر في مجابدات الحياة.
    هذه ذكرتني بحوار مع أبنتي عندما تذهب للسودان و تحاول أن تخرج من دائرة الزيارات و جدران المنزل، إلي أماكن التنفيس و الترفيه، و هي أماكن تساعد علي رمي الهموم و انعاش النفس، و إطلاق الخيال الذي يعتبر البيئة المساعدة لعملية الإبداع الذاتي، و تقترح علي أقرانها و صديقاتها فكرة الخروج لبعض الوقت للترفيه، فكانت دائما تسألني لماذا السودانيين متشابهين في فكرتهم عن الترفيه، و الاعتقاد دائما بإن الترفيه مرتبط بالذهاب إلي أماكن الكافتريات و المقاهي و المطاعم و غيرها، أي مرتبطة بالمآكل و المشرب. رغم إن هناك أماكن للترفيه لا ترتبط بقضية المآكولات بشكل مباشر، مثل السينمات و المسارح و الحدائق العامة، و الملاعب الالكترونية مثل " Dream land " و " Dream world " و تحتوي علي العاب كثيرة و متنوعة. قلت لها لا تتباهي و تقللي من شأن السودان، كان آهله في ستينات و سبعينات القرن الماضي يعرفون معني الترفيه الذي تتحدثين عنه، فكان هناك العديد من السينمات في العاصمة المثلثة تعرض أفلامها في ذات الوقت الذي كانت تعرض في هوليود " كلوزيوم و الوطنية غرب و النيل الأزرق و الصافية و الوطنية أم درمان و غيرهم و حتى في المدن الآخر في السودان" و كانت الحدائق العامة منتشرة في العاصمة المثلثة و كانت الفرق المسرحية تطوف خاصة في المناسبات الوطنية و الأعياد علي هذه المتنزهات، و تعرض فيها مسرحياتها، و كانت الأسر تذهب هناك و فيها مطاعم و كافتريات، تبين مدى الرفاهية التي كانت تعيشها الطبقة الوسطي، و كان لنا أيضا أماكن للالعاب في مقرن النيلين، و كان نوادي الموظفين و العاملين في الشركات منتشرة في العاصمة، و هي أيضا أماكن للترفيه و الثقافة، و كل ذلك قد قضاع عندما ضاعت الطبقة الوسطي، و أصبح التفكير للترفيه نوع من الترف الذي يجب عدم التفكير فيه، و مرتبط أيضا بحاجات الناس و ما يفكرون فيه.
    إن الفضائيات السودانية لا تستطيع أن تخرج من دائرة الذوق السوداني المتعارف عليه، و خاصة في رمضان باعتباره شهر منافسة بين الفضائيات في تقديم برامج تجذب أكبر عدد من المشاهدين، و من وراء ذلك تبتغي جذب الإعلان التجاري، و تقديم برامج جديدة بمواصفات لم تعهدها برامج رمضان تصبح مغامرة غير محسوبة النتائج، و إن كانت هناك بعض الإشراقات في بعض الفضائيات أن تكسر هذه القاعدة، و تقدم برامج ذات العمق الثقافي الفكري، و تعتبر إن هناك جمهورا أيضا يبحث عن هذه البرامج، دون أن يصاحبها مغنى أو نوع من أنواع الطرب، و هذه الإشراقة إشارة أن هذه الطبقة الوسطى ماتزال تتنفس رغم حالة ضيقها. و كلما تعافت هذه الطبقة استطاعت أن تسهم في إنتاج الثقافة ذات القيم العليا، و تفتح منافذ عديدة للحوار الثقافي و السياسي في المجتمع، في عقدي الستينات و السبعينات و هي الفترة التي كانت الطبقة في حالة انتعاش، هي التي تقدمت بطرح الأسئلة الهوية و التنمية علي أجندة السياسيين من خلال مدارسها الأدبية التي شكلتها في تلك الفترة الغابة و الصحراء و أبادماك و رؤيتها حول السودانوية و غيرها.
    إن عبقرية الطبقة الوسطى لا تظهر فقط في مجال المعرفة و الاستنارة و مجال الإبداع، إن ما هي طبقة تتعدد مواهبها و قدرتها علي إختراق الأزمات إذا استطاعت أن توحد صفها، و هي التي استطاعت أن تضع قواعد الحضارة الإنسانية، من خلال قدرتها علي الإبتكارات و التجديد في فكرها، و أيضا هي التي صنعت الثورات و الانتفاضات و خاصة في السودان، و حتى مظهرها الاجتماعي يعكس حالة البلد إذا كانت تعاني من أزمات أو تسير في حالة مضطردة في التنمية، و ما تقدم الفضائيات السودانية يعكس تصورات هذه الطبقة. نسأل الله حسن البصيرة.
























                  

العنوان الكاتب Date
الفضائيات السودانية وقصة الترفيه و الطبقة الوسطى بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن زين العابدين صالح عبد الرحمن06-23-18, 06:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de