الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل المدن بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-03-2018, 05:38 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل المدن بقلم عبد الله علي إبراهيم

    05:38 PM June, 03 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    وددت في كلمتي الماضية أن لو استقرت عبارة إنجلز الموجزة عن مهديتنا في أدبنا التاريخي نأخذ منها، وننقدها، ونطورها أو ما شئنا حسب المقتضى. فمثلاً: نظر إنجلز كما سنرى للمهدية كدورة صدامية في جدل البادية والمدينة وكنا ما نزال في هذه الجدل بين الحضر والوبر، في مصطلح ابن خلدون، كما شهدت بذلك محنة دارفور في تفسير من تفسيراتها. وسنرى هنا كيف عقد الأكاديمي نكولاس هوبكنز (المرجع في أدنى المقال) الوشيجة بين كلمة إنجلز وابن خلدون بما يوسع أفق معرفتنا بالرجلين معاً. وهذا هو العلم وشغل العلماء. وأعرب في هذا المقال نص إنجلز عن الإنجليزية، وأعرض للذي عقده هوبكنز بينهما من مغاز، وأختم بصدى كلمة إنجلز في نص مسرحي لي.

    نص إنجلز عن المهدية
    نظر إنجلز إلى المهدية (وتقليد المهدية عامة) كثأر بدوي على حاضرة فاسقة. فخلص من مقارنة عقدها بين ثورات البادية الأوربية (مثل انقضاض شعب الجرمانيين على الإمبراطورية الرومانية) وبين ثورات البادية العربية الإسلامية على طغاتها في الحضر إلى ما يلي:
    (ونقيض هذه الهبات الدينية (الأوربية) العجيب هو الهبات الشبيهة لها في العالم المحمدي، وفي أفريقيا خاصة. فالإسلام دين تأقلم على أوضاع الشرقيين والعرب خاصة بمعنى موافقته للحضر المشتغلين بالتجارة والصناعة وللبدو الرعاة معاً.
    ومن هنا تخلق جنين الصدام المكرر بين رعاة البادية والحضر على فترات. فيثرى الحضر ويتقلبون في النعيم والترخص في الالتزام ب"القانون". وتجد من الجهة الأخرى البدو على حال الفقر ومن ثم التشدد في الأخلاق يتفكرون بحسد في ذلك الثراء الحضري والتنعم. فيعزمون على الاستئثار به دون أهله. فتتراص صفوفهم من وراء نبي، أي المهدي، لتطهير المرتدين، واسترداد لجام الشرع، وصحيح الدين، ولحيازة كنوز الحضر بمثابة تعويض لهم لردهم عن الغي والظلم إلى سواء السبيل. وما تمضي مائة عام حتى تكون الجماعة التي ردت الحضر الآبقين إلى صحيح الدين قد انتهت إلى التنعم والتبذل. وتنشأ حاجة أخرى إلى تنقية الدين من المفاسد، ويظهر مهدي جديد، لتبدأ الدورة من جديد. وهذه هي سيرة فتوح المرابطين والموحدين الأفارقة لإسبانيا إلى المهدي الأخير الذي ظفر بالإنجليز بالسودان. وجرى نفس الشيء أو مثيله بهبات في فارس وبلاد مسلمة أخرى. فكل هذه الهبات تزيأت بالدين ولكن منشأها في دوافع اقتصادية. غير أنه ما نجحت الواحدة منها حتى سمحت باستمرار الأوضاع الاقتصادية القديمة لم تمسها يد التغيير. ولذا يبقي الحال على حاله ويعيد الصدم نفسه دورياً. وهذا خلاف ما في هبات الغرب المسيحي الجماهيرية. فالزي الديني فيها مجرد لواء وقناع لتسديد الضربة إلى نظام اقتصادي خالف. ويسقط هذا النظام في النهاية ويقوم في مكانه نظام جديد ويطّرد التقدم). انتهى النص.

    ما بين إنجلز وابن خلدون
    ونرى هنا حسب هوبكنز بوضوح هنا تطابق افكار إنجلز وابن خلدون في ديناميكية هذه التعاقب في التاريخ. ويرد كلاهما نصر جفاة الإعراب إلى حيويتهم وعصبيتهم ورفضهم الانقياد والحرية. ونظر الرجلان لهذا التعاقب في إطار سعيهما لكتابة تاريخ عالمي يفسر تغير النظم والقيادات السياسية. وأولى كلاهما العوامل المادية، وتناصر الجماعة لكسب العيش الاعتبار المقدم في سلسلة ذلك التعاقب. وكان ذلك مدار أفكارهما السياسة والاجتماعية. وكان كل منهما على استعداد لإدخال عنصر الدين من جهة تراكيبه وافكاره ورموزه في تحليلهم لدورة التعاقب تلك كما تقدم.
    ولكن ما اختلف فيه إنجلز عن ابن خلدون في رأي هوبكنز أن دورة التعاقب في الشرق غير الغرب. فالدورة في الغرب تفضي إلى تطور في المجتمع وتغيره. وهذه هي التطورية (evolution بمعنى مضي الإنسان قدماً من نظام إلى آخر جديد). فنهاية الرومان بيد الجرمانيين كانت بمثابة مجتمع قام على الرق. وكان صعود الجرمانيين بداية للنظام الاقطاعي ثم الرأسمالية. ولم يأت شعب النورس هادم لذات الجرمانيين بجديد. وهكذا تسير الدورة في الغرب صُعداً تغير نمطاً من الإنتاج بنمط آخر بينما تتحنط دورة التعاقب في الشرق وتعيد إنتاج نفسها.
    واضح أن إنجلز لم يسعد بابن خلدون من جهة مالآت الدورة التاريخية التي عالجهما كل منهما. فمنظوره تطوري يقع فيه التغيير التقدمي العلماني مطرداً. أما منظور ابن خلدون، في رأيه، فدائري يعيد النظام الخالف إنتاج العاقب وهكذا دواليك. ونقد إرنست قلنر الأنثروبولوجي فكرة إنجلز عن المهدية والإسلام بقوله إنها اقتصرت على مقارنة تطورية الغرب بمكوث الشرق على ما هو عليه. وهو بهذا ابن بار لثقافته الأوربية التي اعتقدت دائماً في الفارق بين "شرق مجمد وغرب متطور". وهذه النظرة التي تعرف بالمركزية الغربية التي قل أن يخرج الغربي من جلدته الثقافية وهو ينظر إلى ثقافات الآخرين. بل كانت شهية الألماني نيتشه من السفر للجزائر هو أن يرى حقائق أهله بعد رؤية جماعة من غير أهله. وسنرى في مقال قادم كيف تخلص ماركس من هذه المركزية التي بدا بها ثم نفضها عنه نفضة واحدة.

    أنا وإنجلز:
    ومن باب غزونا لا تنسونا أذكر صدى كلمة إنجلز في نفسي وكتاباتي منذ قرأتها في السبعينات في كتاب عن "الماركسية والدين". فأعجبني منها ما رأيته فيها من جدل البادية والمدينة واستلهمتها في مسرحيتي "السكة الحديد قربت المسافات". فصورت غضبة أهل القرية على زنا "فضيل الراعي" العربي، من شخصيات المسرحية، العربي ببنت منهم. وكان أغواها بعبارته الطلقة الغَزِلة مما سماها العباسي "أفانين":

    الفتاة لفضيل: كلماتك تغتصبني
    فضيل: لأنها تولد في سكون الفيافي المقفرة. ما يولد في الصمت له سطوة الفعل. كلماتنا تحاصر المدن الهتيكة بالبغض والإثرة والعقم. حين يغيض اليقين والخلق والنسل في المدن تنحدر كتائبنا المدججة بالكلمات. نبدل حذلقتها تقى. وإثرتها إيثاراً، وعقمها نسلاً صحيحاً وجديداً (يقودها إلى منعطف. تبدو كالمسحورة). الصحراء بعل المدن والقرى. والمهدية بعل الحضر.
    Nicholas S. Hopkins, Engels and Ibn Khaldun, Alif: Journal of Comparative Poetics, (1990), pp. 9-18.
























                  

العنوان الكاتب Date
الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل المدن بقلم عبد الله علي إبراهيم عبدالله علي إبراهيم06-03-18, 05:38 PM
  Re: الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل عبدو 06-03-18, 08:48 PM
    Re: الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل عبد لله علي إبراهيم 06-04-18, 06:35 AM
      Re: الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل محمد عبد الله الحسين06-04-18, 07:33 AM
        Re: الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل البعشوم 06-04-18, 12:19 PM
        Re: الماركسية والمهدية والإسلام: البادية فحل عبد الله علي إبراهيم 06-04-18, 09:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de